عزيزي القارىء الكريم ستجدني مُصر علي صفة الداعر، وذلك لقناعتي بان نخلع ثوب الدين، و الوقار عن اي شخص اراد ان يتولى امر السياسة عبر هذه البوابة.
ارى ان هذه الصفة تنطبق عليه كل ما استمع الي التسجيل و هو يصف الثورة ب" بوخة المرقة" و كيف النساء حولة يصححن له الجملة، و كأنه في ماخور، و ليس منبر سياسي، في لحظة تاريخية فارقة، و الشباب تسيل دماءهم في الشوارع، و في زنازين مجرم الحرب اللص الذي يعمل إبنه مستشاراً له.
بما ان السياسة و تولى الامر العام يحتاج للنقد، و التقويم، و المحاسبة، بالضرورة العاطفة الدينية، و الابوية، تمنعنا، من كل ما سبق، بل يُعد من المحرمات، لنصنع آلهة، و اصنام، و إمبراطوريات من الفساد.
ستة عقود و نصف ظللنا تحت وطأة الجهل، و إستغلال العواطف، و التجارة بإسم الدين، و اصبحت تحكمنا القبور بالوراثة، في مشهد لا يمكن ان يحدث في بلد تسوده قيّم المعرفة، و التنوير.
الاحزاب السودانية هي امر عام يخص عموم اهل السودان، لذلك يجب تحريرها من الأُسر التي تمثل بيوتات دينية، و علي هذه الأُسر ان تبتعد عن السياسة، و تبقى على امر الدعوة، فستجد من الجميع كل الإحترام، و التقدير.
في العالم المتحضر تجاوزت الشعوب إستخدام الالقاب، و الصفات بكل اشكالها، لذلك لا يمكن لأحد ان يمتهن صفة، او لقب ليتربح من وراءه، و يستغل عواطف الناس.
حتي الاصدقاء عرفوا عن ساستنا النفاق، و الكذب، و الإنتهازية، و للأسف بيننا من يسير وراءهم بلا وعي.
في لقاء مع المصري سعد الدين ابراهيم، مؤسس نهضة العمل المدني حديثاً في مصر، و رئيس مركز إبن خلدون للدراسات الإنمائية، بعد ثورة يناير، قبل ان نتحدث عن ايّ شيئ في اللقاء سأل عن الترابي، و المهدي، ثم عقب.
السؤال الاول: "حسن الترابي عامل ايه"
قلنا : الآن معارض للبشير.
قال: "اتمنى ان يكون صادقاً، متكنش واحدة من حركاتو القديمة".
التقييم متروك لك سيدي القارئ الكريم..
السؤال الثاني: "فين الصادق المهدي"
قلنا: الصادق معارض للبشير، و مشارك بأبناءه عبد الرحمن مستشاراً، و الآخر ضابط كبير في جهاز الامن.
قال: " الصادق لما يكون مرتاح ما بيسألش علينا، و لما يكون متضايق بيدور علينا، الآن يبدو انو مرتاح، بس في آخر مرة قابلتو و عدني بإنو ح يسيب العادة القبيحة ديّ".
إنتهى..
جزء كبير ممن يتصدرون المشهد في السودان هم إنتهازيين، و فرضوا علينا وقار زائف مستغلين العاطفة الدينية، و هم في الاصل تجار بنوا إمبراطوريات من المال، و الفساد، علي حساب فقر، و مرض، و جهل الشعوب السودانية.
علي شباب الاحزاب ان يتحرروا من العبودية التي مورست علي الاجداد، و الآباء، حتي ننهض بهذا البلد العظيم من هذه البِركة الآسنة، لنواكب العالم من حولنا، و لنصنع مستقبل يليق بنا.
نريد لرجل الدين ان يذهب بعيداً عن السياسة، و بذات القدر علي السياسي ان لا يمتهن الدين للحشد، و التأييد، لنصون الاديان، و الطوائف، بالحب، و الوقار، و نحمي دولتنا، و منابرنا السياسية من الإستغلال، و الفساد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة