Quote: المفروض العساكر هم من يرفض الإنتخابات لأنهم لا ناقة لهم فيها ولا دجاجة ولا بيضة! لكن العجيب أن من يدعون أنهم ممثلي المدنيين دون حياء ولا خجل هم يرفضون الإنتخابات!
وهل لديك شك في أن العسكر هم الأكثر رفضاً للديمقراطية الحقيقية، والأشد خوفاً من إجراء الانتخابات النزيهة، وأنهم الأكثر تضرراً من فصل السلطات واستقلال القضاء وسيادة القانون، والأكثر رعباً من اقتراب يوم الحساب؟
وألم يلفت انتباهك يا عبد الباسط أن أكبر الحلاقيم وأكثر الخلق جعجعة بالدعوة للإنتخابات المبكرة هم أناس من شاكلة اللواء المسخرة والمدير السابق للجهاز الاستثماري للكيزان (عبد الهادي عبد الباسط) وأشباهه من تلاميذ المجرم (صلاح قوش)، ومن جواسيس الأمن، ومن معاشيي الجيش والشرطة والاستخبارات، ومن "الإستراتيجيين" رموز المافيا الكيزانية والفاسدين والأرادولات، وجوقة الصحفيين "الإنقاذيين" وخبراء تدليك العسكر من صنف (اسحق فضل الله)، ومن صنف صديقكم (حسين خوجلي)، وجميعهم يريدونها انتخابات في ظل هيمنة الديكتاتور، وتحت إشراف الجنرال الإنقلابي وزعيم فرقة علي بابا الكوز المجرم (عبد الفتاح البرهان).
فلك يا عبد الباسط أن تتخيل شكل وأجواء تلك الانتخابات التي ينشدها ويوضب نتائجهاأعضاء اللجنة الأمنية للمخلوع عمر البشير، وأن تتأمل إلى أي درجة سوف تكون شفافيتها حتى وإن تمت برقابة أمريكية وبإشراف شخصي من الرئيس كارتر:
لقد اعتدنا من كبار جنرالاتنا وعصابات مافياتنا تخويفنا بصناديق الذخيرة، فعليك أن تسأل نفسك يا منتصر، ما الذي تبدّل وجعل كبار الجنرالات الملطخة أياديهم بالسرقة والخيانة العظمى والعمالة للخارج وبالإجرام، والذين اعتادوا الولوغ في الدماء ومواجهة وقتل المعتصمين الآمنين السلميين بالدوشكات والكلاشات.. ما الذي (ملأ قلوبهم بالإيمان بالديمقراطية) وجعلهم فجأة يتحولون ويتسابقون لتخويف الشباب والمدنيين بالانتخابات؟
وإذا افترضنا معك يا منتصر بأن العسكر يسمعون فعلاً وحقيقة صوت مواطنيهم في الداخل، وليس صوت السيسي وأوامر الكفلاء بن سلمان وبن زايد.. أليس ما ظل يقوله الشارع السلمي خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة وحتى الآن وهو يعج بحشود الملايين، ويصدح بالمدنية ويهتف بعودة العسكر للثكنات، هو أصدق استفتاء وأكثر العمليات الانتخابية شفافية في تاريخ البلاد؟
وأنت يا منتصر تعلم بأن الجنرال المخلوع الذي جثم على الصدور لثلاثة عقود، لم يتوقف كل خمس سنوات عن نصب السرادقات، وعن استيراد ونصب تلك الصناديق الزجاجية الشفافة، وعن خج نتائج الانتخابات، برغم أن تلك الانتخابات كانت تُحظى برقابة من جهات دولية على رأسها مركز السيد كارتر وغيره من الشهود الزور.
كما أنت سيد العارفين يا منتصر بأن الأراجوز المصري (عبد الفتاح السيسي) الذي يكتم أنفاس الشعب المصري، ويؤبد صُلبه بالصمغ واللحام في الكرسي، ما يزال يدعي أنه جاء بإرادة شعبية وعملية إنتخابية أشرف هو بنفسه على عواستها في العام 2014، علماً بأن أكثر من يؤيده في دعوى شرعيته الانتخابية هما "الديمقراطي" السعودي (محمد بن سلمان)، و"الديمقراطي" الإماراتي (محمد بن زايد آل نهيان) وهم الثلاثة ( بجانب السيسي) الأسياد والكفلاء للحاكم بأمرهم وعبدهم المطيع جنرالنا عبد الفتاح البرهان.
الانتخابات يا سيد عبد الباسط ليست الآليات وليست الصناديق الزجاجية، والسرادق، والصفوف الممتدة والكاميرات المنصوبة .. الديمقرطية هي الإيمان الصادق بقيم الحرية في الاختيار، وهي ارتضاء وقبول والاقتناع التام بمبادئ تداول السلطة، وليس الجعجعة الفاضية لجنرال غادر لا يؤمن أصلاً ولا يفهم مفردة ديمقراطية من شاكلة الجنرال السيسي، أو جنرال أكثر فساداً وغدراً يُطلق الغازات والرصاص على المتظاهرين، ويصادر حقهم في الاحتجاج السلمي، ويهدف فقط إلى استغلال آليات الديمقراطية ويرفض الزحزحة مخافة إنفاذ آليات القانون واقتراب يوم الحساب من شاكلة الجنرال عبد الفتاح البرهان واللواء الأمني عبد الهادي عبد الباسط.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة