من أرشيف يومِيَّاتُ كَوْزٍ تائبٍ : نُنافِقُ و نتحرَّى النِّفاقَ £

●صديق مهدي يا صديقي يبدو انك واقع لا محالة في شر أفعالك ..
إذ تصادف مرورك من هنا بشهيتي مفتوحة للثرثرة في مليانة و فارغة
و مقدودة معليش حظك كدا، إذن ، قرب تعال و ما تبتعد اسمع همس
البعاد عبر شريط الذكريات و حديث الذات للذات في جوف ليل طويل
لا يكاد ينجلي.. و الذكرى إكسيرٌ الحياة يربط كل طائر مرتحل عبر البحر..
و ربما سيعود يوماً ليجد مكانه محفوراً على قسمات وجوه المشاة العابرين..
تهامس أوتار الحنين.. نريد تجريد ذو اتنا من غشاوات تضرب حاجزاً من جدار
الصمت بيننا و بين بيادر عطشى..ننقش ليها حروف الريد ناصعة كحبات الخرز
علي أجنحة حمائمَ زاجلة.. تظل تجوب كل مجاهل الغربات إلى أن ترسو هناك
لديها..و تبوس يديها.. و تلقى العشيرة بتشتغل منديل حرير لحبيب بعيد خلاها
أوهن من بيت عنكبوت و فارق دفء أحضانو..جحيماً ما هويناه.. و لكنّا قبلناه
برضا أو غسب حسنة..لعله يعزينا كلما استرجعنا وقع خطىً مشيناها ذات يوم
في شعابه..عابري سبيلٍ في حنايا الشوق السة سنينو بعاد و الضل الوفف ما زاد!!
فصبرٌ جميلٌ و الله المستعان على ما يصفون! فبا أيها الوطن الجريح متى يعود
خرير الدم مدراراً في ثنايا عروقك و تعود كقبطانٍ أضناه عناء البحث عن حطام
زورق ألحانه..حتى تلم شتاتنا كقراصنة ضربوا بعصي ترحالهم أكباد المحيطات
ثم عادو خائبين ، كلٌّ جاء يحمل ليس نورساً، لا بل غراباً ميتاً على كتفيه!!

و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