نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع (Re: Elmuez)
|
و في مقام آخر كان قد كتب الزميل " عصام علي ":
Quote: ارسلت السيدة فائزة طه , سفيرة السودان بكندا مجموعة دعوات مكتوبة واخرى شفوية , اِلى عدد من الجاليات السودانية والافراد بكندا , لاجتماع فى منزلها يهدف الى وضع برنامج للاحتفال بالعيد الخمسين للاستقلال . تأتى خطوة السفيرة كاستمرار لمساعيها الدؤبة لتطبيع علاقات السفارة بمجموع السودانيين بكندا . وهى مساعى تعانى من عثرات مقيمة , و تواجهها الصعوبات الحقيقية بسبب من وطنية متيقظة ونوازع اخلاقية و ديقراطية خيرة , تصف جموعا من السودانيين بكندا . فهم يرون فى السفيرة ممثلا للنظام الفاشى فى السودان . وبهذا التعريف يقصدون التحديد الدقيق لدورها كممثلة للسلطة ومصالحها , وليس لشعب السودان . لا يأتى هذا التحديد كمكيدة سياسية , اِنما هو نتاج الذاكرة القريبة و القراءة البسيطة لتطور مأساة الحدث السياسى الذى تم فى يونيو 1989 . فقد استولت الجبهة الاسلامية على السلطة , وشرعت مباشرة فى تلك العملية الوحشية الفاشية التى سميت بالتمكين . لقد ابتدأ التمكين بالاعتقال الواسع و التعذيب المنظم , وحرب التطهير العرقى والابادة فى الجنوب وجبال النوبا ودارفور. مر التمكين ببيوت الاشباح والبيوت الاخرى , وامتهن كرامة واجساد مجموعة من خيرة بنات الوطن وبنيه . كان التمكين فعلا غليظ القلب عندما فصل ما يقارب ربع المليون شخص من جهاز الخدمة المدنية . امتد غدر التمكين ليطال القوات النظامية وينال 28 ضابطا من خيارهم , بالقتل العامد المترصد . وصف المراقب العادى ما تم لجهاز القضاء بالمذبحة . واستمر التمكين وممارسته البشعة فى اِجبار الناس على الخروج من السودان , يشجعونهم للالتحاق بالتجمع او معسكرات النزوح فى كل اقطار الجوار وتصل اعدادهم الى الملايين . كانت الحرب أداة مهمة فى تمكين ما أشترعوا من حضارة غابرة, فى الجنوب . وهى الان اداة مهمة لغرز تحضرهم الاغبر فى دارفور .( فهاهو واليهم فى جنوب دارفور يخير الزغاوة بين الرحيل أو الموت , بينما يشجع قائد الجيش بخزان جديد جنوده على اغتصاب نسائهم ) وقتل المتظاهرين فى بورتسودان . فالجبهة الاسلامية الفاشية , وفى تسلحها بايديولجيا السمو العرقى والدينى رأت فى السودانيين - فيما عدى منتسبيها - نقيضا لحضارتها وعائقا , وقذفت بهم للموت فى رمضان وبيوت الاشباح وعندما غابت الشمس , وفى معسكرات التجنيد وساحات الحرب , وفيما تيسر من الاماكن والاوقات الاخرى .
تمكنت الفاشية الاسلامية من السلطة . والسلطة فى خطاب السودانيين الحالى ترتبط - كالتوائم – بالثروة . فلا سلطة بلا ثروة ولا تمكن من الاولى بدون التمكن من الاخيرة . ولم يكن منهج و وسائل الحياز على الثروة فى انحطاطه وتدنى محتواه الاخلاقى مختلفا عن الحياز على السلطة . فقد كانت ممارسة منظمة للتمكين , وشملت كل نشاط اقتصادى و مالى , وقد كانت اكبر مناهجها السرقة ( على عين التاجر او على قفا من يشيل من المتمكنين ). وصارت الوظائف " الكبيرة " هى جزء من هذا النشاط , لتؤول الوزارات ضياعا للوزراء , ليصبح مصطفى عثمان كعوض الجاز " صداما لتكريته ". وقد كان ذلك مدخل الدكتورة للسفارة وباعترافها , فهى تمت بالصلة القريبة جدا الى وزير الخارجية السابق . فهى – اِذن - لم تأتى الى السفارة فى كندا بعد سيرة وظيفية متدرجة طويلة فى السلك الدبلوماسى او وزارة الخارجية , واِنما أتت اليها من مركز الدراسات الاستراتيجية ! ومراكز الدراسات الاستراتيجية - كما نعلم – هى مراكز للبحوث تقوم بعمل الدراسات وتقديم الاستشارة فى مجلات السياسة والاقتصاد والشئون العسكرية.. الخ . وفى حالة هذا المركز فهو احد مصادر الايديولوجيا والتفكير الاستراتيجى لنظام الجبهة الفاشى. فالسفيرة –فى ظل هذا الواقع- جاءت الى السفارة مجهزة بعدة الايديولوجيا وبرامج وسياسات نظام الجبهة الفاشى وقرابتها للوزير .
اِن ما تفعله السفيرة هو محاولة تطبيع العلاقات بين السفارة/النظام , وجموع السودانيين فى كندا والذين تواجدوا هنا - اصلا – فى معظمهم , بسبب شتى دواعى الاضطهاد والقهر التى يستنكرها الضمير الانسانى , ويتيح لضحاياها ملاذا . اِن ما تستهدفه السفيرة هو فك العزلة الخانقة عن السفارة و التى طوقتها بها مظاهرات احتجاج السودانيين ومنذ زمن بعيد يمتد الى اوائل التسعينات , والى زمن قريب عندما لاقتها جموع السودانيين الغاضبة والمعارضة لدولتها والرافضة للتطبيع فى احد المدن الكندية ( سانت كاثرين ).
اِن تلبية دعوة السفيرة للتحضير للاحتفال بالعيد الذهبى للاستقلال , وفى منزلها , لهى ممارسة تناقض مفهوم الاستقلال والاحتفال . فهى الممثلة لسلطة سرقت الذهب بكل الوانه , سلطة غاشمة اهدرت الاستقلال عندما انتدبت الامم المتحدة حاكما للسودان , وعندما وطأت رقبة بلدنا احذية جيوش الاخرين , والذين يستعد 5 الاف من احفاد كتشنر وجوردون للانضمام اليهم. الاستقلال الذى تدعونا السفيرة للمشاركة فى التحضير له , كان غائبا عن خاطر سلطتها و وزارتها الخارجية , عندما شارك السودانيون فى حلايب – مجبرين – فى اِنتخابات مبارك فى الرئاسة ولم " تحط منطق " . لقد قتلت هذه السلطة حلمنا الذى هممنا به قبل خمسين سنة . قلنا غزلا عفيفا للبلد : " يا ارضنا السمراء يا حقل السنى... " , واشرعنا الفكر بصدد الاستقلال السياسى والاقتصادى. وسجلنا افكارا عن التقدم و تصورا للتطور فى البرامج السياسية والقصائد , من كل قدر استطاعته . وعرفنا قدر البلد ومواردها التى سرقها منظروا الحضارة الفظة فى مجافاة الحس الانسانى وتابيعيهم ومن والوا ووالاهم فى ماليزيا ودول الخليخ .
اِن الاحتفال بعيد الاسقلال هو مناسبة فى عرف الحركة السياسية لاصتحاب دروس الماضى وأعادة النقد الثاقب واستخلاص المعرفة بالعقبات الكؤدة التى عطلت انجاز مراميه وبالقيم والمعانى الجديدة الممكنة . هو التأمل فى حجم الجريمة ورصد القتلة والسارقين وتعلية شأن الارادة فى عقابهم العادل . اِن الاحتفال - أى احتفال - هو شأن انسانى بسيط . وهو فعل يأتى بدوافع الالتزام و المحبة لموضوع الاحتفال والمشاركين . فالتواجد معهم يجلب الفرح وفيض المسرة . فهى اذن من نوع الصفات والانفعالات الانسانية التى تستثنى منسوبى الجبهة الاسلامية واتباعهم . فهم من قتلوا على فضل , وعذبوا على الماحى , وحرقوا الحشى المثقف لعلى المك . قتلوا كل العالين فى هاماتهم وفى نفوسنا . فكيف نعانقهم ؟ والسفيرة ومستخدميها من اجهزة الامن والسياسة , لا يستثنيهم شيئ . فقد اتوا لهذا النظام بحمولته . قبولهم لمناصبهم هو قبول لهذه الحمولة , ومسئوليتهم - فى حدها الادنى - هى فى اخلاق هذا القبول.
لم اتلقى دعوة من السفيرة . ولكن رفضى لفكرة التعامل مع السفيرة , والذهاب الى منزلها , هو رفض لمحاولة التطبيع مع حموع السودانيين بكندا . هو رفض لاستئناس الخاذوق . وهو خوض فى امور السياسة السودانية ينشد الاستقامة والاتساق فى موقفى المعارض لنظام الجبهة الفاشية فى السودان , والذى تمثله السفيرة. فهى فى محاولات التطبيع هذه تخوض فى السياسة , ومن وجهة نظر نظام الجبهة الفاشية وحزبها , وكناصح استراتيجى لها . وادعوا جمع السودانيين الوطنى للتعامل الناقد مع الدعوة , والفحص الجاد لمراميها , وتقليب الاسئلة بصددها . وليكن السؤال الاول ثم ماذا بعد ؟ هل سنتلقى دعوة لحضور الاحتفال بالذكرى " السعيدة" " القادمة" "لثورة الانقاذ " ؟ وبعده ادعوا جمع السودانيين الوطنى لرفض الدعوة . ولتحتفل الجاليات ومنظمات السودانين الاخرى بذكرى الاستقلال المجيد , فى استقلال , فذلك لعمرى هو العمل المجيد . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع (Re: Elmuez)
|
مرحب و إلي الأمام يا شباب,
يحضرني شعار فاهم لمجلة عملاقة كانت قد و لدت حوالي منتصف التسعينيات تحت عنوان " آفاق جديدة "
لكنها للأسف إختفت في لمح البصر, تري ماذا حدث ?.. كنت قد رشحتها لأن تصبح صوت داوي للمجتمعات
السودانية في هزيمة الغول ( بالكتابة وحدها نهزم سلطة الجلاد و بال... نفضح عقل المشافهة و ...
بلادة المؤسس و المستقر ) لا أذكر الشعار بالتفصيل ! , ليتنا نعمل علي إعادة صدورها .. أفيدونا
بالله !
---------------------
عشة بت فاطنة: تحية جديدة لنج من آمـال..و تحياتي!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع (Re: Elmuez)
|
يا معز بقيت تختف ذى الحدية والله العظيم كنت على وشك إفراد بوست بما كتبه عماد عبدالله لكنى كنت أنقل مناقب الإمام على الهادى عليه السلام عموما مبروك عليك يا حبيب، لكن لعلمك عماد هذا أخوى دم من أصدقاء شرطة المرور و كان فيها رئيس لجمعية الفنون جمعتنا العسكرية والفنون والأدب، الرجل رسام لم أرى فى حياتى من يفوقه فى رسم الوجوه البشرية، كما هو على قدر عالى من الخلق والذكاء والشهامة والوطنية. لكن حزر فزر اين هو فى الصورة
رحلة بالبص النهرى إلى جبل الأولياء 1975 (الشخص المشطوب لم تعجبه صورته فقام هو نفسه بشطبها)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع (Re: Elmuez)
|
" الخاتم عدلان ":
Quote: نقد الأقلام أم وقع الحسام؟ الخاتم عدلان جريدة الاضواء
تعالوا إلى كلمة سواء: نقد الأقلام أم وقع الحسام؟
الإتفاقات التي أبرمت في نيافاشا، والمحادثات التي تدور في انجمينا، والمفاوضات الجارية في القاهرة، والقرارات الصادرة من المجتمع الدولي، والتصريحات التي يدلي بها المسئولون الإنقاذيون في كل محفل دولي، تشير كلها إلى أن البلاد سائرة في طريق التحول الديمقراطي. فهل يعتقد حكام الإنقاذ أن التحول الديمقراطي يعني نسخة جديدة من « التوالي »؟ هل يعتقدون أن كل هذه القوى ستأتي إلى الخرطوم لتسبح بحمدهم وتمدحهم وتزكي حكمهم للناس؟ أم أنهم يحلمون بأن يقلبوا لها ظهر المجن بمجرد وصولها إلى الخرطوم، وينكلوا بها كما نكلوا من قبل بكل حلفائهم، وكما داسوا بالنعال كل أتفاقياتهم؟ أم أنهم لا يبالون بدفعها من جديد في نفس الطريق الذي يسير فيه حاليا توأمها المنبوذ؟ الأجابة على هذا الأسئلة يجب أن تكون واضحة منذ البداية. فالسلطة تعلم تمام العلم أن كل هذه القوى تريد أن تطيح بها وتطوي صفحتها، وتقذف بمشروعها الحضاري وراء الظهور. هذه المواقف معلنة ولم تتغير. ومع ذلك فإن تغيرا جوهريا قد حدث. وهو أن هذه القوى كانت تعمل على الإطاحة بالإنقاذ بالعنف والسلاح، وقبلت، مجبرة وراضية، على تغيير أساليبها، متحولة إلى النضال السلمي، والنزال الديمقراطي، ولذلك أصرت على أن تكون أتفاقياتها ضامنة للعمل السلمي الجماهيري الواسع، والذي ينتهي بهزيمة الإنقاذ في صناديق الإقتراع، بعد كشف برامجها، وفضح الكلفة الباهظة التي كلفتها البلاد، والاضرار الفادحة التي ألحقتها بالناس، والأذى الجسيم الذي أوقعته بالنفوس والأجسام. وبعد توضيح ما لا يحتاج إلى التوضيح، من خوائها الروحي، وغربتها عن الجسد الإجتماعي، وشذوذها عن قواعد التعايش العالمي. وحقيقة الأمر أن إسقاط السلطة عن طريق صناديق الإقتراع هو أفضل خيار تملكه السلطة نفسها حاليا. وهو خيار عادل إذا وضعنا في الإعتبار الحقائق التالية: • جاءت السلطة عن طريق إنقلاب عسكري، إفتقر بصورة تدعو للعجب من مقومات النجاح. وما كانت لعبة القصر والاسر لتجدي شيئا مطلقا، لو كان على رأس السلطة المنهارة أي شخص غير الصادق المهدي، الذي تجاهل كل المعلومات التي كانت تصله من جميع الجهات بأن الجبهة الإسلامية كانت تدبر إنقلابا، فيفتي، وهو العبقري الذي لا معقب عليه، وصاحب المعارف الغيبية الذي لا يرى تحت قدميه، بأن الجبهة الإسلامية إنحازت بصورة كلية إلى الديمقراطية، بينما كان خنجرها المسموم يقنرب سريعا من خاصرته. لم يكن ذلك الإنقلاب جديرا بالنجاح، لا سياسيا، ولا عسكريا، ولا أيديولوجيا. والدليل على أن أهله ذاتهم كانوا يضعون الفشل كاحتمال ربما يكون راجحا، أنهم احتفلوا، إحتفالا رسميا معلنا، بمرور شهر على سلطتهم الجديدة! وما دامت الإنقاذ تعيش الآن عامها السادس عشر، وستكون قد شارفت العشرين عاما في الحكم عندما تجرى الإنتخابات، فإن ذلك يكفيها ويزيد، بمقاييس بقاء الأنظمة في عالم اليوم. تكفيها هذه المدة حتى ولو كان حكمها عادلا وخادما للمصلحة الوطنية العامة، فما بالك بحكم وضع البلاد كلها في كف عفريت، وعرض وجودها ووحدتها للخطر، وأذل شعبها وأجاعه وشتته في الآفاق؟ ولا يبشره في كل يوم جديد إلا بكارثة أكبر تلقف سابقاتها وتفتح الهاوية للمزيد. • منذ استيلائهم على السلطة لم يضع الإنقاذيون يوما واحدا، فنهبوا ثروات البلاد، وحولوها إلى حساباتهم الخاصة، داخل وخارج السودان، وامتلكوا الموارد كلها بصفقات مشبوهة، واستولوا على ثمرات عرق الكادحين بالعنف الغليظ والقوة المنفلتة، وصاروا من أغنى أغنياء العالم وسط شعب من أفقر الشعوب. امتلكوا الشركات، والمصانع، والمزارع والبيوت، والسيارات. فعلوا ذلك بينما الشعب يتضور جوعا ويبحث عن غذاء الصغير ودواء المريضة، ودعامة الثاوية، وأكفان الموتى. جاءوا بالقرآن ولكنهم سرعان ما تحولوا إلى السلطان، وقاموا برفع المصاحف مع أن كل همهم كان اقتحام المصارف. وحق عليهم قول جوموا كنياتا عندما قال: كان الأفارقة من سكان البلاد الأصليين يملكون الأرض، وكان الإنجليز يملكون الإنجيل، وجاء القسس، فطلبوا من الأفارقة أن يغمضوا عيونهم، ويشبكوا أياديهم، ويؤدوا الصلاة، وعندما فتح الأفارقة عيونهم وجدوا أن الإنجليز يملكون الارض وهم يملكون الإنجيل! ولا شك أن السودانيين والأفارقة لا يرفضون "كتاب الله"، ولكنهم عرفوا القسس، كما عرفوا الإنقاذ، ولن تجوز عليهم اللعبة مرتين. وأقول أننا عندما نهزم الإنقاذ في صناديق الإقتراع، فإنه مهما بلغت كفاءة نظامنا القانوني والقضائي، فإننا لن نسترد شيئا كثيرا من الثروات الشخصية التي راكمها هؤلاء، وهربوها، وبددوها بالأسماء الوهمية والحسابات السرية. وعلى الإنقاذيين إذن أن يعتبروا صفقتهم رابحة، وكسبهم مضمون، ومسروقهم لن يرد. وإذا قارنوا أنفسهم بأنجح المغتربين السودانيين، الذين غادروا البلاد في السبعينات، فإنهم سيجدون ان ثرواتهم تزيد عنهم بعشرات المرات. ببساطة هي صفقة رابحة حتى ولو فقدوا السلطة صباح هذا اليوم. • وليس خافيا على أحد، بما في ذلك الإنقاذيين أنفسهم، أنهم بينما تضخمت جيوبهم، فقد أفلسوا أيديولوجيا بصورة كاملة. فليس ثمة قيمة أخلاقية واحدة يمكن أن يدعوا انهم حافظوا عليها، أو أنهم يعيشون من أجلها. والواقع أن بابا جديدا للإفلاس الأخلاقي الشامل، قد انفتح عليهم بإنقسامهم على أنفسهم، وكشفهم لملفات بعضهم البعض، وسفورهم عن مخزوناتهم الفياضة من السباب والإشانة و التلويث. وربما يطمئن الشق الحاكم من الإنقاذ نفسه بأنه قادر على هزيمة مخططات الشق الملفوظ، الحقيقية والمتوهمة، ولكنه لا يعي بأنه بينما يسجل الإنتصارات العسكرية، على الطرف الآخر، فإنه يصاب بنزيف معنوي لا يتوقف. ويكون الطرفان خاسران بالتعادل، وهي نتيجة لا يحصل عليها إلا الإنقاذيون! هذا السحق الجسدي والنزيف المعنوي، لن يوقفه أحد، لطبيعة الإنقاذيين على الجانبين، إذ أن أيا منهما لا يستطيع أن يخفي عن الآخر شخصيته الحقيقية، أو أهدافه الخفية، أو بعده عن المباديء والقيم العليا التي يحاولون بيعها للآخرين، ويتقاضون ثمنها من متاع الدنيا الغرور ومن عبادة القوة والجاه والسلطان. وهو صراع يجعلهما عاجزين عن كسب المعارك الديمقراطية، كما هما عاجزان عن كسب المعارك العسكرية. ولم يبق إلا أن يختاروا نوع الهزيمة الذي يحفظ لهم ما سرقوه بليل، وما صادروه بظلم يهد الجبال. • عندما يسقط الإنقاذيون عن طريق الديمقراطية، ويرتضوها، يمكنهم أن يواصلوا نشاطهم السياسي مثلهم مثل الأحزاب الأخرى، وبما ان الشعب السوداني يميل إلى الغفران، بل حتى إلى النسيان، فإنهم ربما أقنعوه مرة أخرى بأن ينتخبهم، بعد ان يكونوا قد غيروا ما بأنفسهم، كما فعل رجب طيب أردوغان، في تركيا، بأن حول حزبه إلى حزب علماني، دون أن يتنازل عن ركن واحد من أركان الإسلام، ودون أن ينتقص من تقواه الشخصية بالأكاذيب والإدعاءات. وقد طلب الإنقاذيون الغفران من " دول الإستكبار" ومن الغرب الصليبي، ودفعوا الإستحقاقات كاملة، وبلعوا الإهانات مرات، وطأطأوا الرؤوس حتى لم تعد قادرة على الأرتفاع. هل كثير على الشعب أن يطلبوا منه الغفران، ويبدوا استعدادهم كاملا لدفع الإستحقاقات؟ هم الذين يقررون ذلك. • هذه الحجج وغيرها، توضح أن قبول الإنقاذ للتحول الديمقراطي هو الطريق الأفضل بالنسبة لها قبل غيرها. وطريق التحول الديمقراطي يفترض حرية الكلمة، وانفلاتها عن الرقابة والحذف والحجاب. ولذلك فإن الهجمة الإنقاذية على الصحف والصحفيين، وإيقافها لبعض الاعمدة، ومنها الحلقة السابقة من هذا العمود، وتهديدها للكلمة الحرة، فضلا عن أنه خرق واضح لمواثيق حقوق الإنسان، فإنه خرق كذلك لما وقعت عليه مبدئيا في نيفاشا، مع الحركة الشعبية. بل هو خرق لتصريحات رئيسها حول رفع الرقابة القبلية عن الصحف، في منشور مذاع على الناس. بل نكاد نقول أن السلطة بهجمتها هذه فإنها تكشف عن عدم جدية مخيفة حول جميع الإتفاقات المبرمة، وشبه المبرمة والتي في طريقها إلى الإبرام. فإذا كانت السلطة تعتقد أنها يمكن أن توقع كل هذه الإتفاقات وتعود مع ذلك إلى سيرتها القديمة، فتفرض وتقمع وتهدد وتقتل وتنكل، فإنها إنما تسير في طريق بالغ الخطورة عليها وعلى البلاد. • الإنتقال إلى الديمقراطية مستحيل، بدون النشاط الجماهيري الحر، من اجتماعات ومؤتمرات وندوات، وبرامج تطرح، وأخرى تنتقد. وهذا كله غير ممكن بدون حرية الصحافة، وحق الناس في أن يقولوا ما يشاءون. ونحن نقول ما نقول، دون أن يكون ذلك تغطية لانقلاب عسكري، أو حركة مسلحة، أو مؤامرة أجنبية. نقوله لتعبئة الناس حول الخيارات التي نراها نافعة وصحيحة، ونقوله لفضح برنامج الإنقاذ الذي اورد البلاد والناس موارد التهلكة. لا نصانع في ذلك ولا نلوك كلماتنا، ولا نتقرب للطغاة، في السر أو في العلن، بالإيماءات الخجولة، أو الكلمة الخؤون. نملك أقلامنا وضمائرنا، ونمد شعبنا بما تعلمناه في خضم الصراع من أجل مصالحه ومستقبله. لا نبغي في ذلك مصلحة شخصية أو مجدا ذاتيا، أو مكسبا ماديا. • والبديل للتحول الديمقراطي هو مواصلة السير في طريق الدكتاتورية والطغيان، وهو الطريق الذي تجده هذه السلطة أقرب إلى طبيعتها، وادنى إلى قلوب القائمين عليها. ولكنه أصبح ميسورا بنفس القدر بالنسبة إلى قوى كثيرة تعلمها السلطة ولا تستطيع أن تواجهها مجتمعة مهما فعلت. إن أبواب جهنم السبعة، يمكن أن تنفتح إذا تراجعت السلطة عن طريق التحول الديمقراطي. وقد أصاب العالم كله ضيق شديد بوجود الإنقاذ. وتكذب