رجل في حياتي الجزء الثامن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-09-2022, 10:58 PM

اشراقة شاع الدين خلف الله
<aاشراقة شاع الدين خلف الله
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 17

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رجل في حياتي الجزء الثامن

    09:58 PM February, 09 2022

    سودانيز اون لاين
    اشراقة شاع الدين خلف الله-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    مدي ومداد


    [email protected]


    إستيقظت ، بتكأسل أتأبط الحزن ، والتعب ، ولا اظن بأنني نمت بفجيعة موت عمي عوض . فأصبحنا ننام علي وسادة فجيعة، ونستيقظ علي دموع أخري، ونمشي علي خطي فواجع أخريات . ولا اظن بأن احدا قد غفا ،عدت الي البيت لأخلو بنفسي ، لأبكي ألمي ، لأرتب ذاكرتي ، واهئ حالة انتقائية استباحية لمزيج من ألم ،وكفاح ، نقاء ،واستبداد.
    تجسد نتواءت تفاصيل ملحمية لوجه زجاجي ، يستشف الشعاع ، ويرسل الضياء . ملامح لرجل تناوبته القضايا الكبري ، والصغري ، وإعتزم ان يمضي في الأكبر فيهما والفضلي. هيئت له جدارية للبكاء ، بمحاذاة سريري.
    استميحك العذر ، ياأبي. بأن استعير لفظ أبي لعمي عوض . وأخط علي صورته ( ترانيم الرجل الذي لطالما وضعني في خانة البنت الخمسي له ، وأنجبني اهتماما ، وتقديرا . فوضعته في جدارية وجدي ، وفراقي كما نبكي ضياع الحب الأول !) مقابل مخدعي.
    الرجل الذي استعوضني أبوتك المفقودة ، ونثر لي ورود الفرح.
    ذلك الرجل الذي كافح الموت بأسنة الحقن ، والمحاليل الوريدية ، بجانب مرضاه ، وعشق الليل ستارا لكفاحه .
    إختار معركته مع الموت وهزمه، لم يمت مريضا علي يديه ، ولم تهزمه حقنه آبت ان تعبر الي غير موضعها .فاختار رجل الكفاح ، ان يموت بدون ادوات كفاحه.في قضية لم يخترها بل اختارته. وصمد امام الموت بكفاح ٱخر وقضية أخري. برصاصة ٱبت الإ ان تعبر عنقه كما أسنة أبره فالقاتل من صميم صموده الا انهما اختلفا في النوايا. ونسفت آحلام بناته.
    اكتب اليك في بريد الصمت يا ابي اهزوجة الفرح المغطي بالأنين . فرح حزين ، فرح نبيل ليخرج العتمة من دواخلي ، ليسرق لي بسمة من الضاحكين .
    كرهت الرحيل كل الذين عرفتهم يرحلون !
    كل الذين عشقتهم يرحلون !
    خفت ، أن أعرف ! وان أعشق ! فربما طائر الشؤم يسكن في قلبي ؟! او يتربص به ، فيتصيد احبابي و معارفي !
    أكتبك يا ابي ، والذكريات سفائن ، تحط قبالة شواطئ ، رمزا تحلي بزهو الطواؤويس ، بزهو الحياة المترفة ، ببريق الوعود الكذبي .
    أكتبك سرا ، وجهرا استرسلك صمتا، فالصمت منبعه الكلام .
    تراني يا أبي سأنفجر، سافتعل حريقا ، دويآ، حديث أسمعه لكل العالمين .
    تعلم ، وغيرك يعلم ياابي بأني سأخرج ذات يوم، من صمتي. سأعلن للمدائن عن حياتي ، عن ذاتي . ساعلن للملا عن حيواتهم عن المستتر في غياهب الصمت ، والزيف. سأكسر يا ابي قاعدة المدسوس ، والمستتر .
    وتراك تعلم ، وغيرك يعلم بأني أجرؤ علي ذلك.
    وأفجرها ، يا ابي اليك والي كل المشارق، والمغارب .
    سأقنن قانون الجاذبية، وأعدل نظرية النشوء التي تخبئ نفسها في براثين الضياع .
    أقولها مفضوحة يا ابي من اراد ان يبارزني ، من أراد أن يسكتني ، فالطريق مفتوحا علي مصرعيه ،
    سأنقل الصراع لأرض الواقع , لحياة الشريعة , وأنهي حياة النفاق.
    هي فرصة يا ,أبي لمن لا يريد للحقيقة ان تنكشف لمن لا يريد للخبيئة ان تظهر ، لمن لا يريد لنظرية النشوء ، ونظريات التعبيد، الخاضعة للخاصة بتزييف الحقائق ، وتسيير العباد، ان تنكشف ،وتتعري ، فليبارزني .فانا جاهزة للموت أطلبه كل يوم في كل حين .
    سمعت ان جدي كان يقول بان السر عندك وإنك أسد من اسود. وهل لابد للأسد ان يأتي من ظهر اسد فإن كان ذلك فمن هو أباك يا ابي ؟
    من هو الأسد الذي آتيت من صلبه؟!
    فأنا اعلم ،وانت تعلم بأني اعلم ! فكيف للاخرين ان يعلموا ......
    الآ يعلم الأسود الذي يدعي ، والذي يباعد بيني وبينك، بيني وبين مجدي . ان اللبوات اشرس من الأسود واشد فتكآ ؟!
    تبا لايام ثعالبها اصبحت تتمسح بالأسود !!!!
    رغم ذلك ،وبكل ذلك، دوما كنت مجبولا بالصمت ،مغلول اليدين. كلما أسالك شيئا، كلما أطلب منك فعلا كنت تبكي يا ابي .فهل بكاؤك ذريعه للهروب من أجوبتي ؟! أم بكاء علي حالي ؟ أو ان مدعي الأسودية نالوا من لسانك وتمرغوا في أدبك فاستباحوا حماك . وتسرع مريم ، و لن اقول ( امي مريم ) لتعنفني ، وتأخذك مني .متعللة باني أبكيك دوما ، وفي ذات مرة وفي غفلة منها قلت لي :
    اعلم ان فتاتي ستكبر و ستأخذ لي حقي.
    فعزائي ان لا احدا غيري قد رأي دموعك ، فكبرياك من كبريائي ، ومجدك من مجدي. رغم تباعد المسافات والآراء بيننا.
    رغم حجب عالم الحقيقة الذي اخترته برضاك واقنعتني بأنك رحلت ، انتقلت ، فداء لي وقد صدقتك يا ابي وقتها.
    وعندما اسالك ابي لما انت معي دائما ؟! وعندما كنت أتالم كثيرا من الآلالم التي تصاحبني دوما دون مرض واضح فبمجرد وصولك ، وشكيتي اليك يزول ألمي ، وانام .فلم تكن غير مسكن لآلامي وغير مفسر لأسبابها .أومن بانك تعرف أسبابها ولا تريد ان تخبرني.كنت تستشهد بقول الشاعر لسؤالي لك لما انت طوال مرضي وهمي تكون معي ولا تفارقني ؟ أليس لاهلك عليك حق ؟! كنت ترد :
    بدوت وأهلي حاضرون لانني اري ان دارا لست من اهلها قفر.
    وحاربت قومي في هواك وانهم وإيائي لولا حبك الماء والخمر
    وكنت أطير وقتها كما الفراشات يا أبي ، في باحة امامية لروضة أميرة من اميرات العهد الفرعوني ، وهي تتجول مع وصيفاتها في أمسية خريفية ، من فرط إحساسك الوجداني ، ومن كمال روعتك ، وروعه شاعرها الذي لو كنت مكان محبوبته لتركت سكون البادية وسكنت قلبه.
    ويوم ان طلبت مني ان أكل ملاح البامية المفروكة بالقراصة، وعلمتني كلمات بالرطانة. ألكي تنقلني الي بيئتك، وتعوضني ما فأتني أم كنت تهيئني لأعيشها ، وكنت تهيئني لوضعي الطبيعي الذي استكثرته علي الاسود ، والذئاب .
    تأقلمت يا ابي ان اعيش بين عالمين، بين اثنين ، بين مدينتين، بين قافيتن. تعودت ان اعانق الموت.
    وتعلم ان الموتي ، يشاركونني أفراحهم ، واتراحهم ، ويشكونني ما يؤرق ارواحهم ، ويقض مضاجعهم. انت تعلم يا ابي ما لا أعلمه عن نفسي وقتها ولا تخبرني. يخرجني الطرق الموسيقي المعهود بالنسبة لي علي عمود الكهرباء في الخارج. من ذكرياتي ، من نفسي ،من شغفي .
    احدهم يقلد طرق كومار ولكنه الأقرب منه ، والأهم إنه يطلبني. خرجت ، فاذا به شاروخان.
    سلمت علي شاروخان وهو يضحك :
    قايلاني الراستا كومار. هو اداني كلمة السر ده اذا احتجت اليك وطلب مني ابيت جنب القسم انا ومجموعتي عشان نعرف المفكات ،تمام ، بتجيكم متين قطع حديثه ، وإلتفت عندما مرت شابة من امامنا تكتسي بياض جيري قائلا :
    عايني السحلية ده فالتفت اليه الفتاة ، بنظرة مستفزة ، وكأنما لا يليق ببياضها ان يهبط لمستوي شاب من الشارع فاردف باستفزاز مماثل وكأنه فهم اشارة عبوسها ورفضها لمظهره قائلا : سحلية وكمان غنماية . فصفعته علي كتفه اقول:
    يا شاروخان كمل كلامك.
    فالتفت ، وبدأ يرقص هندي . فضحكت رغم حزني علي ابي عوض . وقارنت حال الشابة بحالة دعاة العروبة الذين يسعون لإرضاء العرب بكل مستحضرات التجميل الأنيقة والمبتذلة من بيع للنفوس وللبلاد. وبين حال النساء اللائي يسعين لترضية اذواق الرجال بالمبالغة في اللون الابيض واضافات من الاحمر ومزيد من الألوان . فما بين اولئك واللواتي يستبيضن . تضيع الهوية السودانوية والكرامة الوطنية . وانتبهت الا ان شاروخان لو تركته لقضي نهاره راقصا، فقاطعته بنبرة ساخرة :اها يا شاروخان الفيلم انتهي والبطلة قامت من الموت برقيصك.
    فواصل ضاحكا قائلا: سمعت المفكات امس بتكلموا انه الكشة طالعه الليلة علي محلكم. ما تمشي.
    ومد يده لي :كب الحب يافردة ؟
    جيبي هاجر كباشي
    فضحكت وقلت ليه : بديك نانسي عجاح عديل .
    فأشار بيده : دسيس، وهو يواصل رقصه.
    وقلت : ان عمي عوض توفي وانا ما ماشة اصلا الشغل .
    فذهبت الي البيت ، واتيت له بخمسين جنيه. فشاروخان ، كما يحلو له، ولرفاقه الذين يعشقون السينما الهندية ، ان يلقبوا انفسهم بأسماء ابطالها حتي يكادوا ينسوا اسمائهم الحقيقية. وربما في زحمة السفر الطويل مع الحياة ، يتركوها في أقرب مكب نفايات بعد ان يفرغوا منه بقايا الطعام.
    فشاروخان تقريبا في الثالث عشر من عمره لا يدري من اين ٱتي ! وما الذي حدف به الي الشارع!
    فتذكرت وفاء الجارة الجديدة ، التي ستبدأ اسبوعها بكشه . ولا أستطيع ان ابلغها بذلك .
    وذهبت الي بيت عمي عوض. وتجمع عددا من الثوار ، والناشطين ، والراستات ومن ضمنهم الراستا الشاذلي ، وجميع اصدقائه والكنداكات. ورموز سياسية معروفة . القوا خطب حماسية، وهتافات ثورية ملتحفين بالاعلام الوطنية ، ويحملون صور الشهداء. واخذ الحماس أحد الرموز السياسية بأن راهن علي سقوط النظام، وانه يلفظ انفاسه الاخيرة ، ويتخبط، وما الموت العشوائي الا دليلٱ علي فرفرة ذبيح. وتتواصل الهتافات، ويرفعونه علي الكتوف ، ويذهبون في تظاهرة كبيرة ،وحماس الأكبر. وحدهم السياسيون يملكون هذه القدرة الخارقة لإزكاء روح الحماس ، وتزيين الموت بورود الوطن.
    ويكذبون بصدق ، ويتحرون الصدق حتي يصدقوا هم أنفسهم كذباتهم قبل الآخرين.
    وحدهم قادرون علي الخداع ، وعلي بيع القضية وشراءها في ٱن واحد.
    تراهم يستطيعون النوم بوداعة وبدون تأنيب ضمير!؟
    فثمة من لا يعنيهم موت الاخرين الإ بقدر ما كانت كثرة اعداد الموتي تعنيهم ، لمزيد من تعبئة ،وعكس لصورة بشاعة الطرف الآخر ووحشيته. فتضيع ما بين هؤلاء ، واولئك شذرات الندي، وازهار الياسمين.
    وعند اول مقعد وثير في قصر الرئاسة ، ومفتاح سيارة ، تغلق الابواب ، وتنتهي حصة الوطن ويعلق علي بابها ممنوع الازعاج، فنحن في الفسحة . وحقيقي أنها الفسحة بالنسبة لهم ، ففسحتهم ، ونزهتهم قد بدأت ، فكل شي متاح للنزهات العاطفية منها والوردية . الإ من من ماتوا ،وضربوا، وسحلوا.
    وطن حزين! وطن كئيب! جمح به الحزن ليجعل نصف ابناءه مجانين، والنصف الآخر سياسين وينسل من بعض السياسيون ، مجانين عقلاء بعاهات شبه وراثية يحيلون من كراسي السلطة قبلتهم التي يصلون عليها، ويطعمون افواههم بكثرة الميتات ويعزون انفسهم بانهم ورثة الانبياء ، وأحفاد المهدي المنتظر. والمهديات الماضيات هل كانت لمهدي منتظر ارسلته السماء ؟ فلا نجد الأجابة علي هذا السؤال ولأسئلة أخريات.
    وطن مريض ! يتكئ علي قارعة الطريق يرتشف الدم المغطي سفوح الاسفلت والاعلام الوطنية .
    وطن مجنون! ينذر ابناءه للعنات ، والجوع ويجعل في كل بيت اخوات للخنساء .وخنساوات يمتن حسرة، وشتات. ويرهنهم لآلهة الحزن تصلبهم علي جدرانها قرابين راضية بقدرها .
    فثمة سياسيون يأتون خطأ ، ولا يدرون بأنهم ٱتوا خطا في خانة عددية صحيحة، فيفتكون بأنفسهم وببلادهم. عبثا سيفهمون. من لا يدرون إنهم لا يدرون .ومن يدرون يتأبطون الصمت والعويل.
    فطوبي للفقراء والتعساء في بلادي!
    طوبي للمتأملين الحالمين في بلادي !
    طوبي للغرباء المنفيين في سجون الوطن! فيرسل الحزن دعوة
    للكجر ، فيرسل تاتشراته ، ويبدأ في قذف عبوات الغاز المسيل للدموع لأنه تعب من نبضات الحزن القاتل ، الذي آثقل كاهله، وأستحي وهو الحزن من نوبات حزنه، واشتاق للحزن النبيل ، ومقت الحزن الباذخ ، الحزن القاتل . فتختلط الدموع بالدموع ، والحشود بالحشود . وينفض السامر ، ويتبقي لبنات عمي عوض ولي دموع لا تنضب ، وفجر لا يأتي.



    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/09/2022


    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 02/09/2022


    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/09/2022























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de