|
|
 Re: الشرف الباذخ .. فرقه اجنبية .. اداء جميل جدا (Re: يحي قباني)
|
بابكر قدور:
في وجهة نظري وباختصار شديد أن الأغنية تتكون من ثلاثة عناصر هى الكلمات, الموسيقى والصوت .. ولكل عنصر من هذه العناصر الثلاث مقوماته الخاصة به .. خليل فرح حباه الله موهبة جمعت هذه العناصر الثلاث .. فهو شاعر فحل .. يكتب الشعر في مجال الأغنية .. وفي غير مجال الأغنية .. يكتب الشعر الفصيح .. ويكتب الشعر بالعامية السودانية .. وهو موسيقار إن صح التعبير .. تجري الموسيقى فيه كما يجري فيه الدم .. في كلماته تجد الموسيقى كما تجدها في الألحان الرائعة التى يضعها لكلماته .. وخليل فرح يغني كلماته ولحنه بنفسه فالرجل يمتلك الصوت الجميل المُطَرِّبْ .. كل ذلك واضح جلي في الإرث الرائع الذي خلفه لنا .. من ضمن ذلك الإرث أغنية .. الشرف الباذخ .. من بين أغنياتنا الوطنية الخالدة ذات القيمة التاريخية المتجددة عبر الأجيال المتعاقبة .. والتى نكتب عنها في هذه المساحة من المنتدى توثيقاً لخليل فرح من خلال أداء البلابل الرائع لهذا الإرث الخالد .. والذي حدا بالكثيرين إلى نسبة هذه الأغنية للبلابل, خاصة الأجيال الحديثة لعدم توفر المعلومة أمام ناظرهم ..
حسب استقراء وتحليل المعلومات التي ذكرت في ديوان الخليل الذي قام بجمعه وتدوينه بعد تحقيقه البروفسور الأديب الراحل على المك .. أن هذه الأغنية قد كتبها ولحنها وغناها الخليل في سنة 1924م إبان الثورة الوطنية في ذلك العام التي عرفت بثورة سنة 24 كما عرفت بثورة مؤرخة بثورة اللواء الأبيض التي قادها الراحل البطل على عبداللطيف .. كما يمكن أن تكون الأغنية قد وجدت قبل أحداث الثورة ربما بشهور .. يؤيد ذلك ماجاء بالديوان المشار إليه أن الأغنية كانت مايشبه نشيد ثورة 1924م إذ أن طلاب الكلية الحربية (من حيث انطلقت الثورة) كانوا يتغنون بها ويرددونها أثناء الأحداث .. وذلك يعني جاهزية الأغنية إبان الأحداث .. وقد أخذت الأغنية في الإنتشار بشكل واسع ولاقت رواجاً لدى كل فرد من أفراد المجتمع السوداني وهي تحمل الثورة رمزاً في حناياها .. فوصلت رسالتها حتى مسامع مدير المخابرات في ذلك الوقت (صمويل بك عطية) .. كما جاء في الديوان .. فقام باستدعاء خليل فرح فوراً وطلب منه أن يغني هذه الأغنية له .. فرد عليه خليل فرح بالرفض معللاً ذلك الرفض بأنه أى خليل فرح لا يغني في دواوين الحكومة ولكنه على استعداد أن يغنيها لصمويل بك في بيته .. وفعلاً ذهب الخليل لمنزل صمويل بك وغنى له الشرف الباذخ بكل كلماتها وكل معانيها التى تجعل مدير المخابرات في صراع بين الطرب ومايمليه عليه واجب وظيفته .. فأعتقد أنه طرب لأنه لم يرد في الوقائع المروية أنه قد اعتقله .... وباستقراء كلمات الأغنية ومعانيها .. وباستقراء الخريطة السياسية في ذلك الزمان وماذكره البروفسور على المك في الديوان .. نجد أن كل ذلك يشير إلى مدى الحب الذي يكنه شاعرنا لمصر .. وإلى المبادئ السياسية آنذاك .. وما يؤمن به خليل فرح .. إذ أنه كان من دعاة وحدة وادى النيل مدركاً بذلك قوة الصلة بين الشعبين السودانى والمصرى ورباط الكفاح المشترك بينهما لما في البلدين من ظروف متشابهة وبالتالى أهداف واحدة .. فضلاً عن أن مصر كانت ومازالت منارة للعلم والثقافة .. كانت من قبل الثورة الصناعية في أوروبا .. ومازالت إلى يومنا هذا .. وهذا ماشكل حب خليل لمصر بدرجة العشق فمضى إليها حيث التقى هناك بموسيقى ضرير هو محمود صبحى ودرس الخليل على يديه شئ من علوم الموسيقى .. ومبدأ وحدة وادى النيل هو المبدأ الذي تبنته بعض الأحزاب السياسية السودانية في زمان لاحق .. ولعل عبارة "نحن الكل ولاد النيل" تؤيد ذلك فضلاً عن أنها السبب المنشئ للعبارة التى يستهل بها بها كل مصرى يلتقي بسوداني وهي "يا ابن النيل" وكل المصريون يرددون هذه العبارة دون أن يدركوا أن منشأ العبارة هو أغنية الخليل ....
من كل ماذكرت .. تأتي أهمية وقيمة هذه الأنشودة التي تشكل جزءاً من تاريخنا القومى وتقف من ضمن الشواهد الكثيرة والمتعددة على عظمة الخليل .. خليل فرح.
|
|
 
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
| |
Hassan Farah
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست