فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 03:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد الخالق السر(atbarawi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-15-2004, 08:27 AM

atbarawi
<aatbarawi
تاريخ التسجيل: 11-22-2002
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا)

    هلل سدنة الثقافة الذكورية كثيرا للصراع الدائر بين رائدات الحركة النسوية السودانية ، وتلقفوا التصريحات النارية المتتالية للسيدة فاطمة أحمد إبراهيم – والتي تقدح في سلوك البعض منهم- بكل حبور وترحاب حامدين لها موقفها الراهن والذي يتوسل المعايير القيمية الذكورية حتى أنها ليصدق عليها في هذه الناحية المثل الشعبي الشهير "العرجاء لمراحا"0

    ولست هنا بصدد البحث عمن هن على حق ومن هن على باطل بين الرائدات بقدر ما استوقفتني دلالات العبارات المستخدمة من قبلها في هذا الصراع0 أقول استوقفتني وأدهشتني في نفس الوقت لأن من استخدمتها تعي جيدا مضمونها القيمي في مفهوم الثقافة الذكورية مما يعني أنها مؤسسة على الازدواج المعاييري الذي وقفت فاطمة مناهضة له لما يقارب النصف قرن من الزمان0 ومن هنا تستمد الدهشة منطقها، كما أن التعويل على مثل هذه المعايير القيمية في هذا الصراع لا يصب في مصلحة فاطمة أو الحركة النسوية بشكل عام ، بل يقدح في جدوى التجربة من أساسها ويرخص كثيرا من التاريخ النضالي للحركة في عمومها وفاطمة على وجه الخصوص0 إذ كيف يستقيم عقلاً لحركة أن تناضل ضد قيم هي أول من يؤمن بها ويستبطنها في لا وعيه وليس هناك من تورع في استخدامها متى ما دعى الأمر لذلك كأي مخزون استراتيجي0
    وحتى لا نوغل كثيرا في العمومية فعلينا استدعاء بعض ما جاء في تصريحات السيدة فاطمة في هجومها ضد خصومها بلندن لكي نكتشف ببساطة أنها مستلفة من منظومة المعايير القيمية الذكورية المنوط بها محاكمة المرأة أخلاقيا0 وهي كما سبق القول معايير تنقصها العدالة لأنها مفصلة على مقياس معين للأخلاق يسع جنس دون الآخر0 وللتوضيح أكثر وبقليل من الاستفاضة يلزمنا أن نقف قليلاً مع مثل هذا التصريح (بتصرف) الذي أدلت به فاطمة للصحف السودانية : (النساء بلندن تركن لبس الثوب ويشربن السجاير والخمر !!) 00 ولكن قبل أن نسعى لتبيان مدلوله القيمي الخطير في وعي الثقافة الذكورية علينا أن نتخيل أن مثل هذا التصريح قيل في خلاف بين فاطمة وبعض أعضاء الحزب الشيوعي من الرجال (مثلا) وكأن على هذه الشاكلة: (انهم يشربون السجائر والخمر وتركوا لبس الجلابية السودانية!!)00 في مثل هذه الحالة أعتقد أنه من السهولة أن نكشف الفرق بين التعبيرين ووقعهم على المجتمع المتماهي أصلا مع الثقافة الذكورية السائدة0 في يقيني أن التصريح الثاني سيقابل باستهجان كبير وأكثر الناس أدبا سيقول : "ماذا حصل لهذه السيدة الجليلة00 وهل هذا خبر يستحق كل هذه الضجة!!0 ما اخلص إليه من هذه المقارنة هو التأكيد على أن حرص فاطمة على استخدام هذه المفردات ذات الكثافة الدلالية لمفهوم "العيب" كما تجذره الثقافة الذكورية لم يأت صدفة أو يندرج تحت ذلة اللسان بقدر ما هو تجييش لكافة الأسلحة التدميرية في هذا الصراع0
    ولست هنا في معرض الدفاع عن هكذا نوع من السلوك والذي هو شخصي في غالب الأحوال ولا علاقة له من قريب أو بعيد بلب القضايا الحقيقية التي تناضل من أجلها المرأة السودانية 0 ولكن ما يهم هنا الوقوف طويلاً عند المعيار القيمي الذي تبنته فاطمة وحملته مانشيتات الصحف في جزالة وامتنان لأنه يمثل إدانة لا تعادلها إدانة في منظور الثقافة الذكورية بتيارها التقليدي- الديني المهيمن0
    ومن الصعوبة بمكان أن تجد خانة قيمية أخرى تضع فيها هذه المفردات لأنه حتى لو افترضنا جدلاً أنها كانت في تلك اللحظات تتبنى معياراً دينياً خالصاً فالشاهد أن المعايير الدينية في مجتمعنا لم تنجو من ازدواجية المعايير التي تأسست عليها الثقافة الذكورية السائدة، فما هو حرام على النساء ليس بالضرورة كذلك على الرجال والشواهد على ذلك كثيرة0 هذا فضلا عن أنى السيدة فاطمة ومن خلال الأيدلوجيا التي تنتمي إليها ليست من النوع الذي يبني معاييره القيمية من خلال مفاهيم دينية صارمة0
    إذن لم يتبقى لنا في هذه الحالة سوى ترجيح رأينا في أن فاطمة استخدمت عن عمد وترصد المعايير القيمية المستمدة من الثقافة الذكورية السائدة والتي للمفارقة هي نفس المعايير القيمية التي ظلت تحاربها لما يقارب النصف قرن0 ولا شك عندي أن الغرض هذه المرة هو التنكيل بالخصوم حد اغتيال الشخصية 0 وقد يكون من المؤمل أن تربح فاطمة قليلاً من هذه الحرب الدائرة وذلك بحشدها كل قوى المجتمع التقليدية إلى صفها بعد توسلها ثقافتهم، ولكن الخسارة الكبيرة بلا شك هي ذلك التنازل الطوعي عن هذا الإرث الضخم من النضال والكفاح النبيل الذي خاضته فاطمة بعدد سنوات عمرها المديد من أجل حقوق المرأة السودانية بجانب زميلاتها من الرائدات بالكثير من العرق والدموع والدم0 والأنكى أن يتم كل ذلك من أجل معارك شخصية في الغالب الأعم أو من أجل خلافات تنظيمية أو إفرازات هي دوما مصاحبة لطبيعة أي تجربة انسانية0
    وتتبقى عدة اسئلة مهمة تجول في الخاطر علها تجد إجابة من السيدة الجليلة 0 لمصلحة من كل هذا؟ ومن هو المستفيد حقيقة من نشر هذا الغسيل؟ ولماذا تسعى فاطمة في هذه اللحظات الدقيقة من عمر الوطن لهدم المعبد بما فيه ومن فيه؟ وكيف يتسنى الآن لها إقناع الجميع أن خبرة نصف قرن من العمل النضالي لم يكسبانها بعد الحكمة والنضج الكافي للتعامل مع مثل هذه الاشكالات العارضة والتي تحاول جاهدة لأن تخلق منها وضعاً مأساوياً يهدد تجربة اجتماعية بهذا العمق والضخامة؟

    والأهم من كل هذا، منذ متى كانت الأفكار النبيلة المنوط بها تحولات اجتماعية كبرى تتم بمثالية خالصة ويوتوبيا مفرطة كما تشتهي فاطمة دوماً؟ الشاهد أنه حتى الأديان "ذروة التحولات المجتمعية الكبرى" لم تتوفر لها هذه المثالية على مستوى الممارسة، لأن الثابت أن الناس تتباين في مفاهيمها وزاوية رؤاها لما هي اجتمعت له أو آمنت به0 وتاريخ الأديان درس مجاني لمن يرعوي 0 وان عنا لنا أن نأخذ الإسلام كنموذج لما نود إيضاحه سنجد أن التاريخ يخبرنا أن الكثير من المسلمين كل منهم كان "يغني على ليلاه" 00 فمنهم من كان يرى فيه مدخل للأسلاب والمغانم، وهناك من كان يرى فيه تمكن سلطان بني جنسه دون سائر أهل الارض 00 الخ من النماذج0
    إذن ما هو الجديد أو المستغرب في جنوح البعض أو أستلهمهن لمفاهيم خاصة تنسجم مع رؤاهن لمعنى تحرر المرأة؟ ثم حتى وان استدعى الأمر مواجهة وصراعاً للتقويم أو تصحيح المسار الأخلاقي، هل يقتضي ذلك ارتداداً مفاهيمياً حسبما يعكسه حديث السيدة الفاضلة؟ لأن مثل هذا النوع من الارتداد المفاهيمي لا يجد له تفسيراً سوى أنها تستبطن في وعيها اقتناعاً تاماً بأحقية هذه المعايير القيمية الذكورية للدرجة التي لا تجد فيها حرجا ًمن محاكمة الآخرين بها0 وفي هذه الحال يحق للناس أن يتسآلوا عن جدوى نصف قرن من النضال خاضتها لتغيير واقعاً ذكورياً مجحفا أو عن مدى إيمانها بما صارعت من أجلهً؟0
    المؤسف حقاً أن مثل هذه الصراعات التي تدار بمثل هذه العقلية تكشف بجلاء أن الكثير ممن يضطلعون بأداء أدوار خطيرة على الصعيد الإنساني في المجتمعات المتخلفة في الغالب لا يمتلكون فلسفة وجودية راسخة تعزز من إيمانهم بقضاياهم وتشحذهم دوماً بقوة خارقة تجنبهم مدارك الإحباط والانتكاسات، والنتيجة هي ما نراه دوماً في مثل هذا النوع من السقوط والخضوع لابتزاز الثقافات المهيمنة والانصياع لمعاييرها القيمية والتحرك أماماً للدفاع عنها بمجرد اكتمال دائرة القهر السايكولوجي0
    وبالطبع لست في حوجة للتأكيد بأن للسيدة فاطمة كل الحق في أن تتبنى نهجاً أخلاقياً صارماً إن كان على المستوى المنهجي أو على المستوى الشخصي ولكن كل ذلك محكوم بحق الآخرين في الحرية وعلى أن لا يكون ذلك مدعاة للسعي لإجهاض التجارب المهمة في مسيرة تطور المجتمع السوداني حتى وان كانت هي إحدى رواده0 لأن الفائز الوحيد من كل هذا هي الثقافة الذكورية التي تتخذ كل حين شكلاً ولون0 وها هي في زماننا هذا ترتدي لبوساً دينياً زائفاً لتمارس تحطيماً مدروساً وممنهجاً لمصادرة كل أسباب نهوض المجتمع0 والخاسر الأكبر من كل هذا التشاحن والتغابن بين رواد الحركة النسوية هو تاريخهن العظيم فضلاً عن الحركة نفسها وكل هذه الأجيال من النساء المتطلعات نحو غد أفضل بعيدا عن قبضة الرجعية الدينية الظلامية وسدنة السلطة الابوية00 والتي لا شك ستهلل – نفاقاً – للسيدة الفاضلة بينما أعماقهم تهتف – خبثاً وشماتة- "قبيل شن قلنا 00 ما قلنا العرجاء لمراحا" 0

    عبد الخالق السر/ ملبورن
    15/4/2004م
                  

العنوان الكاتب Date
فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) atbarawi04-15-04, 08:27 AM
  Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) اساسي04-15-04, 09:34 AM
  Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) elmahasy04-15-04, 09:50 AM
  Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) esam gabralla04-15-04, 10:37 AM
    Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) mansur ali04-15-04, 11:37 AM
  Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) Ibrahim Algrefwi04-15-04, 12:20 PM
  Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) مراويد04-15-04, 01:07 PM
    Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) atbarawi04-15-04, 04:30 PM
  Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) الواثق تاج السر عبدالله04-15-04, 04:50 PM
  Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) Bashasha04-15-04, 11:37 PM
    Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) atbarawi04-16-04, 03:16 AM
    Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) mansur ali04-16-04, 02:45 PM
      Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) Shinteer04-16-04, 09:56 PM
        Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) Adil Ali04-17-04, 00:53 AM
  Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) Bashasha04-16-04, 11:14 PM
    Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) atbarawi04-17-04, 03:51 PM
  Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) Bashasha04-17-04, 08:27 PM
  Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) الجندرية04-18-04, 12:18 PM
  Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) farda04-18-04, 05:52 PM
  Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) Roada04-18-04, 08:54 PM
    Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) Shinteer04-19-04, 07:27 PM
      Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) ترهاقا04-19-04, 09:13 PM
  Re: فاطمة أحد ابراهيم 00 (العرجاء 000 لمراحا) الجندرية04-20-04, 06:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de