في ظل حالة الاغماء المتعمد الجماعي الذي تقوم به القوى التي اختطفت الثورة السودانية و غيبتها خلف الغرف المغلفة و الاتفاقات المُبهمة و المنعدمة الشفافية و غياب المصداقية في كثير من الاحوال مما ادى الى خروج كثير من القوى الجماهيرية و حركات الكفاح و النضال منها’ لايمانها التام ان هذا الطريق لن يؤدي للحرية و العدالة و المساواة و السلام و لن يؤدي لوطن واحد متحد ’ حدادي مدٌادي و الذين يُريد هؤلاء القوم ان يبنوهُ فٌرادي, و لن يستطيعون و لو كان بعضهم لبعض ظهيرْاً. الان و في ظل انكشاف الوجه الحقيقي لبعض القوى المتدثرة بدثار الثورة و رداء رهبان الكفاح و النضال و ظهور نواياهم الحقيقية في نيل الحقائب و الاوطار و تحقيق الرغبات الشخصية و امراض الساسة السودانيين عبر الحقب و العُصور و تراهم يتزاحمون على المناصب و الترشيحات و مراكز القوى و كُلُ يريد ثمن النضال مالا و جاهاً و عزاً على حساب الشعب الممكون و الصابر و الذي ضحى بكل شئ ’ ليكون جزاءه في النهاية حشفاً و سؤ كيلْ. هل حققت هذه الثورة اهدافها ؟ هل رأينا ما تمنيناه ؟ هل هذه هي خاتمة مطاف احلامنا و نهاية الطريق بطموحاتنا؟ هل احس احد" منا بالتغيير و التحول لواقع جديد؟ هل شعر اي شخص له قلب" او القى السمع و هو شهيد’ هل شعر بوجود اختلاف عما سبق و خرج عليه و ثار لتغييره؟ الاجابة مع بالغ الاسف هي لا ثم لا’ فكل شئ على حاله و ربما اسوأ’ في المصالح الحكومية ’ الوزارات’ الجهات الخدمية’ السفراء’ المدراء’ الوكلاء’ القيادات قي القوات النظامية’ الولايات’ المحليات و القنوات و الاذاعات كلها تعج بابناء النظام السابق و الموالين له و اعضائه’ و بعد ذلك يحدثوننا ان تغييراً حقيقياً قد حدث ’ و يقولون منكراً من القول و زورا. مًنتجي برامج الاذاعة و التلفزيون و المقدمين و المذيعيين و كلهم من ابناء النظام و امانة الاعلام فيه ’ الا من رحم ربي ’ و تجدهم يواصلون غيٌهم و ضلالهم الاعلامي في الصحف و المواقع المختلفة و يزيفون الحقائق كعادتهم و يجرون الحوارات و المقابلات المدفوعة مع اللصوص و القتٌلة و الهاربين من العدالة و كأن شيئا لم يكن’ و هم في ذلك صادقون و في رأيهم راجحون’ اذ انه حقا لم يتغير ائ شئ و لو بمقدار انملة يسيرة’ و كل شئ على حاله :
لا خيل عندك تهديه و لا مالُ فليسعف النُصحُ ان لم تُسعدْ الحالُ يا ايها الثائرون لقد سرق الناس ثورتكم و القوا بها في غياهب الجبُ ليلتقطها بعض العساكر و يبيعوها كبضاعة و بثمن بخس دراهم معددوة. و جاءوكم بافراح كاذبة و احتفا لات مُزيفة لايهامنا بنجاح الثورة و الكيزان يملاون ارجاء المكان و تحت كل شجر او حجر و يقيمون اللقاءات و الاجتماعات و يتحضرون للنسخة الثانية من الانقاذ ’ بينما نحن نحتفل و نرقص في الشوارع : و ما طربي لما رايتك بدعةً لقد كنُت ارجو أ ن اراك فاطربُ و بينما نحن نتحلق حول التلفاز لمشاهدة مراسم التوقيع المزعوم على اوراق لن يمر زمن طويل قبل ان يتم نكرانها و التنصل منها و مواصلة ادمان خيانة العهود و المواثيق من قوم لا يرقبون في مؤمن الا و لا ذمة’ بينما نحن في عمانا هذا تجدهم يتحضرون للوثبة القادمة و الانقضاض على كل شئ هم و جحافل اتباعهم في الخدمة المدنية و التي يمتلكونها حتى النخاع. انني لا اجدُ ريح ثورتنا فيما اراه’ بل ارى القبح يتسيد المشهد و النفاق و الدغمسة هي القائدة’ ارى اقواماً باعوا قضيتهم و قبضوا ثمنها خُبزاً و لكنه نسوا انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان. ايها الثائرون’ فلنعلم جميعنا انه لا كيل لنا عند هؤلاء الانجليز الجدد و الفراعين و الكهنة و المشعوذات الذين نراهم امامنا الان’ و عليكم ان تبحثوا عن ثورتكم لتتواصل و نجدها و لتذهبوا لتتحسسوا منها رشداً’ لولا تُفْندوُن!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة