|
Re: يوسف حسين😭 (Re: عبدالمنعم الطيب حسن)
|
يوسف حسين: وهتفتُ ليتك لا تزال رحل يوسف حسين، كما عاش، دون بهرجة وضوضاء وقشور، رحل (تاج السر) الذي احتفظ بالسر، وكافة الأسرار في أقبية التعذيب وسنوات السجن والقهر الطويلة، محتفظاً بأسرار مساهمته العميقة في بناء الحركة الجماهيرية منذ أن كان طالبا، شارك يوسف من مواقع القيادة في ثلاث ثورات؛ ١٩٦٤-١٩٨٥-٢٠١٩، والحركة الجماهيرية ارتوت من حبّات عرق يوسف حسين ومن التزامه القاطع، ولم يبخل عليها بعمره، شبابه وشيخوخته (والدُّجى يشربُ من ضوء النجيمات البعيدة) كما عبّر تاج السر الآخر. وفي الثلاث ثورات كان يوسف حسين مِلء السمع والبصر، لم يهزمه المرض وسنوات العمر وتقلبات الحياة السياسية، حمل كل ذلك فوق ظهره، وأبداً لم ينحنِ، ومشى باستقامة قلّ نظيرُها، وأتقن حرفة النمل والصبر على المكارهـ والأخلاق عالية الجودة والزهد، وقد ضرب بالدنيا عرض الحائط، وتحلى بشجاعة نادرة، وحينما زاره الموت من بلاده البعيدة والقريبة أيضاً استقبله بثبات بعد أن أكمل مشاركته في ثلاث ثورات. رحل يوسف حسين، مأسوفاً عليه، وخلّف أسىً وحزناً ودمعة، عند عارفي قدره وفضله، وهو بحق أيقونة المنظمين الثوريين وقديسهم في محراب الشعب، يوسف حسين كان من الذين هزموا مشانق نميري وسجونَه، وبيوت أشباح الإنقاذ، وحتى رمقه الأخير لم يبدل تبديلاً. يوسف حسين كان ولا يزال بطلاً من أبطالٍ شخصيين بالنسبة لي، وكان يستحق جنازة وطنية، فهو ربما كان صاحب أفضل صفات شخصية في العمل السياسي المعاصر، والأطول قامةً في العزوف عن بهارج الدنيا (كان جمل شيل بشد الحيل) وكان توقيتُ رحيله بعد الثورة من ابتسامات الحياة له، فقد التقى للمرة الثالثة بأهازيج الشباب والنساء ورأى هزيمة الإنقاذ، وهو صاحب سهمٍ ونصيبٍ كبيرين في هزيمتها. لقد أدى واجبه كاملاً، فالمعاني العميقة لحياة يوسف حسين وقدرته على التضحية تظل درساً لشباب اليوم، ولقد كان بحق أستاذاً لا يضاهى من أساتذة جيلنا، في صدق الانتماء وأخلاقيات العمل السياسي. لقد كان لي شرف التعرف عليه، ولقد أسعدني بأن مقالتي عنه بعنوان "لو ولد يوسف حسين قبل مائة عام لكان وليّاً يزار" قد إطّلع عليها قبل أن يرحل، وذكر لي صديق عزيز، طلبتُ منه أن يتأكد تسلّمه تلك المقالة، قال بتواضعه الجم والمعتاد: "هذه المقالة وصلتني من أكثر من شخص، أنا لا استاهل كل ذلك، كان على فلان أن يكتب عن موضوعات أهم". عند زيارتي الأخيرة للخرطوم لم يسقط يوسف حسين سهواً، فقد طلبتُ من صديقين أن أقوم بزيارته، لم يتحقق ذلك بسبب اعتقالنا وابعادنا، ثم رحل هو، ولا زلتُ أهتف ليتك لاتزال. سأعود للكتابة عنه مرةً أخرى. فكما كانت إسكندرية كمان وكمان، فيوسف حسين كمان وكمان وكمان.
ياسر عرمان
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
يوسف حسين😭 | عبدالمنعم الطيب حسن | 07-04-19, 06:54 PM |
Re: يوسف حسين😭 | فيصل محمد خليل | 07-04-19, 08:09 PM |
Re: يوسف حسين😭 | عبدالمنعم الطيب حسن | 07-05-19, 10:54 PM |
Re: يوسف حسين😭 | عبدالمنعم الطيب حسن | 07-06-19, 02:34 PM |
Re: يوسف حسين😭 | عبدالمنعم الطيب حسن | 07-06-19, 05:47 PM |
Re: يوسف حسين😭 | عبدالمنعم الطيب حسن | 07-06-19, 09:16 PM |
Re: يوسف حسين😭 | عبدالمنعم الطيب حسن | 07-07-19, 09:06 AM |
Re: يوسف حسين😭 | عبدالمنعم الطيب حسن | 07-07-19, 09:49 PM |
Re: يوسف حسين😭 | عبدالمنعم الطيب حسن | 07-08-19, 06:26 AM |
Re: يوسف حسين😭 | Yasir Elsharif | 07-09-19, 03:53 PM |
Re: يوسف حسين😭 | عبدالمنعم الطيب حسن | 07-12-19, 04:21 PM |
Re: يوسف حسين😭 | عبدالمنعم الطيب حسن | 07-21-19, 08:46 PM |
Re: يوسف حسين😭 | عبدالمنعم الطيب حسن | 07-28-19, 05:55 PM |
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|