الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ابراهيم

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 10:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2019, 04:36 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ابراهيم

    03:36 AM February, 10 2019

    سودانيز اون لاين
    mohmmed said ahmed-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    سمعتا الطاهر التوم فى برنامجو عامل ليهو مناحاة وثكاليب
    قال النشطاء بيهاجمو الناس الهربت من سفينة الانقاذ الموشكة على الغرق
    قال ما معقول كدا وانا داير اقول عيب لكن انا قلتا عيب كتير الايام دى
    واستصرخ قائلاالناس ساكتين ليه
    وين كبارنا
    وين عبد الله على ابراهيم

    هو المسكين ما قاعد يقرا عبد الله ذاتو الايام دى قلب وشغال ردم تقيل فى البشير والانقاذ








                  

02-11-2019, 04:46 AM

يحي قباني
<aيحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    ههههه

    يا محمد ... الطاهر التوم ده حالة مستعصية ...
                  

02-11-2019, 04:52 AM

جلالدونا
<aجلالدونا
تاريخ التسجيل: 04-26-2014
مجموع المشاركات: 9387

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: يحي قباني)

    تعرف يا ود سياحمد
    حال الطاهر حال الزول الكايس مصلحتو
    و لامن يلقى فرقة استطابت له مآكلها يفتس فى العض
    الناس تمرق و تدخل و هو ما جايب خبر
    سرحان مع المطايب الفى الصينية
    الشعب بيلملم فى الصوانى
    وهو جرى على خيمة الطباخين
    كايس الطبّاخ القديم
    قولو للزول ده يا حليلك
    زمنك فات و غنّياك قلب لكن ما مات
                  

02-11-2019, 05:02 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: جلالدونا)

    يا جلادونا اخوى
    الطاهر دا ما بيقرا
    يمسك فى قشة عبد الله
    عبد الله هو ذاتو فى تولا
                  

02-11-2019, 04:59 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: يحي قباني)

    حالتو تحنن
    عامل فيها موضوعى ومنفتح زمان والايام دى
    قاعد فى السهلة
    كل يوم بيكشف عن وجهه الحقيقى
                  

02-11-2019, 07:50 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    سلامات يا محمد سيد أحمد.


    استنجاد الامنجي الطاهر التوم بالرجل الانتهازي عبد الله علي إبراهيم ليس مجرد صدفة، وذلك لأن قناة جهاز الامن سودانية 24 قدمت خدمات جليلة لعبد الله علي إبراهيم.
    وهي بلا شك غير مجانية. ولقد تمثلت تلك الخدمات في استضافات مستمرة للانتهازي عبد الله علي إبراهيم في القناة الفضائية وقنوات فضائية أخرى في السودان. ومحاولات فرضه على المشاهد السوداني بأنه رجل مفطر ومؤرخ أيضا.

    عبد الله علي إبراهيم لديه عقدة في حياته أسمها عبد الخالق محجوب. أنه يعمل بكل جهد من أجل أن يساوي نفسه بالشهيد عبد الخالق محجوب، ولكن لا يدري بأنه لا يساوي حتى التراب الذي مشى عليه عبد الخالق محوب.
                  

02-11-2019, 08:06 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)

    Quote: عبد الله ذاتو الايام دى قلب وشغال ردم تقيل فى البشير والانقاذ
                  

02-11-2019, 03:50 PM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)

    سلام دينق
    فعلا الطاهر ورهطه احتفلوا كثيرا بعبد الله
    ومنتظرين منو الاحد بعد ما قدموا السبت
    الظاهر الطاهر مشغول ما بيقرا مقالات عبدالله الاخيرة

                  

02-11-2019, 09:04 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    عبد الله هو ذاتو فى تولا!!
    =====

    تحياتي يا أبوالسيد ولعلك طيب..
    ملامك على الطاهر وتقبقب في زمبارة عبدالله!:)

    والله عبدالله دا ما في ول ماسك في تولاهو دي
    غيرك إنتا دا..
    ما تحن عليهو شوية وتخلي الراجل في حالو ياخي.

    أسمعني يا الحبيي؛
    شفت الكائن/المفهوم البقولو عليهو (المثقف العضوي) داك،
    لو إنه لائق بمثقف سوداني حي يرزق، أن يكونه،
    لكان عبدالله هو هذا الأليق..
    مشكلتو معاك وآخرين، هي إنو زمان قال ليكم:
    انو كرهتو في الدنيا دي هي مقاربة الأفكار والسياسة جزافا.
    وانتو ما عايزينو مثقف ساي، بل أن يجازف في المجازفين!
    أو حتى (بوقا مثقفا) عن مواقفكم أنتم، كيفما أنتم، الفكرية والسياسية.

    قالوا عن المثقف العضوي:
    Quote: "يبدو لنا أكثر الأخطاء شيوعاً، هو البحث عن معيار التمييز في الطبيعة الجوهرية لأنشطة المثقفين،
    بدلاً من البحث عنه في مجمل نسق العلاقات الذي تجري فيه هذه الأنشطة "
    .....
    "المثقف العضوي" في فكر غرامشي هو صاحب مشروع ثقافي يتمثل في "الإصلاح الثقافي والأخلاقي" سعيا
    وراء تحقيق الهيمنة الثقافية للطبقة العاملة بصفة خاصة وللكتلة التاريخية بصفة عام..
    ....
    غير مطلوب من المثقف أن يكون داعية إيديولوجيا، رجع صدى أو ببغاء يردد الشعار السياسي للحاكم،
    أو معارضا سيزيفيا ينوب عن أوسع الشرائح الاجتماعية في صياغة مطالبها والدفاع عنها.
    وغير مطلوب منه أن يعمل على "تجسير الفجوة" بينه وبين الأمير/الحاكم،
    غير أنه مطلوب منه ألا يقتات من فتات موائد الحكم السياسي،
    وأن يتقن حرفته كصانع للأفكار التي قد تفيد "الشعب".
    .....
    وظيفة المثقف العضوي حسب غرامشي إذن هي تحقيق تصور للعالم أو أيديولوجيا خاصة بالفئة أو الطبقة
    التي يربتط بها عضويا، وان يجعل هذا التصور يطابق الوظيفة الموضوعية لتلك الطبقة في وضع تاريخي معين،
    كما تكمن وظيفته أيضا في الجانب النقدي من نشاطه الفكري، الذي يحرر تلك الأيديولوجيات
    من الأفكار السابقة لظهورها.
    .....
    وأيضا للمثقفين استقلالهم النسبي عن الطبقة التي يرتبطون بها، فالمثقف العضوي ليس انعكاسا
    للطبقة الاجتماعية بل يعود استقلالهم الذاتي الى وظائفهم كمنظمين ومربين ومحققي تجانس للوعي الحقيقي.
    كما أن الاستقلال الذاتي للمثقف ينشأ بوجه خاص عن المنظمات التي يعملون في إطارها،
    فهم مرتبطين بالطبقات من خلال المنظمات المرتبطة بتلك الطبقات، ومن جهة أخري وجود هذة المنظمات بالذات
    قد يحدث من جهة أخرى فجوة ما بين المثقفين والطبقات الاجتماعية.

    والاقتباسات من مصادر متعددة، بتتقوقل
                  

02-11-2019, 09:10 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: هاشم الحسن)

    أسمعني يا الحبيي؛ غلط.
    أسمعني يا الحبيب؛ صاح.

    يا ول؛ غلط.
    يا زول؛ صاح.

    التعديل مع الاقتباس فوق، صعب.
    والسهر.. متعب.
    ======

    الطاهر داير شنو من عبدالله ومن (كبارنا!)؟
    بكون بفتش عن جودية ول مبادرة جديدة!!
    والجزولي دفع الله... مش برضو كبارنا:)؟

    (عدل بواسطة هاشم الحسن on 02-11-2019, 09:14 AM)

                  

02-11-2019, 09:15 AM

sadig mirghani

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: هاشم الحسن)

    هاشم
    عبدالله امانة ما اتقنطر
                  

02-11-2019, 09:21 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: sadig mirghani)

    هههههههها يا صادق يا ميرغني
    (عبدالله امانة ما اتقنطر)!!

    ما قلنا ليك محوّط..
    مثقف وعضوي كمان.
                  

02-11-2019, 04:04 PM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: هاشم الحسن)

    سلام هاشم
    يا اخ الطاهر دا زول هوين ساكت
    لازم نمسك فى تولا الزول العندو عدة مثقف لغة وبلاغة ومعرفة

    سيدنا على كرم الله وجهه قال
    ((اعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال))

    المثقف العضوى
    صاحب مواقف مبدئية اصلب من السياسى وعبد الله سند الانقاذ منذ سنواتها الأولى كتب فى صحفها وشارك مؤتمراتها
    تصدق كلام عبد الله هو المفكر الوحيد سمعناهو هو ذاتو من محمد عبد القادر سبيل وهو يقدم عبد الله فى جلسته التعيسة فى ابوظبى و التى دعانا فيها لقبول التعامل مع نظام الانقاذ تاسيا بقصة الرجل الكاره لبرج ايفل ليقرر مداومة الجلوس داخله
                  

02-11-2019, 05:54 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    Quote: اسمعني يا الحبيي؛
    شفت الكائن/المفهوم البقولو عليهو (المثقف العضوي) داك،
    لو إنه لائق بمثقف سوداني حي يرزق، أن يكونه،
    لكان عبدالله هو هذا الأليق..

    غزارة كتابات ع.ع.ابراهيم الصحفية ومقابلاته الصحفية والتلفزيونية تجعل منه "كل شيئ"...

    وفي الغالب، وهذه تحتاج الى دراسة تحليل الخطاب، ع.ع.ابراهيم أقرب إلى المثقف "عابر الأحزاب السياسية بنوعيها الحاكم والمعارض"..

    يقوم بانتقاد المعارضة الرسمية والنظام، وفي أحيان يجعل من نفسه "المعارضة التي هي على حق"، وإنْ كان فرداً.

    قبل 13 سنة أعلن ع.ع. ابراهيم "افلاس نظام الإنقاذ" ودعا إلى ما أسماه "المقاومة في الظلام"....

    أنكر في ذلك الحوار إمكانية إسقاط النظام عبر التاكتيك المجرب في 1964 و 1985..

    وفي ذلك الحوار حول "تقويمه " للنظام إلى "مقاومته" ؟؟؟و في آخر الحوار أشار إلى "مناصحته" النظام..

    يقول في شأن تحوير "التقويم" الوارد في السؤال ، إلى "مقاومه" كما في الإجابة:
    Quote: لكنك كنت وظللت تعمل من أجل تقويم هذا النظام؟

    - كنت أقاومها من موقع معارضة غير رسمية

    وفي خاتمة الحوار يتحدث عرضاً عن "مناصحة" النظام وما دعاه لتلك "المناصحة" أي حسب زعمه حرصه على "قومية الجيش ووحدته" :
    Quote: ونحن طوال الفترة الماضية عندما كنا نناصح الانقاذ كنا نراعي قومية الجيش ووحدته
    Quote: ونحن طوال الفترة الماضية عندما كنا نناصح الانقاذ كنا نراعي قومية الجيش ووحدته

    وتبريره "للمناصحة" مضحك وينمّ عن سذاجة سياسية لا يقع فيها مبتدئ في السياسة ، فهل الجيش في عهد النظام كان "قومياً"؟؟

    عموما حالة ع.ع. ابراهيم في حاجة لمزيد من الفحص، وما يتراءى للمتابع لكتاباته السياسية أن النظام فسح له المجال في الإعلام المرئي والمقروء لأسباب عدة:
    1-ع.ع.ابراهيم ينتقد "المعارضة الرسمية" كما يسميها، وله تاريخ "يساري" وما يزال يحب "عبدالخالق محجوب"..والنظام يعرف أن نقد "التجمع النقابي " و"الاحزاب الرسمية التقليدية" هي "العدو" الرئيس.
    2-لا خوف من "معارضته"، لسبب بسيط ، لا أحد يناصرها أو يتبعها.
    3-له تاريخ في "مناصحة" الإنقاذ، ولذلك لن يُستمع له بشكل جدي، إنْ دعا في المستقبل لمقاومتها.وهذا يسمى في الخطاب السياسي الشائع" كرت محروق"...

    الحديث عن "معارضة" و"سياسة" ع.ع. ابراهيم ذو شجون و"أشجان" أيضاً..
                  

02-12-2019, 04:53 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: osama elkhawad)

    سلام اسامة
    اتفق معك فى هذه القراءة والملاحظات
    واضيف ان مدوامة فضائيات واعلام النظام اتاحة المنابر لعبد الله
    هى لتجيرهجومه المستمر على المعارضة وتركيزه الى مهاجمته الحزب الشيوعى
    وزى عبارة الراحل الجميل سفورى ناس الحكومة ما ما خدن عبد الله بجدية

    من مواقف عبد الله العجيبة
    استنكاره لدعوة الصادق المهدى للاعتذار للجنوبيين
    ليصبح المفكر اكثر رجعية من السياسى
                  

02-12-2019, 06:00 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    كتب محد سيد أحمد: اتفق معك [أسامة] فى هذه القراءة والملاحظات.
    ـــــــــ
    طبعا يا محمد، لازم تتفق مع أسامة.. وقع ليك في الأتو.. :)
    فأسامة بعدما حنكنا بمقاربة للمثقف عبر تحليل الخطاب
    Quote: غزارة كتابات ع.ع.ابراهيم الصحفية ومقابلاته الصحفية والتلفزيونية
    تجعل منه "كل شيئ"...
    وفي الغالب، وهذه تحتاج الى دراسة تحليل الخطاب،
    ع.ع.ابراهيم أقرب إلى المثقف "عابر الأحزاب السياسية بنوعيها الحاكم والمعارض"..

    فسرعان ما انخرط معك في رصد لتقلبات عبدالله السياسي.
    ولذلك فطبعا ستوافقه..
    فالسياسي بالأساس هو مناط الخلاف/كم على عبدالله.
    في الحق فإن عبدالله مسئول أيضا عن هذا الوضع؛
    (مسئولية تضامنية، فكم من مثقف سوداني وليس متورط بشكل أو آخر بالسياسة؟)
    فهو لم يستطع أبدا أن يتخلص من السياسي فيه بالكلية،
    بل أظنه لم يفكر أو يرغب أن يتخلص منه.
    هذا مع أن عتاده للسياسة (بعد ١٩٧٨) لهو أقل بما لا يقارن بعدته كمثقف.
    وضع ملتبس لا شك فيه إذن، لدرجة يسمح لأسامة
    بوصف بعض أداء عبدالله السياسي (بالسذاجة السياسية).
    وسيكون عليه خلاف وخلاف، كما رأينا ونرى وسنرى.
    ولكن؛ أليس هذا الالتباس بالذات هو علّة تاريخية راسخة في
    كل متلازمة/مركب السياسة/الثقافة السودانية؟
    وألم يخبركم عبدالله نفسه بأن السياسة مساومة بل وأحيانا مصانعة!
    وضرب لكم مثلا ببابكر بدري وكيف أخذ أمر النهضة (بقوة) وليس (بالقوة).
    وألم يقل لكم حسن موسى، قولا فيه وفي الأدباء، قريبا من هذا؟

    لا أعرف ما قاله م.ع. سبيل (عن المفكر الوحيد) في تقديمه للندوة إياها
    ولكنني أعرف أن نوعا من التقويل وسوء الفهم وكثير من تأويل مغرض،
    قد نال ما قيل في تلك الندوة.. كله نشر هنا..
    وأن بعض هذا الذي قيل فيها بالدارجية، فهو بالذات الذي سيفسر لك/لي ما أوردته يا محمد
    عن {"استنكاره لدعوة الصادق المهدى للاعتذار للجنوبيين"}.
    أنا لم أقرأ هذا بالتحديد ولكنني أعرف أنه قد قال لمنصور خالد وبالفصحى:
    ليس باسم الشماليين.. لسنا كلنا (كسياسيين) مسئولين أو مدانين فيها كمثل
    الصادق أو حتى منصور.
    (وهي أقوال مشروحة بحيثياتها في مقالاته/كتابه "ومنصور حالد")
    ولكنه حين قال في ندوة أبي ظبي: (إن نسب شجرة غول (الإنقاذ) يمت فينا كلنا بالوشيجة الاجتماعية/الثقافية)،
    فقد هوجم وهوجم وهوجم.. وما قام ذلك الهجوم عليه إلا بسوق الذريعة كمثل التي في قوله للصادق.. لسنا كلنا!!
    دي لولوة شديدة، وما سيفسرها إلا هذا التكالب السياسي وبالأخص اليساري، على عدة المثقف المسكين
    الذي لم يقدر أن يتحرر ويتفكفك من السياسة بل هو يتشبث بها رغم أنه قد ترك عتادها في (مازن)..
    السياسة أوردته مورد الالتباسات،،، قدرو... وإلا كان حيبقا "مثقف عضوي" كيف؟:)
    ======

    محمد عبدالقادر سبيل، يا أبا السيد..
    هل لا يزال بأطرافكم؟
    زمن طويل ولم نعد نسمع عنه
    أو نقرأ شيئا، ولا حتى الشعر..
    ما كانت عادته ألا يكتب،
    عساه بخير..
    =====


    صدقت يا الصادق ميرغني..
    اتقنطر عبدالله،
    ومرق منها الطاهر
    بي قد القنطور!!:)
                  

02-12-2019, 07:02 AM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: هاشم الحسن)

    هاشم ود الحسن
    والله كنت عاوز اعلق
    لكن عصمتني مداخلتك :-

    Quote: اتقنطر عبدالله،
    ومرق منها الطاهر
    بي قد القنطور!!:)

    خلانا نقطر الطاهر التوم اليوم
    ونوفر ع .ع.ا لغد الحرية القادم
    حيث القنطرة الما خمج
                  

02-12-2019, 07:11 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: MAHJOOP ALI)
                  

02-12-2019, 08:31 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)

    الأسئلة هنا موجهة الى الدكتور عبد الله علي إبراهيم:
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ٍس: هل قيادات الحزب الشيوعي الآن جديرون بقيادة الحزب؟

    ج: من المؤكد هو حزب البرجوازية الصغيرة، وهم أهل لقيادة هذا الحزب، واختلافي معهم لكونهم لم يعودوا يمثلون القوى الاجتماعية الجديدة التي خرجنا من أجلها في الأربعينيات.

    س: هل من حلول وبدائل إصلاحية للحزب الشيوعي؟

    ج: أنا لست معنياً بتوفير هذه الحلول، فقط أدعو إلى النظرية (الخالقية)، فهي مسودنة وخلاقة ومنظمة.

    س: ماذا تقصد بنظرية (الخالقية)؟

    ج: أتحدث عن الراحل عبد الخالق محجوب ومجموعة الأشخاص الذين كانوا يؤمنون به، وكانت لهم قدرة على الصبر، ولديهم رؤية بعيدة عن تمجيد الأشخاص، خلافاً لبقية الأحزاب.

    س: هل تملك قيادات الشيوعي الآنية رؤية مستقبيلة لإدارة الحزب؟

    ج: الرؤية لديهم هي رؤية البرجوازية لصغيرة، ومؤكد هي ليست رؤية الفئة الكادحة بالمجتمع.

    س: نفهم أن مستقبل الشيوعي سيكون كالح السواد؟

    ج: كـحزب لا أكترث له ، ولكن ربما أكترث لحزب المؤتمر الوطني وحزب الأمة القومي وحزب المؤتمر السوداني.

    س: ألا تتخوف من محاسبة التاريخ جراء مواقفك تجاه الشيوعيين؟

    ج: منذ أربعين عاماً خرجت من منظومة الحزب الشيوعي، تحديداً منذ العام 1978م، ولكن لم أذهب لأنام، إنما سعيت لعمل إصلاحي من حيث تجديد الأمل في الطبقة العاملة والكادحة التي قامت عليها النظرية (الماركسية) وتطبيقها في السودان، وفعلت ذلك من خارج الحزب وليس من داخله، وكلٌ ميسر لما خُلق له.
                  

02-12-2019, 08:32 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)

    يسئل الصحفي الدكتور عبد الله علي إبراهيم:

    هل راودتك أمنيات بلقاء (ماركس) صاحب الفكره الشيوعية؟

    ويجاوب الدكتور:

    نعم، وددت لقائه، وفي ذمتي زيارة لقبره، لأنه كان شخصاً باراً وإنساناً مغايراً، حيث حمل همنا وكل مستضعف في حاجة إلى ماركس.

    هههههههه

    الدكتور الأن مطالب أن يزور قبر جورج واشنطن بمنطقة مونت فيرنين، بولاية فريجينيا.
    على الأقل في رحلة مع طلابه.

    هههههههههههههههه

    نعيش ونشوف كيف ينافق المنافقين.
                  

02-12-2019, 08:34 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)

    الدكتور عبد الله علي إبراهيم يقول بأن الذين يقودون الحزب الشيوعي اليوم هم من "البرجوازية الصغيرة" وأنه خرج من الحزب منذ 40 عاما، ويقول أنه"سعيت لعمل إصلاحي من حيث تجديد الأمل في الطبقة العاملة والكادحة التي قامت عليها النظرية (الماركسية) وتطبيقها في السودان، وفعلت ذلك من خارج الحزب وليس من داخله، وكلٌ ميسر لما خُلق له."

    الكلام الفوق ده ، كيف سمحت الظروف للدكتور أن يقوم بتنفيذه؟
    هل قام بتنفيذه عبر مشاركته في مؤتمر حوار الكيزان، ومن خلال هجرته الطوعية الى الولايات المتحدة الأمريكية!

    هل زيارات الدكتور من أمريكا "الرأسمالية" للسودان عندها أي علاقة بالطبقة الكادحة والعاملة أم أن الدكتور بيظهر للناس عبر القنوات الفضائية الكيزانية وبيتم وصفه وتلميعه بواسطة أمنجية ومنتسبي النظام من الذين يقدمون تلك البرامج؟؟

    وهاك يا تنظير وأنتقادات في المعارضة، وخصوصا نقده الى رفاقه القدامى!!

    أها زي ده ممكن الناس تقول عليهو شنو؟؟
                  

02-12-2019, 08:43 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)


    ((تنصير البجا: إن الدين عند الله الإسلام

    01-17-2017 12:34 PM

    نشرت الأستاذة هاجر سليمان في جريدة السوداني (9 يناير 2017) تحقيقاً مبادراً عن عمليات التنصير في ولاية دارفور مما يفتح النظر للتنصير كشوكة لا مجرد عرض دين بديل في شرط الحرية من الحاجة لمن تلقى العرض. وهذاه مقالة عن التنصير كشوكة تعليقاً على مساعيه بين البجا لنعود إلى تنصير دارفور عاجلاً.
    تنصير البجا: إن الدين عند الله الإسلام

    عبد الله علي إبراهيم

    وصلني عن طريقي الإيميل مقالان من محمد عثمان إبراهيم ربما نشرهما في "السوداني" التي هو كاتب راتب فيها. ويقرع محمد في المقالين الجرس للتنصير الذي يحدق بالبجا. ولا يفعل ذلك بروح "صليبة" بل بروح ثقافية سمحة لا ترى سبباً لهذا التجييش التبشيري الصليبي لتغير جماعة إبراهيمية العقيدة ما اتفق لها من دين. والدين، من بعد، عند الله الإسلام. ويكشف محمد بمثابرة معروفة عنه الاستراتيجية السياسية التي من وراء التنصير بما يتضح منه أنه غلو. فعرض لمشروع قيث ماكدونالد مديرة برنامج الحريات الدينية بمعهد الدين والديمقراطية ومديرة تحالف الكنائس من أجل السودان الجديد. وهنا مربط الفرس. فمشروع قيث يدمج البجا في خطة السودان الجديد كما اتفق لكل مراكز البحث الغربية بقرينة التهميش. وتهميش البجا حق. ولكنها تسرف في الأمر حين تعطي مشروعها بعداً تنصيرياً ضمن الخطاب "المسيحي المناهض للإسلام" وضد النخبة العربية الإسلاموية. فخلاص البجا في المشروع ليس في الإطاحة بالإنقاذ فحسب بل بهذه الإطاحة مباركة من يسوع المسيح.

    ويقوم مشروع تنصير البجا على نظر ثقافي ثاقب لمجتمعهم لرسم التكتيكات التي يصيب سهمها أفئدة البجا فيخروا سجدا ليسوع. وتكاثرت الدراسات عن البجا حتى قال عالم غربي إنها فوق ما تقتضيه الحاجة العلمية. وعرض محمد لكتاب روبن هاداوي المعنون "مراعاة السياق في الإسلام الشعبي: حالة السودان". وروبن هو المنسق الإستراتيجي الكنسي لقبائل البجا. وهو معجب بتجربة الشيخ على بيتاي الإصلاحية التي لم تستدبر ثقافة البجا المحلية حين أخذتهم برفق إلى ما أعتقدت أنه صحيح الإسلام. ورأى فيها قدوة للمبشر بين البجا. واستل منها إرشادات شغلت خمسين صفحة من كتابه لكي ينصروا البجاوي ويُحفظ له قناعه الإسلامي.

    وتنوعت ضروب الممارسة التنصيرية بين البجا. فمن ذلك وضع قواميس تبداوية (لغة البجا)-إنجليزية للمبشرين، فترجموا الإنجيل إلى البداويت، وأنشأوا مراكز أبحاث تخصصت في معاش البجا ومعادهم. وانتقل المنصرون إلى الإنترنت فرتبوا موقعا هو "أدروب دوت نت" لخدمة جهود التبشير. ومن ذلك أيضاً مشروع"جشو بروجكت" الذي يتربص بالجماعات الإثنية التي لم تشهد بالمسيح بعد ليخلصها. وتقوم جماعة تبشيرية بإعداد فيلم ناطق بالتبداوية عن المسيح من بعد أن أصدرت دعاءً باللغة ليرقق قلوب البجا لتقبل المسيحيين فتلقى عنهم نعم الرب.

    وذكر محمد جهود البارونة كوكس ومنظمتها للتضامن المسيحي في 1998. وقد اشتهر بيننا عملها لإعادة شراء الرقيق الجنوبيين في زعمها من مسترقيهم العرب في الجنوب. فسعت مرة لاستدرار المال من المحسنين المسيحيين لنشاطها في الشرق بتصوير فيلم عن شابين هربا من جحيم الجبهة الإسلامية القومية بجهة كسلا. وفيه يعرضان لكيف عذبهم جهاز الأمن ب "الطيارة قامت" وغيرها. وهو فيلم غير أخلاقي لأنه مما صور عمداً للمناسبة. وكان فيلم البارونة عن إعادة شراء الرقيق كذلك حتى قال دان راز، الإعلامي الأمريكي المشهور، لمن أطلعه على زيف الفيلم: "يعني اتخمينا". وأتت كوكس إلى قرورة وهمشكوريب بمواد أغذية وأدوية وصورت ذلك لتحلب مال أولئك المحسنين. وذكر محمد واقعة مخجلة لقائد من حزب الأمة طوى المسافات ليكون في استقبال كوكس في همشكوريب التي أخفت الحركة الشعبي نبأها عنه.

    أرجو أن يمتنع عن التطفل على حقائق التنصير المذكورة من سيراها بنظر صليبي يكتفى منه ب"واسلاماه" يبكي ويستبكي. كما أرجو أن لا يزعجنا محدث عن أمرنا ب"حرية الأديان"
    https://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-74767.htm
                  

02-12-2019, 08:03 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)

    Quote: وضع ملتبس لا شك فيه إذن، لدرجة يسمح لأسامة
    بوصف بعض أداء عبدالله السياسي (بالسذاجة السياسية).
    وسيكون عليه خلاف وخلاف، كما رأينا ونرى وسنرى.
    ولكن؛ أليس هذا الالتباس بالذات هو علّة تاريخية راسخة في
    كل متلازمة/مركب السياسة/الثقافة السودانية؟
    وألم يخبركم عبدالله نفسه بأن السياسة مساومة بل وأحيانا مصانعة!

    سذاجة ع.ع. ابراهيم، تكشف "ارتباكه" و"ثغرات "خطابه...

    هو ليس مثقفا عضويا بالمعنى القرامشي، فهو بحسب دفاعك عنه "مثقف براجماتي" ..

    هو يحاول أن "يهدي" الاحزاب إلى الطرق الصحيحة حسب زعمه، كمثقف عابر للأحزاب ، وفوقها كمان..

    فالمثقف العضوي لا يتخذ من ألصحف اللقيطة" في وصف د. حيدرا ابراهيم علي أثناء ملاسنة معه، لا يتخذ من تلك الصحف وسيلة لتحقيقة مشروع "الكتلة التاريخية"....
                  

02-13-2019, 04:41 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: osama elkhawad)

    المثقف العضوى عند غرامشى
    اكثر صلابة ومبدئية
    منحاز لطبقته وشعبه
    بعيد عن مساومات ومناورات السياسى

    عبد الله ماعونه يتسع فقط لوصفه مثقف
    ومثقف عضوى حمولة ثقيلة لا يقدر عليها
                  

02-13-2019, 06:14 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: osama elkhawad)

    معليش يا محجوب ياخي، كلامك صاح،
    لكن أسامة غالي علينا وما بنفات..
    إلا بعد المداخلة دي..

    طيب النشوف معاك يا أسامة
    Quote: ١) سذاجة ع.ع. ابراهيم، تكشف "ارتباكه" و"ثغرات "خطابه...
    ٢) هو ليس مثقفا عضويا بالمعنى القرامشي، فهو بحسب دفاعك عنه "مثقف براجماتي" ..
    ٣) هو يحاول أن "يهدي" الاحزاب إلى الطرق الصحيحة حسب زعمه، كمثقف عابر للأحزاب ، وفوقها كمان..
    ٤) فالمثقف العضوي لا يتخذ من ألصحف اللقيطة" في وصف د. حيدرا ابراهيم علي أثناء ملاسنة معه،
    لا يتخذ من تلك الصحف وسيلة لتحقيقة مشروع "الكتلة التاريخية"...


    ١) "سذاجة ع.ع. ابراهيم، تكشف "ارتباكه" و"ثغرات "خطابه..."
    --------------
    أ) لا أعتقد أنك فعلا تعني (سذاجة ع.ع. إبراهيم) بل تقصد السذاجة السياسية لـ ع. ع. إبراهيم،
    أو كما فهمنا سابقا!

    ب) لم أتبين ما المقدمات وما النتيجة في ثلاثيتك (سذاجة/ارتباك/ثغرات الخطاب)!
    هل السذاجة السياسية هي التي تكشف الارتباك والثغرات،
    أم هي التي تنكشف بالارتباك (السياسي أم المعرفي؟) وبالثغرات في الخطاب؟

    ج) أليس حكمك هذا هو بعينه ما نخشاه من معايرة المثقف على مواقفنا السياسية؟

    د) من موقعك كمثقف وناقد عارف بمنهجيات المقاربات المعرفية، ألا تعتقد
    أن اكتشاف والحكم على (ثغرات الخطاب) التي في مجمل منتوج عبدالله الثقافي،
    سيحتاج إلى ما هم أكثر بكثير من بوست عاجل متلبث في السياسة.
    ====

    ٢) "هو ليس مثقفا عضويا بالمعنى القرامشي، فهو بحسب دفاعك عنه "مثقف براجماتي" .."
    ----------
    أ) أنا قلت لو أن هناك من سيليق به المفهوم بين مثقفينا الأحياء، فعبدالله هو الأليق.. وإلا فمن وكيف ولماذا؟

    ب) وما المعنى القرامشي؟ أتعنيه قرامشيا (محسوبا على المراجعات) أي نيوماركسيا فعلا،
    أم بعد تجييره ستالينيا، وموضعته مبتسرا في هيكلية تتناسب مع أولويات البروليتاريا
    ومحددات الفكر بمثل (الواقعية الإشتراكية)؟

    ج) والبراجماتية!!
    أليست أصلا أصيلا في (كل) الممارسة السياسية منذ وجدت السياسة؟
    هذا مع إنني لم أدافع عنها (كما تقول) ولا عن مواقف له سياسية بعينها!
    بل قلت إن التداخل بين السياسي والمثقف في الحضور الماثل لعبدالله،
    هو في أساس الالتباسات حوله وعليه..
    وبحيث يسوِّغ ذلكم، للمختلفين معه أن (يجعلوها) بقجة واحدة!
    والغريبة، حتى مواقف عبدالله السياسي، فلم تصل به يوما
    إلى أي كراسي أو مشاركات أو محاصصات!
    ومع ذلك فلم نسمع ولا لمرة، أن مشاركة فلان أو حزب علان السياسية؛
    (عوض الكريم موسى/فاطمة أحمد ابراهيم/جون قرنق/ياسر عرمان إلخ إلخ
    وكلهم مثقفين، أم ليسوا؟) مع وفي حكم الإنقاذ،
    قد قدحت في أصول تفاكيرهم أو في التزماتهم المعرفية والفكرية؟
    لماذا؟ لأنهم سياسيون؟ طبعا!
    براجماتيون ضرورة.. وضالعون في أشغال المساومة والمصانعة.

    موضوع عبدالله مع المعارضين (له)، هو ببساطة مركب سياسي وليس ثقافي!
    مزيج من (آثار خروجه عن الحزب الشيوعي +
    طمع الكل السياسي في فائق فعاليته الفكرية والثقافية +
    عدم رغبته هو أو عدم قدرته على التخلص من السياسي بداخله).
    ====

    ٣) "هو يحاول أن "يهدي" الاحزاب إلى الطرق الصحيحة حسب زعمه، كمثقف عابر للأحزاب، وفوقها كمان.."
    --------
    *هذا زعم طالما زعمته الثقافة والمثقفون لأنفسهم.. استعلاء معرفي!
    هذا لو أنهم من الأصل سيتوجب أن يكون عليهم أي شيئ!
    حتى أنت يا اسامة ستزعمه.. وإن بطريقتك..
    وما عليك أو على عبدالله منه، إلا كالذي على الآخرين..
    سوى إنه، مع الثقافة، فسياسي ممارس أيضا!!

    ====

    ٤) "فالمثقف العضوي لا يتخذ من ألصحف اللقيطة" في وصف د. حيدرا ابراهيم علي أثناء ملاسنة معه،
    لا يتخذ من تلك الصحف وسيلة لتحقيقة مشروع "الكتلة التاريخية"..."

    أ) هذه تعيدنا إلى ما قلته سابقا.. تحاسبون موقف السياسي فيه،
    ولتلبسونه على المثقف.. كوار بالجملة.. وكأن الأخير يفترض أن يكون ما يريده منه الآخرون!!
    لو قال الواحد "إن عبدالله ليس (مناضلا سياسيا) بما يكفي لأرضى عنه"
    لقبلنا منه ذلك في معرض السياسة، لأنه أقرب للمنطق،
    من المحاولة العبثية لنفي قيمته الثقافية والفكرية.

    ب) وهل على المثقف العضوي والغير عضوي، أن يقاطع صحف بلاده،
    أتعاليا على (كل) الواقع (اللقيط)، وهو حيث توجد (الكتلة التاريخية) المعنية؟
    وليكتفي المثقف بالنشر في الدوريات الأجنبية أو على الأسافير وفي الصحف المهجرية
    وكلها غير متاحة لعموم المقروئية في بلاده؟
    أي مثقف عضوي هذا، بالضبط؟ ليس الغرامشي بالتأكيد!

    ج) وعن الكتلة التاريخية!!
    راجع مقتطف الحوار مع عبدالله الذي أوردته أنت بأعلاه،
    عن مفهومه الخاص للكتلة التاريخية، وعمّن خذلها!
    ولكننا ولابد فيجب أن ننتظر تحليلا معرفيا مكيثا لمفهمومه ومجمل خطابه،
    قبل أن نحكم على الثغرات فيه، وحتى تستقيم الفهوم والمعاني.

    د) في أوائل التسعينيات، كان يحي فضل الله ينشر (تداعياته) في أخيرة (السودان الحديث الأسبوعي)،
    كنّا نسميها (ثلاثاء يحي).. وكان شاعر معروف قد أخبرني أنه يرفض الكتابة للصحف (اللقيطة)..
    ثم، في أوائل الألفية أصبح هذا الشاعر مسئولا في تحرير الملف الثقافي للصحيفة ذاتها،
    وذهبت (تداعيات) بشرف أنها أول كتابة سودانية مضادة (للمشروع الحضاري)
    ويقرأها السودانيون في صحف الأمر الواقع.. الحصول على نسخة من (ثلاثاء يحي) كان قاسيا.

    هـ) مثل هذه (المزايدات) ستنسحب ايضا على مثقفين كأمثال كمال الجزولي والنور حمد وأخرين غيرهم ممن نشر لاحقا
    أو حاور أو تعامل مع إعلام الأنقاذ في أي مراحله.. وهي بالذات التي جعلت من إسلامي غاضب على جماعته
    مثل الطيب زين العابدين لقرابة العقدين أن يصبح الصوت الأعلى في معارضة الإنقاذ سياسيا
    ولحسن مكي أن يكون مفكك خطابها الأول..

    وطبعا، ففي الأخير، أنت تعلم كما أعلم، أن مقولة حيدر إبراهيم علي عن (الصحف اللقيطة)،
    في تلك السياقات البينه وعبدالله، فلا قيمة لها إلا كملاسنات وبس..
    هذا وإلا لظل مركز الدراسات السودانية؛ قابعا بالقاهرة
    ولا تكاد مطبوعاته تصل للقارئ المعني في حيث الكتلة التاريخية.
    =====

    أخيرا) عن الكتلة التاريخية.. كمان!
    الوعي بقضاياها والتزام الدفاع عن مصالحها،
    أليس هذا هو المحك الغرامشي؟
    إذن، ما الكتلة التاريخية في السودان وليس التي في إيطاليا؟
    وما قضياها؟
    وكيف التزم بها عبدالله (المثقف) أو لم يلتزم بها؟
    هذه هي الأسئلة الضرورية لنفي صفة (العضوية) عن (مثقفية) عبدالله،
    فهو (المثقف الكبير) من كل بد.
    وكما اتفقنا، فالإجابة لن تتاح بغير (تحليل الخطاب)..
    ولحين يتاح ذلك عن ذلك..
    فما بقي العقل، فهو متاح للإفتهام منكم وللإقناع.
    ولكن، فالآن سأنصرف عن هذا إلى متابعة وقراءة
    ما أمكنني عن قضايا الراهن الملحة.
    عبدالله نفسه، آراه منصرفا إلى قضايا هذا الواقع.
    رغم أن ذلك، كما أرى، على صفحته في الفيسبوك،
    لم يشغله عن الإجابة على الإتهامات والمسائلات كمثل التي هنا..
                  

02-13-2019, 04:27 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: هاشم الحسن)

    عبد الله علي ابراهيم: مثقف ضخم ينتظر التكريم .. بقلم: خالد موسي دفع الله


    نشر في سودانيل يوم 29 - 05 - 2016

    عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
    اثارت سلسلة التكريم لبعض الشخصيات القومية التي اهتم بها ونشط فيها المجتمع المدني مؤخرا حفيظة بعض الكتاب والمراقبين، اذ احتجت بعض الاقلام المنسوبة للإسلام السياسي علي تكريم الدكتور منصور خالد واعتبرته حاملا لثقافة مغايرة وعميلا للغرب ، مساندا للتمرد ومتآمرا علي السودان العربي المسلم. و انتهت فصول تكريم منصور خالد رغم أصوات الاحتجاج في أبهي حلة حيث شارك باحثون واصدقاء في تقديم أوراق وقراءات عميقة لمجمل كسبه الثقافي والسياسي والفكري. فكما تميز مشروع الشيخ الراحل حسن الترابي بلازمتي التجديد والتوحيد، فقد تميز ايضا المشروع النقدي للدكتور منصور خالد بلازمتي الحداثة والوحدة الوطنية.
    ما ان هدأ قسطل معركة تكريم الدكتور منصور خالد حتي نهضت اقلام اخري تحتج علي تكريم الدكتورة سعاد الفاتح ونعت هذه الاقلام مجمل كسبها بالهرج في سوق السياسة، واشتط البعض ليقول ان ما قدمته المرأة المكافحة عوضية سمك لدعم افطار دور الأطفال يرجح ما قدمته سعاد الفاتح طيلة خمسة عقود من العمل العام. ونسي هؤلاء انه لولا كفاح سعاد الفاتح وفاطمة احمد ابراهيم واخواتهن في قيادة حملة الوعي والانتصار لحقوق المرأة لما انتصب للسيدة الفاضلة عوضية صاج يهدر في سوق الموردة لبيع السمك وإطعام الأطفال. ويتغافل هؤلاء ان سعاد وفاطمة وإضرابهن كسرن ثقافة الحريم الوافدة مع الاستعمار التركي والفقه الحنبلي المرافق لها، وكافحن في ظروف قاهرة ومجتمع ذكوري متسلط ، وثقافة اجتماعية تضطهد كسب المرأة وتؤخره، وهذا ما دعي جيهان السادات ارملة الرئيس المصري الراحل أنور السادات لتعلن في برنامج (شاهد علي العصر) بقناة الجزيرة مع احمد منصور ان السادات حاول الاستفادة من تجربة المرأة في السودان، مما دفع احمد منصور ليقول متهكما ساخرا ( ليه اصلو السودان ده امريكا) و لما أغرقه السودانيون بخطابات الاحتجاجات والنقد اعتذر لاحقا.
    ان ما تتمتع به المرأة السودانية الان من حقوق ونجاح وتميز في كل جوانب وأنشطة الحياة المختلفة يعود في الأصل الي التراث التاريخي القديم منذ عهد الملكات في تاريخ كوش حين كان الملك يرتبط بآصرة الأمومة حتي جاء عبدالله برشمبو من أصلاب العرب المولدين حسبما تقول أشهر روايات التاريخ. مرورا بالتاريخ المشهود للمرأة في ممالك دارفور والوسط النيلي الذي أنتج بنونة بت المك وشغبة المراغبية. ولعل رائدات النهضة الحديثة من لدن سعاد الفاتح وفاطمة احمد ابراهيم وخالدة زاهر وغيرهن بعثن من جديد تراث السودان التاريخي في الانتصار لقضايا المرأة بعد ان أسهمت الثقافة التركية الاستعمارية الوافدة وديوان الحريم والفقه الحنبلي في اضعافها والقضاء عليها.
    لم اجد في تاريخ السودان المعاصر من اهتم بتحرير المرأة بعد بابكر بدري مثل الزعيم والمفكر الراحل الدكتور حسن الترابي الذي قدم مقاربات هامة اعتبرها البعض ثورة في هذا المضمار، لكني في المقابل لم اجد باحثا ومفكرا أولي قضية المرأة ونهضتها الحديثة اهتماما في مباحثه ودراساته مثل الدكتور عبد الله علي ابراهيم في إطار نسق فكري متكامل عن جذور النهضة والحداثة في السودان.
    قدم البروفيسور عبد الله علي ابراهيم لحركة الوعي والثقافة في السودان انضر سنوات عمره باحثا ومنقبا وعاملا ، وكشف نبوغه المبكر منذ سني تدريبه الأكاديمي بجامعة الخرطوم وقيادة حركة الثقافة والوعي في ابادماك وغيرها عن نزعة عارمة لحفريات مغايرة في مساقات الثقافة السودانية. وارجع حسب تقديري الشخصي نبوغ وتميز البروفيسور
    عبد الله علي ابراهيم المبكر لعاملين، الاول هو قربه من أستاذه الراحل عبدالخالق محجوب ، وقد فتح له ذلك آفاق التفكير الماركسي الحر، ومنحته تجربة الاختفاء والعمل تحت الارض نضجا سياسيا وفكريا مبكرا. وقد استقي من تجربة الاختفاء والقرب من عبدالخالق معارف جديدة وهو يسهم في صياغة ومناقشة عدد من الوثائق الهامة منها وثائق الموتمر الرابع، وتجربة الخطأ في العمل الجماهيري. وهي وثائق أشبه بالنقد الذاتي وتصحيح المسار خاصة بعد حل الحزب الشيوعي من داخل البرلمان. كما وقف علي المراجعات العميقة التي اجراها الراحل عبدالخالق محجوب من قضية الدين وهو العامل الذي استغلته قوي اليمين السياسي لطرد الحزب من البرلمان. وقد اكملت هذه التجارب نضجه الفكري علي قاعدة متماسكة من نهج التفكير الماركسي، وهو ما هيأه للعب دور قيادي رفيع وهو يشرف علي عمل المكتب الثقافي للحزب الشيوعي، مساهما في تحرير الوثائق والبرامج والأفكار وتوسيع صف الحزب بالمبدعين والفنانين والمثقفين. اما العامل الثاني اضافة لقربه من زعيم الحزب الراحل عبدالخالق فهو اكتمال تدريبه الأكاديمي علي يدي نخبة من استاذة جامعة الخرطوم وعلي رأسهم البروفيسور يوسف فضل وتأسيس معهد الدراسات الافريقية والاسيوية. ويقف كتابه الاول عن (الصراع بين المهدي والعلماء) نسيج وحده وعمدة في مجاله ولم يستطع اي باحث في تخطيه او القفز فوق مباحثه ونتائجه. كما شارك في سن مبكرة في جمع التراث والفلكلور وسبر غور دراسات الثقافة السودانية ، كما شارك في مؤتمر الدراسات الافريقية بالخرطوم في نهاية عقد الستين من القرن السابق وعكف علي تعريب وترجمة اوراقه ووثائقه ولعل منها ورقة البروفيسور الراحل علي مزروعي التي قدم فيها الوصف الشهير عن التهميش المزدوج للسودان multiple marginality ، وتوسعت أبحاثه الميدانية في بادية الكبابيش ليقدم دراسات أنثربولوجية وتاريخية ولغوية عميقة عن الكبابيش وفروع النوراب ودور السير علي التوم في المنطقة.
    وفي سياق آخر أوغر صدر رفاقه وقف مع صديقه د. خالد المبارك في معركته الشهيرة ضد مثقفي الحزب اثناء تقلده عمادة معهد الموسيقي والمسرح وهو يفتح أبواب مؤسسته لاستقبال جعفر نميري. .
    لم اعثر علي اي رواية موثقة تكشف ملابسات خروج البروفيسور عبدالله علي ابراهيم من الحزب الشيوعي، لكن سياق الأحداث يوضح ان انتقال القيادة بعد إعدام عبدالخالق الي الراحل محمد ابراهيم نقد قد احدث تحولات كبيرة في البنية الداخلية للحزب، فصعدت وجوه جديدة تبنت منهجا مغايرا عن الثقافة السائدة تحت قيادة عبدالخالق. وأرجح ان عبدالله علي ابراهيم لم يجد نفسه وسط تفكير النخبة الجديدة، لأنه يري ضرورة التمسك بالنهج الماركسي رغم المسغبة والجراحات والتضييق والانتقال الي تجسيد رؤي وافكار الراحل عبدالخالق بدلا من البكاء علي اطلال فقده وسكب الدمع الهتون علي قبره والتعلق بقصائد مدحه وجسارته.
    خرج الدكتور عبدالله من الحزب الشيوعي ربما في النصف الثاني من عقد السبعين ، لكن بعد ان استنفد طرق المراجعات الداخلية والاستقامة علي النهج الماركسي، وهو يري أساليب البرجوازية الصغيرة تطل برأسها في قلب اعرق الأحزاب الشيوعية في المنطقة. ومن يقف علي كسب الحزب الشيوعي السياسي والفكري بعد أربعة عقود من خروج عبد الله منه يكاد يلمس صدق حدسه ودقة تقييمه لثمار منهجه الذي تنكب الطريق عن النهج الماركسي.
    واعتقد جازما ان الانحراف التاريخي والاستراتيجي في منهج الحزب الشيوعي ، قد جاء بدافع الانتقام والانتهازية اكثر من الاستجابة الواقعية لنتائج التحليل الماركسي ، اذ انتقل الحزب من التركيز علي قضايا العمال والبوليتاريا والعدالة الاجتماعية، الي تبني قضايا الهامش السياسي والدخول في تحالفات مع الأقليات القبلية المغبونة وهي تحمل السلاح ضد السلطة المركزية. وخاب مساعي الحزب وهو يتعجل التكتيكي علي الاستراتيجي و ينتظر ان تشعل حركات الهامش ثورة الريف بدلا من تبني قضايا العدالة الاجتماعية والأجندة التقدمية التي جذبت اليه افئدة الشباب ونخب المجتمع.
    اخرج الحزب الشيوعي من جرابه التاريخي كل أدوات القمع المعنوي ضد الخارجين عليه او المنشقين عنه ، وشاهدت بعيني بعض صغار الأحلام من منسوبي الحزب يتطاولون علي د. عبدالله علي ابراهيم ويسلقونه بألسنة حداد رغم كسبه الباذخ في سقي زهرة الماركسية في عنفوانها الاول، و ازال الحزب اسمه من كل وثائقه التاريخية ومنع تطلعه الطبيعي بأن يكون المؤرخ الاول للحزب الشيوعي والحركة الماركسية في السودان.
    اصطدم د. عبدالله مع حزبه العتيد اثناء فترة الديمقراطية الثالثة وهو يخب الخطو الي السفارة الألمانية محتجا علي دعوة جون قرنق ليخاطب البرلمان الألماني، وكان جوهر اعتراضه ان قرنق يقود حركة متمردة علي نظام ديمقراطي وان الدستور والقواعد الراسخة في البرلمان الألماني تعارض هذا الصنيع. كان الحزب الشيوعي في غيبوبته التاريخية تلك قد دفع بكوادره وترسانته السياسية والفكرية لدعم الحركة الشعبية بقيادة قرنق باعتبارها حركة ماركسية ترتبط بحلف عدن في اثيوبيا منقستو واليمن الجنوبي .وساهم الحزب في كتابة المانفستو الاول للحركة الذي وصف سكان الوسط النيلي بأنهم عرب مزيفين. كانت نخب الخرطوم اليسارية تهرب ظهيرة كل يوم لتستمع الي راديو الحركة الشعبية وهو يزف بشريات الانتصار علي القوات المسلحة وبداية الزحف نحو الخرطوم. جعل د. عبدالله نقد العقل السياسي لليسار الجزافي شغله الشاغل ، ووطن نفسه علي اهمية عودة الوعي الماركسي لبقايا اليسار . وعندما جاءت حكومة الإنقاذ وبدأ حكم الإسلاميين للسودان انكشف للجميع ما كان يحذر منه عبدالله علي ابراهيم. وقال عبارته الشهيرة ( عقربا تطقكم).
    شارك د. عبدالله في مؤتمر الحوار الوطني في بداية سني عهد الإنقاذ وسط انتقادات عنيفة من رفاقه التاريخيين، وانفتح علي آفاق جديدة من الدراسات والتحقيقات والبحوث عقب هجرته أستاذا للتاريخ الأفريقي في جامعة ميسوري بالولايات المتحدة الامريكية. حيث أنجز أعمالا كبيرة احدثت حراكا وتركت اثرا في حفريات الثقافة والفكر السوداني. كما كان وفيا لرفاقه في الحركة الماركسية حيث كتب خرائدا حسان عن مآثر شيبون، وحسن سلامة والشفيع وعبدالخالق واخرين. كما اختط نهجا مغايرا في دراسات الهوية حيث قدم نقدا عميقا وواعيا لاعمال ماكمايكل ، و القس تريمنغهام ودافع بشراسة عن خيارات الهوية لسكان الوسط النيلي في الانتساب للعروبة والإسلام رافضا نظرية الثقافة الهجين، وهو ما قاده للاصطدام بطلائع ورموز تيار الغابة والصحراء في ورقته الشهيرة عن تحالف الهاربين حيث انتقد هروبهم الي الدغل الأفريقي ابتغاءً للحرية و هروبا من الثقافة الحنبلية ناعيا ذلك الي تأثير أفكار تريمنغهام، و هو ما أنكره الشاعر الشفيف محمد المكي ابراهيم وقال له انه لم يطّلع علي كتاب تريمنغهام البتة. وقد دفع هذا الحراك محمد المكي لتحرير ونشر السيرة الذاتية للغابة والصحراء.كما تصدي لهذا الطرح ايضا الناقد الحاذق عبدالمنعم عجب الفيا مشيرا الي ان الغابة والصحراء هي ناظم جمالي، وليست هروبا من ضيق الصحراء الي طلاقة الغابة.
    سبق هذا الجدل معركة اخري تعالي غبارها مع الدكتور منصور خالد عندما انتقده عبدالله في قوله ان ثقافة السودان وشتها وثنيات وهي اعادة انتاج لمقولات ماكمايكل وتريمنغهام، وكتب بعدها د. عبدالله ما يقارب الثلاثين حلقة في مجلة (الخرطوم الجديدة) منتقدا منصورا ودوره في مأسسة هجنة الثقافة السودانية. وامتدت المُلاسنات الي الوثائق التاريخية ومزاعم تورط منصور في التعاون والتخابر مع جهات اجنبية. ورد منصور علي هذا النقد بنبرة لا تخلو من حدة وشراسة لكن تنادي الركب لصلح المثقفين.
    كتب د. عبدالله ايضا عن الديمقراطية وبخت الرضا والقضائية خاصة الفصام بين القاضي المدني والشرعي وهي سياسة هدفت الي خفض الديني ورفع المدني في إطار ترسيخ البنية العلمانية في الثقافة السودانية. واستفاد د. عبدالله من اعمال الدكتورة كارولين لوبان وزوجها ريتشارد لوبان عن وضع المرأة في قانون الأحوال الشخصية. وثار عليه ايضا حراس المقدسات الانجليزية بالسودان وهو ينتقد مؤسسة بخت الرضا.كتب د. عبدالله ايضا عن لاهوت الحداثة وكسب الدكتور الراحل حسن الترابي، واختط لنفسه مباحثاً شبيهة لدراسة الدكتور جون فول الاستاذ بجامعة جورج تاون عن الطريقة الختمية وعدها احد محركات الحداثة في السودان. وخرج الدكتور عبدالله من دراسته عن كسب الترابي وفكره الحداثي من إسار التفكير الماركسي الذي يكره ان يري الترابي المتهم بمناوأة وحل الحزب في موضع استحسان. ولكن خرج من تلك الدراسة بما ظلت تتجاهله قوي اليسار في السودان من ان الترابي ليس انتهازيا يتجر بالدِّين بل داعية للحداثة من أصول التفكير الاسلامي وقال د. عبدالله انه بعد نشر الترابي كتاب (الحركة الاسلامية: الكسب والمنهج والتطور) اكتشف اليسار بعد فوات الاوان ان هناك عقل مدبر وماكينة هادرة بالمبادرات وليست من اخوان حتحوت كما كان يقول محمد ابراهيم نقد وهو يقارب أوجه الشبه بين الحركة الاسلامية في السودان ونظيرتها المصرية. ويكفي د. عبدالله انه ظل ينبه النخبة الاسلامية للالتفات الي كتاب مالك عبدالمقيم الباحث الامريكي الذي قدم استشارات للحركة الاسلامية في طورها الديمقراطي عن جدل الاسلام والتخوم والحضر. .
    تند المساهمات العميقة والقسيمة للدكتور عبد الله علي ابراهيم عن الإحصاء في مناحي الحياة الفكرية والثقافية والسياسية وكذلك كتاباته الإبداعية والنقدية والمسرحية، ونحن نقف امام مثقف شامل وموسوعي، اثري الحياة الثقافية والفكرية في السودان بعميق فكره ونضيد يراعه، لا يكاد ينافسه مثقف او مفكر معاصر في غزارة أنتاجه وتنوع موضوعاته وتعدد أبحاثه ودراساته. و ظل وفيا لدوره كمثقف عضوي في المجتمع حيث أوقف جل حياته لنشر الوعي وخدمة الحقيقة لا يضره عداء اليمين او حنق اليسار. كما انه لم يُبْصق علي تاريخه القديم أبدا ، بل ظل حفيا به مداوما علي نشر مآثر أستاذه عبدالخالق محجوب ورفاقه من أبكار دعاة الماركسية في السودان. كما ظل داعما ومساندا لشباب الباحثين ممن يترسمون خطي الاجادة والصبر علي مكاره الاستقصاء والبحث وقدم عدد لا يستهان به للقاريء والمكتبة السودانية والعربية. داخلته السياسة في بعض أطوار حياته فزجرها وهو يترشح لمنصب رئيس الجمهورية وكان هدفه هو ترسيخ النهج الديمقراطي في تبادل السلطة لا أزيز المدافع ورصاص البنادق.
    يستحق دكتور عبدالله علي ابراهيم منا جميعا التكريم والتحية والتصفيق لدوره المستحق في نشر المعرفة والوعي وتحمل تبعاته والصبر علي محنة الثقافة والمثقفين في السودان. وليعذرني القرّاء اذا شاب عرضي بعض هنات الرصد التاريخي لأنني اكتب من الذاكرة، لكن وجداني علي حافة الصحو عامر بحب ما انتدب له عبدالله علي ابراهيم نفسه في هز المسلمات الثقافية لدولة ما بعد الاستقلال.
    اتطلع ان اري لجنة قومية تنبثق لتكريمه ليري بعينه صدق الاحتفاء بإسهامه الباذخ في اثراء الحياة الثقافية والفكرية في السودان.


    تعليق:

    خالد موسى دفع الله الشهير بخالد موتر هو عنصر أمني وكيزاني، عمل قنصلا في سفارة السودان بواشنطن لأكثر من تسعة أعوام، ولقد كان يتجسس على السودانيين بالولايات المتحدة.

    ياهو دي الاشكال التي تدافع على الإنتهازي الكبير عبد الله علي إبراهيم. الطاهر التوم وخالد موتر!
                  

02-13-2019, 04:53 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)
















































    الإخوان المسلمين والديمقراطية: انحطاط الحركة الإسلامية أصيل في بطنها . بقلم: عبدالله الشقليني



    لم يكسب السودان من الحركة الإسلامية، إلا تعطيل لتنميتها ، وهدم دولتها، وإطلاقها الفاسدين من عقالهم، لتزيّنهم الحركة الإسلامية، ودفعت بهم آخر الأمر إلى سدة السلطة غصباً. ليخلطوا الحق بالباطل. يتلونون بكثير أسماء ، في كل مرحلة من مراحلهم لهم لكل حادث حديث . حرموا السودان من تنوع الهوية والتسامح تجاه المختلفين من القوميات والثقافات، وحرموا السودان من العدالة الاجتماعية. وناصبوا أهله جميعاً العداء السافر، يريدون أن يقيموا الناس كلهم صفاً خلف تنظيمهم، وإلا هجروا الحديث إلى قوة السلطان الباطشة. ما قامت قائمة من تصالح قومي، إلا وهبت الحركة الإسلامية وجنودها لتخريب التصالح، باسم الدفاع عن بيضة الدين.


    (2)
    لم يزل البروفيسور" عبدالله علي إبراهيم "، يلبس لباس اللين والرأفة تجاه الحركة الإسلامية
    ومسمياتها الحربائية وهي تتلون كل يوم ولها في كل يوم شأن جديد .ونقتطف من مقاله (ماذا خسر السودانيون بانحطاط الحركة الإسلامية ..) بتاريخ 20 نوفمبر 2018:
    { كنت أحضر لقاء لإخوة كرام من الإسلاميين يوماً. فتوقفت عند عبارة للدكتور خالد التيجاني زبدتها "ماذا خسر السودان بانحطاط الحركة الإسلامية؟" مراوحة عند عنوان "ماذا خسر العالم
    وأقول كثيراً إن ما خسارة السودان من كبوة الحركة الإسلاميين أكثر من خسارة السودان بكبوة الشيوعيين. فالماركسية ما تزال "غريب ديار" على أنها توطنت بين الكادحين ومسألة العدالة الاجتماعية كما لم تفعل حركة قبلها أو بعدها بل كما لم تزعم حركة أنها فعلت أو قد تفعل. ولكنها "بنت وافدة البحار" ما تزال. فما تكأكأت الأحزاب على ذلك الوافد حتى ضربوا علينا عزلة سألنا أستاذنا أن نتملاها في العمق. وبينما يمكن للمسلمين في السودان الاستغناء عن الماركسية (وهو شيء لا أفرح له) ولكنهم لن يستغنوا عن حركة إسلامية يبتلون بها الحداثة.}
    ونقتطلف أيضاً من مقاله السابق في 1 يوليو 2014 بعنوان ( الحركة الإسلامية: لا فرقة ناجية ):
    {لم تسنح فرصة للحركة الإسلامية للتحالف حول تنزيل ذكي ديمقراطي للإسلام في بئية سياسية معقدة كالسودان حتى أهدرتها. كان الانفتاح هو الإستثناء بينما كان الإنغلاق لحفظ بقية السودان أوالدين هو الأصل. وهكذا ضاعت من بين أيدينا حركة ولدت في بيئة للحداثة، واستعانت بالديمقراطية متى استصوبت ذلك، فأحسنت الديمقراطية لها. وسيبقى على الحركة متى أرادت أن تكون فينا رحمة وبركة أن تستنقذ نفسها من آثار عشوائيتها المتراكمة وأن تعيد اختراع نفسها من أفضل صلصالها. وهذا من عزم الأمور}


    (3)
    وبروفيسور "عبدالله " كثير الإعلان عن أنه ماركسي ومسلم ولا يرى بأساً في ذلك، ولكن الحركة التي يدافع عنها ترى بأساً شديداً في خياراته، وهو يعلم أنه هنا يتحدث عن هويته الخاصة التي سارت معه طوال تاريخه، ولا ينازعه فيها أحد، ولكن دفاعه الخفي والمعلن عن حركة الإخوان المسلمين، مرجوم بمسلكها الانتهازي في كل حين. ويكتب هو بخسارة السودان بانحطاط الحركة الإسلامية، ويعُد منهاجها لتسلم السلطان عبر تاريخها واستعجالها النتائج، بأنها أخطاء تكتيك. في حين أن الحركة الإسلامية في ديباجة دستورها تقول:
    {إن الحركة الإسلامية قد كافحت بالإسلام العلمانية والماركسية واشتراكية هاربة من مضارب الدين وديمقراطية مستنكفة عن التسليم لرب العالمين.}
    أنها تلبس لباس العقيدة، خالطة المقدس بغيره،لا بركة ولا رحمة في هذا الأمر، وتسكت هي عن الفظاظة والاعتقال والقتل. تفترسك حين تخالف منهجها، وكل دعوة للحوار لا ترى هي فيها خيراً، تثب عنده إلى النتائج وثباً. تزري بمن يخالفونها، وتوصمهم بنابي القول. وتصفهم بالخروج عن الملّة. وحتى بروفيسور "عبدالله"، رغم تعاطفه معها، تستدنّيه أن يتوب في أعرافها، وأن يتوضى بالتراب آخر المطاف، ويهجر ماركسيته وعلمانيته !.


    (4)
    ليس الأمر هويّة وجدان ومعتقد خاص، ولا دين تسامح، ولكنه منهج الإخوان المسلمين الاستئصالي. لا يرى للسودان هويات متنوعة. ولا يكتفون هم بالدعوة، رغم أن القرآن الكريم وجه النبي الأكرم، بأن ما عليه إلا البلاغ. بل تقفز الحركة الإسلامية إلى الإنقلاب وخطف السلطة وقهر الآخرين، وتصنيف المواطنين السودانيين إلى مسلمين وكفرة.
    لم ينص القرآن على منهج حكم للناس، سوى آية الشورى، وهي نظام عام. وتاريخ الخلافة والخلفاء دامٍ ينطق بالأغرض والهوى. أخضعت الحركة الإسلامية الدّين لتصورات التنظيم، وطَلت سوأتها بغشاوة الرحمة، إذ تقول إنها تعتمد الشورى منهجاً ملزماً وتسعى لتطوير نظمها و إجراءاتها في الأمور. كلها دنيوية. ومن أهدافها إقامة الدين وبسط العدل والشورى ونشر الدعوة وإقامة دولة الإسلام التي تحمل الرسالة وتحكِّم الشريعة. وتحفظ الحقوق وتحمي المجتمع وتزكيه، والدفاع عنه، وتتخذ البيعة والسمع والطاعة لولي الأمر في حدود طاعته لله ورسوله. تلك رسالة فضفاضة تنسى المحاسبة والعدل والشفافية. وتنسى اعتماد الكسب الحلال وطهارة اليد من المال العام ومحاربة الفساد وتحريم موارد الكسب الحرام. وتتفرّد بالسمع والطاعة لولي الأمر الذي تنتخبه الأمة طوعاً وهذا الانتخاب. لوثة لا علاقة لها بالدين!
    ونذكر كلنا أن الدستور الذي صنعته الحركة الإسلامية يقول {لا يجوز حل الحركة الإسلامية إلا بموجب قرار يجيزه ما لا يقل عن 75 % من عضويةالمؤتمر العام في اجتماع قانوني لا يقل حضوره عن 80 % من عضوية المؤتمر العام. }. وهذا هو الأمر الذي سخر فيه عضو الحركة من المؤسسين " أحمد عبد الرحمن"، من الأمين العام حين دعاهم بعد حلّ التنظيم، ووزع نسخ من القرآن الكريم للرعيل الأول!.

    عبدالله الشقليني
    22 نوفمبر 2018

    http://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/129-0-0-3-1-6-9-5/110397-الإخوان-المسلمين-والديمقراطية-انحطاط-الحركة-الإسلامية-أصيل-في-بطنها-بقلم-عبدالله-الشقلينيhttp://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/129-0-0-3-1-6-9-5/110397-الإخوان-المسلمين-والديمقراطية-ان...ه-الشقليني

    *
                  

02-13-2019, 04:58 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)
                  

02-13-2019, 05:27 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Bashasha)

    واضح انو الناس ما منتبه لموقف هذا النازي من النظام الحالي، ينطلق اولا واخيرا من وهمة انو عربي، وهو "عبـــــــــدن حبشي" في عين احقر عربي،

    "الخال" و"ابن الســــــوداء" في عيون حتي "الصحابة"، وامثال هذا النازي المريض، كارهي زاتم، هم الاشعلو محارق الابادة للملايين بطول وعرض نصف القرن الماضي، لنشر العروبة كدين واسلام او الفوز بالغلمان نعم الغلمان في الدار الاخرة!

    الطريف جدا، هذا المستعبد، القن، مقدم ك"استاذ" ، "تاريخ افريقي" كمان يا للنكتة بحق!

    المتداول الان كتاريخ افريقي في اوربا، او امريكا وحتي السودان، لاعلاقة له اطلاقا بافريقيا والافارقة من قريب او بعيد، ولهذا ماصدفة، كيف امثال هذا السبة، هم اساتذة خبوب المركزية الاوربية، متمثل في ارث العبودية، او طراش نازية البيض ورعاع الاعراب من مستعبدينا، مستعمرينا لامثال هذا "االهاوس نقا" بمعني المفردة بحق!

    نعم هذا الاغواتي، او بلا خجلة، معبرا عن الجواهو من وعي استعباد بمعني المفردة، مؤمن انو سيدو العربي، صارم اخلاقيا، بينما امثالو من السود اي "الذنوج" منحلين اخلاقيا!!

    تصورو هذا المخلوق او قوة عينو!

    نعم في نظرو العربي ارفع اخلاقيا، من الافريقي، المنحل اوماشي امفكو كما اي حيوان في اي غابة!!!

    مخلوق كهذا الشيوعيين ساويين ليهو قومة، او قعدة!!

    ماذا يفقه امثالو من اساسو عن تاريخ بدو ورعاع الاعراب اسيادو، قبل تتلمذم علي ايدينا نحن الذنوج، مقارنة بالانسان الاسود او الافريقي، خارج نطاق وعي الاسترقاق، كان عربي او اوربي؟

                  

02-13-2019, 06:27 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Bashasha)


    Quote: هو ليس مثقفا عضويا بالمعنى القرامشي، فهو بحسب دفاعك عنه "مثقف براجماتي" .



    قرقرقرقرقرقرقر!!

    اعلاه، نموذج، من الخواض، للانصراف، الحتل في قربة موية، تشريحا للبعوض دون ادني اكتراث لنازية هذا المخلوق، البقول علنا السود منحلين اخلاقيا، مقارنة بالاعراب!!!

    السؤال، هل تهويم كهذا في الفارغ، صدفة ام الحال من بعضو؟

    شنو؟

    قال بالمعني القرامشي قال!!!!

    نعم، شغل قشر بالاسماء الخواجية، الارية، الاوربية، وبالعدم العربية!

    نعم، نفس ملامح ذات الوعي، نعم الشبه، المشية ذاتا، او قعدتو!!

    نعم ناس اسامة، حيدر ابراهيم، والبقية موضوعم الاساسي هو، هل الاغواتي مستعبد الاعراب هذا، "مثقف" عضوي، ام "براغماتي" في موقفو من منظومات الاحتلال الثنائي الاخري، كالشيوعي!!

    نعم زي ده، بقولو عليهو "مثقف"!

    نعم ماعندهم الشغلة اطلاقا بمثل هكذا تبول، تقوط، علي السود من امثالم، المنحلين اخلاقيا، مقارنة بالاعراب، اي الانسان الكامل، اخلاقيا، في وعي هؤلاء جميعا!!

    نعم نقطة زي دي، لاتحرك شعرة في امثال الخواض او حيدر ابراهيم وبقية العقد الفريد، من مثقفاتية سودان الاستلاب الثنائي!!

    قرامشي، قال!!!!!!

    قرقرقرقرقرقرقرقر!!!

    اه، يا بلد!!!!!!!
                  

02-13-2019, 06:35 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Bashasha)

    والبندر فوانيسو البيوقْدن وقَدَن

    ما وراء رسالة عبد الله على ابراهيم إلى المؤتمر السادس: المثقف والحزب

    *عبد الجبار عبد الله

    أعلم أنه مما لا يجوز التنحُّل أو التصرُّف في نصوص التراث الشعبي مثلما فعلتُ للتو بقولي في صدر هذا المقال "والبندر فوانيسو البيوقدن وقَدَن"وهي في الأصل "ماتن" كما أوردهاعبد الله على ابراهيم -في استدعائه لذلك البيت الشعري من تراث الدوبيت- في وصفه لانطفاء "نور المعرفة" في سائر الأحزاب السياسية السودانية بجريرة آفة الاستهانة بالمثقف و"غربة المثقف في حركة سياسية اختارها رافعة لاجتهاداته في ترقية الوطن". هكذا استهلّ عبد الله ومضى مستطرداً في تبيان أسباب خروجه عن الحزب الشيوعي الذي انتمى إليه وعمل في صفوفه منذ 1960 وحتى 1978. غير أن في ذلك التصرُّف ما قد تمليه الضرورة الشعرية -بل ديالكتيك الشعرإن شئت- بدالّة الحجة ونقيضها في الإمساك بالخط الرفيع الفاصل ما بين الحقيقة والوهم في ما قال به عبد الله عن سيرته في الحزب وخروجه "دفاعاً عن حرية المثقف الذي استدعاه الحزب ليعمل كمثقف" في صفوفه.

    وأول ما يلفت النظر والانتباه في هذه الرسالة أن عبد الله قد أجزل العطاء وسخا كثيراً بتوجيهها إلى الزملاء في المؤتمر السادس، ثم عموم أهله من الشقتاب والإزيرقاب وقراباتهم، إلى أبنائه وبناته وإخوته وأخواته بحي الداخلة بعطبرة وسائر أهل المدينة، ومن بعدهم تأتي كتلة اليسار والديمقراطيين التاريخية، ثم سائر شباب السودان وشباب العمال خاصةً. ولا ضير في كل ذلك بمفهوم عبد الله الخاص للعبة توازنات القوى في هذه المنازعة بينه وبين الحزب الشيوعي في مؤتمره السادس وهو يسعى إلى تأسيس القضية الجوهرية في رسالته: ألا وهي علاقة الحزب الشيوعي بمن عرض أن يعمل كمثقف في أروقته و"بشاتن حاله" بعدها.

    ولكن كيف تسنى لعبد الله أن يستثنى بين تلك الفئات العريضة المترامية الأطراف التي وُجّهت إليها الرسالة "فئة المثقف" لب القضية وصاحبة "الوجعة" التي بنى وأسس عليها مرافعته ضد الحزب في علاقته بالمثقين في صفوفه؟ هل هذه مجرد صدفة أو زلة قلم فاتت هكذا على عبد الله سهواً –وهو ما يستعصى ترجيحه وقبوله بما نعرف عنه من حذق وحرفية لا خلاف حولهما في ممارسته لفنون الكتابة بجميع أشكالها وألوانها- أم أنه سهوٌ أملاه عليه وعيه الباطني ورؤيته الذاتية الخاصة لهذه العلاقة الجدلية المعقدة المتشابكة بين المثقف والحزب الشيوعي الذي انتمى إليه؟ وفي معرض هذا التناسي أو النسيان لفئة المثقف بين الفئات التي وُجِّهت إليها رسالة عبد الله خصيصاً، تداعت إلى ذهني فجأة معلومة نقلتُها ذات مرة من الإنجليزية إلى العربية من طبيب أخصائي عيون كندي إلى مريض كان يعاني من حَوَل في عينه اليسرى وشكا من أنه قد سعى إلى العلاج من ذلك الداء على مدى سنين طويلة وفي عدة بلدان دون جدوى. وكان أن طلب مني الطبيب الكندي أن أقول له أن لمرض الحَوَل علاقة عضوية بالعصب البصري وبالإشارات الصادرة له من الدماغ، وأن الأخير ينصرف عن إرسال الإشارات إلى العين الحولاء بمرور الوقت فتبقى الحالة كما هي وقد تسوء مع طول مدة الإصابة. ومن يقرأ ما تحت النص الصريح في رسالة عبد الله ويغوص في ثنايا وتلافيف مستواه الضمني الخفي سيدرك أن المثقف الذي يعنيه عبد الله ليس أحداً آخر سوى عبد الله نفسه، تماما كما جاء في تعريف قاموس أدبي رصين للكاتب الفرنسي الشهير "كان بلزاك يسكن في بيت لا يوجد فيه إلا بلزاك نفسه " وإن كان الفارق هنا غرض التلميح إلى فقر بلزاك وإملاقه وخلوّ بيته حتى من الفئران. ولذلك فإن من الطبيعي أن ينصرف ذهن عبد الله عن بقية المثقفين الآخرين في حزبه، والذين لم يُخفِ ازدراءه وتعريضه بهم أحياءً كانوا أم أمواتاً لا فرق عنده. وبذلك لم يكن أولئك المثقفون في نظر عبد الله سوى تلك العين الحولاء التي يهملها الدماغ ويكف عن إرسال الرسائل البصرية إليها فتبقى حولاء كما هي، إن لم تصبح أكثر سوءا بمرور الوقت. والذي يقرأ بوضوح ودون لبس في ما وراء لغة مراوغة مخاتلة يبرع فيها عبد الله براعة الحاذق العارف بأسرار المخاتلة وفنونها هو: أنا ومن بعدي الطوفان. وهذا ما سأقف عند تبيانه وتوضيحه خيفة أن آخذه جزافا بضربة لازب لا رافع أو مسوغ لها سوى وقود الحماس الآيديولوجي الأعمى في معارج العلم وملكوته وفي ثُريا المعرفة وإشراقاتها التي لا مجال فيها للحَوَل الآيديولوجي من أي شاكلة أو لون.

    ويلفت النظر أيضاً في رسالة عبد الله ما يثير في الذهن والخاطر تساؤل شكسبير الفلسفي المعقَّد في مسرحيته ذائعة الصيت: "لماذا تلكأت يا هاملت؟". وهو السؤال الذي لم يُجِب عنه هاملت ولم يُجِب عنه صراحةً عبد الله في رسالته هذه، وإن فعل ذلك من باب المداراة والاستماتة في تبرير هذه "الحكمة المؤجلة": إنني لسعيد الحظ أن امتد بي العمر إلى اليوم الذي اتفق لي أن أوان مثل هذا البيان عن خروجي عن الحزب الشيوعي قد آن. وهنا أدعو لعبد الله صادقا من كل قلبي بوافر الصحة والعافية والعمر المديد وأن ينفعنا بعلمه الوافر الغزير بما يُذهِب عنه الزبد جفاءً ويُبقى ما ينفع الناس وبلادنا ومثقفيها، ويسهم في تحقيق حلم الارتقاء بها وتقدمها. غير أن ذلك لن يكسفني أو يصرفني عن مواجهته بذلك السؤال الوجودي الفلسفي المُلح: لماذا تلكأت يا هاملت؟ ما الذي جعلك تنتظر طوال هذه الفترة الممتدة منذ عام 1978 الذي خرجت فيه عن صفوف الحزب لتعلن على الملأ أسباب ذلك الخروج ومسوغاته؟ ويستتبع هذا سؤال آخر: كيف آن لك في هذا الوقت بالذات -ساعة وظروف وملابسات انعقاد المؤتمر السادس للحزب، بما فيها من احتقان وتوتر وصراعات تهدد بقاء الحزب نفسه واستمراره، ظروف هذه الأزمة الوجودية وما شابها من نُذر انقسام وتفكك واضمحلال- أن ترى أنه الأوان المناسب لأن تخرج على الملأ ببيانك هذا في هذا التوقيت المريب لحكمتك المؤجلة المفرزنة المبيَّتة منذ عام 1978؟ أليس هذا مما يندرج في تأويل آخر مشروع ضمن مهارات الحنكة والحذق في فنون الصيد في الماء العكر؟ ثم ألم يكن أنسب وأكثر وقعاً أن تدفع برسالتك هذه إلى المؤتمر الخامس للحزب الذي عُقد قبل سبع سنوات بحضور الزميلين الراحلين نقد والتيجاني الطيب، خاصةً وأن كليهما شاهدٌ وعارفٌ بتفاصيل وأسباب خروجك عن الحزب وإنهاء تفرغك فيه؟ وبهذه المناسبة أسألك: هل تقتصر أسباب خروجك عن الحزب على ما سقته من احتجاج على زراية الحزب بمثقفيه فحسب، أم أن لها صلة وثيقة أيضا بمنازعة داخلية بينك وقيادة الحزب حول دعوتك إلى ضرورة مشاركة الحزب في المصالحة الوطنية التي ما عقدها نظام مايو في 1977 إلا لضرب طوق من العزلة الخانقة على الحزب ومواصلة تصفيته (لاحظ أنك أنهيت علاقتك بالحزب بعدها بعام واحد فقط هو عام 1978)؟ هذا هو السؤال الذي ينكأ الجرح القديم ويقلّب المواجع التي يشيح عنها عبد الله بوجه المثقف الثوري الماركسي، يداري عنها ويخبئها في تلافيف اللغة البلاغية المخاتلة قدر المستطاع.

    وفي السياق نفسه لا بد من السؤال البسيط المباشر الأهم: هل دفع عبد الله برسالته هذه إلى اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس، التي باشرت مهام التحضير لهذا المؤتمر طوال فترة السنوات السبع الممتدة بين المؤتمرين 2009-2016 قد يبدو هذا السؤال إجرائيا شكلياً بسيطاً في مظهره، غير أنه يستبطن الكشف عن نوايا الرسالة برمَّتها ومدى صدقيتها إزاء الحزب الشيوعي ومثقفيه في أفق مسعى عبد الله المؤجل على مدى 38 عاماً للتصدي للاستهانة بالمثقف في سائر الأحزاب السودانية. وعبد الله يدرك مدى أهمية الجانب الإجرائي من هذا السؤال بحكم خبرته وعمله الطويل في مجال الأكاديميا. فهو سيد العارفين وأميرهم في التحضير للمؤتمرات والسمنارات وبما يُعرف في لغة الفرنجة بتقليد Call for Papers حتى وإن كان المؤتمر أقل شأناً بكثير من مسألة عصية شائكة كاستجلاء مصير الماركسية وقضايا الثورة السودانية وما يرتبط بها من رؤية الحزب الشيوعي لمسألة الثقافة ودورالمثقفين في صفوفه. لقد استقصيت بنفسي قبل كتابة هذه السطور ما إذا كان عبد الله قد قدّم رسالته هذه قبل وقت كاف أثناء التحضير للمؤتمر السادس لكي تدرجها اللجنة التحضيرية ضمن البنود التي سيناقشها المؤتمر، ولكن تأكد لي أنها قد وُجِّهت إلى الحزب بغتةً لحظة انعقاد المؤتمر عبر شبكة الإنترنت –سوق الله أكبر الإلكتروني المفتوحة أبوابه على مصراعيها للجميع- في 29 يوليو2016 وأن الحزب المعني بمناقشة الرسالة لم يكن نصيبه من مهنية عبد الله واحترامه لتقاليد تنظيم المؤتمرات وتراث العمل الحزبي أوفر حظاً من عموم أهله من الشقتاب والإزيرقاب وقراباتهم! وعبد الله سلطان العارفين بأنه لو كان مؤتمراً من شاكلة إسهالات مؤتمرات الإنقاذ "أحكام ما يخرج من السبيلين" لأُرسلت الأوراق التي سيناقشها إليه قبل وقت كافٍ كي تُدرج ضمن المواضيع والبنود التي سيناقشها المؤتمر وينظر فيها!

    لماذا لم يفعل عبد الله؟ هل حدث ذلك سهواً وبمحض الصدفة يا ترى؟ "الغافل من ظن أن الأشياء هي الأشياء" على قول الفيتوري. والحقُّ أن عبد الله قد أراد متعمداً مع سبق الإصرار والترصد أن تأتي رسالته هذه فرقعة إعلامية مدوية -حشد لها عموم أهله وكتلة اليسار الديمقراطية التاريخية برمتها وسائر شباب العمال خاصة- ضد الحزب ومثقفيه ومن لفّ لفهم. وعلى الرغم من النص الصريح الوراد في خاتمة الرسالة "ولا أريد من رسالتي هذه للحزب الشيوعي سوى استصحاب هذه الخبرة في تعزيز الثقافة والمثقفين"، فإنَّ توقيت وطريقة الإعلان عنها ما يؤيدان عزم اكتفائه بقوله قبل ذلك "اتلوم الحزب فيّ وفي سائر كادره الثقافي. والفيهو اتعرفت". فالنية الحقيقية التي طالما سعى عبد الله إلى إخفائها ودغمستها على طريقة "شملة كنيزة هي تلاتية لكن قدَّها رباعي" في شعرية محمد طه القدال، أي الرسالة المثقوبة حمّالة الأوجه التي تُقرأ بأكثر من وجه وتفسير، ليست شيئا آخر سوى هذه الفقاعة الإعلامية المدوية الفاضحة للحزب في علاقته بالمثققين وتأكيد مغزاها الرئيسي "الفيهو اتعرفت" وكفى. ويبدو أن ضمن حسابات عبد الله وتقديراته وراء هذا الإعلان المدوي المفرقع المثل الشعبي القائل "التور إن وقع كترت سكاكينه" فلم يقصّر في طعن الحزب الذي انتمى إليه وأسهم إسهاماً مقدراً في تشييد منارات وعيه واستنارته بين عامة الشعب وفي غمرة الجماهير ....ويقصِّر الملح كما قال في موضع آخر من رسالته. ولم يخفَ على عبد الله أن الأجواء التي أحاطت بالمؤتمر السادس كانت سماؤها ملبدة بغيوم الانقسام والتفكك ونُذر وقوع الثور أخيراً وبعد ترقب وانتظار طويلين من جانب خصومه التقليديين والمحدثين على السواء. إنها بعضُ ما في النفس من شيءٍ من حتى.... بعضٌ من بوارق وتهيؤات الحلم التصفوي المخادع الدفين أيها الرفيق عبد الله.

    وفي معرض التعليق والملاحظات عن عموميات الرسالة وشكلها ومبناها، استوقفتني تلك الضربة الخاطفة والمساواة المجانية الرخيصة المُغرِضة التي عقدها عبد الله بين الحزب الشيوعي وسائر الأحزاب السودانية في النظر إلى الثقافة ودور المثقفين في صفوفها. ففي ذلك طمسٌ متعمدٌ للحقيقة والتاريخ وهدمٌ لناصية الثورة الثقافية في برنامج الحزب القائم بدوره على أساس المعرفة العميقة الباطنة بالواقع السوداني وسبر أغوار صيرورة تحويله وتغييره. بل إن في ذلك إنكاراً لدور الحزب وإرثه واجتراحاته الجسورة في توطين منهج التحليل الماركسي وغرسه عميقا في تربة الواقع الذي يعمل فيه الشيوعيون السودانيون. ولو كانت المساواة بين الحزب وبقية الأحزاب السودانية الأخرى في علاقتها بالمثقف –بما في ذلك في ما وصفه بآفة الاستهانة بالمثقف- لما كان عبد الله على ابراهيم نفسه هذا الكاتب والمثقف الماركسي السامق القامة والمقام الذي دفع برسالته هذه كما أراد من باب المنِّ والأذى وازدراء التاريخ الحافل للحزب –على علاّته ونقائصه - في علاقته بالثقافة ومثقفيه.

    وفي سِفر الماركسية وقضايا الثورة السودانية، ومن بعده وثيقة قضايا ما بعد المؤتمر –التي يطرب لها كثيراً عبد الله مثلما تُطربنا جميعاً بما حفلت به من بريق الأفكار وناصعها - ما ينفي ذلك "الدرون المجاني" الذي أخرج به عبد الله الحزب في مباراته مع بقية الأحزاب الأخرى في النظر إلى أمر الثقافة وتحديد دورها ومكانتها من مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية التي يصبو إليها بلوغاً بها إلى أفقها الاشتراكي البعيد. وفي ثنايا تلك الوثيقتين ما يشي في سيرة الحزب وعلاقته بالمعرفة بما كتبه الشاعر والمسرحي الشيوعي الألماني برتولد بريشت في قصيدته المعنونة "شاهد على قبر غوركي":

    هنا يرقدُ سفيرُ الأزَّقة
    الرجلُ الذي وصف معذَّبي الشعب
    وأؤلئك الذين حاربوهم.
    الرجلُ الذي تعلَّم في جامعاتِ الطُرق
    الرجل ذو الأصل الوضيع الذي ساعد على الإطاحة
    بنظام الرفيع والوضيع
    معلمُّ الشعبِ
    الذي تعلّم من الشعب.


    هناك يا عزيزي عبد الله يسمو في ذلك الأفق "معلِّم الشعب الذي تعلَّم من الشعب" صعود عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ وجوزيف قرنق البطولي الجسور إلى أعواد المشنقة وجميع شهداء يوليو من طلائع المثقفين السودانيين البواسل. هناك تبرق صورة الشفيع العامل المثقف في صفوف العمال ومن بعده وعلى دربه أجيال من طلائع العمال ومثقفيهم، ليس آخرهم الشهيد على الماحي السخي. وهناك في ذات الأفق أيضا تنطلق حناجر الرجال والنساء بالهتاف والزغاريد في إعلاء سيرة المثقف الطبيب الشيوعي على فضل الذي اغتاله زبانية الإنقاذ تحت بطش التعذيب حتى الموت، وتعلو أصداء ذكرى وسيرة المعلم الشيوعي المنارة السامقة شهيد سجون الإنقاذ، عبد المنعم سلمان.

    وليس هذا سوى لمحة سريعة من تاريخ الحزب وعلاقته بمثقفيه في المعنى العضوي الأوثق والأعم في رحاب ممارسته الثورية العملية–على النحو الذي قال به أنطونيو غرامشي- والذي جسَّده عبد الخالق في محاكمته بقوله إنه يكفيه أن قدّم لشعبه ولو نزراً يسيراً من قبس المعرفة والوعي. ولن تمنعني هذه الإشارة السريعة العابرة إلى وظيفة الثقافة ودورها في أدبيات الحزب وبرنامج عمله بهذه الأمثلة التي ذكرتها من العودة إلى موضوع المناقشة ولبِّها: عمل المثقفين في الحزب كمثقفين كما أشارت إليه وثيقة قضايا ما بعد المؤتمر التي خطّها الشهيد عبد الخالق ونال استناداً إليها عبد الله من حزبه في رسالته هذه التي رمى بها قفازاً في وجه الحزب يعضُّ بها يد المؤسسة التي أطمعته وأغدقت عليه في بواكير صباه بحسن الرعاية وغذاء الأفكار ومنهج التحليل الماركسي الذي يزهو به ويختال كما الطاؤوس اليوم، في تعاليه واستنكافه عن الممارسة الثورية كما "سماحة جمل الطين" .

    أنا ومن بعدي الطوفان

    ومن حواشي الرسالة وعمومياتها وشكلياتها أدلف إلى متنها مستصحباً وضوح وصراحة صديقي الشاعر القدال في قوله "أبيت الكلام المغتغت وفاضي وخمج". أبيت الدغمسة والمداراة والتواءات الخطاب المفضي إلى طمس الحقيقة وصُنع الأوهام وتغبيش الوعي بأنصاف الحقائق الموشاة بتلافيف الكلام وزخارف اللغة ومنمناتها الرشيقة الشيّقة.

    والحق يقال أني قد طربت لخيال عبد الله الجامح ولغته الشعرية البديعة وهو يصف ويلّخص محنة المثقفين وزرايتهم في الحزب تأسيساً وانطلاقاً من تجربته الشخصية التي انتهت به إلى مشهد خروجه التاريخي من الحزب فبات "ينظر وراءه في غضب" كتلك المسرحية الشهيرة لكاتبها جون أوزبورن Look Back in Anger. وقد صوّر عبد الله ذلك الخروج بما يشبه ملاحم الخروج الكبرى في تجليات الأساطير وسِفر الأحداث الكونية المزلزلة من جنس أقاصيص "سدرة المنتهى" و "نهاية التاريخ" ذات الطابع التوراتي القرآني الإنجيلي الكوني الشامل. قرأتُ في توصيفه من طرفٍ بعيدٍ خفي تفاصيل سِفر الخروج العظيم الواردة في قصص التوراة والإنجيل، وتراءت لي فيه صور قرآنية مهيبة ترتعش لها الفرائص وتقشعر لها الأبدان خيفةً وذعراً من قبيل "وإذا الجبال سُيِّرت" و"إذا السماء انفطرت" و"يوم تكون الجبال كالعهن المنفوش" في مقابلاتها البلاغية الدنيوية الطاغية على خطابه من شاكلة "وصار الحزب بعدنا كلنا "خالي ذهن". وتذكرتُ في سياق التداعيات نفسها قصيدة "الأرض اليباب" لشاعرها تي.إس. إليوت، وتجسَّدت أمامي كاملةً مأساة الشاعر الكبير الموهوب المتنبي بدالّة استنجاد عبد الله ببيته الشعري وهو يعلن خروجه النهائي المهيب من الحزب متمثلاً إياه:

    وإذا ترحَّلتَ عن قومٍ وقد قَدَروا ألا تفارقهم فالراحلون همُ

    ولكن جاء أبلغ ما في ذلك الوصف قوله "كنت الضحية الأولى لانقلاب الحزب بواسطة كادره السياسي والتنظيمي على تعاقده مع الكادر الثقافي الذي تقرر أن يعمل كمثقف في رحابه. وهذه ردة عظمى أطفأت فانوساً أراد الحزب إيقاده ليتخطى به عموميات الماركسية التي اقتحم بها الساحة الوطنية في آخر الخمسينيات". فتقاطرت متدفقة إلى ذهني وذاكرتي شهادات أندريه جيد وريتشارد رايت وإيغنازيو سيلون وآرثر كويستلر وستيفن سبيندر ولويس فيشر عن علاقتهم بالأحزاب الشيوعية التي انتموا إليها كمثقفين وخرجوا عنها حسبما هي واردة في ذلك الكتاب الذي أعدّ مادته في شكل حوارات وقدَّم له ريتشارد كروسمانThe God that Failed. وفيما قيل عنه أنه سِفر وقفت من خلفه أصابع دوائر المخابرات الغربية الخفية لتدفع به إلى ساحة حربها الباردة في جبهة الفكر والثقافة والصراع الأيديولوجي مع الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي المتحالف معه حينها، بالنظر إلى خلفية كاتبه المعادية للشيوعية وتصيّده لتلك الكوكبة من رموز المثقفين والمبدعين الشيوعيين المنسلخين من أحزابهم. وفي وصف عبد الله لنفسه كونه ضحيةً لما وصفه باعتداء الحزب عليه وخروجه متنكباً سبيل المتنبي ما يذكّرني بقول كويستلر في وصف تراجيديا علاقته بحزبه "لقد كنت دائما لأجلك هناك ..ولكنك آثرت الإلقاء بي في قارعة الطريق في أول منعطفات التاريخ ومنحنياته".
    وكما قرأنا فإن مربط الفرس في هذه الاستقالة –حسبما زعمه عبد الله- هو ذلك الخرق الذي أوردناه لحينه. وسأقف عنده مطولاً وبالتفصيل. ولكن دعوني أوضح أولاً سبب اختياري للعنوان الفرعي لهذا الجزء من المقال "أنا ومن بعدي الطوفان". وبهذه الأنا أشير إلى كاتب الرسالة موضوع المناقشة.


    العك التاريخي

    قال عبد الله في معرض استقصائه لاستمرار هذا الخرق أثناء تناوله لملابسات إنزال الحاج وراق من عضوية سكرتارية اللجنة المركزية المؤقتة ومسؤوليته القيادية في مديرية الخرطوم
    (كل ذلك تمهيداً لأن يمارس (وراق) مسؤوليته في جبهة الثقافة وإعادة تنظيم هذه الجبهة التي اندثرت تماما في حياة الحزب". وفي سياق آخر متعلق بالخاتم عدلان قال عبد الله "لم يرد في خطاب الحزب الشيوعي حول خروج الخاتم ووراق تعييناً لصفة الخاتم في الحزب كما تم بخصوص وراق الذي قالوا عنه أنه كادر ثقافي ضل طريقه إلى القيادة السياسية).

    وهنا أسأل الدكتور عبد الله على إبراهيم المؤرخ وأستاذ التاريخ الإفريقي في جامعة ميزوري عن أي منهج في علم التاريخ استخدم في استقصاء هذه المعلومات اليقينية القطعية التي أوردها عن استنجاد الحزب بالحاج وراق لقيادة العمل الثقافي فيه تأسيسا على قوله باندثارها تماما في عمل الحزب–بعد خروجه عنه في ما لم يصرح به عبد الله؟ أليس استقصاء الحقائق والتحقق من صدقيتها وموثوقيتها سواء كانت في مصادرها الشفوية أم المكتوبة هما الأساس الذي يقوم عليه علم التاريخ بشتى مدارسه واتجاهاته التحليلية أم أنني مخطئ يا بروف؟

    وبطبيعة الحال فإن الدكتور عبد الله في غنىَ عن أسئلتي اللّحوحة هذه في أبجديات هذا الفرع من فروع المعرفة الذي وخط الشيب فيه رأسه وتمددت فيه صحراء صلعته اللامعة تحكى عن خبرات مكنونة راسخة لا يطالها الشك في كتابة التاريخ السياسي والثقافي والاجتماعي واقتفاء أثر كل شاردة وواردة في التراث الشعبي لبلادنا. وما دام الأمر كذلك، فما الذي منع عبد الله من التحقق من مدى صحة وصدقية معلومة جزئية كهذه في مسار تاريخ الحزب ومآلات ظاهرة الثقافة والمثقفين العاملين في صفوفه؟
    وفي الإجابة، فقد استعذب عبد الله تناسي تلك القاعدة الأساسية في تقصي وتدوين حقائق التاريخ بدافع من الاستجابة الملحّة لغواية وهوى في نفس يعقوب. ذلك أن الحقيقة العارية التي سأذكرها ستفسد على عبد الله جملةً وتفصيلاً ذلك الإهاب الأسطوري التوراتي الإنجيلي الوهاج الذي كسا به خروجه العظيم من الحزب وكأنه الخروج الذي ليس من بعده سوى الطوفان وتوالي سنوات المحل الثقافي العجاف في صحراء الحزب التي ستنطفئ فوانيسه ويسدل الليل عليه ستوره لا محالة بعد ترحُّل حارس محرابه الثقافي الأوحد في مأثرته التي عنوانها "والخاسرون همُ" على لسان المتنبي وعلى طريقة صناعة الوهم وتضخيم دور الفرد في التاريخ. ولك مني سؤالٌ لحوحٌ آخر يا بروف: متى كان زوال الفرد -أياً كانت قدراته وإسهاماته ومواهبه- نذيراً ومؤشراً على خسران الجماعة و"نهاية التاريخ" بمنهجية وجدل علم التاريخ نفسه بمنظوره الماركسي الذي لا أشك بمعرفتك به؟ ما هذي "الخرابيط" المنهجية المعرفية كما يشيع القول في عامية أهل الخليج؟

    نزع الإهاب الأسطوري عن رحلة الخروج

    حتى لحظة السقوط المدوي لديكتاتورية نميري كان للمبدعين والمثقفين عامة، والديمقراطيين والشيوعيين منهم على وجه الخصوص، دور ملحوظ ومشهود في سِفر المقاومة السودانية الباسلة لعسف نظام العسكر وبطشه ودمويته. وفي إطار تلك المقاومة كانت ليالي الشعر والسينما والعروض المسرحية والتشكيلية والمنتديات الثقافية في الجامعات والمعاهد العليا، وكانت الأماسي الموسيقية وحلقات النقاش والنشاط النابض إبداعاً وفناً وثقافة في شتى مدن السودان، في العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث، في مدني وعطبرة وكسلا وسنجة وسنار والفاشر ونيالا، في واو وجوبا وبورتسودان وغيرها. وكانت كلية الفنون الجميلة والتطبيقية ومعهد الموسيقى والمسرح منارتين للوعي والاستنارة في ظلمة ليل العسكر الطويل البهيم. وكانت مجلتا الخرطوم والثقافة والملاحق الثقافية في صحيفتي الأيام والصحافة من النوافذ المشرقة الوضيئة التي أطل منها العشرات من أبرز رموز المثقفين السودانيين، بمن فيهم رموز أبادماك. وكان فيها بارزاً دور الأخوان الجمهوريين في حلقات النقاش ونشر الاستنارة والوعي بمقارعة الحجة بالحجة والمنطق في وجه الإرهاب الفكري الأخواني المتطرف للطفيلية الإسلامية الناشئة المتمددة حينها كما السرطان في جسد الحياة السودانية ومفاصلها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في خواتيم عقد السبعينيات ومطالع عقد الثمانينيات التي شهد منتصفها قبيل اندلاع انتفاضة مارس أبريل 1985 اغتيال شهيد الفكر وحرية الضمير الأستاذ محمود محمد طه. وقد كان المثقفون الشيوعيون والديمقراطيون حضوراً في كل ذلك المشهد الثقافي المحتدم بعنفوان الصراع الاجتماعي الطبقي الفكري الحاسم رغم غيابك وترحُّلك عنهم أيها الرفيق عبد الله في زمان الشدة والمحنة التي أحكمت قبضتها الخانقة بتلابيب الوطن ومناراته وطلائع فكره ومثقفيه.

    وحناجر الهتاف والنشيد والزغاريد لم تهدأ بعد عقب سقوط نظام الفرد في عام 1985، دعت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب إلى عقد اجتماع للأدباء والكتاب والمبدعين الشيوعيين. وخاطب الاجتماع الزميل السكرتير العام محمد ابراهيم نقد الذي استهل حديثه بالتحية والثناءعلى دور المثقفين وصمودهم في معركة الدفاع عن حرية الثقافة والإبداع وتمسكهم بأدوات عملهم في وجه عسف وعنف نظام حكم الفرد. ثم تحدث نقد عن ملابسات استقالة عبد الله على إبراهيم وإنهاء تفرغه وخروجه عن الحزب بقوله (لم يوضح لنا عبد الله أسباب استقالته من الحزب، ونعلم أنّ له أسبابه، ولكنه سلّم ما لديه من وثائق وممتلكات للحزب وخرج فجأة، وقررنا من جانبنا أن لا نعاديه وأن لا نهاجمه). ثم مضى الاجتماع إلى مناقشة البنود المدرجة على جدول أعماله وعلى رأسها إعادة تشكيل مكتب الكتاب والفنانين الشيوعيين.وبالفعل أعيد تشكيل المكتب الذي غادره عبد الله منذ عام 1978 في ذلك الاجتماع بقيادة الزميل الراحل الخاتم عدلان وعضوية كل من الزملاء كمال الجزولي ود. بشرى الفاضل وسليمان محمد ابراهيم والزميل الموسيقي الراحل عبد الرحمن عبد الله والتشكيلي صلاح حسن عبد الله وشخصي، عبد الجبار عبد الله.

    وهنا أكرر السؤال: من أين أتى عبد الله المؤرِّخ الحاذق بقوله الأكيد القاطع باندثار هذه الجبهة تماما في عمل الحزب منذ عام 1978 وحتى لحظة استغاثة الحزب بالحاج وراق لإعادة تنظيمها قبل خروجه عن الحزب بقليل في خواتيم عقد التسعينيات؟ ثم من أين أتى بنفي الصفة الثقافية عن الخاتم عدلان في أروقة الحزب عدا ما التبس عليه من بيان حزبي وبعض كتابات أخرى ليست الثقافة هماً أساسيا لها في عمل الحزب اليومي؟ لست أدري والله ماذا سيفعل عبد الله بهذا العك التاريخي الذي لا يليق ولا مسوِّغ له سوى مأرب الحفاظ على السَّمْت الأسطوري الملحمي لخروجه عن الحزب وانطفاء فوانيس البندر من بعده فيما يشبه أسطورة الطوفان وحلول السنوات الطوال العجاف تأتي على كل شيء ويحطوطب فيها عشب إشراقة الذي يزعم أنه هو الذي غرسه وحده في حديقة الحزب.

    ولم تكن إعادة تشكيل المكتب الذي غادره عبد الله سوى نقطة الانطلاق لجهد واسع مثابر ممتد طوال سنوات الديمقراطية الثالثة القصيرة التي سبقت انقلاب الإنقاذ في يونيو 1989 وما بعده في جبهات التشكيل والموسيقى والمسرح والكتابة الإبداعية بمختلف أشكالها. ولعلَّ عبد الله على علم بدور الزميلين كمال الجزولي وبشري الفاضل إلى جانب على المك والياس فتح الرحمن وغيرهما من المبدعين الوطنيين والشعراء والكتاب والنقاد الشباب في تأسيس اتحاد الكتاب السودانيين الذي كان موضع اهتمام ونقاش مستمر في اجتماعات المكتب بما كان يمور به من حيوية ونشاط أسبوعي شمل ضمن ما شمل تقديم الأصوات الجديدة للشعراء الشباب: حافظ محمد خيروالصادق الرضي، وأمسيات الفيتوري ومظفر النواب ومحمود درويش ومرسيل خليفة وليالي الطيب صالح وجيلي عبد الرحمن، فضلا عن النشاط الأسبوعي المنتظم لعضوية الاتحاد . وفي السياق نفسه أنشئت دار الوسيلة للطباعة والنشر، التي تولى رئاستها الخاتم عدلان حتى ساعة الانقلاب وسرعان ما داهمها عسس الإنقاذ واستولوا على كل ما فيها من كتب ومخطوطات للنشر. وبالمثل كان الاهتمام من جانب المكتب بشتى مؤسسات ومنابر المبدعين القائمة حينئذ: دار الفنانين، الإذاعة والتلفزيون والمسرح القومي، مصلحة الثقافة، المجلس القومي للآداب والفنون، مركز دراسات الفولكلور، معهد الموسيقى والمسرح، كلية الفنون الجميلة، وحدة أفلام السودان، نادي السينما السوداني ومؤسسة الدولة للسينما..إلى آخره. وتابع المكتب إصدار صفحة "فنون" بجريدة الميدان في طبعة التابلويد الأولى، ومن بعد إصدار الملحق الثقافي لجريدة الميدان الذي أشرف عليه ابتداءً الزميل محمد عثمان مكي، ثم توليت أنا وصديقي الزميل عبد الله محمد عبد الله "عبد الله فلوت أو عبد الله ود السجانة" مهمة الإشراف عليه حتى عدده الأخير الذي صدر يوم الجمعة 30 يونيو 1989 وتلقفته أيادي القراء والمهتمين من المكتبات أثناء المارشات العسكرية التي كانت تؤذن بقدوم جحافل تتار الإسلاميين الأوباش.

    وكانت مناسبة الاحتفال بالعيد الأربعين للحزب تظاهرة ثقافية إبداعية دلت على مدى عمق جذور الحزب الممتدة في أوساط المبدعين: الفعل الإبداعي التشكيلي الباهر وكتاب العيد الأربعين، الكورال الموسيقي الذي غنى وعزف فيه ألمع نجوم الموسيقى السودانية وفنانيها بمن فيهم أعضاء الحزب، عروض الفرق الشعبية الموسيقية الراقصة، ليلة المسرح التي شارك فيها المسرحيون بجميع اتجاهاتهم وتياراتهم الفنية، الليالي والقراءات الشعرية التي ازدهت بعبقرية محجوب شريف وحميد، كل ذاك الزخم الإبداعي الذي ميز الحزب عن غيره من سائر الأحزاب السودانية من حيث علاقته الراسخة بالمبدعين.

    ولم يكن مكتب الكتاب والفنانين الشيوعيين وحده العامل في جبهة الفكر والثقافة في إطار الحزب، بل كان هناك مكتب التعليم الحزبي الذي أسهمت في جهوده الرامية إلى تعميق المنهج الماركسي وترسيخه عميقا في آفاق الثورة السودانية كوكبة من ألمع مفكري الحزب ومثقفيه: د. سعاد ابراهيم أحمد، د. فاطمة بابكر، د. محمد سعيد القدال، د. محمد سليمان، الخاتم عدلان، الأستاذ محمد عثمان مكي العجيل وغيرهم كثيرون. واتقدت فوانيس البندر التي زعم عبد الله انطفاءها في مسار الحزب أيضا بإسهامات الدكتور عبد السلام نور الدين والحاج وراق وأحمد الفكي بمشاركة الزميل خاتم عدلان في حقل الدراسات الإسلامية. وفي لجنة الدراسات الاقتصادية أشرقت شمس الزميلين صدقي كبلو وفاروق كدودة ود. فرح حسن آدم ود. كامل إبراهيم حسن وغيرهم من كوادر الحزب العاملة في حقل الدراسة الاقتصادية للواقع السوداني وآفاق تطوره وتحولاته في مسار الثورة الوطنية الديمقراطية. وفضلا عن ذلك، واصلت مجلة الشيوعي الداخلية إصداراتها المنتظمة بما عُرفت به من اهتمام نظري بتحليل ورصد أداء الحزب ومسار خطه التنظيمي السياسي في ضوء تحولات الواقع السوداني ومتغيراته.

    المثقف وصخرة سيزيف

    لقد أسستُ منازعتي هذه على فكرة تمايز الحزب الشيوعي ثقافياً عن بقية الأحزاب السودانية، وخصوصا التقليدية واليمينية منها، وعلى تقاعس عبد الله على ابراهيم عن الدفاع في حينه عن دور المثقف ومكانته وفضاء حريته حتى في إطار الحزب الشيوعي، ناهيك عن بقية الأحزاب السياسية السودانية الأخرى بإيثاره أقصر الطرق وأسهل الخيارات: الخروج احتجاجا على الإزراء بدور المثقف ومكانته في الحزب كما ذكر.

    وفي الرد على الشق الثاني المتعلق بما أراه تقاعسا من جانب عبد الله في النهوض بدوره في تعزيز دور المثقف ومكانته في صفوف الحزب تحضرني قصيدة أخرى من بريشت في غنائية مديحه للرمز الثوري:

    الضعفاء لا يقاتلون الأقوى منهم
    ربما قاتلوا ساعةً،
    أما من هم أقوى فيصمدون في القتال سنينا عديدة،
    ولكنَّ أقواهم جميعا من يقاتلون طوال عمرهم،
    وهؤلاء لا غنىً عنهم.

    وهذه تقابلها في الشعر السوداني تغريدة مبارك بشير "نكحل اليوم مآقينا بمرواد الصلابة" في قصيدته "عرس الفداء". وتقع هذه الصورة الجمالية الشعرية التي تَغنَّى بها بريشت ومبارك بشير عن الروح القتالية للمناضل الثوري –المثقف بالضرورة- وقع الحافر على الحافر مع السؤال المحوري الذي أثاره المفكر الرفيق الشيوعي اللبناني الشهيد مهدي عامل: كيف يمكن للمثقف أن يستقيل من نضال ينتصر للديمقراطية، هو أوكسجين الفكر والأدب والفن؟ وبالمثل كيف جاز لعبد الله –وهو رمز المثقفين الثوريين في الحزب- أن يرفع عن كاهله تلك الصخرة الأسطورية التي كُتِب عليه الشقاء بحملها عن مثقفي الحزب–والمثقفين عموما بحكم مسؤوليته القيادية التاريخية في جبهة العمل الثقافي الثوري. من الذي أطفأ الفانوس الذي كُلّف بحمله في هذه الحالة: الحزب أم عبد الله؟ وهل يجوز الفرار بالجلد سالماً منذ الوهلة الأولى في مواجهة البيروقراطية الحزبية وعسفها الإداري الذي حكى عنه عبد الله في روايته أحادية الجانب التي ساقها في معرض تبرير استقالته –التي تخفي وراءها في واقع الأمر غوايات ومآرب أخرى-؟

    وإذا ما استبعدنا في هذه المناقشة –لأسباب وتدابير تكتيكية مفهومة في فن المحاورة قصة دعوته الحزب إلى الانخراط في مصالحة نميري 1977- والعَوْدُ أحمدٌ وآمن إلى رحاب العلم والمعرفة وحدهما- فإن للمفارقة أن لتلك الاستقالة صلة بكتاب من كتيبات التعليم الحزبي قدَّم فيه عبد الله إسهاماً عن "الانقسام وقانون تطور الحزب" وما دام الأمر كذلك، أليس الصراع الفكري داخل الحزب أحد أهم ركائز القانون الباطني لتطوره؟ إذن ما الذي منع عبد الله من خوض الصراع الفكري في حينه وفاءً بمسؤوليته التاريخية وتعزيزا للمثقف ودوره داخل الحزب نفسه الذي أتى يحدثنا عن انطفاء فوانيس المعرفة فيه من جراء الاستهانة بالمثقف بين صفوفه بعد هاءِ سَكْتٍ ربطت حلقه وراوحت مكانها دون أن تبرحه على امتداد 38 عاماً حسوماً اليوم؟

    أليس الأحرى أن ينتفض في وجه ذلك التعدي وأن يواجهه عوضاً عن التوضؤ من مسؤوليته ونفض اليد عنها في مواجهة ذلك العسف الذي لم يكلف نفسه حتى عناء تبرير منعه نشر ذلك الكتيب عن التعليم الحزبي؟ أعلم وأثق بأنه كان في مقدور عبد الله أن يفعل ذلك لولا أن تعكّر مزاجه و"مسخ" عليه الحزب بعد رحيل عبد الخالق الذي ارتبط به ارتباطا شخصيا ووجدانياً فلم يجد في الحزب مكاناً يطيب له فيه المقام من بعده، ولولا أن له مآرب أخرى حكى لي عنها الأستاذ التيجاني الطيب وعن ذات البيت الذي حكى عنه عبد الله ، ولولا أن طغى كبرياء "أناه"الثقافي الجريح على الشعور بالمسؤولية الثورية التاريخية إزاء دوره وسائر رفاقه في الحزب من المثقفين الذين كان لهم راية وعنوانا ورمزاً.

    ويفسر ذلك أيضا مأزق عبد الله في ما يتعلق بمسألة الصراع الفكري كما سأبيّن ذلك في خواتيم هذه المنازعة.

    ونغني للجسارة

    وهنا أعني بذلك الاستشهاد الجسور طرفا من تجليات القَدَر السيزيفي للمثقف حتى في صفوف الحزب نفسه كما بيّنه الشهيد عبد الخالق محجوب في وثيقته (قضايا ما بعد المؤتمر). ففي معرض حديثه عن دور المثقفين في صفوف الحزب جاء في صفحة 30 من تلك الوثيقة قوله:
    (كان المؤتمر-والإشارة هنا إلى المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوداني المعقود في عام 1967- قد طرح هذه القضية باقتضاب وأكد على دور المثقفين الماركسيين في هذه الفترة، دور المثقفين الماركسيين في داخل الحزب وفي داخل الحركة الثورية. ويهمنا في المقام الأول دور المثقفين في داخل الحزب الشيوعي، لأنه إذا اتضح هذا الدور، وإذا تغلبنا على المصاعب التي تقف أمامه، فإنه من الممكن أن نوفر تطورا لحركة الفكر الماركسي بين الحركة الثورية ككل).

    ومضي عبد الخالق في توصيف تلك المصاعب والعقبات بالقول: (إن ما يقف في هذا السبيل هو بؤس نظرتنا للمثقفين في بعض الأحيان وعدم إدراكنا للميزات التي تلتصق بهذه الفئة من العاملين في حركة الثورة). واستنتج عبد الخالق في هذا الصدد حاجة الحزب إلى كثير من الاحتمال لهذه الفئة حتى يأخذ بيدها بالتدريج إلى مواقع الماركسية وضد الاتجاهات الفردية لديها حتى يوضع المثقفون في وضعهم السليم داخل الحزب.

    وأول ما يوحي به هذا النظر إلى فئة المثقفين في صفوف الحزب أن عليهم أن يحملوا صخرة سيزيف التي شقوا بها طوال عمرهم وأن طريقهم إلى تبوؤ مكانتهم كمثقين في الحزب ليس معبّداً ولا مفروشا بالورود والأحلام كما توخى عبد الله ، وأن عليهم أن يصارعوا ضد عقابيل التخلف وممارسات البيروقراطية التي تعترض سبيل عملهم ودورهم. وفي ذلك وعي وإدراك مبكر من عبد الخالق لطبيعة الحزب الذي تولى قيادته، والذي هو نتاج تاريخي للواقع الاجتماعي الذي نشأ فيه، بما فيه من ركام تخلف وأوجه قصور في النظر إلى المثقف ودوره في العمل بتلك الصفة في صفوف الحزب.

    ولئن كان عبد الخالق قد تناول في الوثيقة المذكورة ضرورة التعاقد مع المثقفين الماركسيين لكي يعملوا في الحزب بصفتهم مثقفين، فإن لذلك ارتباطا وثيقا بحاجة الحزب في تلك المرحلة في مسار تطور حركته إلى التعامل مع المثقفين على ذلك الأساس، وليس معنياً به أن يتحول ذلك إلى قانون عام أزلي مطلق يحيل المثقفين إلى كهنة معزولين في صوامعهم عن حركة النضال الثوري كما نرى في هجاء عبد الله على ابراهيم الضمني والصريح لسيرة الخاتم عدلان والحاج وراق وفاروق كدودة. فبحسب مهدي عامل (منذ أن التحمت النظرية بالثورة، لم تعد الثقافة حكراً على نخبة من الكهنة. فلقد عمَّت ضرورتها حتى بات على العامل، كي يكون عاملا،ً أن يكون بأدوات إنتاجه المادي مثقفا،ً وعلى المثقف، كي يكون كذلك، أن يكون بأدوات إنتاجه الفكري كادحا.ً والإنتاجان واحد في سيرورة التاريخ الثوري، هذا الذي يؤسس لحرية اليد المبدعة. (انظر محاضرة مهدي عامل عن الثقافة والثورة).

    هذا حديث يطول ويتشعب الجدل فيه على امتداد تاريخ الفكر الماركسي والنضال الثوري العملي سواء كان في السودان أم في غيره. ولكني أود أن أسرد سريعا جانباً من تجربتي الشخصية في العمل الثقافي في صفوف الحزب على طريقة "حقاً تحرسو ولا بيجيك حقك تلاوي وتقلعو" على قول محمد الحسن سالم حميد.

    فبالرغم من أن الحزب لا يجيز قصيدة أو عملا موسيقياً أو لوحة تشكيلية أو غيرها من أشكال التعبير الجمالي الإبداعي للفنانين والأدباء بين عضويته، وبالرغم من فضاء حرية الفكر والبحث الذي تتيحه أشكال عمله التنظيمي في هذه الجبهة، ما تزال العقبات والعراقيل البيروقراطية ورواسب سطوة السياسي على الثقافي قائمة وما برحت تطل برأسها من حين إلى آخر في التعامل مع الإنتاج الفكري والإبداعي الجمالي والنظر إليه، وهو بالضبط ما ألمحت إليه وثيقة "قضايا مابعد المؤتمر" باستباقها النظري المبكر لطبيعة هذه العقبات والعراقيل التي تعترض عمل المثقفين والتي يتعين على الحزب مواصلة العمل على تذليلها وإزالتها بما يمكّن المثقفين من مزاولة نشاطهم بأريحية بأدوات عملهم الفكري والإبداعي. وذلك أمرٌ يطول أمده بطبيعة الحال، ولن يتحقق بين ليلة وضحاها في مسار المعافرة والصراع الفكري اليومي ضد مظاهر وموروثات التخلف ومحمولاتها الاجتماعية والسياسية والثقافية بجميع أشكالها في عمل الحزب وأدائه، ولا بد من الصبر والمصابرة عليه. وإلا ما صدح الرفيق الفلسطيني توفيق زياد بشعريته الملهمة على الصبر على "طويلة العمل الثوري " هذه بقوله:

    طويلٌ كالمدى نفَسي
    وأتقنُ حرفةَ النملِ.
    على مهلي
    لأن وظيفة التاريخ...
    أن يمشي كما نُملي!



    أقول هذا وأنا استعيد ذكريات تجربتي في تحرير "صفحة فنون" في جريدة الميدان خلال الفترة التي سبقت إصدار ملحق "الميدان الثقافي" فيما بعد. حينها كان يتولى مهمة سكرتير تحرير الجريدة المرحوم الأستاذ مكي عبد القادر. وكما هو معلوم، فإن خلفية مكي وسيرته في الحزب تحمل كثيرا من ملامح وعناصر عقلية العمل السري التي راهنت على الحفاظ على بقاء الحزب والدفاع عنه في وجه الحملة التصفوية الدموية الشرسة التي شنها نظام جعفر نميري وأجهزة أمنه على الحزب عقب انقلاب 19 يوليو 1971. بل يعود تكوين مكي الحزبي إلى ظروف العمل السري التي سبقت ثورة اكتوبر 1964.

    وقد سيطرت تلك العقلية على أسلوب وطريقة إدارته للعمل التحريري اليومي للجريدة في عهد الديمقراطية الثالثة، بما في ذلك صفحة "فنون" التي كنت أتولى تحريرها حينئذ. كان مكي –شيوعيا صلداً أصمّاً صارم القَسَماتِ والروح، وقد كرّس حياته كلها لهدف الدفاع عن الحزب ضد أي خطر كان. ومن سوء الطالع أن طال ذلك ذات يوم لوحة تشكيلية للزميل الصديق التشكيلي الطاهر بشري وكانت شبيهة بأعمال الفنان عمر خيري في تكوينها وخطوطها ومساحاتها البيضاء والسوداء البديعة الباهرة. ارتاب فيها مكي فتحرك قرنا استشعاره: وضع نظارته على عينيه ثم رفعها ثم وضعها ثانية وهو يملي النظر في اللوحة ثم رفع رأسه موقناً واثقاً مما كان يود التأكد منه ثم قال لي: في هذه اللوحة هناك صورة بعيدة لامرأة عارية ولن نتمكن من نشرها ولا بد من استبدالها بلوحة أخرى يا زميل! ولم تكن تلك المرة الأولى ولا الثانية التي يعترض فيها مكي على محتوى المادة المنشورة على الصفحة بذرائع شتى، استعنتُ فيها عليه في الأقل منها بالأستاذ التيجاني الطيب رئيس التحرير، واضطررت في إحداها للاعتذار للدكتور محمد أحمد محمود على مقال تحليلي مستنير رفض مكي نشره بذريعة فزاعة الدين وتجربة حل الحزب في عام 1965. ولكن كان اعتراضه الصارم العنيد الذي لا أرى أي مبرر له على نشر تلك اللوحة التشكيلية بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ كان قد فاض بي الكيل فتركت الصفحة أمامه بموادها كلها وخرجت من باب الجريدة لا ألوي على شيء احتجاجاً –ولكن ليس كما خرج الزميل عبد الله على ابراهيم ولم يَعُد-.

    وطال بي الغياب لبضعة أشهر متوالية غير أني عدتُ إلى الاستمرار في تحرير الصفحة نفسها بتدخل من الزميل صدقي كبلو والأستاذين التيجاني ونقد وفق شروط جديدة رُفِعت بموجبها عني سطوة الزميل مكي وتدخلاته الفظة الغليظة التي تتنافى وحرية العمل الإبداعي التي لا خلاف فكري عليها في الحزب.

    كانت تلك معركة هامة حاسمة كسبتها لصالح حرية العمل الثقافي الإبداعي في إطار الحزب ومنابره الجماهيرية حتى تُوّجت بانتصار أكبر وفي ذات الاتجاه والشروط لصالح "الميدان الثقافي" فيما بعد، الذي توليت تحريره كما أسلفت بالاشتراك مع الزميل عبد الله محمد عبد الله. ولإدراك الأستاذين نقد والتيجاني بتلك التجربة المريرة مع "صفحة فنون" ما زلت أذكر ذلك الاجتماع المشترك بين سكرتارية اللجنة المركزية ومكتب الكتاب والفنانين الذي قررت فيه السكرتارية تعييني نائبا لرئيس تحرير "الميدان" لتولي مهمة تحرير الملحق الثقافي. وكان الهدف الرئيسي من ذلك القرار إعلاء شأن العمل الثقافي وتحريره من سطوة سكرتارية التحرير الخانقة وتدخلاتها فيه. وتلك خطوة نحو البراح والأريحية الثقافية. واليوم، يزاول جميع الزملاء والزميلات مختلف أشكال نشاطهم بقدر وافر من الرحابة والحرية بقيادة "هيئة المبدعين" التي خلفت في التسمية وتولي المهمة "مكتب الكتاب والفنانين الشيوعيين" الذي أُوكل أمره في عهده الباكر للزميل عبد الله علي ابراهيم. بل يجري الحديث الآن عن ضرورة إنشاء مركز للدراسات والبحوث بهدف الارتقاء بمستوى الكدح النظري الفكري داخل الحزب.

    وقد رُمتُ القول من وراء هذا السرد أن "السايقة واصلة" وإن كانت "سايقة" مثقفي الحزب في صراعهم الفكري الداخلي ابتغاء تحرير إنتاجهم الفكري الإبداعي من هيمنة البيروقراطية وطغيان السياسي الحزبي على عملهم. وقد كان العشم في أن يصابر عبد الله على ذلك الصراع وأن يكحل عينيه بمرواد الصلابة في الدفاع عن عرينه الثقافي الذي كُلِّف بحراسته والذود عنه ونال ثقة الشهيد عبد الخالق المطلقة في أهليته للقيام بذلك الدور.


    ولم أقصد بالطبع من هذ السرد الانتقاص من قدر مكي ولا النيل من سيرته وسمعته وهو غائب عنا في عليائه، إنما أوردته نموذجا لأشكال وتجليات البيروقراطية الإدارية الحزبية التي تنتقص-بل تصادر أحيانا- حرية العمل الثقافي الإبداعي المتفق عليها في إطار الحزب.

    وهأنذا أسمو بنفسي بعد كل تلك السنين الطوال على كل ما سببته لي تلك التجربة من عنتٍ وضيق لأتغنى بسيرة ثبات مكي وإخلاصه وتفانيه في خدمة الحزب التي ليس أدلَّ عليها من استشهاده في مدفعه مثلما استشهد عبد الفضيل، وأعني بمدفعه هنا جريدة الميدان السرية التي كان يتولى تحريرها وتأمينها إلى أن فارق الحياة في تلك الظروف المأساوية العصيبة التي فرضتها عليه ديكتاتورية الإنقاذ الفاشية في باكر عهدها وعنفوان هجمتها على المعارضة إجمالا، وعلى الحزب الشيوعي وجريدته السرية على وجه الخصوص.

    فعندما تسلّمنا راية الدفاع عن عرين الميدان السرية، كانت تتناهى إلى مسامعنا تهديدات الرائد ابراهيم شمس الدين حينها ووعيده وأوامره المتكررة لعناصر جهاز الأمن بأن يسلِّموا إليه شخصيا كل من يُشتَبه مجرد اشتباه بأنَّ له علاقة بالميدان السرية.

    وكان الزميل الراحل مكي على علم بذلك المصير الجهنمي الذي نصبه له السفاح ابراهيم شمس الدين، ولكنه لم يتوانَ في فضح ممارسات وبطش نظام الإنقاذ، وواصل عبر صحيفة حزبه السرية إضاءة أحد الفوانيس الجسورة الباهرة في ليل ظلام الإنقاذ الكالح وفي غمرة هجمته الشرسة على حرية الفكر والتعبير وحرية الضمير، وهي ذات الهجمة التي أُزهقت فيها روح الطبيب المثقف الشيوعي على فضل الذي تعرَّض للتعذيب الوحشي حتى الموت. وها نحن نغني للجسارة وللموت الفدائي النبيل في تخليد ذكرى هذين الشهيدين وفي الوفاء لما قدماه لهذا الوطن.

    وفي حُلكة تلك الأيام المقيتة التي وسمتها فظاظة حملة الدفتردار الانتقامية الإسلاموية الشرسة، بادر مكتب الكتاب والفنانين الشيوعيين إلى تنظيم حملة تضامن واسعة مع المعتقلين وضد التعذيب بأدوات الفن والإبداع والتعبير الجمالي . فعلى أساس الوقائع والإفادات التي رواها المعتقلون –ومن ضمنها وقائع تعذيب الدكتور فاروق محمد ابراهيم- التي نشرت في "الكتاب الأسود" الذي أصدره الحزب حينها- ومن بيانات التضامن والتنديد الإقليمية والعالمية، بما فيها بيانات منظمة العفو الدولية ومجلة New Scientist وغيرها تحولت تلك تلك الوقائع والشهادات المروعة إلى مادة شعرية غنائية عبر ورشة عمل شعرية خُصِّصت لذلك الغرض والهدف تحديداً وأسهم فيها عدد من شعراء الحزب وأصدقائه، ثم مضى المكتب إلى تشكيل فرقة موسيقية غنائية كاملة بعازفيها ومغنييها –بمشاركة عدد من الزميلات المبدعات اللائي يسقينَ الفولاذ، يأكلنَ النار ويَقدِلْنَ في هُوجِ الرياحِ جسارة وتحدياً- وتمكنت هذه الفرقة من إجراء بروفاتها المنتظمة سراً وبعيداً عن أعين العسس وصولا إلى اليوم الختامي الذي سُجِّلت فيه تلك الأغاني وصدرت في شريط كاسيت كان له أثر جمالي تحريضي واسع في رفع الوعي وحس التضامن مع المعتقلين وضد التعذيب وعسف أوباش الإنقاذ وزبانيته. وما يزال أثر تلك التجربة الموسيقية الجريئة ماثلاً في المشهد الموسيقي السوداني اليوم. وفي جنح ذلك الظلام أيضا مضينا في إنتاج شريط فيديو حتى مرحلة المونتاج أسهم في إعداد مادته أبرز الفنانين التشكيليين والمسرحيين والمصورين وعدد كبير ممن لهم علاقة بفنون الإبداع المرئي في تنفيذ السيناريو القائم على فكرة "مسرَحَة" مشاهد التعذيب وأجواء التحقيق وممارسات العنف وإهانة المعتقلين. وكان يلزم ذلك حشد العمل الدرامي وتكثيفه بعناصر التشكيل والرقص الحركي الإيمائي والموسيقى التصويرية إلى آخره. وشارك فيه ممثلون من خارج الحزب على الرغم من أنني أعلمتهم مسبقا عند مناقشتهم فرداً فرداً بأن مخاطرتنا تلك تحتمل أول ما تحتمل أن يُزج بنا جميعا في بيوت الأشباح نفسها وأن تُمارس علينا مشاهد التعذيب ذاتها التي كنا نحاكيها رقصاً وتمثيلاً وأداءً حركياً كما هي بحذافيرها. لن أذكر الأسماء حرصا على سلامة المشاركين في تلك المخاطرة الإبداعية الجريئة في ظل استمرار نظام الإنقاذ وعسفه حتى الآن. ولكن أذكر ضمنها المساعدة التي لا تقدر بثمن التي قدمها لنا عدد من الأصدقاء من خارج الحزب على مختلف المستويات وأشكال التضامن والعطف والمؤازرة، وأذكر من بين المشاركين في تمثيل تلك المشاهد وتحويلها إلى عمل درامي خلاّق صديقي الفنان المسرحي الراحل مجدي النور–الذي لم تكن تربطه أي صلة بالحزب- والزميلين الموسيقيين الراحلين عازف الكمان عبد الرحمن عبد الله والفنان مصطفى سيد أحمد الذي كنت أتحرَّج كثيرا في الذهاب إليه طلباً لتلحين الأشعار مراعاة لحالته الصحية حتى زجرني ذات مرة وقال لي بنبرة حازمة قاطعة: "شوف يا عبد الجبار: العمل ده حقنا كلنا وحق الشعب السوداني علينا وحق المعتقلين. مُش بس نصوص القصائد دي.. إذا قرر الحزب أن نلحن الكتاب الأسود كله ونغنيه بمادته النثرية نفسها... بس قول لي". وهذه شهادة مني للتاريخ في حق مصطفى سيد احمد، وتأكيد آخر لمعنى نبل الفنان المبدع وسخائه وبسالته غير المحدودين في الانحياز إلى شعبه في وجه حكم العسس الظلاميين أعداء الإنسان والفكر والثقافة ، ولمعنى أن يكون الفنان والمثقف ثوريا وضد أي ظلامية كانت بالضرورة. وفي جنح ذلك الدجى وليالي العسس الكالحة ذاتها -وهذا للتاريخ أيضا- كان يحرص الزميل السكرتير العام الراحل نقد على لقائي خارج مخبئه السري مخاطراً بحياته وأمنه الشخصي وأمن مركزه القيادي الحساس–وهو المختفي المطارد دوماً- لكي يتابع معي ما يدور في جبهة العمل الثقافي في حينه وبتفاصيله كاملة غير منقوصة. وقد كان بإمكانه أن يجنب نفسه أخطار تلك المجازفة المتكررة بمجرد الاضطلاع على تقارير النشاط الثقافي وهو جالس آمن في مخبئه لولا اهتمامه الذاتي بالتواصل الحي المباشر والمتابعة بنفسه لما يدور في جبهة العمل الثقافي. وهو اهتمام عرفته فيه منذ عهد الديمقراطية وأيام "صفحة فنون" و"الميدان الثقافي" يسنده شلالٌ من الذكريات التي لا تنسى، ليس مكانها هنا ولكني أورد لمحة سريعة منها لما لها من أهمية ودلالة وصلة بموضوع هذه الكتابة: حسين شريف جاء ليهو ثلاثة أيام وقاعد في البلد خلينا نمشى نزوره بعدين الليلة.. ودي ممكن تكون مناسبة نشوف معاهو فيها طريقة عمل ملف عن السينما بمشاركة كل السينمائيين، إنت عارف إنو حسن عطية عيان ليهو مدة؟ ليه ما تجري حوار مع بروفيسور عبد الله الطيب في الملحق الثقافي؟ ما في أصوات نسائية جديدة في مجال الكتابة الإبداعية؟ وين أحمد الطيب زين العابدين ودكتور حيدر ابراهيم من عملنا الثقافي؟ إيه رأيك نمشي يوم الأربعاء الجايي لافتتاح معرض عثمان وقيع الله في قاعة الصداقة؟ مصطفى سيد أحمد حيسافر للعلاج بعد يومين أحسن تحصلوا ولو بحوار قصير، Dynamics of Identification لفرانسيس دينق كتاب مهم ولا بد من عرضه وتلخيصه في الملحق الثقافي، وبرضو ديوان السر أناي Tears of Juba لا بد من ترجمة بعض قصائده ونشرها مع تقديمه، لقيتوا ليكم سكة تواصل مع عبد الله بولا وحسن موسى؟ ابراهيم اسحق موجود في البلد ولا مسافر؟ ضروري الاهتمام به، وعلى المك ..إلى آخره. وبينها وفي تفاصيلها الحية الطرية النابضة بالحياة في الذاكرة كيف لي أن أنسى تلك الرسالة الخطية التي سلمني إياها في قصاصة ورقية صغيرة استهلّها بمقطع الأغنية "والله نحن مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة ولا في إيدا جواز سفر" عقب وصول جثمان مصطفى سيد احمد وذلك الموكب الجماهيري المهيب الذي سدّ شوارع الخرطوم ومضى في تشييعه حتى ود سلفاب. وقد كانت كلاب الأمن مسعورة وناشطة في تلك الأيام بالذات إلا أنه وبرغم ذلك أصرّ أن يلتقيني في جنح الظلام ليسلمني رسالة العزاء تلك التي نشرتها الميدان السرية ضمن عزائها المؤثر لجماهير مصطفى وعاشقي فنه حينئذ. ولي في عالم الموتى مودةٌ وأحزانٌ وأشجانٌ، ويشدني إليه حبلٌ قويٌّ متينٌ من مدادِ الروحِ والوجدان والذكريات..الذكريات. فالذكرياتُ أمامي أراها دائما وليست خلفي بأية حال.

    ذلك فانوس آخر أضأناه في حلكة الليل في ذات الوقت الذي كان يؤازر فيه عبد الله حكم العسس على إطفائه، وإن لم يكن يقصد إلى ذلك مباشرة بمشاركته في باكورة مؤتمرات الإنقاذ ومنتديات حوارها الظلامية البائرة.


    أحرامٌ على بلابله الدوح؟


    ولما كان الشيء بالشيء يُذكر، فقد شقّ عليّ كثيرا أن أتجرّع مرارة هجاء عبد الله على ابراهيم وهجومه الشرس على من لم يعودا بيننا ليدافعا عن سيرتهما وسخاء عطائهما خلال مسيرتهما النضالية والفكرية الطويلة في صفوف الحزب. وأعني بهذين الزميلين فاروق كدودة والخاتم عدلان. فقد سدد عبد الله إلى صدرهما سهما مسموما قاتلا في رسالته هذه بدعوى تخليهما عن دورهما الأساسي بصفتهما مثقفين في صفوف الحزب وسماحهما بإزراء الحزب بهما من جهة، ثم لتهافتهما –في ما غمز إليه عبد الله من طرف خفي في رسالته- على بريق السلطة السياسية وأضوائها تاركين بذلك مهمتهما الأساسية التي تعاقدا عليها مع الحزب. وأزرى بهما عبد الله أيما زراية بحجة انقطاعهما عن التأليف والنشر. وبلغ به الحد أن وصف حالة فاروق كدودة بالمأساة نظراً لغياب أي كتب منشورة باسمه.

    وفي معرض التعليق السريع على ذلك أقول عن علمٍ ويقينٍ أن ما أسهم به فاروق كدودة وصدقي كبلو وغيرهما من الزملاء في لجنة الدراسات الاقتصادية منذ فترة نظام نميري وخلال فترة الديمقراطية الثالثة وما بعدها في ليل الإنقاذ الكالح، لو نشر بأسمائهم لدبّج عدة مجلدات رصّعتها أقلامهم بأحرف من نور. وعلى المنوال ذاته صدق الدكتور الباقر العفيف فيما قال به عن الخاتم من أن إسهاماته المتناثرة هنا وهناك في أدبيات الحزب تعادل مجلدات بكاملها وتشهد على سيرة مفكر عظيم. وليس أدل على ذلك من إسهاماته الوضيئة النيرة في مجلة الشيوعي النظرية الداخلية ودوره في تحريرها. ولكنها حقيقة وقَدَر مثقفين من طراز آخر يستخف بهم عبد الله ويستعلى عليهم، نشأوا على قيم –لا يستسيغها عبد الله فيما يبدو- مدادها الإيثار ونكران الذات وتقديم العام على الشخصي والخاص، وترعرعوا بدوافع تخليق الوعي النظري الذي يتحول بفعل الممارسة العملية في مجرى النضال الحقيقي إلى قوة مادية تزعزع أركان القهر والاستبداد أياً كانت. وقد أفنى كلاهما أزهى سنوات العمر في إضاءة الممارسة السياسية الجماهيرية للحزب بوقود الوعي النظري وتجلياته وإشراقاته المعرفية الوضيئة. وبالنسبة لكليهما لم يكن ثمة انفصام في النهوض بدور المثقف بين المعرفة والفعل الثوري الخلاق. وهو ما يهمله دماغ عبد الله فتنصرف عينه عنه ويتجاهله تماما في منازعته هذه!

    ثم من قال سوى عبد الله إن الثقافة هي فعل الكتابة والنشر وكفى؟(فليست الثقافة كتابة، وإن كانت الكتابة من أركانها. إنها تمَلَكٌ للعالم في حلم أو حقل أو مصنع. أما المثقفون، فهم المنتجون بأيديهم وأدمغتهم ضد أنظمة القمع والاستغلال والجهالة فكراً فنا وجمالاً هو حبٌ للحياة) على حد قول مهدي عامل الذي يردف ذلك بالدعوة مباشرة إلى (إذن، فليدخل الفكر المناضل في صراع يستحث الخطى في طريق الضرورة الضاحكة. فهو اليانع أبدا،ً وهو اليقَظِ الدائم، في الحركة الثورية ينغرس ويتجذرّ. يستبق التجربة بعين النظرية، ولا يتخاذل حين يفُاجأَ : يتوثبّ على المعرفة ويعيد النظر في ترتيب عناصره ليؤمِّن للنظرية قدرتها على التشامل، ورحابة أفق تتسع لكل جديد. هكذا يكتسب كل نشاط نظري طابعا نضاليا،ً ويتوق كل نشاط ثوري إلى التَعقلُن في النظرية) وذلك من لُحمة وسداة تأويلات ماركس وفهمه لدور الثقافة في مجرى الصراع العملي.

    وما أوردت هذا إلا لأن أصل إلى الاستنتاج بأن ذلك هو ما تسنّى للخاتم عدلان وفاروق كدودة النهوض بقسط منه في تاريخ سيرتهما الناصعة في الحزب. وهو دور لا يمكن بخسه بأي حال إلا بعين الجحود والإجحاف بحق من أصبحا في حكم الغيب عن دنيانا. (أرأيتم أحدكم يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه).

    وترى عبد الله يقدح في سيرة الخاتم عدلان وفاروق كدودة واصفا إياهما بالتخلي عن دور المثقف والتهافت إلى مواقع القيادة السياسية في الحزب، متجاهلا في ذلك الضمور الذي حدث في عضوية الحزب وكادره الأساسي بفعل السرية المطلقة والقمع وحملات الاعتقال والتشريد والملاحقة المستمرة المثابرة التي تعرَّض لها الحزب خلال حكم الإنقاذ، عاقداً في الوقت نفسه مقارنة غير متكافئة الطرفين بسيرته هو التي يصفها باتساق الذات وتخندُقها في صومعة العمل الثقافي وحده.

    "لا تنه عن خلق وتأتي مثله..." يا عبد الله، إذ ما تزال ذكرى ترشحك لتولي منصب رئاسة الجمهورية في انتخابات الإنقاذ قبل الأخيرة –والتي لا غاية منها كما تعلم سوى تزوير الإرادة الشعبية وإضفاء طابع شرعي على انقلابيي الإنقاذ- حيةً متقدةً في الذاكرة، وهو ما يتنافى وكل القدح الذي كلته في سيرة الخاتم وكدودة والحاج وراق بدعوى التخلي عن دور المثقف والتطلع إلى بريق السلطة الحزبية ووجاهتها.


    ثم لا أظن أن في جلوسك في مؤتمرات نظام الإنقاذ وخوض غمار انتخاباته المزورة سلفا، ومسامرتك لرموز الإنقاذ من كارهي البشر وأعداء الشعب وجلاديه الأوباش المبغوضين ما يخدم قضية تعزيز الثقافة وحرية الفكر، ويصب في أفق الحلم الإنساني المشروع إلى العدالة والحرية والمساواة والسلم والديمقراطية في بلادنا. ولا ريب ولا تثريب في أن تلك المجالسات والمسامرات تعزز مآرب وغوايات أخرى لا صلة لها البتة بالثقافة والفكر، ولن ينخدع فيها أهل الفن والثقافة من القابضين على جمر إبداعهم يتلظون به وهم يتطلعون إلى ذلك الحلم اليوماتي ويسعون إليه حثيثاً بأدوات إبداعهم وفنهم الحر. ذلك (إنها البداهة في ضرورة أن يكون المثقف ثائرا، أو لا يكون، وفي ضرورة أن تكون الثقافة للفرح الكوني،ّ ضد كل ظلامية، أو لا تكون) في اقتطاف ختامي أخير مني لمهدي عامل.


    كيف نقرأ مغزى رسالة عبد الله بعين أرسطو؟

    قال عبد الله في رسالته: ولكني أردت أن يكون بياني عن هذا الخروج في وقتي المناسب لأؤسس للقضية الجوهرية فيه وهي علاقة الحزب الشيوعي بمن عرض أن يعمل كمثقف في أروقته و"بشاتن حاله" بعدها.

    وبعد أن استطرد في تناول مصيري الخاتم عدلان وفاروق وكدودة نعى كليهما بقاسم مشترك واحد هو عدم نشر أي كتاب ذي قيمة تُذكر، لا فاروق في مجال الاقتصاد ولا الخاتم في مجال الفلسفة. وقال عن الخاتم حرفياً: وهذه جناية كبيرة من الحزب بحق مشروع مثقف قرأنا له في سنواته بجامعة الخرطوم جدله الراقي مع الفكرة الجمهورية.

    ثم يستنج مستطردا: وهي الجناية التي وصمت تربية الحزب لكادره الثقافي الذي جاء ليعمل كمثقف فمسخوه.
    وهي جناية هذا الكادر على الحزب لأنه لم يتمسك بالعروة الوثقى من وصفه الوظيفي في التعاقد معه.
    وصولاً إلى: (ولا داعٍ بالطبع للقول بأن جنايتهم على أنفسهم أفحش. فيوصف في عرف المهنة بالإلحاد من لا ينشر بينما لا يقوم عمله بغير الكتابة). واللافت للنظر هنا أن الخاتم عدلان قد تكلّس معرفيا وفلسفيا في نظر عبد الله منذ جدله الراقي مع الفكرة الجمهورية في سنوات دراسته بجامعة الخرطوم كما قال، في حين جفت ينابيع المعرفة الاقتصادية لدى فاروق كدودة فلم يعد منتجاً لها بدليل عدم نشر أي كتاب يذكرك باسمه!

    وفقاً لمعادلات المنطق الصوري Formal logic الذي يضرب بجذوره التاريخية الفلسفية في تعاليم أرسطو ومنهجه القائم على الاستنباط والاستقراء في الوصول إلى كبد الحقيقة يُقرأ المغزى الرئيسي لرسالة عبد الله كما يلي:
    *الكفيل السياسي في الحزب (وكلمة كفيل كما نعرفها في مصادرها الخليجية مقصودة هنا في رسالة عبد الله بكل ما تحمل من دلالات علاقات السُخرة والاسترقاق بشكله الحديث في سوق العمل) هو الذي يحدد للمثقف أين يكون ومتى شاء، وله وحده السلطة المطلقة في تسخير المثقف وفق هواه ثم يردف ذلك بالسخرية منه. "يسخرهم ثم يسخر منهم".

     يخضع المثقفون في صفوف الحزب طوعا وإرادة لسلطة الكفيل السياسي وهيمنته عليهم.
     يتخلى المثقفون في الحزب تدريجيا عن مهامهم الثقافية التي تعاقدوا عليها ويهجرونها طوعا وإرادة إلى موقع الكفيل السياسي.

     الحزب الشيوعي لا قوام له دون أن يؤسس عمله على تملُّك الواقع نظريا وتعميق المعرفة به ليتجاوز بذلك عموميات الماركسية التي ولج بها إلى ساحة العمل السياسي الجماهيري في باكر نشأته، على نحو ما جاءت به وثيقة "قضايا ما بعد المؤتمر" وأورده عبد الله في رسالته.

    فإلى ماذا نخلص من هذه الأطراف الأربعة لمعادلة المنطق الصوري التي نقرأ بها مغزى رسالة عبد الله؟
     ليس الحزب الشيوعي السوداني مكاناً لائقا بكم أيها المثقفون لأنكم ستُمسخون فيه واحدا تلو الآخر وتتحولون فيه إلى غرباء عن الثقافة والحزب الذي اخترتم أن تعملوا فيه كمثقفين بجريرة هيمنة الكفيل السياسي الذي دأب على خرق تعاقده معكم على وظيفة المثقف. ولذلك فقد كنتُ أنا أول الخارجين.

     سيكون الحزب بلا مثقفيه "خالي ذهن" وتنطفيء فوانيس المعرفة فيه بعد أن يهجره مثقفوه لا محالة.
     لا داعٍ لوجود حزب "فوانيسو البيوقدن ماتن" ففقد بذلك علة وجوده (raison d'être) وقوته الفكرية المحركة لنشاطه القائم على "فوانيس المعرفة الضوايات" أساسا.

    وبذلك فهي رسالة يتعارض مغزاها الضمني المخبوء مع خطابها الصريح المعلن الذي يبدو عليه الحرص على تعزيز الثقافة والمثقفين في أروقة الحزب. و"هي تلاتية لكن قدّها رباعي" زي شملة كنيزة!


    كعب أخيل

    أعلم مسبقاً أن عبد الله سيزج بي زجاً بفعل هذه المناكفة إلى أسفل سافلي زمرة أولئك الذين وصفهم في ختام رسالته بقوله (وقد وقف في طريقي من الأقربين الأشقياء ما محنني في بعض خلق الله مَنْ هُم أذى الطريق) وأنه سيدعو لي مثلهم بأن (لعنهم الله في الدارين). وهذا مفهوم وله العتبى حتى يرضى، إن كان مربط الخلاف مع عبد الله شخصياً أو أنّ له أدنى صلة بما يتلاوم فيه الناس ويتراضون ويتسامحون فيما بينهم في سفاسف أمور دنياهم وحياتهم اليومية العادية.

    ولكن ما محَّن خلق الله أجمعين –وليس بعضهم- أن كيف اتسق لكاتب ومفكر مبدع مرموق في مقام عبد الله على ابراهيم أن تكون نظرته إلى النقد والصراع الفكري معه بهذا البؤس الذي ينحدر بمن يجادلونه فكرا ورأيا عنده إلى ختمهم بوصمة "أذى الطريق" و"لعنة الله عليهم في الدارين". وأين يجد عبد الله مكانا لكل هذا التبرُّم من النقد والخلاف الفكري من منهج الجدل الماركسي في صراع الأفكار وتشكُّل نظرية المعرفة وتخلّق الجديد من رحم القديم على مستوى النظرية والممارسة في مجرى الإنتاج الفكري الهادف إلى تملُّك الواقع وتغييره منذ أن نشر ماركس بيانه الشيوعي الشهير؟ وأليس الصراع الفكري والنقد والنقد الذاتي من أبجديات توطين تلك الفكرة وغرس جذورها عميقا في نظرية الثورة السودانية، بما في ذلك ركيزتها اللائحية التي أسهم عبد الخالق في إرسائها منذ بواكير نشأة الحزب؟

    كنتُ قد ذكرتُ آنفا أن بعض الأسباب المحتملة بقرائن الأحوال لترحُّل عبد الله وخروجه –غير قصة المصالحة الوطنية مقطوعة الطاري حقة جعفر نميري ديك "لعنها الله في الدارين"- أنه قد "مسخ" عليه الحزب بعد رحيل عبد الخالق الذي ارتبط به ارتباطا شخصيا وأولاه فيضا من الإعزاز والتقدير والعناية، وأردفتُ ذلك بالقول إنه مضى احتجاجاً على كبرياء "أناه" الثقافي الجريح، أكثر منه احتجاجاً على زراية الحزب بالمثقف، وإلا لوقف ودافع عن هذا المثقف بأدوات احتجاج أخرى غير الخروج.

    على أنّ "كعب أخيل" الأزلى في سيرة عبد الله هو هذه النرجسية المتعالية على النقد والخصومة الفكرية، وكأنه وحده الممسك بناصية المعرفة والحقيقة المطلقة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها. وذلك هو مكمن الضعف الذي أدى به إلى ذلك الخروج التوراتي الملامح والرمز والدلالة.

    ولئن كنتُ –بين منتقديه- قد نثرتُ "عناقيد الغضب" هذه كلها عليه، فإن لي العذر في ما ينطوي عليه جام الغضب هذا وحممه الحارقة من عميق إعزاز وتقدير لإسهاماته وقدراته الفريدة، آهِ لو يدرك غورهما هذا المثقف الذي كان أحرى به أن يتكئ ويصعد إلى ذروة جبل شامخ يسمونه الشعب–كما قال أمل دنقل-في مواجهة عصور الظلامية والطوفان والاستبداد الفاشي، عوضاً عن عقلنة الاستبداد ومؤازرته فكراً وتسويغاً نظرياً.

    ومكمن غضبي كله عليه أنه مثقف توفرت له من مقومات المعرفة وكنوزها ونواصيها، ومن الطاقة الإبداعية الخلاقة ما يكفي ويزيد لتجنيبه شر الانزلاق إلى عالِمٍ من طراز "فاوست" في كثير من ملامح تشوهاته وانمساخه. فكلما رأيته في انزلاقاته وتقلبات أحواله و"بشاتن حاله" هذه، طفقتُ أسألُ نفسي محتاراً مفغور الفاه مشدود الحاجبين: كيف له هذا الفصام والانحدار المريع المدوِّي من ذُرى أبادماك وإشراقات سلسلة كاتب الشونة، وحار جاف مترامي الأطراف، والسكة حديد قرّبت المسافات وكثيرا، والجرح والغرنوق، ووثيقة "نحو حساسية شيوعية" الباهرة وكل زخم ذلك التاريخ الشخصي الناصع الوضيء إلى مصارع "الإنقاذ" وأغوارها السَبِخة المُوحِلة؟ كيف يكون هذا بالله عليك يا رفيق الدربِ والضوءِ وحادي ذلك الحُلُمِ السَّماويِّ النبيل؟

    يا عين يا عين يا عين!
    يا ليل يا ليل يا ليل!
    ويا لليالي العسس وعذابات الشاعر وسفور السلطان!

    وختاما، لا يفوتني تعميماً للفائدة وإثباتاً لمصدر
    المقتطفات التي أوردتها في إشاراتي إلى مهدي عامل، أن أحيل القارئ إلى هاتين الوصلتين لمن يرغب في قراءة نص المحاضرة أو مشاهدتها كاملة. فهي محاضرة في صميم الصميم، تماماً كالضرب بالعصا على الرُكبِ المستكينةِ الخائرة.

    (عدل بواسطة Deng on 02-13-2019, 07:10 PM)

                  

02-14-2019, 00:08 AM

د. بشار صقر
<aد. بشار صقر
تاريخ التسجيل: 04-05-2004
مجموع المشاركات: 3845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)

    عزيزنا الغالي
    محمد سيد أحمد
    قلت لي سيد جرسة الطاهر التوم
    ما عارف انو د. ع.ع.ابراهيم ...زاتو اليومين ديل لبد.....
    لكن ع.ع. لسة الدغمسة ما خلا.....ولا حيخلي.....هذا المبرراتي الكبير....
                  

02-14-2019, 04:26 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: د. بشار صقر)

    الغالى د بشار
    تحيات تحمل دعاش الثورة
    ع ع ابراهيم
    مشكلتو التذاكى
                  

02-14-2019, 05:55 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    Quote: --------------
    أ) لا أعتقد أنك فعلا تعني (سذاجة ع.ع. إبراهيم) بل تقصد السذاجة السياسية لـ ع. ع. إبراهيم،
    أو كما فهمنا سابقا!

    ب) لم أتبين ما المقدمات وما النتيجة في ثلاثيتك (سذاجة/ارتباك/ثغرات الخطاب)!
    هل السذاجة السياسية هي التي تكشف الارتباك والثغرات،
    أم هي التي تنكشف بالارتباك (السياسي أم المعرفي؟) وبالثغرات في الخطاب؟

    ج) أليس حكمك هذا هو بعينه ما نخشاه من معايرة المثقف على مواقفنا السياسية؟

    د) من موقعك كمثقف وناقد عارف بمنهجيات المقاربات المعرفية، ألا تعتقد
    أن اكتشاف والحكم على (ثغرات الخطاب) التي في مجمل منتوج عبدالله الثقافي،
    سيحتاج إلى ما هم أكثر بكثير من بوست عاجل متلبث في السياسة.

    سوسيولوجيا أخرى لواقع آخر

    دوما في احاديثنا المطولة ، شخصي "السمين" وع.م. صالح وكل منا ذو تكوين سوسيولوجي، نتحدث عن "سوسيولوجيا أخرى" على غرار "السينما الأخرى"....

    كثير من المصطلحات الغربية مثل "مثقف عضوي" و"مثقف ملتزم" وغيرها لا تنطبق على مجتمعاتنا ذات التاريخ الآخر والحداثة المشوهة....

    ولذلك قصرا للكلام ، كنت أجاريك فقط يا هاشم، واعتقد أن الاجابة على سؤال مثل سؤال فوكو "ما المؤلف" ستنتج إجابة مختلفة عن الواقع الغربي ....

    المهم مثل تلك الاوهام المصطلحبة راح ضحيتها باحث كبير مثل ع.ع. ابراهيم، فقد خسرنا الاكاديمي والباحث، ولم تكسب الصحافة "صحافيا" مختلفا...

    فمقالاته مسخ ، فلا هي أضافت للاكاديميا ، ولا هي أغنت الصحافة....

    نحن تقاطع أضعف الحلقات الثقافية من حيث ضآلة شأن الكتابة والقراءة : الحلقة الافريقية والحلقة العربية...

    تعرف يا هاشم ، مجاراة لغرامشي، فالمثقف التقليدي "دكاترة وشيوخ الفقه" هو الأكثر تأثيرا في الجماهير...

    ع.ع. ابراهيم هو ضحية بامتياز لتلك المصطلحات،مثله تماماً مثل "المستكوش السلفي" بشاشة -دام ظله المتحفي---
                  

02-14-2019, 01:28 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: osama elkhawad)

    Quote: أها المشكلة مع عبد الله يمكن تلخيصها بوضعية خاتف اللونين الذي يتحرك في ارض السياسة و في متاعه عدة الشاعر "من الحيل و المكر التي تغنيه ـ كما يقول ـ عن جهر مجهض". و عدّة الشاعر[ ناهيك عن عدة الباحث الأنثروبولوجي الضليع] ترفع من الكفاءة البلاغية للسياسي لكنها لا تجعل من عبد الله السياسي سياسيا و شاعرا في آن.فعبد الله سياسي أولا و أخيرا. و حسابه و نقده إنما يكون في مقام السياسة.و لقد دفعت ملابسات السياسة بعبد الله لمغادرة صفوف الحزب الشيوعي في نهاية السبعينات، مثلما دفعت به لتأييد نظام الإنقاذ في نهاية الثمانينات ،مثلما دفعت به لإنتقاد نظام الإنقاذ في السنوات الأخيرة.طبعا المشكلة مع عبد الله هي ان الرجل الذي قضى سنوات عمره ينطق عن لسان الجماعة اليسارية السودانية.أخرج نفسه ـ فيما يقال ـ كما الشعرة من عجين الحركة اليسارية

    السودانية وصار يتصرف باعتبار نفسه ناطقا عن جماعة غميسة هي الجماعة العربسلامية في السودان. وله في هذا المشهد، مشهد الهويولوجيا السودانية، مساهمات نظرية تستحق التأني.و بذريعة النطق عن لسان الجماعة العربسلامية في السودان يسوغ لعبدالله الكاتب الشيوعي أن يبسمل و يكبّر و يحوقل و يحمدل ما شاء له على عادة الكتاب المسلمين، لكن جهازه المفهومي مازال يعتمد على عدّة الماركسية اللينينية [ نسخة عبد الخالق]. و في هذا المشهد ينمسخ عبدالله لنوع من حيوان سياسي غير مأمون الجانب لا من جهة "رفاق" الأمس الذين هجر صفوفهم و لا من جهة "أخوان" اليوم الذين يتقرّب إليهم.و في استيحاشه المرموق يحي عبد الله ببيننا شاهدا على فداحة التداخل بين أغلظ و ألطف تناقضات السياسة السودانية.


    أعلاه جزء من مداخلة الدكتور حسن موسى في الرابط بسودان فور أول :http://sudan-forall.org/forum/viewtopic.php؟t=3892andhighlight=%DA%C8%CF%C7%E1%E1+%DA%E1%ED+%C5%C8%D1%C7%E5%ED%E3andsid=c5f046ec3ad601332af4b07cbb2ab6a5http://sudan-forall.org/forum/viewtopic.php؟t=3892andhighlight=%DA%C8%CF%C7%E1%E1+%DA%E1%ED+%C5%C8%D1%C7%E5%ED%E3andsid=c5f046ec3ad601332af4b07cbb2ab6a5
                  

02-15-2019, 09:27 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: osama elkhawad)

    يا أسامة، أرجعتني، بإغواء من (السوسيولجيا الأخرى) :)
    وشكرا على مجاراة قلة حيلتي السوسيولوجية
    وكذلك على مجاراتك لقرامشي رغما عن (سوسيولوجياه البراها).
    حقيقة أحببت التفكير/الفكرة، والتراكيب اللغوية الممكنة عنها؛
    السوسيولوجيا الأخرى/
    علم اجتماع العالم الثالث/
    السوسيولوجيا المغايرة/
    سوسيولجيا مجتمعات ما قبل الحداثة/
    سوسيولوجيا التخوم والحواف الحضارية.. وهكذا..
    واحتمالية أن تصبح أفكاركما مشروعا منهجيا/علميا،
    وأظنه ضروريا، لعلم اجتماع سوداني (آخر)..
    يا ليت لو إنه يتيسر.. بأعجل ما يتيسر!!
    التحية لـك و لـ ع.م صالح،
    ولاحتمالية السوسيولوجيا الأخرى!!

    ولكن، بل ربما بالذات، فبهاجس من نوع هواجس (علم الإجتماع الآخر) هذه،
    فإن عبارتي تلك المثيرة لذاكرتك السوسيولوجية، لم تأت مختصرة قاطعة حاسمة كمثل:
    (عبدالله مثقف عضوي بالمفهوم القرامشي.)! بل جاءت لتوحي (وعمدا) بغرائبية ذاك (الكائن/المفهوم)
    في الكينونة الاجتماعية/الفكرية السودانية؛ وهكذا:
    {"الكائن/المفهوم البقولو عليهو (المثقف العضوي) داك،
    لو إنه لائق بمثقف سوداني حي يرزق، أن يكونه،
    لكان عبدالله هو هذا الأليق"}
    وكله تحسبا من هذه السيوسيولوجيا الأخرى، وليس شكا في الثقافة ولا في (العضوية)..
    ومن أحد المقتبسات بعاليه، ستجد أن
    {"البحث عن معيار التميز (للمثقف العضوي) يجب أن يكون في
    (مجمل نسق العلاقات) الذي تجري فيه أنشطة هذا المثقف"}
    وما (مجمل نسق العلاقات)، في مجتمعنا الما قبل حداثي دا!؟
    إذن، فبالضرورة سنحتاجها؛ ونحو سوسيولوجيا أخرى.. شكرا تاني..
    الطريف، ربما نحت عبد الله. ابراهيم مصطلحه لـ(الأفندي المضاد)
    وهو للإفادة عن متفرغي الحزب الشيوعي السوداني.
    (وغالبا، فشيوعي في السودان يعني مثقف، أليس ذلك كذلك؟)..
    ربما نحته تفاديا لحمولات هذا (المثقف العضوي) ومراعاة للسوسيولجيا الأخرى!!
    وبالأمس ربما، قرأت لعبدالله يرد على سؤال ما، ما يفيد بأن:
    (مصطلح (الصفوة/النخبة) فهو أيضا قد استعير لنا من إيطاليا،
    ما من غيرها، وبلا مسوغات معتبرة.. أي حذوه النعل بنعل
    المصطلح القرامشي الأشهر (المثقف العضوي)!!
    فعليه، سوسيولوجبا أخرى، لافونا بيها بأعجل ما يمكن، ما في حل!!
    حتى لو لتدرس وتفهم لنا حجم وكيفيات تأثير "دكاترة وشيوخ الفقه" على هذا المجتمع؟
    بأكبر من تأثير علماء الاجتماع السودانيين على معرفتنا بالمجتمع السوداني!!
    الغريبة أن كتاب ("الشريعة والحداثة" لـ ع. ع إبراهيم)، قد حاول فهم اؤلئك الشيوخ!
    ولكن، هل أجدى ذلكم من البكائيات شيئا؟
    =====

    وما كان له أن يجدي..
    خاصة في أوساط البكائين السياسيين ديل!
    عبدالله عضو الحزب الشيوعي سابقا، مثقف كبير جدا وفائق الفعالية والنشاط.
    اليسار الحزبي والماحزبي والجزافي أيضا، يتحسران عليه وتتحسر عليه كل التحالفات المرحلية.
    اليمين الطائفي والديني أيضا لا يحتمل أدواته ولا مقارباته الماركسية.
    الأفروعروبيون لا يطيقون مراجعاته لهم في انثروبولوجيا وسوسيولوجيا الهوية،
    الأفريقانيون يتحسبون أن يفسد عليهم اصطيادهم في فراغات (الكتلة التاريخية)،
    المثقفون من عبدة الأصنام السردية والأدبية، لا يرضون أن يهدمها لهم، ولو بكشف قوالة..
    مراجعو التاريخ بلا عتاد، يخشون أن يراجعهم في ذلك بقسوة فكرية.. الخ الخ الخ!!
    ولكن، ظل واستمر الحال على حاله.... سياسة في سياسة والما معانا عدونا، وخلاص.

    أما الوحيد الذي قارب مشروع عبدالله الفكري،
    وكان مضطرا، من باب الصراع على (الكتلة التاريخية)،
    فهو محمد جلال أحمد هاشم في دراسته عن "السودانوعربية".

    كل البكائين ديل أشرت إليهم سلفا، ولأسبابهم. ولكن عبدالجبار عبدالله هو المتحدث الأميز بلسان الجميع..
    انظر ما كتبه عبدالجبار عن عبدالله بآخر مقاله أعلاه وكأنه حائط مبكى،، محض بكائيه دينية، بابتهالات ومباهلات
    لا فرق بينها ومثل (اللهم يا رب اليسار أعز اليسار بعبدالله المثقف أو بعبدالله السياسي أو بكليهما:
    اللهم يا منان يا حنان، لم حرمتنا من قدرات مثقف كعبدالله: وآه آه ثم آه لم نصرت به قوما آخرين!).. كتب عبدالجبار:
    Quote: إسهاماته وقدراته الفريدة، آهِ لو يدرك غورهما هذا المثقف الذي كان أحرى به أن يتكئ
    ويصعد إلى ذروة جبل شامخ يسمونه الشعب–كما قال أمل دنقل-في مواجهة عصور الظلامية
    والطوفان والاستبداد الفاشي، عوضاً عن عقلنة الاستبداد ومؤازرته فكراً وتسويغاً نظرياً.
    ......
    مكمن غضبي كله عليه أنه مثقف توفرت له من مقومات المعرفة وكنوزها ونواصيها، ومن الطاقة الإبداعية الخلاقة
    ما يكفي ويزيد لتجنيبه شر الانزلاق إلى عالِمٍ من طراز "فاوست" في كثير من ملامح تشوهاته وانمساخه.
    فكلما رأيته في انزلاقاته وتقلبات أحواله و"بشاتن حاله" هذه، طفقتُ أسألُ نفسي محتاراً مفغور الفاه مشدود الحاجبين:
    كيف له هذا الفصام والانحدار المريع المدوِّي من ذُرى أبادماك وإشراقات سلسلة كاتب الشونة،
    وحار جاف مترامي الأطراف، والسكة حديد قرّبت المسافات وكثيرا، والجرح والغرنوق، ووثيقة "نحو حساسية شيوعية"
    الباهرة وكل زخم ذلك التاريخ الشخصي الناصع الوضيء إلى مصارع "الإنقاذ" وأغوارها السَبِخة المُوحِلة؟
    كيف يكون هذا بالله عليك يا رفيق الدربِ والضوءِ وحادي ذلك الحُلُمِ السَّماويِّ النبيل؟

    يا عين يا عين يا عين!
    يا ليل يا ليل يا ليل!
    ويا لليالي العسس وعذابات الشاعر وسفور السلطان!
    يا ليل يا عين.. آه يا مواويل البكائين!!
    بالله لاحظ، كيف سردت تلك البكائية كل منتوج عبدالله الأدبي/الفني ولم تأت على سيرة أي من الفكري،
    لا يسار جزافي ولا أصيل الماركسية ولا الاقتصاد السياسي للهوية ولا بئر معطلة في القصر المشيد!!
    عاطفة سودانية جامحة، ومناحة سياسية بامتياز، ولا شيئ آخر.. وماذا سيهم ذلك، للثقافة، وسوى إذكاء غضبة المحازبين؟
    ولاحظ كيف حين أتت هذه البكائية السياسية، على سيرة ("نحو حساسية شيوعية")، فإنها لم تتوغل في التحليل
    لجهة الثقافي الذي كتبت له (الحساسية)، واكتفت بالقول إن خروج عبدالله عن الحزب
    لم يكن (احتجاجاً على زراية الحزب بالمثقف) بل (احتجاجاً على كبرياء "أناه" الثقافي الجريح)،
    وبالطبع مضافا إليه "مساخة القعدة" بعد عبدالخالق، وبالضرورة السياسية؛ "اغراءات المصالحة الوطنية"!
    تاني ياها السياسة.. طيب "الأنا الثقافي الجريح" ديك، الجرحو شنو ووراهو شنو في التفاكير؟؟

    وعلى عكس ما ذهبت إليه يا أسامة عن بشاشا، ففي هذا البوست، وكذلك غالبا في غيره وغيره،
    فبشاشا "المتحفي" هههه:)، هو البكاء "الوحيد" الذي بكائيته لا تنطلق من غبائن السياسة ؤ بس!!
    بشاشا غبينته جذرية، أصولية، متحفية، وتتناقض وأفكار عبدالله في المستوى المعرفي/الابستيمي الأعمق..
    يختلفان في كل شيء؛ من حيث الأدوات وفي المناهج وعلى الدلالات والمدلولات وفي التأويل والتفسير
    وحول المنطلقات والوسائل والغايات، وفي كل شيء وعلى أي شي مما في نظرية المعرفة..
    إذن، في بكائية بشاشا وحده، فثمة مصداقية ثقافية/معرفية/ لا سياسية إلا قليلا..
    و(عبدالله) فيها، ليس إلا فردا مستلبا، مثله ومثل أي (عبد لله) آخر لا يقسم بآمون.

    صحي عبدالله، بانخراطه السياسي، قاعد يعشم الناس فيهو، لكن البكاء على اللبن الما فوق مشلعيبك ما كويس.
    سياسة عبدالله علي ابراهيم الناس مخيرين معاها، يوافقونه ويختلفون معها وعليها، ولا أحد ملزم بالدفاع عنها،
    بل قد يراجعها هو ويتراجع عنها.. كما فعل ويفعل، ما سياسة عاد، زيّها وزي ثورة مايو، وكل السياسة؛
    يعني في وارد أن تراجع وتتراجع (غصبا عن مقولة نميري)..

    وأما ثقافة وأفكار عبدالله،
    فرجاء ياخي؛ دي تعالو ليها واختلفوا معاها
    ويكون كويس زاتو،
    بس بي حقّها..
                  

02-15-2019, 02:57 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: هاشم الحسن)

    يا هاشم ع.ع. ابراهيم واحد من كتّابي المفضلين...

    ولو بارح اللولوة التي أدخل نفسه فيها بكامل فطنته و"مشمشه" الفكري،

    لحافظ على الكثير من طاقته الإبداعية والبحثية:

    "السوسيولوجيا الأخرى" هي الحل؟؟؟؟؟؟ !!!!

    ههههههههه

    لذلك يتجّنب الإجابة على أسئلة ع.م. صالح الموجعة،

    القادمة من الضفة الأخرى للسوسيولوجيا الأخرى...

    ولا عزاء لماكس فيبر:

    "كاتبنا المفضل"،

    داخلين إليه من أحد "نفّاجات" قرانا السودانية.
                  

02-16-2019, 08:14 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: osama elkhawad)

    ياخ بالله كده أنتو شوفو مستوى الذين يدافعون على المضطرب ذهنيا عبد الله علي إبراهم هم منو!

    الامنجية الطاهر التوم وخالد موسى دفع الله الشهير بخالد موتر.
                  

02-17-2019, 05:00 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)

    مساخة القعدة بعد عبد الخالق
    بالغت يا هاشم
    دا حزب ولا كافتيريا
    وكيف مثقف عضوى يتخلى عن حزبه بعد غياب فرد او قل قائد ومفكر

                  

02-17-2019, 05:07 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    (مساخة القعدة بعد عبد الخالق
    بالغت يا هاشم
    دا حزب ولا كافتيريا)
    ======
    ههههها
    لكن صدقت يا محمد
    وليك حق في استغرابك/استنكارك!!
    لكن دا ما أنا البالغتا
    دا عبدالجبار عبدالله!!
    أسألو عليك الله من موضوع الكافتريا دا
    أنا مقتنع إنو حزب وحزب كبير كمان.
    Quote: كنتُ قد ذكرتُ آنفا أن بعض الأسباب المحتملة بقرائن الأحوال لترحُّل عبد الله وخروجه
    –غير قصة المصالحة الوطنية مقطوعة الطاري حقة جعفر نميري ديك "لعنها الله في الدارين"-
    أنه قد "مسخ" عليه الحزب بعد رحيل عبد الخالق
                  

02-17-2019, 05:26 AM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: هاشم الحسن)



    Quote: يا هاشم ع.ع. ابراهيم واحد من كتّابي المفضلين...


    اعلاه اعتراف الخواض علنا، انو من معجبي النقروفوبك ع.ع.، البنمط مهمشي اغوات العرب في السودان كمنحلين اخلاقيا!!

    نعم ذات طريقة تفكير البشير او كيف حتي جريمة الاغتصاب لغير العربية اي الشمالية، بواسطة امثال النقروفوبك، ع.ع. شرف ليها!!!

    هذا لايلفت نظر الخواض، الجعلي "الحر" كما النقروفوبك!!

    نعم اصطفاف قبلي، عباسي، عروبي، جهوي، جلابي!!!1

    او بعد ده، يظلون، حداثيون، مستنيريين، تقدميين، بالميـــــــلاد!!!

                  

02-17-2019, 03:42 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Bashasha)

    كتابة الأكرم : بشاشة في حاجة لرد ... بدون استعجال ، وهو تساؤل مشروع
                  

02-18-2019, 08:43 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    الحوار الجاي دا فيه (كدَّة) سياسية ما بطالة،
    ممكن تقعِّد البوست في مقعده الأصلي، من السياسة وإليها.
    ومنها، نتفكفك من موضوع (المثقف) و(العضوي)!
    مع إنو؛ هل بالله شفتو ليكم (مثقف) سوداني
    يفكر ويكتب ويحاور وينشر ويناقش قدر عبدالله دا؟
    دي حسّع براها ما درجات من الـ(عضوية)؟!
    Quote: مقابلة صحفية عقدتها [عبدالله علي إبراهيم] مع محمد إبراهيم شناوي لسودان نيوز.

    1/ كيف تنظر الي الوضع الراهن في السودان؟
    حالة أزمة ثورية. لم يعد الناس يطيقون أن يحكموا بالطريقة القديمة ولم يعد النظام نفسه قادراً للحكم بالطريقة القديمة. الحالة الأخيرة هي المفصلية لأن سخط الناس على حياتهم القديمة طال. اشتبك السخط الآن بتهافت الحكومة.

    2/تعليقك علي التظاهرات في السودان؟
    وآ حلالي. ردت روحنا. كان الواحد سيموت حسرة لو ما شافها. كان من يبخسون السودان يقولون إننا في ذيل القائمة عالمياً في كل شيء. فأقول لهم ما هي معايير وضعنا في ذلك الذيل. فيذكرون الفساد والناتج القومي إلخ. وكنت أرد فأقول: هل من ضمن المعايير أن شعباً نهض في ثورتين لإصلاح حاله. يقولون لا. أقول يبقى الغلط في المعايير. مالكم كيف تحكمون.

    3/ملاحظ ان هناك اتساع لنطاق الاحتجاجات خاصة وان هناك قري ومناطق خرجت الي الشارع تلبية لدعوة تجمع المهنيين؟
    صحت القرى النائمة. كانت أكتوبر 1964 و1985 ثورات مدن لقوى حداثية. اتحاد المدينة والريف ليس مؤشراً لهلاك نظام الإنقاذ فحسب بل لتأمين التغيير. كان المحافظون يأتون بالريف إما بالانتخابات أو بكتائب منه لقهر المدينة الفدائية الراغبة في التغيير. ستكون مهمتهم صعبة في المرة القادمة.

    4/ الان مرور اكثر من شهر للعملية الاحتجاجية في السودان وربما تكون اطول عملية احتجاجية في تاريخ السودان اليس كذلك؟
    نعم. ولها كثافة. فإرادة التغيير فيها تكاد تأخذها بكفة يدك.

    5/ما هو مصير الحزب الحاكم من الاحتجاجات؟
    ليس هناك حزب حاكم. هذه مصلحة حكومية مثل الأشغال. وسيذهب مثل الاتحاد الاشتراكي متى أزيلت اعتماداته من ورق الحكومة. سيذهب غير مبكي عليه.

    6/الحزب الحاكم وجد عزلة كبيرة داخل المجتمع السوداني؟
    ماذا تتوقع من جماعة شغلها "تمسيد" رغائب الحاكم. لعل عارها التاريخي الذي فجر غضبة الناس هو سعيها للتمديد له في الحكم ما شاء ليحكم من القبر مثل بوتفليقة.

    7/هناك اخبار عن ان ابناء مسؤولين في الحزب خرجوا الي الشارع تضامنا مع المحتجين في اي سياق تقرا هذا الأمر؟
    ليست أخباراً بل حقائق. وهاجمهم الهندي هجوماً خرعاً ونسي القرآن الذي يستنكر على الخلق إتباع ما كان عليه آباؤهم. وما عليه آباؤهم مخجل انتقلوا فيه من عاهة الإثراء الحرام إلى القتل على الهوية المعارضة.

    8/الحزب الحاكم اتهم حزب التحرير والعدالة كيف تنظر لهذا الي الاتهام؟
    ليس الحزب الحاكم مؤهلاً ليتهم أحداً قبل أن يتهم نفسه في موالاة الحاكم حتى مسخ وتهتك واعتزله من أهله اقوام.

    9/مع بداية الاحتجاجات كانت لهجة الحزب فيها مخاشنة مع المتظاهرين؟
    لأنه ليس حزباً له مران على التعبير. وهو يعرف أنه يعمل في وردية "تمسيد" رغائب الحاكم ما بين التظاهرات. ومتى وقع التظاهر صار الشأن إلى من أنفقوا المال والوقت للتعاطي مع التظاهرات. فينصرف إلى خموله بعد أن يؤشر بأصبع الاتهام ل"مثيري الشغب"، ويترك لقوى الأمن اصطيادهم.

    10/هناك تصريحات مستفزة من قبل الاسلاميين بدا بتصريح علي عثمان طه والفاتح عزالدين وحسبو عبدالرحمن الي اي مدي تؤثر هذه التصريحات علي الشارع السوداني؟
    الما شفتها (المعارضة) في بيت ابوك بتخلعك.

    11/كيف تنظر الي موقف المعارضة من الاحتجاجات؟
    المعارضة عريقة ومستميتة في مقاومة الإنقاذ إلا قيادة الاتحاديين الختمية الذين انملصو وهي عادة فيهم. ولكن المعارضة لم تكن مستعدة لها. فقبلت أطراف منها بالمساومة بدون تحريك ملموس لميزان القوى. كان نداء السوداني بأديس أبابا محروجاً لأن وساطة مبيكي رفضت حتى التعاطي مع بعض رموزه. وكانت حركات دارفور في الدوحة لتتدارك اتفاقها. وكانت قوى الاجماع مترفعة عن المساومة ولكن الحزب الشيوعي، القوة الكبرى فيه، كف العمل بين جمهوره من الطبقة العاملة منذ عهد طويل. فوقعت ثورة ديسمبر والعمال (ودورهم في الثورات تدهور تباعاً منذ ثورة إبريل) غياب بصورة مؤسسية نقابية إلا من تطوع. دا نقص هائل.

    12/الحزب اتهم الحزب الشيوعي بالعمليات التخريبية؟
    كضاب. الشيوعيون الذين أعرفهم لا يخربون. تربيتهم أحسن من هذا بكثير حتى أن الإنقاذ طلبت واحداً منهم لتكون له ولاية المال في منعطف محنتهم مع خرابهم الاقتصادي. ألا يختشي من دمر مشروع الجزيرة والسكة جديد وغيرها من اتهام من حرق دار حزبه عصياناً واحتجاجاً. قال المسيح: يا مراؤون، أتبلعون الجمل وتعفون عن الإبرة. فليصمت بلاعو الجمال.

    13/هل تأييد زعيم حزب الامة لتجمع المهنيين سيكون له تأثير علي الميدان او علي المشهد السياسي؟
    سد حزب الأمة الفرج بالوقوف مع تجمع المهنيين. والسيد الإمام الصادق خبير في التعاطي مع مثل هذا الكيان النقابي في 1964 إبريل 1985. ومع ذلك فالجفوة بين الشباب والأحزاب جميعاً قائمة. وهي جفوة مفتعلة تولى كبرها علم سياسة معارض طاعن في العمر بخس الأحزاب حتى أنك تقرأ لجماعة من الشباب تعلن في اسمها بأنها غير متحزبة. التكريه في الأحزاب هي إيدلوجيا الانقلابي. ومن ساءته أحزاب اليوم ما عليه إلا أن يكون أحزاب الغد. أما الضرب على كساد الأحزاب وغيرها وكأن بوسعنا أن نعمل بدونها في نظام قادم فعقيدة خطرة.

    14/هناك احزاب كثيرة اعلنت انسحابها من مشاركتها في الحكومة كحزب الاصلاح والامة الفيدرالي وحزب الامة بقيادة مبارك الفاضل كيف تقرا هذا الامر؟
    الثورة (حين لا تكون ثأراً) تقشر البصلة طبقة طبقة حتى تصل إلى النواة الصلبة فتقضي عليها،

    15/تعليقك علي قمع المتظاهرين في ميدان الاحتجاجات؟
    هو جريمة سياساً وكفر دينياً. أما التعذيب ما رأينا منه وما بطن فخسة في الدرك أن لم يتداركها النظام فتح أبواب جهنم. لقد قرأت للجعليين الكتياب بيانا عن شهيد جماعتهم والوطن أحمد الخير يقولون فيه ألا تظن الحكومة أن رابطة ابنهم المرحوم بالوطن فقط. فله عصبة ما تزال تأويه.

    16/كثر الحديث عن تجمع المهنيين البعض يقول انه تابع للحزب الشيوعي والاخر مجموعة مستقلة تعليقك؟
    تجمع المهنيين حقيقة ثورية سودانية وما نراه اليوم هو النسخة الثالثة منها. ولأن عضويته تأتي من النقابات المهنية وغيرها فلربما رجحت فيه كفة حزب دون الآخر. ومتى رجحت هذه الكفة فلا تبرير للزمزغة. المعني الوحيد الذي يجب استخلاصه أن هذه الحزب قام بواجبه واستقطب ولاء الجماعة المهنية المعينة. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

    17/ماهي السيناريوهات المتوقعة في نظرك من الاحتجاجات؟
    ننتظر أن تجرد النظام-البصلة من طبقاته التي ما تزال حول نواته شيئاً فشيئاً ويقعد ملط. ويسقط بس. إنه مجتهد بنفسه في هذا السبيل بمثل حادثة خشم القربة. لقد ضرب عيبه فيها حوله سياجاً نفسياً من العزلة. لقد كسد حتى طعم الماء في الحلق.

    18/تجمع المهنيين لازال يدعو للتظاهرات هل هذه النهج سيغير النظام؟
    لا نملك من جهة إدارة عملنا المعارض أو المقاوم غير أداة الحراك الشعبي. الكلام عن الجيش أو غيره حدس. وأرى بارتياح أن التجمع ينوع في أسلوبه وياخد جمة. ولربما جاء الوقت لهجمة على معاقل النظام مثل النقابات واتحادات الطلاب والمهنيين الأخرى كالصحافة يحتلها الثوار بوضع اليد. هذه مواعين لا غناء عنها لاستمرار الحراك.

    19-في نظرك ماهي الطريقة التي يتم بها تغيير النظام؟
    يسقط بس. أو يأتي للمائدة بما دون ذلك لو شاء. إنه ما يزال "يحلق" بعيداً عن خطوة مراجعة نفسه بشجاعة الني وقف حماره عند عقبتها لسنوات. يداهن الطلاب والشباب بالقول إن لهم احتجاج مشروع ويريد مناقشتهم. وهذه لعبة ملوص وفيلم دخلناه. لقد استنفد النظام موارد العنف ولم تعد له بغير السبة فوق كل فم. فليجرب مرة أن يأتي بفكرة شجاعة يتخلص فيها من نفسه بنفسه بذكاء.

    20-لكن المعارضة لديها تجربة في الحوار مع النظام ولكنها فشلت واكبر دليل الحوار الوطني؟
    هذا ما عنيته بقولي أعلاه بأن النظام جرجر قدميه طويلاً دون أن يواجه أزمته. وجعل من الحوار مناسبة لفك التسجيلات و"سخط" المعارضين واستذلالهم. وحين اسمع من زميلنا في اتحاد الطلاب في الستينات دكتور علي الحاج يتمسك ما يزال بعهد الحوار أقول لنفسي لم تعد للرجل أسنانه القديمة ولا مكره.

    21/لكن الانتخابات ستزور حال اختارت المعارضة الانتخابات؟
    لو تواصت المعارضة مع الحكومة على انتخابات في مفاوضات ما فلا بد بالطبع من تأمينها في كل من ترتيباتها وفي عزيمة المعارضة على حمايتها في الممارسة. ويعتمد كل هذا على حدس لا يزال.

    22/هناك مصادر تقول ان هناك داعمة للعملية الاحتجاجية؟
    خلي الناس يقول زي ما الناس يقولو.

    23/في نظرك ماهي الدول التي لا تريد ان يكون حزب المؤتمر الوطني هو الحزب الحاكم؟
    لا اعتقد أن ثمة دولة اتفق لها ذلك. اسألني عن الدول التي تريده حاكماً حتى بين الأوربيين.

    24-ماهي؟
    مصر. ودول أوربا التي تعاقدت معه لوقف سيل الهجرة إلى شواطئها. وأمريكا التي شغلتها عظمتها بنفسه عن قضية الدمقراطية. نعيش في عالم استيقاظ فتنة القومية من مرقدها والكل في يا رقبتي. هذا نبلنا الثالث من أجل الديمقراطية يا عالم ياهو. والعالم وغد.

    25/هل تتوقع ان يتدخل المجتمع الدولي حال استمر الوضع؟
    كنت في حلة كوكو متى أردت صنائعي ذهبت للحاج يوسف ووجدت الصنائعية مرصوصين من كل صنف. والإنقاذ مثل صنائعي الحاج يوسف. ما من دولة ساقتها الحاجة إليها إلا "تَبَ" يعرف ما يعرف. لقد استغني عن شعبه ليحتاج للعالم. ويفصح كمان نحن معزولين وكده. فالنظام غير معزول. هو مرذول وحسب.

    26-هل تتوقع ان تمارس ضغوط على الحزب الحاكم دوليا للتنحي؟
    يا ابني الاتحاد الأوربي متعاقد مع الدعم السريع لوقف الهجرة إلى شواطئه. لا حظ أنه متعاقد مع الدعم السريع لا الحكومة للغرض. وتقول لي يضغطوا. لربما ضغطوا لوقف التعديات الفاحشة حقاً أم مضمضة لسان. غاب عن أوربا أن حل قطع دابر الهجرة الأفريقية إليها في قيام دولة ديمقراطية تكرم شعبها وتكفيه الحاجة للاغتراب.

    27-هل تتوقع واشنطن ان تدخل في هذا الامر؟
    لا. ستواصل العابها النارية المعروفة.

    28-ما هو تقييمك للمشهد السياسي في السودان؟
    لم يدنو لحلحلة مسألته مثل دنوه الآن.

    29- ما هو المخرج من هذه الازمة في السودان؟
    استمرار المقاومة السلمية والفورة ألف حتى يفرش النظام.
                  

02-18-2019, 10:11 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: هاشم الحسن)

    انتقاد واضح وصريح لنظام الانقاذ وممارساته
    ودعوة جهيرة للثورة

    الكلام دا كان جدير بالمثقف العضوى
    وقت الحارة
    وقت قتل الطبيب على فضل بعد التعذيب
    وقت سطوة الانقاذ وارهابها
    ماذا قال عبد الله فى ذاك الزمان
    لم يصمت
    وكتب مناصرا لهم

    كل ما اقرا شجاعة اراء ومواقف عبد الله هذه الايام
    ابتسم
                  

02-18-2019, 01:11 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    يا محمد سيد أحمد

    عندما كان بيتم تعذيب وقتل الشهيد علي فضل، كان عبد الله علي إبراهيم متوسدا كراسي قاعة الصداقة الما خمج وعضوا فعال في ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني.
    الإنتهازي العنصري عبد الله علي إبراهيم تفسح له كل القنوات الفضائية الكيزانية مساحات عريضة يطل بها علينا باهتا متلعثما ومشوش ومرتبك في التفكير.
    ما يقوم به هذا الرجل المضطرب ذهنيا الان ليس سوى معارضة الساعة ال25.

    تحية الى الشهيد علي فضل والى جميع الذين قدموا أغلى ما يملكون لمحاربة حكومة الاخوان المسلمين المجرمة الفاسدة.

    تسقط بس

    (عدل بواسطة Deng on 02-19-2019, 08:20 AM)

                  

02-18-2019, 01:29 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)

    Quote: 2/تعليقك علي التظاهرات في السودان؟

    وآ حلالي. ردت روحنا. كان الواحد سيموت حسرة لو ما شافها. كان من يبخسون السودان يقولون إننا في ذيل القائمة عالمياً في كل شيء. فأقول لهم ما هي معايير وضعنا في ذلك الذيل. فيذكرون الفساد والناتج القومي إلخ. وكنت أرد فأقول: هل من ضمن المعايير أن شعباً نهض في ثورتين لإصلاح حاله. يقولون لا. أقول يبقى الغلط في المعايير. مالكم كيف تحكمون.


    بالله شوفو الراجل الما بخجل ده!

    أنت كنت متجدع في مؤتمرات وفضائيات الكيزان، قال "ردت روحنا قال" روحك ال تنسله!

    ده إنتهازية وما بعدها من إنتهازية.

                  

02-18-2019, 04:33 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)


    يا بشاشة

    طريقتك المستفزة في شتم خلق الله واحتقارهم، لن تكشف إلا عن طبيعة معدنك في الكتابة....

    وبعد دا كلو عايز تبقى "كاتب" مستكوش؟؟؟؟

    انت تفتقد إلى حاسة "شمّ الإبداع"....
                  

02-19-2019, 05:50 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: osama elkhawad)

    "وبعد دا كلو كمان ح"تنشر"؟

    ما كفاية الشفنا منّكْ،

    والله أكتر من بي"نشر"

    ولي عُمر قرّاءوا قصّرْ


    ع\ اللجنة الأهلية لضحايا "ذوي الاحتياجات الكتابية الخاصة"....
                  

02-19-2019, 10:02 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: osama elkhawad)

    المثقف العضوى
    هل تنشطر مواقفه كمثقف وكسياسى
    المبدئية سمة من سمات المثقف العضوى فى مواقفه الفكرية والسياسية ايضا
    لا افهم هذا التقسيم التعسفى لمواقف عبد الله
    فالفكرية تلقى الترحيب والاحتفاء
    والسياسية ترسل لها التبريرات والتعاطف
                  

02-19-2019, 10:24 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    عبد الله علي إبراهيم ليس سوى رجل إنتهازي ومتملق لنظام الاخوان المسلمين المجرم الفاشي.
    بالاضافة الى عنصريته القبيحة.
    والان هو يريد أن يقفز من سفينة الاخوان المسلمين الغارقة.
                  

02-19-2019, 10:28 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)

    من هو المثقف العضوي؟.. قراءة نقدية للشائع حول مفهوم غرامشي
    د. علي المرهج تاريخ النشر: اﻷثنين 21 أيار 2018

    ارتبط مفهوم "المثقف العضوي" بالمفكر الإيطالي الماركسي الشهير أنطونيو غرامشي (1891ـ1937)، ولا أروم الخوض في تعريف غرامشي للمثقف العضوي، بقدر ما أرغب بالقول أن هناك كثيراً من اللبس قد اعترى هذا المفهوم، فكثير منا يعتقد بأن مفهوم "المثقف العضوي" مرادف لمفهوم "المثقف المُستقل" الذي لا يقبل الخضوع لأيديولوجيا أو عقيدة معينة سوى ما يتطابق مع رؤى الإنسان الحر و مُتبنياته المعرفية المستندة على معطيات المنطق، إستقرائياً كان أم إستنباطياً، أو في ضوء منطق النقائض، سواء أكان هيجلياً أم ماركسياً.



    إن مفهوم المثقف في ضوء كل تشكلات المنطق هذه شاء أم أبى من تبناها هو مثقف نخبوي، لأنه يبحث عن اجتراح مفاهيم لها طاقة نظرية تجريدية، ولكن ما يشتغل عليه غرامشي هو التكوينات المجتمعية بتشكلاتها الأفقية المرتبطة بالواقع ومتغيراته، وبالتالي يكون مفهوم "المثقف العضوي" عنده هو الشخص الذي يستطيع أن يُدرك بمهارة تنم عن وعي ثقافي مائز تُعبر عن جماعته التي ينتمي إليها، وفق تفسير واقعي أخاذ، نافذ، ومقبول لحاجيات وتصورات طبقته التي ينتمي إليها، فالمثقفون بحسب فهم محمد عابد الجابري لغرامشي، لا يُشكلون طبقة مُستقلة، بل إن كل مجموعة اجتماعية لها جماعة من المثقفين خاصة بها، والذي يعني غرامشي هو مقدار ما يمتلكه هذا المثقف من وعي خلَاق يستطيع من خلاله التعبير عن أيديولوجيا الجماعة التي هو جزء فاعل وواع منها، ولا إستقلالية له إلَا بالمقدار الذي تكون فيه هذه الإستقلالية تعبير حقيقي لرغبات طبقته، ولكن وعيه التاريخي بها وبتحولاتها أشد وأعمق منهم، حينذاك سيجد معارضة شديدة من الوعي الجمعي لطبقته، الأمر الذي يضطره لأن يكون خارج الجماعة ليعبر عن طموحاته بحرية أكبر، وهو في هذه الحال، أي خروجه عن الجماعة التي ينطق بإسمها، ليُعبر عن طموحاتها، إنما هو إدراك ووعي نافذ عنده، وخروج عن نمط الفكير السائد الذي يتماهى فيه "المثقف التقليدي" مع "الحس الجمعي" للطبقة التي هو فيها، الذي صوره البعض أنه يعيش في "برج عاجي"، لكنه يبحث عن وجود مُفتعل يُصور نفسه أنه مُتماهي مع الجمع بكل سذاجاتهم وبساطتهم، كي يضع نفسه بافتعال وصرف مال أنه في مصاف الكل، كي يكون أعلى من الكل، لأنه يُتقن اللعب والمخاتلة وتزييف الواقع، ليصنع له منبراً وسرداقاً يُصفق له المُصفقون ممن ظن أنهم ببساطتهم سُذج يُخدعون، وفعلاً يُخدعون، لرغبة عندهم في تقبل خداع الذات لكسب مال هم به موعودون من سياسي غبي يدعي أنه مُدرك ومعبر عن مُعاناتهم، ولكنه غبي إستغله بُسطاء، وبسطاء لا يقبلون سوى حلب غبي من الأغنياء الذين يرومون صعود المجد بلا تضحية سوى تضحيته بتاريخ صراع الجماعة التي ينتمي إليها وهم بخداعه اللفظي والشعاراتي قابلون ومقتنعون، "الكل يخدع الكل" لا لشيء إلَا لأنه مُخادع كبير، وهم بسطاء بأسى وأقصى ما تصل له البساطة ولهم حاجة بمال غبي، وربما بما ذكي مُتغابي!!.



    بينما تجد "المثقف العضوي" مُغاير لكل تصوراتنا ولكل توجهات الجمهور، لا يقبل أن يستغل سذاجة أحد من الجمهور، ولا يُطبل مع المُطبلين، ولا يُزمر مع المُزمرين. إنه يُغرد خارج سرب الجمع الذي تُحركه العاطفة، ينأى بنفسه عن ملذات العيش في كنف السلاطين والمُستبدين، رافضاً أن يكون أداة أو وسيلة بيد الجماهير المُغيبة، يرغب بأن يكون هو لسانهم الناطق والمعبر الحقيقي عن معاناتهم وصبرهم الجميل والثقيل، لأنه العقل الناطق بإسم هذه الجماعة، وهذا الفهم نجده بيَناً في كتابات علي شريعتي في تمييزه بين "المثقف الأصيل" و "المثقف التقليدي"، فالمثقف الأصيل هو الذي يعي ويعيش مُعاناة الجماهير، هو مُعارض ورافض دوماً لكل ميقف يعيش حياته مُفارقاً لحياة مُجتمعه



    وهذا يعني وما ينبغي الإلتفات له أن مثقف غرامشي العضوي هو مثقف أيديولوجي ينطق بإسم الجماعة التي هو منها "مثقف ثوري" مهمته التنظير لـ "الهيمنة الثقافية" لأيديولجيا الحزب الذي ينتمي إليه ذلك المثقف!!، فالمثقف المعبر عن طموحات وآمال "البروليتاريا"، مثلاً، عليه أن يعمل بجد وكد وتعب فكري ونظري مُتميز كي تكون هذه الجماعة هي المهيمنة ثقافياً على المشهد السياسي والفكري والاجتماعي، لأنه هي الأحق بالقيادة من غيرها، فـ "الحزب الثوري" طبقاً لمقولات غرامشي هو الحزب الوحيد القادر على تكوين طبقة من "المثقفين العضويين" الذين بإستطاعتهم تحشيد الجماهير كي يكونوا جماعة قادرة على الرفض الحركي للهيمنة الرأسمالية.



    ألا يُعيدنا، أو ألا نستطيع من مقاربة وجهة النظر هذه ولو قليلاً مع دعوات ومتبنيات جماعة "الإسلام السياسي" لا سيما "الوهابية" وجماعة الأخوان المسلمين الذين يقولون بـ "الحاكمية"؟، فالحال هو ذات الحال، فجماعة الأخوان المسلمين عن السنة ومن شابههم من دعاة "ولاية الفقيه" عند الشيعة، إنما هم يدعون لوجود مثقف ديني، وهو المقابل الأرجح للمثقف العضوي عند غرامشي، وهذا المثقف الديني هو الذي يُمهد لقيام "حكومة إسلامية"، لأنه هو من لديه المكنة الفكرية والقافية لخلق جماعة حركية تؤمن بقدرتها على قيادة الأمة الإسلامية لما هو أفضل حال من جاهلية نعيشها نحن المسلمين في ظل حكومات لا إسلامية!!، فغرامشي يدعو لقيادة حزبية تقودها "طبقة ثقافية" مهمتها الدعوة لـ "الهيمنة الإشتراكية" بالقوة!!



    ولن نجد في نمط ما دعى إليه الأخوان المسلمين ومن شابههم فيما بعد ما يتنافى ودعوة غرامشي في ترك الإشتغال في "تفسير العالم" والعمل على "تغييره" بحسب الرؤية الماركسية لمهمة الفلسفة التي أساسها "التغيير" لا "التفسير"، ولو أنعمنا النظر في مُتبنيات الطرفين، على الرغم من التناقض في طبيعة المُتبنيات والقواعد المؤسسة لكلا الاتجاهين، فمتبنيات غرامشي تغوص في الواقع لتكشف عن عيوبه لتعالجه من داخله، وإن كان في كل رؤاه ينطلق من هموم ومعاناة طبقية في عالم واقعي، بينما تجد الأخوان المسلمون ومن شابههم ينطلقون من معاناة ذات الطبقة، ولكنها تغوص في الواقع لا لتكشف عن حلول مُستنبطة منه، بل لتجعله أسير رؤية دينية مثالية تستمد قوتها وعزمها من السماء، لكن "المثقف العضوي" عند كلا الاتجاهين، هو ذات "المثقف العضوي"، هو مثقف أيديولوجي يشتغل داخل أطر وأسيجة فكرية و "دوغمائية" تفرضها عليه طبيعة وجوده الاجتماعي داخل طبقته.



    ما نخلص له من القول أن مفهوم غرامشي عن "المثقف العضوي" لا يشمل الأدباء والكتاب والعلماء الذين لا ينشغلون بهَم الطبقة الذين هم منها، فهؤلاء في عداد "المثقفين التقليديين"، لأنهم يكتبون ويُنظرون للأدب من أجل الأدب، والعلم من أجل العلم، بينما تكون وظيفة "المثقف العضوي" عنده هي وظيفة اجتماعية تقتضي "التغيير"، لكن أي تغيير، إنه تغيير وفق مُعتقد وأيديولوجيا لها مقبولية وتأثير اجتماعي.

    منقول


    أعتقد أن الإنتهازي عبد الله علي إبراهيم لا يحمل مثل هذه الصفات أصلا.
                  

02-19-2019, 10:38 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)

    المثقف العضوي-:أنطونيو غرامشي A.Gramsci
    لطفي الإدريسي

    يرتبط هذا التوصيف المركب بالمفكر والقائد السياسي للحزب الشيوعي أنطونيو غرامشي A.Gramsci. المثقف العضوي لا يختزل فهما وتعريفا في ذلك المثقف المرتبط بالجماهير فحسب، الراغب في التغيير والذي يعمل أوعليه أن يعمل من أجله. "المثقف العضوي" في فكر غرامشي هو صاحب مشروع ثقافي يتمثل في "الإصلاح الثقافي والأخلاقي" سعيا وراء تحقيق الهيمنة الثقافية للطبقة العاملة بصفة خاصة وللكتلة التاريخية بصفة عامة ككتلة تتألف في الحالة الإيطالية لعشرينات القرن العشرين (وغرامشي يفكر من داخل السجن) من العمال بالشمال والفلاحين بالجنوب و"المثقفين العضويين" الذين لهم قدرة صياغة مشروع "إصلاح ثقافي وأخلاقي" وإرادة هزم الكتلة التاريخية القديمة المؤلفة من برجوازية الشمال وإقطاع الجنوب و"المثقفين التقليديين" أصحاب المشروع الفكري المحافظ والإيديولوجيا السياسية اليمينية المرتبطين بالكنيسة والإقطاع.

    شكل تفكير غرامشي في مسألة "المثقف العضوي" تجديدا جريئا داخل الفكر الماركسي استحق عليه غربة فكرية وسياسية وإخفاء لجل نصوصه لمدة ثلاثة عقود من طرف قادة الحزب الشيوعي الإيطالي. فكر غرامشي بمرجعية جديدة أساسها الموضعة التاريخية لدور المثقف في التغيير ما دام أن الصراع بدول أوربا الغربية_بعد فشل الأحزاب الشيوعية بهذه المنطقة في تحقيق أهدافها_ هو صراع على الأجهزة الثقافية والإيديولوجية (مدرسة، كنيسة، إعلام،...الخ) وليس صراع على الجهاز السياسي للدولة وخاصة أجهزتها القمعية (بوليس، جيش). كان الصراع في التجربة السوفييتية لثورة أكتوبر 1917 صراعا على الجهاز السياسي، فسهل كسب المعركة داخل المجتمع السياسي. أما في أوربا الغربية حيث للبرجوازية تاريخ ثقافي مكنها من الهيمنة على الأجهزة الثقافية_الإيديولوجية، فإن الصراع سيكون داخل المجتمع المدني لا المجتمع السياسي، وستكون لحرب المواقع أهميتها الإستراتيجية حيث للمثقف العضوي دور أساسي لا يتمثل في «الفصاحة المحركة للعواطف والانفعالات، بل الاندماج بالحياة العملية، والقدرة على الإقناع والتنظيم»].

    لم يفرج عن فكر غرامشي من داخل السجن الدوغمائي للماركسيين الإيطاليين إلا في عقد الستينات من القرن العشرين، ليتسلل إلى دوائر النخبة الثقافية اليسارية بفرنسا وأمريكا اللاتينية، ولم يدخل ضيفا_لأمد قصير_ إلى البيت اليساري العربي إلا في نهاية عقد السبعينات وطيلة عقد الثمانينات، خاصة مع المراجعات التي بلورتها أطر اليسار الجديد والتي رأت في فكر غرامشي سندا قويا ضد الدوغمائية السائدة في الأحزاب اليسارية التقليدية. إلا أن استقراره ببيت الفكر اليساري العربي كان استقرارا قصيرا عصفت به التفككات الجيو_سياسية الدولية وفي مقدمتها تفكك الكتلة الشرقية في نهاية 1987؛ وسيادة العولمة كنمط إنتاج ثقافي، اقتصادي وسياسي مهيمن على المستوى الكوني. وبذلك يثبت الفكر العربي أزمة علاقته بالإطار المرجعي، إذ سرعان ما يغير اعتماده على الإطار المرجعي، وكأنه عكاز هش آيل إلى الانكسار السريع، ولنا في تاريخ تلويـك شعارات "النهضـة" و"التقـدم"

    و"القومية" و"الثورة" و"التحرير" ...الخ ما يسعفنا على الإدراك الحقيقي لسرعة تبدل الشعار أوالمقولة الذي تحقق في الغرب واقعا ولم يقتصر على مجال الحلم والاستيهام. نفس الأمر حدث للفكر العربي السياسي اليساري مع مفهوم " المثقف العضوي" حيث عادلت سرعة اعتناقه سرعة الخلاص منه.

    لماذا هذا الاستطراد في بسط الأطروحة الأساسية الغرامشية؟ ولم هذا الاستنتاج الفصيح في حق "النزعة الانقلابية اليسارية"؟

    كان الغرض هوإبراز أن مفهوم "المثقف العضوي" عند غرامشي لم ينفصل عن مكان هو إيطاليا وزمان هو عشرينات القرن العشرين، كما أن مشروع المثقف العضوي الكامن في الإصلاح الثقافي والأخلاقي لا ينفصل عن القاعدة الاجتماعية_الاقتصادية. يتساءل غرامشي « هل يمكن تحقيق إصلاح ثقافي، أي الرفع من المستوى "المدني" للشرائح الاجتماعية الدنيا، دون إصلاح اقتصادي سابق وتغيير في الوضعية الاجتماعية والمستوى الاقتصادي». لا نبتغي العودة إلى قصة لمن الأسبقية الزمنية في الوجود للدجاجة أم للبيضة، لنطبقها على علاقة الإصلاح الثقافي بالتغيير الاقتصادي والاجتماعي. إلا أن غرامشي يظل فصيحا في تفكيره وهو يتعقل دور "الأمير الحديث" (الحزب السياسي الذي ينشد التغيير)، حيث أن عمل المثقف في العمل داخل الحقل "المدني" والرفع من وعي الشرائح الاجتماعية الدنيا مشروط بوجود قاعدة سوسيو_اقتصادية ممهدة لعمل المثقف وداعمة لمشروعه الخاص بالإصلاح الثقافي والأخلاقي. فهل نحتاج بعد هذا لمزيد بيان لإقناع من يرفعون سياطهم للتنكيل بجثة المثقف العربي الذي افتقد الأساس المادي لفعله الثقافي وكان "سيزيفا" تحول إلى درويش، موظف مستكين، أو معتقل سياسي؟

    إن استدعاء علامات فكرية وازنة مثل سارتر، بورديو، غرامشي هو استدعاء لا ينخرط ضمن الرغبة في استنساخ ما أكدته هذه العلامات، كما لا ينخرط بصيغة أوضح ضمن الانشداد الأعمى والتكرار "الببغاوي" لمقولات وأحكام هذه العلامات في حق المثقفين، كمقولات وأحكام كانت نقدية إزاءهم حد القساوة، لكنها أناطتهم بأدوارهم "التقليدية" و"الثابتة" كمثقفين. إنه استدعاء ينخرط ضمن تجديد الدعوة بضرورة استمرار الاعتقاد في دور المثقف (لا رسالته الخالدة)، والتفكير في وسائل عمله المعرفي_التنويري_النقدي، وتجديد مهمته في الالتزام. لا يمكن إنكار البعد النقدي لكتابات عربية نقدية تجاه المثقف العربي، إلا أنه تقييم يلقي "بالرضيع مع ماء الغسيل" ويشيع المثقف تشييعا نهائيا إلى مثواه الأخير: مثوى الصمت، مثوى العجز، مثوى الاستقالة المفروضة أو الاختيارية.

    والحال أن الحاجة إلى المثقف ما زالت حاجة قائمة وراهنة، بل هي حاجة اشتدت وتعاظمت بتعاظم النكسات والهزائم التي شلت الكيان العربي قيادة وشعوبا، ثقافة وسياسة. غير مطلوب من المثقف العربي أن يكون داعية إيديولوجيا، رجع صدى أو ببغاء يردد الشعار السياسي للحاكم أو معارضا سيزيفيا ينوب عن أوسع الشرائح الاجتماعية في صياغة مطالبها والدفاع عنها. وغير مطلوب منه أن يعمل على "تجسير الفجوة" بينه وبين الأمير/الحاكم (أطروحة صاغها الباحث الاجتماعي المصري_الأمريكي سعد الدين إبراهيم منذ عقدين وأثارت زوبعة من النقاشات وردود الأفعال). غير أنه مطلوب منه ألا يقتات من فتات موائد الحكم السياسي، وأن يتقن حرفته كصانع للأفكار التي قد تفيد "الشعب". لذا تظل نقطة تحيين مسؤولية المثقف في الالتزام بقضـايا اجتماعيـة

    وسياسية أول نقطة على جدول أعمال المشروع الفكري الموكول للنخبة الثقافية،

    منقول
                  

02-19-2019, 08:24 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عضمان: "عضم" ع.ع. ابراهيم، و"عضم" بشاشة (Re: Deng)

    ممكن ع.ع. ابراهيم يكون مثقف "عضمي "..

    يعني أنّى كانت في كدّة في "عضم السياسة" ، يتوجّه إليها أي "الكدّة"،،

    وبتأويل هاشم الحسن "الكدّة الممكنة" هي "فن الممكن" في السياسة...

    وع.ع. ابراهيم وبشاشة يشتركان في علاقتهما ب"العضم"....

    كيف؟؟؟

    ع.ع.ابراهيم يتجه حسّه نحو "الكدّة العضمية الممكنة والمتاحة"...

    وبشاشة ظل لعقود صاحب "عضم" واحد ، متكون من كلمات معدودات، يرمي بها إلى قارئه "الكلــــــــــــــب"،،

    ولم ينجح حتى الآن في اجتذاب "كلــــــــــب " واحد..........
                  

02-20-2019, 04:50 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عضمandquo (Re: osama elkhawad)

    حلوة يا اسامة هذا النحت الطريف
    مثقف عضمى
    ساكى الكدة
    وطبعا عبد الله ما ساكى كدة تعود بنفع مادى مباشر
    هو اسكيلو اعلى من كدا
    هو يبحث عن كدة المكانة كمفكر
    والموقع كسياسى يود دائما ان يكون فى صدارة المشهد
    مثال ترشحه لرئاسة السودان
    ونشاطه المحموم هذه الايام وعباراته النارية القوية ضد الانقاذ والبشير شخصيا
                  

02-20-2019, 07:14 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: mohmmed said ahmed)

    ونشاطه المحموم هذه الايام وعباراته النارية القوية ضد الانقاذ
    والبشير شخصيا.
    ======
    سياسيا كدة، فغايتو في الأيام دي، أنا لو في محلك يا محمد،
    كنت حأقبض في (الكدّة) الفوق دي بالسن وبالضرس.

    أما ما فات وفات والسبعة لفّات السياسية ديلاك،
    فحلّها كان في فصله من الحزب مثلا،
    أي حزب، لو إنه يكون متحزبا.
    لكن بي وين، لقد سبق واستقال مرة،
    ثم لم يتحزب إلا لرأيه..
    وبقا بس ياهو كدي:
    ولا بنفات بأخوي وأخوك..
    مثقف (جدلي) وكمان مجادل،
    وكاتب ذو حضور كبير ومؤثر،
    وسياسي حر، هو ورأيو ؤ بس،
    تتفق ماهو أو تختلف ؤ بس..
    بدون استدعاءات أو إلزامات تنظيمية.

    مثقف..
    ورطة للمثقفين!!
                  

02-20-2019, 10:06 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: هاشم الحسن)

    اها ياهاشم مثقف حر دون استدعاءات والتزامات تنظمية دى المفارقة العجيبة
    عبد الله بعد تحرره من الالتزام السياسى التنظيمى كان له ان يحلق ويغرد
    ولكنه اثر المساومة والمدارة واتخاذ مواقف سياسية مرتبكة مثل مشاركته فى مؤتمرات نظام الانقاذ والمداومة على الكتابة فى وقت اوصدت الابواب وفتحت بيوت الاشباح
    نقبض فى شنوبعد ما الشباب وقفوا بجسارة فى وجه الغول جاى عبد الله يقول البشير ظالم
    يا عمى متشكرين ما يلزمناش

    (عدل بواسطة mohmmed said ahmed on 02-21-2019, 05:31 AM)

                  

02-20-2019, 10:28 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: mohmmed said ahmed)

    Quote: حلوة يا اسامة هذا النحت الطريف
    مثقف عضمى
    ساكى الكدة
    وطبعا عبد الله ما ساكى كدة تعود بنفع مادى مباشر
    هو اسكيلو اعلى من كدا
    هو يبحث عن كدة المكانة كمفكر
    والموقع كسياسى يود دائما ان يكون فى صدارة المشهد

    بالضبط...

    لا يبحث عن مغانم مادية....

    ولماذا لم يدافع عن حق المثقفين الآخرين في أن يظهروا على الأقل بنسبة عشرة في المائة من ظهوره في التلفزيونات التي ثبت بتجربة "الانتفاضة" الحالية، انها تمالئ الحكومة ولا علاقة لها بغمار الناس.؟؟؟
                  

02-21-2019, 08:06 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: mohmmed said ahmed)

    Quote:
    تعليق الخاتم عدلان علي محاضرة الدكتور عبدالله ابراهيم التي قدمها بابو ظبي في 11/7/2001 والتي نشرنا نصها في بوست خاص،
    ولاهمية مساهمة الاستاذ عدلان راينا ان نعيد نشرها في بوست منفصل



    *أحب أولا أن أعبر عن شكري الجزيل للأخ عبد المنعم عجب الفيا، على وضعه لفكر صديقنا الدكتور عبد الله علي إبراهيم، في بؤرة الضوء، سواء محاضرته في أبوظبي التي نشرها عجب الفيا في هذا الموقع بعد نيل موافقة المحاضر على سلامة النص، وهو تقليد حميد اقتضته الأمانة ، أو ورقته بعنوان تحالف الهاربيين حول «مدرسة» الغابة والصحراء، أو كتاباته اليومية في الصحف السودانية. وبالطبع فإنني أوافقه على المجرى العام لحجته الراجحة كما يتضح من مداخلتي الحالية.

    وأبدأ بأن هناك إختلال أعتبره جوهريا في نقاش أفكار عبد الله على إبراهيم، هو غياب الرجل نفسه عن ساحة الحوار. وهو غياب بغير حجة على ما أعتقد، لأن عبد الله، حسب ما ذكر في هذه المحاضرة وفي مواضع غيرها، مطلع على ما يدور في الإنترنت، وخاصة حول أفكاره وآرائه، وقد شاء مرة أن يرد عليها بصورة غير مباشرة في موضع غير موضعها. غياب عبد الله عن المحاورة يشعر بعض المشاركين فيها أنهم ربما يخرقون قواعد « الفروسية الفكرية» إذ ينازلون رجلا لا ينافح عن نفسه بما يملك من العدة والعتاد، بل ربما يشعر آخرون بأنه ألقى سلاحه وهرب من ميدان المعركة كليا. وهذا الغياب نفسه هو الذي دفع آخرين، لا يتفقون تماما مع عبد الله، إلى تبني قضيته، وربما بحماس أكثر من حماس صاحبها نفسه، وهذا يجلب التشويش أكثر مما يحقق الوضوح الذي هو بغية الجميع. وقد وصفت نصوصه بأوصاف ربما توحي إلى البعض بأنهم غير مؤهلين بصورة ما لمناقشتها، وتحت مثل هذه الأوصاف ترقد أنواع من المجاملة أو الغفلة، بل حتى المبالغة والتخويف، لا يبررها لعبد الله، ماضيه أو حاضره.

    من أجل تلافي هذا الخلل الذي أشرت إليه أرجو أن نوجه الدعوة لعبد الله أن يشارك في التوضيح والشرح والرد، والدفاع، عما طرحه هنا من آراء، حتى نصل إلى نتيجة ما، بضمير مرتاح وشعور وافر باللياقة الفكرية.

    النص المقدم هنا يصعب أن يطلق عليه مصطلح المحاضرة، فهو ينطوي على إهمال كبير وارتجال فتك بالإبانة فتكا غير رحيم، كما به من التهافت من حيث البناء المنطقي ما قل أن نجده حتى في نصوص العوام. وهي أمور يمكن إقامة الدليل عليها بالإقتطاف المباشر من النص المبذول بين يدينا، والذي تشهد كل عبارة فيه تقريبا على ما نقول. وربما يغريني توفر مثل هذه الأمثلة بكثرة جالبة للملل، على تتبعها وإبرازها، ولكني لا أريد أن أسير في هذا الطريق. أولا لأن فطنة القراء لا تحوجني إليه، وثانيا لأنني مهتم بالمفهومي في نص عبد الله، حتى وإن توارى تحت عويش من الكلام، أكثر من طريقته في التعبير عنه. ولن أتعرض للتعبير إلا في إطار ما أراه فضحا للمفهوم الثاوي تحت طياته.

    أستطيع أن ألخص أهداف محاضرة عبد الله، مع تحفظي حول الإسم، فيما يلي:

    • نحن في السودان الشمالي ننتمي إلى الثقافة العربية الإسلامية، وهي سوية يمتنع معها التمييز بين أي شمالي أو آخر، سواء كان يساريا أو يمينيا، حاكما أو معارضا، غنيا أو فقيرا، مجاهدا من أجل المشروع الحضاري، أو مناضلا من أجل السلام، مشردا عن الوطن أو ناهبا لثرواته، قاهرا لشعبه أو خارجا ضد ذلك القهر، داعية للدولة الدينية أو مناديا بالدولة العلمانية. كلنا سواء: إذا ارتكب قادة الحكومات المتعاقبة، الديكتاتورية اوالديمقراطية، أخطاء قاتلة في حق الوطن، فإننا نكون كلنا قد ارتكبنا تلك الخطايا حتى وإن كانت ضدنا. إذا شن عبود والصادق المهدي وعمر البشير الحرب ضد الجنوبيين فإننا نكون كلنا قد شننا تلك الحرب حتى وإن عارضناها. أيادينا ملطخة بالدماء حتى وإن لم يطرأ لنا يوما أن نقتل احدا ولو في الأحلام. وعقابنا جميعا واحد لأننا مشتركون كلنا في الجريمة وبنفس المستوى. ولذلك فإن مصلحتنا الشخصية، مصلحة كل واحد منا هي ألا يطالب بعقاب أحد لأنه ارتكب ذنبا في الجنوب لأن العقاب سيطالنا جميعا.

    • يقول عبد الله في تسويقه لفكرته السابقة: « أصبحت السياسة تتكلم عن قطاع عريض، تتكلم الآن مش عن حزب كذا وحزب كذا، ومن أخطأ في حق الجنوب. وإنما بتتكلم عن قطاع، عن « ريس»، عن عنصر، ودا مهم لأنو دي الوقت بداية دخول فكرة الريس، العنصر، يعني في تناولنا وفي نظرنا الثقافي والسياسي، يعني نحن كنا بنتكلم عن والله الخطة بتاعت الجمهوريين هي كانت أفضل عن الجنوب وإنو مثلا اليسار كان أحنى بالجنوب، اليسار الشمالي، والجمهوريين الشماليين. لكن السيد الصادق والنظر العام دي الوقت يقول نحن الشمال السوداني، تتعدد اللافتات والشمال السوداني واحد. ودا مهم لأنو نحن دي الوقت بنتكلم عن ريس، كمدخل لدراسة التعقيد الجاري في السودان ودا بزيل المزاعم الخاصة للجماعات السياسية الشمالية من اليمين إلى اليسار إلى الوسط على أنها هي الفرقة الناجية في مسألة الجنوب: أنا أحسن من ديل، أنا كنت قدمت الفكرة الفلانية والموقف الفلاني وكذا وكذا.»

    • الفكرة الثانية المرتبطة بهذه هي أن ما قامت به الجبهة الإسلامية في الجنوب ليس أسوأ مما قامت به كل الأحزاب الأخرى وأن عذرها في ذلك هو الشفرة الثقافية المركبة فينا جميعا، وحقيقة أن القومية العربية الإسلامية خلقت وطنا أكبر منها وحررته بطريقة خرقاء ومأزومة.

    • يتبع من كون القومية العربية الإسلامية خلقت وطنا أكبر منها، وبصورة منطقية، أن تصغر وطنها ليتطابق مع ذاتها، وأن تترك ما عداه لمن لا ينتمي إليها، وهي دعوة إلى الإنفصال، يشارك عبد الله فيها عتاة العروبيين الإسلاميين وغلاتهم.

    • بعد أن يتساوى الوطن مع القومية العربية الإسلامية فإن الدعوة موجهة لنا جميعا لدخول برج الإنقاذ حتى وإن كنا نكرهه لأن دخوله يعني أننا لن نراه.

    وإذا كانت هذه هي القضايا الاساسية التي طرحها عبد الله في هذه المحاضرة، فما هي علاقتها بالثقافة؟

    الإجابة على هذا السؤال تدخلني إلى تكتيكات عبد الله في تسويق افكاره، وفي الإيحاء للكثيرين، من خلال هذه التكتيكات، وكما ظهر في تقديم الأخ محمد عبد القادر سبيل، بأنه عالم لا يشق له غبار، وأنه مؤلف للنصوص الكبيرة، وأنه علم من أعلام التنوير في بلادنا. وهي اوصاف تجانب حقيقة عبد الله مجانبة تكاد أن تكون كلية، وخاصة بعد أن سبق عليه كتاب الإنقاذ وزلزله نداؤها من ابواب الجحيم، وهو أمر سأوضحه في نهاية هذه المساهمة.

    التكتيك الأول: إخفاء الموقف السياسي المباشر في طيات الرطانة الثقافية، التي غالبا ما تكون خالية كليا من المعنى. فعندما أراد عبد الله أن ينفي حجج المعارضة السودانية في إدانة الإنقاذ لأجندتها العروبية الإسلامية الأصولية قال:

    « دا ما صحيح، الصحيح هو أنو نظام الإنقاذ مستل من شفرة في الثقافة ومن مستودع في الثقافة ومن دلالات في اللغة ومن دلالات في الثقافة بحيث إنو لربما كان الأخير في زمانه ولكن جاء بما لم تستطعه الأوائل من حيث البشاعة « ضحكة» لكن البشاعة، إذا شئت إنه في بشاعة أو أنو في عنف، أو في، هو مستل من شفرة أساسية وهذه الشفرة الأساسية زيادة على الثقافة العامة التي درجنا عليها، لكن تأسست بشكل أساسي في فترة الحركة الوطنية.»

    فهذا الحديث المكتسي جلال الثقافة خاو تماما من المعنى. فما معنى أن يكون الإنقلاب العسكري الذي نفذته الجبهة الإسلامية عن طريق التأمر يوم 30 يونيو، مستلا من شفرة ثقافية عربية أو غير عربية؟ الشفرة الوحيدة في إنقلاب الإنقاذ هي «سر الليل» الذي استخدمه الإنقلابيون في تلك الساعات الأولى من الصباح، وهي شفرة فشل في حلها أحمد قاسم فلقي حتفه صباح ذلك اليوم، رغم ما يحمله، حسب عبدالله، من شفرة ثقافية عربية أسلامية أصيلة. وهل يمكن الحديث عن شفرة ثقافية، كما نتحدث مثلا عن شفرة جينية؟ هل إندغمت الثقافة في مفاهيم عبد الله الحديثة جدا في البيولوجيا؟ ومن كان يملك تلك الشفرة: الترابي مجدد العصر، الذي هجره المفتونون به عندما فقد السلطة، أم علي عثمان الذي أكتشف البعض قرابتهم معه بعد أن آلت إليه الأمور؟ وهل الشفرة الثقافية العربية الإسلامية واحدة؟ بحيث يتساوى فيها محمود محمد طه وقاتلوه؟ هل كل مسلم هو بالضرورة أخ مسلم؟ ما هذا الحديث الفج عن الشفرات الثقافية، بينما المقصود معنى سياسي واضح هو الدفاع عن الإنقاذ وجرائمها.

    • لا يستخدم عبد الله الثقافة وحدها في الدفاع عن آرائه السياسية، بل يستخدم كذلك الهراء المحض. وأنا استخدم كلمة «الهراء» هنا، بالمعنى الذي استخدمها به أحمد بن الحسين، عندما فسر الهراء بأنه : « الكلام بلا معاني»:
    ولولا كونكم في الناس كانوا "هراء كالكلام بلا معاني"

    • . فلنستمع لعبد الله مرة أخرى وهو يحاول أن يدمغنا جميعا بما أقترفه نظام الجبهة الإسلامية من خطايا في حقنا، وأقصد نحن كجنوبيين وشماليين:
    « نحن كلنا إذا كنا سودانيين شماليين في هذا اللقاء، لنا إشكال في شفرة ثقافتنا، وفي رموز ودلالات لغتنا وفي شحناتها التاريخية وفي علاقاتها التاريخية بحيث أنه يصبح مفهوم الفريق الناجي ضئيل جدا. وبحيث تكون التبعة والذنب والخطأ هو الخيط الذي يصل بين الجماعات الشمالية كلها.»
    ولاحظ هنا أن الإستنتاج السياسي، وهو تجريم الجميع، واضح جدا ومقيل بلغة لا لبس فيها ولا غموض، لغة سياسية صافية، أما المبررات فهي الهراء المحض الذي لا معنى محددا له، والذي يلوذ بالشفرات والرموز والدلالات والشحنات.

    • لقد تساءلت بيني وبين نفسي: هل أنا مسؤول عن الجرائم التي حاقت بأهلي في الجنوب؟ هل ساهمت فعلا في قهرهم؟ بل هل توانيت في استخدام كل ما أملك من طاقات للدفاع عنهم من مواقعي؟ وأجبت بضمير مرتاح: أنني لست مذنبا. صادقت الجنوبيين والجنوبيات منذ نعومة أظفاري، لم أشعر بتفوق عليهم، وإن شعرت بتفوق الكثيرين منهم عليّ، ولم أحتج في ذلك إلى جهد كبير، لأنني تحررت من أوهام التفوق العرقي وأنا لم أشب بعد عن الطوق، في عام 1969 اقترحت في أتحاد طلاب جامعة الخرطوم أن نبعث لجنة لتقصي الحقائق في الجرائم التي ارتكبت في الجنوب عامي 1965 و1966، وذهبنا في وفد من أربعة أعضاء في اللجنة التنفيذية، هم أبدون أقاو، وحاتم بابكر، وعبد الله حميدة وشخصي، وحققنا في جرائم الملكية في جوبا، وفي مذبحة العرس في واو، وهددنا مدير المديرية الإستوائية، يوسف محمد سعيد، بالسجن لأننا رفضنا لغته المسيئة ومفاهيمه النازية، وتضامنا مع صديقنا ورفيقنا أبدون أقاو، ضد تهجمه الشخصي.
    وعندما عدنا إلى الخرطوم عرضنا الحقائق الدامغة في مؤتمر صحافي غطته كل الصحف في اليوم التالي، وأصدرنا إدانتنا الدامغة للجيش السوداني و قيادته السياسية. وكنا نسعى إلى المواصلة لولا قيام إنقلاب مايو بعد ذلك بأقل من أسبوع. وفي 1970 ذهبت ضمن مجموعة كبيرة من أعضاء جمعيتي الثقافة الوطنية والفكر التقدمي إلى جوبا وواو وملكال، وعشنا مع الناس واقمنا الفصول للطلاب والاسواق الخيرية لصالحهم وحلقات محو الأمية للكبار، وساعدنا النساء والعمال على التنظيم وخرجنا من كل ذلك بصداقات باقية حتى نهاية العمر. صادقت أخوتي الجنوبيين في الجامعة، وصار «بيتر نيوت كوك» أعز أصدقائي وأعتبره عالما، ديمقراطيا، مثقفا، وقانونيا ضليعا، ضمن مثقفين وعلماء كثر يعج بهم هذا السودان. أيدت نضال الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ أن إنشئت، وأشدت ببرنامجها ودافعت عنها في جميع المنابر دفاع من لا يلوك كلماته أو يخشي في نصرة الحق لومة لائم. وناديت في رفق من يفهم ظروفها، والتعقيدات المحيطة بها، والشروط التاريخية التي لا تملك منها فكاكا، وليس المتحامل عليها من مواقع التآمر السياسي مع الطغاة الأصوليين، إلى تحولها إلى حزب سياسي من حلفا إلى نمولي كما يعبر قادتهأ، واقمت مع هؤلاء القادة أنفسهم ومع أسرهم علاقات حميمة وقوية.

    • كيف إذن يحملني عبد الله علي إبراهيم بدوافع تواطئه المذموم مع الجبهة الإسلامية الخطايا التي ارتكبها القتلة والمجرمون والمهووسون في نظام الإنقاذ أو خارجه؟ وقد تحدثت عن نفسي هنا، ليس لتفرد موقفي أو شخصي، بل لإعطاء مثال محدد لا يستطيع عبد الله أو غيره أن ينازعني عليه. مع علمي أن موقفي هذا هو الموقف المشترك، وإن اختلفت التفاصيل، لمئات الآلاف من أبناء وبنات وطننا الكبير الذين لا يكنون لأخوتهم الجنوبيين سوى الإعزاز. وليس سرا أن عشرات الآلاف من أبناء وبنات الشمال قاتلوا في صفوف الحركة الشعبية طوال هذه السنين، وبلغوا في ذلك شأوا لم نبلغه.

    • هل معنى ذلك أن « الثقافة العربية الإسلامية» وحتى في أكثر صيغها رقيا، خالية من النزعات الإستعلائية، المحقرة للآخر والمقصية له من مجال الكرامة، أو حتى من مسرح الحياة نفسها؟ طبعا لا. ولكن القول بأننا جميعا مشتركون في هذه المفاهيم الحاطة من قدر الإنسان وكرامته، هو القول المرفوض والمردود في تهجمات عبد الله الغليظة علينا جميعا. شخصيا، لا أحمل من هذه النزعات شيئا كثيرا أو قليلا، بل سخرت عمري حتى الآن لمحاربتها ودفعت مستحقات موقفي. وهنا أيضا لا أتحدث عن تفرد شخصي، بل أريد أن أقيم الحجة على عبد الله بصلابة لا يستطيع أن يتخطاها أو يلتف حولها، وأعلم في نفس الوقت أن مئات الآلاف من أبناء السودان وبناته يحملون الموقف ذاته، ومنهم من يعبر عنه بعمق أكثر مما أستطيع، ويدفع مستحقاته بتحمل أقدار من الظلم لم تطالني بنفس الدرجة. كما أعرف أيضا أن عبد الله سار في هذا الطريق لبعض الوقت، وهاهو قد سبق عليه كتاب الإنقاذ، فتنكب ذلك الطريق، وصار يقبل من الثقافة العربية نفسها أكثر جوانبها معاداة للديمقراطية والإستنارة، وتغييبا للإنسان.

    • ليس صدفة أن عبد الله يتحدث عن شفرة ثقافية، غير عابئ بالخلط بين العلوم والتخصصات والفلسفات. فغرضه من ذلك تحقيق سوية غير متمايزة من الشماليين جميعا، ليسوقهم، بالتخليط والتشويش، وبالإبتزاز الصريح المستند إلى الجدار القمعي الحاكم في السودان، والمعتمد في المدى البعيد على مستودعات التجهيل التي أشاعتها الإنقاذ، إلى خطيئة واحدة، وثقافة واحدة ، وتاريخ غفل من الفعلة، وجرائم غاب مرتكبوها في سديم الشفرات. ولا يجد عبد الله صعوبة في كل ذلك، نتيجة للتشويش الفكري الذي يعاني منه هو شخصيا، لإفتقاره للأدوات الدقيقة التي تصنف المفاهيم وتحدد الدلالات وتزيل التناقضات.

    • ماهي هذه الشفرة الثقافية يا ترى؟ ما هي طبيعتها؟ كيف نفك رموزها ومن يملك تلك الرموز؟ أيملكها حسن عبد الله الترابي أم علي عثمان محمد طه أم البشير؟ أم يملكها عبد الله شخصيا ولا يريد أن يجود علينا بأسرارها؟ أمن ضمنها الأصولية الإسلامية والدولة الدينية، والحرب الممتدة، والتطهير العرقي والإسترقاق، وإضطهاد النساء والبتر والقطع والصلب والخلافة عن الله؟ أمن ضمنها الطغيان والدكتاتورية؟ أمن ضمنها النهب الإقتصادي والأثرة والأنانية والشراهة التي تغطي عوراتها بالنصوص المقدسة؟ أمن ضمنها تقسيم البلاد إلى حاكورات يملكها أهل الإنقاذ فيسدون أبواب الرزق على كل من عداهم من أهل هذه البلاد؟ أية شفرة يتحدث عنها عبد الله؟
    • يسهل على عبد الله أن يتحدث عن سوية غير متميزة، لأنه يعتقد أنه يمكن حتى الآن، أن نتحدث عن المجتمع، وهو هنا المجموعة الشمالية العربية المسلمة، في تصنيف عبد الله، وكأنها «جوهر» مستقل عن خصائصه! وهو في ذلك يتخطى إلى الوراء، وفي قفزات نكوصية مذهلة، إرث أكثر من ألفي عام من المنطق الفلسفي والعلمي، وتلك نقطة سنعود إليها في غير هذا السياق.

    • يهمني أن أقول هنا، أنني، ولإنتمائي لشعبي، لا أنتمي لمقولة عبد الله الذهنية حول «الجماعة العربية المسلمة»، بل أنتمي لهوية أوسع هي الشعب السوداني، المتمايز قوميا ونوعيا وطبقيا ودينيا وثقافيا، والذي يشد عراه مع ذلك إنتماء جامع إلى وطن واحد، نحاول أن نوسعه ليشمل الجميع ويحتفي بالجميع. المقولة الذهنية الخاصة بعبد الله، تقوم على فكرة هجرتها البشرية حاليا، هي فكرة النقاء العرقي، بل إن كل قرون إستشعار المخاطر المحدقة، تستيقظ وتدق أجراسها عندما تسمع من يردد هذه الفكرة التي تترتب عنها مناهج في التفكير أورثت البشرية اضرارا فادحة. وقد دفعنا ثمنها في السودان، قبل أن تجيئ حكومة الإنقاذ، ولكن حكومة الإنقاذ حملتها إلى نهاياتها الأكثر دموية وعنفا. وإن أي تحليل يحاول أن يطمس الحدود بين الإنقاذ وما عداها، ويساوي بينها وبين من سبقها، أو حتى يساوي بينها وبين من يحمل هذه الافكار نفسها ولكنه لم يشأ أن يطبقها أو لم يجد وسيلة لتطبيقيها، لهو تحليل معطوب ومتنكب للصواب. ولذلك فإن وضع عبد الله الطيب، أو الطيب صالح على سبيل المثال، في نفس معسكر الترابي والبشير، وإن حمل الرجلان بأقدار متفاوتة مفاهيم عروبية ذاهلة عن حقيقة شعبهما ونفسيهما، من الأخطاء المنهجية الكبيرة التي تورط فيها البعض دون أن يستبينوا الخطل فيما يزعمون.

    • إنتمائي للسودان كهوية جامعة لا ينفي بل يغذي، الإنتماء لهويات أصغر، شريطة ألا تتعارض تلك الإنتماءات، أو تلك الهويات الأصغر، مع المباديء الجامعة للجماعة السودانية، الشمالية الجنوبية الشرقية الغربية الوسطية، وهي مبادئ المساواة والعدالة والرفاه والكرامة والحقوق الإنسانية المملوكة ملكية جماعية. أي أنها لا تتعارض مع الإسلام المستنير، بل تتقف مع جوهره الخير الداعي للحرية، والمتصالح مع العلمانية، وحقوق الإنسان وكرامته. وما العلمانية سوى إدارة الناس لشؤون دنياهم بعيدا عن أي كهنوت. وهي بهذا المعنى حركة مجتمعات لا محيد عنها ولا مهرب منها، طالما أن المجتمعات تسير دون هوادة في إتجاه الإمساك بمصائرها، وإقامة بنائها على أساس من العدل والرشد. وهذا قول يحتاج إلى تفصيل لا يتسع له المقام الحالي. كما لا تتعارض مع المسيحية أو الديانات العريقة المبجلة للطبيعة او للجوهر الإنساني، ولا تتعارض مع علوية الإنسان من حيث هو إنسان، بل تمتد بهذه العلوية إلى آفاق أكثر رحابة باستمرار, وتتسع الهوية السودانية الجامعة لكل الهويات العرقية الأصغر، ومنها الهوية العربية بخصائصها السودانية التي وصفناها. أقول السودانية، وأعتبرها مركز جملتي، لأن الأوطان تصبغ خصائصها وتعطي إسمها لكل الجماعات الوافدة عليها، وحتى وإن كانت وفادتهم تدشينا لعهد جهد جديد، ومرحلة تاريخية متطورة. وهي تعطيهم إسمها، وسماتها، وخيراتها، وتفرض عليهم واجبات حمايتها، وتصوغهم وفق قوانين اجتماعها، في نفس الوقت الذي تتسع لمواهبهم وثقافاتهم وألسنتهم وأديانهم أو تتبناها. وهذا أيضا يحتاج إلى تفصيل لا يتسع له المقام الحالي. ولا ترفض الهوية السودانية الجامعة بالطبع، اللغة العربية، ولكنها لا ترفض كذلك اللغات الأخرى بل تحتفي بها. ونسبة لحاجة الجماعة الموحدة في الوطن إلى لغة مشتركة، فنحن نرشح اللغة العربية لتكون ذلك الوسيط، على أن تتطور هي نفسها لتكون لغة عالمية، علمانية لا يشعر المتحدث بها أنه ملزم، لهذا السبب، بالإيمان بدين غير دينه. أي فك الإرتباط الأيديولوجي بين اللغة والمكونات الثقافية الخاصة بجماعة في الوطن دون سواها، وتوسيع القطاع العلماني في التعبير بطابعه الإنساني الشامل، المتمايز عن الخطاب الديني الأصولي، الذي يحاول في كل مناسبة أن يستر ضعفه ويخفي تهافت منطقه، بالتحصن والتسلح والتصفح، بالنصوص المقدسة التي يحرفها عن مواضعها ويستغلها في استدامة أنماط تفكيره وإحكام أدوات سيطرته على العقول. وهو ما فعلته كل اللغات المتطورة في العصر الحالي، دون أن تكون عاجزة بالطبع عن التعبير عن القيم الدينية لمن يريد أن يعبر عن تلك القيم. ويتبع ذلك رفع الحرج، التأصيلي، الذي ابتليت به اللغة العربية على أيدي بعض ممثليها من حراس القديم، والمتمثل في تحفظها في الأخذ من اللغات السودانية الأخرى، من نيلية وحامية ونوبية بدويت، ومن الدارجة السودانية وترقية تعابيرها ورفعها كل يوم إلى مصاف اللغة الفصحى، كما ترفع الفرق الكروية التي تتميز في أدائها إلى المستويات الممتازة، باعتبار هذه اللغات هي المستودع الذي لا تنضب مياهه للتعبير اللغوي المعاصر والمتطور والذكي والطريف. وباعتبار قربها من الوجدان الشعبي ومقدرتها على التعبير عن أدق خلجاته. ويمتد رفع الحرج إلى الأخذ من اللغات العالمية كل ما تحتاج |ليه لغتنا لتكون بالفعل لغة للعلوم والفلسفة والإزدهار الأدبي والثقافي. ونخص هنا اللغة الإنجليزية، مذكرين بما حدث لهذه الأخيرة نفسها في بداية النهضة الصناعية، إذ تمثلت في ظرف عدة سنوات أكثر من عشرة ألاف كلمة من اللغة الفرنسية التي كانت أكثر تطورا منها، ليس في مجال اللاهوت، بل من حيث قابليتها للتعبير عن النهضة العلمية الكاسحة التي شهدتها بريطانيا في ذلك الوقت. ولا يساعد على تطور اللغة العربية في هذا الإتجاه، خطاب المهووسين من الأصوليين، الذين يريدون أن يوحوا في كل ما يكتبون بأن إجادة اللغة العربية مرتبطة باعتناق الإسلام. كما لا يساعد فيه ما يوغل فيه بعض اليساريين السابقين، من إبداء طقوس تدينهم في كل حرف يكتبونه، تملقا للمهووسين. وليربأ هؤلاء بإيمانهم من هذا الإستخدام غير الوقور. وهم على كل حال لن ينالوا رضا الأصولين ولن يأمنوا شرهم عن هذا الطريق. فأنت لا تأمن شر الإنقاذيين إلا بالإذعان لهم، إذعانا كليا، أو النهوض في وجوههم وكسر شوكتهم. فهم يفضلون الإذعان على الإيمان، في حالة التخيير بين هذا وذاك. وهم ليسوا وحدهم في ذلك، فجنود إبن العاص كانت تصد أفواج الفلاحين المصريين عن دخول الدين الجديد، لأنهم حينها لن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون، والصغار هو الإذعان كما تعلمون. نرشح اللغة العربية، ونعتقد أنها يمكن أن تقوم بهذا الدور، دون استبعاد لأية لغة أخرى، وتجيئ المسألة كاقتراح لأن المجال مفتوح أمام تنافس لغوي لا يمكن حسم نتيجته بصورة مسبقة. وهذه أيضا من أمهات القضايا التي لا بد أن يدور حولها الحوار المفتوح والمثقف.

    • « الجماعة العربية الإسلامية »، التي يتحدث عنها عبد الله علي إبراهيم، هي جماعة عربية نقية العروبة، لم تخالطها دماء زنجية أو حامية، ربما لأن الجماعة العربية الإسلامية التي جاءت إلى السودان، أبادت شعبه الأصلي، من بناة الحضارات القديمة، الذين تمتد جذورهم إلى ما وراء التاريخ، والذين اختلطوا بهذه لأرض، يأخذون سيماءها وتأخذ سيماءهم، ويغيرونها بالفعل المديد، وتمتد فيهم وتخالط منهم الدماء. ربما أبادتهم القبائل العربية الباحثة عن الأرض والفضاء والماء والمرعى، والضائقة بمن لا ينتمون إلى شفرتها الجينية من الشعوب.« يسميها عبد الله الشفرة الثقافية» ربما ابادتهم هذه القبائل، لأننا لا نجد عند عبد الله تفسيرا لمقولته الذاهلة، حول النقاء العرقي لهذه القبائل، وحول أختفاء هذه الشعوب التي صارت أثرا بعد عين. إن أقل إتهام نوجهه لعبد الله هنا، هو أنه ذاهل كليا عن النتائج المترتبة على مقولته، وأنه عن طريق الخرق " بفتح الخاء والراء" الفكري القليل المثال أزال شعبا كاملا من الوجود دون أن يشعر أنه مطالب بأن يقول شيئا، ولو قليلا، عن هذه الصور التوراتية لزوال الشعوب. فهل جاءت القبائل العربية بنظرية عرفناها بعد ذلك عند اليهود، وهي قصة شعب بلا أرض، يبحث عن أرض بلا شعب؟ ولكن التاريخ والحقيقة أكثر حكمة من عبدالله، وأحكم منه كذلك جميع المؤرخين وعلماء الأنثربولوجيا والآثار، الذين قالوا، وأطنبوا في القول، أن الجماعات العربية الوافدة إلى السودان اختلطت بشعبه، وأن اختلاطها قد أذاب العنصرين في هوية جديدة، لا يمكن أن نسميها عربية خالصة إلا بمصادرة غافلة عن الحقيقة والواقع، ولا نفعل ذلك إلا لأننا نحقر جزء أصيلا من مكونات الهوية الجديدة، مما يفتح الأبواب لانفصامات النفس وفساد الوجدان وخلل العقل. ولا أحب أن أوحي من قريب أو بعيد، بأن عملية الإختلاط هذه شملت الجميع من العنصرين، بل لا أستطيع أن أحدد لها نسبا كمية دقيقة. كما لا أحب أن أتبع المنهج الشيلوخي في تقسيم الإنسان إلى أرطال من اللحم أو أوقيات من الدم، أضع لها قيما متفاوتة كما يفعل القصابون. ولكني اقول باطمئنان أن هذا الإختلاط وإن لم يشمل أغلبية العناصر السودانية العريقة، فإنه شمل الاغلبية العربية الوافدة، ودون أن يحط من شأن هؤلاء أو يعلي من أقدار أولئك. وهذه هي الحقيقة الهامة فعلا، وهي وحدها كافية لدحض مقولة عبد الله عن النقاء العرقي العربي.

    • والجماعة العربية المسلمة، في تعريف عبد الله، أصولية العقيدة محكومة بالشريعة الإسلامية في اقصى صورها بعدا عن العصر، وهي دعوة دعا إليها عبد الله مرارا وتكرارا، وطالب الآخرين بالإنتماء إليها. والجماعة العربية الإسلامية إنقاذية الإنتماء السياسي، منكفئة على ذاتها، رافضة للآخرين، كارهة للتعددية بكل أشكالها وألوانها. إنها سوية أيديولوجية غير متمايزة، مقولة ذهنية في ذهن "مرهق"، ذاهل عن العصر. أقول لعبد الله ولأمثال عبد الله، إنني شخصيا لا انتمي إلى هذه المقولة الذهنية. فليكف عن تصنيفي على هذا الأساس. إنني أنفي عن نفسي فكرة النقاء العرقي، بل تجري في عروقي دماء الأقوام السودانية العريقة، كما تجري في عروقي دماء عربية لا أنكرها ولا أتيه بها على الآخرين. وعندما أتحدث عن الدماء فإنني أتحدث بكثير من المجاز، لأن الموضوع الوراثة يتعلق بالحامض النووي، وبالمورّثات عموما، والتي تعطي الفرد خصائصه الجسدية، ومصطلح الدم، كمحدد للهوية، مثله مثل مصطلح القلب كمكمن للعواطف، مصطلح مجازي تخطته العلوم. ولا فرق بين دماء عربية أو زنجية، حامية أو سامية، ملكية أو عامية. كما يمكن للإنسان أن يغير دمه كليا ولا تتغير هويته في قليل أو كثير، وهو أمر يحدث أمام أعيننا كل يوم. ولا يقتصر الأمر على الذين يغيرون دماءهم لأمراض تصيبهم، بل إن الناس جميعا تتغير دماؤهم كليا أو جزئيا عدة مرات في العام الواحد. وقد آن لنا أن نتحرر من جهالاتنا "الدموية"! الدم حامل للحمض النووي ولكنه متمايز عنه تمايزا كليا. وإذا كان الأمر لا يتعلق بدماء نقية أو ملوثة، نحسها تجري في عروقنا، بل يتعلق بشفرة جينية، تكاد أن تكون، من فرط دقتها، مفهوما رياضيا، فإن جوهر المسألة يصبح هو قبولنا لأنفسنا وتأمل ذواتنا في مرايانا الخاصة، وليس النظر إليها بمرايا الآخرين. حينها سنكتشف كم هي جميلة هذه الهوية السودانية، وكم هي متمايزة عن الآخرين في نفس الوقت. ولكن مرايانا نفسها تحتاج إلى التطوير والصقل، لترى تلك القوى الهاجعة في بطن هذه الأم الرؤوم المعطاءة، "المملوءة الساقين أطفالا خلاسيين." وحينها سيكتشف السودانيون أن ما يطلبونه، أي يبحثون عنه، " قد تركوه ببسطام" كما نقل عبد الحي عن فتوحات إبن عربي المكية. فقد تميز السودانيون في كل أرض حلوا بها، لأنهم يملكون طاقة التميز والفوت، عندما يتعلق الأمر بالخصائص الجوهرية في الإنسان، أي علمه، وعمله، وأخلاقه وكرامته. أي لم يكن أكثرهم تفوقا، بالضرورة، أولئك الذين يحملون سمات خارجية أقرب إلى تلك المجتمعات الجديدة التي حلوا بها. ومن يتأمل هذا الأمر يعود إلى ذاته راضيا عنها مرضيا.

    • أتحدث عن نفسي في قضية الهوية، لدوافع ذكرتها تتعلق بالإختيار، وهذا زمن الخيارات الحاسمة، ولكني أعتقد أن ما أقوله عن نفسي ينطبق بصورة أو أخرى، وبهذه الدرجة أو تلك على كل هؤلاء المتحاورين حول الهوية، ومنهم عبد الله علي إبراهيم، كما ينطبق على زعمائنا جميعا دون استثناء. ينطبق على الشريف زين العابدين الهندي، الذي قال أننا جئنا إلى هنا وتزوجنا الإفريقيات، ومن هنا جاءتنا هذه "الشناة"، في مناسبة حضرتها شخصيا، وفي قول أورده صديقي الباقر العفيف الذي تناول الهوية وكتب عنها ما لم يكتبه سواه، وحلل كلمات الهندي بما لا يحتمل الزيادة، كما تنطبق على أحمد الميرغني، وعلى أخيه محمد عثمان، وعلى الصادق المهدي، وعلى حسن عبد الله الترابي، وعلى محمد إبراهيم نقد وعلى عثمان محمد طه وغير هؤلاء. وقد طالبت هؤلاء جميعا، بأن يبرزوا " أشجار نسبهم" السودانية الحقيقية، التي يخفونها كما يخفي الإنسان عورته، كما ابرزوا من قبل أشجار نسبهم العربية المؤسطرة والمتخيلة، لأنهم إن فعلوا ذلك، فإنما يقدمون لأهلهم خدمة جليلة، تفتح لهم الطريق إلى التصالح مع أنفسهم، وإطراح الأوهام التي تضر ولا تفيد، عن أصلهم المتميز والمتفوق.

    • ثم يصل عبدالله بعد ذلك إلى قمة محاضرته، وهي في نفس الوقت قاعها، وهي دعوة الجميع إلى دخول برج الإنقاذ. يقول: « في هذا الصدد أري إنو يجب أن نعترف أننا كلنا ننتمي إلى النظم السيئة، مش النظم السياسية. ننتمي إلى الشفرة الثقافية الموصوفة بالسوء. بقول كان البروفسور إدوارد سعيد ضرب مثل، وأنا أستعين بيهو هنا، قال إنو في كاتب فرنسي كان يكره برج أيفل جدا، لا يطيق رؤية برج إيفل، وكان حله لما يضيق به الضيق النهائي، ويصبح برج إيفل بالنسبة له شبح وكذا، يصعد البرج ويجلس في مطعم البرج ويأكل. قيل له: ليه. قال، لانو تلك اللحظة الوحيدة التي لا أرى فيها البرج «ضحكة». فيا أخوانا نظام الإنقاذ أنا بصفه بأنه برج أيفل لينا « ضحكة ». لا نطيقه، مزعج، كلنا عندنا مواقف حتى أنصاره « ضحكة ».»

    • دعوة عبد الله هنا هي أن ندخل برج الإنقاذ « ونأكل» منه حتى لا نراه. وهو يستعين على دعوته هذه، بالأمثلة، ويعاني في طرحها حرجا عظيما تنوء به الجبال، تظهره الضحكات العصبية المستوحشة، وتظهره العبارة المتهالكة، المستعصية على الفهم، ويظهره تداخل الكلام بعضه في بعض، و الزوغان في نهاية العبارة من معناها الواضح الصريح. ما الذي يجبر عبد الله على كل هذا العناء وهو المشفق على الجميع من الإرهاق؟ ودعونا هنا نناقش المثال الذي أورده عبد الله، وهو يقع في مجال المجاز، وإذا كانت لعبد الله مساهمة متميزة فهي في مجال المجاز وحده وليس سواه. رجل وحيد، غريب الأطوار، يكره برج إيفل، وليس غريبا أن يكون الرجل وحيدا وغريب الأطوار، لأن من يكره إنجازا حضاريا مثل برج إيفل يجب أن يكون كذلك. فهو يكره إنجازا حضاريا يمثل مصدر فخر للشعب الذي شيده، وتفخر به البشرية في عمومها لأن من عاداتها أن تفخر بمثل هذه الإنجازات. هذا الرجل يعتقد أن برج إيفل هو مظهره الخارجي وحده، أي هذا الإمتداد الفولاذي الذي يشق عنان السماء، وليس باطنه، بما فيه من عجائب هندسية ورؤية ساحرة، وأماكن للترويح عن النفس من ضمنها المطاعم التي يأكل فيها ذلك الرجل. رجل يجهل حقيقة يدركها كل الناس وليس السواح وحدهم، وهي أنك عندما تدخل برج إيفل فإنما تراه بصورة أفضل، بل يعتقد أنك إذ تدخله لن تراه. ما الذي يقابل هذا الرجل عندما يتعلق الأمر بمن يكرهون الإنقاذ؟ وما الذي يقابل برج إيفل عندما يتعلق الأمر ببنائها الداخلي؟

    • إن حقائق الواقع الماثلة تقول أن الاغلبية الساحقة من شعب السودان تكره الإنقاذ، لأسباب أقوى بكثير من تلك الأسباب التي تحمل بعض الشعوب على كراهية حكوماتها. والاغلبية الساحقة إن كرهت نظاما سياسيا فإنما تسقطه ولا تدخله. وهذا هو الطريق الذي يسير فيه شعب السودان حاليا، بعد أن ساعدته الحركة الشعبية لتحرير السودان على قطع نصف الطريق. ومهما تغيرت الأساليب فإن الغاية واحدة، وهو إسقاط نظام الإنقاذ وتفكيكه طوبة طوبة، طال الزمن أم قصر. ولكن ذلك سيحدث عن طريق صعود الشعب السوداني مراقي جديدة في التمسك بحريته وحقوقه، وامتلاكه أدوات جديدة، سلمية في غالبها. وهذا أمر طبيعي فالإنقاذ بكل ما تمثله من فكر وممارسات عملية ليست سوى بثور علقت بهذا الجسم الجميل وهي لا شك زائلة. وهذا من طبائع الأشياء لأن الشعب الفرنسي، وليس ذلك الرجل الغريب الأطوار، إذا كره برج إيفل، فإنه سيقتلعه من " الجذور"، ليزيل الأذى عن خط باريس السماوي. ومن الناحية الأخرى، هل يمكن المقارنة بين الإنجاز الحضاري المتمثل في برج إيفل، و"المشروع الحضاري" المتمثل في الإنقاذ؟ ندخل برج إيفل فنأكل الفروي دوميغ، والكوت دو بوف،والفياند سينيان، وبعضنا يأكل شكروت الألزاس، وما يصاحبها من الأجبان والنبيذ المعتق. فماذا نأكل عندما ندخل الإنقاذ؟ عبد الله نفسه يعطينا مثالا عمليا على ما يمكن أن نأكله، فمن ضمنه الدعوة الصريحة إلى الباطل الصريح ومن على رؤوس البيوت، وخيانة المثقف لواجبات التنوير وإستخذاؤه للطغاة، فقط لأنهم طغوا. وهو طريق لم يختره أولئك الفتية الذين حاضرهم عبد الله في أبي ظبي، أو نشر عليهم افكاره في السودان وفي بلدان الشتات. خيانة النفس، إذن، والتنكر لرسالة المثقف ، هي أفضل وجبة يمكن أن تقدمها إلينا الإنقاذ. ولكن ليس ذلك بالنسبة لها سوى "المقبلات". إذ تجيئ بعد ذلك الوجبة الرئيسة وهي مشاركتها في خطاياها جميعا، المكسوة بالقمع والمتوجة بالإبادة الجماعية للاقوام والشعوب، أما " التحلية" فهي إقامة الرفاه المادي للقلة الغليظة الحس، على خلفية من الإفقار المطلق لشعب كريم. "ثم ثانيا" كما يقول أحد أصدقائي وهو يطرح نقطته الخامسة: إذا كان ذلك الرجل يأكل في برج إيفل ويذهب إلى بيته، فهل يمكن الأكل في برج الإنقاذ والخروج منها بعد ذلك، وكل ليلة؟

    • أقول لصديقي عبد الله: دعوتك مرفوضة يا " أخا العرب"، لأنه مهما بلغ حب الناس لك، فإنه لا يبلغ مبلغا يجعلهم يختانون أنفسهم. فهم لم يحبوك على باطل، بل أحبوك على حق. فهل تسير وحدك في دربك الموحش؟ هل تواصل وحدك " رحلة بائسة"؟ هل تتوغل وحدك في صحراء الإنقاذ؟ هل تخوض وحدك في وحلها؟ وهل صار حتما مقضيا أن تقطع رحلة الألف ميل وقد بدأت بخطوة واحدة؟ الخيار خيارك يا عبد اللهّ. وأقول "وحدك" مشيرا إلى وحشتك في قطيع من الذئاب، وليس إلى خلو المكان من الآخرين، ومنوها بمجدك الذي بنيته على بسط ثوب الإستنارة عندما كتبت عن " الناس والكراسي" مذكرا اللبراليين الذين تعثرت ألسنتهم عن إدانة العدوان البربري على تراث الشعب، الذي قامت به عام 1968 هذه الفئة نفسها التي تدعو الناس إلى دخول برجها اليوم، بتلك اللحظات التي تعثرت فيها أرجلهم في باحات الرقص والمخاصرة في جامعات الغرب، وبذلك الفرح الخجول الذي لا يريدون أن يدفعوا مقابله شيئا.

    • سألت في موقع سابق من هذا المقال عما يجبر عبد الله على مثل هذا المآل، وعما يدفعه إلى تحمل هذا الحرج الكبير. ولو وضع عبد الله في موضع يجبره على الإجابة على مثل هذا السؤال، لتعلق أيضا بمقولة ثقافية ما ، غالبا ما تكون خالية من المعنى. وكما أوضحت أن دوافع عبد الله سياسية بحتة، مكسوة بجلال كاذب ومغشوش، فإني أقول أن بداية التحول الفكري لعبد الله، كانت سياسية أيضا، أو قل أنها كانت سياسية نفسية. وهي تتعلق تحديدا بموقفه من الإنقلاب العسكري الذي حدث صبيحة الثلاثين من يونيو 1989. موقف عبد الله كديمقراطي، وموقفه كعلماني، وموقفه كتقدمي، كان يملي عليه، كما أملى علينا جميعا، أن يرفض ذلك الإنقلاب، حتى ولو لم يكن قادرا على مقاومته. هذا الموقف لم يستطعه عبد الله، ليس لأنه كان طامعا في منصب أو مال أو جاه، ولكن لأنه لم يجد في ذاته قوى وطاقة كافية تسنده ليقف ذلك الموقف. ولذلك عندما دعته السلطة الإنقاذية المغتصبة، إلى المساهمة في إعطائها شرعية أمام الشعب، وخاصة من مثقف تقدمي مثله، له كل هذه الشنة والرنة، فإن عبد الله لم يستطع سوى أن يلبي النداء، وشارك في "مؤتمر الحوار الوطني" وشاهده الناس جميعا، وعلى وجهه ذلك الحرج الأسطوري، وهو يقبل الإنقاذ كبديل للديمقراطية، ويقبل النكوص كبديل للتقدم والتنوير والإنفتاح. وقدفعل عبد الله ذلك والدماء التي أسالتها الإنقاذ ما تزال حارة فوارة، كما أنه في طريقه إلى " المؤتمر" قد مر بالجثة الكبيرة لكيونونة كانت تسمى الديمقراطية الثالثة. تلك خطيئة لم يفق منها عبد الله بعد ذلك، مع أن الطرق كانت أمامه مفتوحة لإنقاذ النفس من "الإنقاذ". عندما خرج عبد الله من السودان، كان يمكن أن يوضح أن موقفه نتج عن غريزة حب البقاء، وهي غريزة مركبة في الناس جميعا، ولكنهم يتعاملون معها بطرق مختلفة، تتراوح بين البطولة والتقية والمخاتلة وتصل إلى قبول الموت المعنوي إنقاذا للجسد. وكان يمكنه أن يعتذر إعتذارا خفيفا، ويواصل الدعوة إلى ما كان يدعو إليه قبل الإنقاذ. ولكن عبد الله لا يجيد الإعتذار، بل لا يقبله حتى وإن كان مستحقا، كما قال في محاضرته هذه، ولذلك اختار أن يحول الموقف الناتج عن ارتخاء الركب، إلى موقف فكري شامل ومحيط. وذاك لعمري اختيار بئيس.

    • في نفس الوقت الذي نشرت فيه محاضرة عبد الله، كنت أعيد قراءة سيرة سقراط، كما جاءت في محاورات أفلاطون، وخاصة كتاب "الدفاع": أبولوجيا. صعقتني المفارقة بين هذا وذاك. فهذا الرجل الذي عاش قبل ألفين وخمسمائة عام لديه ما يقوله لنا حتى اليوم. فعندما قالت عرافة دلفي، وهي إلهة في ذلك الزمان، وناطقة باسم الآلهة وخاصة زيوس، أنه ليس بين البشر من هو أكثر حكمة من سقراط، حار سقراط حيرة شديدة في هذا الأمر. فهو يعلم أنه لا ينطوي على قدر يؤبه له من الحكمة أو المعرفة، ولكنه يعلم في نفس الوقت أن الآلهة لا تكذب، ولم تغب عن فطنته بالطبع أن شهادة الآلهة لم تكن فقط في صالحه، بل تتوجه حكيما على كل البشر. لم يقبل سقراط، لما ركب فيه من هذا العناد البشري المتطاول، حكم الآلهة، لا من حيث قداسته وتنزهه عن الكذب، ولا من حيث أنه جاء في صالحه وحده دوه سواه. فصار يزور أولئك الذين اتصفوا بالحكمة، من حكام ومفكرين وشعراء وأدباء، فاكتشف لدهشته أنه أكثر حكمة من هؤلاء جميعا، لأنه كان يسألهم عما اشتهروا بإتقانه والتخصص فيه، ويظهر لهم من خلال إجاباتهم وبتلك الماكينة العقلية الهائلة التي كان يملكها، أنهم لا يعرفون، معرفة حقة، ما يدعون أنهم يعرفون. وتوصل إلى أنه أكثر حكمة منهم، لسبب بسيط جدا، وهو أنه يعرف أن معرفته متواضعة، وأن الكون لم يكشف له إلا شيئا قليلا من أسراره، وأن عليه أن يمضي دون هوادة في الإستزادة من المعرفة، بينما تربع هؤلاء على حصاة من المعرفة ظنوها جبالا شوامخ. وقال سقراط وهو يشرح ما توصل إليه من علاقة بين المتعالمين الذين يدعون معرفة ما لا يعرفون، والناس العاديين المتواضعين رغم معارفهم وحكمتهم: "أثناء بحثي في خدمة الإله، وجدت أن أولئك الأكثر شهرة والأكثر ذيوعا في الصيت، هم في الغالب الأكثر نقصا، بينما أولئك الذين يعتبرون أقل شأنا هم الأكثر معرفة. ( ترجمة غير رسمية). "رحلة " عبد الله القاسية من بداية محاضرته وحتى نهايتها أثبتت شيئا عكسيا تماما لمسيرة سقراط. فقد وضح أن هذا المفكر الوحيد في السودان، إن كان في السودان مفكر، كما قال مقدمه الكريم، هو الأكثر جهلا بموضوعه من جميع الذين كان يحاضرهم. ولا شك أنهم كانوا يمدون أرجلهم قليلا قليلا، كما فعل أبو حنيفة، كلما أوغل المحاضر في باطله وهرائه، حتى مدوها عن آخرها في نهاية المحاضرة، هذا إذا لم يفكر بعضهم في إطلاقها للريح. وأكاد أرى صديقي محمد الحسن محيسي، المتبحر في كثير من ضروب المعرفة، وهو يفعل ذلك تحديدا. وأحصر المقارنة مع سقراط هنا فقط، فالمقام لا يسمح بالحديث عن محاكمته وموته.

    • وأخيرا، دخل عبد الله في قلوب وخرج من قلوب، وهو بينما يستطيب الدخول فإنه يكره الخروج، ويحاول جهده الجمع بين هذا وذاك، ولا يعتقد ذلك ممكنا إلا لأنه لا يضع للمنطق في تفكيره ورغباته، وزنا كبيرا. وهو يعتقد أنه بالقاء بعض الملاحظات العابرة، لصالح جمهوره القديم، يمكنه أن يكسب هؤلاء وأولئك في نفس الوقت. أنظر إلى إشارته إلى موت جوزيف قرنق "الباسل"، مع أن محاضرته تلزمه أن يقول أن جوزيف قرنق مات من أجل قضية ليست قضيته، مات من أجل جماعة شمالية عربية مسلمة لا ينتمي إليها، مات من أجل وطن يضع عبد الله يده حاليا في أيادي من يريدون تمزيقه، وتقليصه ليكون في حجم مقدراتهم على القهر والتنكيل والسيطرة. أقول لصديقي عبد الله، خيارك الحالي يمكن ألا يكون نهائيا، إذا التفت قليلا إلى الوراء لترى أن مطارديك أصابهم الإعياء والإرهاق "غير الخلاق"، وبالرغم من أنهم لم يكفوا عن المطاردة إلا أن الصمود في وجههم ممكن وميسور، وقد استطاعه كثيرون لم يدقوا الطبول إعلانا عن صمود، فكيف تدق الطبول إعلانا عن هروب؟


    الخاتم عدلان
    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 20-07-2004, 05:51 PM)



    https://sudaneseonline.com/board/25/msg/1189232423.html
















                  

02-21-2019, 09:31 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: عبدالله الشقليني)

    عبد الله علي إبراهيم وصمة عار على المثقفين والثقافة نفسها.
                  

02-21-2019, 04:29 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: Deng)

    رغم اختلافي مع البروفيسور عبدالله علي إبراهيم ، فلا أرى في شخصه وصمة عار للمثقفين ، فهو إسلامي غميس كما تحدث د. حسن موسى من قبل . ولم يغتنِ من الإنقاذ ولم يتقلد منصباً ، وذلك إحقاق حق . لكن ماركسي ومسلم ولا يرى هو في ذلك بأس ، حقيقة تفرّد بها وحده.
                  

02-22-2019, 09:01 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: عبدالله الشقليني)

    الشقليني سلامات.

    ما يقدمه أمثال عبد الله علي إبراهيم للإنقاذ لهو أسواء من تبوؤ المناصب فيها لأنهم هم الذين أعطوا الشرعية لهذا النظام الفاشي المجرم.
    عبد الله علي إبراهيم شارك في ما يمسى بؤتمر الحوار الوطني للإنقلابيين في أيامهم الاوائل. ويجب أن لا ننسى أن تلك الايام الاوائل كانت من أخطر الاوقات، وتم فيها قتل ،تعذيب وتشريد عدد هائل من السودانيين.
    محطات التلفزيون وصحف النظام كانت مفتوحة لأمثال عبد الله علي إبراهيم لدعم النظام أولا وأخيرا. ولقد كان يطل علينا في ضيافة الامنجية من أمثال الطاهر التوم وغيرهم.
    ويجب أن لا ننسى مشاركة عبد الله علي إبراهيم في الانتخابات الرئاسية رغم علمه المسبق بأنها أنتخابات صورية ومزورة ونتيجتها محسومة.
    فالذي قام به عبد الله علي إبراهيم وصمة عار على المثقفين المحسوب عليهم وهو هنا يؤكد للناس إنتهازية وتملق بعض المثقفين للأنظمة الدكاتورية والقمعية.
                  

02-22-2019, 10:29 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: Deng)

    وقائع ندوة: أنا ماركسي على طريقتي و لا أرى في قانون الشريعة من بأسٍ: عبد الله ع...اهيم مثالاوقائع ندوة: أنا ماركسي على طريقتي و لا أرى في قانون الشريعة من بأسٍ: عبد الله ع...اهيم مثالا
    أعلاه ملف وقائع ندوة: أنا ماركسي على طريقتي و لا أرى في قانون الشريعة من بأسٍ: عبد الله علي إبراهيم مثالا- 2009 – ابتدره هاشم الحسن ، ولم أجد المحاضرات على اليوتيوب
    *

    العزيز الأكرم : دينق
    تحية لك ونحن نتناول القضايا والمواقف التي خاضها ويخوضها بروفيسور عبدالله علي إبراهيم . وقد ذكرت أنت منها ( حضوره مؤتمرات الإنقاذ ) و ( ترشحه لرئاسة الجمهورية ) وربما كثيراً غيرها.
    أنا لست منافحاً عن شخص البروفيسور ، ولكني رغم اختلافي معه في رؤيته الإسلامية ، وهي تجمع كثير من المتناقضات . وعروبيته التي يقول أنه رضع العربية من أمه ، وهي جزء من هويات السودان المتنوعة . نحن لسنا استئصاليا لأمنع مثل عبدالله أن يقول دعواه ويطرحها . حضر مؤتمرات الإنقاذ وأنا لا أتفق معه على ذلك . وتجربته للترشيح لرئاسة الجمهورية كنت من مؤيديها بحذر . وقد كثر التزوير ، وحتى عبدالله منع الأمن استمرارها ، رغم أنه لا ينافس التزوير .

    عبدالله لم يستفد لا مادياً ولم يتقلد منصباً ،
    وهو حر أن يطرح رؤاه، وليس هنالك من مأخذ قانوني من ثراء حرام أو تقلد منصب ، وقد علمت أنه طلب التصديق بصحيفة ولم يستطع.
    قد سبق أن تحدث جون قرنق عن أنه لا يمانع من وجود فكر عربي إسلامي ، ولكن السودان يحوي ثقافات أخرى . أدناه الملف:



    *
                  

02-22-2019, 07:00 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي الشقليني

    كما ترى أنا في جميع مداخلاتي لم أكتب عن جرائم أو مناصب لعبد الله علي إبراهيم مع نظام الاإنقاذ.
    نعم لا يوجد لدينا أي دليل جنائي ضده ولكن أمثاله يجب محاكمتهم ومحاسبتهم أخلاقيا.
                  

02-23-2019, 08:21 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: Deng)

    Quote: (ولكن أمثاله يجب محاكمتهم ومحاسبتهم أخلاقيا.)
    الأكرم : دينق
    يبدو أننا نختلف ..
    ولن تفسد للود قضية
    هل يمكننا أن نحاكم ونحاسب أخلاقياً أي مسلم يدعي عروبته أو نطقه العربية؟
    أنا لا أعتقد ذلك .
    هنالك فرق بين من يدعي عروبته بحديثه العربية أو بإسلامه ، وبين تنظيم الإخوان المسلمين .
    نحن نناصب العدا لتنظيم المافيا ، الذي جاء إلى السودان ، ولم ينصهر في ثقافته ، بل صار غريب الديار . لقد قدمت شعوب وثقافات كثيرة ، وتلونت سودانيتها ، ولكن تنظيم الإخوان المسلمين استئصالي عنيف ، وشعبنا شعب مسالم . حارب العقيدة التي جاءت بالسيف .
    *
    لكن التحول الأبرز والذي ترك بصمته على التصوف في السودان ، كان قدوم تاج الدين البهاري حاملاً الطريقة القادرية في النصف الأخير من القرن السادس عشر الميلادي ، في السنوات التي بدأت فيها مملكة الفونج . وتبعها فوج من الدين الصوفي المتسامح مع عقائد الناس ، غير استئصالي .
    *
    وأمثال هؤلاء يختلفون عن التكفيريين .
    وعبدالله ليس تكفيري ، ولا أخ مسلم يتبع التنظيم الاستئصالي، بل مفكر سياسي حر . وذلك من شأنه أن يتخذ عروبية جزء من سلالته وإسلامهم ، وهي تميز كثيرون أصحاب العقائد . ولكن أن ندعو لمحاكمة عبدالله ولو أخلاقيا ، فهذا غلو ليس هذا مكانه.
    إن كثيراً من الانتهازيين الذين استفادوا من حكم الإخوان يستحقون ذلك . وعبدالله ليس من بينهم.
                  

02-23-2019, 08:58 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي الشقليني

    مرة أخرى


    أمثال عبد الله علي إبراهيم هم أخطر من الذين شاركوا حكومة الانقاذ في مناصب وزارية أو غيره.
    عندما يشارك في مؤتمرات الإنقاذ رجل متعلم مثل عبد الله علي إبراهيم فذلك له تأثير على الناس العاديين.
    وعندما يطل عبد الله علي إبراهيم "كمفكر" عبر الفضائيات الكيزانية في السودان كرجل "مستقل" فهوا بذلك يقدم خدمات جليلة للنظام الفاشي المجرم.
    وعندما يشارك في الانتخابات المخجوجة المزورة بذلك يكون قد خدم تلك العملية الانتخابية الزائفة وأعطاها شرعية كمان.

    هذا هي الخدمات التي يقدمها عبد الله علي إبراهيم للإنقاذ.
    رجل في مستوى تعليم هذا الرجل وسنه كان من الممكن أن يقدم خدمات حقيقية للناس، خدمات تنصب في العملية الديمقراطية والسياسية، ولكنه فضل أن يكون مجرد خادم للسلطان.

    أي زول في السودان لو عاوز يبقى عربي أو مسلم ويفتخر بذلك فهذا شأنه الخاص، ولكن عندما يبدأ بفرض ذلك على الاخرين وعلى ثقافة ومصير البلاد فهنا تكمن المشكلة. وده بالضبط الحاصل في السودان.

    عبد الله علي إبراهيم بيدرس في جامعة تعتبر في أمريكا هي جامعة أغلبها من الامريكان ذوا الاصول الافريقية، وبالتحديد هو يعمل في قسم الدراسات الافريقية.
    يعني بي هناك(أمريكا) عامل فيها أفريقي وبي هنا (السودان) عاكل فيها عربي.

    ياخي دي مهزلة ومأساة في نفس الوقت


                  

02-23-2019, 04:54 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: Deng)

    الأكرم: دينق
    تحياتي
    لك كامل الحق في الخلاف مع رؤى عبدالله ، كما لي نفس الحق ، ولكن له نفس الحق . وهو خلال مدة طويلة يكتب أنه ماركسي ومسلم ، ولا يرى بأساً في ذلك ، رغم أن الإخوان المسلمين يرونه مرتد ، ويتعين أن يتوضأ بالتراب!
    يا أخي نحن في متلازمة قهر الآخرين الذين نختلف عنهم ، وتلك خصال يتعين أن نتخلص منها . فعبدالله له آراؤه التي يبشر بها خلال فترة طويلة من الزمن ، وهذا شأنه .
    وشأننا أن نفكك منظومته السياسية التي يدخل فيها الدين ، وأنا ضد رأيه في بخت الرضا وضد رأيه في الشريعة وحماتها التاريخيين ، وضد هجومه غير المُبرر تجاه منصور خالد ، ولا أرى فيه مستخبر كما يدعي عبدالله ،
    ولكني مع أن يفرد رايه ديمقراطياً، وينشره ويدافع عنه ، لأننا لن نعارض رجل قتل أو عذب أو استفاد من الإنقاذ ومن العصبة ، وعبدالله يستحق مقارعته الحجة ، وتفنيد رؤاه ، والقضية في العقيدة وفي بطنها ، من جهاد بلا سبب وقهر المرأة وكم من عقوبات تجاوزتها منظومة القوانين الإنسانية . ففي إمكاننا أن نُكافح رأيه كما نشاء ،
    أما محاكمته ولو أخلاقياً ، فهذا ما لا أراه مناسباً ، ما يتعين أن نحاكمهم هو القتلة والمعذبين والذين استفادوا من حكم الإخوان .
    يبدو أنك تقف في جهة وأنا أقف في جهة أخرى

    *
                  

02-23-2019, 09:02 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي الشقليني.

    أنا لم أكتب أو أقول يجب منع عبد الله علي إبراهيم من الكتابة أو أبداء رأيه ومواقفه من القضايا العامة، فله مطلق الحرية في ذلك وفي نفس الوقت نحن لنا مطلق الحرية في أن نبدي رأينا حول ما يكتبه الاخرين.فأذا الرجل جعل من نفسه مهزلة ومسخرة فمن حقنا الضحك عليه.
    كده سيبنا من رأي الاخوان المسلمين في ماركسيته وإسلامه! ما هو رأي الدين الإسلامي في ذلك أصلا؟
    أعتقد أن عبد الله علي إبراهيم رجل إنتهازي ويريد أن يستغل أي شئ لصالحه. الرجل عايش في أمريكا ويحمل جنسيتها بعد أن حلف قسم على حماية دستورها الرأسمالي ومازل يشتم في الشيوعيين في السودان ويصفهم بأنهم "برجوازية" عبد الله علي إبراهيم منافق كبير
                  

02-24-2019, 10:44 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: Deng)

    Quote: أعتقد أن عبد الله علي إبراهيم رجل إنتهازي ويريد أن يستغل أي شئ لصالحه. الرجل عايش في أمريكا ويحمل جنسيتها بعد أن حلف قسم على حماية دستورها الرأسمالي ومازل يشتم في الشيوعيين في السودان ويصفهم بأنهم "برجوازية" عبد الله علي إبراهيم منافق كبير

    العزيز دينق
    لم توضح لنا إنتهازية عبدالله ، أنا أفهم الانتهازية لغرض معين ، وهذا الغرض لم يلقاه من الإخوان المسلمين .
    أما جذور المشكلة مع الدين ففي بطنه ، لأن دخول السياسة في العقيدة هو الذي أورثنا الخيبة . لم تتوقف الحروب ولا الريع منها أبداً عند دعاة الإسلام السياسي
                  

02-24-2019, 02:23 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي الشقليني

    إنتهازية عبد الله علي إبراهيم تتمثل في أدعائه بأنه مازال شيوعيا وماركسيا ولكنه هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية وحصل على جنسيتها بعد أن حلف قسم الولاء للدستور الامريكي "الامبرياليط على حسب نهجه وإيمانه الماركسي الشيوعين وأقسم أيضل بأنه مستعد أن يحمل السلاح من أجل الدفاع على أمريكا. وهو نفس الرجل الذي يتهم الشيوعيين في السودان بأنهم قد صاروا "برجوازية"!
    دي مش إنتهازية فقط ولكنها قوة عين أيضا.

    أما موضوع خلط السياسة بالدين فهو نابع وصادر من عبد الله علي إبراهيم نفسه، فهو الذي يدعي ويقول بأنه ماركسي ومسلم في نفس الوقت، ولقد طلع لنا من قبل ودافع على موقف الحكومة السودانية في قضية مريم يحى التي وصفت بالمرتدة. ده زول مليان عقد وخربطة أو بمعنى أخر مضطرب ذهنيا (Confused)
                  

02-24-2019, 04:52 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: Deng)

    Quote: إنتهازية عبد الله علي إبراهيم تتمثل في أدعائه بأنه مازال شيوعيا وماركسيا ولكنه هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية وحصل على جنسيتها بعد أن حلف قسم الولاء للدستور الامريكي "الامبرياليط على حسب نهجه وإيمانه الماركسي الشيوعين وأقسم أيضل بأنه مستعد أن يحمل السلاح من أجل الدفاع على أمريكا.

    بالمناسبة يا عزيزي دينق ، عبدالله لم يتقدم للجنسية الأمريكية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
                  

02-24-2019, 05:21 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي الشقليني.

    المعلومات التي بحوتي تؤكد بأنه قد حصل على الجنسية الامريكية.
    ولكن كده خليني أمشي معاك خطوة لي قدام كمان.

    لنفترض جدلا أن عبد الله علي إبراهيم لو أحتفظ فقط بالأقامة الدائمة(قرين كارد) ولم يتقدم للجنسية الامريكية، فهل هو كذب وكتب معلومات غير صحيحة في أوراق حكومية؟
    وأنا هنا أتحدث عن ماركسيته وشيوعيته.

                  

02-26-2019, 06:47 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: Deng)

    Quote: لنفترض جدلا أن عبد الله علي إبراهيم لو أحتفظ فقط بالأقامة الدائمة(قرين كارد) ولم يتقدم للجنسية الامريكية، فهل هو كذب وكتب معلومات غير صحيحة في أوراق حكومية؟
    وأنا هنا أتحدث عن ماركسيته وشيوعيته.

    عزيزي دينق
    تحياتي
    نرجو أن نراجع المواقف ، هل تقتضي الإقامة الدائمة تدخل في حرية الفرد وقناعاته إن كان مسلم ماركسي ومعتقد في الشيوعية ؟
    أهي دولة الديمقراطية الأولى التي تعتزون بها؟
    كيف تكون دولة ديمقراطية ولا تكفل حرية الفرد في ديانته وشيوعيته؟
    إن كان كلامك صحيح ، فمن حق أي فرد بإيمانه أن يعترض على ذلك . إن الديمقراطية الأمريكية هي كذبة كبيرة، إن كانت كما تقول. !!!!!!!!!!!!!!!!
                  

02-26-2019, 06:58 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: السودان يعمل موظفا سرّيا امريكيا في العراق !!
    تقرير عن أسرار الابواب الخلفية
    30 مارس 2012
    في أخبار
    بقلم :سيار جميل
    مقدمة : أهمية التقرير
    نشر يوم امس تقرير خطير على صحيفة البالتيمور صن Baltimore Sun الصادرة في واشنطن دي سي وبالترافق مع رصيفتها صحيفة لوس انجلوس تايمز بعنوان ” السودان الشريك السري الأميركي ” ومع عناوين فرعية من ان ” الخرطوم غدت دائرة ضرورية لمعلومات وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ” ، خصوصا في ما يتعّلق بالمتمردين في العراق .. وقد كتب (المقال) كل من غريك ميلر وجوش ماير ، وقد نشر اصلا في 11 حزيران / يونيو 2007 . والمقال عبارة عن : تقرير وثائقي مهم لم ينشر اعتباطا ، بل اعتقد ان لنشره صلة بصناع القرار الامريكيين ، وقد تقصّدت الادارة الامريكية ان تنشره على العالم كله في مثل هذا الوقت . ونظرا لأهمية هذه ” المادة ” الدسمة من المعلومات السرية ، فأنني أود ان اعرضها عربيا على الناس من اجل تكوين جملة من الافكار عما يدور في منطقتنا من قبل الولايات المتحدة الامريكية ضد الارهاب بأشكاله المتنوعة ، والادوار التي تقوم بها بلدان معينة من اجل استئصال عناصر الارهاب التي ترّبت على اراضيها وكانت حاضنة لها منذ أكثر من خمس وعشرين سنة ، فضلا عن بعض دول عربية اصبحت معبرا للإرهابيين نحو العراق .
    السودان يعمل سّرا :
    يقول التقرير : لقد غدا السودان يعمل سرا مع دوائر المخابرات الامريكية للتجسس على التمرد والمتمردين في العراق ، ويأتي مثالا لكيفية تواصل الولايات المتحدة الامريكية في التعاون مع النظام السوداني حتى في الوقت الذي يدان دوره بقتل عشرات الآلاف من المدنيين في اقليم دارفور. ان الرئيس جورج بوش ادان عمليات القتل في اقليم دارفور ، ووصفها بانها ابادة جماعية ، وقام بفرض عقوبات على حكومة السودان ، لكن بعض المراقبين والنقاد والمتابعين يقولون بأن الادارة الامريكية قد سحبت الفرامل فجأة وتوقفت ازاء فرض العقوبات الواسعة للحفاظ على التعاون مع الاستخبارات السودانية .
    المصالح الدولية هي الاقوى من مسألة دارفور
    ويبدو ان مسألة دارفور قد استخدمت لبناء تلك “العلاقة ” التي تؤكدها حقائق معقده لمرحلة اعقبت ما بعد 11 سبتمبر في العالم ، اي ان الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على الاستخبارات والتعاون العسكري لعديد من البلدان ، بما في ذلك السودان واوزبكستان والتي تعتبر واحدة من الدول المنبوذة نظرا لعدم نظافة سجلاتها المتعلقة بحقوق الانسان. هذا ما ورد بالنص في التقرير المنشور قبل ساعات ! كي نعقل قليلا وندرك بأن لعبة المصالح الدولية اقوى من كل ما نسمعه ونشهده في الاعلام من مفبركات وبيانات وخطابات .. فالسياسة مصالح ومتغيرات من دون اي مواقف وثوابت .
    ونبقى مع التقرير الذي يشير الى ان توظيف “الاستخبارات يأتي من اجل ان يتم التعاون نظرا لمجموعة كبيرة من الاسباب ” ويستطرد بالنص : ان مسؤول المخابرات الأمريكية يذكر ، ـ وقد طلب عدم ذكر اسمه ـ عند مناقشة التقييمات الاستخبارية ، قائلا : ” لا يمكن ان يتوطد حب عميق دوما بين الناس بعضهم لبعض ” ويستطرد قائلا : ” لقد اصبحت السودان قيمة متزايدة لدى الولايات المتحدة الامريكية منذ اعتداءات 11 ايلول / سبتمبر 2001 بسبب اغلبية السكان السّنة في الأمة العربية ، وغدت السودان مفترق طرق للناشطين الاسلاميين الذين يتجهون الى العراق وباكستان ” .
    الارهابيون والجواسيس معا
    ان تدفق المقاتلين الاجانب قد وفر غطاء لعناصر المخابرات السودانية ان تقوم باداء خدمة تتمثّل بادخال الجواسيس الى العراق ، وقال المسؤولون : “اذا حظيت بالمجاهدين يسافرون عبر السودان في الوصول الى العراق ، فان هناك ثمة نمط في حد ذاته لا يثير الشكوك ” ، وقال موظف سابق رفيع المستوى في وكالة المخابرات المركزية الرسمية بأن ثمة دراية بالتعاون السوداني مع الوكالة. ” انها تخلق الفرصة لارسال السودانيين في داخل هذا الانبوب وهذا الخط”. وكنتيجه لذلك ، فان الجواسيس السودانيين غالبا ما يكونوا في مواقع حسنة بدوائر السي اي اي لجمع المعلومات عن تنظيم القاعده في العراق ، فضلا عن انشطه جماعات متمردة اخرى.
    عيون زرقاء بلا فائدة واستخدام السودانيين العرب
    يستطرد التقرير قائلا : ” ليس هناك الكثير من اصحاب الشعر الاشقر والعيون الزرق ضباطا من الولايات المتحدة كي يفعلوا شيئا في الشرق الاوسط بأسره ، وليس هناك شيء يمكنهم عمله في العراق” . يقول المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية المطّلع رسميا على العمليات السودانية بأن ” باستطاعة السودانيين ان يذهبوا لأماكن لا نستطيع نحن الذهاب اليها .. انهم عرب باستطاعتهم التجوال في اي مكان !! لقد رفض المسؤولون ان يقولوا ما اذا كانت المخابرات قد ارسلت ضباطها الخاصين بها وبدوائرها الى البلاد ، مشيرا باهتمام الى القلق بصدد حماية المصادر والاساليب . لقد قالوا بأن السودان قد جّمع شبكة مخبرين في العراق يقومون بالاخبار عن التمردات . وان بعض المجندين قد سافروا بالفعل من خلال العاصمة السودانية الخرطوم .
    علاقات تتجاوز العراق نفسه :
    ان العلاقة بين الولايات المتحدة والسودان تتجاوز العراق نفسه ، فالسودان ساعد الولايات المتحدة في مسار الاضطرابات المضنية التي تعم الصومال ، وقد عمل على تنمية وتنشيط الاتصالات مع ميليشيات المحاكم الاسلامية بالصومال في محاولة لتحديد مواقع عناصر منظمة القاعدة المشتبه بهم والذين يختبئون فيها. كما قدم السودان تعاونا واسع النطاق فى عمليات مكافحة الارهاب ، بناء على طلبات الولايات المتحدة لاحتجاز المشتبه بهم والذين يمّرون عبر الخرطوم. ان السودان يحصل على عدد من المزايا والمنافع التي تعود عليه بتقديمه مثل هذه الجهود . ان علاقته مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية قد اعطته قناة مهمة جدا للاتصالات مع الحكومة الامريكية. وان الولايات المتحدة تستخدم أيضا هذه القناة لتتكئ على السودان بشان الازمات في دارفور وغيرها من القضايا.
    الادانة الدولية والاثمان المقبوضة
    وفى الوقت الذى يدان فيه السودان في اروقة المجتمع الدولي ، فانه يفوز بالثمن لقاء ما يقدّمه من اعمال . لقد اصدرت وزارة الخارجية الامريكية مؤخرا تقريرا يدعو السودان بالوصف الدقيق ” “شريك قوي في الحرب على الارهاب.” Sudan a “strong partner in the war on terror.”
    ان بعض النقاد يتهمون ادارة بوش بأنها تتبع سياسة لينة مع السودان خوفا من تعريض التعاون في مكافحة الارهاب الى الخطر . ان جون برندرغيست ، وهو المدير السابق للشؤون الافريقيه بمجلس الأمن القومي في ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون طالب بأقصى العقوبات التي اعلنها جورج دبليو بوش الشهر الماضي والمسماة بـ ” window dressing ” والتي وصفت كونها مجرد ديكور يظهر الشدة ، ولكنه يمارس ضغطا حقيقيا قليلا على حكومة السودان لوقف ارتباطات الميليشيات العربية من قتل افراد القبائل الافريقيه في دارفور. ويبقى التقرير يسرد التوصيفات والادلة بالقول : ” ان أحد أهم الاسقف الزجاجيه الكبيرة في العمل الحقيقي بالتصدي لعمليات الاباده الجماعية في دارفور قد وفر علاقتنا المتنامية مع السلطات في الخرطوم من اجل مكافحة الارهاب” . هكذا يقول جون برندرغيست ، والآن مع مجموعة الازمات الدولية ، يذكر التقرير بأن “هذه هي المساهمة الوحيدة الاكبر في طرح السؤال عن سبب ضخامة الفجوه جدا بين القول والعمل “.
    الغرامات المالية وتقاطع المصالح :
    يقول التقرير بأن سفير السودان في الولايات المتحدة جون اوكيك لوث اوكيك اقترح اثناء المقابلة بان العقوبات يمكن ان تؤثر على استعدادات البلاد للتعاون في مجال قضايا الاستخبارات. ان الخطوات التى اعلنها الرئيس بوش والمتضمنة 31 حظرا للاعمال التجارية التي تملكها الحكومة السودانية من الوصول الى النظام المالي الامريكى. ان قرار لفرض عقوبات مالية “ليست فكرة جيدة” ، قال وكيك مستطردا بأنه “يقلل من تعاوننا ، ويجعل اولئك الذين يقفون على الجانب المتطرف ، لا يريدون التعاون الاقوى مع الولايات المتحدة ، اقوى. ” !! لكن البيت الأبيض وكل مسؤولي أجهزة الاستخبارات الأميركية قد قللوا من احتمال قيام تعاون يمكن ان يغدو بمثابة معاناة ، لكنه كما يقول انه في مصلحة البلدين.
    جاء في التقرير ايضا بأن الاجندة الامريكية تتضمن رقم 1 : النظر في فرض عقوبات اشد هو أن الحكومة السودانية لم توقف اعمال العنف هناك وتتواصل معاناة الشعب تماما ” ، وقال غوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي: ” اننا نتوقع بالتأكيد ان السودانيين يواصلون جهودهم ضد الارهاب لأن ذلك من مصلحتهم ، وليس لمصلحتنا فقط “. ان السودان له مصالحه الخاصة في اعقاب التمرد لأن المتطرفين السودانيين والمقاتلين الاجانب الذين يدخلون البلاد من المرجح عودة الاضطرابات واحتمالات زعزعة الاستقرار.
    السودان : محطة الجهاديين
    يتضمن التقرير ايضا ما نصّه : ” لقد تراخت الرقابة في السودان عن السفر ، وهذا ما حدا باحد المسؤولين ان يوصف السودان أنه “طريق محطة” او ” معبر ” للمجاهدين ليس فقط من شمال افريقيا ، وانما ايضا من السعودية ومصر ودول الخليج الاخرى ” . يذكر التقرير أيضا بأن احد المسؤولين السابقين عن اجهزة الاستخبارات الاميركية قال بان السودان قد لا يساعد في العراق ، اذ انه ذات قيمة محدودة ، ويعود ذلك جزئيا الى البلاد التي تشكل جزءا صغيرا من المقاتلين الاجانب ، ولا سيما عند مستويات أدنى من التمرد. ” لا يمكن ان نقارن بين ان تكون اي مواطن سوداني ازاء قيادات القاعدة في العراق ! ” قال المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية العاملة في بغداد : “قد يكون لديهم بعض المقاتلين هناك ، لكن هذا فقط وقودا للمدافع. انهم لا يمتلكون الثقة ولا القدرة على العمل في الطريق هناك ، ولكن قيادات القاعدة في العراق هم من العراقيين والاردنيين والسعوديين. ”
    فاعلية الدور السوداني أزاء الآخرين
    ولكن آخرون يقولون بأن للسودان مساهمات كبيرة بسبب ان السودانيين يحتلون مواقع مدعومة من المجتمع العربي – بما في ذلك التمرد – بحيث يعطيهم ويسمح لهم بالحركات وسلاسل التوريد. ونقرأ ايضا : ” وكل فريق يحتاج الى الاسلحة. كل فريق يحتاج الى مكان الاجتماع “، وقال موظف آخر سابق رفيع المستوى في وكالة المخابرات المركزية الرسمية ، وهو من الذين اشرفوا على جمع المعلومات الاستخباريه في العراق ، بأن “السودانيين يمكنهم الانخراط في سلسلة الدعم او في قنوات التهريب من السعودية والكويت”. ويقول مسؤول في وزارة الخارجية بان السودان لديه ” جملة معلومات مهمة جدا ساعدت في مجهودات عملياتنا في مكافحة الارهاب حول العالم” لكن لاحظنا بأن ثمة تضارب متأصل في العلاقة.
    نهايات اللعبة المشتركة
    وماذا ايضا ؟ يقولون انهم قد انجزوا اشياء مشتركة عدة تلك التي انقذت ارواح الامريكيين “وقال المسئول. “لكن الخلاصه هي انها قصفت ابناء شعبها في وازو ودارفور. ويبدو ان التعامل مع السودان ، وكأن السودانيين يلعبون دائما على الطرفين باتجاه الوسط . يقول التقرير أيضا : ان ” وكالة الاستخبارات المركزية رفضت مناقشة اي تعاون مع السودان. وان “الوكالة كقاعدة عامة ، لا تعلق ابدا بدورها على العلاقات مع اجهزة الاستخبارات الاجنبية” ، هذا ما قاله المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية بول غيميغليانو في التقرير . اما وكيك ، السفير السوداني فيقول : بان “تفاصيل ما نفعله في مقاومه الارهاب ليست متاحة للمناقشات”. ولكنه اشار الى ان وزارة الخارجية الامريكية “وقال علنا اننا منخرطون في مكافحة الارهاب” ، وان المساعدات التي تقدم السودان “ليس فقط في السودان”.
    العلاقات الامريكية والسودانية من الانقطاع حتى الاتصال
    في منتصف عقد التسعينات المنصرم ، كانت علاقة المخابرات المركزية مع السودان منقطعة . في ذلك الوقت ، كان السودان يوفّر شاطىء الأمان لاسامة بن لادن وغيره من قادة تنظيم القاعده. لكن اعيدت نشأة الروابط قريبا بعد اعتداءات 11 ايلول / سبتمبر 2001 ، عندما اعادت الولايات المتحدة وفتحت محطة وكالة المخابرات المركزية في العاصمة الخرطوم. وقد ركزت في البداية على تعاون السودان بتوفيره معلومات عن تنظيم القاعده قبل ان يحّول ابن لادن انشطته ويغادر السودان الى افغانستان في عام 1996 ، بما في ذلك تنظيم القاعده برمة قياداته ، ساعيا لامتلاك اسلحه كيمياوية او بيولوجية او نوويه والكثير من الجبهات وشركاء الاعمال هناك.
    من التبادلية مع السودان الى مشاركة المركزية العراقية
    ومنذ ذلك الحين ، تجاوز السودان تبادل المعلومات التاريخية عن تنظيم القاعده الى المشاركة في عمليات مكافحة الارهاب الجاريه ، مع التركيز على المجالات التي تتمتع فيها المساعدة ليكون اكثر تقديرا . وينص التقرير : وحسب ما تعرضه اجهزة الاستخبارات الاميركية يقول المسؤول “ان العراق سيكون بيئة مخابراتية له الأثر الأكبر على الأميركيين”. وفى عام 2005 ، أرسلت وكالة المخابرات المركزية طائرة نفاثه الى السودان وهي تحمل رئيس مخابرات السودان اللواء صلاح عبدالله غوش ، لتأتي به الى واشنطن من اجل عقد اجتماعات مع المسؤولين في مقر الوكالة. غوش لم يعد الى واشنطن منذ ذلك الوقت ، ولكن مسؤول سابق قال “هناك اتصال وزيارات كل يوم” بين السي اي اي ووكالة السودان للمخابرات.
    ماذا نستنتج .. وماذا نقول ؟
    انني اذ انقل الى الرأي العام العربي مثل هذا ” التقرير ” الامريكي الذي نشر قبل ساعات ، ينبغي علينا ان نتفهم لعبة الادوار الامريكية العربية قبل ان ندرك لعبة الادوار الامريكية الاقليمية حتى نصل الى ازمة الادوار الدولية حول مشاكل الشرق الاوسط .. كما وان علينا ادراك ما لتنظيم القاعدة من خطورة وعمق في تحركاته في المنطقة ناهيكم عن تغلغل خلاياه في بيئات متعددة ومتنوعة من الشرق الاوسط ، ومدى قوة اختفائه وتستره وقوة استفاقة تلك ” الخلايا ” عند الحاجة . اننا اذ نعرض هذا التقرير في ما تضمنه على العالم العربي ، نتساءل فعلا عن دور السودان في العراق ؟ وما الادوار التي يؤديها اليوم ؟ وما الثمن الذي قبضه ويقبضه كما يشير التقرير ؟ ان ما يحدث في العراق اليوم من فوضى وارهاب يحتم علينا كشف ابعاده من اجل رفع الغمة عن ابناء الشعب العراقي الذي ذاق الامرين .. كما يمكننا ان نتفهم من ” التقرير ” مدى ضلوع اطراف عدة في المستنقع العراقي الذي اختلطت فيه الاوراق لدى كل المسلحين بتسمياتهم المتنوعة ، فلا يمكن ابدا ان نخلط عمليات القاعدة الارهابية بعمليات اخرى لا علاقة لها بمنظمة القاعدة ابدا .. كما لا يمكننا ابدا ان نبقي العراق بيئة تستقطب الارهاب من كل مكان على حساب دماء ابناء الشعب العراقي .. ان تساؤلاتنا للحكومة السودانية لابد ان تكون واضحة وقاطعة عن طبيعة الدور ( او : الادوار ) التي تمارسها او تقايض بها مشاكلها في دارفور وغير دارفور بالاثمان التي تقبضها حول العراق او غير العراق .
    وأخيرا : هل من تساؤلات عن مستقبلنا وسبل خلاصنا ؟
    انني اذ اعرض امام كل القراء الاعزاء ما تضمنه هكذا ” تقرير ” نشر قبل ساعات في الاعلام الامريكي ، اتمنى ان يكون موضوعا باستطاعتنا ان يكون بوابة حقيقية لفهم جملة الغاز لم تزل تحوم في رؤوسنا منذ العام 2003 وحتى اليوم .. واذا كان ” التقرير ” قد خص السودان بمثل هكذا معلومات ، فأنني اتوقّع ان تنشر ” تقارير ” اخرى في الميديا والصحف الامريكية تكشف بالتفاصيل عن ادوار دول واحزاب ومنظمات عدة سواء في منطقتنا العربية ام الاقليمية ازاء الوجود الامريكي في العراق . فهل سنتعّلم من ذلك جملة دروس اساسية في صناعة الاحداث ومتغيرات المنطقة ؟ هل سنتعلم لماذا كان العراق ولم يزل هو المحور الحقيقي للاحداث الساخنة ؟ هل ستنتصر امريكا في حملتها ضد الارهاب الذي تقوده منظمة القاعدة ؟ وهل ستنحدر المنطقة كلها الى الاسفل ، ام ستنجح في ان تنقذ ما يمكن انقاذه ؟
    اسئلة حقيقية اضعها امام القراء الاعزاء .. عسى نوّفق في ايجاد اجوبة حقيقية لها بعيدا عن اللعبة الدائرة اليوم بين مختلف القوى الدولية والاقليمية ..


    الأكرم : دينق
    إن الإدارات الأمريكية التي تتشدق بالديمقراطية ، لا تدعم إلا الدكتاتوريات العربية
    وإن السي آي أي لديها مركز الخرطوم ، وهو الموجه لحراكها الأفريقي

    إن كنت أنت تدعم تلك السياسة الأمريكية ، فأنت مثلها ،
    لقد سكتت أمريكا عن كل التجاوزات في جنوب السودان، من حرب أهلية وتطهير عرقي ، فماذا تقول عن ذلك ؟
                  

02-26-2019, 01:32 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20438

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: وأوكل الإسلاميون دور التلميع والتجهيز إلى عبد الله علي إبراهيم في مقاله "وا حلاتي ... الأصم!"،

    وعبد الله ثابت أنه من كتاب السلطان الإسلامي.

    ؟؟؟؟؟؟
                  

02-26-2019, 08:03 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: osama elkhawad)

    Quote:
    نرجو أن نراجع المواقف ، هل تقتضي الإقامة الدائمة تدخل في حرية الفرد وقناعاته إن كان مسلم ماركسي ومعتقد في الشيوعية ؟
    أهي دولة الديمقراطية الأولى التي تعتزون بها؟
    كيف تكون دولة ديمقراطية ولا تكفل حرية الفرد في ديانته وشيوعيته؟
    إن كان كلامك صحيح ، فمن حق أي فرد بإيمانه أن يعترض على ذلك . إن الديمقراطية الأمريكية هي كذبة كبيرة، إن كانت كما تقول. !!!!!!!!!!!!!!!!



    عزيزي الشقليني.


    الولايات المتحدة لها مواقف واضحة في موضوع الماركسية والشيوعية هذا، ونفس الشيء بالنسبة لروسيا أو الاتحاد السوفيتي السابق فهم لهم رأي واضح في الولايات المتحدة ونظامها الرأس مالي. ويجب أن تعلم أن هنالك مواطنين أمريكان مولدين في أمريكا ولقد اختاروا الماركسية والشيوعية، والفرق بينهم وبين عبد الله علي إبراهيم هو أنهم مولدون في أمريكا وهي بلدهم الوحيد، وقد نجد لهم العذر في ذلك ولكن ما هو عذر الرجل الذي هاجر الى الرأس مالية "والامبريالية" التي يؤمن بتدميرها وتحطيمها على حسب فكره الشيوعي والماركسي؟ على من يمارس النفاق والخداع والانتهازية الكاملة عبد الله علي إبراهيم؟؟
    مافي زول هنا يريد أن يتدخل في حرية علد الله علي إبراهيم وفي خياراته، ولك He does not practice what he preaches

    وهنا الممارسة ليست بشيء عادي أو طبيعي، ولكنه يبشر الناس بالماركسية والشيوعية وهو عايش في بحبوبة الرأسمالية و "الامبريالية" وفي نفس الوقت يصف الشيوعيين في السودان بأنهم صاروا برجوازية! هل مثل هذا الفعل يستوعبه العقل؟
    القوانين الامريكية واضحة وضوح الشمس فيما يختص بالشيوعية والماركسية وهنالك أسئلة مخصصة في فورمات الهجرة الامريكية لذلك، فهل كذب عبد الله علي إبراهيم لإدارة الهجرة الامريكية؟


                  

02-28-2019, 06:29 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: Deng)

    Quote: الحزب الشيوعي الأمريكي
    ما سر بقاء الحزب الشيوعي الأمريكي؟
    ايدان لويس بي بي سي - نيويورك
    • 1 مايو/ أيار 2014
    o
    على غرار الحركات المماثلة حول العالم، تعرض الحزب الشيوعي الأمريكي إلى ضربة قاضية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق عام 1991، لكن مجموعة صغيرة من الأعضاء المتمسكين بمبادئ الحزب واصلوا طريقهم.
    وعلى مسافة ليست بعيدة عن وول ستريت في الدور السابع من مبنى أنيق يتألف من ثمانية طوابق في شارع "ويست 23" يقع مقر الحزب الشيوعي الأمريكي، الذي أثار بقاؤه دهشة الكثيرين.
    على إحدى حوائط المقر علقت صور بالأبيض والأسود لشخصيات بارزة في تاريخ الحزب. كما تملأ أعمال ماركس وانجلز ولينين أرفف الكتب.
    تم شراء هذا المبنى ليضم الحزب في السبعينيات من القرن الماضي قبل أن تشتهر منطقة تشيلسي المجاورة. وقالت أمينة الصندوق روبرتا وود "لقد فزنا بصفقة رابحة جدا" في شراء المبنى.
    وفي إشارة للاستسلام للواقع الرأسمالي، يتم تأجير جميع الطوابق بالمبنى ما عدا اثنين. وتستخدم عوائد الإيجار في دعم أنشطة مجلة إلكترونية تحمل اسم (عالم الناس)، وتمثل امتدادا مباشرا لصحيفة الحزب التي توقفت عن الصدور وهي (دايلي ووركر).
    يقول الحزب إن لديه ما بين 2000 إلى 3000 عضو على مستوى البلاد. ويضم عضوين فقط يحصلان على رواتب، وهما الرئيس، سام ويب، ونائبه خافيز تاينر، الذي كان مرشحا لمنصب نائب الرئيس في السبعينيات من القرن الماضي.
    وجود مؤثر
    لكن الهدف النهائي للحزب لا يزال طموحا جدا. وينص برنامج الحزب على أن "الاشتراكية ستدشن حقبة جديدة في هذا البلد"، وأن "الثروة الهائلة للولايات المتحدة ستكون للمرة الأولى لصالح جموع الشعب".
    ويقول ويب إن الهدف على المدى الطويل هو وجود "مجتمع اشتراكي، وإنهاء كافة الفروقات الطبقية، ووجود مجتمع من المساواة، وتراجع دور الدولة".
    وكان الحزب الشيوعي يتمتع في الماضي بوجود قوي على الساحة السياسية الأمريكية. وفي فترة أوج الحزب ما بين الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، كانت هناك شبكة قوية للحزب في أنحاء البلاد، وحقق العديد من النجاحات الانتخابية على المستوى الوطني. وكان ثلاثة من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين ينتمون سرا إلى الحزب الشيوعي.
    لم يتجاوز عدد أعضاء الحزب أبدا أكثر من 100 ألف عضو، لكن تأثيره كان واسعا. ويقول هارفي كلير أستاذ العلوم السياسية في جامعة اتلانتا ايموري "بالتأكيد كان للحزب الشيوعي تأثير على الحياة الأمريكية".
    وتسبب اشتعال الحرب الباردة في ملاحقة الشيوعيين وحلفائهم في الولايات المتحدة. وجاءت أبرز حملات الملاحقة بواسطة "لجنة مجلس الأنشطة غير الأمريكية"، ولاحقا بواسطة السيناتور جو ماكارثي.
    يقول فيرنون بيدرسون، أستاذ التاريخ بجامعة غريت فولز في مونتانا إن "هذه كانت فترة مدمرة للحزب، وهو ما منحهم شعورا قويا بروح التضامن".
    وخلال الحرب الباردة، كان للحزب الشيوعي الأمريكي تنظيم سري موازٍ، وكان عدد قليل من الأشخاص يتجسسون لصالح موسكو. وحتى الثمانينيات من القرن الماضي، كان الحزب يتلقى مبالغ مالية كبيرة من السوفييت، وهي الأموال التي علم بها وتتبعها مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، وفقا لكلير.
    وغادر العديد من الأعضاء الحزب بسبب القمع السوفيتي في المجر عام 1956 وفي تشيكوسلوفاكيا عام 1968، فيما كان الحزب يتبنى موقفا متشددا مؤيدا لموسكو.
    وكان الانفصال الأخير حينما دعم غوس هول، زعيم الحزب خلال الفترة من 1959 وحتى 2000، انقلاب المتشددين السوفييت ضد ميخائيل غورباتشوف عام 1991.
    وأعرب بيدرسون عن "دهشته" من قدرة الحزب على البقاء بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، لكنه أوضح أن الفضل في ذلك يرجع إلى أن مجموعة من الأعضاء المخلصين للحزب وأفكاره "رفضوا تماما الاستسلام بغض النظر عن الأوضاع التي بدت قاتمة".
    تحالفات
    ويقول سام ويب، الرئيس الحالي للحزب، إن المهمة الآنية هي التغلب على "اليمين المتطرف" في الولايات المتحدة من خلال المساهمة في تحالف أوسع من التنظيمات ذات التوجه اليساري التي تعارض التمييز الاقتصادي وتدافع عن حقوق الأقليات.
    ويشير ويب إلى أحداث وقعت مؤخرا من بينها حركة "احتلوا"، وانتخاب الاشتراكي خشاما سوانات في مجلس مدينة سياتل وانتخاب بيل دي بلاسيو عمدة مدينة نيويورك.
    وأشار أيضا إلى أنه حتى الجمهوريين بدأوا يتحدثون عن الفقر. وقال إن "المناخ في البلاد يتغير، والناس يفكرون في التمييز الاقتصادي".
    وأكد أن وجود مجتمع اشتراكي هو الهدف في "المستقبل المنظور"، بينما أن إقامة نظام شيوعي "على الأرجح سيكون على المدى الأبعد بكثير".
    وأضاف "إذا دخلنا في تحالفات على أساس موافقة الناس على رؤيتنا للاشتراكية، فربما من الأنسب لنا أن نتحول إلى كابينة
    لكن المعارضين المتابعين لمسار الحزب يستبعدون ذلك.
    تحيز
    وقال رون رادوش المؤرخ والكاتب الذي غادر الحزب بعد قمع الثورة المجرية عام 1956 إن "المواقف التي يتبنوها يصعب تمييزها بالفعل عن التنظيمات الديمقراطية الاشتراكية اليسارية. لا أعرف لماذا ينتمي أي شخص إليه."
    أما هارفي كلير أستاذ العلوم السياسية فيصف الحزب الشيوعي بأنه "طائفة"، ويقول إنه لم يعد يوليه اهتماما منذ عشر سنوات تقريبا لأنه أصبح "عديم الأهمية بشكل فعلي".
    واعتبر توني بيسونوفسكي، المنسق المحلي للحزب في كانساس وميسوري وتينيسي، أن تلاشي ذكريات الحرب الباردة والنهج العملي والنشاط على مستوى القاعدة الشعبية للحزب الشيوعي في الولايات المتحدة أضعف الوصمة التي تحيط بالشيوعية، لكن التحيز لا يزال موجودا على الأرض.
    ويقول بيسونوفسكي "وصفت بالإرهابي المحلي، وتلقيت مكالمات تهديد. المواقف المناهضة للشيوعية وكل ذلك لا يزال موجودا بالفعل في ما يخص اليمين المتشدد في بلدنا وعناصر حزب تي بارتي" اليميني.
    ويضيف "سنترك جهودنا تتحدث عنا، ولن نجعل الأمر يتعلق أكثر بكلمة شيوعية."
    ويقول رئيس الحزب، سام ويب، إنه لا يواجه ردود فعل عنيفة حينما يقول للناس إنه شيوعي. ويشير إلى أن بعض الشباب، الذين ربما لديهم فكرة ضبابية عن المغزى من العالم، يعتقدون أن الشيوعية "شيء جيد".
    لكنه أشار إلى أن الحزب ربما يتخلى في نهاية المطاف عن بعض تراثه التاريخي وهو يبني تحالفات مع غيره من التنظيمات الأمريكية ذات التوجه اليساري.
    ومع التطلع للمؤتمر العام للحزب في يونيو/ حزيران المقبل، يبدي ويب رغبة في أن يخلق مناخا يشعر فيه "الرفاق" بحرية إثارة مخاوفهم، بما في ذلك ما يتعلق منها باسم الحزب.
    http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2014/05/140501_usa_communist_party_survival[/QUOTE]
                      

02-28-2019, 06:35 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عضمان: andquot;عضمandquot; ع.ع. ابراهيم، وandquot;عض (Re: عبدالله الشقليني)

    الأكرم دينق
    حسب الوثائق فيوجد الحزب الشيوعي الأمريكي
    ولكنه مُنع من دخول الانتخابات لعدم إيمانه بالديمقراطية
    نحتاج لرأي البروفيسور عبدالله حول الموضوع
                  

03-01-2019, 00:44 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    وقاااام واحد تاني قال: (مثقف عضوي)!!
    الكترابة!!
    الداير يغالط.. ياهو داك الفيسبوك :).
    ولغاية الآن يوجد ثلاتة أعضاء من هنا بي هناك :).

    الرابط للموقع/الحوار يفتح بالنقر على الصورة،
    ولكن الموقع ليس متاحا في كل الدول..
    وعلى إيه؟.. ياهو دا تحت!


    Quote: https://https:// www. ultrasawt. com
    عبد الله علي إبراهيم: لم يغادرني التفاؤل بالوطن ومستقبل كادحيه!

    حوار عزمي عبد الرازق (كاتب وصحفي من السودان).

    يعتبر عبد الله علي إبراهيم أستاذ التاريخ الأفريقي بجامعة ميسوري الأمريكية من أهم الكتاب والباحثين السودانيين، فهو ابن اليسار القديم بلا منازع، رغم أن مساهماته الثقافية والفكرية تعدت ذلك الحيز الأيديولوجي، إذ إنه منشغل كذلك بالنقد الأدبي ومباحث الفولكلور، أما التاريخ وعلوم الاجتماع فحاضرة بكثافة ضمن أدواته المعرفية. إنه مثقف عضوي لو جازت استعارة مفهوم غرامشي حول الفاعلية في "كراسات السجن".



    يعتبر عبد الله علي إبراهيم من أهم الكتاب والباحثين السودانيين، ذلك أن مساهماته الثقافية والفكرية تعدت ذلك الحيز الأيديولوجي

    يتناول هذا الحوار الذي أجراه "ألترا صوت" بعض المحطات المهمة في حياته وراهن السودان وثوراته، وفي البال عمق الفكرة الذي يوسم بها، وحجة مطواعة على لسانه يلقم بها مساجليه متى استدعى مقام المعترك، وفي الخاطر أيضًا ما يتبدى لخصومه من تناقضات الشخصية السودانية فيه؛ صورة ابن اليسار الذي قنع بالعيش جوار وول ستريت، كما أنه يتبنى بدخيلة ناضجة ثقافات المركز في آن، وهي إشكالية مزمنة في سؤال الهوية السودانية، عطفًا على حوارات متصلة حول "الأفروعروبية" و"تحالف الهاربين"، و"الإرهاق الخلاق"، فماذا يقول؟



    *ابتداءً، ألا يبدو أن ثمة مفارقة أن يلقي ماركسي عنيد مثلك عصا ترحاله في قلب الرأسمالية العالمية ويمشي مطرقًا لعقود متصلة في شارع وول ستريت؟

    ألم يتأخر هذا السؤال نحو 40 عامًا؟ أخرج لي عيبي خلال هذه المدة حتى يصح السؤال.

    *أنا فقط أتحدث عن المفارقة والتصالح مع غربتي المكان والثقافة؟

    دعني أستعر عبارة سودانية بتصرف للإسقاط فقط، "لولا المربى تربة قُعادنا مع الأمريكان ولا هو غُربة"، أي أنني مكره على هذه الغربة.



    *كيف تنظر للتحولات السياسية والثقافية في المجتمع الغربي وهل انتصر أيديولوجيًا بمنطق النهايات التاريخية الفوكويامية؟

    القول بانتصار الرأسمالية في نهاية التاريخ وهم.

    *كيف انتهيت لهذه الخلاصة؟

    أنظر إلى عودة الروح الاشتراكية إلى مسرح السياسة الأمريكية على يد بيرني ساندرز ومنافسته القوية هيلري كلينتون ليكون مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات 2016. ويدور ليومنا الحديث عن جناح اشتراكي أو يساري في الحزب الديمقراطي يؤمن بالعلاج كحق والتعليم الجامعي كحق، وأستغرب أن أسماء بيرني وألكساندريا كورتيز وإليزابيث وارن مما لا تجد لها ذكرًا في أدب يسارنا، بينما الأخيرة ترشحت لتنافس في انتخابات الرئاسة عن الحزب الديمقراطي لسنة 2020 ببرنامج للعدل الاجتماعي شابت من هوله رؤوس رأسمالية عجفاء.

    *لم أقرأ لك نقدًا واضحًا وصريحًا حول شخصية وتجربة دونالد ترامب المثيرة للجدل؟

    أنا غير معني كثيرًا بدقائق السياسة الأمريكية إلا فيما اتصل بقضايانا العربية والأفريقية والإسلامية.

    *بشكل آخر، ما هو أخطر ما استوقفك في شخصية ترامب؟

    أخطر ما في دونالد ترمب أنه استصحب الطبقة العاملة البيضاء الأمريكية في مشروع قومي فاجر، والعرق دساس في الطبقة العاملة. فقد لعبت الطبقة العاملة البيضاء في جنوب أفريقيا دور الشرير في تراجيديا الأبارتهايد، وأسمع أن الديمقراطيين يحاولون استدراك هذا بتجسير الفجوة مع هذا القطاع الأبيض، إذ كانوا هجروه بالتركيز على مسألة الهوية (قضايا النوع والأقليات) أو ما يعرف بالسياسة الثقافية، وأداروا ظهرهم لقضايا الطبقة، وها هي ذات القضايا تطاردهم كشبح الآن.


    عبدالله علي إبراهيم: أرى أستاذنا عبد الخالق محجوب في كل زاوية من هذه الثورة، هو أستاذ علم الاحتجاج، وهو أستاذ علم الأمل في التغيير

    *حسنًا. ماهي النهاية المحتملة الملائمة لعولمة الكوكب وسط فجوة طبقية وتآمر مريع على التجربة الديمقراطية وحقوق الإنسان؟

    أضع مثل حراكنا السوداني الآن كأفق للديمقراطية ليتفكر فيه من قنع ظاهرًا وباطنًا في مستقبل ديمقراطي في مثل بلادنا. فتجد أوروبا الغربية تتعاقد مع حكومتنا بل مع "قوات الدعم السريع" لتجفيف مد الهجرة إليها من شرق أفريقيا. وهذه معالجة سطحية لأن هجرة ضحايا النظم الرأسمالية المتوحشة في مثل بلادنا إلى الغرب لن تتوقف.

    *لماذا برايك لن تتوقف، أو كيف يمكن أن تتوقف؟

    هذه نظم تفرز مثل أولئك الضحايا على مدار الساعة، ولا حل مستدام لأوروبا سوى دعم مثل حراكنا وغيره لكيلا يحتاج شبابنا المعزز في وطنه للهجرة عنها. نريد أوروبا قبلة سياحة لهم لا سوقًا لبيع قوة عملهم، وأعتقد أن اهتمام أمريكا بما يجري في فنزويلا ربما رجع إلى أن فنزويلا صارت طاردة لشبابها، أي أن هؤلاء الشباب سيتجهون إلى أمريكا طلبًا للجوء السياسي أو الاقتصادي بما يفاقم من قوافل المهاجرين إلى أمريكا من بلاد لاتينية أمريكية أخرى، ناهيك عن تبجحها بالاشتراكية التي تستفز مثل ترامب، بينما لا اشتراكية فنزويلية في الحقيقة.

    *تبدو قضية الهجرة معضلة كبيرة ومستمرة ألا تعتقد ذلك؟

    من الصدف الطيبة أن يصدر إعلان أوروبي قبل أيام في ميونيخ لتعزيز الديمقراطية الممحونة لا في مثل بلادنا فحسب بل في بلاد ديمقراطية عتيقة، ويمكن لناشطينا توظيف هذه الوثيقة لكشف تناقض أوروبا، فهي تدعم نظام السودان لأجل تجفيف قوافل الهجرة إليها كما ذكرنا، بينما تصدر المواثيق المهللة للديمقراطية، فأوروبا (تضرب وتداوي) .

    *في معرض حديثك عن "البرجوازية الصغيرة"، حشدت لها كل الأوصاف السيئة، مثل الذبذبة والتهريج والعجلة والمغامرة التي يعقبها التهافت واليأس والزهادة في القضية، لماذا هذه القسوة والتبخيس؟

    ليس هذا التبخيس لها من عندي.

    *من أين استقيته إذًا؟

    استقيته من تجربة الثوريين معها، ثم انظر خسة البرجوازية الصغيرة اليسارية في الحكم في ظل جعفر النميري وخسة قسمها اليميني في الدولة والمجتمع خلال عهد البشير، هذه قسوة مستحقة. أهانوا السودانيين وأفسدوا كل معنى رفيع، انظر أيضًا محنة الإسلام مثلًا في عهد الأخيرين.

    *غالب بحوثك تقريبًا ارتكز حول مفهوم التاريخ الثقافي والاجتماعي والدراسات الحقلية الطويلة، فما الذي أغراك بالبقاء طويلًا في هذا المحفل؟ وهل كان خصمًا للتجرية السياسية لعبد الله كأن يصبح زعيم حزب أو وزيرًا أو رئيسًا على سبيل المثال؟

    قلت حين ترشحت لرئاسة الجمهورية في 2010 إنني أريد تثقيف السياسة. فشغلي الثقافي ليس خصمًا لنزوعي السياسي. خلافًا لذلك هو السياسة بطريق آخر، وأعتقد أنه طريق ذكي ومطلوب.

    *ما الذي أردت أن تقوله بالضبط في أطروحتك العجيبة "الإرهاق الخلاق"؟

    لماذا هي عجيبة؟

    *دعني أسألك نفس السؤال. ما الذي أردت قوله في تلك الأطروحة؟

    أردت القول إن بلادنا تعاني من أزمة وطنية عامة استنفدت فيها معينها من الأيدولوجيات حتى قال أليكس دي وال، الأكاديمي والناشط الحقوقي الإنجليزي، إن جثث تلك الأيدلوجيات تتراكم فوق بعضها تراكمًا يحجب عن التطلع للمستقبل، وهذا جانب الإرهاق. ودعيت إلى مصالحة وطنية تاريخية تستصحب هذه الإرهاق وتجعله خلاقًا.

    *بمناسبة الرئاسة؛ أنت ترشحت من قبل لمنصب رئيس الجمهورية في انتخابات العام 2010، فكيف كانت التجربة باختصار، وهل قنعت بلقب مرشح رئاسي، أي بمعنى أن اللقب هو كل ما كنت تبحث عنه؟

    هذا سؤال لئيم. لم ينفعني لقب مرشح في شيء، ولم أوظفه لفائدة حتى أنني غالبًا لا أقول عن نفسي إنني مرشح رئاسي لأنني لم أستكمل عدة المرشح حتى، أقول بدلًا عن ذلك "الآمل" في الرئاسة، وكانت التجربة بشعة من جهة الحكومة وهذا مفهوم، أما المعارضة "الفيهم اتعرفت".

    *كثير من القراءات تنحى إلى توسع الربيع الأفريقي لإزاحة دكتاتورية ما بعد ثورات التحرر، فبأي عدسة تقرأ المشهد الأفريقي وتحديدًا التجربة الأثيوبية؟

    لا يحتكر العرب الربيع للديمقراطية، وقد تزامنت مع حراكنا وثبة موفقة في جمهورية الكونغو. ناهيك عن موجة ثالثة للديمقراطية في التسعينات. ومع كثرة المزاعم أننا أفريقيون لا عرب يظل جهلنا بأفريقيا هو سبب مقارنة ثوراتنا بالربيع العربي.

    *بالنسبة لأثيوبيا التي أكثرنا من الاحتفاء بنموذجها مؤخرًا ماذا تقول؟

    لنا نقطة ضعف تجاه أثيوبيا، هي دائمًا الأحسن مقارنة بنا، وهي ليست كذلك. الخلافات العرقية فيها كامنة ودساسة، فكلما ظننا أن أثيوبيا قد اهتدت إلى وفاق قومي انفجرت أمام ناظرينا. وعلى خلاف منهم فمسألة العرق وسياساته عندنا على المكشوف وأحسنا فهمها، وخسرنا فيها، بلا دسدسة، وتنضج على نار هادئة وساخنة معًا، نحن مؤكد الأفضل.

    *ما هي احتمالية قيام ثورة سودانية على غِرار ما حدث في تشرين الأول/أكتوبر 1964 ونيسان/أبريل 1985؟

    هي قائمة ليومنا، الله يغطي على السودان وشعبه النبيل، وثورة كانون الأول/ديسمبر هي الشوق الثالث (والأخير إن شاء الله) لوطن مختلف سماه شاعرنا التجاني يوسف بشير في العشرينات من القرن الماضي "الوجود المغاير".

    * ثمة اتهام للحزب الشيوعي السوداني بأنه يقود حركة الاحتجاجات في الشارع السوداني من وراء حجاب تجمع المهنيين، قبل ذلك دعني أسألك هل هي ثورة أم احتجاجات؟

    أبدأ بالقول إنها ثورة، والفاصل بينهما متوهم. الحزب الشيوعي السوداني تطير عيشتو. هو شيطان الثورة المضادة يتعوذون منه عمل ما عمل، إنه سبب المستبدين للجبن عن مواجهة حقائق نذالتهم السياسية.



    عبد الله علي إبراهيم: أخطر ما في دونالد ترامب استصحاب الطبقة العاملة البيضاء الأمريكية في مشروع قومي فاجر

    *ما هي المكاسب حتى الآن السياسية والثقافية من انتفاضة كانون الأول/ديسمبر الجارية؟

    الأمل، وعودة الروح. لقد رزئنا في الأمل للتغيير في ظل نظام عمل بالفعل ليسلمها عيسى "كما يرددون"، مدججًا بجنود من كل شاكلة وصنف، وكذلك في ظل معارضة رسمية للنظام أخلت ساحة النضال المدني إلا قولًا.

    *ألا ترى أن مظهر وحضور الجيش السوداني في المعادلة السياسية لافت للنظر، بجانب إعلان حالة الطوارئ؟

    بالطوارئ أدخل البشير يده في جحر عقرب، فهو يريد من الجيش أن "يصعد كل قرد إلى جبلو" كما قال في عطبرة. جاءنا عاريًا من لباسه المدني وحيله لامتصاص غضب الشارع بآليات ذلك اللباس، وهو اللباس الذي قال إنه جعله سياسيًا يناقش ويساوم مما أفسد عسكريته الأولى. وهذا رده على شعب خرج له متحزمًا فلقاه بالطوارئ التي هي مغامرة غير محسوبة، ولا أرى لنا مخرجًا سوى أن نواصل حزمنا فكفانا المهازل.

    *عندما سُئل الراحل عبد الخالق محجوب عما قدمه للسودان أجاب بذكاء "الوعي بقدر ما استطعت"، فما الذي تبقى من عبد الخالق من أثر بعد أربعة عقود مضت تقريبًا على غيابه؟

    أرى أستاذنا عبد الخالق محجوب في كل زاوية من هذه الثورة وشوق، هو أستاذ علم الاحتجاج، وهو أستاذ علم الأمل في التغيير.

    *كتاباتك عن عراب الحركة الإسلامية السودانية في السودان حسن الترابي بعد رحيله أظهرت كما لو أنك مفتون بشخصيته كاره لتجربته الإنقاذية، فكيف يستقيم ذلك؟

    أبادر بالقول إنني كتبت عنه قبل رحيله بسنوات، بل جلست إليه الساعات الطوال أستمع لما يقول عن نفسه، فترى كيف أجهض رجل مثله مشروعه بنفسه جزافًا. لم يحتمل أذى الخصم السياسي، ولم يعرض عن السفهاء صابرًا مصابرًا محتسبًا كأي داعية مسلم، وارتكب انقلابًا نقض به غزله.

    *كيف حدث ذلك؟ أرجو الاستفاضة أكثر

    مثلًا: شقي الرجل ليتفق له فقه إسلامي لاهوتي لتحرير المرأة، ولم تشق المرأة في ظل دولة انقلابه مثل ما شقيت من قبل. أراد أن يحرر المرأة على فريضة الإسلام لكيلا يختطفها الشيوعيون كما رآهم يفعلون. ويكفيك أن ترى أي مظاهرة على أيامنا لترى ثورة المرأة على الإسلاميين في الحكم. كان مشروعه وطنيًا حداثيًا مما ربما انتفعت به الأمة كمورد فكري لو صبر واحتسب.

    *كيف تتخيل نهاية الصراع الحاد بين الحركات الإسلامية واليسار عمومًا وفي السودان على وجه الخصوص؟

    إلى حل. لن تظل بلادنا أسيرة سياسات الجامعات وخصومات شبابها، هناك معارف عن أصل هذا الخلاف في ثنائية التعليم الاستعمارية و"مشروعه الحداثي"، جاء الوقت للوقوف عندها والانتفاع منها لتجسير الهوة القائمة في مجتمع ديمقراطي مفتوح النبل.

    *إلى أي مدى يمكن أن تجسر هذه الدعوة الفجوات بين اليمين واليسار وفقًا لتصورك هذا؟

    كانت الدعوة لتجسير هذه الفجوة بينهما هي مشروعي في الممارسة والكتابة، وكنت قريبًا من الإسلاميين وشبابهم لعقود ثلاثة ووقفت على انكسار خاطرهم من مجازفتهم بالإسلام. وأصدرت كتابًا بالإنجليزية سميت فيه مثل صراع الإسلاميين واليساريين "هذيان مانوي"، والعبارة من فرانز فانون.

    *ألا تعتقد أن الطبقة الوسطى أيًا كانت أو من يمثلها زاهدة في إسقاط الحكومة المركزية رغم تضرر مصالحها مؤخرًا، وما هي أبرز مخاوف هذه الطبقة من التغيير ؟

    أرى اجتهادات ما في توصيف هذه الطبقة لم أتوافر عليها بعد، ولا نملك خارطة طبقية للسودان في ظل هذا النظام مما كان متوقعًا من مثل الحزب الشيوعي مثلًا، وقد سمعت من بعض أعضائه من قال إن هذا النظام قضى على الطبقة العاملة قضاء مبرمًا، ولا أعرف إن كان مثل هذا القول يصح. ووجدتهم يحاسبون الطبقة التي أثرت في ظل النظام أخلاقيًا بقولهم "رأسمالية طفيلية". سمعت من قال بأن الحكومة قضت على طبقة الأفندية، فإذا كنا بصدد التحليل الطبقي فلنحسنه ولا نتخطفه.

    *بدا كما لو أن ثمة صراع أجيال وقطيعة نفسية مع القوى السياسية التقليدية تجلى أكثر مع هذه الهبة، فكيف تقيم حراك الشباب السوداني في الشارع حاليًا مع رفضهم للصادق المهدي والميرغني؟

    للأسف هذه القطيعة لا معنى لها. ونشأ للشباب منظرون متطوعون بلا دعوة ولا معرفة ربما يكيدون للأحزاب كيدًا. وكان المرحوم نقد قال مثل هذا الكلام لمنصور خالد حين انبرى يُنَظر لانقلاب أيار/مايو بوضع الجيش كالقلب الثوري لقوى الحداثة.



    عبدالله علي إبراهيم: للبشير خبرة في نقل السلطة للشباب الخطأ، للشباب المدجج في قوى الدعم السريع والأمن وما يسمى بكتائب الظل

    *في السياق عينه، جاءت دعوة مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني صلاح قوش بضرورة فتح شارع النيل ومحلات الشيشة، وتعهد البشير بنقل السُلطة للشباب، ماذا يعني ذلك؟

    فكرة قوش عن ثورة الشباب. إنه فهم بعضها وهو التضييق على عنصر الترفيه فيها باسم عقدية دينية، لأن الشباب سن للمتع. أما عن نقل البشير السلطة للشباب فقد صارت هذه لازمة عنده، قال ذلك قبل سنتين أو نحوه بعد تغييرات ساذجة في المؤتمر الوطني. وهو في الحق ينقل السلطة للشباب المدجج في قوى الدعم السريع والأمن وما يسمى بكتائب الظل وغيرها، له خبرة في نقل السلطة للشباب الخطأ.

    *من هو المسؤول في السودان عن طرح فكرة المواطنة، وهل نحن مواطنون أم أننا أمة وسط هذه التقاطعات الإثنية والجهوية؟

    المسؤول هو الدستور، دستور 2005 الموجود جاء بالفكرة ناصعة، نحن أمة وتحديها أن تتحول من مستعمرة يقطنها رعايا إلى أمة يسكنها مواطنون فيما أسميته "إعادة التفاوض في الوطن". ولا أعرف في أفريقيا والعالم العربي من قطع أشواطًا مميزة في هذا السبيل، وقد تبقت الختمة التي ظلت تؤجلها قوى مثل الحاكمة الآن بعزتها العرقية والعسكرية.

    *ألا يؤرقك سؤال الهوية، نحن عرب أم أفارقة، مع تمظهرات الشعبوية العالمية والأفريقانية أيضًا؟

    لا يؤرقني، الأمة تحتملنا عربًا وأفارقة متى انشغلنا في معاشنا انشغالًا جديًا، وليس في (القطر- الوطن مفتش هويات). العبارة الأخيرة من أدب السكة حديد.



    عبد الله علي إبراهيم: نحن أمة وتحديها أن تتحول من مستعمرة يقطنها رعايا إلى أمة يسكنها مواطنون فيما أسميته إعادة التفاوض في الوطن

    *إذا كانت الشيوعية كفكر عالمي لا تنفع معنا، والبعث بفكره الإقليمي لا ينفع معنا، والإسلام السياسي كتجربة سياسية لا تبدأ بمنهجية تراعي ظروف التعدد والتناقض في واقعنا، فما هو المشروع السياسي الأمثل لبلد مثل السودان؟

    الديمقراطية لكي نقيم نقاشًا مفتوحًا معززًا بالحرية حول العقائد ما سلف وما يستجد.



    *كيف تنظر للمستقبل، وقبل ذلك دعني أسألك هل أنت متفائل أم متشائم، أرجوك لا تقل لي إنك متشائل؟

    لم يبرحني التفاؤل بالوطن ومستقبل كادحيه، نذرت نفسي لهذه القضية عمرًا. ولكن أراوح بين ما ينتابني من يأس وأمل بكلمة غرامشي "تشاؤم الفكر وتفاؤل العزيمة"، فمتى ادلهم الفكر في كهوف الهزيمة ملتُ على العزيمة.

                  

03-01-2019, 10:13 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: هاشم الحسن)

    وقائع ندوة: أنا ماركسي على طريقتي و لا أرى في قانون الشريعة من بأسٍ: عبد الله ع...اهيم مثالاوقائع ندوة: أنا ماركسي على طريقتي و لا أرى في قانون الشريعة من بأسٍ: عبد الله ع...اهيم مثالا
    وقائع ندوة: أنا ماركسي على طريقتي و لا أرى في قانون الشريعة من بأسٍ: عبد الله علي إبراهيم مثالا
    *
    مسلم وماركسي ، وغريب ألا يرى في قانون الشريعة من بأس
    يمكن أن يكون الإنسان ماركسي ومسلم ، ولكن ألا يرى في قانون الشريعة من بأسٍ : هذا شيء غريب!
    لكل مؤسس ديانة أياً كانت ، لم يكن يبتدر الحروب ويغتني من الحروب. أما قوانين الشريعة هي قوانين تناسب عصور ماضية ، ولا تناسب العصر.
                  

03-01-2019, 03:21 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: عبدالله الشقليني)

    "أنا ماركسي على طريقتي ولا أرى في قانون الشريعة من بأسٍ:"
    عيييييك،
    يا باشمهندس شقليني،
    من أي الأضابير التاريخيات نقبت عن هذا البوست؟
    قرأت به قليلا، فوجدت الأسئلة والقضايا لا تزال تراوح مكانها!
    لكن الزمن طال، عقد كامل وأكثر، وربما غيّر الدكتور رأيه.

    ثم قولك،
    {"يمكن أن يكون الإنسان ماركسي ومسلم،
    ولكن ألا يرى في قانون الشريعة من بأسٍ :
    هذا شيء غريب!"}

    الغريب شنو يا باشمهندس؟
    طالما ممكن يكون ماركسي ومسلم كما وافقت؛
    (وكمان في الفيسبوك (الرابط أعلاه) قال إنه: ختمي لينيني.)
    فأغلب المسلمين الآن، وربما فيهم "ماركسيون" مثل عبدالله،
    قد لا يرون في قانون الشريعة من بأس!!
    بس في البوست القديم ورد أنه قد قال:
    فلتخضع وتمرر هذه القوانين ا(لشريعة) عبر النظم البرلمانية.

    موضوع الاسلام والدولة والشريعة معقد وصعب شديد، خاصة سياسيا،
    د. عبدالله متحري مشاكل ومتلقي حجج، حقو تسألوا في الفيسبوك!!
                  

03-01-2019, 03:56 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: هاشم الحسن)

    الأكرم : هاشم الحسن
    تحياتي وشكراً لتجاذب الحديث معك .
    Quote: يمكن أن يكون الإنسان ماركسي ومسلم ، ولكن ألا يرى في قانون الشريعة من بأسٍ : هذا شيء غريب!
    لكل مؤسس ديانة أياً كانت ، لم يكن يبتدر الحروب ويغتني من الحروب. أما قوانين الشريعة هي قوانين تناسب عصور ماضية ، ولا تناسب العصر.

    *
    إن موضوع الشريعة لا تحتاج كثير بحث وعناء. يقول أصحابها هي مقدسة قداسة العقيدة ، ولا يصلح البت بشأنها .وهي لا تستحق النقاش لأنها قوانين واهية ، غير متماسكة وليست إبداع قانوني ، بل هي شروط حياة قديمة ، ليس لها إلا قداستها.
                  

03-04-2019, 05:27 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: عبدالله الشقليني)

    صفت لكم في كلمة الأمس يوم الهول في البراري في 26 فبراير. فروعت الحكومة الحي بقوة غاشمة قوامها بين 1200 إلى 1400 فرد من الشرطة وقوات الدعم السريع على 132 عربة تاتشر بلوحات وغير لوحات. واستباحته بما يعيد للأذهان ترويع كتشنر لمدينة أم درمان بعد “كسرة” المهدية. فأطلق يد جنوده في المدينة لثلاثة أيام لتصفية حسابات قديمة؟ وخفت يدهم في ممتلكات الأهالي حلالاً بلالاً مما حكى عنه بابكر بدري في “حياتي”. وهذه تذكرة بأن نحطم، متى نجحت الثورة، الدولة المورثة عن الاستعمار. فالدولة عندنا ما تزال كتشنرية جرى تصميمها لطبقة حاكمة فوق رعايا لا مواطنين. ولا يغرنك أن الطبقة الحاكمة الآن من بني جلدتنا. فهم بالفعل كذلك ولكن دولتهم كتشنرية في صميمها لم نفككها بالاستقلال. بل هي أضل سبيلا. فمما يزيد من سعار هذه الطبقة الحاكمة وتوحشها المشاهد أنها بالفعل “وطنية” وتعرف ذلك عن نفسها ولكنها أجنبية بواقع بنية حكومتها. وهذا يؤذيها ويصيبها باللوثة. وقال البروف عبد الله الطيب عنها إنها هي الإنجليز ذاتهم وصفاتهم قاموا “بعاتي له خنخنة”.

    لو كانت للإنقاذ ذرة من وطنية لعرفت مقدار الحي الذي أطلقت سعارها وأوغادها عليه. فبري حجر أساس المدينة. ويشبه حي الداخلة، موطني، في عطبرة في خلاسيته كونه قرية تآخت مع المدينة فجمعت الحسنيين. فأهله من الهاشماب سدوا خدمة الوطن في المهدية وأذكر في التعليم الحديث منهم أستاذي أحمد هاشم الذي جاءنا في عطبرة الثانوية ثم قرأت أنه كان ناظر الفاشر الثانوية حين طلب الشهيد أحمد اقرشي العلم فيها. ومنها عبيد حاج الأمين رفيق على عبد اللطيف في إنشاء جمعية اللواء الأبيض وثورتها في 1924. وحملت خدمة القضاء بعض أهلها إلى أقاصي السودان: القاضي محجوب إسحاق، والقاضي أحمد المدني وابنه القاضي العدل مبارك المدني، ومجذوب كمال الدين، ورفيقنا البُداني. وسدوا الخدمة في الحسابات والترجمة والعلاج بسائر قرى السودان ومدنه.

    واشتبك تاريخ بري بالوطن اشتباكاً خصيباً مفعماً خرج لنا بالشابات اللائي تتعقبهن جندرمة البشير هذه الأيام لوأد عافيتهن الإنسانية والوطنية. فكندكاته الأول من مثل سكينة بت أد عالم ونور محمدين خرجن للمعرفة والنضال من أشواق لتحرير المرأة على صفحات مجلة “النهضة” (1931) التي أصدرها رجل من بري هو محمد عباس أبو الريش وأدارت نقاشاً ساخناً حول تعليم المرأة. اصطرع فيه الشاعر محمود حمدي (والد عبد الرحيم حمدي وإخوانه) مع والده على حمدي، الذي كان يكتب باسم “رجعي” ينقض دعوة ابنه لتحرير المرأة. وكان خليل فرح قد سبق حتى مجلة النهضة بمقال في جريدة الحضارة (1919) أذاع فيه فكرة جريئة حول تعليم المرأة وتحررها اللذين يتحرج منهما المحافظون حتى في يومنا هذا. فكتب يقول: “يتساءلون عن مصيرها متى تعلمت كاتبت حبيبها وشمخت عن أخوتها وأهلها . . . وما التعليم إلا كالغيث يمطر بقعاً فتنبت هذي حنظلاً وتلك قثاء وليس الذنب للمطر. وما كاتبت حبيبها لكن شُبه لهم ضل قوم ينشدون الحجاب وظنوه عصاة في يد الرجل يزجر بها المرأة أو ثوباً يسدل عليها أو بيت يسجنها فيه، ولا حجاب لمثلها إلا ما نسميه شركاً أو قفصاً”. واستنكر أن نشتم الطفل بقولنا “يا ابن المره” في معرض استحسانه تربية المرأة للطفل. وأيد الخليل في دعوته جماعة منهم الدكتور علي باخريبة الذي ناسب ابنه مامون بعض أهل بري وسكنها. وأردف الخليل قائلاً بالشعر:
    يلا يلا المدرسة سادة غير اساور غير رسا
    أسأليهم أهل الهندسة الدنيا دايره ولا مسدسة

    واشتبك حي بري بفدائية وسخاء بأوجاع الوطن. فلو نظرت الجندرمة التي سلطها البشير حيث هي من السفارة العراقية لرأت دار أل محمدين وربما بقية الدكان الذي كنت القى فيه العقيد طيار مختار محمدين الذي استشهد في طلعات مخاطرة بالطائرة فوق سماء الناصر ليزود حاميتها بما يقويها على الحصار الذي ضربه عليها الجيش الشعبي لتحرير السودان. وكان محمدين هو المرشح القوي ليكون على رأس انقلاب الجبهة الإسلامية القومية. وبكيناه في بري لشبابه الذي انطفأ معجلاً ولشجاعته مضرب المثل في التضحية. وأذكر حرصي على حضور تأبينه في نادي بري بين صفوف تراصت من ضباط القوات المسلحة.

    وليس محمدين بشهيد أل ممدين الوحيد في الجنوب. فقد روى ابن اخته راشد عبد الرحيم في كتابه “شجن الجنوب” عن مقتل خالته أم الحسن وزوجها محمد عثمان حاج الأمين خلال “تمرد” الفرقة الجنوبية عام 1955 في توريت. فأملت الشهامة على صول البوليس الجنوبي، لاتوكا لودنقي، وقد رأى الموت يحدق بالشماليين في المدينة، نقلهم إلى السجن لحمايتهم من الجند الثائرين. وبعد يومين جاء الجنود المتمردين إلى لودنقي وطلبوا منه فتح باب السجن لقتل من فيه. ولكنه رفض. وقال إنهم في عهدته ولتكن البداية به قبلهم. فرجعوا. وعادوا بمدفع برين فتحوا به باب السجن بعد تفجير ثقبه. واستمر الضرب لساعتين. ولما انتهى الضرب طلب الصول ممن تبقى منهم دفن الموتى في حفرة واحدة وحمل الجرحى للمستشفى. وجاء القسيس “سيريانو” الإيطالي وأشرف على العناية بالجرحى ثم وفر لهم الطعام من داره. وكان أكثر القتل في النساء بطلب من الرجال إذا قالوا اقتلوهن قبلنا خوفاً عليهن من الاغتصاب. ولو لم أغفر للرئيس سلفا كير أمراً كان أنه رسم يوم هذه المقتلة عيداً وطنياً لقدامى المحاربين. وكتبت يومها أقول له كيف تكرم محاربييك القدامى بيوم لم يقتل فيه سوى المدنيين؟

    هذا غيض من فيض المفاتن السياسة والاجتماعية والإنسانية لهذا الحي الذي تربص به البشير وجندرمته يوم 26 فبراير المنصرم. ابتلى الله بري بالحداثة (في مصطلح حسن الترابي) فأحسنتها وخرج منه رجال ونساء كثير سدوا خدمة للوطن واسدوا له معروفاً كبيرا. فكأنك تقلب صفحات من أنصع صفحات تاريخنا حين تطوف باباً فباب ببيوت بري العابقة بالطهر والأريحية.

    د. عبد الله علي إبراهيم

    [email protected]

    ع)
                  

03-04-2019, 05:36 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    مقال د عبد الله
    عن برى وجسارتها فى المظاهرات
    فى بداية المقال تحدث عن دور اهل برى فى المهدية وفى ثورة 24 وفى ثورة التعليم

    وقام كسر
    كالعادة
    وعرج
    لحديث طويل عن الشهيد محمدين
    وعن حادثة مقتل خالة راشد عبد الرحيم
    ولم يبخل بشوية تعريجة لعبد الرحيم حمدى ووالده
    وزاد البهار شمار
    بتوجيه النقد لسلفا كير

    حرفنة وكدا
    نبدا بتحية برى
    ثم نعود بالتحايا لناسنا الجبهجية
                  

03-04-2019, 07:06 AM

Salah Musa
<aSalah Musa
تاريخ التسجيل: 03-29-2004
مجموع المشاركات: 891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    حكمة الله عبد الله علي ابراهيم يشيد بمناقب الفطيس مختار محمدين الكوز ويتوجه بلقب الشهيد وعند يأتي بسيرة الاستاذ محمود محمد طه بقول المرحوم محمود محمد طه ..عبد الله علي ابراهيم نموذج للمثقف الحاسد يسوءه ان بكون هناك مفكرين وأدباء وشعراء ناجحين في الساحه السودانيه وبحسب انه مفكر ... وما حربه الغير امينه ضد المفكر منصور خالد ببعيدة عن اذهاننا ..عبد الله قدم الجنسيه الامريكيه ورفضت له ..رفضت لماذا ؟هذا السؤال يوجه له شخصيا . عبد الله علي ابراهيم نموذج للمثقف الذي ينقصه الوعي ..

    (عدل بواسطة Salah Musa on 03-04-2019, 08:45 AM)

                  

03-04-2019, 08:31 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Salah Musa)

    Quote: واشتبك حي بري بفدائية وسخاء بأوجاع الوطن. فلو نظرت الجندرمة التي سلطها البشير حيث هي من السفارة العراقية لرأت دار أل محمدين وربما بقية الدكان الذي كنت القى فيه العقيد طيار مختار محمدين الذي استشهد في طلعات مخاطرة بالطائرة فوق سماء الناصر ليزود حاميتها بما يقويها على الحصار الذي ضربه عليها الجيش الشعبي لتحرير السودان. وكان محمدين هو المرشح القوي ليكون على رأس انقلاب الجبهة الإسلامية القومية. وبكيناه في بري لشبابه الذي انطفأ معجلاً ولشجاعته مضرب المثل في التضحية. وأذكر حرصي على حضور تأبينه في نادي بري بين صفوف تراصت من ضباط القوات المسلحة.

    وليس محمدين بشهيد أل ممدين الوحيد في الجنوب. فقد روى ابن اخته راشد عبد الرحيم في كتابه “شجن الجنوب” عن مقتل خالته أم الحسن وزوجها محمد عثمان حاج الأمين خلال “تمرد” الفرقة الجنوبية عام 1955 في توريت. فأملت الشهامة على صول البوليس الجنوبي، لاتوكا لودنقي، وقد رأى الموت يحدق بالشماليين في المدينة، نقلهم إلى السجن لحمايتهم من الجند الثائرين. وبعد يومين جاء الجنود المتمردين إلى لودنقي وطلبوا منه فتح باب السجن لقتل من فيه. ولكنه رفض. وقال إنهم في عهدته ولتكن البداية به قبلهم. فرجعوا. وعادوا بمدفع برين فتحوا به باب السجن بعد تفجير ثقبه. واستمر الضرب لساعتين. ولما انتهى الضرب طلب الصول ممن تبقى منهم دفن الموتى في حفرة واحدة وحمل الجرحى للمستشفى. وجاء القسيس “سيريانو” الإيطالي وأشرف على العناية بالجرحى ثم وفر لهم الطعام من داره. وكان أكثر القتل في النساء بطلب من الرجال إذا قالوا اقتلوهن قبلنا خوفاً عليهن من الاغتصاب. ولو لم أغفر للرئيس سلفا كير أمراً كان أنه رسم يوم هذه المقتلة عيداً وطنياً لقدامى المحاربين. وكتبت يومها أقول له كيف تكرم محاربييك القدامى بيوم لم يقتل فيه سوى المدنيين؟


    المنافق عبد الله علي إبراهيم ينتقد أحتفال سلفا كير ولكنه في نفس الوقت يصف الكوز مختار محمدين بأنه "شهيدا". طيب الشهيد كان مشى الجنوب سياحة وتم قتله في بص سياحي؟؟
    يا لك من رجل منافق كبير، واراك مازلت تمارس في غزل مع الكيزان، وهذا هو أسلوب عبد الله علي إبراهيم الذي نعرفه.

                  

03-04-2019, 09:11 AM

Salah Musa
<aSalah Musa
تاريخ التسجيل: 03-29-2004
مجموع المشاركات: 891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)

    في امريكا لا تطلق علي الشخص نقسه حامل الدكتوراه لقب دكتور وإنما تزيل كلمة Phd موخرة اسمه ..حتي الطبيب هنا بتكتب اسمه عادي ويزيل اسمه كلمة MD or Do وكلمة بروفيسير هنا تعني أستاذ في أسفل السلم الوظيفي وتطلق علي الاساتذه الجامعيين فقط في سيرتهم الذاتيه فقط وليس لقب ..اما ما يعادل لفظة بروفيسير في العالم التالت يعادلها في امريكا لفظ tenure track وهي تعني بروفيسير بفهم العالم التالت اما ما عدا ذلك من الاساتذه الجامعيين يطلق عليهم لفظ non-tenured tracks ..والأستاذ الحامعي في امريكا لما يحصل tenured track يحتفظ بوظيفته الجامعيه الي الأبد حتي لو اخد احازه سيتيه sabbatical leave سنين طويله ..للتدريس في الحامعه لا يشترط ان تكون حايز علي الدكتوراه اطلاقا ....الأمريكان عموما غير ميالين للتحضير للدكتوراه لعدم وجود حافز مالي وراءها.. هنا الألقاب والدرجات العلميه لا بحملها صاحبها كما قلت وإنما تكتب في اخر الاسم او في السيره الداتيةًفقط ..وظيفة professor emeritus الواصعها عبد الله علي ابراهيم في صفحته تعني محاضر متقاعد retired ..ليس قصدي التقليل من عبد الله علي ابراهيم اطلاقا فقط اريد منه ان يترك هذه النفخه وكأنه الوحيد الذي بحمل هذه الدرجه وياليتها كانت في الفيزياء النوويه او العلوم التطبيقيه لاحتفي بها الناس اكتر واحتفوا بصاحبها ..الاساتذه الجامعيين في امريكا مغمورين ولا يعرف عنهم شيء حتي طلبتهم وفِي داخل الكليه الواحده وفِي أقسام مختلفه لا بعرفون بعض ..في نظام التعليم الحامعي الامريكي الطالب يقيم الاستاذ وليس العكس في بقية حامعات العالم ..الطالب الامريكي يثني علي الاستاذ الذي بمنحه A ويشكك في الاستاذ الذي يمنحه C في الامتحان ..علاقه غريبه وشائكة ..بإمكانك ان تكتب اسم الاستاذ الحامعي في قوقل وتشوف ال reviews من الطلبه له او عليه ..لا توجد هيلمانه هنا علب الاستاذه الحامعي والمرتبات ضعيفه جدا واحيانا كثيره تعادل مرتبات المعلمين في التعليم العام ..إذا كتيرا من الأمريكان هجروا التدريس في الجامعات وانفتحت الفرص الهنود والأفارقة والعرب وكل ناس العالم التالت

    (عدل بواسطة Salah Musa on 03-04-2019, 09:26 AM)

                  

03-05-2019, 05:13 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Salah Musa)

    مساء امس شاهدت برنامج الطاهر التوم
    من ضمن فقرات البرنامج قال
    نبث حوار قديم مع د عبد الله على ابراهيم يحاوره عدد من المثقفين اليمينين كما قال
    طبعا مشيت نمتا لانو شفت الحوار قبل كدا

    الطاهر التوم طارح نفسو كمثقف وبيحاول يستضيف من هم على توافق مع توجهه السياسى
    امس اورد جزء كبير من خطبة لعصام احمد البشير
    واستضاف هاتفيا د كتور فى الاعلام اسمه عبد العظيم مداخلته فقيرة
    ونسبة لندرة كوادر الثقافة والفكر فى الحركة الاسلامية
    يستعين بكوادر الدعم السريع لمن له علاقة سابقة باليسار امثال عبد الله

    لاحظت اهتمام الطاهر التوم الكبير بما يدور فى وسائل التواصل
                  

03-05-2019, 12:34 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    بروفيسور عبدالله علي إبراهيم
    لا أعتقد أن يدعو أحد ليتشكك في علو شأنه الأكاديمي ، وليس ذلك موضوع خلاف . لا النظم الأمريكية من اعتبار الدرجات الأكاديمية ليست بذات جدوى اقتصادية ، ولا أحد يوصمه بتواضع شأنه الأكاديمي ، في وقت نجد درجات الدكتوراه تتسيّد معظم مقاعد المؤتمر الوطني وأهله فاقدي الأهلية ، بل فاقد تربوي على جميع المستويات.
    عندما نتعرض لرؤى البروفيسور عبدالله ، نتعرض للخلاف معه في موضوعات بعينها ، وهو خلاف ليس استئصالي ، بل خلاف حول الرؤى حميد دون شك .
    نحن نتحدث عن أنه ماركسي ومسلم ولا يرى في قوانين الشريعة من بأس ، ونحن نرى أن البأس كله من خلال تطبيق قوانين الشريعة . فمعظم الأحزاب الطائفية ترمي سهامها مع تطبيق قوانين الشريعة . بل إن زعماؤها يجهرون بنقاء تلك القوانين في محاولات مستميتة لتنقيتها ، مثل ما فعل البرلمان في الديمقراطية الثانية في قراءته للدستور الإسلامي ، حتى قطع القوميون والناصريون عليها الطريق بانقلاب 25 مايو
                  

03-10-2019, 08:19 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: عبدالله الشقليني)

    عندما يدعي شخص مثل عبد الله علي إبراهيم بأنه ماركسي مسلم، فهذا تضليل واضح من الرجل والغرض منه هو الدهنسة والتملق لحكومة الاخوان المسلمين الفاسدة في السودان.
    وعندما يتملق الانسان للفساد وللمفسدين فهو مثلهم تماما. أنا أستغرب جد في الذين يحتفون بمثل هذا الرجل.
                  

03-12-2019, 03:18 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: Deng)

    Up
    فوق راى
                  

03-13-2019, 07:51 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر التوم يستنجد بدكتور عبد الله على ا� (Re: mohmmed said ahmed)

    Https:m.facebook.com/ story.php؟story_fbud=1299304974504881andid=100001790176196793
    دا رابط البوست فى الفيس بعنوان قم يا عبد الله بقلم محمد عبد الملك
    لو الرابط ما فتح ارجو ان ينقل أحدكم البوست هنا لصلته
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de