كل التضامن، و الدعوات الصادقات لأهلنا في المناقل، و كل المتضررين في جميع انحاء البلاد بطولها، و عرضها، ربنا يخفف عليكم، و يعوضكم خيراً.
نعم الآن نشاهد سيناريو الثلاثين العِجاف بياناً عياناً، حيث الذي لا يخطر علي بال.
ما شاهدناه في المناقل بالمنطق، و بالعلم ان كان نتيجة لكارثة طبيعية لأصبحت معظم مدن السودان في عداد التلاشي من الوجود، و علي رأسها العاصمة.
مشروع الجزيرة، و المناقل من اكثر بقاع الارض تحصيناً، و قد قام المشروع علي اسس علمية دقيقة عصية علي فهم من دمروه لمجرد صراعات سياسية، و مخاوف افصح عنها الماجن المخلوع في احدي هرطقاته ببلاهة لا يُحسد عليها.
المؤسف و المحزن ان الاراضي كانت احد مصادر الجباية لكهنة النظام البائد في كل بقاع السودان.
تم توزيع خطط إسكانية بشكل عشوائي لمجرد تحصيل الرسوم، و الجبايات.
من جهل سدنة النظام البائد لم تسلم مساحة ارض من السطو، حتي الساحات، و ميادين الخدمات في الاحياء، و مزارع الجامعات تم تحويلها الي خطط إسكانية تم بيعها بمبالغ خرافية.
الاراضي كانت اهم مورد سهل للنهب من المحليات الي اعلى المستويات، فتم توزيع الخطط الإسكانية بطرق عشوائية لم يراعى فيها الجانب العلمي المتخصص في مسح الارض، و دراستها حتي يتم إستغلالها سكني او زراعي او صناعي بالصورة المطلوبة حسب المعايير التي تحفظ للناس حياتهم، و ممتلكاتهم.
المضحك المبكي حتي مجاري السيول المعروفة، و مضاربه تم توزيعها خطط سكنية لطالما المهم هي جباية الاموال، و نهب ما في جيب المواطن.
اذكر عندما جاء إستحقاق الاراضي الي دفعتي بالقوات المسلحة، في بداية الالفينات تواصل معي احد الاصدقاء من ابناء دفعتي، و قام باللازم، و وفرت المبلغ المطلوب للرسوم مع العلم ظللت اعاني من تدهور في الميزانية لشهور بسبب إستقطاع هذا المبلغ لضخامته في تلك الفترة.
عدت في العام الماضي بعد اكثر من عقدين من الزمان، فوقفت علي الارض مع احد الاصدقاء فوجدتها تقع خلف ترس ترابي إرتفاعه عدة امتار، فسألته عن السبب قال لي إنها في مجرى سيل و هذا الترس لحماية مدينة تسمي بالصحفيين من السيول.
ثم اردف قائلاً المنطقة دي عشان تعمر، و تكون صالحة للسكن تحتاج الي عشرين تلاتين سنة.
قس سيدي القارئ علي ذلك فكيف كان يتم النهب، و السلب الذي لا يراعي في الناس إلاً و لا ذمة.
ما يحدث في السودان من مآسي بسبب السيول، و الفيضانات، و الامطار، اصبحت بشكل راتب بلا إنقطاع، ما يعني ان ما يحدث لا علاقة له بالكوارث الطبيعية المعروفة.
بقليل من الجُهد، و التحقيق سنعرف السبب وراء هذه المآسي التي اصبحت جزء اساسي في دورة حياة إنسان السودان المغلوب علي امره.
يجب مراجعة كل الخطط الإسكانية في جميع انحاء البلاد، و إخضاعها للدراسات، و التحليل فالتي تصلح بعد تدخلات ممكنة المعالجات فليكن، اما مضارب السيول، و ممراته، و الاراضي المنخفضة فيجب إخلاءها، حفاظاً علي الناس، و حمايتهم، و ان تتبنى الدولة خطة واضحة للتطوير العمران، و نمط المواطنيين في السكن، لأن هذا الجانب يُعتبر من اساسيات الحياة، و به يتوفر الإستقرار المطلوب للمواطن ليكون إنسان مُنتج ينطلق من بيئة محترمة.
ما يُثبت ما ذهبنا إليه مقولة اللمبي الماااسورة عندما تم تعينه والياً علي الخرطوم الحزينة فقال : " لقيت الجماعة باعو الحتات كلها" ما يعني ان النظام ليست لديه خطط لتطوير المجتمع، او البنيات الاساسية، بل الكل يبحث عن اراضي ليبيعها يعني " يقبض الساهلة"
كسرة..
برهان.. كانت ثقافتنا في المكنات لا تتجاوز مكنة الركشة، او الامجاد، او البوكس 78 في احسن الاحوال، بس تصل لمكنات طيارات بالعدد المهول دا " 32” لا يمكن لعاقل ان يصدق، و ان تُباع بسعر مكنة واحدة..يعني مكن طيارة، و بعناهو بالخسارة!!!
بركان.. اقصد برهان.. حصل جماعتك رئيس الاركان، و قائد سلاح الطيارات !! بتغالطو لحدي الآن.. كلمتك، لا ما كلمتني، لا كلمتك، لا وحيات شيخي الطيب الجد ما كلمتني.
يلحقنا، و يفزعنا..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 19 202
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة