الصلة بين الاموييين سلالة عبد شمس بن عبد مناف والامويين المزورين..(حركة الاسلام السياسى فى السودان) ليس رقعة جلد تم تزويرها ايام الدولة السنارية..كما هو الحال عند معظم حالات النسب السودانية المرفوعة لاحد فروع قريش.. وانما القاسم المشترك بينهما هو الاحتيال على الناس باستخدام النصوص..لاغتصاب السلطة..الصلف اللامتناهى..الاغترار بالقوة ..و الاقصاء للاخرين... كان هذا حال الحركة الاسلامية خلال ستة عشر عاما هى عهد استبدادهم باالسودان... الى ان صرعهم المجتمع الدولى خلال نيفاشا..رأفة باهل السودان .. اما فى فى حالة بنى عبد شمس بن عبد مناف ..كانت تلك براغماتية تتناسب تماما مع بيئة اعراب الحجاز فى القرن السادس ..حين كانت النصوص والخطابة مجرد حيلة.. ان لم تأت اكلها.. فهى تبذر مبرر القتال.. والقتال مهنة وارتزاق.. فمن لم يجرد سيفه للغزو فليجرد لسانه.. ليدعم حامل السيف ومن النادر ان يجد الانسان مهنة وسطا..
******* كانت الحركة الا سلامية تنعى على الناس الانحراف عن الاسلام..بالابتعاد عن النصوص ..فقامت تنتفض للنص من سكونه التصوفى..الى حركيته الغاضبة... حراك الانتقال من سكونية النص الى فاعليته العدوانية .. ومن نص عاجز حسب تقديرهم الى نص مقاتل ..ومن دين تصوفى ميت.. الى دين سياسى مميت... واعتمدوا فى ذلك منهج الصحوة (قيامة عقلية الأموات).. بتحكيم شرعية العقل الصحراواى فى القرن السادس الميلادى...اضافة لمغاضبات سيد قطب وادبيات الاخوان والجماعة الاسلامية فى باكستان .... الحديث عن اصول الدين عند الامويين المزورين فى حقيقته فرض لمضامين غير نزيهة.. كما كان الحال عند بنى عبد شمس بن عبد مناف..وتحولت اصولية الدين الى... اصالة عن النفس... من اسلام الربوبية الى ربوية الانا.. المغترة والمتماهية.. حتى النخاع فى تراث الاعراب.. فى حين لم يدون الكثيرعن منهج الاعراب فيما يستحث الروحانيات ويسموا بالنفوس......
فرضت الحركة الاسلامية على الناس ان ينظروا الى التاريخ بعين اعرابى كسيح الذاكرة .. يرى ما يتمنى ان يرى .. ويرى ما يحلم فقط ان يراه.. يريدون ان يرى الناس نموذج دولة... لسلف صالح لم يوجد بالاساس..الا على هيئة افراد تبرمت نفوسهم فلم تتبرر... ولم يتبرر بهم المجتمع. .يريدون ان يرى الناس ..افجر انواع الخصومة فى تاريخ الاعراب فى القرن السا د س... على انه نموذج مدعوم من السماء.. ومقدس يصلح حلا لمشاكل البشرية جمعاء..
مجتمع اعراب القرن السادس لم يتبلور لمرحلة دولة.. وهو نموذج قام منذ بدايته بعد تولى ابوبكر.. على اعمال السيف فى رقاب من يختلف برايه(حرب الردة)....وتواصل المسير..غير مجانب اقامة ايمان فى القلوب والعقول..بل اقامة ادارة الحرب و ادارة العشور والضرائب وتوزيع الغنائم.اضافة لأقامة الصلاة.. كان اول قرار سياسى بعد وفاة الرسول منافيا ليس فقط صلاحية الوالى تجاه شعبه.. وانما منافيا حتى قواعد الاعراب الاولية فى تداول الرأى غير الملزم والمسمى عندهم بالشورى.. هكذا بدأ النموذج الذى يقدسه الاعراب المزورون الآن.. نموذج حتى حين توسع بالفتح.محاولا تكوين دولة..كانت قهرا ووبالا على من وقع ضحيته..(راجع تاريخ الاقباط..فى عهد عمر بن العاص).. هذا فيما تم تدوينه..
الدولة الاسلامية الفاضلة ..مشروع امل وتمنى لم يقم ..و لم يكن.. وهو فيما انتهجته الحركة الاسلامية فى السودان..شره للسطة على راحلة وجدان الناس.. الذين غلب على تفكيرهم رؤية التاريخ الاسلامى كنموذج للخلاص.. مقدسا عند الله.. ومباركا من عند السماء... تأتى معه النعم متنزلة لرفاهية الدنيا ومعبر صالحين للاخرة.. هذا ما نفث به الاسلاميون فى وجدان الناس الدينى.. ..انه مشروع النفخ فى الغبار.. من على عقلية اعرابى.. اصطلى قبل غيره بجحيم تفكيره وشطط عصبيته ... . وهو فى النهاية افتئات على اولئك الاعراب الذين قبروا قبل 14 قرنا.. ولم يكن منهم من يحلم بأن محاولتهم غير الموفقة فى اقامة مجتمع يلم شمل قبائل البدو ستكون نموذجا يطرحه بشر بعد اربعة عشر قرنا من موتهم.... كان العقل البدوى فى بيئته تلك يعيش مأزقا اجتماعيا وسياسيا لم تجد النصوص له حلا..ولم تحل بركة الدين عليه... كان ذلك حال العقل الاعرابى.. وهو الادرى باللغة والاكثر تفقها فى النصوص.. وهو الاكثر قربا من عهد الرسول...من اعراب القرن الحادى والعشرين.
**** بعقلية الاعراب .. فشلت الخلافة الاولى ان تقيم مجتمعا معافى.. فشلت ليس فقط فى خلق نموذج.. وانما فشلت فى ابجديات عناصر الاجتماع والسياسة.. وهو لم شمل اعرابها فى كيان متسالم واحد برغم وحدة الاعتقاد...وحدة اللغة ووحدة البيئة.. نموذج مجتمع الاعراب البدوى كان كسيحا فى واقعه ..ولا يدعى مشايعته والدعوة بمرجعيته.. الا عابث يستخف بوعى الناس بالتاريخ.. او منبت ايمان.. يرى ان رضى الله عليه.. باتباعه او دفاعه عن مجتمع الحجاز فى القرن السادس الميلادى.. مجتمع بلغ به الاختلاف على ابجديات الحياة و الحدود الدنيا للتراضى مبلغ الشطط..فلم يهدأ حتى انتقلت الخلافة الى نواح جغرافية لعب فيها غير الاعراب الدور الاساسى فى تأسيس دعائم مؤسسات المجتمع...
أبرزت مدونات التاريخ الاسلامى ان الحروب والمؤامرات والاغتيالات كانت مصاحبة لكل الخلفاء .. وليس من الحكمة او الدين فى شىء ..ان يكون ذلك.. هو النموذج الذى تريدنا الحركة الاسلامية..والطائفية خائبةالمسعى التى ابتدرت التسول السياسى باسم الدين فى السودان .. ان يكون مرجعية ونموذجا لحكم السودان...
******
حين تكون الدعوة للدين تعنى الالتفاف على ايمان الناس و التآمرعلى مصير الامة باسم االدفاع عن العقيدة....سوف يذهب الادعياء الى مذبلة التاريخ..كما ذهب غيرهم من الادعياء عبر مسيرة البشرية الطويلة.. ولا استثناء فى ذلك ..من يفسد فى الحياة باسم الله او من يفسد فيها باسم نفسه.. ان يأتى شخص او اشخاص ويدعون انهم يريدون ان يجعلوا لله مكانة فى قرارت الناس السياسية..او ان يبنو ا منطق استبدادهم واغتصابهم لارادة الناس .. و حريتهم....بدعوى ان الله غائب من حياتهم... وانهم بالتالى الولاة على الناس نيابة عن الله... والمكلفين من السماء.... بمهمة لم يعجز ولن يعجز عنها الله..... فذلك.. ادعاء فاجر على الله وعلى العباد.. تلك حجة لم تنطلى حتى على اعراب القرن السادس حين حاربوها بسيوفهم .. فما بال ..الشعب السودانى المسكين... الذى ضحكت على قدره الطائفية ردحا من الزمان ..وهاهى الحركة الاسلامية تكمل عبثها بمصير الناس .. مبتدأة من حيث توحلت الطائفية... فى تجارب اقامة دولة الاعراب..
توكأت الحركة الاسلامية من قبل ..على اكتاف الطائفية وهاهى الطائفية تلغ الآن من وعاء الحركة الاسلامية..وقاسمهما المشترك التسول السياسى بوجدان الناس الدينى ..وبناء مجد سلطانى مرجعيته اعراب الحجاز.. يعرف الناس ان قانون السماء يفترض ان يكون كاملا..لاعيب فيه..ولكن السما ء عادة لاتبعث ملائكة..وانما تكتفى بعقل الانسان... ..فاذا كانت ادبيات الاعراب فى شئون الحكم تناقض العقل... فهى غير جديرة بان تكون حتى مرجعا لعشيرة .. وقد فشلت ان تكون نسيجا يلم شمل الاعراب ويتوج السلام فى حياتهم ..فشلت فى بسط الالفة بينهم وفشلت فى تحقيق الامن لهم..فشلت ان تؤسس نظاما للسلطة يحترمه بدو القرن السادس.. ومن المؤكد انها لاتصلح للسودان وقد ثبت ذلك.. ومن يرى غير ذلك فهو يرى حلما لم يتحقق عبر التاريخ...ومن حقه ان يحلم بالمستحيل.. ومن يريد ان يجربه فعليه ان يختار مجتمعه المتطوع لذلك... وليس التجريب الارعن..بالاجتراء على حياة الناس البسطاء وعلى السماء.. ...واذا كانت شريعة الحركة الاسلامية تعنى سوق الشعب بسياط الدين فهى تسير عكس عجلة التاريخ.. وضد ما اراده الله لخلقه.. وان كانت مذهبية الاسلام السياسى... تعنى استحقار كل الناس من قبل اقلية... و اهدار دماء من يخالف ... فى حين تحتفى ب وتعظم ادعياء تجربة القرن السادس ..وتمنح الحصانة لدعاتها وفقهاءها..فهى جديرة بالاستحقار.. .. وان كان دعاة الشريعة يمنحون انفسهم الحرية المطلقة فى الفساد.. واستغلال موارد البلاد ويمنعونها من غيرهم ...فهذ تماد فى العبث بعقول الناس ..وهى جريمة يلزم معها قانون بشرى صارم..وما بعد ذلك متروك لأمر السماء.. .أما.. ان كانت مذهبية الحركة الاسلامية تحاصر اختيارات الانسان السياسية..وتسيج تفكيره...و تحاول ان تسيطر على عقله كما تفعل الان.. فسوف تنتهى محاصرتها بعقل مستنير..ثم تعود آيبة الى مقبرة التاريخ..
كانت عقلية الاعراب ..هى التى تحدد ابعاد الايمان بمرحلة ما بعد عبادة الاصنام ..و هى العبادة غير المباشرة للنصوص.. فحدثت نقلة نوعية..فى منطق التعبد ولم يحدث ارتقاء لروح الانسان .. ..وهاهى الحركة الاسلامية..تسير متطرفة على نفس المذهبية…باعتمادها المرجعية المطلقة للنصوص.. وحتى بمقاييس القرن السادس..فان ادنى اقرار بان دولة الحركة الاسلامية القائمة الان فى السودان بمثابة مساهمة ايجابية فى الدين.. فذلك يعنى الاقرار بزوال الفضيلة من الدين وزوال الحكمة من حياة الناس.. ..وا ذا كان فقهاء الحركة الاسلامية و زعماء الطائفية عند عنت الرأى الذى يطلق سطوة النصوص.. ..فلسوف يزدرى التاريخ هذه الاجيال..و ينتهى وقار الناس للنصوص ..ويبحث الناس عن مصادر أخرى للروحانيات ..
***** فى عهد هذه الاجيال.. تفوقت شهوة السلطة على شفافية الايمان..وتجرأت الفئة الباغية باسم الدين على تفاصيل حياة الناس .. .أغتصبت الحركة الاسلامية اروع ما كان عند انسان السودان وهو علا قة الصفاء مع خالقه..وجعلوا ما بين الله والناس سدا يقدس فيه الانسان تراث الاعراب و يعتقد انه يقربه الى الله..وهو فى الواقع تمكين ادبيات القرن السادس فى عقول الناس..
مصيبة شعب السودان الآن انه كان قد..منح عقله عطلة.......منذ ان رحل الاستعمار.. وترك التفكير نيابة عنه لورثة ثقافة البدو الذين كان رصيد حياتهم الاساسية.. شعر.وسيف...سجع وخطابة.. صحراء..يجوبونها على هدى نعيق الغربان ..ورفرفة الطيور..ولذا لا نستغرب منهج الخطابة والشعر والسجع..كأهم ما يميز سياسى ومثقفى جيل ما بعد الاستقلال..فغابت الحكمة..وغلبت العاطفة.وتمكنت عقلية اعراب ماتوا قبل اربعة عشر قرن..
*******
فاختلت موازين حياة اهل السودان .. فبدلا من ان يدخل الله حياتهم ..دخل فيها اعرابى يرى الدين اسثمار لأ جل السلطة والمال..والجاه... ..تحكمت مذهبية بدو الصحراء بكل فظاظاتها ولامبالاتها..فى شرايين الحياة... وبدأت اوصال الوطن تتقطع.. بعد ان كانت فى حالة اعياء..
متواليوا الحركة الاسلامية..بعد ان كانو ا يتملقون الوجدان فى مراحل ابتدائهم السياسى ..بانهم غرباء..ينطبق عليهم القول الماثور.. ( ان الدين يعود غريبا كما بدأ..فطوبى للغرباء).. كانوا يعتقدون بانهم المعنيين بهذه النبوءة.. اى..هم الغرباء .. اى.. طوبى لهم .. حسب القول الماثور.. انقلب الامر على عكس تلك النبوءة فغربت الحركة الاسلامية الناس.. واصبحت الاغلبية السودانية فى وطنهم هم الغرباء..... استأثرت..الاقلية.. بالدنيا و بالدولة..اعتسافا باسم الاسلام..كما فعل الامويون.لكن الامويين كانوا اكثر نبلا ..لأنهم لم يدعوا اصطفاء دينيا..بل سلطة قبلية جاهروا بها ...واستأثروا بعصبية القبيلة.. .اما اهل الحركة الاسلامية فاستاثروا بادعاء الايمان..واستعلوا بما لايملكون... استأثروا ..وعقلية الاستئثار ابشع من عقلية الاستعمار ....فالاستعمار يتيح قدرا ولو ضئيلا من المشاركة ..لتسيير عجلة مشروعه.. عقلية الاستئثار ..(فخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد)..( ويشرب غيرنا كدرا وطينا )..( والتمكين).
.وهذه مردوداتها الاستبعاد والالغاء...
و حان لتلك العقلية و هى تلفظ زفراتها ان تقبر ..هناك....فى موطنها الصحراوى...فهى عبء حتى على متحف التاريخ...
******* اورد بن عبد ربه.. (عندما اراد معاوية اخذ البيعة لابنه يزيد ..كتب لسائر الامصار ان يفدوا اليه..ففعلوا..ودخلت الوفود..فقام يزيد بن المقفع..فقال .. أمير المؤمنين هذا..واشار لمعاوية ..فان هلك فهذا.. واشار الى يزيد..ومن أبى.. فهذا واشار الى سيفه. .ورد عليه.. معاوية ..اجلس فنعم الخطاب..) كانت هذه رسالة الحركة الاسلامية لاهل السودان ومن اول عهدها..فامير الحركة..هذا وخلفه الجيش وقوانين التكفير..وان هلك فهذا ..اى وزير دفاعهم...ومن ابى ...فهذا....رصاص وقمع وسجون...وعسكر يفعلون ما يؤمرون...وبعض الخيل والبغال افضل..لانها تؤمر فتفعل ...وليس ثمة من يموت او يتأذى..
ومع هذا الجيش الأصنج...... هل يفيد تجييش الوجدان نفعا ؟؟.....بدأت ارهاصات دق الطبول...فهل ينتظرون الى حين لطم الخدود؟ ؟؟..ام يكونوا اكثر حصافة من بنى عبد شمس بن عبد مناف....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هشام هباني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست