ده احنا حا نتبل جنس بل

Quote: *ويبقى الود* *الثلاثين من يونيو.. أول الغيث قطرة!!!*.. *الدكتور/ عمر كابو*.. من أبرز السمات التي تميز حكومة اليساريين هذه عدم قدرتها على اغتنام الفرص السهلة و تحويلها إلى أهداف في مرمى الخصوم إذ أنها صفة ملازمة لا تنفك عنها و يتمكن خصومها بموجبها من إحراز أكبر غلة من الأهداف في مرماها بكل سهولة ويسر ..مرد الأمر في تقديري يرجع إلى سببين السبب الأول أن هذه الحكومة بخلفيتها ومرجعيتها اليسارية تعتقد أن الوصول إلى كراسي الحكم ثم المحافظة عليه ليس له من طريق غير طريق الصراع السياسي و من ثم المصادمة والعنف الثوري؛ فهم يكفرون بالأدوات السياسية الأخرى من إقناع وحوار مع الآخر والتسوية والمصالحة و السبب الثاني إن قياداتهم لم تتوفر على تجربة عملية في إدارة الشأن العام ومباشرة ملفات تنفيذية وتشريعية ولذلك ظلت تنطلق من روح المعارضة و الرفض والتهريج والهتافات دون ترو وتبصر وأناة وهدوء وحكمة.. صفات يجب أن تتوفر في أي حاكم فكيف تتوفر فيهم و كلهم بلا استثناء خريجو مدرسة (أركان النقاش) وإن شئت الدقة فقل ناشطو ((فيسبوك وتويتر)). الأهداف التي ولجت شباك حكومة حمدوك اليسارية البارحة كثيرة وكثيفة بحيث أنها كافية لوحدها أن تهبط بها ((للسنترليق)) وسط هتاف كل الجماهير ((الليق الليق ياعواليق))، نعم قد قالت بالأمس جماهير الشعب السوداني والتي كانت قد خرجت في حشود ضخمة لم يسبق لها مثيل كلمتها وعبرت بلسان صدق فصيح مبين عن رفضها لحمدوك ولحكومته وهي تطالب بسقوطه وإقالته الفورية. فلأول مرة منذ زمن طويل تتلاقى كل التيارات السياسية وتتنادى لأجل هدف واحد هو إسقاط النظام ما شذ منها أحد إلا حزب البعث العربي الاشتراكي فرع السودان الذي يحكم فعليًّا الآن البلاد فيما عدا ذلك فقد اجتمعت إرادة الأمة واتفقت كلمتهم ملتفين حول راية المطالبة بسقوط حكومة العملاء. ومن باب الإنصاف أن نقول وللحق بأن الإسلاميين وبأقل مجهود ودون أن يكلفوا أنفسهم جهدًا كبيرًا استطاعوا أن يرعبوا الحكومة وأن يدخلوا الذعر في قلبها وأن ((يجهجوا باكاتها)) و ((يتوروا نفسها)) على نحو أظهرها مرتبكة مضطربة خائفة مرتعشة ذليلة لتقوم بكل تلك الحماقات وأولها خسارتها للشرطة هذه المؤسسة المحترمة وسترتكب خطأ كارثيًا لو حاولت أن تنتقم منها في مقبل الأيام وهو بالضبط ما سيحدث عطفًا على طريقتها في التعاطي مع الأشياء حينها فلا تلومن إلا نفسها إذا عمد جميع منسوبي الشرطة إلى تقديم استقالاتهم الجماعية أو التمرد والعصيان تعاطفًا مع من تتم إقالتهم منهم. أعتقد جازمًا أن أسهل هدف دخل على مرمى حكومة حمدوك بسهولة و يسر لا يدخل إلا مرمى حارس غبي و مغفل و((عوير)) هو اعتقالها للمحامي العظيم والأستاذ الجامعي العالم الدكتور عبدالرحمن إبراهيم الخليفة النقيب الأسبق لنقابة المحامين (الشرعية) وعميد كلية القانون جامعة الخرطوم والمدعي العام محامي حكومة السودان، فقليل من التبصر والتمهل والتريث كان سيمكنهم من إدراك أن اعتقال رجل بكل هذه الخبرات سيحرج الحكومة وسيثير غبارًا كثيفًا حول الاعتقالات التي قامت بها أولًا لأنه ليس من المعقول أن يقوم رجل بكل هذه الخلفية القانونية بمخالفة صحيح القانون فما الداعي إلى اعتقاله إذن؟!!! ألأنه قد خرج في تظاهرة سلمية؟؟؟!!! وهل الخروج في تظاهرة سلمية عمل إجرامي يجرمه القانون؟؟؟!!! أم أنه فعل أقره وأباحه وأتاحه القانون؟؟؟!!! إضافة إلى أن اعتقاله قد أضحى مسوغًا واضحًا لانتقاد الحكومة وكتائب حنين التابعة لحزب البعث العربي الاشتراكي فرع السودان الحزب الوحيد الخاسر الأكبر في كل يوم تحكم فيه حكومة حمدوك البلاد إذ اتسعت مساحة الكراهية و الاحترام وأضحى أكثر حزب منبوذ ومرفوض في البلاد. إن يوم أمس يوم له ما بعده في البلاد فقد خسرت حكومة حمدوك كل شيء ومنحت المعارضة ضوءًا أخضر وهمة ثابتة و عزمًا أكيدًا على إسقاطها بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة بعد أن أسست للعنف واستخدام القوة باستخدام كتائب حزبية تغطي بها فجوة رفض الشرطة ضرب وقمع المظاهرات السلمية. تحية مستحقة لشباب السودان الذي قرر بلا رجعة ولا نكوص مواصلة المشوار حتى ذهاب هذه الحكومة الفاشلة ؛ فلأول مرة نشهد تصميم جميع فئات الشعب على إسقاطها والأيام القادمة ستشهد مزيدًا من الحراك الشعبي الذي لن يهدأ ولن يكل بعد أن فتحت الثلاثين من يونيو شهيته.