من السيناريوهات المتوقعة للخروج من المأزق الراهن، الدعوة لقيام الانتخابات المبكرة، وقبل استكمال مهام الفترة الانتقالية. بالطبع، هناك من يرفض أي حديث عن الانتخابات قبل إنجاز مهام الفترة الانتقالية، ويرى تمديد الفترة إذا استدعى الأمر. وبالطبع، كان يمكن قبول هذا الرفض وقبول فكرة التمديد، إذا أصلاً كانت هنالك إنجازات وتبقى القليل لم ينجز. ولكن في ظل التعثر الحالي، حيث لا مجلس تشريعي ولا مفوضيات ولا تصفية تركة النظام البائد ولا قيام مؤسسات العدالة،…الخ، فإن التمديد هو تمديد للفشل، وسيأتي بعواقب وخيمة، ومن الصعب أن نلوم البعض الذي يرى في دعوة التمديد ورفض الانتخابات هروباً من اختبار التفويض الشعبي، وتخوفاً من فقدان كرسي السلطة، أو يرى فيها محاولات للتمكين والاستفادة القصوى من أجهزة وموارد الدولة. وعلى كل حال، فإن التمديد في ظل الأداء الفاشل، ودون توافق من الجميع، يفتح باب التسلط والاستبداد ويضاعف اهتزازات البلد. وبالمقابل، فإن دعوة الانتخابات المبكرة مطروقة ومطروحة بشدة في العديد من المجالس. لكن، في حالة الاستجابة لهذه الدعوة، وذهاب الناس إلى انتخابات برلمانية/رئاسية، دون استعداد من جانبهم، ولا من جانب القوى السياسية المضعضعة أوصالها وبنياتها الداخلية والتنظيمية، سنأتي بنظام، نعم منتخب وربما عبر انتخابات نزيهة وشرعية، ولكنه سيحمل بذور فشله في داخله، مثل بقية الأنظمة التي تم انتخابها في نهاية فترات الانتقال السابقة، وسيتواصل ويتكرر دوران الحلقة الشريرة، لكن ناتج الدوران هذه المرة، لن يكون نظاماً ديكتاتورياً قمعياً فحسب، بل أسوأ من ذلك حد الحرب الأهلية وتفتت السودان. والمسؤولية سيتحملها بالكامل قادة الفترة الانتقالية في مختلف مواقعهم، في مجلس السيادة، وفي مجلس الوزراء، وفي مجلس الشراكة، وفي الحاضنة السياسية، وستظل اللعنات تطاردهم. ومع ذلك، فإن دعوة الذهاب إلى انتخابات مبكرة، ربما كانت مخرجاً معقولاً وعادلاً من الأزمة التي تعيشها بلادنا اليوم
العنوان
الكاتب
Date
الشفيع خضر:الانتخابات المبكره احدى حلول الوضع الراهن
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة