الخرطوم اقذر عواصم العالم بجدارة رغم معانقتها لأطهر، و اعظم انهار العالم فتتيمم في حضرة الماء.
إستسلمنا بأن الخرطوم افقر عواصم العالم، برغم الخيرات ذهباً، و ارض بتول، و ماءً فرات، فالفقر ليس مبرراً لعدم النظافة، و الطهارة، و القذارة.
عبثاً الخرطوم مؤمنة، فالنظافة شطر الإيمان!
اوجدتني الصدفة المحضة في مكتب المدير التنفيذي لإحدى محليات العاصمة، فسألت سؤال اشتر خارج عن نص الحوار.. لماذا الخرطوم بهذه القذارة و كأنها تعيش في العصور الوسطى.
بالطبع كانت الإجابة سياسية لطالما الامر يحتاج الي شماعة.
امّن السيد المدير التنفيذي علي وجود الكيزان، و سيطرتهم علي مفاصل الدولة، و ذلك لعدم وجود إرادة سياسية عليا لإتخاذ قرارات ثورية تحارب سدنة النظام البائد، و الذهاب بهم الي السجون، او المشانق.
تبدو علي الرجل و من معه الروح الثورية التي لا تكفي بالضرورة للبناء، و التعمير بمهنية بعيداً عن العواطف، و الشجون.
قالوا : في دهشة هل تعلم انه منذ اكثر من عامين لم يدفع مواطن واحد رسوم نفايات في العاصمة؟
من هول الصدمة اكتفيت بهذا القدر فكان الصمت اولى، فهو المعين، و الملاذ.
إنتهى..
ركبت ركشة فتوقف السائق في وسط الشارع عند تقاطع الصقعي مع شارع الحاج يوسف الرئيسي بالقرب من فتحة البلاعة في الصورة و اخرى علي بعد امتار فسألته ما هذه قال لي ببساطة، و عفوية : "عندي قريبي وقع قبل ايام في الحفرة دي".
بعد يومين كنت في صحبة صديق فتوقفنا في ذات المكان فذكر لي سقوط قريبة له في هذه الحفرة و هي حامل في شهرها الثامن مما تسبب لها في اذى و عاهة مستديمة اصابت الجنين.
بعد ذلك طالعت خبر في إحدى الصحف اليومية انه توجد ظاهرة لسرقة اغطية المنهولات الخاصة بالصرف الصحي في ولاية الخرطوم.
قلنا فقر، و رضينا، ثم قذارة، و عفن، و قبلنا بالواقع المرير، و لكن ان يتعدى الامر الي هذه المستويات المؤسفة من التدني في القيّم، و الاخلاق لهذه الدرجة التي تعني ذهابنا كأمة الي هذا الدرك المظلم غير مقبولة إطلاقاً.
المال العام مسؤولية الجميع، و الحفاظ عليه واجب شرعي، و قانوني، و فرض عين، فاما حياة الناس، و عدم تعريضها للخطر فهي شطر الإيمان في إماطة الاذى عن الطريق!
للأسف غياب تام لمظاهر الدولة في كل مناحي الحياة.
الذي لا يمكن ان ينطلي علينا.. شماعة الكيزان، و الدولة العميقة.
بعد هذه الفترة الكافية من عمر الثورة لو توفرت الإرادة الصادقة، لتوارى آخر كوز إما خلف القضبان او علي حبال المشانق، و لكن إنه الهبوط الناعم، و إرادة الدجال الأعور " قوش".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة