|
|
 الاسلامية تعيش أرذل العمر... الشعبية ترذل السلام....وغالبية تتفرج على مسرح هزيل
|
الحركة الشعبية لتحرير السودان ..الاسم المسجل فى راس قائمة الاحزاب السودانية الناشطة فى اطار حكومة الحركة الاسلامية..
الحركة الاسلامية..اليافطة غير المسجلة وهى اطار المؤتمر الوطنى(الحاكم المطلق).. والمؤتمر الشعبى(ظل الحاكم المطلق) وما بينهما من متشابهات...
*****
الحرب الاهلية فى السودان ..منذ اشتعالها وحتى العام 1990 كان يطلق عليها حرب الجنوب والشمال.
.بعدها أدارت الحرب عقلية بدو الجزيرة العربية اثناء غزوات الاسلام.و هى عقلية الحركة الاسلامية السودانية..بشقيه المدنى والعسكرى.....
الجيش السودانى ..القوات المسلحة السودانية.. المصدر الاساسى لخيبات السياسة السودانية...خاذوق الدهر الذى صاحب ميلاد الاستقلال والحرية...
لا زالت قواميسه لا تعرف قيمة فعلية لا للاستقلال ولا للحرية... هذا قبل ان يتحول الجيش الى اصطبل للحركة الاسلامية..
و ما اتى بعد ذلك يدركه من هم داخل الجيش اكثر من الذين فى خارجه....
ارهقت الحرب الشعب السودانى..هزمت الحرب روح المواطنة...عرت الحرب خواء الاحزاب والتنظيمات السياسية.. .
اكدت الحرب عدم صلاح المؤسسة العسكرية بمواصفاتها السابقة والراهنة....كشفت فراغ الحياة الثقافية والفكرية....
لوثت العقيدة وشوهت ايمان الناس وما كان متبقيا من تسامح...
*****
توقفت الحرب..
يسرى البترول فى عروق بعض الناس .. تتيبس عروق البعض من الجوع والمرض...
ودولة الحركة الاسلامية تراودها احلام الترف و تراث قصور الليل ايام هارون.. خليفة بنى العباس...
والاختلاف انها على ضفاف النيل فى السودان... بنعمة تكنلوجيا الغرب..وليس على ضفاف الفرات فى بغداد.. وبنعمة بلاد الهند...
توقفت الحرب...
وعلت يافطة كتب عليها السلام...ولكن..من يصنع الحرب يستطيع ان يوقف الحرب لكنه لايستطيع ان يصنع السلام...
وهنا اقصد السلام الوطنى بمضامينه السياسية.
توقفت الحرب فى مكان وهى الان فى اكثر من مكان..
عقلية الحرب ليست كعقلية السلام...و ما لم يكن وراء الحرب ا شخاص او افراد تسكنهم ارادة السلام...فان مضمون السلام يظل اسيرا فى عقلية الحرب...
الحركة الاسلامية هى سفير اعراب الجزيرة العربيةمن القرن السادس الميلادى الى امم القرن الحادى والعشرين..(قول مأثور)
وهى حاملة شعار الجهاد منهج حياة.. والجهاد هو القتال وفى احسن احواله صراع..مجاهدة.. ولا سلام ما دام هناك صراع...
*****
كانت الحرب فى الماضى مصدر رزق البدو الاعراب و مركز نشاطهم الاساسى معظم المواسم..
كانوا يسمونها الغزو.. جاء الاسلام فعزز لهم مصدر رزقهم فاصبح للغزو قيمتان – قيمة الرزق و الاعتياش فى الدنيا وقيمة ضمان النعيم فى الدار الاخرة.
وهكذا بدات الحركة الاسلامية الحكم فى السودان من حيث بدات القيمة المزدوجة لعقلية الغزو الاعرابى.. والتى اصابها شىء من التحول فى متقدم تاريخها..
اما الحركة الاسلامية.. هداها الى ذلك.. اعتقادها الراسخ ان ما صلح به عهد البدو الاعراب( ولا ندرى العلة فى تقديرهم,,, بانه كان صالحا)..سوف يصلح به اخر هذه الامة.( ولا احد يدرى من الذى انباهم بان الان هو اخرالامة)..
معروف عن الاعراب,, بحكم ضرورة الحياة,, انهم لا يتورعون عن الشر,, ( القتال) ,,الا بسبب هزيمة ساحقة او وهن يصيب عظم وعقل ولاة القتال..
وللحركة الاسلامية - فالهزيمة الساحقة لم تحدث.. برغم وشوك وقوعها..
.ولكن,,,, استنفد العقل مضامينه حيث لم تجد فتيلا..و استفرغت العقائدية متنفثها,, وهمدت فىشبه موات..وعجز بهم فكرهم عن حل بديهيات مشاكل الناس..و تركوا ذلك لبركات السماء...ولم تتدخل السماء....
.وتراكم ما كان يعرف بمشاكل الحياة العادية.. ليصبح فى قائمة ازمات البشرية.. بالاكثر بشاعة فى هذا العصر...
.وما زال املهم فى تجمعات التجويد وتطويع القرآن....
ومن المرجح ان بعض الملائكة التى كانت تحف دروس تجويدهم وتطويعهم للقرآن ..و تساندهم فى بعض مهام القتال.., و تمنحهم البركات..
قد تراجعت وسحبت دعمها ..
فلا فكر تبقى ولا بركة ترتجى..........
تلك بعض ملامح الا سلامية التى مات فيها الحراك..و ما بال الجيش؟؟؟
*****
توقفت الحرب ..
لم تحسم لصالح الحركة الشعبية, ولكنها كانت وشيكة على انتصار...
الحرب بالنسبة للثوار تختلف فى ابعادها ومتجهاتها عن القوات المسلحة مدفوعة الاجر و الدعم المنتظم.
.بالنسبة للثوار هى ارادة اختيار مدفوعة بشغف التمتع بانتزاع الحق المسلوب بعد محصلة الانتصار..
بالنسبة للقوات المسلحة هى اكل عيش اختيارى.. اما بسبب ضيق او انعدام الفرص فى مجالات افضل..او المغامرة التى تغلى برأس قصيرى الصبر...
وعين المتنطعين ببذات الجيش.. للمغامرة... دائما على الاحزاب الطائفية.. و هى تمارس خيباتها السياسية فى تردد وضعف...
فى كل الاحوال توفر الدولة ما يلزم لشحن شاغل الوظيفة العسكرية بما تريد..سواء شحنا عقائديا دينيا( .فى دولة الحركة الاسلامية) او شحنا باسم المواطنة..
ودائما ما تنقلب نتائج هذا الشحن على الدولة نفسها,,
فالعسكرى هو شيطان الدولة المدلل الصغير تصنعه ثم تغفل عنه,,.فيستبد على اليد التى انعمت عليه من عرقها ودمها...
فيغرق فى التنكر وينتفخ بالتجبرو يفجر باهم قيم المواطنة..
واسوا ما يشحن به العسكرى السودانى انه راجل وما عداه دون...مواطن من الدرجة الاولى.. وما عداه مدنى منحل غير منضبط درجة تالتة او رابعة .
برغم ان ذلك المواطن,, المحكوم عليه وفق التعاليم العسكرية.. بالدونية المعنوية والصغار الانضباطي.. هو الذى برغم فقره وبؤسه...
من كتفه,, تاكل و تكتسى وتتسلح المؤسسة العسكرية باكملها..
و هذه ابجديات النكران,,, واحدة فقط من اهم عناصر خلل المؤسسة العسكرية السودانية..وخلل التربية الوطنية فيها...
وبالتالى خلل نسيج التوازن المؤسساتى الناتج اساسا من غياب دولة القانون.وغياب الشعب من رعاية حقه...
و لا غرابة ان يكون فشل كل النظم السياسية بسبب الدستور غير المكتوب للجيش السودانى ... التعاليم العسكرية..بان القوامة السياسية..
كما القوامة المعنوية وقوامة القوة هى للجيش,,
لذا مهما ابتعد عن السلطة فسيعود ليثبت ان ما عداه دون...
فساد المواطنة حالة وبائية متمكنة من الجيش ولكنها تتدثر وتتلفح ب ( استبداد القوة). مع غياب الرقيب الشعبى..
وسوف يظل الحال كذلك.. حتى تكون للشعب السودانى ارادة خلق دستور نافع ومؤسسات ذات جدارة كبقية امم الارض السوية..
******
اذن هنا لك وباء داخلى.. يجعل المؤسسة العسكرية كيانا نزاعا لافزاع السياسيين المدنيين..
وان ثمة شر محيق يتخطفهم والوطن..وتتكاثر هذه الفزازيع فقط حين تكون ادارة الدولة بيد المدنيين...
فان اتكأت بغلة الاب كوكو كتير على مقربة من معسكر خلوى,,, دونت الاستخبارات العسكرية الحادث على انه مؤامرة خارجية.. تنفذها جماعة الاب كوكو ضد السودان وسيادته..وتنتفخ اوداج أئمة المساجد.بكيل الدعاء و الويل والثبور للصليبية و الصهيونية العالمية....
فتقطع الاذاعةبثها.. وتعلن حالة الطوارىء...ويعانق الطائفيون الاسلامويين.. للتخندق لحماية الهوية والعقيدة..وينتفخ وجدان القوميين والعروبيين خوفا من انهيار زريبة العروبة الجنوبية..واخيرا يدين اليسار المؤامرة... ولكن بحذر...
وقد ينتهى الدهر ولا يستطيع احد ان يتثبت من ادعاء الاستخبارات و فزاعة الجيش ..لان ذلك من اسرار الدولة...
ومن اهم قوانين اجازة السرية عند الحركة الاسلامية القول المأثور ..استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان..
.والجيش بفزاعاته ومؤسساته... واسراره...بيد حركة الاسرار الاسلامية..
.فلا عشم فى صلاح .فى ظل مؤسسة مملوكة.. برغم بؤسها للحركة الاسلامية...الا بابدال البردعة والحمار معا...
*****
توقفت الحرب
وكانت اثقل عبئا على الثوار مما على قوات الخرطوم مدفوعة الاجر ومضمونة الدعم..
منذ الاستقلال وحتى العام 1983 تاريخ انطلاق الحركة والجيش الشعبى لتحرير السودان..نشبت عدة حروب لاجل حق اهل الجنوب..
وما نجحت الحركة والجيش الشعبى فيما فشلت فيه الحركات المسلحة السابقة ..الا بسبب اتساع الرؤيا لتشمل كل السودان..
واجهت الحركة الشعبية..بقيادة بطلها جون قرنق..نظام نميرى ..ذهبت مايو لمذبلة التاريخ..
.وصمدت الحركة الشعبية..
واجهت حكومة الاحزاب الطائفية ومعارضتها الطاغية .الحركة الاسلامية...
بدأت الحركة الاسلامية اسلمة الحرب..بمشروع قنطار ذهب..ليبدا قطار الحركة الاسلامية حركته من الجنوب...
بعقلية عقائد الاعراب لا بسياسات بناء وطن..وبنية ان لايبقى فى الوطن الا من يدعم قطار الموت الاسلاموى الوحشى...
ذهبت حكومة الاحزاب الطائفية لمذبلة التاريخ..بيد حليفها العقائدى ومعارضها السياسى الحركة الاسلامية...
صمدت الحركة الشعبية ..لتواجه هذه المرة اشرس مقاومة..وقودها من قطار الموت الاسلاموى..مئات من الالاف...ممن استغيبت عقولهم ..
واستلبت ارادة اختيارهم..ليس بمجرد صكوك غفران كما كانت تفعل كنائس العصور الوسطى ..بل صكوك غفران وزواج من الحور الحسان ..
وذلك ما فات على كنائس العصور الوسطى ادراكه..وادركه قطار الموت الاسلاموى المدفوع بغضب الحركة الاسلامية..
ويبدو ان تسرب فشل موتى الدبابين فى الاقتران بالحور العين ..قد اثار الشك فى ميثاق الموت...فانقسم قطار الموت الاسلاموى الى شقين..
عسكر ..وحرامى...
وذهب نصف الحركة الاسلامية الى مذبلة التاريخ..
.وصمدت الحركة الشعبية..وقبل ان توقع على صك وقف الحرب ..
انطلقت الثورة المسلحة فى دارفور...
وشهد العالم وبالارقام على وحشية الحركة الاسلامية ..وهذه المرة ليست ضد وثنيين او نصارى من الجنوب ..وانما ضد اهل الايمان من اهل دارفور..
واستصرخ العالم غير المسلم بعضه لانقاذ اهل دارفور المسلمين من ايدى الحركة الا سلامية...
*****
وكانت نيفاشا...
ودخلت الحركة الشعبية كامل الجنوب ..ودخل قادة الحركة الشعبية الخرطوم..
لقد قلنا ..ان العقل الذى يصنع الحرب ..يستطيع ان يوقف الحرب ولكنه لا يستطيع ان يصنع السلام..
واصبح مرتجى ما بعد الحرب اسيرا لعقلية الحرب...وتجمد حراك الحركة الشعبية....
فعقلية الحرب تريد ان تجنى ثمار وقف الحرب.وتتأبى عليها ذاتها ان تشرك من يتناسب لينقل مرحلة ما بعد الحرب الى سلام..
واسوا ما لدى الثوار بعد الحرب او الانتصار..انهم يعتبرون من لم يشترك فى القتال انتهازيا (تركهم وقت الحارة واتاهم وقت الباردة)..
يستطيع البعض ان ينعم بمردود زيت الارض ...ليعوض سنين العذاب والكفاح..وتظل اغلبية لا تعرف من اين تبدأ الحياة ..وكيف تكون..
واسوأ ما فى الامر ان الشعبية لم تبلغ السلام ولكنها تعيش ازمة انتهاء الحرب ..مع شريك غير أمين..
فى ظروف كهذه سوف تفقد الحركة حتى الجنوب .وليس من الضرورة لصالح الحركة الاسلامية..
وفى ظروف كهذه يلح سؤال ..اين كوادر الحركة من الجنوب او من الشمال؟..او ليس للحركة كوادر مؤهلة من غير المقاتلين لتفعيل ارادة السلام؟..
اذا أرادت الحركة الشعبية ان تفيق ..فعليها ان تستجمع قوة ارادة السلام...
ربما يكون فيهم مقاتلين ..ولكن من الارجح ان ثمة عقلية اخرى ..يحتاجها الوقت الراهن.. لفك اسار ما بعد الحرب.. ودخول مرحلة فاعلية السلام..
.المطلوب عقلية خلق الحياة مع شريك غير مؤتمن...ومعترك شراكة تغيب فيه النزاهة...
وفى وطن غالبيته العظمى تتفرج على مسرح تراجيدى هزيل.....
عبد اللطيف الفحل
(عدل بواسطة EL fahal Abdelatif on 02-18-2006, 00:22 AM)
|
|
 
|
|
|
|
banadieha
هشام هباني
يوسف الولى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست