برف فدوى وحماقات اخوانها السياسية : صلاح وسيف الدولة وفيصل

Quote: وتمبوست ممتع. لكنني استغربت من وصفك لأل على طه بأنهم غرباء على أربجي، يعني كأنك تصنف المواطنة بأربحي قبليا وهذه نعرة عند أهل أربجي قديمة نجونا نحن في ودسلفاب إذ قويت لدينا قيم التعدد الذي عرفت به منطقة الجزيرة، وهو تعدد امتزج فيه الناس امتزاجا حتى يمكن أن ننسبهم باطمئنان للجزيرة فقط وليس لأي عناصر قبلية. وهذه النسبة تكرست جراء طرق ووسائل العيش المشترك في المنطقة حتى أضحت لدينا عناصر ثقافية واحدة تقريبا وهي تتعدى وصفات الأطعمة واللهجة المشتركة المميزة فتزيد عليها أدوات واصطلاحات الزراعة والري وغيرها. كنت أشرت لهذا الاختلاف بين أربجي وودسلفاب في الفيديو القصير عن مصطفى سيد احمد الذي تعرضت فيه لطفولته وشبابه بطلب من إحدى مجموعات معجبيه في امريكا الشمالية لو تذكر يا بدر. إنما تقدم ثيمة الغريب الحاكم مقاربة جيدة لفهم علاقات السلطة المحلية في السودان كما يحتوى النظر إليها من زاوية الثيمة المقابلة في دراسات سرد الطيب صالح التي اصطلح عليها بالغريب الحكيم على بعد نقدي وتناصي جيد. يمكن إضافة أمثلة أخرى أوضح، كما هو الحال مع ما قام به المستعمرون الانجليز الذين عينوا رؤوساء إدارات أهلية من أقليات تنتمي لمناطق غير تلك التي اختيروا نظارا أو عمدا لها. عندك مثلا الشنابلة في نايل وآل الملك في أرقو. عمودية ودسلفاب جلبوا لها العمدة عبد المجيد علي طه، من آل علي طه، وهم أصلا كما تعلم بديرية من سكان أربحي تنتمي أصولهم الى شمال السودان وغربه. من ناحية أخرى انا لدي اعتقاد أن السودان كان دائما بلد عبور وليس بلد إقامة وظلت حدوده مفتوحة على مصراعيها للأقوام من كافة الانحاء، من الاطلسى غربا إلى الخليج الفارسي شرقا والبحر الأبيض المتوسط شمالا وحتى البحيرات في شرق أفريقيا، إنه بلد يقع في مهب الريح. علينا بالنظر للطرق الصوفية وتاريخ العرب في السودان ومملكة الفونح بالإضافة لعشائر الهوسا والفولاتي والامبررو الذين يشكلون ربما أغلبية سكانية في البلاد.