الخرطوم تتيمم في حضرة الماء بقلم:خليل محمد سليمان

الخرطوم تتيمم في حضرة الماء بقلم:خليل محمد سليمان


01-10-2021, 04:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1610294322&rn=0


Post: #1
Title: الخرطوم تتيمم في حضرة الماء بقلم:خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 01-10-2021, 04:58 PM

03:58 PM January, 10 2021

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







الخرطوم اقذر عواصم العالم بجدارة رغم معانقتها لأطهر، و اعظم انهار العالم فتتيمم في حضرة الماء.

إستسلمنا بأن الخرطوم افقر عواصم العالم، برغم الخيرات ذهباً، و ارض بتول، و ماءً فرات، فالفقر ليس مبرراً لعدم النظافة، و الطهارة، و القذارة.

عبثاً الخرطوم مؤمنة، فالنظافة شطر الإيمان!

اوجدتني الصدفة المحضة في مكتب المدير التنفيذي لإحدى محليات العاصمة، فسألت سؤال اشتر خارج عن نص الحوار.. لماذا الخرطوم بهذه القذارة و كأنها تعيش في العصور الوسطى.

بالطبع كانت الإجابة سياسية لطالما الامر يحتاج الي شماعة.

امّن السيد المدير التنفيذي علي وجود الكيزان، و سيطرتهم علي مفاصل الدولة، و ذلك لعدم وجود إرادة سياسية عليا لإتخاذ قرارات ثورية تحارب سدنة النظام البائد، و الذهاب بهم الي السجون، او المشانق.

تبدو علي الرجل و من معه الروح الثورية التي لا تكفي بالضرورة للبناء، و التعمير بمهنية بعيداً عن العواطف، و الشجون.

قالوا : في دهشة هل تعلم انه منذ اكثر من عامين لم يدفع مواطن واحد رسوم نفايات في العاصمة؟

من هول الصدمة اكتفيت بهذا القدر فكان الصمت اولى، فهو المعين، و الملاذ.

إنتهى..

ركبت ركشة فتوقف السائق في وسط الشارع عند تقاطع الصقعي مع شارع الحاج يوسف الرئيسي بالقرب من فتحة البلاعة في الصورة و اخرى علي بعد امتار فسألته ما هذه قال لي ببساطة، و عفوية : "عندي قريبي وقع قبل ايام في الحفرة دي".

بعد يومين كنت في صحبة صديق فتوقفنا في ذات المكان فذكر لي سقوط قريبة له في هذه الحفرة و هي حامل في شهرها الثامن مما تسبب لها في اذى و عاهة مستديمة اصابت الجنين.

بعد ذلك طالعت خبر في إحدى الصحف اليومية انه توجد ظاهرة لسرقة اغطية المنهولات الخاصة بالصرف الصحي في ولاية الخرطوم.

قلنا فقر، و رضينا، ثم قذارة، و عفن، و قبلنا بالواقع المرير، و لكن ان يتعدى الامر الي هذه المستويات المؤسفة من التدني في القيّم، و الاخلاق لهذه الدرجة التي تعني ذهابنا كأمة الي هذا الدرك المظلم غير مقبولة إطلاقاً.

المال العام مسؤولية الجميع، و الحفاظ عليه واجب شرعي، و قانوني، و فرض عين، فاما حياة الناس، و عدم تعريضها للخطر فهي شطر الإيمان في إماطة الاذى عن الطريق!

للأسف غياب تام لمظاهر الدولة في كل مناحي الحياة.

الذي لا يمكن ان ينطلي علينا.. شماعة الكيزان، و الدولة العميقة.

بعد هذه الفترة الكافية من عمر الثورة لو توفرت الإرادة الصادقة، لتوارى آخر كوز إما خلف القضبان او علي حبال المشانق، و لكن إنه الهبوط الناعم، و إرادة الدجال الأعور " قوش".

للحديث بقية..