الإنقاذ على نفسها، وعلى الناس، إذا زعمت أنها قادرة على محاربة المجتمع الدولي، والإقليمي والحركة الشعبية والحركات الإحتجاجية في دارفور والشرق وكرفان وفي قلب الخرطوم وفي وسط السودان وواصلت قمعها لمنظمات المجتمع المدني، التي تتحرك بثقة لإحتلال موقعها المشروع في الشارع السياسي. هذه القوى كلها راغبة في التحول الديمقراطي، والراجح انها تستطيع أن تهزم الإنقاذ هزيمة نظيفة، ولكنها سلمية في الإنتخابات العامة القادمة. وليس أمام الإنقاذ إلا السير بصدق، ربما يكون غريبا عليها في البداية، على هذا الطريق، لأن البديل هو الهزيمة التي لا تبقي ولا تذر والتي تقضي على الأخضر واليابس. • وتفعل الإنقاذ خيرا بنفسها وبالوطن، إذا انتبهت إلى أن تكميم الأفواه لم يعد ممكنا، وذلك بفضل وسائط النقل والإتصال، المتفلتة عن سيطرة الحكومات ومقصات الرقباء. وتفعل خيرا إذا أنتبهت إلى أن المقال الممنوع ينتشر أكثر من المقال المبلوع، والشواهد امامها كثيرة، والكتابة واضحة على الجدران. وهي ليست مطالبة بأكثر من استخدام عيونها وآذانها استخداما عاديا، خاليا من العبقرية والحذق لترى ما نراه. • إننا نعرف أن مجتمعنا المدني، قد أصبح مهيئا بصورة جيدة للدفاع عن الحريات جميعا، وهو يعلم أنه سيجد في ذلك سندا غير محدود من قوى لا حصر لها، منها ويا للمفارقة، قوى ما تزال داخل السلطة نفسها. وقد آن الأوان للاصوات جيمعا أن ترتفع احتجاجا على كل خرق للحقوق الأساسية للإنسان، وعلى رأسها حرية الصحافة. ونقول للسلطة: أفسحوا المجال لنقد الأقلام، فهو أفضل من نقد الحسام. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع (Re: Elmuez)
|
العزيز هاشم ..
القومه ليك ..
حقاً أن المصائب يجمعن المصابينا .. ربما كان من ( حسنات ) هذا المسخ المنظم الذي يحكم الخرطوم أنه أبان .. ومايز الصفوف .. فليس ثم أقنعة هما . حتى الصامتون بسلبية مواقفهم ما عادو ( عدم إنحياز ) .. فإما إنحياز ووقوف مع الحق أو ... إنتظار الطوفان . وهو ليس طوفان يكنس ( الزبد ) فقط .. لكنه سيكتسح الوطن كله - من تفريط -
من أين لك هذه الصورة ؟؟ ( زوجتنا المصون فُجعت فيها ، و علقت : كان عارفاك شكلك كان كده .. كنت قعدت عانس أخير ) ثلاثون عاماً يا صاحبي .. يا الله كم تبدو الأشياء يانعة و ( تريانة ) حين تكتظ بالأصدقاء و الذكريات الحميمة .
وربما آن لنا إظهار الوجه الآخر لهاشم الثائر المقاتل ، فثمة فنان ولا أروع ، وكاتب كثيف العبارة .. رشيقها ، و صوفي يتقدس في أدب وشفافية .
تحية لك يا صديقي الجميل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع (Re: Elmuez)
|
أبو شيبة وعماد والمعز
كيف يا أحباب طبعاً نسيت أعرفكم بالمعز هو من الوطنيين الغيورين والأفاضل هنا فى كندا، وكانت له صولات معنا فى أتاوا أيام قضية شيخ المجوس. يا معز عرفناك عماد أما أبوشيبة فهو لاعب كرة قدم حباه الله ببنية أسطورية و وسامة وشخصية جذابة مليئة بالحياة.
يا عماد صورة بس، لا تنسى أننى حفيد مؤرخ فكيف أجهل قيمة التاريخ.
طبعا حتتذكروا عادل كدباس ومصطفى عزالدين (ترنتى) لاعب الكاراتية، كذلك فتحى محمد خير ومامون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع (Re: bayan)
|
الأخت نجاة محمود سلامات أدهشتنى حقيقة أنك شقيقة صديقى أحمد محمود. لقد رحلنا من بخت الرضا فى نفس العام1974 . لقد اضربنا فى النيل الأبيض الثانوية قبل إمتحانات نهاية العام، وإجُريت الإمتحانات فى بداية العام الدراسى الجديد فحضرنا للإمتحانات أنا وأحمد وغادرنا الدويم بعد اسبوع من الإمتحانات على ظهر لورى إلى أمدرمان ولم ألتقيه منذ ذلك اليوم. منشغل هذه الأيام، لكننى إن شاء الله سوف أكتب عن رحلتنا من الدويم إلى كوستى سيراً على الأقدام التى كانت فى مارس 1974 فى بوست هشام هبانى(الدويم شات). لا أدرى إن كان شكل أحمد قد تغير كثيرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع (Re: Hashim Badr Eldin)
|
Quote: الأخت نجاة محمود سلامات أدهشتنى حقيقة أنك شقيقة صديقى أحمد محمود. لقد رحلنا من بخت الرضا فى نفس العام1974 . لقد اضربنا فى النيل الأبيض الثانوية قبل إمتحانات نهاية العام، وإجُريت الإمتحانات فى بداية العام الدراسى الجديد فحضرنا للإمتحانات أنا وأحمد وغادرنا الدويم بعد اسبوع من الإمتحانات على ظهر لورى إلى أمدرمان ولم ألتقيه منذ ذلك اليوم. منشغل هذه الأيام، لكننى إن شاء الله سوف أكتب عن رحلتنا من الدويم إلى كوستى سيراً على الأقدام التى كانت فى مارس 1974 فى بوست هشام هبانى(الدويم شات). لا أدرى إن كان شكل أحمد قد تغير كثيرا |
يا الله يا اخي هاشم
هذه آخر صورة لآحمد قبل الزحف الصحراوي..
لو عارفنك عندك صورة بالشعر لطلبناها منك واضفناها للشيلة لناس العروس عشان يآمنو.. احمد يعيش في الخرطوم يعمل في منظمة تحارب تسخير الاطفال وخطفهم واشياء كثيرة.. دائما يذكرك بكل محبة ومودة..اذا ارسلت لي ايملك سامرره له..وساتابع كتابتك عن تلك الرحلة.. لك التحية ولاسرتك الكبيرة والصغيرة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لله درك يا " عماد عبدالله " ! : أفضل ما قرأت هنا في نقد الداء الإنقاذي, والتعبيرع (Re: Hashim Badr Eldin)
|
هاشم أيها الحبيب ،، اشتقنا لك ولذكرياتك وتفردك ،، أتذكر عندما تم اختيارك لحراسة الاذاعة أيام المرتزقة وكان نصيبنا نحن البحث عن جثث الضحايا وجمعها من شاطي النيل وساحة مطار الخرطوم لثلاثة أيام سوداء لا تنسى .
الصور المنشورة أثارت في دواخلي ذكريات الأيام الخوالي ،، وزيما قال ود اللحو أيام كنت جاهل ما بعرف الهموم ،،، وبالمناسبة أناالتقيت مولانا صلاح أبوزيد في الدوحة بألقه وشبابه الدائم فأعدته إلى ذكريات تلك الأيام فتفاعل معها الرجل بسماحته المعهودة ،، له ولك ولجميع الأحبة التحية والتقدير وأمنياتي أن التقيت ولو لسويعات شرط تكون قاعد ولا أنا أطلع فوق بمبر عشان أسلم على القامة السامقة شكلاً ومضموناً .
عنوان البريد [email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
|