احتفال ضجيج وإثارة غربي جديد بعد ان أصبحت قطر مساهمة ب 1%فقط في تويتر. الغرب الذي له قرابة ثلاث سنوات في حالة غير مفهومة من الثوران تجاه قضايا غير واقعية يثير دهشتي بدءً من كورونا مروراً بالمثليين وانتهاء بحصة قطر التويترية. فأمريكا تقف وتجلس على هذا الأمر، وتؤكد وجود تهديدات تتعلق بالأمن القومي الأمريكي من حصة قطر التي تبلغ 1% فقط وليس 99% والتي لا تؤهلها حتى لتعيين خفير في تويتر. أصبح هناك هياج أوروبي أمريكي مزعج جداً، ويبدو واضحاً أنه هياج عنصري ومقزز إلى درجة كبيرة. بل وفيه عدم احترام للثقافات الأخرى، بما تشمله من عادات وتقاليد ومعتقدات. ولكن السؤال: لماذا الآن، ولماذا كل هذا الضجيج المزعج؟ أعتقد أن هناك مرحلة جديدة يتم التجهيز لها، بعد نهاية الحقب التنميطية الخمس: حقبة نمط معاداة الاقطاع، وحقبة نمط معاداة السامية، حقبة نمط محاربة الشيوعية، وحقبة نمط مكافحة الإرهاب، حقبة نمط مكافحة ثقافة الآخر غير الليبرالية. وكلها تتصل بصدام الحضارات بشكل أو بآخر. الخليح وعدم توازنه يمثل أيضاً مشكلة بالنسبة للواقع العالمي، فدول الخليج تتعامل مع العالم من منطلق شراء الآخر، ولكنه شراء غير ذكي، ويمكننا القول أنه شراء فيه الكثير من البداوة، ويحتاج إلى فهم أن المسألة بالنسبة للغرب لا تتعلق دائماً بالمال، فالغرب يفضل السرقة والنهب ولكن بكرامة أيضاً، مع ملاحظة أن كل أموال الخليج يمتلك الغرب أكثر منها أضعافاً مضاعفة ولكن إنفاقها يتم تحت رقابة شديدة. فإقليم واحد في ألمانيا أو ولاية في أمريكا تنتج أكثر من انتاج كل دول الخليج. لكن دول الخليج تريد أن تقدم رشاوي باستمرار لتخفي مواطن قصورها المختلفة، وهذا غير مجدٍ على طول الخط. ذلك أن الغرب خاض صراعات آيدولوجية تاريخية ليتمكن من السيطرة على العالم، فالمسألة لا تتوقف على دفع رشاوي فقط. هذه موازنة يجب أن تفهمها دول الخليج. وأن تتعامل مع الشعوب الأخرى بفهم أكثر تعقلاً من فكرة الرشاوي المالية. على دول الخليج التأكيد على فكرة المؤسسية في التعامل مع المال العام، وهذا شيء يبدو مفتقداً تماماً عندها، إذ لا زالت محكومة بتصورات شديدة الشخصية، حتى على مستوى تبرعاتها للدول العربية الفقيرة. إن المال يجب أن يتواكب مع التطور التواصلي. هناك إعلام كثيف تجاه قضايا جوفاء، مثل كاس العالم ومسبار الأمل، وهذا يثير السخرية عند شعوب نظمت كأس العالم مرات عديدة وأطلقت آلاف الصواريخ وعشرات المسبارات، بل صنعتها. لذلك يجب عدم المبالغة في الانفعال العاطفي الذي يظهر درجة من بدائية الوعي. لقد بدأت الصين ثورتها وبعد أربع سنوات انتجت القنبلة النووية الأولى، وبعد اصلاحات دينق الاقتصادية، بدأت تقترب من الغرب ثم بدأت في تجاوز أوروبا، حتى أننا نسمع اليوم عن تراجع ألمانيا عن تعهداتها الدولية تجاه حرية التجارة وستسعى لحماية صناعاتها في مواجهة الطوفان الصناعي الصيني الذي أصبح يُغرق كل العالم في منتجاته. في الوقت الذي لا تسمح فيه ألمانيا نفسها لدولة فقيرة كالسودان بحماية قمامتها التي تصنعها، وتفرض عليها تحرير اقتصادها هي والغرب عبر صندوق النقد والبنك الدوليين. وهذا الذي فعلته ألمانيا هو نفسه الذي فعلته أمريكا حينما رفعت التعاريف على صادرات الصين إليها. هذا عالم كبير وضخم، ودول الخليج لم تتجاوز الفهم القديم الذي يعتقد أن المال يمكن أن يخفي القصور. وهذا غير صحيح. في كل الأحوال، فإن العالم متوجه نحو تغييرات كبيرة، وحروب من طبيعة خاصة مما يستدعي من الدول الأقل تطوراً الاستعداد له بنزع الاقنعة الزائفة وتحدي الحقيقة للقدرة على معالجتها بأسلحة حقيقية.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 12 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة