وردت كلمة الإلحاد في ستة مواضع في القرآن الكريم ، آيات وردت فيها كلمة" يُلْحِدُونَ" ... فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيأَسْمَائِهِ ﴿١٨٠ الأعراف﴾ ويلحدون في أسمائه هنا بمعنى الشرك ، ( اللات / من الله)، (والعزى / من العزيز ). ... لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَالِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴿١٠٣ النحل﴾. وهنا الإلحاد بمعنى الميل والإنحراف . . لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿٢٧ الكهف﴾ وهنا " ملتحدا" بمعني ملجأ . ...وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٥ الحج﴾ وهنا بإلحاد تجئ بمعني ( يهم فيه بأمر فظيع من المعاصي الكبار ). ... إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَعَلَيْنَا ﴿٤٠ فصلت﴾ وهنا الإلحاد بمعنى وضع الكلام على غير موضعه ، وعند قتادة : هو الكفر والعناد . ... قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْأَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿٢٢ الجن﴾ وهنا ملتحد بمعنى ملجأ أو نصير كما في آية سورة الكهف . هذه هي الآيات التى تحدتث عن الإلحاد في بداية الرسالة ، ولكن ، ماهي أسباب ظاهرة الإلحاد اليوم ؟ بالطبع ، الإلحاد لم يكن شأناً إسلامياً ، فكل الرسالات السماوية جاءت محاربة لظاهرة الإلحاد والشرك ، بمعنى أن الرسالات كلها جاءت لدعوة التوحيد . فهل التطرف الديني يقود إلى الإلحاد ؟ كما فعلت المسيحية في أوربا ، وداعش في البلاد الإسلامية ؟ في تقديري ليس للدين دعوى في ظاهرة الإلحاد ، ولكنه سلوك رجال الدين الذين ينحرفون عن المنهج ، فالكهنوتية قادت الثورات ضد رجال الدين ، وظهرت معها الدعوة (العلمانية ) في أوربا ، وبدورها دخلت العلمانية (فصل السماء عن الأرض ) في ديار العالم الإسلامي بعد سقوط الخلافة العثمانية مع الإنقلاب الأتاتوركي ( كمال أتاتورك) في تركيا ، وتقسيم أوربا للعالم الإسلامي واستعماره . ولا نبرئ دور الثورة البلشيفية وظهور الشيوعية في روسيا ومعها التطرف الشيوعي في محاربة الدين والتدين ، فالظاهرة - الإلحاد - قديمة متجددة . وفي الحالة السودانية ، التاريخ يحدثنا بأننا مجتمع متدين عبر القرون ، حتى قبل دخول الإسلام إليها ، ومع دخول الإسلام الصوفي وقيام الدويلات السودانية الحديثة كانت كلها قائمة على ( التدين الشعبي الصوفي ) بمعنى مجتمع محافظ . فهل فكرة أسلمة المجتمع بالقوة خلقت ردة معاكسة ، لقد فرضت المهدية دعوتها بقوة على السودانيين ، فتآمر بعض السودانيين ضدها وتعاونوا مع المستعمر بإسقاطها. وبالمثل عندما تسنمت الحركة الإسلامية السلطة حاولت أسلمة المجتمع لا نقول بدرجة متشددة ، ولكنها وجدت من تصدى لها وتعاملت مع الأمبريالية لإسقاطها ، وهذه القوى تعمل اليوم لشيطنتها وإزاحتها من الساحة السياسية ، وهذه القوى اليسارية المتطرفة هي من تقود ظاهرة الإنحراف والإلحاد والإبتعاد عن كل ما له علاقة بالإسلام في السودان . والسؤال : هل إستسلمت القوى الوطنية والإسلاميين وتركت الساحة للقوي اليسارية التي تقود الشارع اليوم ؟
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/25/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة