قرأت كغيري بياناً صادراً عن المكتب السياسِي للحزب الشيّوعي السُوداني بتاريخ ٢٧ مارس ٢٠٢٤ ، أهمّ ما جاء فيه هو عدم مسؤلية الحزب كمؤسسة عن اللقاء الأخير المُشترك مابين الحزب نفسه وحزبي الأمة والبعث الأصل بتاريخ ١٤ مارس ٢٠٢٤ والبيان المشترك بينهم والصادر في ١٥ مارس ٢٠٢٤ ، حمّل بيان المكتب السياسِي عضوية الحزب في القاهرة والمُشاركة في اللقاء مُخرجات هذا الإجتماع وأنهم كانوا يمثلون فيه أنفسهم وليس للحزب الشيوعي علاقة بما تمّ فيه ، وكذلك شدد البيان علي قرار اللجنة المركزية السابق جداً في عدم الإلتقاء من قبل الحزب بكتل وإنما باحزاب مُفردة ، وكذلك قال بيان المكتب السياسِي أنهم كحزب لايزالون مُتمسكون بتحالف التغيير الجذري ولايريدون الدخول في أي تحالف آخر الآن أو عمل جبهوي بديل ، وأنهم سيقومون بعمل تحقيق وإستقصاء حول ملابسات اجتماع القاهرة الثلاثي الاخير هذا والذي في رايهم تم بدون علم مركز الحزب ودون تفويض وفيه إختراق لقرار اللجنة المركزية من قبل من شاركوا فيه من الحزب وتحويل نتائج التحقيق للجنة المركزية للحزب ،،، انتهي البيان وأهمّ ما جاء فيه... نقول لعضوية المكتب السياسِي أو من كتب هذا البيان نيابةً عنهم ، أنه من المعروف والمُعلن أن هذا اللقاء الأخير في ١٤ مارس هو إمتداد للقاءات سابقة وتحضير ، وقد تم اللقاء الأول بين الأحزاب الثلاثة في ١١ يناير ٢٠٢٤ وخرج بيان مشترك بالخصوص ومهّد للتنسيق بينهم فيما يخص وقف الحرب واولوية العمل الإنساني والتأكيد علي الحرص علي وحدة السُودان وسيادته وتوجيه صوت شكر للدول التي إستضافت اللاجئين والإلتقاء بالسُلطات المصرية لبحث أوضاع اللأجئين السُودانيّن بها ، وخرجوا كذلك بلجنة مشتركة للمُتابعة والتنسيق بين الأحزاب الثلاثة ، لم يتم بعد هذا اللقاء أي تصريح سالب عنه أو رفض أو القول بأن فيه خرق لقرار اللجنة المركزية في عدم مُقابلة الحزب لكتل أو أي شئ آخر بمثل ما تمّ في اللقاء الأخير ، من المعلوم والمعروف أن أي لقاءات تتم في شأن إتصال سياسِي بقوي أخري أو تنسيق يتم ذلك في حضور أشخاص يمثلون الإتصال السياسِي بهذا الحزب والهئيات السياسِية به ، و الحزب الشيّوعي تحديداً ولمعرفتنا بنظامه الداخلي والذي لانعتقد أنه قد تغيّر لايتم فيه عقد لقاء كهذا دونما معرفة قيادة الحزب أو الهئية ذات الصلة ( المكتب السياسِي ) بتلك الخطوة ، وكذلك معلوم أنه في ظرف الحرب الحالية وحالة النزوح واللجوء التي تمت ، هنالك عضوية ذات صلة بالمكتبين السياسِي وسكرتارية اللجنة المركزية موجودة بالقاهرة وظلت علي تنسيق وإتصال سياسِي في كل ما يخص الشأن السياسِي والأوضاع الجارية بالبلاد وترفع تقاريرها للجهات المختصة تنظيمياً داخل الحزب ، ونقول هذا لأن هذا هو الواقع الذي لم يتحدث عنه بيان المكتب السياسِي الأخير بل مضي في تجريم من شاركوا في هذه اللقاء الأخير عن الحزب وإظهارهم وبحسب لغة البيان أنهم يمثلون أنفسهم ، وإذا ما حدث هذا البيان في اليوم التالي مثلاً كان يمكن للحزب ممثلاً في الناطق الرسمي له وبالصلة التنظيمية الموجودة داخل الحزب وسهولة الإتصال نفي ما جاء به ، كما حدث سابقاً من ذات المكتب السياسِي تجاه العضوين د.صدقي كبلو وطارق عبدالمجيد عندما تقابلوا مع وفد لحزب الأمة داخل دار حزب الأمة وقالوا وقتها أنهم ليس لديهم أي تفويض من الحزب وأنهم يمثلون أنفسهم ، وفي سابقة أخري وفي اعقاب تصريح لعضو لجنة الإتصال للحزب وقتها صديق التوم بخصوص التحالفات السياسية أو مقابلة الكتل ورأي الحزب تم التعليق والرد بواسطة الناطق الرسمي فتحي فضل بأن تصريحه يعبر عن راي شخصي وليس رأي الحزب ، وكان هذا التصريح لفتحي مصدر ترحيب من الكثيرين داخل القوي السياسِية والقوي الديمُقراطية و شخصي منهم ، لجهة أن الواقع قد إختلف ومرحلة الحرب هذه تحتاج لتفكير جديد وحوار وتفاهمات سياسِية لكل القوي السياسِية والمدنية والثورية لوقف الحرب ووقف مُعانات كُل السودانيّن ، بعيداً عن التمترس في المواقف والعناد أو التشدد ، بعد لقاء وفد الحزب الشيّوعي الأول مع الأمة والبعث ، تم لقاء آخر للحزب في جوبا بواسطة د.صالح محمود مع وفد جيش تحرير السُودان في ٢٥ يناير ٢٠٢٤ وتأكيد عن طريق بيان مشترك للتفاهمات بين كل القوي الوطنية السياسِية عدا المؤتمر الوطني و واجهاته وفتح الطريق لعمل جبهوي مشترك لوقف الحرب والحلول للسُودان ، وهذا اللقاء كان فيه تطابق مع ما جاء من بنود للتفاهمات مابين الحزب الشيوعي والأمة والبعث الأصل في لقاء ١٤ مارس الأخير ، ولعدد منها وسير في ذات الوجهة لبناء عمل جبهوي وطني حقيقي لرفض الحرب ووقفها وعدم شرعنة طرفيها ومحاسبتهم ورفض أي تسوية معهم تعيد البلاد لمربعات الأزمة ، إضافة للشق الإنساني... إذاً ما الجديد الذي دعي المكتب السياسِي أو في دقة أكثر *"مُتشدديه"* ومُتنفذيه للتنصل عن اللقاء الذي تم مابين الأمة والبعث الأصل وما جاء فيه برغم مرور قُرابة الأسبوعين عليه؟؟؟ ، وبحجج ومُبررات واهية يضحدها الواقع والخط السياسِي للحزب نفسه ومكتبه السياسِي وسوابق الحزب القريبة والمكتب السياسِي في الإتصال والتنسيق السياسِي ، وكذلك الطريقة القابضة والمركزية في إستغلال اللجنة المركزية لحسم قرارات مؤثرة لصالح أفراد داخل المكتب السياسِي ومُتنفذين فيه ظلوا يعوقون أي محاولات للتفاهمات والتنسيق مع القوي الأخري ويفرضون رأيهم مُستغلين التفوق العددي داخل المكتب السياسِي أو اللجنة المركزية حتي إن كان بسبب غياب أعضاء مؤثرين عن إجتماعات الحسم أو بفارق صوت واحد في وجود سكرتير الحزب السياسِي الحالي؟؟ نقول وبصدق أن الإتجاه الأخير للحزب الشيّوعي والخط السياسِي له في لقاءه بالقوي الأخري وخلق تفاهمات وتمهيد لتحالف أو عمل تنسيقي فيما يخص وقف الحرب كان عملاً إيجابياً وفي صالح الشعب السُوداني ، وأن بيان المكتب السياسِي الأخير يُمثل ردّة عن هذا الإتجاه ، ويفتح باباً للإنشقاق والصراع داخل الحزب نفسه ، ويعتبر معوقاً لجهودنا التي ظللنا نبذلها من أجل وحدة القوي السياسِية المدنية والثورية والتنسيق الفاعِل بينها ، وكذلك في تقديري يعتبر هزيمة للتيار المرّن داخل الحزب في مقابل الأفراد المُتنفذين والمُتشدّدين داخله من الذين لايودون سماع أي رأي مخالف حتي وإن كان هذا الرأي والوجهة في صالح الشعب السُوداني وفي واقع مختلف يعمل فيه جميّع المُخلصون والوطنيون لأجل وقف الحرب في السُودان ومُعاناة كُل الشعب السُوداني... *ختاماً* ومن باب الرجوع للحق فضيلة ومن أدب الحزب الشيّوعي نفسه في المُراجعة ومبادئ النقد والنقد الذاتي نأمل في أن يتراجع المكتب السياسِي عن هذا البيان الأخير ودعم ما تم في ١٤ مارس مابين الحزب الشيّوعي السُوداني والأمة القومي والبعث الأصل ، وذلك لصالح البلاد و الشعب السُوداني ولصالح وحدة الحزب نفسه وتماسكه في هذه المرحلة المفصلية لبلادنا... نضال عبدالوهاب ٢٩ مارس ٢٠٢٤
العنوان
الكاتب
Date
رداً علي بيان المكتب السياسِي للحزب الشيّوعي بتاريخ ٢٧ مارس ٢٠٢٤ كتبه نضال عبدالوهاب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
نضال عبدالوهاب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست