لِمَاذَا تُزَغْرِدُ المَوْرِيٍتَانِيَّاتُ فِي يَوْمِ طَلَاقِهِنَّ؟!

@ قبل أن نسترسل غريقاً عميقاً من سيرة الناها بت مكناس نريد ان نعرج على
محطيتين مهمتين حول عادات وتقاليد المرأة الموريتانية و الصحراوية بصفة عامةٍ.

# فمن الأشياء يقالُ أيضًا التي يقالًإنه لم تعرفها موريتانيا وجود تعدد الزوجات، يعني
تاريخيًا لم يكن للرجل أكثر هناك من مرأة، فما مدى صحة خبرس كهذا، ثم هل هذا-
أيضًا-جزء من خصوصيَّة المرأة في موريتانيا؟يعني أشرتي إلي الطابع الإسلامي، ولكن
الطابع الإسلامي مع خصوصيةوضعيَّة المرأة-ربما-أفرز هذا الوضع الخاص بموريتانيا.

ثقا إنًّ أبغض الحلال عند نساء موريتانيا تتعد الزوجات و ليس الطلاق. إذ يتخطى
لتعدد عند الموريتانيات كراهة الطلاق الذي يفضلنه عن أن يحملن لقب "زوجة ثانية"

# تقول إحداهن لا أقبل أن تشاركني امرأة أخرى في زوجي، إما أنا أو هي".تكررت
هذه الجملة على مسامعنا كلما تم طرحه امرأة موريتانية عن رأيها بشأن وجوود ضرةٍ.

مريم (اسم مستعار) 30 سنة، تزوجت ابن عمها عن حب كما تقول قبل سبع سنوات، ولديهما الآن
أبناء، وعندما علمت بأنه تزوج عليها سرًا السنة الماضية، طلبت الطلاق مباشرة ، بل اعتبر أهلها
أنها طالق، لأن شرطهم قبل عقد الزواج كان "لا سابقة ولا لاحقة"، أي أنها لن تكون زوجة ثانية،

# رفض المرأة الموريتانية للتعدد خاصة من الناطقين باللهجتين "الحسانية والعربية" ليس أمرًا جديدا ً
في المجتمع، ولطالما كانت المرأة تُفضل البقاء دون زواج على أن تكون امرأة ثانية للزوج، سواء في ذلك
المتعلمة وغير المتعلمة، والغنية والفقيرة، رغم أن المجتمع مجتمع مسلم. ينقسم سكان موريتانيا إلى عرب
وأمازيع بالإضافة إلى الموريتانيين من أصول أفريقية، يتحدث العرب والأمازيغ اللغة العربية والحسانية،
فيما يتحدث الموريتانيون من أصول أفريقية ثلاثة لهجات محلية هي السونونكية، والولفية، والبولارية.

# تُرجع الباحثة الاجتماعية خديجة لحبيب ظاهرة رفض التعدد في مجتمع مسلم ونساؤه متدينات،
إلى مكانة المرأة في الأسرة الموريتانية. "الأسرة عندما تزوج ابنتها لرجل تعتبر أنها أعطته أغلى
شيء في الأسرة، لذلك إذا تزوج عليها، تعتبر ذلك احتقارًاًَ لها". تضيف خديجة: "المجتمع التقليدي
يسيطر تمامًا على الفرد، مثلا يمكن أن تجد امرأة يمكن أن تقبل بالتعدد، لكن نتيجة لرفض المجتمع
للظاهرة ونبذه للمرأة التي تقبله، أصبحت المرأة ترفضه، بسبب نظرة المجتمع، المرأة تخاف
من حكم المجتمع وليست خائفة من التعدد".

# و لم يجد زوج مريم بدا من أن يطلق زوجته الثانية، لأجل أن يعود لأم أبنائه وزوجته الأولى.
تقول مريم "مادام تزوج علي فهو لم يعد يحبني، وأنا لا أقبل أن اتشارك أي رجل مع امرأة"

# حتى عائشة ذات ال40 سنة وتعمل في وظيفة حكومية، قبلت بالتعدد بعد زواجها
الأول،ورزقت بأبناء، لكنها وبكل حزن اختصرت حديثها عن تجربتها بالقول "لست
فخورة بتجربتي مع التعدد" ثم لم تزد على ذلك.

# هذا، لدرجة أن بعض النساء في الموريتانيا يقال إنه قد يصل بهن ألأأمر إلى حد
تُفضّيل أن يكون بعولتهن متعددي العلاقات النسائية المسبوهة على أن يتزوجواعليهن،
وفي الغالب يكون ذلك بعلمها لكنها تتجاهلالأمر، لكن عندما تعرف بأنه تزوج بأخرى
تخرج من بيتها مباشرة، تحبه أن يمارس الحرام، على أن يقوم بالحلال".و بعضٌ
يقلنَ "إطلاقا أبدًا لا أقبل، إما أن يكون لي وحدي، أو يذهب كل منا في طريقه.

# وعلى الرغم من اختلاف الآراء حول الظاهرة، تبقى فقرة "لا سابقة ولا لاحقة"كشرطٍ
جزائيٍّ مانع من التعدد، أمراً لا مفر منه قبل عقد كل قران من قبل أهل الزوجة في
موريتانيا ، وإن كان يغلق الباب أمام حكم شرعي يطمح بعض الرجال الاستفادة منه.