ذكريات السفر والغربة:

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 11:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-08-2020, 06:15 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10924

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ترى أين أنت أيها البحّار الغريب: أم أنها لعنة الغجر؟
    25 أكتوبر، 2017



    هي قصة ذلك البحار السوداني الذي قابلته يوما خارج البلاد

    فأثار في النفس كثير من ‏المشاعر ‏و الخواطر. و من بينهم هذه الخاطرة .‏

    أيها البحار الغريب ذو الجسم الاسمنتي المتين ترى أين أنت ؟

    في أي البحار تحلق أنت الآن كما النورس ؟

    في أي الموانيء؟ في أي الأرصفة؟ وفي أي المحطات؟

    أم سئمت من البحار و الموانيء إذ لم تجد فيهن الدفء الذي تريد؟

    أم ترى وجدته في صدر عاشقة حنون؟

    أم ترى صرتَ كائنا برمائياً بعد أن أنهكك السفر و التسكع في المواني الغريبة ؟

    أم يا ترى رجعت لحبيبتك التي التقيتها يوما ما في مرسيليا؟..‏

    تلك الزوجة الطارئة التي التقيتها في ذلك الميناء المزدحم …‏

    ذلك البلد الذي شهد التقاء نُطَفُكما لتنجبا كائنا هجينا …‏

    ‏….كائنا غريبا عن الميناء و عنك و عنها …كائن ضائع الهوية…‏

    ترى هل لا زلت أسيراً ل(لعنة الغجر)؟- (لعنة الغجر) تعبير التي ذكرها الشاعر مصطفى سند في قصيدته ‏التي يقول فيها: ‏

    فى الصبح حين يرجع المهاجرونْ

    من آخر البحار، فجأةً يسافرون‎

    لأن لعنة الغجر‎

    منقوشةٌ على عيونهم‎

    لأن في عيونهم سحابة الضجرْ

    الوقائع:‏

    لعلك يا (س) لا تذكرني و لا تذكر إنك التقيت بي.. ‏

    كما أنك من المؤكد لن تتذكر اسمي(ليس لأنك لم تسألني ‏عنه)….‏

    لن تتذكره فقد كنت سارحا بعيدا …لربما في نقطة آخر البحار.‏

    و لكني أنا أذكر ذلك ، كأن ذلك حدث بالأمس…‏

    في منتصف التسعينات و صهد النهار القاهري يلهب الظهور بالعرق السخين ….‏

    و رطوبة الجو تطرد ‏النوم النهاري العنيد من العيون المتعبة ..‏

    و أنت في غرفة الفندق ذو الثلاثة النجوم المزروع في أحد الشوارع الجانبية…‏

    و أنا كنت ُشابا يافعا أجمع شتات خبرة مبعثرة عن مبادئ التجارة المختلطة بالرغبة في ‏التسواح ‏و التجوال الشبابي المراهق..‏

    هل تذكر ذلك؟ أعرف أنك لن تذكره…‏

    ‏ لعلك لا تعرف أن ما جذبني لاقتحام خلوتك في ذلك اليوم ، و الحديث معك كان شيئا غريبا…‏

    كان شيئاً غريبا لا ‏تصدقه…إنه شخيرك. نعم شخيرك المخيف الذي يكاد أن ترتجف منه ‏أوصال ذلك الفندق الصغير ذو ‏الطابقين…‏

    شخيرك و جسمك العملاق العريض اللذان كانا مصدر فرجة للعاملات في الفندق إ كان باب ‏الغرفة مفتوحاً

    أشفقت عليك حينئذ !‏

    إي والله أشفقت عليك برغم أنني أصغرك بأكثر من عقد من الزمان..‏

    أشفقت عليك بالرغم من جسمك الاسمنتي المتين………‏

    نعم أشفقت عليك بالرغم من صدرك الواسع الأرجاء و ‏طولك الفارع المهيب.‏

    اقتحمت عليك وحدتك و سكونك لأحذرك من ترك باب غرفتك مفتوحاً…‏

    ‏…لأحذرك خوف السرقة و أنت تنام في ‏كهفك العميق لا تسمع صوتا و لا تحس ركزا…‏


    و لكن لنترك كل ذلك جانباً: يا ترى أين أنت الآن؟

    ‏ كانت ملامح وجهك بمنخاره المربع و خدودك المنتفخة و وجهك العريض يوحيان بكل ‏براءة ‏الدنيا و بكل بساطة أهلنا الطيبين…‏

    ‏ فدونت منك معبّرا عن صداقةِ الغريبِ للغريب.. في البلد الغريب…‏

    ‏…..و قبِلْتَها أنت دون تأفف أو تردد..‏

    و جلسنا..و تعارفنا ..و تسامرنا و ربطت الألفة المؤقت الطارئة بين قلبينا…‏

    و لكن أيضا كان يفصل بيننا فراغ…فحاولت ملئه بالتعارف لنزداد إلفة و وثوقاً: ‏

    ‏- لماذا أتيت للقاهرة؟ تجارة أم عمل؟

    ‏- أنا أعمل بحار…‏‏. جاءت مركبنا للسويس لمدة ثلاثة أيام..‏

    ‏- هل تجيء القاهرة كثيرا

    ‏- احيانا..‏‏ لأن معظم سفرنا في أوروبا..‏

    ‏- منذ كم سنة و انت تعمل في البحار؟

    ‏- حوالي عشرين عاما.‏

    ‏- طبعا متزوج…. و لديك أبناء…( كان يناهز الخمسين من العمر تقريباً)‏

    و هنا صمتَ طويلا حتى خلته لن يجاوب..‏

    ‏…. و لُمتُ نفسي على فضولها و سذاجتها و على طيش صاحبها…و صمتُّ أنا كذلك..‏

    أشعل غليونا غليظا. و عدّل من جلسته… ثم ابتسم و هو ينظر لدخان غليونه…‏

    ‏… تنحنح قليلاً مُسَلِّكاً حنجرته الضخمة حتى خلته سيحكي لي تاريخ العالم أجمع…‏

    لا أدري لماذا داهمتني عندئذٍ صورة القرصان المخيف في قصة جزيرة الكنز ‏treasure ‎island‏ .....

    بالرغم من ضخامة (صديقي) إلا أن كل شيء فيه يبدو مسالما، وديعا ‏و وأليفاً…‏

    ثم فجأة بعد فترة صمت و تفكير قال:‏

    ‏- البحارة عادة لا يتزوجون.. و لا يعشقون.. ( ثم ضحك)‏

    ‏-؟؟؟
    ‏- ….لأنهم قد عشقوا البحر و تزوجوه.. ‏

    ثم واصل حديثه

    ‏- لكني في إحدى زيارات مركبنا لمرسيليا قابلت (ليز) و هي من إحدى جزر الكاريبي و ‏التي ‏تعيش في فرنسا…‏

    ‏-؟؟

    ‏- تزوجنا و أنجبنا إبناً..و لكننا انفصلنا بعد عام…‏

    ‏- لماذا انفصلتم ؟ لعله عدم التوافق؟..أو لأنك تعشق البحر و لا تحب الاستقرار…‏

    ضحك و قال:‏

    ‏- لا ..لا …‏ثم واصل:‏

    ‏- هل تصدق أن سبب الانفصال كان أني أردت أن أسمي الولد على اسم أخي( يحي) ..‏

    و هي تريد أن تسميه على أخيه (خوان).فاختلفنا و غضبت أنا و تركتها…‏

    ‏- و لكن بعد ذلك اكتشفت أن اسم يحي بالعربي هو نفس اسم خوان بالاسبانية ..‏

    ‏- دنيا غريبة

    ‏- و لم تقابلها بعد ذلك؟

    ‏- لم يحدث مطلقاً

    ‏- غريبة1 و ابنك تركته لها؟

    ‏- لم اتركه لها و لكني تركته للزمن

    لم أفهم جملته تلك ….يبدو أن البحارة حتى لغتهم غريبة..و ليس تفكيرهم فقط…‏

    ‏- ابنك هذا مسئولية تربيته تقع عليك انت..لو صار لصا او مجرما..‏

    ‏- الآن عمره يكاد يكون ستة عشر سنة ..سأذهب خلال الشهور القادمة لألتقي به…‏

    كان ذلك اللقاء قد ألقى ظلاله في نفسه و بث تساؤلات عديدة في ذهن شاب يافع مثلي . ‏‏.. شاب ‏كان ينظر للحياة بمنظار مثالي …‏

    لم أكن أظن أن ما نقرأه في القصص يحدث أغرب منه في الواقع..‏

    ساهرت تلك الليلة و نمت متأخرا..‏

    و في الصباح ذهبت لاصطحابه في رفقة كوب صباحي…‏

    ‏….و لكني فوجئتت بغرفته فارغة…. و حقيبته ‏الوحيدة غير موجودة.‏
    ‏-؟؟؟؟
    وقفت مشدوها أنظر إلى فراغ الغرفة…..لم انتبه إلا لجملة بلكنة مصرية:‏

    ‏- صاحبك سافر الصبح ‏

    التفتُّ لأجد موظف الاستقبال يقف غير بعيد مني..‏

    ‏ – ترى هل سافرت لآخر البحار؟

    ‏- إذن هكذا أنتم أيها البحارة كطيور النورس تعشقون فقط الموانئ و البحار…و تكرهون المدن

    ‏- تسافرون فجأة و عيونكم تحدق فقط في البحار العميقة و السماء الزرقاء…‏

    ‏- آه …الآن عرفت السبب : لأن لعنة الغجر منقوشة على عيونكم.‏

    ‏- أخي الغريب الذي لم أعرف اسمه حتى.. ‏

    ‏- لقد دعوت لك في سري بكل صدق … دعوت لك بأن تُشْفَى من لعنة الغجر..‏

    و دعوت لك بأن تعود لتحضن من جديد …..ابنك (يحى) أو خوان لا فرق ‏و لكنه ابنك. ابنك الذي تركته ذات يوم في المدينة الكبيرة .






                  

العنوان الكاتب Date
ذكريات السفر والغربة: محمد عبد الله الحسين07-18-20, 01:24 PM
  Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-19-20, 06:37 AM
    Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-19-20, 06:46 AM
      Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-19-20, 10:32 AM
        Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-20-20, 05:00 AM
          Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-20-20, 07:18 AM
            Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-20-20, 10:43 AM
              Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-20-20, 07:18 PM
                Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-21-20, 06:35 AM
        Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: الطيب عباس07-21-20, 11:18 AM
          Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-21-20, 02:19 PM
            Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-22-20, 08:53 PM
              Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-23-20, 04:59 AM
                Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-23-20, 07:41 AM
                Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: Faisal Fadhlallah07-23-20, 11:05 AM
                  Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-23-20, 03:35 PM
                    Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-24-20, 00:09 AM
                      Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-24-20, 07:16 PM
                        Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-25-20, 05:29 AM
                          Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-26-20, 05:49 PM
                            Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-28-20, 06:27 AM
                              Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين07-31-20, 08:42 AM
                                Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين08-02-20, 12:57 PM
                                  Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: adil amin08-02-20, 02:30 PM
                                    Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين08-03-20, 10:17 AM
                                      Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين08-03-20, 01:29 PM
                                        Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين08-04-20, 12:59 PM
                                          Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين08-06-20, 11:56 AM
                                            Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين08-08-20, 06:15 AM
                                              Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين08-16-20, 11:10 AM
                                                Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: Biraima M Adam08-16-20, 03:55 PM
                                                  Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين08-16-20, 08:12 PM
                                                    Re: ذكريات السفر والغربة وأشياء أخرى: محمد عبد الله الحسين08-17-20, 07:01 AM
  Re: ذكريات السفر والغربة: الطيب عباس08-17-20, 12:10 PM
    Re: ذكريات السفر والغربة: محمد عبد الله الحسين08-18-20, 06:00 AM
      Re: ذكريات السفر والغربة: محمد عبد الله الحسين09-14-20, 03:26 PM
        Re: ذكريات السفر والغربة: ابو جهينة09-14-20, 06:04 PM
          Re: ذكريات السفر والغربة: محمد عبد الله الحسين09-14-20, 09:47 PM
            Re: ذكريات السفر والغربة: محمد عبد الله الحسين09-14-20, 10:09 PM
              Re: ذكريات السفر والغربة: محمد عبد الله الحسين09-16-20, 09:32 AM
                Re: ذكريات السفر والغربة: محمد عبد الله الحسين10-02-20, 07:06 AM
                  Re: ذكريات السفر والغربة: محمد عبد الله الحسين10-02-20, 07:26 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de