|
Re: جدلية المركز والهامش... (Re: Kostawi)
|
Quote: فبعد صنع الدولة الحديثة في السودان، مع عهد الاستعمار التركي المصري 1820ـ1885م، نشأت فيه مركزية الكيانات الإسلاموعربية بسبب تفوقها النسبي على الكيانات الأخرى وبسبب توجهات الاستعمار في التعاون مع هذه الكيانات، وخاصة الحضرية منها، بالإضافة لرغبتها هي في التعاون معه لتمكين وضعها. وقد ملكها الاستعمار أهم أدوات السيطرة، ألا وهي جهاز الدولة الحديثة وفتح شهيتها من خلال تطوير الأسواق والتجارة على شاكلة الاقتصاد الطفيلي. وبسبب انتشار بعض أبناء الكيان الإسلاموعروبي من التجار المعروفين بالجلابة في أصقاع السودان واستنزاف ثرواته لمصلحة (أوطانهم) الطبيعية في أواسط وشمال السودان عبر تجارة الرقيق وجلب العبيد وتسخيرهم كأيدي عاملة، بالإضافة لأشكال التجارة الأخرى غير المتكافئة، مما زاد تفوق هذه الكيانات التي أسست لما يمكن أن نسميه قومية عربية في السودان. وتدشن ذلك في زمن المهدية بسبب التحولات الديموغرافية التي أحدثتها حروبها وأيديولوجيتها ومن ثم انكباب الكيانات الأخرى في ماعون الإسلاموعروبية بشروطه الإقصائية المذكورة آنفا. وبسبب ضآلة الوعي السياسي لهذه الكيانات والتزام أغلبها أنماط الاقتصاد الاكتفائي البسيط، فقد ظلت "مفعول به" وآلت إلى ما هي عليه الآن فيما يعرف بـ"الكيانات المهمشة" أو الهامش.
|
كمية من المغالطات التاريخية في نص صفحة ! لا يمكنك بناء جسم نظري متماسك على اساس متهالك خاصة اذا اصبح هذا النص بمثابة ايديولوجيا يتبناها الكثيرين وللاسف على رأسهم حزب المؤتمر السوداني .
Quote: نشأت فيه مركزية الكيانات الإسلاموعربية بسبب تفوقها النسبي على الكيانات الأخرى وبسبب توجهات الاستعمار في التعاون مع هذه الكيانات |
الكيانات العربية الاسلامية كمركزية مسيطرة بدأت في الظهور قبل التركية بقرون مع ظهور دولة الفونج - العبدلاب في الشمال والوسط واسرة الكيرا في دارفور ، كل هذه السلطنات ادعت نسبا عربيا و فرضت اللغة العربية كلغة للدولة والدواوين الحكومية كما مكنت للدين الاسلامي لتسود اللغة مع الدين الى يومنا هذا . ولسة في حاجة للحديث عن مدى مركزية السلطنتين وعن تسييرهم قوافل الغزو لاسترقاق غير المسلمين وبيعهم في الاسواق المحلية وتصديرهم ، هذا يقودنا بالطبع لهذه النقطة :
Quote: وبسبب انتشار بعض أبناء الكيان الإسلاموعروبي من التجار المعروفين بالجلابة في أصقاع السودان واستنزاف ثرواته لمصلحة (أوطانهم) الطبيعية في أواسط وشمال السودان عبر تجارة الرقيق وجلب العبيد وتسخيرهم كأيدي |
تاريخيا ، تجارة الرقيق بالحجم الكبير القائم على شن الغزوات Large Scale Enslavement بدأه سلاطين الفونج والفور قبل التجار الجلابة الذين دخلوا هذه التجارة بعد عام 1821م ، حيث سيطرت السلطنتان تماما على منافذ مناطق جلب الرقيق وكان الرقيق من اهم صادرات السطنتين ، بل كان لسلطان دارفور مركز لخصي الرقيق لاستخدامه الخاص ولاهداء بعضه الى السلطان العثماني واعيان الحجاز. هذه حقائق تاريخية مجردة لا يمكن التملص منها هكذا وإلقاء العبء الاكبر من الظلامات والانتهاكات التي وقعت على مجتمعات متعددة على عاتق "الجلابة" حتى يستقيم النص ويتجه الى مبتغاه فتستقيم النظرية . اما حديثه عن استنزاف الموارد الطبيعية فهو حديث مرسل يتناقض تمامامع قيم السوق وممارساته المعروفة الا اذا كان يريد حصر النشاط التجاري في اوساط معينة او في السكان المحليين وهذا يتنافى مع ابسط مباديء الاقتصاد وتداول السلع. كما انني لا اعرف كيف كانت قرى الجلابة تستفيد من عوائد التجار ، كان يجب عليه توضيح هذه الجزئية ، ماهي الخدمات التي كان يقدمها التجار لقراهم ؟ وما هو وضع التجار الجلابة الذين يرجع اصلهم لمناطق غرب السودان وكانوا يتاجرون في نفس السلع ويحصلون عليها بنفس الشروط من مناطق كردفان ودارفور وتصل تجارتهم الى سواكن ومصر والحجاز واسواق الابيض وشندي وبربر والخرطوم . كما ان القبائل الرعوية كانت تعتمد على الرقيق كعمالة مجانية في اعمال الرعي الى حد كبير . هذه معلومات مبذولة للجميع لا ادري لم اغلفها الكاتب ، ألم يطلع عليها ام تغافلها متعمدا ؟ عموما التحليل الثقافي لابد لن ان يتبع المنهج التاريخي في تقصي الظواهر والوصول الى استنتاجات بدل القفز على المعلومات هكذا . النقطة الثانية : كل شيوخ القبائل واعيانها في غرب السودان كانت لديهم علاقات ومصالح متبادلة مع الاتراك وكانوا يجمعون الضرائب بمعرفتهم في الغالب او عبر مناديب افندية ويرسلونها للحكومة وكانت علاقاتهم ودية جدا مع الحكومة الى قيام الثورة المهدية ، وحتى بعد زوال المهدية ورغم الغبن الذي صاحب زوالها خاصة في غرب السودان ، ظهرت علاقات المصلحة بين المستعمر والاعيان وشيوخ القبائل بسرعة فائقة كأن شيئا لم يكن والى تاريخ 1-1-1956 ولم تنقطع كساوي الشرف عن شيوخ القبائل حتى الاستقلال. النقطة الرابعة التي يغفلها ابكر اسماعيل في تحليلاته ، هي النقطة المتعلقة بنمط وادوات الانتاج ، وهذه الجزئية شكلت علامة فارقة تاريخيا وبعدا اضافيا هاما ميز مجتمعات الشمال من الغرب والعكس. انماط ووسائل الانتاج وطرق العيش تشكل الجانب الاهم في الثقافة وتحدث فوارق هامة بين المجتمعات ، فسكان الحضر يختلفون عن سكان البادية وسكان الموانيء يختلفون عن الجميع والمزارعين لديهم قيم وثقافة مختلفة عن الصيادين وهكذا ، ولذا اذا اردنا عمل تحليل لخط تطور او مسار عدة مجتمعات فمن الضروري ان نستصحب انماط العيش ووسائل الانتاج لا ان نجملها هكذا بضربة لازب "في قفة واحدة" او "سرج واحد" . للحديث بقية
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
جدلية المركز والهامش... | Farida Mahgoub | 08-12-19, 03:29 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Farida Mahgoub | 08-12-19, 03:31 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Farida Mahgoub | 08-12-19, 03:37 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Farida Mahgoub | 08-12-19, 03:58 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Gafar Bashir | 08-12-19, 07:04 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | جمال ود القوز | 08-12-19, 07:34 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | اسماعيل عبد الله محمد | 08-12-19, 10:04 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Farida Mahgoub | 08-12-19, 10:53 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Farida Mahgoub | 08-12-19, 10:57 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Sinnary | 08-13-19, 02:29 AM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Farida Mahgoub | 08-13-19, 07:48 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Farida Mahgoub | 08-13-19, 04:16 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Farida Mahgoub | 08-13-19, 04:20 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Farida Mahgoub | 08-13-19, 04:12 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Farida Mahgoub | 08-13-19, 03:53 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | اسماعيل عبد الله محمد | 08-13-19, 05:09 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | عبداللطيف حسن علي | 08-13-19, 08:04 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Asim Ali | 08-13-19, 08:20 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Kostawi | 08-13-19, 08:29 PM |
Re: جدلية المركز والهامش... | Abdullah Idrees | 08-13-19, 11:27 PM |
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|