كتر خيرك على المرور هنا..والتحية موصولة لحبوباتنا وعماتنا وخالاتنا وامهاتنا..اللآئي لم يحضرن او ربما يعرفن الإحتفال بيوم المرأة العالمي..وصدقني لو عرفن كانن قالن بكل بساطتهن وتلقائيتهن المعروفة ديك: ككيف الكلام ده يا بنات امي..التفرز فوق كم..؟..
هن يا صاحب عشن الحياة ككائن فاعل اصيل في صنع الحياة..لذلك ح يستغربن لفعائل عيال توا..!
سعيد انك جئت بهذه المفردة اللطيفة (جوز الزراق)..وبعد اذنك نترجم (ليس لعجمة فيك يا صاحب وانما لعجمة عيال توا ناس الألفية التالتة..!)..مفردة (ظهرة).. (الظهرة) مسحوق مجفف في شكل (مكعب)..لونها ازرق داكن (ازرق نيلي)..اسمها في المدينة (الزهرة)..وكانت تستخدم في اضفاء لون عجيب محبب على الملابس البيضاء (خصوصا الجلاليب والعمم)..وقمة الأناقة: جلابية بيضا ومظهرة ومكوية..! ذلك المسحوق يا محمد..ينسب الى عشبة النيلة..التي يشيع وجودها في السودان القديم (طبعا حتى اليوم موجودة في بعض من بقاع امسودان التي تيسر لي زيارتها والعيش فيها..!!)..وتقريبا يقولون عنها.. Indigo
اما حكاية عيب (جوز الزراق) انو ليس توب مرقة..فهنا يا صاحب..كلام كتير خلاص..!
المرقة ، انواع ، يا صاحب..فيها مرقة بندر (مدينة ، بما فيها باريس) ومرقة ريف عريضة وعميقة وتفوق طنقعة ناس الموضة في باريس..!
جوز الزراق المصوبن ، يا محمد (طبعا انتظرك تمر تاني وتشرح المصوبن دي)..المعتق بدخان الدروت والطلحة واب ليلة الإزيرق..هو زينتهن يا قريبي..توب مرقتهن يا حبيب..زينة ناس زرقا واخواتها وامهاتها وعماتها وخالاتها وحبوباتها..وذاك العبق المعتق وثق له صديقنا المغني (من دار تشاد) حينما غني (الدمبجويا)..فقال:
ام دخانا كندكاي ، البتلصق في الكساي..!
و(الكساي) أي الكسوة/التياب / الفساتين..الخ ، ولأن المرأة في تلك الثقافات والبقاع كان يغلب على كسوتها (جوز الزراق) فهذا الثوب له ميزة اخرى انه يحتفظ بأي طيب يرش او يبخر عليه ..!! ايواتا ليك يا محمد..والبنات كانت بتقول( جانا من دار الغربة ، جوز زراق ساكت ما رماهو فينا..!!)..يعني قمة الإحتقار لــ (جوز الزراق)..!!..طبعا ديل بنات الثمانينات (ناس المدغوت ، وانتا ماشي)..!!
ولكن..!
جوز الزراق رمز ثقافي يا صديقي ، ذكريات جميلة ممكن نستلهم منها الكتير الكتير..! خباثة الخيط يا محمد ، (ليس احباط لزولة او زول ، من ناس الثورة اليومين ديل)..ليه الرمز كان توب ابيض؟.. نفس الذاكرة بتاعتك يا محمد ، التي اتذكرت (جوز الزراق) برضك اتذكرت انو لمن يحصل الموت ، المرأة بتكون في توب الحزن لمدة اربعة شهور واحيانا لمدة سنة ، حينها بيكون توب (الحزن) ابيض ، مصنوع من الدمور (نفس خامة جوز الزراق)..!..يعني التوب الأبيض ممكن يكون عنوان شوم يا صاحب..! التعليل الذي قدمه شباب الثورة (في اختيار لون التوب الأبيض) ، ان الإختيار كان برئ وتلقائي..والفكرة ان هذا هو عنوان المرأة في الخدمة المدنية (طبعا احبابنا الجمهوريين عندهم تفسير تاني ، وبيرحهم شوية ، ومافي مشكلة..!).. وهذه هي الطريقة الخاصة للإحتفال بيوم المرأة من داخل حراك الثورة (شفتا ثورة جميلة ونبيلة ككيف؟..متذكرة تفاصيل التفاصيل..!)..ولكن..!
منذ استقلال السودان عن المستعمر الإنجليزي ، طبقة المرأة في الخدمة المدنية قليلة مقارنة بنسبة المرأة في عموم امسودان ، وهذى الطبقة اتوجدت من باب الترميز التضليلي ، اي ان النخبة السودانية تريد ان تقول لنا: المرأة السودانية نالت حظها ونصيبها (الذي وصل نسبة تمثيل سياسية 30 %)..ولكن هل هذا يكفي؟..
ثيمة قلناها كثيرا: ان مشكلة السودان ، تكمن في أن الناس (في سودان التنوع) لا تعرف بعضها البعض ..وهذى الثيمة تعلمناها من صديقاتنا واصدقاءنا ناس المؤتمر السوداني (لأن مدخلهم لفهم مشاكل السودان عبر منهج التحليل الثقافي ، وهو منهج صائب حتى اللحظة وقدم الكثير ولا يزال ينتظر منه ان يقدم اكثر..!)..
الزولة السودانية ، يامحمد ، اللابسة (جوز الزراق) هي كائن خاض نضالات ومجاهدات عظيمة للغاية..خصوصا في ازمنة الحرب..فهي المعيل الإقتصادي لأطفالها ، وهي مؤسسة التربية والتعليم لأطفالها ، وهي المركز الصحي الذي ينسى كل الدنيا في سبيل انقاذ طفل او طفلة..!!..وبرضك لابسة جوز الزراق ..توب المرقا.. لونها صار غامقا مثل لون الزراق ، وهي التي تحلم بتياب الوانها فرايحية وزاهية..وزينتها الوحيدة المتاحة هي (حسب معايير البندر)..هي زرقا توب المرقا..!
تمجيدها يا صاحب ، عبارة صاغها الروائي الشاب دهب تلبو..وميزة دهب تلبو..انو عندو مخزون ذاكرة جميل ومدهش..وخوفي يضيع تحت سنابك الإبتزاز والتصورات والتهيؤات المصنوعة من قبل النخبة السودانية..تلك محنة يا محمد لا يعرفها الإ من حاول الكتابة ، خصوصا الرواية ، حينما يواجه بسؤال كبير: لمن يكتب وكيف يكتب؟..هل يكتب ذاته الثقافية المفارقة أم يكتب ما تريد النخبة الزائفة سماعه؟..
في اليوتوب يا صاحب..نشرت اعمال درامية سودانية اسمها (حكايات سودانية) من اخراج الهميم ابوبكر الشيخ..حلقة بطلتها الممثلة السودانية (اميرة احمد ادريس ، لها التحية هي ورفيقاتها ورفاقها الكثر ، على رأسهم امير عبد الله ، بدر الدين..الخ)..كتبها حبيبنا الكاتب والسناريست الجميل عبد الناصر احمد الطائف (التحية ليك يا ناصر اينما كنت وكيفما كنت)..وعنوان الحلقة (البقية في العدد القادم)..هي ملامسة ، وان كانت خجولة ، لفكرة الريف الذي يقاسي من مشاكل الحرب ..وكيف ان الحرب واقعة لم يعرف بعد شعب امسودان فهمها على حقيقتها..فالحرب (كما قالها اخونا النجم السودان بدر الدين: ليست فقط صواريخ ورصاص وكمائن وقطع رقاب وتسييح دماء..وانما هي موضوع تاني خالص..!!)
ولماذا اتيت بسيرة الحرب هنا؟..
الثورة ، ثورة التغيير المنتظر ، اختارت لون التوب الأبيض (لون الخدمة المدنية والتمريض والطب)..فهل هذا يكفي؟ ام هذا استهبال اخر؟..
التحية لي زرقا توب المرقة..!
فهناك سؤال: اين سيجد (جوز الزراق) رحو في سودان المستقبل؟..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة