شَــعــري ...

في هذا الصباح، تمنيت لو تكون نائمة فأرحم نفسي من بداية صعبة أخرى لنهاري .. تسللت بهدوء عابرا غرفتها والممر، اقتربت من الباب وهممت بالخروج، فإذا بصوتها يفاجئني من حيث لا أدري وكأنها باتت ليلتها هناك متربصة لحظة الانقضاض.

نهرتني أمي " وين ... ماشي وين بالمنظر ده؟" ابتسمت ببرود وواصلت طريقي وواصلت هي "احلق .. احلق يا ولدي الله يرضي عليك ... يا ولدي انت ما كنت عاقل، يا ولـ...."

خرجت من المصعد بخطوات سريعة نحو الباب متخطيا غرفة البواب دون ألقي التحية، لعلي لا ألفت الانتباه لكن زوجته الصعيدية أمسكتني وصرخت في "حرام عليك يا ابني .. أجي أحلقهولك أنا .. ربنا يهديك"

أجبتها بابتسامة مفتعلة وواصلت طريقي نحو الكمين الثالث.

كانت صديقتي السودانية العجوز تنتظرني في شرفتها التي لا تفارقها أبدا، متشبثة بخليلتها الوحيدة التي لم تفارقها بعد. علبة السجائر. نادتني بصوت أجش أهلكته ملايين السجائر الرديئة "احلق يا حبيبي .. وإلا والمسيح الحي ما حاعرّس ليك بنتي".

فالتقط الفكهاني الحشري الذي أقام محله بالقوة الجبرية أمام عمارتنا، التقط خيط الحديث "يا عم الغابة اللي فوق راسك .. لا حول ولا قوة إلا بالله"

لماذا غادرت سريري أصلا هذا الصباح !!