إطّلعنا علي بيان صادر من ( سكرتارية اللجنة المركزية) للحزب الشيوعي السُوداني بتاريخ ٦ فبراير ٢٠٢٢ ، جاء في مقدمة البيان هجوم ( مُتكرر) لبعض من لا يتوافق معهم الحزب ، ومارس البيان كالمعتاد لغة قاسية و ( غير ديمُقراطية ) بالمرة بوصف هؤلاء الذين لايتفقون معه ( بالأعداء ) ، وبأعداء الثورة تحديداً ، ظلت هذه اللغة ( التجريمية ) والتي تُظهر كأن المتنافسين في حالة "حرب" موجودة و للأسف في معظم "الخطاب السياسي" للحزب الشيوعي السُوداني خاصة في مرحلة مابعد الثورة ومنحنياتها ، ويتعمد بعض ( الراديكالين ) والمتطرفين داخله في إستخدام هذه اللغة "التجريمية" والتي ساهمت بقدر كبير وواسع خاصة بعد أن تلاقت والخط ( التآمري ) لقوي الثورة المُضادة والكيزان في حالة الإحتقان الشديد والحاد جداً والتشرزم ( الفظيع ) والتباعد مابين مكونات العملية السياسية المدنية وقوي الثورة ، فعدم إحتمال الإختلاف ذهب مراحل بعيدة وسمم الأجواء السياسية بصورة غير مسبوقة ، وللأسف فهذا ضد ما يُنادي به الحزب نفسه في الديمُقراطية ويعتبر سلوك "غير ديمُقراطي" بالمرة ، للحزب أن يختلف مع غيره ، كما أن للآخرين أن يختلفوا معه ولكن هذا يكون ضمن إطار السلوك الديمُقراطي في قبول الإختلاف ، وكذلك فإن مُمارسة المُزايدة المتواصلة علي الآخرين للدرجة التي توحي بأن الحزب ومنسوبيه فقط هم الثوار وهم فقط الذين يصنعون التغيير وهذا غير حقيقي ، الحزب جزء من خط التغيير وفق رؤيته ، ولكن هنالك العديدين من المكونات السياسية والقوي الأخري تعمل للتغيير من رؤي مختلفة ، وحتي مُصطلح التغيير الجذري هذا يلتقي فيه آخرون ولكن أيضاً وفق رؤيتهم ويعملون له أيضاً بأدواتهم وطرقهم ، فلا يُمكنك إجبار الجميع علي السير وفق رؤيتك أنت فقط ، وفي حال عارضوك تتحول للهجوم الشرس والعدائية غير المُبررة ولا تكتفي بذلك ولكنك وفي إصرار غريب تُصر علي نقلها للآخرين ، ما نُسميه "الخطاب التجريمي" أصبح سلوك سياسي يومي في ذهنية بعض من يتولون قيادة الحزب الشيوعي ، ولأن الحزب يعمل وفق مبدأ المركزية وإختزال الحزب في الهئيات القائدة وحتي الأشخاص في المراكز القيادية فبذلك أصبح هذا هو الخطاب الشيوعي الرسمي لأنه يصدر من هذه الهئيات والأشخاص في شكل بيانات أو تصريحات أو حتي ندوات ومؤتمرات صحفية ، وآخرها بيان (سكرتارية اللجنة المركزية) المذكور اعلاه ، والمُستغرب له أن سكرتارية الحزب وفي ذات البيان تعتبر أن إنتقاد الحزب يمثل هجوم علي الحزب وإستعداء عليه ، مع العلم أنه وفي ذات الوقت لا تقدر علي منع نفسها من هذا السلوك ومُمارسته ضد الآخرين ، كررنا كثيراً أن مُمارسة العمل السياسي ليست ساحة مُقدسة بلا أخطاء وحتي مُمارسة النقد الذاتي التي يقول البيان أنه مارسها نتيجة مشاركته في تحالف الحكومة وماقبلها منذ التفاوض مع العسكريين وكان جزء فاعل في أحداثها يقع هذا ضمن تقديراته كحزب وتقييمه ، فلا يشترط علي الآخرين المُجاهرة بنقد أخطاءهم لأن هذا حق تمتلكه جماهير احزابهم وقواعدهم والتي هي جزء من مجموع جماهير الشعب السُوداني ، وطالما لاتوجد مؤوسسات ديمُقراطية لها ذات الحق كالبرلمان مثلاً ، والجميع يعلم أن الديمُقراطية ترسخ بالمُمارسة وبالتعللم من الأخطاء وتصحيحها ، وبتقبل النقد بروح ديمُقراطية وليس بروح التشفي والإنتقام و تكسيير الآخر وشيطنته المتواصلة ، هذا ما يُعرف بالشطط والتنطع السياسي تماماً كما يفعل (التكفيريين و السلفيين) في ضفة خُلفاء الله في الأرض عندما يتحدثون بالسنة الدين والإسلام ، لافرق هي ذات "الراديكالية" والتطرف وعدم قبول الرأي الآخر وتحويل مصدره وقائله وفاعله " لعدو " يُستباح حتي دمه!! ختاماً إن كنا حقاً نعمل للتغيير والديمُقراطية من الهام جداً التقيُّد بسلوكها وممارسته ، ونتعلم جميعاً من التجربة لصالح البلد الآن و في المُستقبل ، الإستمرار بتسميم اجواء العمل السياسي في السُودان يجعل مستقبل الديمقراطية قاتماً وبلا ملامح وفي غير طريقها الصحيح ، مُجابهة ثالوث الإقصاء و التجريم و المُزايدات اولوية لكل القوي المُنادية و المؤمنة بالديمُقراطية والحُكم المدني والمواطنة في السُودان ، وكذلك شرط أساسي لنجاح الثورة وجميع أهدافها ، الحوار بين قوي الثورة وتوحدها وتوسيع قاعدتها السياسية والإجتماعية مسؤولية كُل الثوريين والمؤمنون بسُودان حر ومتقدم وديمُقراطي .. ونأمل أن يقع نقدنا في موضعه للإخوة والرفاق في الشيوعي السُوداني فجميعنا نتعللم .. صحيفة الديمُقراطي .. فيسبوك ..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/08/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة