دعماً للاقتصاد الوطني منعت نفسي عن صرف بعض نقودي في السوق الأسود وذهبت لصرفها في بنك أمدرمان فرع أركويت، وفوجئت بأمرين عجيبين: الأمر الأول: هو أن البنك يتخلص من النقود السودانية القديمة والممزقة المهترئة، التي لا يمكن قبولها للتداول في أي مكان آخر. الأمر الثاني: هو تعامل الموظفين مع العملاء، كما لو كانوا في "صف عيش"، رفع الصوت والهياج عند طلب تغيير العملة الممزقة بعملة جديدة، ومنادات العملاء بأسمائهم كما يتنادى الأعراب الرسول من خلف الحجرات بأنكر الأصوات. عدد من العملاء شعر بالامتعاض من الأمرين، وأنا أيضاً رأيت تنبيه مدير صالة البنك بهذه النقود غير الصالحة للتعامل، والموظف الذي لا يحسن التعامل، فوعدني بمساءلة الموظف بعد أخذ رقم هاتفي وهو يبتسم ابتسامات ساخرة لا أعرف طبيعتها. حقيقة هذا ليس بنكاً، بل سوق مواشي، لا يتمتع بأي رقي في التعامل مع العملاء. لكن الأخطر هو أنه يقوم بتصريف الأموال الممزقة والمهترئة داخل رزم النقود. ويبدو أن هناك سياسة متبعة في البنك في هذا الشأن. همس لي أحدهم بأن هذه سياسة مستمرة للبنك لتكريه الناس في صرف العملة عبر البنوك كنوع من مقاومة الحكومة المدنية (المنكوبة) ودعماً للسوق الأسود. لذلك أحذر المتعاملين مع هذا البنك بأن يراجعوا كل ورقة نقدية، فقد تجد داخل رزم النقود خمسينات ومئات مقطوعة النمرة المتسلسلة، بل وقد تجدها ملصقة من عشرات الأجزاء، في عملية تصريف تذكرني بطريقة الكمساري الذي يزرع الباقي من النقود القديمة تحت الجديدة، ولكي يمنع البنك اعتراض العملاء يبدو انه قد تم تكليف الموظفين بزجر العملاء والصراخ في وجوههم لإرهابهم وإشعارهم بالخجل ولهذا كان مدير الصالة يبتسم بسخرية. فالحذر الحذر..
* صورة من هذا المقال إلى: - بنك السودان المركزي. - نيابة المصارف. - لجنة التفكيك (المجمدة) بأمر القاتل البرهان..
لاتخاذ ما يناسبه..وإن كنا لا نأمل في حدوث شيء..
وآخر دعوانا أن يخارجنا الله من هذا المرحاض قادر يا كريم..الوحا الوحا..العجل العجل..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/17/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة