إشكالية الحرية و الاستنارة ركيزتا البناء الديمقراطي بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 09:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-01-2020, 10:08 PM

زين العابدين صالح عبد الرحمن
<aزين العابدين صالح عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 917

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إشكالية الحرية و الاستنارة ركيزتا البناء الديمقراطي بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

    10:08 PM May, 01 2020

    سودانيز اون لاين
    زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا
    مكتبتى
    رابط مختصر





    عندما بدأ الأستاذ المفكر محمد بشير المشهور بأسم "عبد العزيز حسين الصاوي" يدون مشروعه الفكري الذي يتناول قضية " التحول الديمقراطي" في السودان قبل عقدين، ركز علي قضيتين أعتبرهما تمثلان القاعدة الأساسية لعملية التحول الديمقراطي في السودان " الاستنارة و التعليم" و أشار ألي أن التفكير في قضيتي النهضة و الديمقراطية إذا لم يحدث تغييرا شاملا في هياكل و مناهج التعليم سوف تواجهان تحديات قد تؤدي للفشل. و تناول الاستنارة كمشروع فكري ينبش في الثقافة السائدة، باعتبارها المؤثر المباشر في السلوك. و أعتبر معاوية محمد نور رمز و رائد المشروع الاستناري، و كان يجب أن يستمر من قبل آخرين بعد رحيل معاوية. لكن المشروع توقف.
    أن إشكالية الاستنارة في السودان؛ أنها مشروع متقطع غير متواصل من قبل المفكرين السودانيين، باعتبار أن المشروع بدأ منذ عشرينيات و ثلاثينيات القرن الماضي و أتخذ مجلتي " الفجر و النهضة" كأدوات نشر و منابر جدل بين التيارات المختلفة. و أيضا كان منبر مؤتمر الخريجين يمثل تحول في الفكر السياسي في السودان، لأنه أسس لظهور الأحزاب السياسية. إلي جانب الجمعيات الأدبية التي سبقت ذلك في الأحياء. بعد الاستقلال أصاب مشروع الاستنار و الجدل الفكري ضمورا، حيث ظهرت قيادات كرزمية سياسية الأغلبية كانت لا تعطي للإستنارة أهتماما، و أعتبرتها ترف للطبقة الوسطى يجب أن يكون بعيدا عن الساحة السياسية. هذا التوقف كان له أثرا سالبا علي المكونات السياسية، حيث تراجع دور المفكر السياسي، و ظهرت علي المسرح السياسي العناصر التنفيذية المهتمة بعمليات الحشد و التعبيئة، دون الشغل الذهني و الاستنارة، الأمر الذي خلق هوة بين الأحزاب و القواعد الشعبية و الارتباط معها بشرايين الوعي و الثقافة.
    ظهر الجدل الفكري مرة أخرى علي الساحة السودانية، في ستينات و أوائل سبعينات القرن الماضي، و هذه المرة؛ كان المثقفون و الاكاديميون الذين يشتغلون بقضايا الفنون و الأدب، هم رواد الاستنارة من خلال مدارس فكرية أدبية " الغابة و الصحراء و السودانوية" ثم كون الزملاء في الحزب الشيوعي " أبادماك" تمييزا لدور الحزب. و كان الحزب الوحيد الذي حاول أن يقدم أطروحاته الثقافية من خلال أبادماك. ثم حاولت مؤخرا أن تلحق بالركب الحركة الإسلامية تكوينها لمنظمة شباب البناء و هؤلاء كان الهدف أن يتمددوا في مواقع الإبداع. و لكن بعد قرار الشريعة 1983م وقف كل هذا النشاط بقوة السلطة الشمولية، الملاحظ أن ضعف مشروع الاستنارة الذي يعتبر أحد ركائز البناء الديمقراطية لم يكن للأحزاب السياسية السودانية مساهمة تذكر فيه إلا القليل و ربما فقط من القوى الأيديولوجية.
    هذه النبذة التاريخية المختصرة لقضية الاستنارة في المجتمع مهمة، لمعرفة إسهامات النخب المثقفة في البلاد في قضية الاستنارة. إلا أن الإسهامات الحزبية و السياسية في قضية الاستنارة كانت متواضعة، رغم أن أغلبية الأحزاب ترفع شعارات الديمقراطية، و هي واحدة من الإشكاليات التي يجب إدارة حوار حولها، و الإجابة علي سؤال؛ لماذا الاسهامات الحزبية في مجالات الفكر و الثقافية ضعيفة جدا و في بعض الأحزاب تكون معدومة؟ فا لإجابة علي السؤال ربما توضح أن حالة الجدب الثقافي و الفكري داخل الأحزاب كان لها أثرا سالبا علي عملية البناء الديمقراطي في الدولة و في المجتمع و أيضا في منظمات المجتمع المدني.
    بعد انتصار ثورة ديسمبر؛ أظهرت ساحة الاعتصام، أن الشباب يملكون مقدرات و أمكانيات عالية في التعبير عن الواقع من خلال أدوات مختلفة، و يملكون خيالا واسعا يؤهلهم أن يكونوا مجموعة أستنارية تسهم في عملية الاستنارة في المجتمع، و كان قد ظهر ذلك جليا من خلال الشعر و الغناء و الموسيقي و الفنون التشكيلة من خلال الجداريات و حتى الرمزيات و الإشارات الثقافية. لكن هذه التجربة تم قتلها في المهد من خلال فض ساحة الاعتصام من قبل القوى المحافظة في المجتمع، التي لها علاقة عداء مع عملية التحول الديمقراطي. و ليست هي مرتبطة بقوى سياسية بعينها أنما كل الذين يعطلون عقولهم و يتعاملون فقط مع آليات القمع و العنف هم ساهموا في محاولة قتل ذلك الإبداع.
    و المراقب للمشهد السياسي، و المنتج من المصطلحات و منتشر في الخطاب السياسي و وسائل الاتصال الاجتماعي، يتأكد أنها مصطلحات تم التركيز عليها حتى لا تساعد علي عملية التحول الديمقراطي، إن إشكالية الديمقراطية في السودان تسببت فيها كل القوى الأيديولوجية في البلاد، و هي قوى سياسية لا توجد في أوراقها الفكرية أي للأخر و هي أهم عوائق الديمقراطية، و جميع شعارات القوى الأيديولوجية يمينا و يسارا تحتاج إلي مراجعات فكرية في قضيتي " الحرية و الديمقراطية" الملاحظ أن إنتاج القوى الأيديولوجية يغيب عنه الإنتاج الفكري، الذي يحتاج إلي مجهود ذهني، لذلك هي استعاضت عنه بإنتاج شعارات تعبوية لا تحمل مقومات بناء. و تجدها لجأت إلي وسائل الاتصال الاجتماعي تملاءها بمصطلحات و شعارات تخدم مصلحة حزبية و تغيب عنها المصلحة الوطنية و مرتكزات التحول الديمقراطي، مستغلين حالة الهياج في الشارع. و الملاحظ تاريخيا و معاصرا أن تجارب هؤلاء الأيديولوجين أن كانت في البلاد أو في الخارج هي تجارب فشالة، و لها عداء كامل مع الحرية و الديمقراطية. و حتى البعض منهم رفض حتى المراجعات الفكرية التي طلبتها عضويتهم داخل التنظيم، لذلك حدثت الانشقاقات الكثيرة. و أيضا هناك من قاموا بفصل المبادرين الداعين لفتح حوار بأدوات غير ديمقراطية، و رغم ذلك تجدهم رافعين شعارات الديمقراطية، و هنا يحدث التناقض في الخطاب السياسي، الذي يؤدي لتغبيش الوعي، هذا التناقض في الخطاب قد أثبتت أن هناك بون شاسع بين الشعارات المرفوعة و الممارسة. الأمر الذي يؤكد أن مشوارالحرية و الديمقراطية سوف يحتاج لوقت طويل كما قال ويلسون مانديلا.
    كان الاعتقاد السائد في الوسط السياسي، قبل سقوط النظام، أن النخبة السياسية قد استفادت من التجارب السياسية السابقة، و سوف تتبع منهجا يؤسس لبناء ديمقراطي سليم، وحيث أثبتت تجربتي أكتوبر و إبريل، أن الديمقراطية لابد أن تؤسس علي قاعدة اجتماعية واسعة تؤدي للتوافق الوطني، لكن السائد الآن، يدل دلالة قاطعة أن النخب السياسية و قطاع واسع من المثقفين الأيديولوجيين لم يستفيد مطلقا من التجارب السياسية السابقة، و الدلالة علي ذلك الأوراق العديد المليئة بمصطلحات الإقصاء و العداوة و الإكراه و غيرها، مما يؤكد أن البيئة الآن غير صالحة لعملية التحول الديمقراطي، و أن النخب السياسية و الثقافية هي التي وراء هذا التهديد. و معلوم أن بعض القوى السياسية التي لا تملك قاعدة أجتماعية، و استطاعت من خلال المحاصصة أن توصل بعض كوادرها إلي وظائف قيادية، لا ترغب في نجاح الفترة الانتقالية، و تخلق هذه العوائق لكي يتسنى لها أن تمد الفترة الانتقالية، لآن نجاح الفترة الانتقالية يعني الذهاب مباشرة للانتخابات، و نتائجها سوف تبعد بعض القوى الظاهرة الآن على المسرح السياسي، و الجماهير سوف تأتي بالقيادات التي تريدها علي سدة الحكم.
    كتب جون هرمان راندال في كتابه " تكوين العقل الحديث" يقول " أن القوة التي تستطيع بواسطتها أن نكون حكما، و أن نميز بين الخطأ و الصواب. و هي الحس المشترك أو العقل. متساوية بالطبيعة بين جميع الناس. و لا ينشأ التعدد في أفكارنا من أن بعض الناس هم عقليون أكثر من الآخرين. و لكن فقط من أن أفكارنا تمر بطرق متنوعة. لأنه لا يكفي أن نمتلك قوى عقلية جيدة. و لكن الأمر الأساسي هو أن نحسن أستعمالها" فهل بالفعل أن النخبة السياسية السودانية هي تحسن استخدام العقل خاصة في قضايا الحكم؟ نسأل الله حسن البصيرة.


























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de