مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-27-2005, 04:18 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    Quote: قرأت كل الحلقات مرة واحدة
    بس نقول الله يديك العافية


    العزيز نوبي

    شكرا جزيلاً
    للمتابعة والمرور

    تحياتي
                  

10-28-2005, 01:57 PM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    العزيز عماد عبد الله

    Quote: هوزي ..

    هذا جمال




    نتابع بتمعن

    شكرا لهذا الأيراق الندي

    ودي وتقديري


    تسلم للمرور والمتابعة
                  

10-29-2005, 01:54 AM

waleedi399
<awaleedi399
تاريخ التسجيل: 08-20-2003
مجموع المشاركات: 2767

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    هوزي ..

    رمضان كريـم ..

    دقيقة عليك الله انا لسه بقرأ في السيناريو ..
    عشان كنت غائب، والله المسلسل رمضان جميل ...
    بس ممكن تعيدي بعض الحلقات عشان اكون متابع

    الله ينعل خدمات الشبكة مفصولة تماماً كانت وكنا خارجها



    وليد
                  

10-29-2005, 12:26 PM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: waleedi399)

    العزيز وليد

    الله أكرم

    وبركة الشفناك طيب والله

    وتسلم للمرور والمتابعة

    اها تميت قراية ولا لسه
    كان محتاج شرح قول لي أو الخط ما واضح
                  

10-29-2005, 01:52 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    الحلقة الثالثة عشر:


    ظلت (تالين) لأيام متتالية حزينة مكسورة، أحست أن الدنيا قد أخذت منها الكثير دون مقابل، وأن غدر الدنيا عظم عندما أخذت منها حتى ذكرياتها الجميلة مع أول شخص أحبته في حياتها، وحولت هذه الذكريات إلى صراع كبير، وإحساس بالخداع والمهانة، كيف من قدست فيه قوته وصموده وشجاعته بهذا الضعف؟ ومن بجلت فيه قربه من ربه وصلاح دينه لهو أبعد من هذا كله وأضعف إيمانا؟ كيف لها أن تجعل من فارسها المغوار متخاذلاً وجباناً؟ يدفن رأسه في الرمال ويغضب أهله وربه عند أول باب يغلق في وجهه.. !!!
    وحمدت ربها أنها استطاعت أن تمحو هذه الشخصية من حياتها، رغم أن شيئاً في داخلها بقي يحدثها عن قلبه الذي يناجيها بعد كل هذا البعد، ورغم الضعف والهوان وكل هذا التخاذل..
    و بعد مرور تلك الأيام العصبية أتصل بها (عمر) ذات ليلة ليخبرها أن غداً موعد إعلان النتيجة في الجامعة وأنه سيتصل بها فور وصوله إلى هناك، وأكد لها أن تلازم هاتفها ولا تشغله، فشكرته (تالين) على اهتمامه وخافت أن تكون نتيجتها ليس كما يتوقع هو وأهلها.
    وفي اليوم التالي رن جرس الهاتف في منزل (تالين) فهرعت كي ترد وجاءها صوت (عمر) حزيناً وهو يقول: " كيف حالك (تالين)؟"
    تالين بعصبية زائدة: " (عمر) بربك هل هذا وقت للسلام، أخبرني ماذا هناك وكيف هي
    نتيجتي، هل رسبت أم ماذا؟ أخبرني بسرعة من فضلك"..
    صمت (عمر) لفترة قبل أن يجيب: " لا والله أبشري لم ترسبي، لكن تقديرك ضعيف نجاحك بتقدير (مقبول) فقط، وإنشاء الله ستعوضين كل هذا في هذا العام لسنتك الثالثة وهي الأهم"
    وواصل (عمر): " لكني كنت أود أن أحمل لك أخباراً أجمل من ذلك، فعذراً عزيزتي"
    قالت (تالين) بعد فترة صمت وحزن طويلة: " لا يا (عمر) بالعكس أنا أشكر لك اهتمامك
    بالاتصال وبتبليغي، وكيف لك أن تعتذر عن إهمالي أنا"..
    ثم فجأة تذكرت وهي على وشك إنهاء المكالمة أنها سألت عن صديقاتها وأصدقاءها حتى (عبد الرحيم) ولم تسأله عن نفسه، وهو سينتقل إلى سنته الرابعة فصرخت به فجأة من فرط حرجها من الموقف: " وأنت (عمر) لماذا تخبئ عني نجاحك الباهر؟ هل تخاف أن تحسد؟
    فرد عليها ضاحكاً: " لا بالعكس لكن ختامه مسك" ثم واصل " نجحت والحمد لله بتقدير (جيد) وهذا يكفيني"
    ثم ودعته (تالين) شاكرة له اتصاله، وحزينة بانشغالها عن تفوقها ونجاحها وهما الأهم في حياتها، كما علمتها والدتها، بأمور أخرى كثيرة، منها التفكير طوال الوقت ب(عبد الرحيم) واعتمادها عليه في دراستها، بالرغم أنه لم يكلف على نفسه عناء الاتصال بها ليخبرها بالنتيجة، وكانت خائفة من كيفية إخبار والديها بالنبأ، بعد أن عاهدتما بالتفوق، وفكرت بأنها كذلك لم تعد قادرة على أن تصون عهودها، وفضلت أن تخبرهما في اليوم التالي، وأغلقت على نفسها باب غرفتها ثم غرقت في نوم عميق.
    سألتها والدتها في الصباح: " هل (عبد الرحيم) هذا زميلك في نفس الكلية؟"
    ردت (تالين) وهي مصدومة من سؤالها: " نعم أمي، هو كذلك، من أخبرك ؟ ماذا هناك؟"
    ردت والدتها بغضب: " لا ليس لشيء، فقد أتصل بك مساء أمس في وقت متأخر، ليخبرك
    بنتيجتك، ونجاحك في كل المواد، لكنه أخبرني أنه نجاح عادي أي مجرد نجاح دون
    تميز" ثم واصلت والدتها بصوت أكثر هدوءً: " لماذا عزيزتي أين تفوقك
    حبيبتي؟"

    وجدت (تالين) نفسها فجأة ترتمي على صدر والدتها وتبكي بكل حرقة، لا تدري سبب بكاءها تحديداً، لكن ما بصدرها كثير جداً، منه ما تستطع مصارحتها به ومنه ما لا تستطع، لكنها بحاجة لدفء صدر والدتها وحنانها، تحتاج أن تبكي زمانها وفشلها المستمر، ومعاكسة الزمن لها، وأين غير صدر أمها تستطيع أن ترمي بأثقالها التي على كاهلها.
    سألتها والدتها بخوف وتوتر: " هل أنت غير مرتاحة في السودان يا نور عيني؟ إذا كنتِ غير
    قادرة على المتابعة؟ والحياة هناك صعبة عليك ؟ أخبريني حبيبتي ويمكن أن نجد لك
    الحل البديل، لا تكدري خاطري وتزيدي من همي وقلقي عليك.."
    مسحت (تالين) دموعها على الفور وقالت : " لا يا أمي بالعكس، أحببت البلد ولي أصدقاء كثر
    هناك والناس طيبون جداً هناك، لكن ما يحزنني هو تلك النتيجة"
    بعد برهة وبينما لا تزال (تالين) في صدر والدتها التي أحتضنتها في قلق واضح
    قالت والدتها بكل حنان: " لا يا حبيبتي لا تحزني ، ستعوضين ذلك إنشاء الله ولديك سنتين
    لتعوضي فيهما فلا تحزنِ ولا تهتمِ بل شدي حزمك وتوكلي على الله"
    واستها والدتها في حزنها محاولة التقرب من أبنتها لحل مشاكلها، فأسرت لها (تالين) بمعظم الأمور واستمعت لنصائح أمها، وحملت معها عند عودتها للجامعة كثيراً من الدعوات والأماني الطيبة من والديها.
                  

10-29-2005, 03:19 AM

ناصر البطل
<aناصر البطل
تاريخ التسجيل: 10-14-2005
مجموع المشاركات: 2806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    أُختى هوزى
    نأسف لكم كراعين للدعايه عن الإنقطاع
    و لكننا نواصل الآن
    و تبدو فى الصوره الهدية التى قدمتها تالين لعبدالرحيم عند عودتها من الإجازه

                  

10-29-2005, 04:38 AM

waleedi399
<awaleedi399
تاريخ التسجيل: 08-20-2003
مجموع المشاركات: 2767

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: ناصر البطل)

    -------------------------------------
    فاصل اعلاني بعدها وسنعود في الحال وما زال مسلسلنا متواصل حتى الان

    المسلسل المدبلج برعاية (هوزي) ...

    هوازن فخر الصناعة السودانية

    يا بت بلـدي يا بلـدي : D
                  

10-29-2005, 12:30 PM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: ناصر البطل)

    عبد الرحيم ده عاوز كف يا ناصر
    مش هدية

    ولا شنو ؟

    انا ذاتي غاظني (يعني كأنه ما عارفه)
    (تعمله بايديك ..............ما بعرف شنو كده)

    لكن ما بنقدر نقول حاجة القلب وما يريد

    بتكون جابت ليه هدية تحت تحت
                  

10-29-2005, 12:36 PM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    Quote: المسلسل المدبلج برعاية (هوزي) ...


    العزيز وليد

    لا عليك الله ما عاوزاه مدبلج
    عشان ما بقدر اكتب لحدي رمضان الجاي

    اذا قصر



    بس خليك مع الاعلانات الكاربة بالله

                  

10-29-2005, 01:01 PM

وفاء تاج الدين
<aوفاء تاج الدين
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 222

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    هوزىىىىىىىى يارائعة
    عليك الله واصلى..
                  

10-30-2005, 03:46 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: وفاء تاج الدين)

    العزيزة وفاء
    شكرا للمرور والمتابعة

    قرربنا خلاس

    فاصل ونواصل
                  

10-30-2005, 04:17 AM

ايهاب
<aايهاب
تاريخ التسجيل: 05-06-2002
مجموع المشاركات: 2878

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    هوازن
    رمضان قرب يخلص اكربي شويه
                  

10-30-2005, 06:11 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: ايهاب)

    العزيز هوبة

    انشاء الله نحاول نكمل

    ويوم الموقفة نعمل الحلقة القبل الاخيرة + الاخيرة
    رمضان ده

    ما يعملوه 35 يوم
    السنة دي

                  

10-30-2005, 06:08 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة الرابعة عشر (Re: Hozy)

    الحلقة الرابعة عشر:


    وصلت (تالين) إلى سكنها الجامعي ورتبت أشياءها هناك، ولا تكاد ذكرى والدتها ولحظات الوداع الحارة تفارق بالها، كيف بكت مع والدتها بحرقة في ذلك اليوم، أحست كأنه الوداع الأخير، كأن الألم يعصر قلبها، ورهبة من السفر والبعد كأنها المرة الأولى التي تبتعد فيها، وكلما راودتها ذكرى تلك اللحظات أغرورقت عيناها بالدموع.
    أحست بعدها بالوحدة خصوصاً أن صديقتها (رشا) لم تصل بعد، أحست ألا أحد قريباً منها، لا أحد يمكن أن يحس مشاعرها فعلاً وتبثه كل مخاوفها ومشاكلها، أفراحها وأحزانها، التي تتضخم وتكبر عندما تخلو بنفسها.
    بعد أن قضت ساعات كثيرة من يومها الأول في التحية والسلام على زملاءها، ذهبت تبحث عن (أمل) صديقتها وصديقة (رشا)، وعندما وجدتها كان بجوارها (عمر) الذي ينتظر يراها، فرحت (تالين) كثيراً عندما وقع نظرها عليهما، وانفرجت أساريرها، فأسرعت إليهما وحيتهما ثم جلست معهما لبقية اليوم، وكانت خائفة من أن تقضي ليلتها وحدها فطلبت من (أمل) أن تنام معها هذه الليلة.
    مكثت (أمل) مع (تالين) ثلاث ليال متتالية، أحست (تالين) بحبها لهذه الإنسانة الرقيقة الطيبة، وكيف أنها عطوفة جداً تتعامل مع الناس بصدق دون رياء أو مصلحة، وتقربت منها (تالين) وأصبحت صديقة عزيزة لها، وأصرت عليها أن تنتقل للسكن معهما هي و (رشا) خصوصاً أنهما استأجرتا هذه الغرفة لهما الاثنان فقط لهذه السنة، ودفعتا ضعف المبلغ المقرر لإدارة السكن، فوعدتها (أمل) بالتفكير بذلك.
    كانت (تالين) قد التقت ب(عبد الرحيم) في اليوم الثاني ولمدة خمسة دقائق فقط، طلب منها فيها أن يلتقيا بعد ثلاثة أيام بعد انتهاء المحاضرة مباشرة في مقصف الكلية، انتظرت (تالين) هذا اليوم بفرحة شديدة، وخائفة من أن يكون الكثيرون حوله في ذاك اليوم، خصوصاً صديقه (صلاح) الذي دائماً ما كان يرافقها بعد انتهاء المحاضرات، وكثر جلوسهما معاً خلال فترة الامتحانات التي أنقضت، وكانت تفعل ذلك على أمل منها أن يرافقهما (عبد الرحيم) بجانب أن (صلاح) كان من أطيب الناس الذين عرفتهم في حياتها، وكان ودوداً محبوباً، وخافت من مرافقته لها عند ذلك اليوم ولن تستطيع صده، واستعدت (تالين) بكامل أناقتها في صباح ذلك اليوم لملاقاة (عبد الرحيم).
    بعد انتهاء المحاضرة اتجهت (تالين) مسرعة إلى مقصف الكلية قبل أن يوقفها صوت (رشا) التي ظهرت أخيراً، سلمت عليها وهي تفكر في التملص منها بالرغم من شوقها الشديد إليها،
    فقالت لها: " تعلمين حبيبتي (رشا) كم أشتاقك واحتاج لمجالستك، لكني مضطرة لتركك
    لساعات، هل ألتقيك في السكن بعد فترة أم تحتاجِ للذهاب لغرفتنا في الحال؟
    ردت (رشا) مبتهجة: " بلى عزيزتي نلتقي في غرفتنا عند الساعة الخامسة والنصف، فقد
    ذهبت إلى السكن وتركت أشيائي بغرفة صديقات لي، أما الآن فأنا على موعد وكنت
    أود لو تذهبين معي إذا لم يكن لديك شيء؟"
    ضحكت (تالين) وهي تقول: " لا تضيعي وقتك أبداً يا (رشا)، متى وصلت؟ ومتى حددت
    مواعيدك اليوم بهذه السرعة؟"
    (رشا) ضاحكة: " عزيزتي مواعيدي محددة قبل أن أصل لمطار السودان، المهم أين
    ستذهبين؟ هل أنت على موعد ؟ هل هو (عمر)؟ أم (عبد الرحيم)؟
    أحست (تالين) بخجل شديد من صراحة (رشا) ولم تستطع أن تجيبها خصوصاً بعد أن ذكرت لها اسم (عبد الرحيم)..
    فواصلت (رشا) قائلة : " صمتك هذا يعني أن الإجابة هو (عبد الرحيم) كما أخمن، أليس
    كذلك؟ عموماً عزيزتي يمكنك أن تحضريه معك لنتناول غداءنا سوية في مكاننا
    المفضل، تعلمين أين هو؟ اتفقنا ؟
    ردت (تالين) بخجل : " سنرى أن كان (عبد الرحيم) سيوافق، بصراحة لأنني لا أستطع أن
    أطلب منه ذلك، خصوصاً هذه هي المرة الأولى التي أحس أننا نتواعد لأسباب أخرى
    غير الدراسة، لكنني سأحاول إذا واتتني الفرصة ".
    ودعتها (رشا) بكل حماس متمنية لها التوفيق بموعدها الأول، وهي تسخر من خجلها الشديد في التصريح عن موعدها الأول.
    توجهت (تالين) إلى المقصف، وعندما رأت (عبد الرحيم) يجلس وحيداً بعيداً عن الناس لم تصدق نفسها، وأحست أن أرجلها تتخبط ببعضها عندما تمشي، ولا تقوى على التنفس من فرط الانفعال والخوف الذي لا تدري سببه.
    وقف (عبد الرحيم) ليحي (تالين) وعلى وجهه ابتسامته المميزة التي كثيراً ما أثارت أشجانها وأفراحها، ثم قبل أن يجلسا..
    قال لها (عبد الرحيم): " أود يا عزيزتي لو نجلس خارج هذه المنطقة، بعيداً عن الجميع،
    لنذهب إلى أي كلية أخرى"
    وافقت (تالين) على اقتراحه ورافقته إلى حيث أختار.
    وبعد أن جلسا حكي لها (عبد الرحيم) عن حياته وعن مشاكله الخاصة في بيته، وعن أخوانه وأخواته، وأوضاعهما الأسرية، وكانا يغيرا المكان كلما واجهتهما أشعة الشمس، وكانت (تالين) سعيدة جداً وأحست أن (عبد الرحيم) صفح عنها ونسي تصرفها معه في أيامهما الأولى، الذي ظل يؤنبها عليه لسنتين، وسيبدأ معها صفحة جديدة، طال جلوسهما لساعات طويلة جداً، ومر بهما كثير من الأصدقاء، تتذكر (تالين) آخرهم الذي لمحته من على البعد وهو (عمر)، لكنها كانت سعيدة بوجودها معه، ولم تتردد في أن تحكي له عن حياتها وعن المستجدات بها، لكنها خافت أن تحكي عن شوقها أو عن معاناتها لبعده عنها وخصوصاً ما سببه غيابه من إهمال لدروسها وتراجع في مستواها الأكاديمي.
                  

10-30-2005, 06:29 PM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة الرابعة عشر (Re: Hozy)

    العزيز عادل امين

    Quote: الاخت هوزي
    تحي طيبة
    العرض ممتع ونتمنى لو يضيف له احد موسيقى تصويرية شاعرية كده..عشان يكون امتع


    تسلم للمرور والمتابعة

    وانا بحاول البي ليك طلبك ده انشاء الله

    تحياتي لك
                  

10-30-2005, 06:34 PM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة الرابعة عشر (Re: Hozy)

    العزيز عادل امين

    Quote: الاخت هوزي
    تحي طيبة
    العرض ممتع ونتمنى لو يضيف له احد موسيقى تصويرية شاعرية كده..عشان يكون امتع


    تسلم للمرور والمتابعة

    وانا بحاول البي ليك طلبك ده انشاء الله

    تحياتي لك
                  

10-30-2005, 06:46 PM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة الرابعة عشر (Re: Hozy)

    العزيز عمار

    Quote: Salamat Hozy,

    Awal 7aga ya siti ma3lish al da'7a 3alik kida toooooosh bidoon i7im wala dastor,,bas kan la boda ini aresil laik alemail da wo inshallah yakoon sa7 ma akoon katbta al3inwan galat,,
    ma3ak wa7id min al nas al modawmeeeeeen 3ala sudaneseonline ,,,gaytoo al7amdoo lliahi,,,almohim ya siti al dayr agolo laik bay algad kida raheeeeeeeeeba fi al MOsalsal bita3 al ( gameeela wa almagror) wo lakin al 7alga al 11 di sha7tafteeeeeeeni feeeeeeeeha sha7tafa kida mobalag feeeeha,,da alsabab al'7alani aresil laik al email wo inshallah ma nakoon 3amlna laik iz3ag la sama7 allah....
    bas yakhi pleeeeeeeeeeeeeeease timi laina algozo albagy min al mosalsal wo thaaaaanks alot again and again,,,,

    Note:
    agool laik 7aga ana zati inta'7rgta min handasa alkhartoum wo alkalam da ma ba3eeed wo gisas zi di shoftaha kateer bas al 7aga al dayr a3rifa ino ( the other part how is she thinks? ,,,,i had many friends passed through the same story but it is cool and great really............

    Salam and
    With my best Regards and wishs for you,,

    /Ammar


    تسلم لرسالتك الجميلة
    وأكيد مافي ازعاج وسعيدة جداً واتشرفت جدا برسالتك رغم أنها جات متأخرة جداً باين
    يعني الحلقات بعد الحلقة 11 الشحتفتك دي نزلت خلاص
    وياسيدي ده جزء بسيط من تفكير بعض من الجزء الثاني وهم (البنات في الجامعة)

    وأكيد في علاقات كثيرة وناجحة في الجامعة وتوجت بالزواج

    وانا كمان اتخرجت من اسكول الخرطوم
    وسعيدة بك
    والف شكر لك
    وتحياتي
    Keep readin My Story and Sudaneseonline as well.. Many Many Thanx..
                  

10-30-2005, 06:25 PM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة الخامسة عشر (Re: Hozy)

    الحلقة الخامسة عشر:


    لم تستطع (تالين) مصارحة (عبد الرحيم) عن ما يدور بخلدها، وتركت له قيادة زمام الأمور، ولا تدري ما يدور بخلده هو الآن، ولماذا قرر فجأة أن يجلس معها، ويتودد لها، و بعد أن مرت أربعة ساعات على الأقل على جلوسهما، مر بهما (عمر) وحياهما ومضى مسرعاً، وأحست (تالين) أن مروره للمرة الثانية إنما هو لفت نظر لها، وبينما شردت قليلاً بفكرها من تصرف (عمر) قاطعها (عبد الرحيم) قائلاً : " هل عطلتك عن أي شيء أو أي موعد، هل تدرين أننا
    نجلس هنا قرابة الخمس ساعات؟"
    رد (تالين) بخجل : " لا لم تعطلني عن شيء، وأنت تعلم أن لا شيء لدينا في بداية السنة.."
    صمتت (تالين) وهي تفكر ب (رشا) وأنها ربما أحتاجت لمفتاح الغرفة إذا ودت العودة للسكن خصوصاً أن الشمس أوشكت على الغروب، وجلوسهما قد طال كثيراً.
    وقطع صمتها مرة أخرى صوت (عبد الرحيم) وهو يقول: " أحسست بالراحة عندما صارحتك
    بما يعتريني من مشاكل أسرية، وأسرار لا استطع البوح بها لأي كائن كان، لكنني
    وجدت فيك الصديق الصدوق الذي أحتاجه، وأحسستك أكثر من أخت لي !.."
    ذهلت (تالين) من هذه الكلمة الأخيرة التي كانت كالسيف مزق صدرها وذبح روحها، وانتابتها "هيستريا" الضحك، وقالت له : " بعد كل هذه الجلسة الطويلة تقول لي أختك"
    وانفجرت ضاحكة وضحك معها (عبد الرحيم) بصوت عالٍ..
    ثم أكملت (تالين) بضحكتها الهستيرية والدموع تنزل منها لاختلاط ضحكها مع حزنها والغصة بحلقها وكأنما تحدث نفسها: " كل هذا ويقول لي أخته، وكما يقولون ((تتخلخل ضروسك))"

    ثم ضحكا وتأهبا للقيام من جلستهما الطويلة وحاول (عبد الرحيم) أن يزيل التوتر الذي خلقه من بعد جملته الأخيرة، ولكن دون فائدة.
    وعادت (تالين) إلى غرفتها ومكثت فيها وحيدة وحزينة والدموع في عينيها، إلى أن عادت إليها (رشا)، ولم تستطع وقتها أن تحكي لها سبب ألمها.
    قررت (تالين) أن تحاول نسيان (عبد الرحيم) وأن تتعامل معه كزميل لها فقط، وأن تحاول التركيز في دروسها فقط، وان تكتم ألمها ومعاناتها، وحاولت أن تتحاشى ملاقاته في الكلية، وساعدها حضوره الضعيف، لكنها لم تستطع أن تقاطع أصدقاءه أو الجلوس معهم، لأنها كانت تحن إليه من وقت لآخر، ويغلبها الشوق لرؤيته وكثيراً ما تحلم بمقدمه أثناء جلوسها بينهم، أما هم فكانوا يسعدون بها كثيراً وبأن جميلة الجميلات في الكلية ترافقهم أو تجالسهم.
    أصبحت (تالين) تقضي معظم وقتها مع صديقتها (أمل) وأحياناً تنضم إليهما (رشا) التي أصبحت في شغل دائم بسبب حبيبها ومواعدته للتخطيط للزواج قريباً، وكثيراً ما يكون حبيبها الساخر معها، الذي ينتقد ويسخر من كل شيء، وتخاف (تالين) منه لأنه كثيراً ما سألها عن (عبد الرحيم) وسخر منها، أما إذا أنضم إليهم (عمر)، أصبحت هي و (عمر) مصدراً لتسليته وسخريته.
    عندما اقتربت السنة الدراسية للنهاية، حاولت (تالين) التركيز في دراستها، وكانت تشجع (رشا) على الدراسة وتساعدها عليها، وكذلك صديقتهما (أمل) التي انضمت للسكن معهما في نهاية السنة، كما عرض عليهن (عمر) المساعدة، لكنهن وجدن أنه يحتاج لوقته أكثر منهن، لأنها سنته الأخيرة في الجامعة، ويجب عليه التخرج منها بنتيجة ممتازة.
    توقف (عمر) تماماً عن رؤية كل صديقاته القدامى، بل أغلب وقته كان يقضيه معهن، ولديه عدد قليل من الأصدقاء الرجال المقربين الذين تعودوا أن يبحثوا عنه عندهن، وكثيراً ما يجلسون معهن، كانت (تالين) سعيدة بصداقاتها مع كل هؤلاء حتى أصدقاء (عبد الرحيم) وخصوصاً (صلاح) وبقية العقد الفريد، وبدأت تستمتع بصحبة الجميع، وباهتمام (عمر) الزائد الذي لم يوقفه سخرية أصدقائه منه، ولا يخجل من أظهار مشاعره واهتمامه بها أمام الجميع، على قدر ما يجعل جلّ همه رضاها، وكان يرضي هذا أحياناً بعض من غرورها، بمحبة هذا الوسيم لها التي يشهد بها الجميع ويلاحظونها، وتسمع كثيراً من التعليقات بسببها.
    أما (عبد الرحيم) فلم تعد تراه كثيراً، وبالرغم مما بدر منه إلا أنها كثيراً ما حاولت أن تجدد مبرراً لجملته الأليمة تلك، وأنه ربما لم يقصدها أو بقصد الدعابة أو أسباباً واهية كانت تنسجها لتطمئن نفسها وتريح بالها، وتستمر بالتفكير به، وأنه سيصارحها بحبه في يوم من الأيام.
    وفي أحدى الأيام قررن وصديقاتها الحضور إلى الجامعة مساءً للدراسة والتحضير، وكان لدى (عمر) علم بالأمر فبقي في انتظارهن، ثم جلس معهن بأحد الأماكن المخصصة للدراسة والشرح في مجموعات، وبينما كن مندمجات في إحدى المسائل، كان هو مشغولاً بالكتابة، فقالت له (أمل) وهي تشاكسه : " ماذا تكتب؟ هل هو خطاب غرامي؟"
    فضحك (عمر) وكتب على رأس الورقة التي يخط بها وبخط عريض عنوان ( رسالة غرامية)، ثم كتب فيها كلمات مكررة مثل : ( حب ،...، غرام، .....)، وبعد أن ضحك الجميع بما يفعله..
    قالت لهم (تالين) : " أحب أن أذهب إلى المكتبة فهي أكثر هدوءً لأنني لا استطع التركيز في
    هذا الضوضاء، فاسمحوا لي"
    فردت عليها (أمل): " وأنا أيضا سأذهب معك، لأن (عمر) سيغادر لمنزله و (رشا) سيأتي
    حبيبها بعد قليل ولا أود أن أضيع وقتي بسببهما"
    فضحكوا جميعاً وغادروا المكان مع بعضهم ليتفرقوا بعد ذلك، وفي الطريق تقدم (عمر) من (تالين) وخبأ تلك الورقة داخل كراسة كانت تحملها بيدها، ثم ودعهن وغادر مسرعاً.
    فقالت لها (رشا): " ما هذا ؟ أهي نفس الرسالة التي كان يكتبها هناك؟ أريني إياها"
    وانتزعت منها الكراسة وأفردت الورقة التي بداخلها وقرأتها بصوت عالٍ، كان (عمر) قد كتب أبياتاً جميلة في آخر الورقة، تحمل الكثير في معناها، فسعدن بها وبرقة الشاب الوسيم (عمر).
    لكن (تالين) لم تسعد من أن يتعلق بها (عمر) دون فائدة كما هو حالها الآن، ولم يكن عذابه يرضيها، لكن اهتمامه بها يفعل أحياناً عندما تحتاجه، ولا تدري كيف تتصرف بهكذا حال..

    (عدل بواسطة Hozy on 10-30-2005, 06:51 PM)

                  

10-31-2005, 05:03 AM

بلدى يا حبوب
<aبلدى يا حبوب
تاريخ التسجيل: 05-29-2003
مجموع المشاركات: 9833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    هوزى
    يا للجمال وتوالى الحلقات واريحية التتابع وانتظام الافكار وتلاقح الحب والغيرة وكان الناتج روعة حتى الثمالة

    Quote: وكما يقولون ((تتخلخل ضروسك))"

    وهنا مطلوب من المخرج ان يقول stop حتى تعود تالين الى التصوير
    حقيقة اندحت مع تلكم الحلقات وعندما الامس الكى برود لاعلق تجذبنى الحلقة الاخرى واصبح متازع ما بين مسبحة الحروف والفية الجمال وها انا فى صومعة الجميلة المغرور
    منتظرك
    تحياتى
                  

11-10-2005, 10:37 AM

zico
<azico
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: بلدى يا حبوب)

    يا شباب العايز باقي المسلسل
    انا ممكن اديهو ليهو
    بس الدفع بالجنيه السوداني
                  

11-10-2005, 07:38 PM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: بلدى يا حبوب)

    بلدي يا حبوب الحبوب

    تسلم والله على الإشادة
    ومعليش للتأخير
    ظروف العيد وكده
    اها لقيت لينا مخرج ولا لسه؟؟؟!!
    !
                  

11-10-2005, 11:07 AM

بلدى يا حبوب
<aبلدى يا حبوب
تاريخ التسجيل: 05-29-2003
مجموع المشاركات: 9833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    زيكو
    كل سنة وانت طيب
    بقية المسلسل حصريا لشركة هوزان للانتاج الفنى انا الوكيل
    تحياتى
                  

11-13-2005, 02:26 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: بلدى يا حبوب)

    Quote: زيكو
    كل سنة وانت طيب
    بقية المسلسل حصريا لشركة هوزان للانتاج الفنى انا الوكيل
    تحياتى


    يا الحبوب
    وريه انه المسلسل مش حصريا على الشركة
    لكن كمان في مسائلات قانونية
    وعقوبات مشددة لأي تجاوزات

                  

11-10-2005, 06:50 PM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة السادسة عشر ... (Re: Hozy)

    الحلقة السادسة عشر

    رغم صراعها مع نفسها وألمها من تجاهل (عبد الرحيم) فلم تحس في يوم بندم يبدو عليه من تلك الكلمة التي تفوه بها، فكانت إذا ألتقته على فترات متباعدة، لا تحسه يعاملها بلطف أو يتودد إليها بأي طريقة من الطرق، بل تحسه يتجاهلها تماماً كما تحاول هي أن تتصنع وتمثل أنها تتجاهله، ولكن في صدرها الكثير له،
    وبدأت تعتقد أنه لربما يعتبرها الآن حقاً كأخت له ليس إلا، لكن شيئاً ما بقي في عينيه يشعلها حباً وشوقاً إليه.
    فقررت (تالين) أن تدوس على قلبها وتنسى هذا المغرور الذي أصبح يعذبها سنيناً لأجل أنها تريثت قليلاً في علاقتها به في البداية قبل ثلاثة أعوام، وحاولت ألا تجالس أصدقائه كثيراً كي لا تصادفه، وجربت أن تنساه بأكثر من طريقة وأن تعيش حياتها دون أن يرسم خطوطها، وهكذا مر عامها الثالث في صراع ونزاع بين قلبها وعقلها.
    أما (عمر) ظل يحاول مرافقتها طوال العام ويلح عليه بأحاسيسه الكثيفة التي تتجاوز عنوان الصداقة، وكثيراً ما تتجاهل اهتمامه الزائد بها، ومحاولته الإيحاء لها من وراء الكلمات بأنها حلم حياته وسعادته في دنيته، وعندما شارف العام الدراسي على الأنتهاء و (عمر) على حافة التخرج من الجامعة، وبينما كانوا كعادتهم يجتمعون في قاعة للدراسة قبيل وقت الإمتحانات بقليل،
    طلب منها (عمر) الخروج معه لشرب فنجان من القهوة من إحدى السيدات بكلية أخرى كانت يستهوي (تالين) الذهاب إليها وألح في طلبه، فرافقته (تالين) على مضض، وفي الطريق ألتقيا بصديقته الأخيرة، التي كثيراً ما يشبهها بها في بعض الملامح، فنادته صديقته تلك بإلحاح فأضطر أن يستأذن ليلبي طلبها، وركض إليها مسرعاً وحاولت (تالين) في تلك الفترة أن تشغل نفسها بكتاب في يدها، ثم عاد إليها وهو يركض مسرعاً بعد دقائق قليلة جداً،
    فإبتسمت (تالين) وهي تقول ساخرة: " عجيب أمرك، لماذا تصر أن
    تتجاهل حبيبتك تلك أمامي؟"
    فرد عليها (عمر) مستغرباً سؤالها : " ماذا تقولين (تالين) هل جننت؟
    كيف لها أن تكون حبيبتي؟"
    فردت (تالين) بفتور : " وما العيب أو العجب من أن تكون تلك الفتاة
    هي حبيبتك ؟"
    رد (عمر) بعد صمت طويل وتردد : " ألا تعلمين (تالين) من هي
    حبيبتي طوال تلك السنين؟ التي أخاف مني عليها، وأغار عليها حتى من
    النسيم إذا مر يداعب خديها، ألا تتنفسين هذا الهواء الذي يأتيك مشبعاً
    بشوقي إليك وحناني اللا محدود"
    ثم واصل بصوت رخيم : " أيخفى عليك أن (تالين) وحدها حبيبتي على
    مر السنين، وما طلبت من ربي غيرها، وما حلمت بغير سماءها والدفء من
    همس شفاها تناجيني الحنين؟
    أكمل جملته الأخيرة تلك بصوت مضطرب من شدة التوتر، أما (تالين) فكانت تجلس قباله ووجهها للأرض وأوصالها ترتعد من فرط الانفعال من حديث (عمر)، ودت لو أنشقت الأرض وأبتلعتها قبل أن يتسنى له التصريح لها بخباياه التي أثرت في قلبها أيما تأثير، وأرتعشت منها أوصالها وكل جسمها..
    وأكمل (عمر) حديثه لها بصعوبة واضحة: " أنتظرت كثيراً أن أبوح لكي
    حبي، وعشقي وجنوني للتراب الذي تدوسه قدماك، لو تدري كم أحبك وكم
    تعني لي!! وكم أتشرف وأزداد شرفاً إذا أرتبطتي بي وجعلتي مصيرك من
    مصيري، ستكون لكي فرصة كاملة للرد إلى أن تنتهي فترة الإمتحانات لأنه معها
    تنتهي أقامتي في الجامعة، وأتمنى ألا أعكر عليك صفو دراستك، لا تتعجلِ في
    الأمر ولا تتأخري في ردك"
    وبعد فترة صمت أخرى طويلة،،
    قالت (تالين) بصوت مرتجف: " هل سؤالي عن صديقتك هو سبب كل هذا البوح؟ أقصد إن لم أسألك عنها.."
    قاطعها (عمر) قائلاً : " لا عزيزتي لا ، فأنت تعلمين تماماً كم أهواك يا
    وجه القمر، وكم أشقى دونك!!، ما كنت أفوت أن ينتهي هذا العام دون إخبارك
    بالأمر، لو لم أود أن أنتهز هذه الفرصة ما أنتهزتها، ماذا عزيزتي، لقد قضيت كل
    سنيني هذه أخاف أن أصارحك فأفقدك وترفضينني، أخبريني الآن هل تودين
    أن أسحب طرحي هذا؟ "
    صمتت (تالين) فترة طويلة جداً، غير خلالها (عمر) مكانه أكثر من خمس مرات، ثم تمتمت بعدها بصوت منخفض: " قلت منذ البداية أن لي فرصة التفكير
    إلى نهاية الإمتحانات، لماذا لا تسلبني هذه الفرصة الآن"..
    قال (عمر) في إبتهاج واضح : " الحمد لله، خفت أن تقتلتيني برفضك
    الآن، فالله وحده يعلم ما كان سيحدث لي، إذاً فلنذهب الآن وسأنتظر ردك
    على أحر من الجمر يا حب حياتي وأملي القادم، وكل أمل بأن ترضين بي زوجاً
    وحبيباً مخلصاً لك على أبد الدهر".
                  

11-12-2005, 09:10 AM

بلدى يا حبوب
<aبلدى يا حبوب
تاريخ التسجيل: 05-29-2003
مجموع المشاركات: 9833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    هوزى
    كل سنة وانت طيبة
    ومع تالين فاض شوقنا انتظارا لبقية الحلقات
    فاعبرى بنا جسر الحروف لنترمى فى حضن الكلام الجميل والسرد البديع
    اهلن بك
    وما زال المسلسل حصريا على شركة هوزان الفنية
    تحياتى
                  

11-13-2005, 02:30 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: بلدى يا حبوب)

    تسلم يا حبوب على متابعتك

    وكلامك الجميل ضاف طعم خاص

    والتشجيع

    تشكر شديييييييد

    وكل المتابعين من داخل البورد وخارجه على وجه الأخص
    وكل من بعث لي ايميل
    وشكر خاص لعمار
    وتسلم على المتابعة دي

    تحياتي
                  

11-13-2005, 02:56 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة السابعة عشر ،،، مهداة ( لنونة) (Re: Hozy)

    الحلقة السابعة عشر (مهداة لنونة)


    بعد أن أنتهت فترة إمتحانات اخر العام، وبعد أن حاولت (تالين) المواصلة على الإجتهاد والمثابرة، لكنها لم تنسى تلك الليلة التي صارحها (عمر) بحبه لها والرعشة التي أنتابتها، وخوفها من كسر قلب صديقها ورفيقها، فموقفها غاية في التعقيد، لكن قلبها ليس بيدها، رغم أنها تكن له الود الكثير، لكنها لا تستطع أن تقدم له أكثر من ذلك، خصوصاً أنه لم يكن في يوم فارس لأحلامها، ولم تحس بأن شخصيته تناسبها تماماً.
    أستيقظت (تالين) باكراً بعد يومين من أنتهاء آخر إمتحان، وأستعدت بكامل أناقتها وخرجت إلى الشارع وفي عقلها قرار واحد أعتزمت على القيام به، بالرغم من عدم تيقنها من صحته، وكانت تفكر بعد أن أستقلت تاكسياً للوصول إلى مبتغاها، أنه بما أنها حاولت بشتى السبل ان تستعيد فارسها إلي كنفها ولم تفلح سيكون هذا اخر باب تطرقه في هذا الموضوع.
    نزلت (تالين) بعد أن دفعت أجرة التاكسي أمام بوابة الشركة التي يعمل بها (عبد الرحيم)، وكان قد أعلمها فيما مضى بموقع الشركة بعد أن طلب منها أن تفكر في العمل معهم بجدية، لكن صعب عليها ذلك.
    اجتازت (تالين) البوابة وذهبت مباشرة إلى عند موظفة الإستقبال وبعد أن حيتها سألتها عن مكان (عبد الرحيم)، فطلبت منها موظفة الاستقبال الجلوس قليلاً لحين أن تجده لأنه ليس بمكتبه الآن.
    وبعد لحظات قليلة قالت لها فتاة الإستقبال : " سيكون السيد (عبد الرحيم) داخل مكتبه بعد دقائق، يمكنك الإنتظار داخل مكتبه الأول على اليمين"
    ثم أشارت الفتاة بيديها لأتجاه مكتب (عبد الرحيم).
    دخلت (تالين) وكان الباب مفتوحاً، ووجدت المكان فسيحاً يجلس أحدهم وراء الكمبيوتر الذي على المكتب ووراءه تفق فتاة وفتى يستمعون لحديثه، حيتهما (تالين) معتذرة عن المقاطعة، فردوا عليها بلطف شديد مع دهشة وأعجاب وأضحان من حسن وجمال (تالين) اللافت وطلب منها الشخص الجالس أن تتفضل بالجلوس وأشار لمقعد أمام طاولة المكتب.

    جلست (تالين) وهي تجول بنظرها وتتفحص في أنحاء غرفة المكتب وبدأ التوتر ينتابها وخافت أن يتأخر (عبد الرحيم) عن الحضور، ومر الوقت حثيثاً بها قبل أن تسمع صوت ووقع أقدام (عبد الرحيم) وهو يقول لها بصوت عال لا يخلو من مرحه المعتاد: " لا أكاد أصدق عيني، ما هذا (تالين) بشحمها ولحمها تشرف مكتبي !! هل هذا وهم أم حقيقة ؟؟"
    ثم حياها بحرارة شديدة، وهو يضحك تارة ويثرثر بخفة دم مطلقة.
    قالت (تالين) بمرح بعد أن أزال ترحيبه توترها : " الآن فقط فهمت لما هجرت الكلية والدراسة، هذا المكتب أختصر عليك طريقك كثيراً كما أرى، لم تعد بحاجة الآن لشيء وأكتفيت بالجنيهات التي تهل عليك كل شهر"
    ضحك من تعليقها كل الموجودين، الذين انسحبوا بعد برهة الواحد تلو الآخر، وكان (عبد الرحيم) قد سحب مقعداً وجلس قبالها.
    وقال(عبد الرحيم) بصوت رخيم وهو يتفرس في وجهها: " لم أتوقع أن أراك بهذه السرعة فقد كنت على بالي منذ لحظات فقط"
    قالت (تالين) وهي تحاول الإستخفاف : " لم أعتقد أننا يمكن أن نكون على بالك، أو أنك تذكرنا أصلاً، فقد مر أكثر من شهر منذ أن رأيتك آخر مرة."
    رد عليها (عبد الرحيم) والابتسامة لا تفارق شفتيه: " بلى، فقد أنشغلت كثيراً فلدي الكثير لأنجزه من أعمال بعد أن تفرغت تماماً قبلها للإمتحانات ، دعينا من هذا الآن فأنا لا أكاد أصدق نفسي أنك أخيراً قد تعطفتي علي بزيارة، تمنيتها كثيراً وحلمت بها، وكم كنت أشتاق إليك عزيزتي، لذا لا أكاد أستوعبها إلى الآن"
    أبتسمت (تالين) في خجل واضح وهي تقول : " هذا لا يمنع أنك أنت من أختار الإبتعاد، وأنت هو من يقصر في الحضور، وهذا بالتالي ينفي تماماً أي شوق إلينا".
    قاطعها (عبد الرحيم) بشدة وقال : " شوقي الشديد إليك لا يستطع أحد في الكون إنكاره ولا مع نفسي، لأنه شيء فوق التصور، لكن عزيزتي ظروف العمل هي العائق الوحيد لدي"
    صمتت (تالين) لبرهة وهي تحاول إيجاد طريقة لتسرد عليه قصتها فتحرك فيه حس الغيرة وتحرك مشاعره النائمة من فترة، ويستوعب أنها لن تكون على الدوام في إنتظاره وملكه دون أن يحرك ساكناً، ليس له أن يحتفظ بها دون أن يملك الشجاعة لذلك، وبينما هي غارقة في أفكارها،
    قاطعها صوت (عبد الرحيم) وهو يسألها : " (تالين) ماذا بك عزيزتي، هل هناك خطب ما؟ أحسست أن لديك شيء تودين أخباري به، أم أني مخطيء؟"
    فهزت (تالين) رأسها دلالة على النفي، وتصر على ألا شيء مهم.
    فأكمل (عبد الرحيم) : " لماذا لا تحكي لي عن نفسك، أتمنى حقاً أن أسمع أخبارك عزيزتي، وأسمع صوتك "
    فإبتسمت (تالين) ابتسامة مقتضبة وقالت : " حسناً، كل الأمور على خير ما يرام، كل يوم يشابه أمسه لا ليس هناك بالفرق الكبير.."
    وأستفاضت (تالين) في حديثها وهي تحاول أن تجد مدخلاً بين الحديث لتقذف بالخبر الصاعقة، وفي نفسها أحساس مرير بأنها تطرق أكثر الأبواب سخافةً وإختارت الشيء الأكثر إحراجاً لها وكأنها تقايض على بضاعة في مزاد للمشتريات، كيف لها أن تستغل حب (عمر) لها في النيل من (عبد الرحيم)؟!! ومن أين لها أن تضمن أن (عبد الرحيم) سيحرك ساكناً إذا علم بأن هناك من يطرق بابها، ولما غاب عنه في الأصل أنها جميلة وودودة والكثيرون يطلبون ودها ويتمنون قربها؟ وبالرغم من ذلك لم يهتم وتوانى في التودد إليها أو طلب الإرتباط بها، رغم أنها متأكدة تماماً أنه في داخله يحبها وحدها، وتحدثها عيناه بذلك.. وفجأة وجدتها نفسها رمت له ذاك الخبر من خلال ثرثرتها عن حياتها، ثم صمتت..
    فأطرق عينيه ثم قال بعد صمت : " ماذا يفترض أن يكون رأي؟ أنتِ واعية بما يكفي لتتخذي قرارتك دون توجيه من أحد، وأنا في اعتقادي أن الإرتباط من هذا النوع يأتي من قناعة الشخص نفسه، وليس حسب رأي المحيطين به، فأنت من سيرتبط لذا يجب عليك التفكير جيداً وأتخاذ القرار عن قناعة.."
    قاطعته (تالين) بعصبية واضحة : " أعلم أن القرار بيدي وحدي، لكني طلبت أستشارتك كصديق لي، وليس هناك ضير في ذلك.."
    فرد (عبد الرحيم) بنفس الحدة : " هل لديك مانع أن نذهب إلى المقهى قرب الشركة، فهناك سيكون المكان هاديء أكثر، ويمكننا أن نناقش أمورنا فيه بحرية أكبر"
    وافقت (تالين) وهي تفكر أن هذه هي المرة الأولى التي تخرج برفقة شاب في مكان عام، وسيكون لها شرف صحبة (عبد الرحيم) ، ولم تحس بالخجل أو الخطأ من الخروج معه وحدهما والجلوس في مكان عام، وترافقا في صمت مطبق إلى أن وصلا إلى المقهى الذي سرعان ما أكتظ بالزبائن وأصبح المكان مزدحماً جداً..
    لكنهما لم يهتما بعد أن علا صوتهما وأختلطت بأصوات الزبائن الأخرى بعد أن بدأ (عبد الرحيم) فجأة في لومها ووجه إليها سيل من الإتهامات الفظيعة التي لم تتحملها (تالين)، عندما أخبرها أن صديقه ورفيق دربه (صلاح) واقع في هواها وقد صارحه بذلك وسيخبرها قريباً وبعد حديثه معه بيومين جاءه صديق مقرب منه آخر، ليطلعه على سره بأنه أحب (تالين)، وأن صديقاه الأثنان معاً يحسان أنها تبادلهما المشاعر وتحبهما..
    جنّ جنون (تالين) من كلامه فعلا صوتها مع صوته، وهي تقول له : " من هم هؤلاء ؟ ومن أنت لتتهمنى في سلوكي؟ وكيف لك أن تظن بي الظنون وتشك أنني يمكن أن أكون من نوع الفتيات التي تتلاعب بالفتيان دون أكتراث لأعراف أو تقاليد؟ كأنه قد فاتها أن يوجهها أحدهم من أب أو أم، لا أسمح لك أو لأي شخص بأتهامي أو الطعن في سلوكياتي .. "
    وحاولت (تالين) أن تستجمع كل قواها كي لا تفر الدموع من عينيها، من الأضطراب الذي شمل كل جسدها، والأنفلات قد تملك أعصابها..
    فقال لها (عبد الرحيم) محاولاً أن يخفف من حدة غضبها : " لا أنكر عليك أنني فكرت في هذا أيضاً فمن هم كي تسعي خلفهم، وأنا أعلم تمام العلم أنهم ليسوا من تستحقين أو تصبين، لكنهم رأوا منك ما تمنوا، فبالتالي اللوم عليهم وحدهم"
    فقالت (تالين) بعد أن أذهب حديثه عقلها وقلبها : " أسمعني جيداً (عبد الرحيم) فلتخبرهم أنت أو أخبرهم أنا أنهم لم ولن يكونوا بالنسبة لي غير أصدقاء وزملاء لا غير، ولكن يبدو أن مفهوم الصداقة من الصعب جداً أن يتحقق بكمالية بين الرجل والمرأة، لذا فسأكتفي معهم من الآن بمفهوم زملاء فقط، بما أنهم عاملونني وفي بالهم أشياء أخرى لم ألحظها، والحب الذي أبادلهم أياه لا أنكره لكن كأخوة أو أصدقاء ليس أكثر من ذلك، ولا يمكن أن يكون، فأرجو منك أن تفهمهم ما أستعصى عليهم وعليك فهمه في البداية، ومؤسف حقاً هذه المفاهيم المغلوطة أن تكون بيننا.."
    فقاطعها (عبد الرحيم) : " بالتأكيد سوف أحاول أخبارهم وإيصال المعنى لهم فلا تهتمِ بذلك"
    فردت (تالين) بحدة : " أستأذنك الآن لأنني مضطرة أن أغادر لأستعد للسفر غداً صباحاً إنشاء الله"
    وأنسحبت (تالين) بسرعة لكنه أصر على اللحاق بها وأوقف لها تاكسياً لإيصالها، لكنها غادرته وهي محملة بأكبر خيبة أمل فيه وفي أصدقائها الذين كانوا سبباً بزيادة جرحها و مسافات شاسعة بينها وبين من كان حبيبها وحلم حياته.
    ما أن جلست (تالين) في المقعد الخلفي من سيارة الأجرة حتى خارت كل قواها، وأنهارت أعصابها وبدأت دموعها تنهمر بقوة على خديها، وبعد أن قطعا مسافة صغيرة علا صوت نحيبها مما أفقد السائق أعصابه فسألها بلطف إذا ما كان قد توفي شخص عزيز عليها، فاجأبت (تالين) من بين دموعها : " بلى، توفي شخص كان خطيبي وصديقي وفارسي، توفي ورحل عن دنيتي إلى الأبد .."
    وواصلت نحيبها القوي والحزن بركان يثور داخل صدرها
                  

11-13-2005, 03:06 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)
                  

11-14-2005, 09:34 PM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة الثامنة عشر ،،، (Re: Hozy)

    الحلقة الثامنة عشر ،،،



    وصلت (تالين) إلى منزل خالتها لتغادره في صباح اليوم التالي مسافرة إلى والديها، دخلت المنزل وذاك الحزن يتملكها، فأنزوت في غرفة وحيدة وأغلقت بابها وأطفأت أنوارها، وعندما طرقت خالتها الباب لتطمئن عليها وعلى وصولها بالسلامة، طمأنتها (تالين) من الداخل دون أن تفتح لها ووعدتها بالخروج وأنها ستكون معها بعد قليل، وحاولت جاهدة أن توقف سيل دموعها المفرطة، لكن هيهات، ودت لو أنها ترتمي في حضن خالتها الدافيء، وتصارحها بما يجيش في صدرها من حمل كبير، لا تقوى عليه وحدها، ودت لو أن أحدهم شاركها همومها وأخبرته بمعاناتها التي ظلت حبيسة صدرها سنيناً طويلة، ولا تكاد تنتهي ولا تحاول الدنيا إسعادها بالبسيط جداً الذي تمنته في حياتها، وبينما هي غارقة في ظلام أفكارها وسواد ألمها الممتد بلا نهاية، طرقت خالتها الباب مرة أخرى تستدعيها لتجيب على الهاتف وأن زميل لها يطلبها، مسحت دموعها بسرعة ولبست نظارة سوداء محاولة أخفاء الإحمرار في عينيها وخرجت من إلى مكان الهاتف ببطء شديد وخيل إليها في مشيها أن المتصل ربما كان (عبد الرحيم) وأنه أحس بخطأه ويريد الإطمئنان عليها لكنها حتماً ستزجره لا محالة، فلم يعد قلبها مفتوح له كما في الماضي، وكم يغيظها إعتداده بنفسه لأقصى الدرجات، وكم هو قاسٍ ومتحجر القلب.
    وصلت عند الهاتف ونظرت إلى السماعة الموضوعة بجانبه وترددت في رفعها وتملكها رعب شديد أن يكون المتصل حقاً هو (عبد الرحيم)،
    ثم جاء صوت خالتها من وراءها وهي تقول : " ما بك عزيزتي هذا (عمر) زميلك، ألا تودين الرد؟"
    رفعت (تالين) السماعة وهي تقول بصوت عال : " لا، سأرد بالطبع ".
    وسمعت صوت (عمر) من الطرف الثاني قائلاً : " مرحباً (تالين) لمّ تأخرتي في الرد هكذا، أنتظرت طويلاً على الهاتف؟ هل ستسافرين غداً حقاً؟ ولمّ لم تخبريني بذلك؟"
    حيته (تالين) ثم قالت : " معذرة (عمر) فقد أنشغلت كثيراً في ترتيب بعض الأمور، لذا لم أستطع ملاقاتك، وربما كنا نأتي إلى الجامعة في أوقات مختلفة.." ثم أكلمت
    " أجل ، سأسافر غداً عزيزي، وأعذرني أني لم أخبرك"
    فقال لها (عمر) : " هكذا إذاً، أليس من المفترض أن نتحدث قبل سفرك ؟ ألم يسبق أن وعدتني بهذا؟؟"
    ردت (تالين) بفتور شديد : " أسمعني جيداً يا (عمر) سأختصر عليك كل المسافات، وسأوفر عليك الجهد الكثير، فالموضوع الذي سنجلس لنناقشه، هو ردي عليك في موضوع إرتباطنا ببعضنا،،،"
    "حقاً لم أكن مقتنعة بالإرتباط بك فيما مضى، وكنت مترددة أشد التردد، وفي بالي مواقف كثيرة تجعلني أحس أننا لا نصلح أن نكون لبعضنا، لكن ما لمسته من تمسكك بي وما عانيته لأجلي، يجعل رفضي لك مستحيلاً، ويكفيني ما تكنه لي من مشاعر صادقة، وأتمنى أن أستطيع العطاء كما تفعل وأن أكون عند حسن ظنك بي كما أن تكون أنت صادقاً ومخلصاً لي، وسنعيش تلك التجربة وأتمنى أن ننجح ونستمر.. "
    ثم سكتت وأرتمت في أقرب مقعد في ذلك المكان، كأنها لا تصدق ما تفوهت به للتو، وماهذا الزيف الذي حكمت على نفسها به، وكيف تستطيع أن تنسى جروحها معه، وأنها خدعته وطلمتته عندما قبلت به، وهذا يعارض مبادءها والقيم التي تربت عليها والصراحة التي إعتادتها، كيف لها أن تعيش حياتها كذبة، لكنها عزمت على الإستمرار عزمت أن تعاقب نفسها لوهبها قلبها لمن يستحق، وعزمت أن تدمل جراح وعذاب عاشق ولهان، وتفرح قلبه بعد أن مات قلبها هي ولم تعد تهتم، فلتحاول أن تدمل جراحتها بفرحه وحبه الشديد لها، ثم أنتظرت صوته ليغفر لها و يشفي إحساسها بالذنب ويخرس صوت قلبها المكلوم.
    صمت (عمر) طويلاً ولكن علا صوت أنفاسه لتسمعه (تالين) متقطعاً محملاً بالإضطراب من شدة الإنفعال، وكأنه لم يصدق نفسه..
    وفجأة أخذ يضحك و يقهقه كأنما فقد صوابه ثم قال بفرح شديد : " لا أصدق نفسي، أود لو أصرخ بأعلى صوت ،، أحبــك تاليــن ،، أحبك أكثر من أي شخص قد أحُب في هذا الكون، وأكثر من كل مشاهير الماضي ومن سيأتي في الحاضر، أحبك (تالين) وأهوى التراب الذي تحت قدميك، أعشقك لأقصى درجة ولو كان حلال علينا أن نعبد غير الله لعبدتك أنت من شدة حبي .. "
    أبتسمت (تالين) في صمت، وأحست أنها يمكن أن تتفاعل معه لكن مع عدم المبالغة في مشاعره اجاهها، ودق قلبها بعنف شديد، وأحست أن بركاناً سيتفجر داخلها لا تدري لما.
    واصل (عمر) في بهجة وبصوت عالٍ: " لن تستطيعي تصديق ما أكنه لكِ، لكن الأيام ستبرهن شدة حبي لكِ، وهمي الأول سيكون رضاك، وإنشاء الله سأكون عند حسن ظنك بي، وأي خلاف ترينه مستعد تماماً لإزالته فوراً، فسأكون لك خاتماً في أصبعك، ولن أخسر أن أكون كذلك في أجمل يد لأجمل أنسانة في الكون أعبدها بقلبي .. "
    قاطعته (تالين) بصعوبة قائلة : " أستغفر الله، ما حكاية العبادة هذه؟ أنا لا أتمنى إلا أن نكون علاقاتنا ناجحة، ونستطيع التفاهم على كل شيء"
    فرد (عمر) : " حبيبتي (تالين) لا تطلبِ مني أن أؤجل حبي لك أكثر من هذا، لا تدرين ما يحمل لكِ قلبي، أن وصف الحب لدرجة العبادة لهو شيء بسيط، ولا أخفي عليك أني أحسه لا يكفيني ولا يرضي قلبي، أتمنى أن أسعدك حقاً (تالين)، أتمنى أن أعوضك عن أي ألم أو عناء رأيته في حياتك، وأن أمسح أي دمعة يقذفها القدر على خديك، وإنشاء الله سننجح في ذلك، فليطمئن قلبك حبيبتي ولتهدأ روحك"
    ثم سكت (عمر) فجأة وهو يسمع صوت بكاء (تالين) وأنفاسها المتقطعة، وقد أرعبه ذلك، فصرخ بها : " ما بك حبيبتي ؟ ماذا حدث؟ هل ضايقتك في شيء؟ ما بك خبريني بالله عليك؟ أسمعيني صوتك ،، لا تصمتِ ...."
    حاولت (تالين) إسكات صوت بكاءها بصعوبة بالغة، ثم حاولت الحديث لتلهي دموعها عن الفيضان، وقالت: " فلتعذرني، لأنه لم يحصل أن حدثني شخص بهذه اللهجة وعاملني بتلك الرقة، ولم يحبني شخص في يوم كما يصلني اليوم منك"
    فقال (عمر) بعد أن تنهد طويلاً : " قد أرعبتني حقاً، خفت أن يكون هناك شيء آخر، أحسست مشاعري لأنها صادقة ومن كل قلبي، وحركت مشاعرك ودموعك لأنك رقيقة و مرهفة الحس.."

    وظل (عمر) يتحدث بعدها طويلاً عن مشاعره لها، وحكى لها كيف أنه دفن حبها بقلبه كل تلك السنين، وكيف أنها دخلت قلبه من اليوم الأول الذي دخل فيه الجامعة ووقع بصره عليها، حتى أنه عشق اسمها من قائمة الاسماء المعلقة للملتحقين الجدد، وبحث عن صاحبة الاسم فوجدها هي صاحبته أيضاً، وأحس أن الله وهبها أياه، وأنه واقع في غرامها منذ الآن، وكيف أن السنة الآولى كانت صعبة عليه، لتقلب مزاجها فيها ، فكانت لأوقات كثيرة ترافقه مع صديقة أخرى وتارة تبتعد عنه لتجلس مع مجموعة أخرى، ولم يستطع أن يكسب ودها فكأنما تتعمد حرمانه من ذلك.
    وكيف مرت السنة الثانية التي أضطرت أن تعيدها وتبتعد عنه، وتنشغل بدراستها وبرفاق جدد ومختلفين، وكيف عانى هو الامرين، وحاول بطريقة صبيانية تكوين علاقات كثيرة لينساها ويزيلها عن خياله، لكنه فشل، وفي أي مرة يلحظها مارة كأنما قلبه يفر منه، ولا يستطيع السيطرة عليه، فعاش يحلم بعرش قلبها وقربها منه..
    حاولت (تالين) أن تحمله على إختصار كل تلك المكالمة الطويلة التي زادت عذابها وصحت شجونها، وأعتذرت منه أنها تعبة جداً، وعليها الإستعداد للسفر غداً صباحاً، وأنهت المكالمة التي بالرغم من كل ذلك أحست فيها قليلاً من الرضا لأنها أسعدت أنساناً جميلاً وحساساً كشخص (عمر)، وعوضت كسر قلبها بجبر قلبه، إن كان يخفيها أنها لم تكن صادقة مع نفسها، ولم تختار بقلبها، وأتخذت قرار كبير في حياتها في لحظة غضب كبير وضعف، وخافت أن تظلمه أو تخذله في منتصف الطريق.
    أتصل بها (عمر) مرات عديدة وهي مع أهلها، حتى أنها من فكرت من فرط الحرج من إتصالاته الكثيرة أن تخبر والدتها عن الأمر، لكنها فضلت أن تؤجل ذلك وطلبت منه عدم الإتصال والإنتظار لحين عودتها للسودان.
                  

11-16-2005, 06:48 PM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    خليك لي هنا حبيبو

    لحدي ما ارجع ليك
                  

11-16-2005, 07:13 PM

حسام يوسف
<aحسام يوسف
تاريخ التسجيل: 02-16-2005
مجموع المشاركات: 2210

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    بس ما تطولي في الانتظار
                  

11-17-2005, 05:53 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: حسام يوسف)



    تيب

                  

11-17-2005, 06:22 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة التاسعة عشر ،،،، (Re: Hozy)

    الحلقة التاسعة عشر ،،،



    عندما وصلت (تالين) للجامعة في أول يوم دراسي لها، كان (عمر) في إنتظارها قرب المدخل، لم تكن تدرك وقتها إن كانت تحس بشيء تجاهه بعد، وأحست بفداحة ما فعلت وأنها ربما ورطت نفسها بذاك الإرتباط، وتساءلت هل سيظل (عمر) هل هذا المنوال؟ وسيستمر في الحضور يومياً للجامعة حتى بعد أن تخرج منها؟
    إبتسمت (تالين) له عندما هرع نحوها محيياً وقال لها بصوت رقيق : " مرحبا مليكتي، أشرقت كل الأنوار الآن بقدومك وحمداً لله على سلامتك، بعد أن كاد الشوق يذهب عقولنا "
    ضحكت (تالين) بمرح وهي تقول : " هل هذه بشارة أن حياتي القادمة ستكون مليئة بالغزل والكلام الجميل؟، فلترأف بي عزيزي، فأنا لم أتعود على هكذا حال بعد"
    ضحكا وتقدما معاً إلى حيث تجمع أصدقائهما وجلسا معهم، وأنقضى يومها الأول مليئاً بالمرح الزائد، وإحساسِ جميل يتملكها كلما لاقت عيناها عيني (عمر) المحبتين لها، والمليئتان بالشوق والحنان، فأحست (تالين) أنه ربما تستطيع أن تحبه في يوماً ما.
    واظب (عمر) على الحضور إلى الجامعة يومياً دون كلل أو ملل، وكلما خرجت (تالين) وصديقاتها من محاضرة كان هو في إنتظارهن، لكنها لم تكن تدعهن يتركانها لحظة، كي لا ينفرد بها، بالرغم من أنه أصبح يتزمر تزمراً واضحاً من وجودهن معها طوال الوقت، وأحياناً أمامهن وعندما غلبته الحيلة قالها لهم بصراحة في يوم: " أسمعني جيداً وأنت يا (رشا) على وجه الخصوص، بعد أن تطورت أمورك وأصبحت لا تطيقين أن يجلس أحد معك عند حضور حبيبك، لكن أنتن الآن تتعمدّن ألا تبارحن (تالين) أكثر مما مضى، ولا أجد معها حتى فرصة دقيقة واحدة بعد ما نما إلى علمكن ما بيننا ..."
    صمتن جميعاً من هول انفعاله قبل أن ينفرجن ضاحكات : " ما هكذا تورد الأبل يا عزيزي" كان رد رشا) التي أكملت وهي تشير إلى (تالين) : " هي الآن تسمعك أسألها هل نحن من نتعمد ذلك أم هي؟ " وواصلت موجهة حديثها إلى (تالين) هذه المرة : " لماذا لا تخبريه بحقيقة الأمر وأنك لا تودين أن يجلس بمفرده معك، وأننا فريق الحراسة الخاص بك وأنت من وظفنا "
    فضحك الجميع حتى (عمر) ثم قال بجدية : " هل من الممكن الآن بعد أن وضحت الأمور أن
    تنصرفن"
    فردت (أمل) هذه المرة مشيرة بأصبعها نحو (تالين) : " هي من وظفنا وهي من يجب أن يسمح لنا بالإنصراف أو المكوث "
    فقالت (تالين) ضاحكة : " سأسمح لكن بخمسة دقائق تتنفسن فيها وتعدن إلينا"
    فقال [Red[(عمر)
    : " أي تعني بذلك خمسة ساعات "..
    فضحكا وهما يبتعدان بعد أن توعداه بأنهما سيكونان في وجهه تكتمل الدقائق مباشرة ومع نهاية الثانية الأخيرة..
    جلسا بعدها وحدهما على مقعد قرب سور الجامعة، أي مكان يبعد قليلاً عن زحمة الطلاب لكنه واضح بما يكفي لأن يراهما الجميع سواء من الداخل او من وراء ذاك السور من خارج الكلية، ومرت عليهما أكثر من ساعة ولم يظهرن صديقاتها، ولكن بعد قليل مرّ من وراء السور شبح شخص سرعان ما لفت إنتباهها إليه ورأته بعد أن تعداهما وأحست برجفة قليلة تعتري أوصالها، ووافقت بعدها على البقاء مدة أطول بعد أن كانت قد طلبت منه أن يلحقا بصديقتيها، و جلست بعدها تتأمل أن يمر (عبد الرحيم) من أمامها ويراها تنفرد ب(عمر) بعيداً عن الزحام، ومكثا لساعة أخرى أو أكثر قبل أن تتعب من الجلوس لتطلب منه أن يذهبا للبحث عن صديقتيها لأن موعد المحاضرة التالية قد حان ويبدو أنهن لا يعلمن بها، وعندما تقدما قليلاً لمنتصف الساحة ، إذا بها تجد (عبد الرحيم) وصديقيه يجلسون على مقربة من مكانهما لكن يفصلهما منهم أشجار كثيفة، وكأنما ينتظر أن يعلمها أنه رآها.
    أصر (عمر) أن يحييهم عن قرب، فسلمت (تالين) عليهم بفتور شديد، وسرعان ما أدرات ظهرها لهم وسبقت (عمر) في الإبتعاد، وهي مرتعبة من وجودهم الثلاثة معاً، وفي هكذا موقف.

    تملصت (تالين) من (عمر) لبقية اليوم بحجة الدراسة، رغم أن السنة الدراسية ما زالت في أولها، ولم يعتاد الجميع على الدراسة من اول يوم أو حتى أول شهر، لكن رؤية (عبد الرحيم) هزت صلابتها وإصرارها أن تكمل ما بدأته..
    مرت أيام عديدة و (تالين) تحاول ألا تجتمع بأصدقاء (عبد الرحيم) أغلبهم وخصوصاً (صلاح) رغم طيبته وحبها له، لكن كي لا يحملها أشياءً تفوق تصوراتها، وبعد مرور أكثر من شهر، أعتادت (تالين) الجلوس مع (عمر) من وقت لآخر، وأصبحت تفتح له قلبها وتصارحه ببعض مشاكلها، كما صارحها هو بكل شيء حتى السيء في حياته، وعن قصص عشقه في فترة المراهقة، وعن أهله وأحلامه، لكنها لم تستطع أن تصارحه بحبها القديم ولا أن تأتي على ذكر (طارق) حبيبها الأول، ولا عن حبيبها الثاني (عبد الرحيم) وودت لو أستطاعت أن تخبره بالقصة كاملة وأن يسامحها على ما فعلت رغم إحساسها أنه كأنما يعلم بذلك لما يعتريها عندما تراه حتى في وجود (عمر) الذي بالتأكيد قد لاحظ ذلك وإبتعادها عن (عبد الرحيم) والآخرين رغم أنها كانت تتواجد معهم في أغلب الأوقات، لكنها أخبرته عن الكثير غير ذلك، وأحست أنهما يقتربا من بعضهما يوماً بعد آخر،
    ألتقت في ذلك الوقت ب(صلاح) ذات يوم فرافقها في الطريق إلى قاعة المحاضرات، وبما أن الوقت كان قصيراً حاول أختصاره عندما قال : " أعلم (تالين) أنه أصبح من الصعب ملاقاتك أو الجلوس معك، خصوصاً مع وجود صديقك الجديد (عمر) الذي تقضين معه جلّ وقتك، كأنه ليس لديك أصدقاء غيره ولهم حق عليك، أم أصبح هو بمثابة حبيبك لذا لا تستغنين عنه ؟؟؟"
    ردت (تالين) وهي تنظر إلى الأرض : " أجل (صلاح) هو كذلك فالعلاقة بيننا علاقة جدية ستنتهي بالزواج إنشاء الله ".
    صمت (صلاح) مذهولاً من تصريحاتها، وكانا يتحدثان وهما يمشيان، فتقدم (صلاح) ووقف أمامها و صرخ في وجهها : " لماذا (تالين)؟ لماذا أقدمتي على ذلك؟ ولمّ هذا الشخص بالذات ؟
    فردت (تالين) بعصبية : " وما الذي يعيب هذا الشخص بالذات؟ فأنت لا تعلم ما قدمه لي هذا الإنسان أو كيف يعاملني ؟ "
    فرد (صلاح) بصوت أكثر هدوءً : " هل لي أن أعلم ما قدمه لك؟ وكيف يعاملك هو ؟"
    فقالت (تالين) بنفس الهدوء : " بمنتهى الرقة يا صديقي، عطاني من الإهتمام والحنان ما يشبع أجيالاً كاملة في هذا المكان، فداخل كل واحد منا منطقة شفافة تتغذى على هكذا مشاعر، فعندما يتم إشباعها نهنأ في عيشنا ونحب الحياة، لأنها محور سعادة البشر.."
    قاطعها (صلاح) قائلاً : " تعنين بحديثك هذا أنه عندما كنتِ برفقتنا لم نستطع إسعادك وقصرنا في معاملتنا معك"
    فردت (تالين) بحدة : " ألا تفهم كلمة واحدة مما أقول ؟ فإهتمامكم يختلف تماماً عن إهتمامه هو بي، ولما تتكلم بصيغة الجمع؟ لماذا تجمع معك (عبد الرحيم) وهو لم يقف موقفاً مثلك؟ ولم يسأل ولا يهتم، فلدى كل منكم حياته، أما هو فأنا حياته الماضية والقادمة، هل تعلم معنى أن يشعل لك شخص ما أصابعه كشموعٍ تضيء لك طريقك، هذه ليست علاقة صداقة فحسب أنها علاقة حب يا أخي العزيز (صلاح)، هل فهمتني ؟"
    رد (صلاح) وهو ينسحب ليسبقها في الدخول إلى قاعة المحاضرات: " بلى (تالين) فهمتك تماماً وأتمنى لكِ كل توفيق ونجاح في حياتك القادمة، وأتمنى ألا تندمِ أبداً على إختيارك هذا "
    رن صدى جملته الأخيرة في أذنها كثيراً وهي تحاول أن تفسر ما وراء الكلام، من أين له أن يعلم بأمر إقتناعها أو عدمه؟ هل يمكن أن يكون (عبد الرحيم) قد حكى له كل شيء؟ هل أخبره عن حبهما؟ وأنه يعلم أنها تحبه؟ أم هو يعتقد أنها تحبه هو؟
    وهل سيخبر (عبد الرحيم) بالأمر؟ وأن علاقتها ب(عمر) أصبحت جدية فعلاً؟ " وهي كذلك فعلاً فقد أخذت طابع الجدية الآن وأصبحنا نخوض في تفاصيل زواجنا وخطوبتنا " ،، (تالين) محدثة نفسها..
    وواصلت تفكر " هل سيقوم (عبد الرحيم) بأي خطوة إزاء هذا الأمر؟ وما الممكن أن يقدم عليه؟ وإلى أي مدى يمكن أن يهزه الخبر ؟ وهل ستنجح بإثارة غيرته؟ وقهر غروره؟ "
    أيقظها صوت من حولها وهم يهبون إلى مغادرة القاعة بعدما أنتهت المحاضرة وهي لم تسمع منها شيئاً، بل كانت كثيراً ما تلتفت صوب المكان الذي يجلسون فيه أصدقاء (عبد الرحيم) بينما أستمرت غارقة في فكرها .

    (عدل بواسطة Hozy on 11-17-2005, 09:50 PM)
    (عدل بواسطة Hozy on 11-17-2005, 09:54 PM)
    (عدل بواسطة Hozy on 11-17-2005, 09:57 PM)
    (عدل بواسطة Hozy on 11-25-2005, 01:15 AM)

                  

11-25-2005, 01:26 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة العشرون ،،، أهداء خاص لرجاء العباسي ،،، وأميغو (Re: Hozy)

    الحلقة العشرون ،، إهداء خاص لرجاء العباسي ،، وأميغو ،،


    بعد مرور أسابيع قليلة لحديثها مع (صلاح) لم تعد (تالين) تلاحظ وجود (عبد الرحيم) بين الطلاب، ولم يأتي منذ ذاك الوقت إلى الكلية، لكنها حاولت أن تركز على إجتهادها بدروسها وأن تدرس بإنتظام خصوصاً أن هذه سنتها الأخيرة بالجامعة وعليها أن تحاول أن تتخرج منها بتقدير لا بأس به،
    وكانت تحاول ألا تضيع وقتها الثمين في الجلوس مع (عمر) وأفهمته ذلك، و كان خير معيناً لها على ذلك فكان في كثير من الأحيان يساعدها وصديقتيها في الدراسة، كما يساعدها في كتابة محاضراتها إذا كن يدرسن شيء آخر، وكثيراً ما يكون يبحث مع بقية زملائها، الذين أصبحوا أصدقاء له من كثر تردده عليهم، عن أوراق إمتحانات لسنوات مضت تفيد المواد التي يدرسونها الآن وإن وجدوها ينسخ لها تلك الأوراق، ويحاول قدر المستطاع أن يعينها في كل شيء، حتى أنه يحمل دفاترها عنها في كثيراً من الأوقات عندما يتحركوا جميعهم من مكان لآخر رغم سخرية صديقاتها منه، لكنه لا يهتم لهن ويتعمد أن يغيظهن كأن يقول لهن مثلاً أنهن محبطات لعدم تمكنهن من إيجاد محب مماثل لحبه ل(تالين)، أو يقول أنه لو كان بإستطاعته لحملها على يديها لو ودت أن تغير في الجلوس من مقعد لآخر، مما كان يثير حرجهن، كانت (تالين) تستمتع بردوده تلك وقوة حبه لها وأنه لا يلتفت لسخرية الناس أو تعليقاتهم اللاذعة لقناعته مما يفعله، وكانت تدرك أن هذا لشيء عظيم جدير بالتقدير وأن ثقته بنفسه تلك تبشرها بخيرِ كثير وتمنت لو كان إيجابياً في كل سلوكه وليس في هذا الشأن فقط، مثل أن تحس أنه يقود علاقتهما تلك نحو إعلانها على الملأ، رغم التردد الذي بداخلها، لكن دخولها في علاقة لا تنتهي بالزواج يتعارض مع مبادئها، وعندما طلب منها (عمر) الإرتباط به كانت تدرك أن هذا خيارها كي يكون زوجها إلى الأبد وبما أنها وافقت وجب عليه أن يلتزم بما أقدم عليه، ويلتزم بأن يوصلهما إلى بر الأمان والنهاية المطلوبة، وأن يحضر نفسه في نهاية هذه السنة لحدث أقله إعلان خطبتهما، كي يشجعها هذا على الإستمرار معه، لكنه كان يفضل أن يقضي جلّ وقته معها في الجامعة على أن يعمل ليوفر ما يمكنه من خطبتها، وكثيراً ما كانت تقارنه ب(عبد الرحيم) وحبه للعمل، وقوة عزيمته، وتتمنى لو يعطي (عمر) لعمله وقتاً أكبر، فيكون لها مجالاً أوسع لتدرس لسنة تخرجها دون مقاطعة منه، وكانت هذه المقارنات أكثر ما ينقص عليها، لأنها تتمنى لو يتصف (عمر) بالكثير من صفات (عبد الرحيم) التي دوماً أثارت إعجابها، لم تكن (تالين) تهتم بالمادة كثيراً لأنها لم تعاني في حياتها، لذا لم تدرك معنى أن الحرمان منها، وكانت تحب أن تبني نفسها وأن تكون عصامية بما أن سلاحها العلم، لذا لم تكن للماديات دور في إختيارتها رغم كثرة من يطلبون ودها والزواج منها، خصوصاً من أقربائها، فاجأها (عمر) ذات يوم بأنه طلب منها مقابلة خالتها والإتصال بأهلها لكي يتعرف بوالدها ووالدتها،،،
    فقالت (تالين) مبتسمة : " أخيراً، ظننت أنك لن تذكر الأمر أبداً "
    فرد عليها (عمر) : " تعلمين عزيزتي أني لا أتمنى في هذه الدنيا سواك، ولا يخيل إليّ أن شخصاً غيري يمكن أن يأخذك، لكن ما يخفيني أنني ما زلت أبحث عن عمل جاد، وما أمارسه من عمل في شركة أخي، لا يكفي فليس هناك دخل ثابت، والشركة صغيرة جداً وفي أولها، رغم أنه يمكن أن لبعض المشاريع التي نود خوضها أن ترفع من مدخولنا جميعاً رفعةَ كبيرة، لكن لا شيء مضمون، وأنا أعلم أن أبي هو من سيرفض في المقام الأول لأنني في أول طريقي قبل والديك، لكنني سأفعل هذا الشيء إرضاءَ لكِ فقط "
    فقالت له (تالين) بعصبية : " أعد علي ما قلته الآن، هل تعني أنها رغبتي أنا وحدي وأنت لا؟"
    وواصلت بعصبية شديدة : " لا أنكر أبداً أنني أود ذلك، هل تعلم لما ؟ حفاظاً على كرامتي، فأنا لم أكن في يوم أن أسمح لنفسي أن أجلس معك لساعات طويلة كل يوم أمام الناس وليس بيننا شيء رابط يحفظننا أمام الناس وأمام الله، خصوصاً إذا كانت فحوى حديثك كثيراً ما تحوي كلمات غزل أو تلك الأحاديث التي أمنعك من خوضها لكنك تصر أن تحدثني بها ولا تهتم، وكل هذا لا أرضاه لنفسي إذا كنت أنت ترضاه لي، وهذه مباديء عزيزي، كما أن أهلي يجهلون تماماً ما يدور بيننا وأنا والحمد لله لم أخرج في يوم لم أتواعد مع شخص ولم أتعود على هكذا لفاءات وجلسات مطولة، وأعتقد أنني أنتهيت من مراهقتي وليس هناك سبب آخر لذلك "
    قاطعها (عمر) ضاحكاً : " ما بك حبيبتي ؟ لما هذا الإنفجار ؟ من أجل ماذا؟ أنا لم أقصد ما بدر إلى ذهنك، كيف تفكرين أنني لا أرغب في الإرتباط بك رسمياً؟ وأنا أتمنى من الله بأن يجمعني وأنت جدران تضمنا معاً ويكون عشنا الذي نستريح، أنني أود لو أخطفك على حصان أبيض في هذه اللحظة ولا يراك بشر غيري، وأنا أرى الحسد تارة والإعجاب بك تارة أخرى في عيون الآخرين ويثير جنوني وداخلي يحترق، وأود لو أربط لهم أعينهم وألسنتهم، وكم أتمناك زوجة لي وأتوجك ملكيتي وفؤادي "
    هدأت (تالين) وأحست بالخجل من الأطراء وقالت بخجل واضح : " أعلم أنك تود أن نرتبط رسمياً لكنك تؤجل هذا الإرتباط، وأنا لم أقل لك أن نتزوج غداً فأنا لست مستعدة لذلك بعد بالإضافة لدراستي، إنما أقصد أن يعلم أهلي وأهلك بالأمر، وأن يباركاه قبل أن نخطو فيه، وخصوصاً أنني أحتاج أن أضمن موافقة أهلي عليك أولاً بدلاً أن نبني أحلاماً من دون أساس، وثانياً كي أرتاح لتلك الجلسات الكثيرة وأحسها معيبة ولا أود الإستمرار فيها، لأنني كنت أكره أن أرى أثنان من الزملاء ينزون بعيداً عن الأعين ويجلسون لساعات طويلة يحبون فيها بعضهم"
    رد (عمر) ضاحكاً : " هل تسمي جلوسنا معاً إنزواء فأنت لا تكفي عن حشرنا بين الحشود وترك مسافة تزيد عن عشرة أمتار بيننا، هل نسيتِ؟"
    فأجابته (تالين) : " وعلى الرغم من ذلك لا أحس بالراحة، وأحس بالحرج من الجلوس لساعات طويلة دائماً، كل الناس الآن تعلم بعلاقتنا والأهل هم آخر من يعلم"
    فقال (عمر) بحنان فائق : " أعلم تماماً من أنتِ، وماهي أخلاقك كما يعلم الجميع، ولا أنسى دموعك عندما قصصت عليك خطأ حاولت أن تقترفه إحداهن معي، وهذا إنما ينم عن معدنك النقي الطاهر العفيف، فأنا يزيدني شرف أن يكون عمري مرتبط بعمرك إلى أمد الدهر " وأكمل قائلاً :"فلنذهب يوم الخميس عند عودتك إلى بيت خالتك للإتصال بأبويك "
    تجهم وجهها وهي تقول : " هل سترافقني إلى هناك ؟ وهل سأذهب معك حين إتصالك بهم ؟ ،، ثم قامت وقالت وهي تحاول الإبتعاد " سيجن عقلي من هذا الرجل "
    فلحق بها (عمر) محاولاً إقناعها مجدداً بأفكاره، التي دوماً ما تكون في تعارض كبير مع أفكارها خصوصاً عندما عرضت عليه (تالين) مساعدته بالبحث عن عمل له في الخليج، لكنه رفض بحجة أهله، وأنه لا يستطع أن يترك والده ووالدته بعد تخرجه مباشرة، رغم أنه يخرج باكراً كل يوم من المنزل ويعود إليه كي ينام، لكنه أخبرها إذا كان الوضع ممتازاً ويستحق المجازفة فيمكن له الذهاب إلى هناك وقتها.
    في اليوم التالي وقبل يومين من اليوم المحدد لإتصال (عمر) بوالديها، وبينما كانت قد قررت أن تجتهد لأقصى درجة وأن تكرس وقتها للمذاكرة، وفضلت منذ فترة أن تدرس لوحدها خوفاً من أن يضيع وقتها حتى مع صديقتيها اللتان تتباطأن في الدرس، فإعتادت (تالين) أن تذهب إلى إحدى القاعات المخصصة للدراسة ويجتمع بها الكثيرون ليدرس كل على حدة وأحياناً على مجموعات لكن بهدوء شديد فكانت تذهب إلى هناك بعد نهاية كل محاضرة..
    وفي ذاك اليوم لاحظت حضوره لمحاضرة اليوم وكان يتعمد الإلتفات للنظر إليها أثناء المحاضرة، مما هز أعصابها، وبعد أن أنتهت المحاضرة تعمد أن ينتظرها بينما كانت تنزل مع الجميع إلى مقدمة القاعة، وحياها مبتسماً، ولم تدرك (تالين) سبب كل ذلك، حتى أنها عندما إجتازت بوابة القاعة تهيأ إليها أنه يلحقها، وأنتظرت في الخارج مع البعض وهم يثرثرون، لكنه لم يخرج، ثم لامت نفسها وحثتها على التحرك ونسيان أمره وأن تذهب للإختباء في قاعتها المعهودة كي تدرس، وتزيل عنها تلك الوساوس والأوهام، فلم تعد هناك فائدة ترجى من الأمر..
    وبينما هي غارقة في درسها تارة وفي عاطفتها تارة أخرى، وعن سبب نظراته تلك والإبتسامة العذبة على وجهه التي كثيراً ما أذابت قلبها، وأطربت أعصابها هذه الإبتسامة الساحرة على تلك الملامح الرقيقة التي على وجهه، الذي يبدو كوجه طفل صغير لكن على جسد رجل قوي البنية عريض المنكبين، واسع الصدر، طويل القامة، ممتليء الجسد قليلاً، تبرز عضلاته من ساعديه، فتزيدانه رجولة وجاذبية، فكان له سحراً خاص، بينما كانت غارقة في فكرها وعلى وجهها إبتسامة وعيناها مثبتتان على صفحة في كتاب كانت تقرأ منه، فجأة شهقت (تالين) عندما ذعرت من صوت إرتطام دفتر ضخم بجانبها على الطاولة التي تدرس بها، وعندما رفعت رأسها وجدته يحدق إليها بنظرات تحمل الكون فيها.

    حدقت (تالين) فيه لفترة طويلة، وأحست كأن ما رأته هو شبيه له وغير حقيقي، فهل هو الآن أمامها وحده دون رفقاء أتى إليها ؟، وأحست أن بمقدمه شيء كبير، لأن هذا يعني أنه بحث عنها، وكيف تركه أصدقاءه ؟ وكيف إستطاع إيجادها ؟ وماذا يريد منها ؟
    قطع عليها(عبد الرحيم) تفكيرها الطويل بصوت جهور : " أسمعيني جيداً اليوم هو يوم الحساب وهو اليوم الذي سنتصارح به مهما كلفنا الثمن، موافقة ؟"
    هزت (تالين) رأسها دلالة على الموافقة وكلها حيرة وخوف و فرح .. !!!!!!!!!!!
                  

11-25-2005, 01:58 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة الواحد والعشرون ،،، (Re: Hozy)

    الحلقة الواحد والعشرون ،، أهداء خاص ليسرا ،،، وسابينا ،،،

    جمدت (تالين) في مقعدها وهي تحاول أن تستدرك ما يحدث تلك اللحظة، وأن تجمع قواها وعزيمتها لتستطيع التصرف بحكمة وروية.
    خاطبها (عبد الرحيم) دون أن يخفض صوته وقد أتكأ على حافة الطاولة الممتدة أمامها قائلاً : " أسمعيني عزيزتي (تالين) مضى الكثير من الزمن وقد آن الآوان أن نجلس ونتحدث في أمورنا، هل تودين أن تبدأي أم أبدأ أنا بالحديث؟؟
    هزت (تالين) رأسها في صمت وحيرة وهي تشير بيديها دلالة موافقتها لأن يبدأ هو بالحديث وهي تحاول أن تستوعب التغيير الذي طرأ عليه فجأة، وكيف أنه قد ذاب أخيراً جبل الجليد ذاك المحيط بقلبه.
    فأكمل (عبد الرحيم) بعد أن خفف قليلاً من حدة صوته ولكن ما زال الإنفعال الشديد واضحاً فيه : " فلنبداً من السنة الأولى التي أعجبت بك فيها، رغم أنك كنت تعلمين أنني تعلقت بك، لكن على الرغم من ذلك جرحتي قلبي جرحاً كبيراً لم أستطع الشفاء منه بسهولة فقد كنت .. "
    قاطعته (تالين) قائلة : " آسفة للمقاطعة، لكن ماذا تقصد بأني جرحت قلبك؟ ماذا فعلت لك لأجل أن تعاملني تلك المعاملة القاسية على مدى تلك السنوات التي مضت ؟؟ لم كل هذا الغرور؟ أنتظرت هذا اليوم طويلاً والآن بعد أن رميت تلك الأمنية وراء ظهري تتحقق لي الآن، لكن لا ضير من أن نسجله لأجل تاريخنا معاً، فهل تسمح أن تشرح لي كيف أني جرحتك جرحاً كبيراً وقد كنت وقتها كما ذكرت معجباً بي ليس إلا ؟؟ "
    فقال (عبد الرحيم) بحماس شديد : " ألم تحسِ بي وقتها ألم يصلك شعوري؟؟ أنا متأكد تماماً من أنك تدركين من اللحظة الأولى ما تعنيه لي وما أحسه تجاهك، لكنك تعمدتِ أن تتجاهلين كل ذلك"
    ثم قالت (تالين) بنفاذ صبرِ لأن رده لم يكن مقنعاً لها : " أنت تعلم جيداً عزيزي أن هذا الشيء لا يأتي بين ليلة وضحاها، وأنت أستعجلت الأمور في البداية كثيراً، وأنا حاولت أن أتريث قليلاً كي أدرك وأتحقق من مشاعري نحوك ولا أنكر أنني في البداية لم أكن أحس بأي شيء غير عادي تجاهك، لذا لا يمكنني خداعك، لكنك كنت تعجبني وقتها"
    قاطعها (عبد الرحيم) وقد علا صوته : " هذا ما أدركته، وأحسست أنني إنما أضغظ عليك بمشاعري تلك، ولم أحس منك أي تجاوب، لذا قررت أن أترك هذا الأمر برمته تماماً وأحاول معاملتك كزميلة وصديقة ليس إلا "
    فقالت (تالين) بنفس الحدة : " في تلك الفترة ؟ لا عزيزي، إنما كنت تعاملني معاملة في منتهى القسوة وتعمدت كثيراً إحراجي أمام الكثيرين، وجعلتني أعاني كثيراً، كيف تفكر أنك يمكن أن تحرك مشاعري بتلك المعاملة القاسية ؟"
    قال (عبد الرحيم) بصوت حاول أن يجعله رقيقاً : " أسمعي عزيزتي، تلك الفترة كانت قاسية علي، وانا احس بفشل تجربتي الأولى في حياتي قبل أن أخوضها، ولم أكن أتصرف جيداً أعترف لك، ربما أنني كنت غاضب جداً منك ومن نفسي لأنني تسرعت في الأمر، ولم أتريث كما فعلتِ أنتِ، لكن كل هذا بسبب مشاعري العميقة تجاهك، لم أدرك كيف أوقف نفسي في البداية، ربما فكرت أن معاملتي لك بالقسوة قليلاً ستحل لي المشكلة، لكني كنت مخطئاً كما هو واضح"
    ردت (تالين) بصوت ضعيف : " هل هذا فقط ؟ إنما هناك الكثير مما جعلتني أعاني؟ لم تحاول بعدها أن تقول شيئاً او حتى تلميح بسيط، رغم أنني كنت أحاول أن أكسب ودك ورضاك "
    أجابها (عبد الرحيم) بعد أن أرتفع صوته مرة أخرى وكان يصل لكل الموجودين بالقاعة : " لماذا أنتن هكذا ؟ لقد حاولت مرة وصددتني، ما يضيرك لو كنت أنتِ من يبدأ الخطوة التالية ؟ لِم لا تقولي شيئاً؟ ما المشكلة لو وضحتيها لي بدل من أن تتركيني أتخبط يميناً وشمالاً، ولا أستطع التأكد من شيء، وعندما بدأت أنا لم أتريث ولم أهتم للناس والكل لاحظ ذلك "
    أشارت له (تالين) بالخروج بعد أن وقفت ولملمت أشياءها، فخرجا معا وهو يصر أنه لا يهتم بأن يسمعه كل من في الجامعة، ولا يهمه شيء في هذه اللحظة سواها، ولم تستطع (تالين) بعد كلماته تلك أن تمشي أكثر من أمتار قليلة ثم وقفا خارج القاعة قرب نافذتها الكبيرة..
    فواصل (عبد الرحيم) حديثه في حماس واضح : " لما تضعين جلّ اللوم عليّ ؟ ماذا فعلتِ أنتِ بالمقابل؟ صددتني في البداية، ولم أستطع التأكد من مشاعرك تجاهي طوال تلك السنين الماضية .. "
    فقالت (تالين) وهي تحاول عدم النظر إلى وجهه : " لم يكن في مقدوري تقديم نفسي إليك وداخلي شك كبير من قبولك، ثم أنه صعب على الفتاة الشرقية، ان تسبق الفتى في موضوع كهذا ، ليس بسبب الحياء وحده ولكن الرجل الشرقي بطبعه لا يؤمن بتلك الحريات، ولا يتقبلها بسهولة، ولا يروق له هذا النوع من النساء، إنما يعشق للثمالة من تدلل عليه وتصده عنها عدة مرات.."
    فقاطعها (عبد الرحيم) : " ألهذا رفضتني إذاًً؟ لأجل هذا السبب ؟؟ "
    فقالت (تالين) بحدة : " فلنفترض عزيزي أن هذا كان مبدئي، خصوصاً أنك من الأساس لم تقل شيئاً واضحاً أبداً، وقد كان تلميحاً معظم الوقت، هل تتهمني بصدك وأنت لم تطلب مني شيئاً لأصده ؟ ثم لو كنت أتريث في مشاعري أو بعض من دلال هل تنهي كل شيء وتمتنع عني لسنوات ؟؟ ما هذه القسوة وما هذا الغرور ؟؟"
    فقال (عبد الرحيم) برقة متناهية وهو يحرك ذقنها بيده محاولاً جعلها تنظر إليه مباشرة : " عزيزتي، أنا والله كل أسف على كل ما مضى، وأستطيع أن أتحمل نتيجة أخطائي تلك، لم أكن أدرك فداحة أعمالي، لم أكن أحسب تصرفاتي، لم أكن أعلم معنى دلال إمرأة أو معنى التريث في قاموسها، فاتني الكثير والسبب جهلي بتلك الأمور ..."
    قاطعته (تالين) قائلة بنفس الحدة بعد أن أحست أن جرحها الغائر لم يكن قد أندمل بعد وقد تعرى تماماً الآن أمامه وأتتها الجرأة على الفيض بكل ماهو مكنوناً داخلها: " ليس جهلك فقط ! إنما غرورك أعمى قلبك عني وقد بينت لك الكثير، لا أنسى أبداً جلستنا تلك لساعات طويلة التي من بعدها أقفلت في وجههي كل آمال نمت تجاهك حينما أخبرتني أنني أصبحت لك أكثر من أخت، كأنه أعتذار واضح خلف ذلك المسمى، وبعدها مرة أخرى حملت نفسي إليك في مكان عملك، ماذا فعلت بي وقتها .. ؟.. "
    قال (عبد الرحيم) مقاطعاً إياها : " أعلم والله عزيزتي، أعلم أنني في ذلك اليوم جرحتك وآذيت مشاعرك، بعد تلك الجلسة السنة الماضية لكن والله على ما أقول شهيد أن كلمة أنك مثل أختي طلعت من دون قصد أو شعور، وكان وقتها أحساسي بك كبير وعظيم وتمنيت لو أحلق بك في مكان حالم لا يسكنه غيرنا، وددت لو لا ينتهي ذلك اليوم ولو يتوقف الزمن عندنا لأجلس معك دهراً بأكمله أرى وجهك القمري وأسبح مع عيناك وأتوسد رموشهما، وخفت كثيراً أن ألقبك بأي شيء آخر يخرج دون وعي مني أندم عليه إذا غضبتِ منه، رغم أنني وددت لو وأتتني شجاعتي لقول الكثير وقتها لكن لساني الأخرق لم ينطق غير تلك الكلمة بعد الخوف والرهبة اللذان تملكاني وقتها ... "
    ثم أكمل بألم شديد : " أعلم أنني ظلمتك ظلماً لا يغتفر، لكن يجب عليك أن تعلمين أن هذا كان بسبب الغيرة الشديدة، وأن أتهامي لك بأنك أعطيتِ الفرصة لصديقاي لم يكن سوى بسبب الغيرة والغضب منهما ومنك، والخوف من فقدك، والخوف من تأثير ذلك على فرصة فوزي وحدي بك .."
    ثم صمت وصمتت وأنقضى وقت طويل إلى أن أستطاعت أن ترفع عيناها إلى وجهه فتفاجأت بعينين محبتين يحدقان فيها بكل رقة وتأمل، ودت لو حضنتهما والكون وسافرت بهم بعيداً عن البسيطة لدنيا سماءها وردية وماءها عنبراً، وأسرع قلبها في الخفقان كأنما يطلب إليها الخروج بعد سجنه الطويل وقد جاء وقته ليلاقي حبيبه، لكنها إعتصرت كل تلك السعادة، وأستمرت تمتهن التريث، بعدما قال لها : " لماذا فعلتِ ذلك ؟ لِما أقدمت على الإرتباط من ذلك الشخص ؟ هل تعمدتِ أغاظتي ؟ أم كانت فكرة لإثارة غيرتي ؟"
    فردت عليه وسعادة عامرة بقلبها بسبب ذلك السؤال قائلة : " وماذا كنت تنتظر مني غير ذلك؟ عموماً سأقول لك ،، بلى ، تعمدت إغاظتك وإثارة غيرتك، لأنه لم يكن لدي خيار أفضل من هذا، خصوصاً وقد أستهلكت معي جميع الفرص، وكانت تلك فرصتك الأخيرة ."
    فقال (عبد الرحيم) بغيظ واضح : " أنا لا أحب تلك الطريقة في حل الأمور ولا أقتنع بأنها تقدم شيئاً في الأصل "
    فإبتسمت (تالين) وهي تقول : " إذا كنت غير مقتنع بطريقتي تلك فأنت مخطيء عزيزي، والدليل أنك أمامي اليوم أتيت لستعيدني بعد أن كنت في يدك لأعوام "
    فسكت (عبد الرحيم) برهة قبل أن يقول : " ربما كنت محقة فإحساسي بالغيرة حركني، وجعلني أحاول أسترداد من أسرتني كل تلك السنين، وأحاول تصحيح ما أخطأت به "

    صمتا فترة طويلة و(تالين) تفكر أن كل ما يدور في خلدها قد أفرغته له ولم يبقى شيء تختزنه، وأنها أستطاعت أن تفهم الكثير اليوم وأنه حقاً كان يهواها لكنه لم يدرك يوماً كيف يحتفظ بها أو يحافظ عليها رغم أحساسه بحبها نحوه،
    قطع صوته صمتها عندما وقف أمامها وهو يقول : " أود لو أصرخ بأعلى صوتي وأقول لك كلمة واحدة حرمت نفسي من قولها سنيناً طويلة رغم أنها تعيش معي منذ أول لحظة رأتك عيناي،، وهي أني أحبك (تالين)،، أحبك حباً جمّا ،، "

    صمتت (تالين) وأحست أن جسمها يرتعش من الخارج من فرط إنفعالها، وأحست بالدموع حارة وثقيلة تنزل على خدها دون أن تحس بعد أن خدرت كلماته أحساسها، فحاول (عبد الرحيم) أن يمسح دموعها بيديه لكنها منعته، ثم قالت وهي تمسح خديها بأطراف أصابعها : " هل تعلم ماذا أتمنى أن أفعل بك الآن ؟ "
    فهز (عبد الرحيم) رأسه دلالة النفي وعلى وجهه بدا الرضا والإبتهاج واضحين..
    وأكملت (تالين) : " أتمنى لو أصفعك صفعة قوية على خدك "
    فصاح (عبد الرحيم) بصوت جهور وهو يمد لها وجهه : " أنني أرجوك أن تفعلي ، وكل هؤلاء المارة لو يشهدوا ذلك، حقاً أرجوك أن تفعلي يا (تالين) لانني أستحقه، ولأنني ربما بعدها سأرضى عن نفسي قليلاً لو فعلتِ، وأتمنى أن يساعدك أنتِ هذا ولو بالقليل، أرجوكِ حقاً أن تفعلي حبيبتي "
    فحاولت (تالين) وهي تضحك وتحاول أن تغظي وجهها تارة من المارة وتحاول إسكاته تارة أخرى، ثم حاولت الهروب من أمامه فلحق بها وهو يمد لها خده لتصفعه..
    فوقفت (تالين) صامتة قبل أن تقرر إسكاته..
                  

11-25-2005, 07:14 AM

امل فاروق محمد

تاريخ التسجيل: 03-08-2005
مجموع المشاركات: 100

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة الواحد والعشرون ،،، (Re: Hozy)

    عزيزتى / هوزى
    تحية عطرة
    جد ابدعتى وشوقتينا اكتر يا ترى النهاية هتكون شنو شغوفين لمعرفتها الله يعطيك العافية
    وتسلمى يا عسولة
                  

11-26-2005, 03:28 PM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحلقة الواحد والعشرون ،،، (Re: امل فاروق محمد)

    العزيزة أمل

    Quote: عزيزتى / هوزى
    تحية عطرة
    جد ابدعتى وشوقتينا اكتر يا ترى النهاية هتكون شنو شغوفين لمعرفتها الله يعطيك العافية
    وتسلمى يا عسولة


    تسلمي يا حبيبة
    للمتابعة والمرور
                  

11-27-2005, 10:49 PM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة الثانية والعشرون ،،،، (Re: Hozy)

    الحلقة الثانية والعشرون : خاص لنونة وكل الحبايب
    (ناس الحفلة ليهم الله)




    أشاحت (تالين) بوجهها الحزين بعيداً عن (عبد الرحيم) وهي تقول له: " قد تأخرت كثيراً عزيزي (عبد الرحيم)، وصفعي لك لن يفيدني في شيء ولن يخفف علي بشيء، لكن إن كان سيخفف عليك أنت، فأنت بهذا تعطيني سبباً آخر لرفضه" ثم واصلت بنفس النبرة الحزينة وبدت على (عبد الرحيم) ملامح عدم الفهم لحديثها وقالت : " قد تمنيتك كثيراً وكم حلمت بهذه اللحظة وكم عشت أحلم بتلك الكلمة تطلع منك ! وكم كنت أتلهف للحظات كتلك تجمعنا معاً أستشف منها حبك لي، ولكن كان لانتظاري نهاية، بدأت عندما صددتني أنت كثيراً وهمشت روحي التي كانت لديك وعندما اخترت أنا شخصاً آخر غيرك، احترمني أكثر منك وقدرني أكثر منك، وربما أحبني أيضاً أكثر منك لأنه لم يبخل علي بشيء، وما يقدمه لي لهو كثير جداً لا أستطيع أن أعض يده الآن، وما أكرهه في حياتي وضد كل مبادئ أن أكون لعوباً تترك رجلاً من أجل رجل آخر، وهذا ما لن أفعله ولو السكين على عنقي، إذا كنت سأنفصل عن (عمر) ولن يكون لنا نصيب أن نستمر معاً فسيكون ذلك بناءً على خلافات أو أشياء بيننا لكن لن أسمح أن تكون أنت أو رجل غيرك سبباً ذلك، وهذا يتعارض مع أخلاقياتي"..
    صمت (عبد الرحيم) برهة قبل أن ينطق وبصوته ألم الكون كله وقال : " لكن (تالين) ماذا تقولين؟ لكنك الآن تعلمين أنني أحبك أنتِ، وأنا أعلم أنك تكنين لي نفس الشعور، ما هذا ما الذي يحدث؟ ما ارتكبت أنتِ بارتباطك بذاك الشخص هو خطأ يجب عليك تصحيحه وهذا ما أفهمه، أليس كذلك عزيزتي؟"
    قالت (تالين) بحدة رغم الجرح الكبير الذي انفتح عميقاً بقلبها المفطور : " لا يا عزيزي، ليس الأمر كذلك، فكما قلت لك تأخرت كثيراً عزيزي، تأخرت أكثر من اللازم بكثير، ما ذنب ذلك المسكين لأعذبه كما تعذبت منك وتعذبنا معاً، لا أستطيع (عبد الرحيم) لا أستطيع، أرجوك لا تضغط على أعصابي أكثر من ذلك، سوف أذهب الآن "
    وغادرت مسرعة دونما التفاتة تحكي لها عن حالها حبيبها، وكيف بدا بعد صدها الكبير له..
    ركضت وهي تبكي والدموع غزيرة تسيل من عينيها، لتبحث عن مكان تختبئ فيه من الأعين التي كانت تحدق بها.
    انهارت (تالين) عندما انزوت بنفسها في ركنٍ قصيٍ بعيداً عن الأعين، وبكت بحرقة شديدة وهي تبكي فشلها و عذاب قلبها، تبكي الصراع الذي جعلها ترفض من تهوى لأجل كلمة صدق وهبتها لشخصٍ متيم بها حقاً، وليس كهذا المغرور الذي عذبها سنيناً طويلة، والآن يأتي ليفتح جراحها بعد أن أقفلت صفحة أحزانها، ويجعلها تحس بقمة التعاسة كل لحظة تتذكر فيها بما أفضى لها، آلمها بكاء قلبها الذي تعتصره في مرارة وهو يتمنى لو ترك الأمر بيده لما فرط فيمن يحب ويهوى، لكن رجاحة وحصافة عقلها سيطرا على تصرفها وقرارها، وأحست أنها دفعت الكثير ثمناً لتهورها عندما أسرعت في الارتباط بشخص غير الذي تحب.
    أنقضت تلك الأيام من عمر (تالين) كأسوأ أيام في حياتها، فلم تكن تستطيع أن تلاقي عيناها عيني (عمر) ولا حتى سمحت لنفسها أن تذهب إلى الجامعة كي لا تصادف (عبد الرحيم) الذي علمت بعد مرور تلك الأيام العصبية أنه لم يأتي طوال تلك الفترة إلى الجامعة.
    كان شيئاً داخل (تالين) بعد أن استطاعت اجتياز محنتها تلك، يسعدها، ربما أنها تلك الذكرى التي لا تنجلي من ذهنها عندما صارحها (عبد الرحيم) بحبه لها، لا تنفك تفكر فيها، فتعتريها رعشة خفيفة وسعادة لأجل تلك الذكرى، وكانت شاكرة لربها أنها على الأقل استطاعت أن تعلم ما يكنه لها ولو كتوثيق فقط، فهذا يمنحها شعور جيد لمعرفتها تلك.
    لم تستطع (تالين) أن تذهب مع (عمر) للاتصال بأهلها في الوقت المحدد، بل قد أجلت هذا الموضوع لأجلِ غير مسمى، فأضطرب (عمر) وهو يراها تبعد عنه، وتتحاشى لقيآه، وتأجيلها لموعد كهذا أربكه فتملك الخوف قلبه، وأصبح يرسل لها مع صديقتيها رسائل تحدد مواعيد مختلفة سيكون بانتظارها فيها، وبعد تلك الأيام الأولى ذهبت (تالين) لملاقاته في الجامعة على أحدى تلك المواعيد التي حددها هو، واستطاعت أن تخرج نفسها من تلك الظلمة التي غرست نفسها بها، بينما أستطاع (عمر) بعد فترة أن يأخذ منها موعداً آخر للاتصال بوالديها.
    بعد مرور أكثر من شهرين وبعد أن استعادت (تالين) رباطة جأشها واستطاعت المضي قدماً في دروسها وعلاقتها ب(عمر)، ذهبت معه للاتصال بأهلها كما أنه زار خالتها وخالها في منزلهما، وبدأت علاقتها ب (عمر) تأخذ طابع الجدية، بعد أن علم الجميع بنبأ خطوبتهما المبدئية.
    أكملت (تالين) سنتها تلك وتخرجت من الجامعة بتقدير "جيد" ولم يؤهلها ذلك لدخول منافسة لأخذ السنة الخامسة والتخرج منها بدرجة الشرف كما يسمونها، وكانت (تالين) حانقة جداً على نفسها من ذلك، لكنها سافرة إلى والديها في اليوم التالي من انتهاء امتحاناتها رغم إلحاح (عمر) وصديقاتها لها بالبقاء فترة أطول، خصوصاً أنها سنتها الأخيرة، لكنها أصرت على المغادرة وسافرت إلى هناك.
                  

12-01-2005, 05:09 AM

بلدى يا حبوب
<aبلدى يا حبوب
تاريخ التسجيل: 05-29-2003
مجموع المشاركات: 9833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    هوزى
    تنساب القصة كنسمة المياه العذبة فى مجرها وحتى صد تالين لعبد الرحيم ماهو بمثابة شلالات طبيعية تعاكس التيار ونبقى فى انتظار وصول المياه الى المصب ...
    شكرا هوزى فأنت تمنحين الخيال مساحة من الجمال عبر قصتك وعبر الجمال والغرور تظل الحروف تنبلج بتلاتها ويعم العبير
    تحياتى
                  

12-01-2005, 07:22 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: بلدى يا حبوب)

    تسلم يا بلدي يا حبوب
    على المتابعة ورفع البوست

    والباقي حلقتين انشاء الله وتخلص

    ده أعلان للمتابعين

    تسلموا


    خلاص قرررررررررررررررررربنا


    الصبر الصبر بس
                  

12-28-2005, 02:59 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة الثالثة والعشرون (Re: Hozy)

    الحلقة الثالثة والعشرون: (قبل الأخيرة)

    ( الحلقة مهداة لكل حبايبي اللي سليت روحهم سامحوني )

    بعد مرور أكثر من شهرين على سفر (تالين) كان خلالهما (عمر) مواظباً على الاتصال بها والاطمئنان عليها من فترة إلى فترة،على الرغم من فتر العلاقة بينهما، لكن (عمر) ما زال متمسكاً بها، حاولت كثيراً التملص منه عندما كانت توصد الأبواب في وجهه وأن الظروف صعبة للارتباط، وأن أهلها يريدون لها الزواج سريعاً بعد أن أكملت دراستها الجامعية مع توفر الكثيرين من الشباب في البلد الذي تقيم فيه، ويتقدم الكثيرون لخطبتها، وتحاول عدم تكرار ذلك أمامه كي لا تشكل عليه أي ضغوط، وحملت نفسها على نسيان حبها الشديد ل (عبد الرحيم)، وقاومت فكرة التخلي عن (عمر) كثيراً، لكن الضعف في شخصيته كان سبباً قوياً لفقدها صبرها معه، وعدم تمكنه من حل كثير من المشاكل والصعوبات التي تواجهه في طريق الارتباط، وعرضت عليه مساعدته أكثر من مرة لكنه رفض تماماً تلك الفكرة.
    بعد أن انقضت تلك الفترة أصر عليها (عمر) وصديقاتها على الرجوع إلى البلد لحضور حفل التخرج وكي تستخرج أوراقها وشهادتها من الجامعة بنفسها، فوافقت بعد أن أقتنع أهلها بالفكرة تماماً، وعندما عادت إلى السودان كان قد مر على رحيلها قرابة ستة شهور.
    قابلت (تالين) صديقاتها و (عمر) عند مدخل الجامعة، وكانت تتلهف لسماع الأخبار عن الجميع، فصديقاتها الفتيات الكثيرات منهن تزوجن، وكثيرات منهن على وشك، وكذلك من الفتيان عدد لا بأس به ارتبط بأخرى رسمياً، أو على وشك الزواج ومنهم أيضاً من غادر البلد مغترباً في الخارج، وتزوجت صديقتها (أمل) على الرغم من عدم ارتباطها بشخص محدد في فترة الجامعة لكنها سبقتهن جميعاً بالارتباط، أما (رشا) فقد خابت علاقتها الطويلة وفشلت في الزواج بحبيبها لاعتراض أهلها عليه، فأذعنت لرفضهم وهي حالياً مخطوبة من طبيب مرموق وله مركز مادي وأكاديمي جيد، أما (عمر) فكان يود أن يريها كيف أنه أستطاع تحقيق بعض الإنجازات في السودان، رغم أنها لم تكن راضية عنها في داخلها ولم ترضي طموحها لكنها حاولت عدم إحباط روحه المعنوية وشجعته على الاستمرار، لكن بخطى أكبر، فهي كثيراً ما تقدر له حبه الزائد لها وتقديره لها وأنه عصامي يحب أن يبني نفسه دونما اعتماد عليها أو أهله، وتحاول تجاهل مواضع الضعف فيه.
    صادفت (عبد الرحيم) في ذلك اليوم وهو يجلس في إحدى المقاعد تحت شجرة ظليلة بعيدة يقرأ ويفكر، احتارت يومها كثيراً وأحست أنها لا تستطع أن ترفع عيناها عنه وقاومت فكرة الذهاب إليه للتحية، وشجعتها صديقتها (رشا) على عدم الذهاب، ونسيان كل هذا الأمر، حاولت جاهدة فيما هما جالستان ألا تلتفت إليه وقطع عليها محاولاتها حضور (عمر) والجلوس معهما، وكان الفضول يأكلها لمعرفة أخباره، وماذا يفعل هنا؟ ولما يجلس في هذا المكان؟ هل ينتظر أخرى؟ أم يحضر لدراسات عليا؟ أم ماذا؟
    لكن يبدو أن (عمرا) قد لاحظ نظراتها الشاردة في اتجاهه فأصر على تغيير مكان جلوسهم، فغادرت دون فهم سر جلوس (عبد الرحيم) وحيداً.
    وفي اليوم التالي أتت إليها صديقة قديمة، وخطيبة أحد أصدقاء (عبد الرحيم) الآن، وطلبت الجلوس معها لأن هناك موضوع خاص تريد أن تتحدث فيه معها..
    قالت الصديقة عندما جلسا معاً في إحدى مقاصف الجامعة : " عزيزتي (تالين) تعلمين أنني معجبة بك كثيراً وأحب طيبتك وظرفك، وأجدك نعم الفتاة والله"
    قاطعتها (تالين) وهي تبتسم وتشكرها على مدحها.
    ثم أكملت: " في يوم جلست مع (عبد الرحيم) وأخبرته عنك، وكيف أنني أجدك فتاة جيدة وجميلة وراقية وأنه بصفته صديقاً مقرباً لكي، كيف له ألا يهواك أو يرتبط بك؟ لأنني بصراحة أجد ذلك مستحيلاً"
    وأكلمت ضاحكة فيما (تالين) مصعوقة جداً بهذا الحديث، فلم تظن في يوم أن (عبد الرحيم) قادر على البوح بإسراره لأحد، وقالت : " حقيقة فقد صدمت حينما حكى لي ما دار بينكما، وكيف أن الظروف جعلت علاقتكما معلقة طيلة سنوات، وأنه من قصر في ذلك وهو يلوم نفسه كثيراً، لكنه لا يود أن تعاقبيه ونفسك بهذه الطريقة، هكذا بدا عليه وهو يحكي لي مما جعلني أعرض عليه المساعدة بنفسي ولم يطلبها مني لكنه لم يرفض، وأنا حريصة أنا أرى محبين يتفقان في حياتهما معاً، فحرام تلك المعاناة وذلك العذاب، لِم لا تعيدِ النظر في قرارك وتفكري في الأمر عزيزتي؟ فهذه حياتك وذاك المعذب حبيبك، لما تسرعتِ هكذا وأرتبطتي بغيره؟"
    قالت (تالين) بقليل من الانزعاج: " عزيزتي، أعتقد أن حديثكما هذا كان قبل سفري قد مر عليه الآن أكثر من ستة شهور، يعني مر وقت كثير، وأنا الآن شبه مخطوبة لشخص مخلص وصادق، ليس مغرور كصديقك، لم يؤلمني ويعذبني كما فعل هو، لم يقدم لي إلا كل خير، ماذا فعل ضدي لأطعنه في ظهره وأكون أنانية معه، لماذا أعامله هكذا؟؟"
    ردت الأخرى : " ما دار بيني و (عبد الرحيم) منذ وقت طويل حقاً، لكنني لم أستطع ملاقاتك إلا الآن وقابلته أخر مرة قبل شهرين كان مازال ينتظر أن يسمع مني جديد حول هذا الموضوع، لكن الآن لا أدري ما حدث معه، لكني وودت الحديث معك ومن أجلك كذلك، لتعلمي كم يحبك (عبد الرحيم) وكم يتعذب من دونك وكيف أنه أنهار تماماً في تلك الفترة الماضية وتغيرت تصرفاته وسلوكه، أعلم أنه وضع صعب لكني فكرت في محاولة حله، لكنه يبدو أن كل منكما قد أختار طريقاً آخر له، أتمنى لكي وله كل توفيق، وأتمنى ألا تندمي يوماً على اختيارك، وأن يكون (عمر) زوجاً جديراً بك ولا يخذلك أبداً وأن تنجحي في حياتك العملية والخاصة"..
    ثم جلسا يدردشان لفترة وأخيراً غادرتها (تالين) بكل حزن وقد تفتحت معها أحزان الماضي وكانت تفكر كيف أنها أضاعت حبيبها من يديها؟ وكيف أنه كان يستحق حقاً حبها ويبادلها الإحساس بأكبر منه، وأحست بعظمة معنى الحب وجماله، وأنه خالد لا يموت أبداً..
    في هذه الأثناء قدم أحد الطلاب يصرخ بالآخرين أن هناك خريجاً يدعى (عمر) قد صدمته شاحنة كبيرة مسرعة كان قد ظهر عليها فجأة عندما هم بقطع الطريق، لم تدرك ما فعلته (تالين) في تلك اللحظة عندما صرخت وأسقطت حقيبة يدها وركضت تصرخ إلى مكان الحادث كالمجنونة تماماً..
                  

12-29-2005, 09:10 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة الرابعة والعشرون ( الأخيرة) (Re: Hozy)

    الحلقة الرابعة والعشرون: ( الأخيــــــــــــــــــــرة )


    كانت (تالين) مذعورة لمنظر الحادث الذي يبدو خطيراً والتفاف الناس حوله منعها من الدخول والتأكد لكن شيئاً في داخلها حدثها أنه (عمر)، فأخذت تصرخ بأعلى صوتها وتقذف بأشيائها التي تحملها وتضرب الأرض بأقدامها وهي تنادي وتبكي باسم (عمر) عله يسمعها فتحول التجمع إليها وصنعوا فجوة بينها وبينه، فوجدت المجال أمامها وهرعت بكل الألم في الدنيا عندما رأت قميصه وحذاءه المبتور في الأرض لم تستطع أن تسير إليه على رجليها فوقعت على الأرض وأكملت زاحفة على ركبتيها وهي تحاول الوصول إلى وجهه الممتلئ بالدماء وقميصه إلى بعد المنتصف والأرض من تحته فذهب صوتها وهي تحاول أن ترجو الناس ليحملوه للمستشفى، فأخبرها أحد الجالسين قربه على الأرض وكان طبيباً أن هذا الشخص قد توفي وأن رأسه من الخلف شبه مفتوح، فصرخت به مستنجدة ومنتحبة وصوتها تحشرج ولم يعد يخرج وهي تشير بيديه إلى ذلك الرجل ليحاول وقف النزيف أو إنعاشه وهي تفكر بجمجمته "المفتوحة الآن من الخلف" وقلبه المليئان بحبها كما تفكر بأهله وأمه وأبيه، وكيف لها أن تتصور فقده بهذه الطريقة، كما أحست بالذنب تجاهه والخداع لأنها كانت قد سمحت لنفسها بأن تفكر بغيره وهو لم يفكر إلا بها، حاولت أن تمسك برجليه وتهزهما، رغم أن قواها كانت قد خارت، لكنها حاولت أن توصل إليه لمستها التي عاش يتمناها وهزته بما تبقى لها من قوة وهي تصرخ وتبكي تترجاه أن ينهض وتترجاه أن يعيش لأجلها ولأهله، إلى أن أمسك بيدها رجل كبيراً في السن وطلب منها الاستغفار فالروح قد أخذها ربها، فصمت برهة ثم بعدها لم ترى غير وجه هذا الرجل بعد أن غابت عن الوعي.
    فتحت (تالين) عينيها فلم تفهم أين ترقد؟ بأي مكان ؟ لكنه بدا لها كغرفة في مستشفى، حاولت أن تنادي بصوتها فلم تفلح، ثم حاولت تحريك أطرافها ولم تقوى، ولم يستطع عقلها أن يميز أي شيء حولها، أحست بثقل في رأسها وعينيها وأن كثيراً من الآلات مربوطة بها، ولم تكن تذكر أي شيء حتى أنها لم تستطع أن تميز أنها في خارج السودان أم داخله، وفجأة أصدر الجهاز بجانبها صفيراً عالياً، فظهرت أحدى الممرضات راكضة ثم حيتها مبتسمة وعادت مسرعة وبعدها تجمهر عدد من الأطباء والممرضات ثم رأت والدتها تقترب من رأسها، ففرحت بها وابتسمت لها دون أن تستطع التحرك، فأدركت أنها حتماً خارج السودان ثم حاولت الالتفاف برأسها فرأت خالتها تقترب منها، فاستغربت كيف تجمع الاثنان معاً، لكن بعد أن سمعت صوت كل فرد في الغرفة وهو يتحدث باللهجة السودانية أدركت أنها مازالت موجودة في السودان، وسمعت صوت الطبيب وهو يقول لها أن تحاول التحدث وتتجاوز ثقل المخدر من آخر عملية أجريت لها، فاستغربت (تالين) عن نوع العملية ؟ وماذا حدث لها تحديداً؟
    سمعت صوت والدتها تقول : " الآن نستطيع السفر فوراً، فسأعرضها على أحسن الأطباء في الخارج، فوالدها وأخوتها قلقين عليها ولن نستطيع تأجيل السفر"
    فرد عليها الطبيب بحدة : " قد قلت لك سابقاً، أن لا شيء يستحق، وإذا كان يوجد أي نقص هنا كنت سأخبرك بنفسي كما نفعل دائماً فهذه مسئولياتنا، لكن أبنتك الآن بخير وتحتاج فقط القليل من الراحة، وبعدها ستتعدى مرحلة الخطر ويمكن أن تذهبي بها لأي مكان في الدنيا"
    قالت (تالين) ، وخرج صوتها ضعيفاً جداً: " هل أستطيع أن أعلم ماذا حدث لي تحديداً؟"
    فقال لها الطبيب المعالج : " هل تستطيعين التذكر ؟ حاولي أن تتذكري الأشخاص الموجودين حولك، وقولي لي أسماءهم ، وما هو آخر شيء تتذكرينه؟"
    عندما أخبرته (تالين) وهي تضم والدتها في محاولة ضعيفة منها بما يريد، عندها تذكرت ذلك الحادث المشئوم لكنها أحست به كأنه حلم مزعج راودها قبل لحظات قبيل استيقاظها لكنها كانت قد فقدت تفاصيله، وعندما تمتمت تسأل خالتها عن (عمر)، أمرها الطبيب بالتوقف وأخذ الدواء أولاً قبل الإكمال، وأخذته (تالين) لكن الجميع رفض أن يسمع حلمها المزعج، أو كابوسها المقلق الذي كان يؤرق فكرها الآن.
    بعد مرور فترة بسيطة حاولت الممرضة حملها على شرب كوباً من العصير، لكنها لم تستطع فكانت مرعوبة جداً عندما علمت أنه قد مضى على رقدتها أكثر من سبعة أيام في هذه التي يسمونها العناية المركزة وأنها ستنقل الآن فقط إلى الجناح العادي.
    بعد أن استيقظت (تالين) في صباح اليوم التالي سمعت طرقاً بباب غرفتها وفاجأها الحضور عندما أدخلتهم والدتها فكانوا أصدقاءها في الجامعة جميعهم تقريباً، سرت بهم كثيراً وكيف أنهم علموا برقدتها وكيف أستطاع الجميع رغم انشغالهم الحضور معاً، سعدت بهم أيما سعادة وسعدت بحبهم لها واهتمامهم فقد مر يومها السابق بزيارات مكثفة من الأهل لكنهم لم يستطيعوا الدخول إليها في غرفة العناية المركزة لكن والدتها استمرت تخبرها عنهم وذكر أسماء الجميع.
    مرت لحظات صمت طويلة في وجود أصدقاءها رغم محاولتها الضحك والمداعبة معهم، لكنها لاحظت أنهم كانوا يتحاشون ذلك، بعدها قال أحدهم: " الإيمان بالقضاء والقدر هو من أهم درجات الإيمان، ويجب التمسك بحقيقة أن الحياة فسحة صغيرة جداً ليأتي بعدها الموت الدائم لنا جميعاً إلى أن يحينا الله أجمعين، أحضرت لكي في ذاك الكيس ( وأشار بيده) بضع آيات مختارة في كتيبات وبعض الأدعية التي تفيد الميت في قبره، وكلنا ندعي ل(عمر) من قلوبنا بأن يرحمه الله ويتقبل روحه، ويدخله جناته مع الشهداء والصديقين.."
    قالت (تالين) كأنما تمتم دون أن تصرخ هذه المرة: " قد علمت ذلك، قد علمت ذلك، أن (عمر) قد مات، كان هو، دهسته تلك الشاحنة، لم يكن مناماً كان حقيقياً، مات الشاب الرقيق العظيم، ماتت معه كل الأشياء الجميلة في حياتي... "
    ثم بكت (تالين) بشدة وأخذت تنتحب بصوت عال، وجلست والدتها قربها تمسك برأسها وتحاول ضمه لصدرها، وهي تترجاها أن ترحم نفسها لأنها مريضة، وأنها تحبها أكثر من أي شيء في دنياها وأنها إن فقدتها ستلحقها وترجتها أن ترحم أمها ولا تعذب نفسها..
    فصرخت بوالدتها عندما قالت :" وهو أيضاً الآن قلب أمه مكسوراً وقلب أبيه أيضاً، الله وحده يعلم بحال والديه الآن وكيف هما من بعده، ليتني ما عدت وما أتى لزيارتي، ليتني صددته من زمن لكان أحسن من دوني يا أمي، فقد حرمت والديه منه.."
    قاطعتها والدتها وهي تحاول جاهدة إسكاته وقالت لها: " أستغفر الله العظيم، هل هكذا علمتك أبنتي؟ فالموت حق على الجميع، كيف لك أن تنكريه، فالله كما خلقنا يأخذنا وكل له يومه لن يزيد ولن ينقص، وليس لأجلك أو غيرك يموت الناس"
    فقالت وهي تبكي بحرقة وقد أبكت معها كل من في الغرفة حتى أمها : " لماذا أكون أنا إحدى أسباب موته ؟ لما أنا تحديداً؟ لماذا يكون لي بعض اللوم في موته؟"
    فرد عليها أحد أصدقاءها قائلاً : " ولماذا لا يكون السبب سائق الشاحنة ؟"
    وردت إحدى صديقاتها : " كل الناس في هذه البلد وفي كل العالم يستخدمون الطريق ويعيرونه على من يقع لوم حادث كهذا؟ من غيرنا يلام إن لم يكن منتبهاً وصاحياً قبل العبور؟ هل نلوم مواعيدنا التي نلاحقها؟ "
    وهكذا أستمر أصدقائها في الترويح عنها ونفي إحساسها بالذنب من جراء ذلك الحادث، وتناوب الجميع على زيارتها يومياً ولم تفارقها والدتها ولو للحظة خلال تلك الفترة، وأتى إليها في يومها الأخير (عبد الرحيم ) لزيارتها واعتادت والدتها عند حضور أصدقائها من الجامعة الخروج قليلاً لتأدية احتياجاتها، فبعد أن دخل مع صديقين لها، خرجت والدتها، وجلس الجميع وقال لها (عبد الرحيم) : " حاولت كثيراً أن أدخل لزيارتك فقد كنت كثيراً ما أحضر إلى هذا المستشفى ولكني لم أستطع الدخول إليك" وصمت والجميع،،
    وصمتت (تالين) مستغربة من كلامه هذا ذا الدلالة الغريبة، لأنه الآن لا تحسه ولم تدرك مقصده، فلم تكن تفكر إلا في (عمر) وفقدها له وحزنها الشديد أصبح كسحابة قاتمة تحول بينها وبين أي أحساس جميل يمكن أن يفرحها.
    جرى الحديث بين الجميع عن طيبة وأخلاق (عمر) وعن قوة الصبر التي يجب أن يتحلى بها الإنسان لينعم بحياة طبيعية هانئة، وأن الموت موجود بين العالمين لن ينتهي ولن تقف حياة الآخرين بعد ذهاب أحدهم، ثم تحدثوا بعدها عن أحلامهم ومستقبلهم عدا (تالين) و(عبد الرحيم)، ثم غادروها.
    وزارها (عبد الرحيم) وحده في اليوم التالي قبل مغادرتها المستشفى لكنه كان يتحدث إلى والدتها طوال الوقت لوجودها بينهما، ولم تهتم (تالين) بمقاطعتهما وفضلت الاستماع في صمت.
    استعدت (تالين) بعد ثلاثة أيام من خروجها من المستشفى وتعافيها تماماً للسفر مع والدتها وكانت قد اتفقت أن تجتمع مع أصدقائها في اجتماع خاص للجميع، فذهبت في الموعد المحدد الذي كان بعيداً عن الجامعة وحرص الجميع على الحضور، وحاولوا إنجاح هذا اللقاء ليظل ذكرى جميلة لهم قبل مواصلة كل واحد منهم مسيرته الخاصة، كانت (تالين) تحس بعد خروجها من صدمتها تلك أنها تحتاج الجميع ودعمهم لها، تحتاج لشخص يحبها حقاً ك(عبد الرحيم) ليساعدها على اجتياز محنتها وكان في فكرها أن هذا اليوم سيكون مناسباً ليظهر لها ذاك الدعم، وكانت تتوقع المزيد منه لكنها لا تمني نفسها بالكثير، لعدم رغبة منها أولاً لأن فكرها ما زال مشوشاً وثانياً لإحساسها بالغموض من تصرفاته، وعندما أطل عليهم (عبد الرحيم) في هذا الاجتماع بعد انتظار طويل له، كانت بصحبته إحدى الجميلات من الطالبات اللاتي تليهن في الدفعة، وتقدم ناحية (تالين) وصافحها متمنياً لها كل الصحة والعافية وهو يقدم لها زوجته، أو في حكم الزوجة لإتمامهما عقد القرآن منذ أقل من شهرين، صافحتها (تالين) ضاحكة، ولا زالت تضحك عندما تذكرت تلك الواقعة بينما تغط أمها في النوم في المقعد قربها وهما على ارتفاع عالٍ من الأرض مغادرتا أرض الوطن، إلى حيث قضت (تالين) سنتين من حياتها تعمل وتجتهد وتؤجل موضوع الزواج، وتكتفي بذكرى (عمر) الشبيهة بكل المثالية في أسمى آيات الحب، ثم تزوجت بعدها من مهندس مرموق، يحبها بكل صدق وتفاني ، وعاشت معه كل السعادة والهناءة وتنتظر الآن طفله الأول منه الذي تيمنت إن كان ولداً ستسميه (عمراً) بلا شك.
                  

12-29-2005, 09:17 AM

بلدى يا حبوب
<aبلدى يا حبوب
تاريخ التسجيل: 05-29-2003
مجموع المشاركات: 9833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    هوزى
    واخيرا اسندل الستار على قصة الجميلة والمغرور والتى كانت لنا خلال شهر رمضان كتمرات الافطار وامتدت روعتها وانتشينا معها ودنونا من سودانيس اون لاين لنصتبح على الجديد فيها. فلقد ثابرت واجتهدت واتحفت الجميع بحلاوة السرد وطلاولة المعانى واصبحت تالين فى قلب الكثيرين وفى انتظار الجديد عام 2006
    شكرا وبروافو يا اديبة المنبر للعام 2005
    تحياتى
                  

12-30-2005, 06:09 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: بلدى يا حبوب)

    العزيز جداً بلدي يا حبوب

    كنت لي خير معين وخير مشجع على هذه الإستمرارية

    أشكر لك متابعتك القيمة والهامة عندي

    واشكر متابعة الكثيرين جداً الذين أستطيع أحصائهم على الأقل من عدد المشاهدات
    وجميع المداخلات في أول الحلقات
    وأشكر المتابعين من خارج البورد
    وتسلم يا حبوب مرة أخرى
    على كلامك الطيب عني
    وأتمنى أن أكون قد وفقت ولو قليلاً في إمتاع المتابعين بالسرد
    وأحاول أن أواصل هذه المسيرة وأن تكون لي تجربة أخرى أكثر إمتاعاً وأقل أخطاء

    وقد إستمعت كما إستمعتم بكتابتها وسردها لكم...

    الشكر الف الشكر

    لبكري والمتابعين هنا في سودانيزأونلاين والمتابعين هناك في عكس الريح وتشجيعهم الكبير ايضا


    سلمتم

    هــــــوازن
                  

12-30-2005, 06:45 AM

Hozy

تاريخ التسجيل: 01-13-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    توضيح هام:

    القصة من وحي خيالي فقط، وإن بدت مطابقة لأي أحداث في الواقع فهذا لا يعني أنها تحكي عني أو عن أي صديق لي...

    وجب التوضيح...

    مع محبتي

    هوازن صلاح
                  

12-31-2005, 05:10 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: Hozy)

    شكرا يا هوزي وصدقيني خيالك خصب ..

    ويلا لينا واصل ياحنين لينا واصل .

    مزيدا من الابداع
                  

01-25-2006, 11:50 AM

noon
<anoon
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور ).. (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    Quote:
    توضيح هام:

    القصة من وحي خيالي فقط، وإن بدت مطابقة لأي أحداث في الواقع فهذا لا يعني أنها تحكي عني أو عن أي صديق لي...

    وجب التوضيح...


    طيب يا هوزي يا اختي مدام القصة خيال ما كان تنهية نهاية سعيدة ..وكفايةعلينا هم الغربة وحذننا علي الرحلوا (اللهم ارحمهم جميعآ)كمان ذاد عليهم عمر ....
    تسلمي جد ابداع...
    وميد من التقدم ...


    نون
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de