مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..

مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..


10-16-2005, 04:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=50&msg=1135702530&rn=0


Post: #1
Title: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-16-2005, 04:33 AM


منذ أن التحقت الجميلة ( تالين ) بكليتها الجامعية في وطنها ( السودان) وهي تحاول أن تخلق لنفسها مجتمعاً جديداً خاصاً بها، تحاول كذلك أن تتعامل مع الذكور والإناث بنفس القدر، أي ألا تتمادى في علاقتها بأحدِ الأولاد أكثر من اللازم فقد عاهدت نفسها قبل الالتحاق بالجامعة، أن ترتقي في تعاملاتها مع الزملاء، ولا تكترث للجنس سواء كان ذكراً أو أنثى، كانت تحاول جاهدة كسب رضا البنات قبل الأولاد وكان صعباً جداً، خصوصا المحاولة الأولية في جعل أي بنت تتقرب منها أو تحبها، فجمالها وجاذبيتها واهتمامها الشديد بأناقتها جعلها محط الأنظار من الجنس الخشن تحديداً، مما جعل اقتراب الجنس الناعم منها صعباً بعض الشيء، أقفلت قلبها وفتحت ذهنها جيداً، ولكن هيهات، فبعد مرور أكثر من سنة على وجودها في الجامعة، اتخذته في سنتها الثانية صديقاً مقرباً لها، ولكنه كان مولعٌاً بها، منذ الوهلة الأولى وهذا هو سبب صداقته لها، وبدأ من اليوم الأول لهما يحكي لها عن حياته الخاصة، وعن خططه للعمل منذ الآن وقبل التخرج، وعن شغفه بالعمل و الاعتماد على نفسه، ويلمح بإعجابه ببراءتها وبساطتها في التعامل بلباقة ملحوظة دون ذكر محاسن وجمال شكلها، ويلح عليها أن تفتح قلبها وتحكي له عن حياتها وعن أهلها وعن أمالها وما ترسمه لمستقبلها، ولكنها كانت تحاول أن تخفف وتحد من سرعة إيقاعه، لأنها عاهدت نفسها ألا تتورط في علاقات عاطفية تؤثر على دراستها،
ولكن بجانب ذلك فهو شابٌاً وسيماً جداً، ومن أسرة مرموقة، بجانب أنه من المتميزين أكاديمياً في الكلية، كان ( عبد الرحيم ) محطً أنظار معظم البنات في الكلية، وهذا ما أثار دهشة ( تالين) فلم تكن تعلم أن صداقتها له منذ البداية لم ترق للكثيرات، ولا تعلم هل هذا بسبب وسامته فقط، أم تفوقه، أم أنه كما علمت لاحقاً كان يأتي طوال أيامه الأولى في الكلية بسيارة جميلة براقة، سلبت ألباب معظم البنات، ولكنها بعد ذلك اكتشفت أن ( عبد الرحيم ) كان أكثر من ذلك، كان محبوباً من الأولاد أكثر من البنات، كان الرب الروحي للجميع، يقف بجانب الجميع، يصادق الكل ويساعدهم، كان ذو أخلاق عالية وابتسامة صافية تدخل القلوب من أول وهلة، كان جميلاً من الداخل أكثر من الخارج.
جفل قلب ( تالين ) من ألق وروعة شخصية ( عبد الرحيم ) حاولت مقاومته بأقصى ما تستطيع، وليس خوفاً من أن تنكث عهدها لنفسهافقط، بل على عهد أخذه منها ( طارق ) الذي عرفته أيام دراستها المدرسية، هذا الشاب الجذاب الرائع، الذي علمها الكثير في حياتها، علمها كثيراً من أمور دينها ودنياها، عاهدها على الوفاء والإخلاص، وأخذ منها نفس العهد، وكان يخاف عليها من البعد والسفر، وخائف على نفسه من فقدها، فهو يعمل في الخليج بنفس بلد إقامتها وإقامة أهلها عملاً يربح منه الكثير، ولكنه لم يكمل تعليمه الجامعي، لذا تعاهدا أن يهاجر إلى إحدى دول الغرب ليدرس باللغة الانجليزية ويطور من نفسه ودراسته، ويكون جاهزاً للزواج بها بعد أن تكمل هي دراستها أيضا.

Post: #2
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-16-2005, 03:38 PM
Parent: #1

الحلقة الثانية

Post: #3
Title: الحلقة الثانية..
Author: Hozy
Date: 10-16-2005, 04:55 PM
Parent: #1

الحلقة الثانية:

ما يدور في خلد ( تالين) أنها لا تستطيع أن تنقض عهدها، ولكن هذا العهد تضمن التواصل بين الطرفين وهذا لم يحدث، وبعد مرور سنتها الدراسية الأولى عادت إلى أهلها في الخليج في عطلة نهاية العام الدراسي، وحاولت كثيراً الاتصال به حاولت أن تجد طريقاً يوصلها له، ولكن هيهات، تقطعت كل سبل الاتصال، وهو لم يحاول ولم يتصل بها لا في مكان إقامتها في السودان ولا هنا، واختلجت مشاعر الخوف عليه ومنه في قلبها، وهي كانت تعد الساعات والليالي لتسمع صوته وتسمعه يبشرها ببداية رحلتهما معاً، لم تفهم ما يحدث، ولم تستطع أن تخمنه، كيف وهو من خطط لكل شيء!، وهو أكثر حرصاً منها على نماء تلك العلاقة!، هل هذا يعني النهاية ؟ أم هي الظروف التي منعته من الاتصال؟ هل يمكن أن تكون ظروف السفر أم أنه صرف النظر عن كل تلك الخطط؟
أخذتها الوساوس والأفكار السوداء و مرارة الانتظار،
كلما خلت بنفسها بعد عودتها للجامعة وفشلها في رؤية فارسها ( طارق )،
وكلما جلست مع ( عبد الرحيم ) وأحست بمشاعره تجرفها عنوةً
و كلما أحست باهتمامه الزائد لها، وكلما تيقنت من روعة هذه الشخصية وجمال روحها، ولكنها كانت تعامله بجفاء عندما يعاملها برقة،
كانت تذهب عنه عند قدومه لها واللهفة بعينيه،
كانت تقسو عليه عندما يغرقها بحنانه ودفئه.
ماذا تفعل غير ذلك؟ ماذا تفعل لتقاوم تلك المشاعر المتصاعدة في قلبها؟
وكيف تقاوم جمال شكله وروحه، إضافةً لاهتمامه الزائد بها؟
كيف وقد احتضنها وأولاها جلّ اهتمامه وهمه !!!
مارست عليه القسوة لتزيل من عقله وقلبه أي فكرة أو مشاعر خاصة نحوها،
كي يتقبلها فقط صديقةً وزميلةً له لا أكثر، ولكن هيهات أن تتحكم بقلبه أو قلبها إذا سمع النداء!
لا تقوى أن توقف عقارب الساعة، ولا أن تعيد ترتيب الليل والنهار كذلك، فهو وحده من يتحكم في ملكوته وهو وحده علاّم القلوب والمتحكم فيها.
استمرت ( تالين ) على هذا الحال فترةً طويلةً من الزمن، لا تستطيع أن تطال شمس ( عبد الرحيم) ولا نجم ( طارق) الغائب، استمرت في قسوتها على ( عبد الرحيم ) عسى أن تستطع الحد من عنفوان مشاعره الطاغية، ولكن ما حدث بعدها كان غريباً أربك كونها، فلم يحتمل ( عبد الرحيم ) صدها له، ولا التحفظ الذي تمارسه عليه، فبدأ يعاملها بكل قسوة، وأصبح يتعمد إحراجها أمام الجميع من أصدقائهما، والقسوة عليها، وتوبيخها بسبب وبدون سبب على الملأ ، مما حول حياتها إلى جحيم، وبذر الغصة في حلقها والحسرة، بعد أن زرع بقلبها وروداً وهناء، وأضاء لها حياتها وكونها حولها لها الآن إلى ظلامٍ دامس بعد أن سلبها نور بسمته و ضياء حبه واهتمامه، فكسر داخلها شعاع الأمل له وضياء وده في قلبها المهجور.
.

Post: #4
Title: Re: الحلقة الثانية..
Author: Dr. Moiz Bakhiet
Date: 10-16-2005, 05:03 PM
Parent: #3

نتابع باهتمام وشغف..

هنا.............





وهناك.........

Post: #10
Title: Re: الحلقة الثانية..
Author: Hozy
Date: 10-17-2005, 02:07 AM
Parent: #4

تسلم يا بروف

يشرفنا انك تتابع معانا

وطلتك البهية

تحياتي لك

Post: #5
Title: Re: الحلقة الثانية..
Author: layon
Date: 10-17-2005, 00:47 AM
Parent: #3

سلام ..هوزي
الصوم شايل من الصبر حته
الحقيني بالتتمه


تحياتي
ليون الصوماليه

Post: #8
Title: Re: الحلقة الثانية..
Author: Hozy
Date: 10-17-2005, 01:58 AM
Parent: #5

ياستي الف شكر على المتابعة

تسلمي

رمضان كريم

Post: #98
Title: Re: الحلقة الثانية..
Author: Emad Abdulla
Date: 10-28-2005, 00:11 AM
Parent: #3

الأخت هوزي ..

تحية ،،




يقترب من التشريح - هذا الذي تفيضين به -

أقرب هو الى ذلك منه لسرد قصصي .. أتساءل إن كان هذا أول ما كتبتِ ؟

.. عموما ، موقعك كراوية لهذا ما زال في وضعية الحياد .. ربما لو تقحمين الراوية في حُمى الإيقاع .. أتصور أن العمل حينها سيتوهج أكثر ..

كل شيء يتحرك هنا .. عدا الراوية ..

أدخلينا إلى بؤرة التناغم الحميم ذاك من خلالك .. أن نرى من خلالك ..

يبعث ذلك - أعتقد - حيوية و حراكا أكبر .. إذ أننا الآن مقحمين في العمل من خلال ( كاميرتك ) .. لا من خلالك.




عذراً لهكذا ملاحظة ..

وتظلين مبدعة .. ومازلنا نتابع

Post: #6
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: abas
Date: 10-17-2005, 01:45 AM
Parent: #1

اها

منتظرين

ناس الحله كلهم قاعدين قدام التلفزيون

فارشينلهم سباته والتلفزيون عشان الناس تشوف رافعينو في راس برميل

اكان شفتي البنات بالجنبه العلي البيت

والاولاد بالجنبه العلي الشارع

النساوين الكبار قاعدات في العناقريب

والرجال الكبار قاعدين في البروش

والسباتات

الاطفال قاعدين في الواطه سااااااااي

كل ديل منتظرين مسلسلك

واصلي

Post: #11
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-17-2005, 02:10 AM
Parent: #6

عباس يا لذيذ يا رائع

والله أتمنى

أنه ينال رضاكم

قلت لي الحلة كلها

تسلم والله للمرور والمتابعة

تحياتي
ورمضان كريم

Post: #7
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: معاوية الزبير
Date: 10-17-2005, 01:52 AM
Parent: #1

كلنا متابع
شايفاك مع المتواجدين عليك الله ادخلي لي ضروري في
[email protected]
I am wating

Post: #15
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-17-2005, 05:25 AM
Parent: #7

ياخي روحنا طلعت
واحنا منتظرين الايميل ده

ياخي والله الشوق بحررررررررر


معقولة بس
كل سنة وكلكم كده الاتنين والنونو بالف خير

تحياتي وودي

Post: #16
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-17-2005, 05:25 AM
Parent: #7

ياخي روحنا طلعت
واحنا منتظرين الايميل ده

ياخي والله الشوق بحررررررررر


معقولة بس
كل سنة وكلكم كده الاتنين والنونو بالف خير

تحياتي وودي

Post: #9
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: ودقاسم
Date: 10-17-2005, 01:59 AM
Parent: #1

ابنتي هوزي
لك التحية وأنت تنقلين لنا تجربة إنسانية ترسم واقع أبنائنا وبناتنا الذين عاشوا هنا في المهاجر ، ثم دلفوا إلى المجتمع السوداني الذي يمارس انفتاحا أكثر من غيره ، وهناك ربما يتم إنجاب شخصية جديدة لهذا العائد من الغربة وربما تعانده أفكاره ومفاهيمه القديمة ، وربما تهزمه هذه الأفكار ، فيكون ضحية التشويه الذي أحاط به طفلا وصبيا وشابا ...
واصلي هذا المسعى الأدبي الاجتماعي وسنتابع معك ...

Post: #12
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: معتز تروتسكى
Date: 10-17-2005, 04:20 AM
Parent: #9

خالص التحايا
العزيزه هوزى
ظروفى حتمت على ان امر على بوستات معينه لاننى لو فتحت طاقة لمثل هذه البوستات ستنخرب دارى..
لكن بالجد ساعود ووعد قاطع ..
يااااااااااااااه.
وهذه من قراءة سريعه ..
دمتى ..
ولك تحياتى النواضر..

Post: #18
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-17-2005, 05:30 AM
Parent: #12

والله يا معتز الله لا يحرمنا من طلاتك

وشنو البوستات الشاغلاك دي عن بوستات؟!

تحياتي لك

وندعوك فعلا للمتابعة
وشكرا للمرور

ونطلب منك المواظبة

تحياتي لك

Post: #13
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: garjah
Date: 10-17-2005, 04:21 AM
Parent: #9


اختي السغيرة

هوزي

كم هي رائعة بداية القصة ومشحونة بلغة معبرة



مع وافر تقديري واحترامي



اخوك


قرجة

Post: #14
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: ايهاب
Date: 10-17-2005, 04:44 AM
Parent: #13

بتنا زمان هوازن
رمضان كريم و تحياتنا لي زيكو اللزيز
مسلسلك دا مالو بادي متاخر كدا
loOoOooOoOoOoOoOoLZ
اها شدي حيلك حا نتابع

Post: #17
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-17-2005, 05:28 AM
Parent: #9

يا خال

تسلم للطلة والمتابعة وكل الفائدة منك
وما تحرمنا منها

وانا حاحاول فعلاً اوصل ليكم من خلال القصة معلومة عن تجارب فعلا
بيتعرض لها ابناءكم في الغربة او بناتكم بالاضافة لاشياء سلبية كتيرة يمكن
ما تكون مقبولة عندكم بس حاصلة
مع شوية رومانسية
واشياء حاصلة وبتحصل وحتستمر

تحياتي لك

Post: #19
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-17-2005, 05:32 AM
Parent: #1

العزيز قرجة

لك من كل التحايا على مرورك هنا

واتمنى ان تواظب

تحياتي لك

Post: #20
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-17-2005, 05:34 AM
Parent: #19

ولدنا زمان

هوبة

شنو يا ايهاب القطعة دي

رمضان كريم وكل عام وانتم بالف خير

وتسلم للمرور

خليك مرابط
بنحاول نعوض تأخير المسلسل ده

بس خليك معانا
متابع ومرابط

تحياتي لك

تسلم

Post: #21
Title: الحلقة الثالثة
Author: Hozy
Date: 10-17-2005, 05:37 AM
Parent: #1

الحلقة الثالثة:

عانت (تالين) كثيراً في غربتها في وطنها، عانت فقدها لأسرتها وبيتها والحياة السهلة المترفة، افتقدت حضن والدتها وصدر والدها، و صحبة أخوتها، افتقدت يداً تمسح على خدها عندما تقسو الحياة ويعتريها الشجن، فقدت إحساسها بالأمن والطمأنينة في كنف والديها، وافتقدت غرفتها المريحة المرتبة وسريرها الدافئ، وأشياءها الثمينة المرصوصة بعناية في غرفتها، ومتطلباتها التي في متناول اليد، فعانت في حالها الجديد من زحمةِ السكن الجامعي،
وتشارُكها للغرفة مع ثلاث طالبات، إضافةً إلى صديقاتهن اللاتي يحضرن باستمرار وبجميع الأوقات، لغرض الترويح والدردشة وكسر الوقت، كانت تأنس أحياناً قليلة لزيارتهن وتحاول أن تنصت إلى اللطيف من أحاديثهن لتنسى غربتها ووحدتها،
ولكن كثيراً ما تعجز عن مجاراة أحاديثهن أواستيعابها، ليس غروراً منها، كما يصفنها من وراء ظهرها، ولكن لعدم استيعابها لبعض الأمور التي تجدها أكبر منهن سناً أو انها لم يحن أوانها بعد، أو أموراً لا تجد هوىً في نفسها.
لاحظت ( تالين ) أن معظم أحاديث زميلاتها في السكن تتمحور عن العلاقات العاطفية بزملائهن في الجامعة، والحديث عن حقيقة الإعجاب المتبادل بينهما والطرف الآخر، أو بين أحد الأولاد وإحدى البنات في الجامعة، أو عن من الأكثر جمالاً أو أناقةً في الجامعة، وعن من يدعي براءته من تهمة علاقة يقيمها مع زميلة أو زميل له ينفياها الاثنان، أو غيرها من أمور كثيرة تصب في نهر العلاقات العاطفية والصداقات بين الجنسين.
وكانت أحياناً تعزي هذا لأنهم في سنينهم الأولى في الجامعة، ويمكن أن يعتادوا الاختلاط بعدها.
تعلمت (تالين) منهن كيف تتابع وتترصد اهتمام أي شاب في الكلية بها أو بغيرها، كي تتمكن من المشاركة في حوار المساء في سكنهن الجامعي عند العودة،
وتعلمت أيضاً كيف تطور أكثر من أناقتها وزينتها،،،
و تعلمت كثيراً من أمورِ الحياة العامة أكثر من الأمور العلمية، رغم أنها التحقت بأشهر الجامعات أكاديمياً في بلدها السودان، ولكن اهتمامات بنات جيلها ترك في نفسها أثرا كبيرا، مما اثر سلباً على دراستها ومواظبتها،
فكثيراً ما تذهب إلى الكلية مع صديقاتها وبعدها يقررن عدم الدخول إلى الدرس، ويفضلن البقاء في مقصف الجامعة، ويتجمع حولهن بعدها كثيرٌ من زملائهن الأولاد خصوصاً والبنات أحياناً، ويقضوا أوقاتهم في الضحك والتسلية، ويضيع الدرس ويُهمل ويؤجل لأجلٍ غير مسمى، فيغمرها الإحساس بتأنيب الضمير، ولكنها تخجل من التصريح به أمام هكذا جمع، كي لا تعرض نفسها للسخرية من الآخرين،
وخصوصاً أن تجمعهم هذا يضم عدداً من المتفوقين الذين يرجعون في المساء إلى بيوتهم للدراسة، أما هي فتذهب لسكنها الجامعي منهكة، مثقلة بهم البحث عن الطعام، وضياع الوقت فيه، في جلبه وطبخه أحياناً، وبعدها بداية اللهو الحقيقي ووقت استقبال الوافدات للتسلية والضحك.

هكذا قضت معظم عامها الدراسي الأول، مشحونة بالسلبيات أكثر من الإيجابيات، ومليئة بالجديد لتتعلمه في حياتها القادمة في هذا المكان،
ومفعمة بالشوق للاحتكاك أكثر بالحياة الجامعية المختلطة، ولكن هذه الفرصة
كانت هي السبب الرئيسي في بطء تحصيلها الدراسي لسنتها الأولى بل وأكثر من ذلك.

Post: #22
Title: Re: الحلقة الثالثة
Author: Elmosley
Date: 10-17-2005, 05:54 AM
Parent: #21

انا حضرت الحلقه التالته لكن شوفوني الحلقتين السابقتين في فيديو


وهسع قاعد منظر استمري

Post: #26
Title: Re: الحلقة الثالثة
Author: Hozy
Date: 10-17-2005, 01:40 PM
Parent: #22


عزيزنا الموصلي
فيديو عديل كده

ايه رأيك انا اتصل بيك
احكيهم ليك

وكل سنة وانت طيب بالمناسبة

ما خليتنا نجيب ليك الهدية

عقبال مليون شمعة

ورمضان كريم

شاكرة لك مرورك وما تحرمنا طلتك البهية علينا

Post: #23
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: خضر حسين خليل
Date: 10-17-2005, 07:35 AM
Parent: #1

بداية موفقة


نتابع بأهتمام


شكراً هوزي

ورمضان كريم

Post: #27
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-17-2005, 01:41 PM
Parent: #23


العزيز خضر

تسلم والله للمرور والمتابعة

خليك هنا بس تابع معانا

ورمضان كريم
تحياتي لك

Post: #24
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: بلدى يا حبوب
Date: 10-17-2005, 11:18 AM
Parent: #1

هوزى
حمد الله الف على السلامة ومرحب بيك فى موسم عودة طيورنا المهاجرة فى موسم رمضان المعظم
ننتظر على شوق شديد لمواصلة الابداع
تحياتى

Post: #28
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-17-2005, 01:45 PM
Parent: #24



عزيزنا بلدي يا حبوب

تسلم والله
سعيدة بمرورك والله وطلتك

بس خليك معانا

كلك ذوق

تحياتي

Post: #25
Title: الحلقة الرابعة
Author: Hozy
Date: 10-17-2005, 01:35 PM
Parent: #1

الحلقة الرابعة:


" سرقت الأيام مني وقتي الثمين وضاع سدىً، ولكنني قرابة نهاية العام الدراسي حاولت أن أعوض تقصيري، حاولت أن أجمع كل ما فاتني من دروس ومراجعات أهملتها، وحاولت أن أعوض فقدي لأهلي وأصدقائي وإحساسي بالوحدة بعمل صداقات جديدة، حاولت أن أكسب الكثيرين لأنفي عني تهمة الغرور والتوحد، وأنني عكس ذلك." استرسلت (تالين) موضحة..
قال (عبد الرحيم) وقد بدأ عليه الامتعاض: " تجيدين تفسير الأشياء لصالح نفسك"،
واصلت (تالين) رغم ألتهمكم الواضح في صوت عبد الرحيم، بعد أن قلب كل موازينه معها، من إنسان محب وشغوف إلى ندٍ قاس وشرس،واصلت قائلة: " ليس هو تبريراً لنفسي، ولكن الله جعل لكل شيء سببا وأنا أفتح قلبي لك، وأخبرك بقصتي قبل عودتي هذه للبلد وما عشته من أحداث في تلك الفترة، قبل أن ألتقي بكم في إعادتي لسنة دراسية كاملة!".
عبد الرحيم: " واصلي حديثك إذاً كلي آذان صاغية، بما أنك نزلتِ عن برجك العاجي وقررت أن تهبيني شرف الاستماع".
تالين: " رغم سخريتك سأواصل، لأنني أحس أنك أكثر شخص في هذا الكون أتمنى أن يسمعني ويحس بي"،
ونكست رأسها خجلى، وعندما رفعته وجدت وجهه جامداً وهو يدعي الانشغال بمراقبة بعض الزملاء يلعبون ويضحكون من البعد، فاحتارت من أين له تلك القدرة الفولاذية على الجمود والقسوة اللذان يمارسهما معها.
فواصلت تالين قائلة: " صحيح أني أهملت كثيراً في مجالي الأكاديمي، ولكني بذلت قصار جهدي في آخر عامنا الدراسي الأول، وفعلاً استطعت أن أعوض كل ما فاتني، لا بل أكثر من ذلك ساهمت في مساعدة كثيراً من الزملاء والزميلات، مما أكسبني شهرة أنني متفوقة في مادة علمية معينة، وفعلاً تفوقت على الكل بها."
صاح (عبد الرحيم) مستغرباً: " ولماذا إذاً رسوبك وإعادتك للسنة الدراسية؟، هل تعمدتِ ذلك لرؤيتي؟" أضاف ساخراً.
استرسلت (تالين) خجلى: "عبد الرحيم، السبب هو الدكتور أستاذ المادة نفسه!، وهكذا شاءت الظروف لي، أن الدكتور أستاذ تلك المادة بالذات أن ..."
وصمتت..
قطع عليها ( عبد الرحيم ) صمتها: " ماذا يا (تالين)؟
تالين: " هذا الأستاذ تعرض لي كثيراً، خصوصاً بعد أن أخطأت مرة بذهابي لمكتبه بناءً على طلب منه". وصمتت مرة أخرى..
تغير وجه ( عبد الرحيم ) من المفاجأة وصاح بها: " هل ذهبتِ فعلاً إلى مكتبه؟، هل جننتِ؟ هل تعلمين أن الدخول لهكذا مكاتب بمفردك، وفي ذاك المبنى تحديداً جريمة نكراء؟ ما هذا بربك!".
ثم طلب منها أن تكمل..
أكملت ( تالين ): " لم أكن أعلم شيئاً ولكني أحسست بالخطأ، لأنه أشترط علي أن آتي إليه بمفردي، وأحسست من كلامه بشيء مريب، أثار شكوكي، ولكن ماذا أفعل فهو أستاذي، المهم بعد أن جلسنا في مكتبه، سرد لي قصة حياته، وحكى لي أنه لم يتزوج إلى الآن، رغم كبر سنه، وكان الحديث غريباً يحمل طابع الخصوصية ولا يمت للأكاديميات بأي صفة، بل وأخذ يمدحنيّ، وكيف أني لفت نظره دون جميع طالباته، وأن بي شيئاً مميزاً، ولكنه لم يتجاوز حدود اللياقة والأدب، ولو فعلها لا أدري ما كنت سأفعل حينذاك.
كنت أستمع إليه في خوفٍ شديد، وفجأةً وقف مودعاً يطلب مقابلتي خارج الجامعة وحدد المكان والزمان، وأنا في حيرةٍ شديدةٍ.
تملكني الخوف بعدها، غادرته ولا أدري ماذا أفعل، وانتابني أحساسٌ بأن أبكي من الخوف ورهبة الموقف وصعوبته، ولم أستطع أن أخبر أحداً بما حدث معي، فلم تكن لي تلك الصديقة الصدوق التي أستطيع أن ائتمنها لسري، وخفت إذا تفشى الخبر، أن يسيء البعض التفسير، وما فعلته أنني لم أذهب إلى لقائه في الموعد المحدد، وبعد مرور عدة أيام، قابلني صدفةً، ووجهه في وجهي، داخل مبنى الجامعة ومعي صديقة لي، محبة لنقل الأحاديث والأخبار كثيراً، صرخ في وجهيّ ووبخني على عدم التزامي بالموعد، كل هذا أمام صديقتي وطلب مني مقابلته نهاية اليوم في نفس المكان، ولم استطع الرد كأنما انعقد لساني، وخصوصاً وأنا أرى نظرات صديقتي كأنما تبتلعني من الفضول والدهشة، فقد رأت أستاذنا الدكتور يتصرف معي مثل المراهقين،
بررت لها لاحقاً، وأظنها اقتنعت بكذبة لفقتها لها، فقد بدأت أتعلم كيف أصيغ الأكاذيب، من المصائب التي عايشتها في هذه الدنيا الجديدة،
أيضاً لم أذهب إليه في ذاك اليوم، وأنا أموت خوفاً منه.
فما كان منه إلا أن فاجأني برسوب غير عادي في مادته التي تفوقت فيها على باقي المواد، فركضت إلى مكتبه مستفسرةً ومعي خالتي، وكان هذا قبل سفري إلى أهلي بيوم، فأدعى أنه مشغول جداً، ولا يستطيع الحديث إلينا في الوقت الحاضر، لكن ربما غداً.
أسودت الدنيا في عيني، وأحسست أن أحلامي جميعها تحطمت الواحدة تلو الأخرى، أحسست بالصدمة مما ألاقيه في بلادي وسط أهلي وعشيرتي، ومن هم من جنسي، كرهت اختياري لتلك الجامعة وتفضيلها على جامعات الخارج، رغم إلحاح أهلي علي في هذا الموضوع، كرهت حياتي هنا، وصداقاتي السطحية، وانعدام الصداقة والفرح الحقيقي، كرهت غربتي ووحدتي وعذابي وفشلي بجانب كل ذلك، وخيانتي للثقة المقدمة لي من أسرتي وأبوي.
لذا قررت عدم الإكمال في تلك الجامعة، وذهبت إلى أسرتي مصممة على ذلك، إلا أن الشهور مرت واستطاعت أحدى الصديقات أقناعي بمكالماتها لي بالحضور والتراجع عن قراري، وكذلك أسرتي لم تشجعني على الانسحاب، وهاأنذا تجدني أمامك، أحاول من جديد، وسعيدة بكم أنت و ( سعيد )".
عبد الرحيم: " جيد، هل يمكن أن ننصرف الآن أحس بالجوع؟".
انصرفت (تالين) معه في هدوء وكلها إحباط من محاولاتها الفاشلة في كسب وده من جديد.

Post: #29
Title: Re: الحلقة الرابعة
Author: garjah
Date: 10-17-2005, 01:47 PM
Parent: #25



لقد قررت تمديد فترة اقامتي هنا

وهذا كل ما في الامر

Post: #30
Title: Re: الحلقة الرابعة
Author: محمد عكاشة
Date: 10-17-2005, 04:11 PM
Parent: #29

مودتى وتقديرى
ساعود بى مهلة

Post: #31
Title: Re: الحلقة الرابعة
Author: ودرملية
Date: 10-17-2005, 08:43 PM
Parent: #30

سلامات
وعوافي
هوازن
وينك ووين ايامك ..
طبعا يادوب لقينا البوست دا وانا قاب قوسين او ادني من الخروج من الشغل .. اها قلنا نرفع فوق لحدي ما نجيهو (صادين) بعدين ..
معزتي ..
ووسيم التحايا لزيكو الجميل ..

Post: #41
Title: Re: الحلقة الرابعة
Author: Hozy
Date: 10-18-2005, 06:11 PM
Parent: #31

العزيز محمد عكاشة

يشرفناتشريفك

ونزيد لك اجلال
تسلم
ونتمنى ان تستمر بالمتابعة
تحياتي

Post: #42
Title: Re: الحلقة الرابعة
Author: Hozy
Date: 10-18-2005, 06:14 PM
Parent: #41

استاذنا
والرائع العزيز ودرملية
تسلم والله

معقولة بس
كويس انك لحقت وشفت البوست ده اصلا

وما تحرمنا من المتابعة بالله
وشكرا للمرور

كلك ذوق
رمضان كريم
سلم لي على قطر بالله

Post: #40
Title: Re: الحلقة الرابعة
Author: Hozy
Date: 10-18-2005, 06:09 PM
Parent: #29

عزيزنا واستاذنا قرجة
أصله انت تمشي وينا تفوتنا

معقولة بث

Post: #32
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: abas
Date: 10-17-2005, 11:11 PM
Parent: #1

عوووووووك

ها ناس ها

القصه شنو

ناس التلفزيون ديل ما بعرفو يجيبو اعلانتهم دي الا في وكت المسلسله دي

Post: #43
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-18-2005, 06:17 PM
Parent: #32

عباس يارائع

اهم شي يمغسوك بالاعلانات دي ويطلعوا روحك

اها انا اشحتفكم بشنو
لازم كده

تسلم للمرور والمتابعة

تابع الحلقة السادسة دي فيها تشويق اكثر

Post: #33
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: ودقاسم
Date: 10-18-2005, 01:51 AM
Parent: #1

هوزي
أجدك تتمتعين بطول نَفَس في الكتابة الأدبية وهذا أمر جيد ، وقد نخرج من هذا المسلسل برواية ،،، آمل أن تتابعي الغوص في التفاصيل ، ومعك نتابع ..

Post: #34
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: زول ساكت
Date: 10-18-2005, 02:26 AM
Parent: #33

تسجيل حضور ومتابعه

جميل

Post: #44
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-18-2005, 06:20 PM
Parent: #34

الرائع زول ساكت

تسلم للمرور والمتابعة
تحياتي لك



أستاذنا العزيز ودقاسم
منكم نستفيد والله
واشكرك على كل توجيهاتك ولا تقطعها منا لو سمحت

كل الشكر
وخالص التحايا
تسلم الف

Post: #35
Title: الحلقة الخامسة
Author: Hozy
Date: 10-18-2005, 06:21 AM
Parent: #1

الحلقة الخامسة:


" قمحية اللون تخال أنه ذهباً إذا انعكست عليها أشعة شمس النهار الحار، وهذا الشعر الأسود الناعم مسدولاً على ظهرها، تستطيع أن تميز نعومته من خلال غطاء رأسها الشفاف، كنعومة وصفاء بشرة الأطفال التي تتخذها بشرةً لها، فتأخذك في رحلةٍ إلى جنات الخلد، أما عينيها فهما واسعتان كما السماء، عميقتان كما البحر تستطيعا أن تبتلعاك بسحرهما وتغرقاك كما هو تماماً، ولونهما البني الزاهي ينطق بالحنين، سبحان البديع الخلاّق، كأنهما تنسجمان مع لون بشرتها الذهبي، فترى الجمال في أبهى صوره، مقلتان ! يرهبك النظر إليهما ولا تقوى أن تقاومهما كذلك، والرمش في عينها طويل متدرج، كأسنانِ تاجِ ملكي، فيزيدهما سحراً، ويوقفك حتى جبينها وخصلات الشعر نائمةً فوقه تنبض بالحياة وتنعم بالسكينة، سبحان من صور لها هذه الأنف الرقيق التي تضيء بين خديها البراقتان، اللذان يلمعا كثمرةِ تفاحٍ ناضرة عندما هي تبتسم، و يسحرك اللؤلؤ يضربك ضياءه عندما تنفرج شفتاها اللتان تشداك دونما رقيب، فتجد نفسك .."
(سلوى) مقاطعة: " ويحك يا (علي)، ألا تستحي أبداً؟ لا أصدق نفسي !، كل هذا تكتمه داخلك!
يا رجل والله أن ( تالين ) هذه قد روتك سحرها وفاض بقلبك، وسلبتك لبك
يا معتوه !" ثم ضحكت..
وضحك اثنان من الحضور في تلك اللحظة..
صاح (علي) غاضباً: " ما المضحك في ذلك ؟ هل لأجل أنك تستمتعين برفقتها في السكن،
وتنامين قربها، وسريرك قرب سريرها؟"..
ضحكت ( سلوى ) وهزت رأسها في حيرة..
وواصل هو في غضب: "من منكم ينكر جمالها؟ ودلالها؟ وأناقتها؟ وابتسامتها الساحرة؟
من منّا معشر الرجال هنا لم ينكوي بسحرها، ولتعلمي أنهم عند
عودتهم إلى السكن الجامعي، لا سيرة لديهم أقوى من ( تالين)، اسمها
ورسمها وقوامها الممشوق، طولها الشامخ الجميل، يزيدها قامةً وتألقاً
وشموخاً وكبرياء، وجسمها الملفوف كشجرة"البان"، كما تظهر أناقتها
المفرطة ما سخرّه الله لها من جمال جسدها وفتنته،
أتت لهذا الكون كأميرةٍ من العصور الوسطى، بل ملكة جمال الكون دون
منازع، ولأول مرة في التاريخ تطل على العالم ملكة جمال من السودان".
قالها وهو يلوح بيديه في الهواء بانفعال واضح.
حاول (عبد الرحيم) عند اقترابه منهم أن يتفادى يد (علي) التي أوشكت على اقتلاع عينه.
عبد الرحيم خاطبه مبتسماً: " ماذا لديك الآن، من هي ملكة الجمال الجديدة التي سلبتك عقلك
وسكنت قلبك الواسع الكبير والمكتظ بمعظم البنات في الجامعة" وضحك ساخراً..
تردد(علي) قبل أن يقول: " ومن غيرها تعتقد أنها أجمل فتاةً في الجامعة؟ من بنظرك؟
صمت (عبد الرحيم) قليلاً قبل أن يهز رأسه بالنفي ويرفع كتفيه دلالة الجهل بالإجابة.
فقال(علي) ساخراً: " لك كل الحق في النكران، وأن تدّعي البراءة والجهل،
بعد أن حظيت بقربها، واستأثرت بها لنفسك دون الآخرين".
فأجاب(عبد الرحيم): " من تقصد ( تالين)؟"
فضحك (علي) وهو يضيف: " ولماذا تدّعي الجهل في البداية، أنك لوغد محظوظ".
فما كان من (عبد الرحيم) إلا أن غادر منسحباً.
انتهت (سلوى) من سرد تفاصيل ما جرى في الجامعة، وما دار بين (علي) و (عبد الرحيم)، والفتيات مجتمعات حولها في سكنهم الخاص، وكانت قد بدأت تسرد قصتها المنفردة من الوهلة الأولى التي وضعت فيها قدمها في السكن مباشرةً، بعد أن نادت على الكل بالحضور، كي لا تضطر إلى إعادة الحكاية لكل على حدة!.
بعد أن فرغت، اتجهت الأنظار كلها إلى وجه (تالين) باحثين عن إجابة ترضي فضولهم، وجواب لسؤالٍ كثيراً ما حيرهم، هل اختارت (عبد الرحيم) وهي على علاقةٍ به أم لا؟!،،..
كان من ضمن الجمع أحدى الفتيات، مقيمة في الخليج، تُدعى (وفاء)، تحسها (تالين) أنها طيبة ودود ورقيقة، لكن (وفاء) تسكن بغرفةٍ أخرى مع صديقاتها، وهن صديقات ل(عبد الرحيم)،من قبل عودة (تالين) مرة أخرى إلى الجامعة،
كثيراً ما تحس (تالين) أنها لا تروق لهن أبداً، رغم محاولاتها المستمرة لكسبهن، ولكنهن كأنما يعتبرنها نداً أو خصماً لهن بسبب (عبد الرحيم) واهتمامه بها، وإحداهن على وجه الخصوص هي التي كانت تثير البقية عليها، ويبدو أنها كانت تحس أن (تالين) تنافسها على قلب (عبد الرحيم) أكثر من البقية، واللائي أيضاً يتضامن معها تماماً، كيف لا وهي الأقرب لهن من (تالين)؟، وكانت تلك الفتاة وتدعى (هالة) مغرورةٌ إلى حدٍ كبير، ولا تحسن التعامل إلا مع الفتيان فقط لكسب ودهم، وهذا ما عُرف عنها، فأسرت (تالين) في ذاك الوقت أن تحتفظ بسرها لنفسها، ولا تشبع فضولهن، خوفاً من انتشار قصصها على الملأ..
ففكرت في الهروب منهن،،،
إلا أن قاطعها صوت(وفاء): " منْ يعجبك من الشباب في الجامعة؟ ومن ترين أكثرهم وسامة؟
ولماذا لا ترتبطي بشخص مثل (علي)؟ أم تفضلين (عبد الرحيم)؟ "
وواصلت متهكمة: " لا أعتقد أن أهلك قد يسمحوا لك بذلك، خصوصاً إذا كانوا يهتموا
بالقبلية.." ثم ضحكت بعد أن أسمعت الجميع..

ضحكت معهن (تالين) وهي تنسحب مسرعة، بعد أن أدعت الجهل والدهشة من كل شيء.

Post: #36
Title: Re: الحلقة الخامسة
Author: مهيرة
Date: 10-18-2005, 06:52 AM
Parent: #35

سيداتى آنساتى سادتى

بعد قليل ..تتابعون معنا

الحلقة السادسة

من المسلسل الممتع

( الجميلة والمغرور)

وحصريا على قناة: سودانيز اون لاين

فى انتظارك ياهوزى

على احر من الجمر

تحياتى

Post: #47
Title: Re: الحلقة الخامسة
Author: Hozy
Date: 10-19-2005, 03:55 AM
Parent: #36

استاذتنا الحبيبة مهيرة القديرة

والله تسلمي للمرورك ومتابعتك

تحياتي لك الف

ووالله ما بقدر حصرياً، عشان الواحد ما يقطع على نفسه الرزق من قنوات تانية :P

لقيتي الحلقة السادسة كيف بالله ؟


أسعدتني اراءك وتعليقاتك المثمرة

مليون تحية تاني

وكل الحب

Post: #37
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: jini
Date: 10-18-2005, 07:15 AM
Parent: #1

اأختنا الصغيرة هوزى
نتابع بشدة زخم المشاعر الحية ويلا همتك مشروع سينارست ممتاز يخرجنا من قوقعةالمسلسلات الممجوجة ومكرورة
جنى

Post: #48
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-19-2005, 03:59 AM
Parent: #37

الرائع جني

تسلم للمرور

والكلام الجميل

تحياتي لك
يا رائع

Post: #38
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: ناصر البطل
Date: 10-18-2005, 07:20 AM
Parent: #1

أُختى هوزى
ياااااااااااااااااااااااااااااااااااه
ما كل هذا الجمال
سأنصب خيمتى هنا
و سأجعل لك اعلانات الفواصل
اتفقنا
بخصوص طبزتى معناها خير قريب. صدقينى


Post: #51
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-19-2005, 04:10 AM
Parent: #38

يا ناصر ويا بطل

تسلم للمتابعة سيدي

وكلك ذوق والله
من ذوقك بس

تحياتي لك والف شكر

اها مستنينا اعلاناتك والفواصل الجميلة
عشان تسبك المسلسل

اما الاخيرة دي بيني وبينك ما وقعت لي
تحياتي لك

Post: #39
Title: الحلقة السادسة
Author: Hozy
Date: 10-18-2005, 06:08 PM
Parent: #1


الحلقة السادسة:

أوشكت امتحانات نهاية السنة على البدء، وكان عليها التركيز بشدة على النجاح والتفوق، أكثر من أي شيء آخر، وكان (عبد الرحيم) رغم الانقلاب في معاملاتها، لكنه كان شديد الحرص على ألا يفوتها شي، أو يستعصى عليها شيء في دراستها، فوضع لها خطة للدراسة تشملهما معاً نهاراً، وليلاً كل على حدة، وكانت توافقه على كل ما يحدده لها، إما خوفاً من غضبه مرة أخرى، رغم أن شيئاً في قلبها يخبرها أنه يحبها على طريقته، أو أنه يقاوم حبها في قلبه، أو ربما غاضب من تجاهلها له في البداية.
ولكن رغم تلك المعاملة الجديدة القاسية معها، لكنها مازالت تحس بالألفة والأمان معه، تحس في قربه بالطمأنينة والدفء، لا تقوى على التفكير بالبعد عنه، ولا تستطيع الاقتراب أكثر، رغم شوقها لحنانه السابق، وذلك الشوق في عينيه.
استمرا في الدراسة معاً والتحصيل، وقررت (تالين) وقتها ألا تخوض تجربة أن تشرح للآخرين إلا قليلاً وفي الضرورة إذا اضطرت لذلك وللمقربين فقط، وأن تبعد عن التجمعات الكبيرة التي يدرس الكثيرون فيها.
كان من الأكثر الأشياء التي أسعدتها أن مادة ذلك الدكتور اللعوب قد أُُسقطت منهم في هذه السنة، ولكل القادمين الجدد من كليتها والى الأبد، وهذا هو ما شجعها على العودة للجامعة وعلى الرجوع للوطن من الأساس.

وفي أحدى الأيام التي كان الطقس فيها أكثر من جميل وأروع من رائع، وبينما كانت هي و (عبد الرحيم ) يدرسان معا في مكتبة الجامعة، رغم أنه كثيراً ما كان بينهما شرحاً لا أكثر، ويدرسان منفصلان، ولكنهما في ذلك اليوم كان يدرسا معاً، ويحاولا التركيز..
قالت (تالين) لعبد الرحيم مخاطبة : " لا تستطيع أن تصدق كيف هو الجو في الخارج،
بعد أن توقف المطر الخفيف نهائياً، أيما نسيم وهواء رطب في الخارج"
رد (عبد الرحيم) مبتسماً: " ما رأيك أن نخرج في استراحة قصيرة، أود أن أشرب عصيراً
مثلجاً من المانجو، ولكم أتمنى أن نجلس سوياً في هذا الجو البديع."

خاطبها (عبد الرحيم) وهو ينظر إلى عينيها عندما جلست في مكانها قربه، فطار قلبها فرحاً وانفرجت أساريرها، فلأول مرة تنتابها هذه الرعشة، التي حركها فيها ( عبد الرحيم)، فقد كان صوته دافئاً ونظراته كسهامٍ قطعت أنفاسها، وأربكت حركة دورتها الدموية.
لم تصدق ما أنتابها من إحساس لمجرد كلمة طيبة بدرت منه، كيف أستطاع كسبها رغم قسوته؟، وهل جاذبيته تكمن في مقاومته لسحرها وتجاهله لجمالها؟، كيف استطاع أن يأخذ منها كل هذا..؟؟!!!!!!!

وأخرجها من صمتها صوتٌ كرسي سحب بقوة من الجهة التي يجلس فيها (عبد الرحيم)، ثم دهشت من هول المفاجأة عندما وقعت عيناها على تلك المغرورة المدعوة (هالة)، وهي تجلس بعد أن ألقت عليهما التحية، جلست بقرب (عبد الرحيم) وألصقت كرسيها مع كرسيه، ثم ألصقت رجليها بركبتيه ، ونامت برأسها على طاولتهما وهي تواجهه وتلعب بأصابعها في دفتره وتكلمه في دلال مصطنع.
دارت بها الدنيا لم تقوى على النطق أو التعليق، كيف لطالبة جامعية أن تتصرف هكذا مثل الغواني؟، محاولة إغواءه لإغاظتها، ولكن على الملأ؟؟ لا تستطيع تصديق عينيها لما يجري...

إرتبكت (تالين) ووجدت نفسها ترفع كراستها لتغطي وجهها وتسرق النظر من جانب الكراس لتراقب سلوك ( هالة )..
ولكن ما قتلها هو الارتباك الذي علا وجه (عبد الرحيم) عندما سألته (هالة) بدلال أن يخرج معها قليلاً إلى الخارج، لا بل رأت الدم يتصاعد في وجهه من تأثير التصاقه بها، لدرجة أنهما في لحظة من اللحظات نسيا وجودها، وفكرت أن تغادر، ولكن لم تقوى ساقاها على الحراك، وأحست بالخوف، لا تدري لما!!، وفكرت أن الجلوس وعدم ترك المجال لهذه الساقطة، هو الأنسب، ولكن مرت الثواني حثيثاً ولم ترى من (عبد الرحيم) ما يرضيها وينهي هذا الموقف، لذا فضلت الانسحاب، وركضت مسرعة إلى الخارج.
[Blue/]

Post: #45
Title: Re: الحلقة السادسة
Author: سجيمان
Date: 10-18-2005, 11:03 PM
Parent: #39



المسلسل برعاية

كوكو كولا...الشربات الوطني

كوكوكولا... ضد الحيرقان والنفاخ...والميس كول

Post: #46
Title: Re: الحلقة السادسة
Author: ناصر البطل
Date: 10-19-2005, 02:54 AM
Parent: #45

سجيمان بطِل حركات
ما تدفر ياخ
الاعلانات دى حقتى أنا... سمح


رساله من تالين إلى عبد الرحيم
بعد أن إنتهت فتره الامتحانات
و ذهبت تالين لقضاء الاجازه مع أهلها
يظهر فى الصوره عبدالرحيم و هو طربان فرحا برسالة تالين
و ذلك الشجن الذى بات يخفيه منها فى الفتره الأخيره


أها أسع يا سجيمان جنس النضمى الفوق ده بتقدر عليهو


Post: #49
Title: Re: الحلقة السادسة
Author: tmbis
Date: 10-19-2005, 04:03 AM
Parent: #46

يا هوزي ..
كيفك ؟؟
ياخي عارفه اخوك .. قلق قدر كيف..
ادينا بخره للحلقة الاخيرة .. شغل القطاعي دهـ متعب يا هوزي
.
.

فكرة جيملة أن تعودي بالقصة القصيرة ياهوزي
واصلى وياريت البقية يجو راجعين
.
.
تحياتي ليك
ولي ابو الزيك

Post: #53
Title: Re: الحلقة السادسة
Author: Hozy
Date: 10-19-2005, 05:33 AM
Parent: #46

يا سلام عليك

دي دعاية للمسلسل زاتها

في لقطات كمان

شغلكم نضيف قناة سودانيزاونلاين

تسلم الف يا هيرو
ما نتحرمش

Post: #52
Title: Re: الحلقة السادسة
Author: Hozy
Date: 10-19-2005, 04:26 AM
Parent: #45

Quote: المسلسل برعاية

كوكو كولا...الشربات الوطني

كوكوكولا... ضد الحيرقان والنفاخ...والميس كول


LoooooooooooooooooLZ

بالله الميسدكول بعمل حرقان

وكمان بتشيله الكوكا كولا

ياخي عليك الله صحيح شركة الكوكا كولا اشترت المسلسل
لكن يا سي جي ما تخليهم ينصبوا على الناس ياخي


ما تشوف لينا ناس العطورات

وناس الشامبو

وجالاكسي جواهر ( وخلي اللي تحبيها ليكي)

Post: #55
Title: Re: الحلقة السادسة
Author: Hozy
Date: 10-19-2005, 04:18 PM
Parent: #52

تمبس الرائع

Quote:
يا هوزي ..
كيفك ؟؟
ياخي عارفه اخوك .. قلق قدر كيف..
ادينا بخره للحلقة الاخيرة .. شغل القطاعي دهـ متعب يا هوزي

فكرة جيملة أن تعودي بالقصة القصيرة ياهوزي
واصلى وياريت البقية يجو راجعين

تحياتي ليك
ولي ابو الزيك


مافي ليك بخرة ولا حاجة
لسة في حاجات كتيرة لازم نحسمها اول ياخي
بطل الشفقة

تسلم للمرور والطلة

لك كل التحايا والود
مني وزيكو

Post: #50
Title: Re: الحلقة السادسة
Author: ثابت محمد
Date: 10-19-2005, 04:06 AM
Parent: #39

هـوزي الرائعـة

شايف الحكاية بدأت تولـع خصوصاً بعد دخول ( الغيـرة )
القفـزة الدرامية الرائعة بين الحلقة (3) و (4)
أكثر من رائعــة

ملحوظة
نرجـو تحديد الشركة الراعية
أرى شركة سيجمان قد دخلت المنافسة
نرجو تحديد الجهة المسئولة عن الإعـلان
حتى لا يتوقف المسلسل
وخليك زي ( سلوى )
تأكدي أن كل الناس موجوة لتبدأ الحلقة (7)

كل المـودة

Post: #56
Title: Re: الحلقة السادسة
Author: Hozy
Date: 10-19-2005, 04:37 PM
Parent: #50

الرائع ثابت

اول شي واضح طبعاً انك عضو جديد في البورد
فالف مرحب بك
ويسعدني تشريفك لنا هنا
ومعليش الترحيب جاء متأخراً

وللإيضاح

شركة سليمان هي الشركة الراعية للمسلسل
مين سليمان ده قصدي سي جي مان
إلا إذا جات شركة تانية دفعت اكتر
وعرضت اعلاناتها هنا


والله انا بتمنى انه الناس كلها تكون حاضرة
ومتابعة
وخليكم معانا دوما

تحياتي
دمت

Post: #54
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: بلدى يا حبوب
Date: 10-19-2005, 07:14 AM
Parent: #1

هوزى

وانا اتابع الحلقة الخامسة من الجميلة والشريدة اصتحبت معى موسيقى مسلسل (هوانم قاردن سيتى الشهير ) وتحت هذا المقطع ....
Quote: قمحية اللون تخال أنه ذهباً إذا انعكست عليها أشعة شمس النهار الحار، وهذا الشعر الأسود الناعم مسدولاً على ظهرها، تستطيع أن تميز نعومته من خلال غطاء رأسها الشفاف، كنعومة وصفاء بشرة الأطفال التي تتخذها بشرةً لها، فتأخذك في رحلةٍ إلى جنات الخلد، أما عينيها فهما واسعتان كما السماء، عميقتان كما البحر تستطيعا أن تبتلعاك بسحرهما وتغرقاك كما هو تماماً، ولونهما البني الزاهي ينطق بالحنين،

وعند نهاية الحلقة الخامسة كانت............
سنياروا وتاليف /هوزى

المسلسل برعاية شركة هوزان للابداع والفنون
واصلى يا مبدعة
تحياتى

Post: #57
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-19-2005, 05:13 PM
Parent: #54

الرائع الحبوب

بلدي يا حبوب

تفتكر شركة هوازن للإبداع والفنون دي

بتدفع كويس
يعني احسن من الكوكاكولا الجاباها سيجمان
قصدي الكوكو كولا

وجايب معاه ديك في الاعلان وكده

بس ما تكون همت كتير من الوصف اللي في الحلقة الخامسة
خلي بالك ده تمثيل
يعني كل تمثيل في تمثيل

Post: #58
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: ودقاسم
Date: 10-20-2005, 02:00 AM
Parent: #1

هوزي
جئت أبحث عن الحلقة السابعة ...
ولم أجدكم ...

Post: #59
Title: الحلقة السابعة
Author: Hozy
Date: 10-21-2005, 04:39 AM
Parent: #1

الحلقة السابعة


فكرت (تالين ) وهي تقف مذعورةً خارج مبنى المكتبة أنه ما كان عليها ترك (عبد الرحيم) وحده مع تلك الحية الرقطاء، والسماح لها بتحقيق أهدافها، وتعلم (تالين) في قرارِ نفسها أن المقصود من هذا السلوك، هو إغاظتها وإحراجها، لذا أسرعت عائدةً إليهما.
دخلت (تالين) إلى المكتبة فوجدته وحده، منكساً رأسه على الطاولة وحزيناً، جلست جواره بعصبية، وسرعان ما ألتفت إليها، وشجنً عميقً في عينيه يشوبه خجل..
ثم قال لها (عبد الرحيم): " هل نخرج؟"
فسـألته (تالين) غاضبة: " وأين سيدة الحسن والجمال تلك؟"
رد (عبد الرحيم) بهدوء: " أعتذر لكِ حقاً عن تصرفها هذا، ولكم أستغرب كثيراً له في
نفس الوقت، فلم أجد له مبرراً أبدا!!".
(تالين) وقد فقدت صبرها: " لو سمحت (عبد الرحيم) فسره لي، وأحكي لي
ما جرى بينكما بالتفصيل، ولا تخفي شيئاً". رفعت أصبعها مهددةً.
(عبد الرحيم) مداعباً: " سأفعل عزيزتي، ولكن لا تحزنِ هكذا، لقد طلبت مني أن أخرج معها
لنتناول شيئاً، ولكني رفضت، ووضحت لها أنني متفق معك مسبقاً على
الخروج، لذا طلبت منها الابتعاد لأنها تعطلني عنك، فانصرفت
غاضبة، ولكني لم أفهم لمّ غادرتِ أنتِ وتركتنا ؟، فهي حقاً لا تستحق".
ثم أضاف (عبد الرحيم) قائلاً: " هذه الفتاة قصدت شيئاً من تصرفها هذا، وأحسست كأنما
تعمدت أن تغيظك أنت، بطريقة ملحوظة، ولم أستوعب ذلك حتى الآن، ولا
أدري لماذا!!."
ابتسمت (تالين) في خبث وقالت: " حقاً لا تدري لماذا؟"،، ثم أشاحت بنظرها بعيداً وهي تبتسم.
(عبد الرحيم) وهو يقترب منها قليلاً ، ويتفرس في وجهها: " حقاً لا أدري، وأتمنى أن تخبريني" وواصل ساخراً " بالتفصيل ولا تنسي شيئاً".. وأشار بأصبعه مهدداً.
(تالين) مبتعدة قليلاً منه: " أخبرتك عدة مرات عن سلوكهن مسبقاً، وأنهن يكرهنّ
وجودي ولا أدري هل يكرهنّ وجودي في الجامعة كلها، أما في حياتك أنت على
وجه الخصوص؟، لكنك تجاهلت حديثي، أو ربما لم تصدقه، وكنت كثيراً ما تصر أن
نجلس معهن للدرس، وأنا أعلم تمام العلم أنهن يستحملن وجودي على مضض،
لكني كنت أحاول إرضاءك محاولة كسب بعض الود المستحيل منهن،
ولكن رغم كل هذا عندما نجلس معهن أحس بأعينهن تنخر فيّ حتى العظم، وكيف
أنهن ينظرنّ إليّ في اشمئزاز غريب أثناء جلوسنا معاً، هل أنت مدرك لكل هذا، أم
تدعي الجهل؟"
عبد الرحيم: " عزيزتي، بكل وضوح قد أحسست هذا من قبل ولكني لم أود إيذاء مشاعرك، وودت أن
استطيع بنفسي أن أحل هذه الأمور، وأن أجبرهن على احترام وجودك
معي، ويعتدن عليه، كي يفهمن ما تعنيه لي."
جملته الأخيرة بدت كأنها خرجت منه دون وعي لأنه حاول إخفاءها عندما أكمل قائلاً: "
لنذهب الآن، كي لا يضيع الوقت، لأنني سأذهب بعدها لبيتي، ولك الخيار بأن
تكملي هنا وحدك أو تعودي إلى السكن الجامعي".
أحست (تالين) بالجفاء من كلماته الأخيرة، بعد تصريحاته السابقة التي خرجت منه دون وعي، وكذلك بالإحباط لأنهما لن يكملا دروسهما معاً.
سعدت (تالين) وهي تفكر أن علاقة (عبد الرحيم) بالمغرورة (هالة) والبقية على وشك الزوال، وعلى وشك أن ترتاح هي من ملاقاتهن، أو أن تخشى منهن على (عبد الرحيم).
وما كان ينغص عليها يومها ويكدره ذكرى سلوك المغرورة (هالة) في ذلك اليوم، وترعبها تلك الذكرى المريرة.
انقضت فترة الامتحانات بذاك العام، وانشغلت فيه (تالين) كثيراً بدراستها، وحاولت أن تنسى كل مشاكلها العاطفية، والتركيز في دراستها فقط ، وكثيراً ما تلوح لها ذكرى والدتها، وكيف أنها الأكثر اهتماما بمستقبلها ونجاحها، وأنها تنتظر تفوقها لترفع من شأنها بين الناس، كما أن والدتها كانت حريصة ألاّ تقصر في دعمها ل(تالين) بالمال لجميع المصاريف الدراسية والمتطلبات الأخرى.
فلم تحس (تالين) في يوم بأن شيئاً ينقصها من احتياجاتها المادية، أو أنها احتاجت لشيء ولم تجده.
ولكنها أحست بالنقص الكثير من احتياجاتها الأخرى التي لم تقدر على الحصول عليها في يوم، أحست (تالين) أن (عبد الرحيم) قد تملكها فعلاً، وأنها تعلقت به حقاً، خصوصاً بعد أن زارت أهلها للمرة الثانية على التوالي ولم تجد (طارق) ولم تعلم أين طريقه، و نما اعتقادها كثيراً أن (طارق) قد نسيها حقاً، وأنه تنازل عن كل أحلامهما معاً.
كانت تحن لتلك الأيام القليلة التي جمعتها ب(طارق)، وكيف أن حنانه لها كان دفقاً، وكثيراً ما كانت تقارن بينه وبين (عبد الرحيم)، وتحس أن شيئاً ب(عبد الرحيم) يجعل إحساسها به مميزاً وخاصا.
الحلقة السابعة

فكرت (تالين ) وهي تقف مذعورةً خارج مبنى المكتبة أنه ما كان عليها ترك (عبد الرحيم) وحده مع تلك الحية الرقطاء، والسماح لها بتحقيق أهدافها، وتعلم (تالين) في قرارِ نفسها أن المقصود من هذا السلوك، هو إغاظتها وإحراجها، لذا أسرعت عائدةً إليهما.
دخلت (تالين) إلى المكتبة فوجدته وحده، منكساً رأسه على الطاولة وحزيناً، جلست جواره بعصبية، وسرعان ما ألتفت إليها، وشجنً عميقً في عينيه يشوبه خجل..
ثم قال لها (عبد الرحيم): " هل نخرج؟"
فسـألته (تالين) غاضبة: " وأين سيدة الحسن والجمال تلك؟"
رد (عبد الرحيم) بهدوء: " أعتذر لكِ حقاً عن تصرفها هذا، ولكم أستغرب كثيراً له في
نفس الوقت، فلم أجد له مبرراً أبدا!!".
(تالين) وقد فقدت صبرها: " لو سمحت (عبد الرحيم) فسره لي، وأحكي لي
ما جرى بينكما بالتفصيل، ولا تخفي شيئاً". رفعت أصبعها مهددةً.
(عبد الرحيم) مداعباً: " سأفعل عزيزتي، ولكن لا تحزنِ هكذا، لقد طلبت مني أن أخرج معها
لنتناول شيئاً، ولكني رفضت، ووضحت لها أنني متفق معك مسبقاً على
الخروج، لذا طلبت منها الابتعاد لأنها تعطلني عنك، فانصرفت
غاضبة، ولكني لم أفهم لمّ غادرتِ أنتِ وتركتنا ؟، فهي حقاً لا تستحق".
ثم أضاف (عبد الرحيم) قائلاً: " هذه الفتاة قصدت شيئاً من تصرفها هذا، وأحسست كأنما
تعمدت أن تغيظك أنت، بطريقة ملحوظة، ولم أستوعب ذلك حتى الآن، ولا
أدري لماذا!!."
ابتسمت (تالين) في خبث وقالت: " حقاً لا تدري لماذا؟"،، ثم أشاحت بنظرها بعيداً وهي تبتسم.
(عبد الرحيم) وهو يقترب منها قليلاً ، ويتفرس في وجهها: " حقاً لا أدري، وأتمنى أن تخبريني" وواصل ساخراً " بالتفصيل ولا تنسي شيئاً".. وأشار بأصبعه مهدداً.
(تالين) مبتعدة قليلاً منه: " أخبرتك عدة مرات عن سلوكهن مسبقاً، وأنهن يكرهنّ
وجودي ولا أدري هل يكرهنّ وجودي في الجامعة كلها، أما في حياتك أنت على
وجه الخصوص؟، لكنك تجاهلت حديثي، أو ربما لم تصدقه، وكنت كثيراً ما تصر أن
نجلس معهن للدرس، وأنا أعلم تمام العلم أنهن يستحملن وجودي على مضض،
لكني كنت أحاول إرضاءك محاولة كسب بعض الود المستحيل منهن،
ولكن رغم كل هذا عندما نجلس معهن أحس بأعينهن تنخر فيّ حتى العظم، وكيف
أنهن ينظرنّ إليّ في اشمئزاز غريب أثناء جلوسنا معاً، هل أنت مدرك لكل هذا، أم
تدعي الجهل؟"
عبد الرحيم: " عزيزتي، بكل وضوح قد أحسست هذا من قبل ولكني لم أود إيذاء مشاعرك، وودت أن
استطيع بنفسي أن أحل هذه الأمور، وأن أجبرهن على احترام وجودك
معي، ويعتدن عليه، كي يفهمن ما تعنيه لي."
جملته الأخيرة بدت كأنها خرجت منه دون وعي لأنه حاول إخفاءها عندما أكمل قائلاً: "
لنذهب الآن، كي لا يضيع الوقت، لأنني سأذهب بعدها لبيتي، ولك الخيار بأن
تكملي هنا وحدك أو تعودي إلى السكن الجامعي".
أحست (تالين) بالجفاء من كلماته الأخيرة، بعد تصريحاته السابقة التي خرجت منه دون وعي، وكذلك بالإحباط لأنهما لن يكملا دروسهما معاً.
سعدت (تالين) وهي تفكر أن علاقة (عبد الرحيم) بالمغرورة (هالة) والبقية على وشك الزوال، وعلى وشك أن ترتاح هي من ملاقاتهن، أو أن تخشى منهن على (عبد الرحيم).
وما كان ينغص عليها يومها ويكدره ذكرى سلوك المغرورة (هالة) في ذلك اليوم، وترعبها تلك الذكرى المريرة.
انقضت فترة الامتحانات بذاك العام، وانشغلت فيه (تالين) كثيراً بدراستها، وحاولت أن تنسى كل مشاكلها العاطفية، والتركيز في دراستها فقط ، وكثيراً ما تلوح لها ذكرى والدتها، وكيف أنها الأكثر اهتماما بمستقبلها ونجاحها، وأنها تنتظر تفوقها لترفع من شأنها بين الناس، كما أن والدتها كانت حريصة ألاّ تقصر في دعمها ل(تالين) بالمال لجميع المصاريف الدراسية والمتطلبات الأخرى.
فلم تحس (تالين) في يوم بأن شيئاً ينقصها من احتياجاتها المادية، أو أنها احتاجت لشيء ولم تجده.
ولكنها أحست بالنقص الكثير من احتياجاتها الأخرى التي لم تقدر على الحصول عليها في يوم، أحست (تالين) أن (عبد الرحيم) قد تملكها فعلاً، وأنها تعلقت به حقاً، خصوصاً بعد أن زارت أهلها للمرة الثانية على التوالي ولم تجد (طارق) ولم تعلم أين طريقه، و نما اعتقادها كثيراً أن (طارق) قد نسيها حقاً، وأنه تنازل عن كل أحلامهما معاً.
كانت تحن لتلك الأيام القليلة التي جمعتها ب(طارق)، وكيف أن حنانه لها كان دفقاً، وكثيراً ما كانت تقارن بينه وبين (عبد الرحيم)، وتحس أن شيئاً ب(عبد الرحيم) يجعل إحساسها به مميزاً وخاصا.


Post: #60
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: بلدى يا حبوب
Date: 10-21-2005, 08:55 AM
Parent: #1

هوزى

وعلى احرى من الجمر افى انتظار الحلقة الثامنة
على فكرة نحنا حنكون طالبنك حلقات لانو اليوم 18 رمضان ولحدى حسه فى 7 حلقات
ورمصان 29 يوم وطبعا ده عشانك
مع
تحياتى

Post: #61
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-21-2005, 06:22 PM
Parent: #1

Quote: هوزي
جئت أبحث عن الحلقة السابعة ...
ولم أجدكم ...


خالنا العزيز

معليش للتأخير

كان في عطل فني!!!!

Post: #62
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-21-2005, 06:26 PM
Parent: #1

العزيز بلدي يا حبوب

Quote: هوزى

وعلى احرى من الجمر افى انتظار الحلقة الثامنة
على فكرة نحنا حنكون طالبنك حلقات لانو اليوم 18 رمضان ولحدى حسه فى 7 حلقات
ورمصان 29 يوم وطبعا ده عشانك
مع
تحياتى


تسلم والله

مافي مشكلة بنعملها خمسة عشرية

على وزن سباعية !!!

Post: #63
Title: الحلقة الثامنة
Author: Hozy
Date: 10-22-2005, 02:15 PM
Parent: #1

الحلقة الثامنة:


قبل انتهاء العطلة الجامعية، وأثناء مكوث (تالين) مع أهلها بالخليج، اتصل بها أحد الأصدقاء القدامى ويدعى (عمر) ليزف لها خبر نجاحها الباهر وتفوقها الكبير، سعدت (تالين) كثيراً بالخبر ولم تصدق انه قد حان أخيراً أن تسعد بنجاحها وتُسعد أسرتها به، فأقامت لها والدتها احتفالاً صغيراً بتلك المناسبة، خصوصاً أنها كانت من الأوائل على دفعتها في الجامعة.
تذكرت (تالين) في ذلك الوقت (طارق) وتمنت لو كان معها وشاركها تلك الفرحة، فتحولت حالة الحزن عندها لأشد الغضب من هجر (طارق) لها، وقد تملكها هذا الإحساس وأصبحت على يقين من حقيقته، وهو أن (طارق) قد تركها دون عودة، ونسي كل أحلامهما معاً، وأنه حقاً لم يعد له وجود في حياتها، والأحرى بها نسيانه، وساعدها على ذلك أن إيمانها بأن الله معها، وأن أي شر يصيبها سيليه خير من الله، خصوصاً أن ارتباطها به كان من أصعب القرارات في حياتها، لأنه كان خاطباً لزميلة لها في فترة دراستها الثانوية، ورغم هجره لتلك الفتاة، لكن (تالين) كانت تخاف من اللحظة التي ستربطها رسمياً به، ومن انتشار الخبر، وكيف سيكون وقعه على خطيبته السابقة، التي كما علمت منه أنها ما زالت تحاول استرداده ، رغم انه كان دوماً يؤكد لها باستحالة حدوث ذلك، لأنه ترك تلك الفتاة بمحض إرادته عندما علم بسمعتها السيئة جداً، وقبل لن تظهر هي في حياته، ويحاول دوماً أن يطمئن (تالين) ويزيل خوفها بأن لا خطأ يشوبهما.
فكرت (تالين) أن الله تعالى ربما أبعده عنها لخيرٍ لها، لذا لن تحزن عليه ولن تهتم بعد الآن، فانطوت صفحة (طارق) من كتابها، وعلامات الاستفهام والغموض توشحان صفحتها بالسواد.
عندما عادت (تالين) إلى السودان كان (عمر) و صديقتها الحبوب الجميلة (رشا) هما أول المنتظرين لقدومها، ودارت عيناها بحثاً عن (عبد الرحيم) لكن دون فائدة.
(عمر) و (رشا) كانا من أبناء الدفعة الأولى لها، أي مفترض انتقالهما الآن من السنة الثانية إلى السنة الثالثة، كان (عمر) طالباً نجيباً وقد انتقل بتقدير (جيد جداً) إلى السنة الثالثة، أما صديقتها الجميلة (رشا) كانت طالبة كسولة ولم تستطع الانتقال للسنة الثالثة، أي ستعيد دراسة السنة الثانية وسترافق (تالين).
صرخت (رشا) بفرح: " الحسناء (تالين) مرحباً بك، وحمداً لله على سلامتك عزيزتي، و
مبروك عليكِ نجاحك بتقدير ( ممتاز) "، وواصلت ضاحكة " ومبروك علي إعادة السنة، كي أصاحبك فيها".
ابتسم(عمر) وهو يحي (تالين) وقال مداعباً: " حاولت الرسوب أيضاً مثل ما فعلت (رشا)
متعمدة لكني فشلت، لأنها رفضت أن تكشف لي سر رسوبها الدائم".
حيتهما (تالين) وردت ضاحكة: " كثيراً ما نصحتك بالدراسة مع (عمر)، لمّ لم تتبعيه فيما
يدرس وطلبتِ شرح ما استعصى عليك؟"
فردت عليها (رشا) ضاحكة: " حاولت كثيراً وجلست معه حقاً لكن يبدو أنه تعمد أن يشرح لي
خطأً".
ضحك الجميع وتوجهوا إلى المقصف الجامعي..

Post: #64
Title: Re: الحلقة الثامنة
Author: معتصم دفع الله
Date: 10-23-2005, 05:45 AM
Parent: #63

أعجبتني القصة والسرد الرائع يا هوزي ..
إستمتاع حد الدهشة ..
وزي ما قال تمبس واصلي في الحاجات الجميلة دي ..


فوق لمزيد من الجمال ..

Post: #65
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-23-2005, 12:02 PM
Parent: #1

الرائع معتصم

تسلم والله للمرور والمتابعة

شكرا

Post: #66
Title: الحلقة التاسعة
Author: Hozy
Date: 10-23-2005, 12:07 PM
Parent: #1

الحلقة التاسعة:


كان (عمر) شاباً وسيماً جداً، له عينان واسعتان جميلتان، وأنف جميل يزين وجهه، وله شاربٌ أنيق ولحية رقيقة، قامته متوسطة، ابتسامته ساحرة، وبجانب أنه طموح ومجتهد في دروسه، فهو فنان ورقيق جداً في مشاعره، يتعامل مع الفتيات برقة متناهية.
منذ عامهما الأول في الجامعة وجميع الزملاء يعلمون أن (عمرا) يضيع من نفسه عند رؤية (تالين)، الجميع يعلمون مدى الحب الذي يكنه (عمرٌ) لها، وكثيراً ما كانت صديقتها (رشا) وبعض الفتيات يرددن لها ذلك عندما يجتمعن ليلاً في سكنهن الجامعي، ولكن (تالين) كانت تنكر بإصرار.
كانت (تالين) طوال عامها الأول تتجاهل (عمر) وتنكر مشاعره، كما تتجاهل كل الفتيان ، لتعلق قلبها ب(طارق)، كما أنها لم تر (عمر) غير صورة خارجية جميلة، و تحسه كأبنٍ مدللٍ، فقد كان أبوه يعمل أستاذاً بنفس الجامعة، و أخاه الأكبر يدرس فيها أيضا، ولكن على وشك التخرج، وكانوا جميعاً يتميزون بالذكاء والنبوغ.
لكنه ظل في نظرها طفلاً صغيراً، وغير مسئول، ولم تحس في يوم أنه يصلح لها، رغم نصائح الكثيرات المعجبات به.
كانت (تالين) قاسية معه أشد القسوة وتحاول بشتى السبل صده عندما يحاول التودد لها، ولكنها تحب صداقته عندما يتعلق الأمر بالفنون فقد كانت تحب مثله الرسم والغناء.
استطاعت (تالين) الهروب من ملاحقته لها عندما أعادت سنتها الأولى، وبعدت لانخراطها مع دفعتها الجديدة، وتعرفها ب(عبد الرحيم) وغيره من الأصدقاء والصديقات، فكونت لها صداقات جديدة، وبعدت قليلاً عن معظم زملاء سنتها الأولى، وخصوصاً أنه بعدها أنقسم الجميع إلى مجموعات، واستطاع كل منهم أن يختار من يناسبه بعد سنة التعارف الأولى، فحافظت (تالين) على صداقتها ل(رشا) وقليلاً من الأصدقاء قوية، و قل ارتباطها بالبقية.
كانت (رشا) فتاةً جميلةً جداً لا تقل جمالاً أو أناقةً عن (تالين)، وكانت تقيم مع أهلها في أحدى دول الخليج كما هي، وكانت لها صديقة طيبة القلب جداً تُدعى (أمل)، ترتاح (تالين) لصداقتها ب (رشا) وخصوصاً إلى (أمل)، لكنها كانت تخاف الارتباط الزائد بها خصوصاً أنهما على خلاف كبير في معظم الأفكار.
انتقلت (تالين) للسكن مع (رشا) بنفس الغرفة التي اتفقا مسبقاً على ترتيبها واختيارها، وكانت تشاركهما الغرفة فتاةً ثالثة نادراً ما تواظب على المبيت بالغرفة، وأصبحتا دائمتا الظهور معاً أثناء النهار خصوصاً أن جدول محاضراتهما مشترك.
لكن (رشا) كثيراً ما ترتبط بمواعيد أخرى لها مع فتىً هي على علاقة به، يشغل وقتها، بالرغم من أنها كانت فتاةً محافظة، ووالدها كان مشهوراً وغنياً، لذا كانت تصر على (تالين) أحياناً أو صديقتها (أمل) أن يجلسا معها في وجوده، فكانت توزن أمورها بعقلانية في علاقتها هذه ،التي خاضتها بعد أن لاحقها ذاك الفتى لمدة عامين متتالين، وكانت (تالين) معجبة جداً بتصرفات (رشا) في هذا الصدد.
وفي مساء ذلك اليوم قالت لها(رشا): " يحزنني كثيراً صديقنا (عمر) يا (تالين)،
كم أتمنى موافقتك على الارتباط به، فهو يحبك جداً والجميع يعلم ذلك حتى
أنت، ويتمنى قربك ورضاك، وكم أحزن عندما نكون معاً ويتغير لون وجهه فقط عندما تأتي سيرتك، والأعجب من ذلك إذا
أقبلتِ بشحمك ولحمك إلينا، فالله وحده يعلم ما يحدث لهذا الفتى منك".
ردت (تالين) متجهمة: " عزيزتي أنا لا أفكر بتلك الطريقة، كان (عمر) بالنسبة لي صديقاً
مقرباً، لكن تلك السنة التي مضت بعد أن بعدت قليلاً من الجميع، راقبته من بعيد،
ودون قصد، كثيراً ما كنت أصادفه في أماكن متعددة في الجامعة مع
فتيات مختلفات، واستغربت على التغير الذي طرأ عليه، ولما كل هذا التحول،
وهذه الصداقات الكثيرة الملفتة للنظر،و .."
قاطعتها(رشا) في إصرار: " ألا تعلمين ما كل هذا، قد أخبرني بالأمس أنه ربما لن تتقبليه بعد
تلك الفترة الحزينة في حياته، التي كنت السبب المباشر فيها، فقد كان
حينها يحاول الهروب من سيطرتك القاتلة على قلبه، وعلى حياته، ورغم كل
محاولاته لنسيانك لكنه لم يستطع في يوم أن يزيل ذكراك من قلبه وعقله، بل
على العكس كلما أقترب من أي فتاة أو جلس معها، تكبر صورتك في قلبه
وتمنعه من الاستمرار، وهو.."
قاطعتها (تالين) كذلك قائلة: " لا أخفي عليك أنني لم ولن أقتنع بهكذا سلوك، ما هذا الضعف
والغباء؟!!، هذا ما يجعلني متأكدة أننا على خلاف كبير وسنظل دوماً هكذا،
حتى لو كان في هذا جزء من الحقيقة لأنني لا أنكر أنني حينما أصادفه في
جلساته تلك مع إحداهن كان يرتبك كثيراً ويتغير وجهه، لكنني لا أستطع أيجاد
العذر له، ولا أجد تصرفه منطقياً، لذا ما رأيك بتغيير الموضوع ولنخرج للبحث عن شيء لنأكله على العشاء".
بعد مرور يومان من بداية العام الدراسي، دخل في صباح ذلك اليوم (عبد الرحيم) متأخراً من باب قاعة المحاضرات، فأوقفه أستاذ المادة ومنعه من الدخول، فضحك عليه جميع أصدقاءه الأولاد أما البنات صمتن حرجاً من الموقف.
أسرعت (تالين) للخروج بعد انتهاء محاضرة ذلك اليوم بحثاً عن (عبد الرحيم)، لتسلم عليه وتشاركه فرحتهما بالنجاح خصوصاً أنه كان في المرتبة الثانية على الدفعة.

Post: #67
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: altahir_2
Date: 10-23-2005, 09:15 PM
Parent: #1

لم استطع التوقف من القراءة حتى داهمنى النعاس فى وقت متأخر من الليل
جميلة ياهوزى حتى الآن فقط اتمنى ان تكون النهاية عميقة ينطلق منها مشروع كاتبة (ضخمة )كما كان يقول الاستاذ ابراهيم احمد عبد الكريم لدى وصفة للعملاقة من ادباء وفنانين
حقا هوزى اعدتينا الى زمن جميل سبحنا فيه عبر النت فى اوقات سابقة ادامها الله وادام لك القك وبهاك ايتها الجميلة الدواخل

Post: #70
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-24-2005, 06:09 AM
Parent: #67

الطاهر بنفسه

اذيك صاحبنا زمااان

اسمعني ضياء ميرغني قريبك؟؟؟؟ !!!!!!

تسلم والله للمرور والمتابعة
والكلام الجميل

تحياتي لك
تسلم والله

ورمضان كريم

Post: #68
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hisham Amin
Date: 10-24-2005, 01:11 AM
Parent: #1

العزيزة هوزى

قريت لامن عيونى اتقددت

النبى قولى لينا الحلقة الاخيرة متين

والنهاية شنوا

.........................

Post: #73
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-24-2005, 12:45 PM
Parent: #68

الرائع هشام
Quote: العزيزة هوزى

قريت لامن عيونى اتقددت

النبى قولى لينا الحلقة الاخيرة متين

والنهاية شنوا



شكرا للمتابعة
لكن عاوزني اجيب ليك اخرها بالبساطة دي
معقولة بس

Post: #69
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Emad Abdulla
Date: 10-24-2005, 02:13 AM
Parent: #1

هوزي ..

هذا جمال




نتابع بتمعن

شكرا لهذا الأيراق الندي

ودي وتقديري

Post: #74
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-24-2005, 12:51 PM
Parent: #69

الرائع عماد

تسلم شديد والله للمتابعة والمرور

وشكرا للكلام الطيب

تحياتي
تسلم والله

Post: #71
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: sudania2000
Date: 10-24-2005, 07:09 AM
Parent: #1

تسلمي يا غالية

Post: #75
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-24-2005, 01:09 PM
Parent: #71

سودانية يحبيبة
تسلمي للمرور

تحياتي

Post: #112
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: adil amin
Date: 10-30-2005, 07:13 AM
Parent: #75

الاخت هوزي
تحي طيبة
العرض ممتع ونتمنى لو يضيف له احد موسيقى تصويرية شاعرية كده..عشان يكون امتع

Post: #72
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: بلدى يا حبوب
Date: 10-24-2005, 11:37 AM
Parent: #1

هوزى
وما احلى الانتظار على شواطىء الحروف نرسل النظرات بعيدا لنرى الجديد من الجميلة والمغرور .وتأتين انت وحينها نقول
قطعت جهينة قول كل خطيب
فى انتظارك شايف بطلة القصة ناسه كتره
تحياتى

Post: #76
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-24-2005, 01:41 PM
Parent: #72

والله يا حبوب نعمل ايه
البنت حلوة
والجامعة مليانة شباب

بس إحنا ذكرنا ليكم المهميييين شديييييييييييييد

خليك معانا بعد الفاصل

Post: #81
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: عمار بيلي
Date: 10-24-2005, 06:05 PM
Parent: #72



اها زي البوستات دي الواحد ممكن يكووووع
فيها .. وبدون اي تعليق كمان !!

*
*
*

نحن
منتظرين

Post: #87
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: عبدالرحمن عبدالله أبوشيبة
Date: 10-25-2005, 04:57 AM
Parent: #72

الأديبة ،، هوووووووووووووووووووزي

أولاً لك الشكر الجزيل على دعواتك الطيبة لزوجتي المتوعكة والتي ببركة دعواتكم ستتماثل للشفاء بإذنه تعالى .

ثانياً القصة جميلة ومعبرة ومتماسكة ،، مسلسل شيق ورواده بالعشرات ،، نرجو أن تكشفي لنا عن الاسماء في نهاية المسلسل وأنا متأكد راح تكون نهاية المسلسل سعيدة .

تحياتي لك ولابداعاتك .

Post: #95
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: newbie
Date: 10-26-2005, 07:16 AM
Parent: #72

قرأت كل الحلقات مرة واحدة
بس نقول الله يديك العافية

Post: #77
Title: الحلقة العاشرة
Author: Hozy
Date: 10-24-2005, 01:46 PM
Parent: #1

الحلقة العاشرة:


بحثت (تالين) عنه في كل مكان، فلم تجده، وكانت تتردد من أن تسأل زملاءها عنه، إلى أن ظهر لها صديقه المقرب والمحبوب لديها (صلاح)، سلمت عليه في ابتهاج واضح..
ثم قالت: " مبروك نجاحك أنت وصديقك (عبد الرحيم)، وأين اختفى هل أحس بالإحراج من
طرد الأستاذ له؟؟".
رد عليها (صلاح) ضاحكاً: " هل تجهلين (عبد الرحيم) أنه لا يهتم أبداً، ولا يغضب من هذه
الأمور، ولكن أظن أنه مشغولٌ بعمله الجديد، ولا بد أنه قد عاد إلى هناك، بعد
فشله في حضور محاضرة اليوم".
تساءلت (تالين) مستغربة: " هل يعمل الآن بشكل رسمي حتى أثناء الدراسة؟ لم أكن أعلم
بذلك، سيؤثر هذا سلباً بلا شك على حضوره أليس كذلك؟"
رد (صلاح) ممازحاً: " المصيبة أنه رغم انشغاله فهو يأتي إلينا آخر العام الدراسي ويأخذ منّا
نسخاً من المقررات، ويسألنا عن الكثير مما فاته، ثم يتفوق علينا بعد كل هذا !".
حاولت (تالين) الابتسام له وهي تغادر في حزنٍ شديد، ولا تدري أين تأخذها قدماها ! ،، وفكرها شاردٌ والأسئلة تحاصرها بقوة، لما لم ينتظرها؟ ولم يهتم أن يبارك لها نجاحها؟ ألا يشتاق لرؤيتها؟ ما هذا التجاهل الكبير منه، وهو يعلم أنها عادت من سفرها وموجودة بالجامعة منذ أول يوم دراسي، أحست وقتها أن تجاهله هذا فوق احتمالها، وأن الغصة تذبح صدرها قبل أن تصل حلقها.
وبينما هي حائرة تسير بلا هدى، أوقفها صوتٌ منادياً من خلفها، خفق قلبها بشدة وهي تنكر على نفسها، هل هذا صوته؟ أم يخيّل إليها؟ وخافت من أن يسرق الالتفات حلمها، فوقفت جامدة في مكانها ولم تقوى على الحراك.
لف (عبد الرحيم) من وراءها ليواجهها وهو يبتسم، فأحست (تالين) وقتها برغبةٍ عامرة في البكاء على كتفه من اللهفة إليه، وخفقان قلبها يعميها من التمعن في شكله والتفرس بشوق في وجهه، وأن تسبح مع ابتسامته ليأخذها في رحلةٍ إلى جنة قلبه..
قاطع (عبد الرحيم) خيالاتها يهز يدها في قوة، بعد أن مدتها له دون وعي، فشداها بقوة وهو يحييها وقال:
" كيف حالك يا فتاة، مبروك تميزك يا ذكية الأذكياء، ما هذه العبقرية !؟ وما هذا
الإبداع؟ حاولت مكالمتك في سفرك، ولكنك لم تسمحِ لي بهذا الشرف، ولم تتركِ لي
رقم هاتفك هناك، ولكن ما من مشكلة في ذلك فالأهم هو نجاحك الباهر".
ردت (تالين) بصعوبة: " ومبروك عليك نجاحك أيضاً وتفوقك الباهر، وأنت في المرتبة الثانية
من المتفوقين، وآسفة أنه فقد تعذر لي إعطاءك رقم هاتفي قبل السفر، ولكني سأدونه
لك من الآن".
فرد (عبد الرحيم) مبتسماً: " اتفقنا إذاً، هل يسمح وقتك بأن نحتفل قليلاً بوجبة أو مشروب".

وافقت (تالين) على الفور واتجها لمقصف الجامعة مباشرةً، للاحتفاء ببعضهما البعض، لكنه فقد خصوصيته لالتفاف الكثيرون حولهما من الأصدقاء.
وانتهى ذلك اليوم و (تالين) سعيدة بفرحة النجاح، ممنية نفسها بأوقات أجمل في كنف (عبد الرحيم) الذي اعترفت لنفسها أنه قد تُوج في قلبها اعتبارا من ذلك اليوم وبعد مرور عامين متتالين من صداقتها له، توجته بقلبها ملكٌ له ولحياتها وفارس أحلامها القادم، على أمل أن أوقاتهما القادمة معاً ستكون بمنتهى الروعة والحب والجمال.
مرت أوقات طويلة على ذاك العام الدراسي، و (تالين) تجاهد في التقرب من (عبد الرحيم) وفي توفير وقتاً خاصاً يقضياه سويةً، ولكنها فشلت في ذلك، فقد كان هو كثير الانشغال بعمله الجديد لا يهتم بالحضور إلى الكلية أبداً، وكانت تراه على الأكثر مرةً كل أسبوع لمدة ساعة تقريباً وهي محاطة بعدد لا بأس به من أصدقاءهما.
فكانت تقضي معظم أوقاتها مع صديقتيها (رشا) و (أمل)، فيخرجا لتناول الوجبات إما في مطاعم الجامعة أو خارجه، وكثيراً ما ينضم إليهن (عمر)، الذي مازال يحاول التودد لها، ولاحظت كما أخبراها صديقتاها بأنه قلل من صداقاته الكثيرة المنتشرة تلك، لكنها لاحظت أن هناك فتاة معينة ما زال يصادقها، وكثيراً ما تصادفه جالس معها، ولكن ليس وحدهما.
وفي يومٍ من الأيام صادفته (تالين) يجلس مع صديقته تلك في أحدى الحدائق الموجودة بالجامعة والمعروف عنها أنها مخصصة لذوي العلاقات العاطفية، صادفت (عمر) جالساً فيها مع صديقته تلك، فابتسمت له محيية، وهي سعيدة في داخلها أنها يمكن أن تجعل من هذا سبباً من أسباب صدها له، واعتراف منه بأنه على علاقة بأخرى، وارتاحت (تالين) لهذا الشعور، وفكرت أن هذه المصادفة ستكون سبباً جيداً ليتركها (عمر) لحال سبيلها.
قطع صوت (عمر) حبل أفكارها وهو يناديها: " (تالين) من فضلك، توقفي قليلاً".
فتوقفت (تالين) والتفت إليه مرة أخرى، وهي تستغرب لتصرفه هذا خائفة من فشل نواياها، فأشارت له بيدها دلالة على أنها على عجلةٍ من أمرها، وأنها عند العودة ستمر من نفس المكان لرؤيته.
لكنه أسرع إليها تاركاً تلك الصديقة وحيدة من وراءه، وأصر أن يذهب معها إلى وجهتها، رغم إلحاح (تالين) ورفضها، لكنه رافقها بإصرار تاركاً الفتاة تجلس وحيدةً مذهولةً.

Post: #78
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: محمد ابراهيم قرض
Date: 10-24-2005, 01:49 PM
Parent: #1

هوز ..
خليك من عرض الكاكولا الملح ده ..
الشركة القرضية للإنتاج و التسويق
الإعلامي تعرض عليكم عقد احتكار لمدة
خمسة و خمسين سنة لكتابة السيناريوهات
بمبلغ و قدره 10 ملايين دولار سوداني ..
رايك شنو ؟؟؟!!!

Post: #79
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-24-2005, 01:57 PM
Parent: #78

محمد قرض


الدينار تاني غيروه والله عافية منهم
يازول موافقين
مش الدولار السوداني ب 100 دينار سوداني موافقون والله موافقون

اها ده أعلان سيجمان بتاع
الكوكو كولا

[video width=400 height=350] http://janpeters.net/stuff/Coca_Cola_mix1.mpeg [/video]

Post: #80
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: bint_alahfad
Date: 10-24-2005, 02:36 PM
Parent: #79

الجميله هوزى

أعجبتنى القضه وأدهشتنى العلاقات المفتوحه فى الجامعات السودانيه ان كانت القصه
مستوحاه من واقع الخيال
لا ادرى لم تبادر الى ذهنى ان الشخصيات الفى القصه يمثلون المجتمع المصرى اكثر من
السودانى, ربما لانفتاح المجتمع المصرى كثيرا مقارنه بالمجتمع السودانى
لكن ان كانت الجامعات السودانيه بها هذا النوع من الانفتاح فى العلاقه بين الجنسين فهذا ما يدعو للدهشه والتساءول
كما تعلمين عزيزتى اننى لم ادرس الجامعه بالسودان لذلك لا اعرف حدود العلاقه
بين الجنسين هناك, لكنى اقول لكى رغم اننا نعيش فى دوله غربيه الا ان التعامل
بين الجنسين فى الجامعه خاصه لا يكون بهذا الانفتاح الا فى حالات قليله, كما ان الناس هناك ليس لديها وقت لانشاء علاقات وصداقات بداخل الجامعه لكميه المقررات المفروضه على الطلاب

اخيرا طولت عليكى يا غاليه واعجبنى طريقه سردك, واتمنى الا تكون نهايه القصه
حزينه

تحياتى

وفى امان الله

لا اله الا الله

Post: #84
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-25-2005, 03:01 AM
Parent: #80

الحبيبة بنت الأحفاد

تسلمي ياغالية للمرور والمتابعة
وكلك ذوق
وشكرا على الكلام الطيب
واستفسارك يا حبيبة عن
Quote: أعجبتنى القضه وأدهشتنى العلاقات المفتوحه فى الجامعات السودانيه ان كانت القصه
مستوحاه من واقع الخيال
لا ادرى لم تبادر الى ذهنى ان الشخصيات الفى القصه يمثلون المجتمع المصرى اكثر من
السودانى, ربما لانفتاح المجتمع المصرى كثيرا مقارنه بالمجتمع السودانى



ياستي موضوع العلاقات المفتوحة في السودان
وانا بتكلم عن معايشة وتجارب
فإذا كنتي أعتبرتي أنها مفتوحة لدرجة الإندهاش من وحي الرواية هنا
فهذا قليل جدا من كثير والله
وده نموذج لشباب في جامعة حكومية معروفة بالتميز أكاديمياً
لكن ما رأيناه في بعض الجامعات الخاصة مثلاً (طبعا مش كل الناس) بس الأغلبية
يفوق هذا بكثير
حتى جلوس الجنسين مع بعضهما البعض بيكون من دون حياء او وقار
شي تخجلي من النظر إليه
ده غير الضآلة الشديدة في التحصيل العلمي
والكثير من الطلبة والطالبات في الجامعات اللي كثرت
بيتخرجوا فارغي الوفاض ( يعني ذي ما دخلو ذي ما طلعو)
من دون استفادة (الوقت كان كله صحبة وجكس وعلاقات و....)

ده كان زمان
دلوقت الكلام ده من المرحلة الثانوية
اما الجامعية دي
حيطوال الحديث عن الموضوع ده والله .. الناس أتغيرت أكتر في أشياء للأحسن وفي أشياء
سيئة كتيرة،
(بتلقي الولد من الابتدائي بيفهموا يعني ايه يكون عنده جكسوية )
المهم الكلام كتير جدا عن الموضوع ده

وما تنسي أنه (تالين) طالبة جميلة جداً، في مجتمع يادوب بدأ يتعلم في الاختلاط
في مرحلته الجامعية، فده برضو قليل من كثير

وخليك معانا

Post: #83
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-25-2005, 02:47 AM
Parent: #79

العزيز عمار بيلي
Quote: اها زي البوستات دي الواحد ممكن يكووووع
فيها .. وبدون اي تعليق كمان !!

*
*
*

نحن
منتظرين


تسلم والله على المتابعة
وعلى الانتظار

وشكرا للمرور
تحياتي

Post: #144
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 12-30-2005, 07:01 AM
Parent: #83

تحياتي يا هوزي ما قلت البتحكي دي هوزي اكيد غادة السمان او مي زيادة بس انا خائف تكون تالين دي هوزي ذاتها

Post: #145
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 12-31-2005, 04:59 AM
Parent: #144

العزيز عبد الكريم

اول شي مداخلتك دي فتشتها بالفتاشة عشان ارد
انشاء الله انت بس تلقى ردي ده

تسلم والله

وجواب على تساؤلك امشي الصفحة التاني

Post: #82
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: أبوالزفت
Date: 10-25-2005, 02:12 AM
Parent: #1


متعة ما بعدها متعة
ما تشتغلى بكلام الناس وما تتسرعى خدى راحتك فى الكتابة وكلنا منتظرين

Post: #85
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-25-2005, 03:08 AM
Parent: #82

الرائع ابو الزفت زاتو

تسلم للمرور والمتابعة
تحياتي لك

انا زاتي والله مرات بتشحتف عشان اكتب الباقي
ولما خسوسا الفكرة تسخن بي
تسلم

Post: #86
Title: الحلقة الحادية عشر
Author: Hozy
Date: 10-25-2005, 03:15 AM
Parent: #1

الحلقة الحادية عشر:


سألت (تالين) (عمر) وهي ترافقه على مضضٍ: " ليس من اللائق أبداً أن تترك فتاةً
كانت برفقتك بهذه الطريقة؟ كيف سيكون شعورها ؟ لا استطع صراحةً فهم سلوكك
هذا ؟!!"
رد عليها (عمر) بصوت دافئ وعميق: " لا تهتمِ بهذا الموضوع، إنما جلست معها لمرافقتها
بينما تنتظر صديقاتها، وقد أصرت علي أن أنتظر، وأخبرتها مسبقاً بأن لي
مشاغل كثر، ولا أستطع الجلوس أكثر من هذا الوقت، لذا ودعتها مسبقاً، فليس
بالموضوع سلوكاً غير لائق أو أي شيء من هذا القبيل".
ردت (تالين) بعصبية: " بما أنه لديك مشاغل كثر، لمّ تضيع وقتك الثمين معي الآن؟ فأنا
أستطيع تدبير أموري بنفسي، وأشكرك على مرافقتي، فيمكنك الذهاب الآن".
رد عليها(عمر) بصوت خجول ورأسه يواجه الأرض: " من قال لكِ أن وقتي معك ضائعٌ؟
بالعكس، وكل شيء آخر يمكن إدراكه فلا تهتمِ."
قالت له(تالين) ضاحكة بعد أن أحست أن مسار النقاش ليس لصالحها: " هل تعني أن لا
شيء مهم لديك، إنما كنت تحاول الانسحاب من تلك الفتاة واستغليت انت ظهوري
عليكما؟"
رد (عمر) وهو فرح باستنتاجها: " بلى، فهي من النوع ثقيل الظل، وأنا أجلس معها على
مضض، ولا أستطع أن أجرح شعورها بالرفض."
صمتت (تالين) مستغربة من منطق (عمر) وغاضبة من نفسها، لأنها ساعدته على الخروج من مأزق كان يمكن أن يفيدها في التخلص منه نوعاً ما.
أنّبت (تالين) نفسها كثيراً من كل شيء حدث مع (عمر) في ذلك اليوم، وحتى أنها حيته وما كان لها ذلك خصوصاً وهو مشغول مع صديقته.
مرّ العام الدراسي وحانت أوقات امتحانات نهاية السنة العصيبة، ولم تستطع (تالين) أن تجلس وحدها مع (عبد الرحيم) طوال ذاك العام الدراسي، ولكن في فترة الامتحانات واظب (عبد الرحيم) على الحضور إلى الجامعة ليلحق بالركب، ويعوّض ما فاته من دروس، لكنه لم يجلس مع (تالين) للدراسة كما كان بالعام الفائت، ربما لأن ما فاته الآن بالشيء الكثير، لذا لم يملك فائضاً من الوقت يعطيه لها، رغم انتظارها الطويل لهذه الفترة وأملها الكبير بها وباستغلالها بمرافقتها له، لكن خاب أملها كثيراً فكان يومها يضيع في انتظاره بالكلية، والجلوس الطويل بالخارج كي لا يضيع من ناظريها إذا قدم، فكان معظم نهارها يضيع سدىً أما ليلها فيضيع في الحزن والتفكير.
وبعد انقضاء تلك الفترة العصيبة سافرت (تالين) إلى أهلها دون أن تودعه، وهي غاضبة منه أشد الغضب، وحاولت وهي في كنف والديها أن تنسى كل شيء محزن يربطها بجامعتها، لكن خيالاتها لا تنفك تداعبها بذكراها الجميلة ب(عبد الرحيم).
وبعد مرور تلك الأعوام الثلاثة على التحاقها بالجامعة في السودان، وعلى غير موعد سابقٍ، رن جرس الهاتف في منزل والديها بينما كانت تقضي عطلتها الدراسية، وصادف أن ردت هي عليه فسمعت صوتاً عميقاً ودافئاً، رجف قلبها من فرط المفاجأة و أنعقد لسانها دهشةً من ذاك القادم من وراء هاتفها،،،
قاطعها ذاك الصوت العميق: " ألم تتعرفِ على صوتي (تالين)؟ هل أنستك السنون صوتي؟
لم تدرك (تالين) بأي أحساس تجيبه فقد توقف الزمن واختلجت مشاعرها وأحاسيسها فردت وبصعوبة قالت: " بلى قد أدركت صوتك، ولكني لا أصدق أذني من فرط المفاجأة"
أجابته (تالين) على مضض والغصة تمزق حلقها وتخنق أنفاسها، و امتلأت جوارحها قبل عيناها بالدموع، وانفطر قلبها من حزنها المدفون، ومن قسوة الأقدار عليها، ومن موت اللهفة عليه بقلبها المفطور من آخر، ومن الحسرة الموعود بها قلبها على الدوام، ماذا يمكن أن يكون سبب اختفاءه وما سببه؟ وما ذنبها في كل ذلك!! وكم مفترض من الوقت أن تنتظره؟، وهل كانت تحبه فعلاً أم كانت مجرد فتاة مراهقة احتاجت أن تجرب مشاعرها المشتعلة؟ وكيف أستطاع (عبد الرحيم) أن ينسيها نارها وحزنها، كيف أستطاع أن يدفن شوقها إليه؟
احتارت (تالين) في موقفها الذي لا تحسد إليه، ولم تستطع أن تستوعبه كاملاً ولا أن تخمن تصرفاً حكيماً منطقياً تأتي به الآن..!
خصوصاً بعد أن غمرت الدموع عيناها وبدأت تتشنج من البكاء، غير مدركة لسبب ذلك أهو حزن عليه وعلى ما ضاع معه، أم حزن على نفسها وعلى ضياعها المتكرر، وعلى فشل القدر في إسعادها وعلى تعاستها مع من تحب ومن يتعلق قلبها به، فأبعدت سماعة الهاتف قليلاً من فمها، ثم بكت حرقةً وبصوت مكتوم.. فسقطت سماعة الهاتف من يدها ولم تقوى أن ترفعها فتركتها ومضت وهي تنتحب.

Post: #88
Title: Re: الحلقة الحادية عشر
Author: Hozy
Date: 10-25-2005, 05:19 PM
Parent: #86

الرائع عبد الرحمن

Quote: الأديبة ،، هوووووووووووووووووووزي

أولاً لك الشكر الجزيل على دعواتك الطيبة لزوجتي المتوعكة والتي ببركة دعواتكم ستتماثل للشفاء بإذنه تعالى .

ثانياً القصة جميلة ومعبرة ومتماسكة ،، مسلسل شيق ورواده بالعشرات ،، نرجو أن تكشفي لنا عن الاسماء في نهاية المسلسل وأنا متأكد راح تكون نهاية المسلسل سعيدة .

تحياتي لك ولابداعاتك .


تسلم والله

للمرور والمتابعة
وشكرا على أديبة دي والله
وياسيدي انشاء الله ربنا يرفع زوجتك يارب
ولو كنا لسه في الدوحة كان وصلناها عديل في مستشفى حمد والله
الف سلامة
ومافهمت انه اكشف عن الاسماء دي
لأنها قصة فعلا واقعية بس ومن تأليفي
وكل يوم بكتب فيها شوية
يعني بنزل ليكم اول بأول

Post: #89
Title: Re: الحلقة الحادية عشر
Author: عبدالرحمن عبدالله أبوشيبة
Date: 10-26-2005, 02:11 AM
Parent: #88

Quote: وشكرا على أديبة دي والله


ما منحتك هذا اللقب إلا لاحساسي بإنك أهل له وسيثبت التاريخ عندما يسطع نجمك في الأدب أن أول من منحك هذا اللقب هو العبدلله.

Quote: وياسيدي انشاء الله ربنا يرفع زوجتك يارب
ولو كنا لسه في الدوحة كان وصلناها عديل في مستشفى حمد والله
الف سلامة


تسلمي من كل شر والدوحة كانت متشرفة بوجودكم والآن تستمتع فضاءاتها بهذا التواصل الانترنتي.

Quote: ومافهمت انه اكشف عن الاسماء دي
لأنها قصة فعلا واقعية بس ومن تأليفي
وكل يوم بكتب فيها شوية
يعني بنزل ليكم اول بأول


كشف الاسماء أعني به أن اسم ( تيتان ) مثلاً هو اسم حركي لشخصية حقيقية معاصرة وعندي إحساس أن هذه الشخصية هي (......) أليس كذلك ، كما أني وأتوقع أن تكشفي عنها في نهاية المسلسل ثم بعد داك يجو ناس البوليس ،، مش المسلسلات المصرية والهندية بتنتهي دايماً كدا.

لك مني عاطر التحايا وإلى الامام للمزيد من الابداع القصصي.

Post: #90
Title: Re: الحلقة الحادية عشر
Author: Hozy
Date: 10-26-2005, 03:11 AM
Parent: #89

الرائع عبد الرحمن
تسلم والله للثقة العالية دي

وشكرا للمرور والمتابعة

لكن ياسيدي مافي شخصيات أكشف عنها أو شي
لأنها قصة واقعية من وحي خيالي، وتالين فتاة جامعية موجوة أكيد بالمجتمع السوداني
وحتفضل موجودة تتقاذفها الأقدار
يعني حسب نوع المجتمع وتغيراته في الجامعة وفي السودان
ياسيدي تسلم
تحياتي لك
والف شكر

Post: #92
Title: Re: الحلقة الحادية عشر
Author: عبدالرحمن عبدالله أبوشيبة
Date: 10-26-2005, 03:26 AM
Parent: #90

Quote: لكن ياسيدي مافي شخصيات أكشف عنها أو شي
لأنها قصة واقعية من وحي خيالي، وتالين فتاة جامعية موجوة أكيد بالمجتمع السوداني
وحتفضل موجودة تتقاذفها الأقدار
يعني حسب نوع المجتمع وتغيراته في الجامعة وفي السودان


طالما المسألة بهذه الصورة فدعينا نقول أن (تالين ) هي (اكس من البنات ) يعني شخصية افتراضية ترمز لفناة من هذا النوع وبالتالي فإن بقية الأسماء ستظل إما نماذج حية لعبت هذا الدور أو جاء ذكرها على سبيل ( عمر وزيد ) هذا إذا كانت أديبتنا كما تقول القصة من وحي خيالها .

في جميع الأحوال القصة ممتعة وتسلسلها شيق وقد نال البوست استحسان القراء والدليل على ذلك بلوغه الصفحة الثانية وفي ظني سيستمر طالما استمر جهدك في السرد مع الاثارة والتشويق.

Post: #93
Title: Re: عبدالرحمن عبدالله أبوشيبة
Author: Hozy
Date: 10-26-2005, 03:38 AM
Parent: #92

Quote: طالما المسألة بهذه الصورة فدعينا نقول أن (تالين ) هي (اكس من البنات ) يعني شخصية افتراضية ترمز لفناة من هذا النوع وبالتالي فإن بقية الأسماء ستظل إما نماذج حية لعبت هذا الدور أو جاء ذكرها على سبيل ( عمر وزيد ) هذا إذا كانت أديبتنا كما تقول القصة من وحي خيالها .


مالك مصرّ كده
يعني انت شايف انه الاقرب للحقيقة
أنه لازم القصةكلها تكون حقيقة وحاصلة وانا بحكيها بس



بس ما تقوم تحلفني على كده

معقولة بث لكن
قدر ده

Post: #91
Title: الحلقة الثانية عشر
Author: Hozy
Date: 10-26-2005, 03:22 AM
Parent: #1

الحلقة الثانية عشر:


بعد مرور ساعة من الوقت في صباح ذلك اليوم رن جرس الهاتف مرة أخرى، سمعته (تالين) ولم تقوى على الحراك، لكنها تمنت لو تفعل بالرغم من قناعتها أنها أسقطته من حياتها إلى الأبد، لكنها كانت تود لو تعلم أين اختفى كل تلك السنين؟ وأين أمضى حياته ؟ ولماذا تركها وتخلى عن أحلامهما؟
كثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات منه وحده، وبينما هي ماكثة في غرفتها سمعت صوت الشغالة في منزلها وهي ترد على الهاتف، ثم سحبته وجلبته إليها في غرفتها، أغلقت (تالين) باب غرفتها وأمسكت بسماعة الهاتف للحظات قبل أن تضعها في أذنها، وبعد جهد منها..
قالت بصعوبة وبصوت متحشرج: " آلو؟"
فرد عليها نفس الصوت السابق: " مرحبا (تالين)، كيف حالك؟ وكيف هي الحياة معك؟ وكيف
أحوال الدراسة معك؟"
صمتت (تالين) ولم تنبس ببنت شفة..
فواصل (طارق) قائلاً : " أعلم كم أنت غاضبة مني ! لكنك لا تستطعِ تخيل كم أنا غاضب من
نفسي!، أرجوك يا (تالين) أن تسامحيني على ما حدث، وأن تظل الذكرى الطيبة
بيننا إلى الأبد، وأنا من كل قلبي أتمنى أن تسعدي في حياتك العلمية والعملية
وتوفقي في كل ما تصبي إليه، وأن تذكري قلبي الذي أحبك وسيظل دوماً وإلى
الأبد، لأنه لا فتاة ستدخل قلبي غيرك ولن تستطيع إحداهن أن تفعل، ولن أستطيع
أن أعطي ما وهبته لكِ من حبٍ وحنان صار ملكك وصار منك و.. "
صرخت به (تالين) قائلة: " كفى بالله عليك، ماذا تهذي وماذا تقول ؟ ما هذا؟ ألن تبرر غيابك؟
هل تود أن تصيبني بالجنون؟ أم هل ظننت أنني أصبت به مسبقاً في غيابك؟ ماذا
تهذي الآن؟ هل تعتذر عن السنين التي مرت؟ وأن رباطنا كان خطاًً غير
مقصود منك؟ "
ومنعتها دموعها من أن تكمل، وأنفاسها اللاهثة تطعن في صدرها.
فرد (طارق) بكل هدوء: " عزيزتي (تالين) لا أستطع ذكر كل الأسباب وكل التفاصيل، فأنا
أعفيك من هكذا معاناة، والنهاية واحدة فأنا أتمنى لك الخير حيث كان، وراضي بما
قسمه الله لي، وأطلب منك العفو والسماح على أي ألم سببته لك، أو أي حزن"
وبعصبية شديدة ردت (تالين): " بهذه البساطة وكل هذا الهدوء، وكأن شيئاً لم يكن، لا أدين
لك حتى بتوضيح ؟"
(طارق) بنفس الهدوء: " ألا تثقين فيّ إذا أخبرتك أن في الحقيقة معاناة لك وألم، أعفيك
منهما؟"
قالت (تالين) بعصبية زائدة وقد نفذ صبرها: " لا أثق بك أبداً ولا أي كائن كان، ماذا قدمت لي
كي أثق بك، قد خنت كل ثقة أوليتك إياها، والآن تحاول أن تراوغني في الحديث، لِما
اتصلت علي من الأساس إذا لم تود أن أعلم بكل الحقيقة؟ لماذا لم تكمل لعبة الغياب
تلك؟"
ظل (طارق) صامتاً وهي ترمي عليه بالاتهامات ولم يرد عليها..
فقالت (تالين) بغيظ: " حسناً يا سيد الأسرار الغامض، شكراً لاتصالك وشكراً لأمانيك الجميلة
لي، لكن سؤال بسيط،، هل سافرت ؟ أم لم تسافر؟
وبنفس الهدوء رد عليها (طارق): " لم أغادر شبراً من أرض هذه البلد، عندما ذهبت وقتها
وطلبت السفر إلى الولايات المتحدة لم تكتف سفارة تلك البلد بالرفض، إنما ختمت
بالختم الأحمر على جواز سفري بعدم السماح لي بالسفر أبداً إلى هناك، وأغلقت كل
الأبواب في وجهي، وكنت قد تركت وظيفتي وقتها، وجمعت أغراضي وجهزت نفسي، ولم يكن هناك أي احتمال لرفضهم، فاضطررت بعدها للعمل في معرض
أدوات كهربائية، وأصبحت على كفالة صاحب المعرض، وتركت منزل أهلي وعشت
في غرفة في ذاك المعرض، وضعفت بعدها ولعب الشيطان برأسي وتحولت إلى.."
صمت بعدها (طارق) ولم يستطع أن يكمل ما بدأه..
فقالت (تالين) بعد أن هدأت قليلاً: " ماذا تعني بأنك ضعفت؟ وما المشكلة إذا رفضتك
دولة واحدة؟ هل توقفت عندها كل الفرص؟ وانتهت بعدها كل الآمال؟ هل هي الدولة
الوحيدة في العالم؟ حتى من دون السفر كان يمكن لك أن تدرس هنا، أو حتى عن
طريق الإنترنت،،،،
بدل أن تضيع وقتك دون فائدة، هذا الحديث غير منطقي على الإطلاق، وما ذا فعلت
بعدها، ماذا تقصد بأنك ضعفت، هل تناولت الخمر وضيعت نفسك كما في الأفلام
العربية أم ماذا فعلت؟
قال (طارق) بعد صمت طويل: " بكل أسف ما فعلته أكثر من ذلك، ليس الخمر فقط بل أكثر من
ذلك، ومن كل الأنواع ولمدة سنتان وأنا .."
ثم صمت وصمتت واستمرا والحزن يتوج قلبهما والدموع تملأ فراغات الكلام، وهدنة صغيرة ملأت وحشة الصمت وصوت الدموع.
قالت بعدها (تالين) : " لا أصدق أذني، اليوم يوم المفاجآت أم ماذا؟، أهذا أنت طارق الذي
أحببته؟ هذا طارق المتدين العاقل الرزين؟ الذي علمني من أمور ديني ودنياي
وشممت تراب وطني الذي عشت بعيداً عنه، من صفحات حكاياته، لا أستطع أن
أصدق ما حدث وما تقول"
فرد عليها (طارق) بصوت عميق حزين: " لم أود أن أخبرك بكل الحقائق، ألم أقل لكِ أنها ستؤلمك؟ وأنها غير مقنعة حتى بالنسبة لي لكن هذا ما حدث حقاً، حتى أنك لو رأيتني الآن سأكون لك كشبح وليس حقيقة، لن تصدقي أنه أنا".
فقالت (تالين) بعصبية: " أعتبر نفسك لم تخبرني فعلاً، ولا أتشرف بتلك الحقيقة أبداً، وسأعتبر أنني كنت أحلم أو أهذي بأحداث هذا اليوم، حقاً أأسف على نفسي وعلى كل دمعة حزن أو لحظة شوق كانت منك أو إليك، وأنت كنت تحاول إدعاء شخصية لا تشبهك أبداً، وليس لدي من الوقت لحظة واحدة أضيعها معك الآن، ولا حتى أن أتسلى بالاستماع إليك، ورجاءً ألا تحاول أن تتصل على هذا الهاتف مرة أخرى طيلة حياتك القادمة، هل تفهم؟"
ثم أغلقت سماعة الهاتف بكل عصبية، وأحست بأن أضلعها ترتجف من فرط الانفعال، فاستلقت في سريرها ودموعها لم تجف طيلة ذاك اليوم وظلت حبيسة غرفتها معها أحزانها وأحلامها المنكسرة.

Post: #94
Title: Re: الحلقة الثانية عشر
Author: عبدالرحمن عبدالله أبوشيبة
Date: 10-26-2005, 03:58 AM
Parent: #91

Quote: معقولة بث لكن
قدر ده


وأكتر كمان لأن النقاش في هذه المواضيع تفتح مدارك الكاتب وتنقله إلى عوالم أخرى من الابداع ،،، تابعت الحلقة الأخيرة المملوءة بالدراما والموسيقى التصويرية .. حاولي وحاولي أن تكتبي أكثر وبعمق وروية .

Post: #96
Title: Re: الحلقة الثانية عشر
Author: Hozy
Date: 10-27-2005, 04:15 AM
Parent: #94

الرائع عبد الرحمن

تسلم انشاء الله يارب

تحياتي لك

كلك ذوق

Post: #97
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-27-2005, 04:18 AM
Parent: #1

Quote: قرأت كل الحلقات مرة واحدة
بس نقول الله يديك العافية


العزيز نوبي

شكرا جزيلاً
للمتابعة والمرور

تحياتي

Post: #99
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-28-2005, 01:57 PM
Parent: #1

العزيز عماد عبد الله

Quote: هوزي ..

هذا جمال




نتابع بتمعن

شكرا لهذا الأيراق الندي

ودي وتقديري


تسلم للمرور والمتابعة

Post: #101
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: waleedi399
Date: 10-29-2005, 01:54 AM
Parent: #99

هوزي ..

رمضان كريـم ..

دقيقة عليك الله انا لسه بقرأ في السيناريو ..
عشان كنت غائب، والله المسلسل رمضان جميل ...
بس ممكن تعيدي بعض الحلقات عشان اكون متابع

الله ينعل خدمات الشبكة مفصولة تماماً كانت وكنا خارجها



وليد

Post: #104
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-29-2005, 12:26 PM
Parent: #101

العزيز وليد

الله أكرم

وبركة الشفناك طيب والله

وتسلم للمرور والمتابعة

اها تميت قراية ولا لسه
كان محتاج شرح قول لي أو الخط ما واضح

Post: #100
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-29-2005, 01:52 AM
Parent: #1

الحلقة الثالثة عشر:


ظلت (تالين) لأيام متتالية حزينة مكسورة، أحست أن الدنيا قد أخذت منها الكثير دون مقابل، وأن غدر الدنيا عظم عندما أخذت منها حتى ذكرياتها الجميلة مع أول شخص أحبته في حياتها، وحولت هذه الذكريات إلى صراع كبير، وإحساس بالخداع والمهانة، كيف من قدست فيه قوته وصموده وشجاعته بهذا الضعف؟ ومن بجلت فيه قربه من ربه وصلاح دينه لهو أبعد من هذا كله وأضعف إيمانا؟ كيف لها أن تجعل من فارسها المغوار متخاذلاً وجباناً؟ يدفن رأسه في الرمال ويغضب أهله وربه عند أول باب يغلق في وجهه.. !!!
وحمدت ربها أنها استطاعت أن تمحو هذه الشخصية من حياتها، رغم أن شيئاً في داخلها بقي يحدثها عن قلبه الذي يناجيها بعد كل هذا البعد، ورغم الضعف والهوان وكل هذا التخاذل..
و بعد مرور تلك الأيام العصبية أتصل بها (عمر) ذات ليلة ليخبرها أن غداً موعد إعلان النتيجة في الجامعة وأنه سيتصل بها فور وصوله إلى هناك، وأكد لها أن تلازم هاتفها ولا تشغله، فشكرته (تالين) على اهتمامه وخافت أن تكون نتيجتها ليس كما يتوقع هو وأهلها.
وفي اليوم التالي رن جرس الهاتف في منزل (تالين) فهرعت كي ترد وجاءها صوت (عمر) حزيناً وهو يقول: " كيف حالك (تالين)؟"
تالين بعصبية زائدة: " (عمر) بربك هل هذا وقت للسلام، أخبرني ماذا هناك وكيف هي
نتيجتي، هل رسبت أم ماذا؟ أخبرني بسرعة من فضلك"..
صمت (عمر) لفترة قبل أن يجيب: " لا والله أبشري لم ترسبي، لكن تقديرك ضعيف نجاحك بتقدير (مقبول) فقط، وإنشاء الله ستعوضين كل هذا في هذا العام لسنتك الثالثة وهي الأهم"
وواصل (عمر): " لكني كنت أود أن أحمل لك أخباراً أجمل من ذلك، فعذراً عزيزتي"
قالت (تالين) بعد فترة صمت وحزن طويلة: " لا يا (عمر) بالعكس أنا أشكر لك اهتمامك
بالاتصال وبتبليغي، وكيف لك أن تعتذر عن إهمالي أنا"..
ثم فجأة تذكرت وهي على وشك إنهاء المكالمة أنها سألت عن صديقاتها وأصدقاءها حتى (عبد الرحيم) ولم تسأله عن نفسه، وهو سينتقل إلى سنته الرابعة فصرخت به فجأة من فرط حرجها من الموقف: " وأنت (عمر) لماذا تخبئ عني نجاحك الباهر؟ هل تخاف أن تحسد؟
فرد عليها ضاحكاً: " لا بالعكس لكن ختامه مسك" ثم واصل " نجحت والحمد لله بتقدير (جيد) وهذا يكفيني"
ثم ودعته (تالين) شاكرة له اتصاله، وحزينة بانشغالها عن تفوقها ونجاحها وهما الأهم في حياتها، كما علمتها والدتها، بأمور أخرى كثيرة، منها التفكير طوال الوقت ب(عبد الرحيم) واعتمادها عليه في دراستها، بالرغم أنه لم يكلف على نفسه عناء الاتصال بها ليخبرها بالنتيجة، وكانت خائفة من كيفية إخبار والديها بالنبأ، بعد أن عاهدتما بالتفوق، وفكرت بأنها كذلك لم تعد قادرة على أن تصون عهودها، وفضلت أن تخبرهما في اليوم التالي، وأغلقت على نفسها باب غرفتها ثم غرقت في نوم عميق.
سألتها والدتها في الصباح: " هل (عبد الرحيم) هذا زميلك في نفس الكلية؟"
ردت (تالين) وهي مصدومة من سؤالها: " نعم أمي، هو كذلك، من أخبرك ؟ ماذا هناك؟"
ردت والدتها بغضب: " لا ليس لشيء، فقد أتصل بك مساء أمس في وقت متأخر، ليخبرك
بنتيجتك، ونجاحك في كل المواد، لكنه أخبرني أنه نجاح عادي أي مجرد نجاح دون
تميز" ثم واصلت والدتها بصوت أكثر هدوءً: " لماذا عزيزتي أين تفوقك
حبيبتي؟"

وجدت (تالين) نفسها فجأة ترتمي على صدر والدتها وتبكي بكل حرقة، لا تدري سبب بكاءها تحديداً، لكن ما بصدرها كثير جداً، منه ما تستطع مصارحتها به ومنه ما لا تستطع، لكنها بحاجة لدفء صدر والدتها وحنانها، تحتاج أن تبكي زمانها وفشلها المستمر، ومعاكسة الزمن لها، وأين غير صدر أمها تستطيع أن ترمي بأثقالها التي على كاهلها.
سألتها والدتها بخوف وتوتر: " هل أنت غير مرتاحة في السودان يا نور عيني؟ إذا كنتِ غير
قادرة على المتابعة؟ والحياة هناك صعبة عليك ؟ أخبريني حبيبتي ويمكن أن نجد لك
الحل البديل، لا تكدري خاطري وتزيدي من همي وقلقي عليك.."
مسحت (تالين) دموعها على الفور وقالت : " لا يا أمي بالعكس، أحببت البلد ولي أصدقاء كثر
هناك والناس طيبون جداً هناك، لكن ما يحزنني هو تلك النتيجة"
بعد برهة وبينما لا تزال (تالين) في صدر والدتها التي أحتضنتها في قلق واضح
قالت والدتها بكل حنان: " لا يا حبيبتي لا تحزني ، ستعوضين ذلك إنشاء الله ولديك سنتين
لتعوضي فيهما فلا تحزنِ ولا تهتمِ بل شدي حزمك وتوكلي على الله"
واستها والدتها في حزنها محاولة التقرب من أبنتها لحل مشاكلها، فأسرت لها (تالين) بمعظم الأمور واستمعت لنصائح أمها، وحملت معها عند عودتها للجامعة كثيراً من الدعوات والأماني الطيبة من والديها.

Post: #102
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: ناصر البطل
Date: 10-29-2005, 03:19 AM
Parent: #100

أُختى هوزى
نأسف لكم كراعين للدعايه عن الإنقطاع
و لكننا نواصل الآن
و تبدو فى الصوره الهدية التى قدمتها تالين لعبدالرحيم عند عودتها من الإجازه


Post: #103
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: waleedi399
Date: 10-29-2005, 04:38 AM
Parent: #102

-------------------------------------
فاصل اعلاني بعدها وسنعود في الحال وما زال مسلسلنا متواصل حتى الان

المسلسل المدبلج برعاية (هوزي) ...

هوازن فخر الصناعة السودانية

يا بت بلـدي يا بلـدي : D

Post: #105
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-29-2005, 12:30 PM
Parent: #102

عبد الرحيم ده عاوز كف يا ناصر
مش هدية

ولا شنو ؟

انا ذاتي غاظني (يعني كأنه ما عارفه)
(تعمله بايديك ..............ما بعرف شنو كده)

لكن ما بنقدر نقول حاجة القلب وما يريد

بتكون جابت ليه هدية تحت تحت

Post: #106
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-29-2005, 12:36 PM
Parent: #1

Quote: المسلسل المدبلج برعاية (هوزي) ...


العزيز وليد

لا عليك الله ما عاوزاه مدبلج
عشان ما بقدر اكتب لحدي رمضان الجاي

اذا قصر



بس خليك مع الاعلانات الكاربة بالله


Post: #107
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: وفاء تاج الدين
Date: 10-29-2005, 01:01 PM
Parent: #1

هوزىىىىىىىى يارائعة
عليك الله واصلى..

Post: #108
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-30-2005, 03:46 AM
Parent: #107

العزيزة وفاء
شكرا للمرور والمتابعة

قرربنا خلاس

فاصل ونواصل

Post: #109
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: ايهاب
Date: 10-30-2005, 04:17 AM
Parent: #108

هوازن
رمضان قرب يخلص اكربي شويه

Post: #111
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 10-30-2005, 06:11 AM
Parent: #109

العزيز هوبة

انشاء الله نحاول نكمل

ويوم الموقفة نعمل الحلقة القبل الاخيرة + الاخيرة
رمضان ده

ما يعملوه 35 يوم
السنة دي


Post: #110
Title: الحلقة الرابعة عشر
Author: Hozy
Date: 10-30-2005, 06:08 AM
Parent: #1

الحلقة الرابعة عشر:


وصلت (تالين) إلى سكنها الجامعي ورتبت أشياءها هناك، ولا تكاد ذكرى والدتها ولحظات الوداع الحارة تفارق بالها، كيف بكت مع والدتها بحرقة في ذلك اليوم، أحست كأنه الوداع الأخير، كأن الألم يعصر قلبها، ورهبة من السفر والبعد كأنها المرة الأولى التي تبتعد فيها، وكلما راودتها ذكرى تلك اللحظات أغرورقت عيناها بالدموع.
أحست بعدها بالوحدة خصوصاً أن صديقتها (رشا) لم تصل بعد، أحست ألا أحد قريباً منها، لا أحد يمكن أن يحس مشاعرها فعلاً وتبثه كل مخاوفها ومشاكلها، أفراحها وأحزانها، التي تتضخم وتكبر عندما تخلو بنفسها.
بعد أن قضت ساعات كثيرة من يومها الأول في التحية والسلام على زملاءها، ذهبت تبحث عن (أمل) صديقتها وصديقة (رشا)، وعندما وجدتها كان بجوارها (عمر) الذي ينتظر يراها، فرحت (تالين) كثيراً عندما وقع نظرها عليهما، وانفرجت أساريرها، فأسرعت إليهما وحيتهما ثم جلست معهما لبقية اليوم، وكانت خائفة من أن تقضي ليلتها وحدها فطلبت من (أمل) أن تنام معها هذه الليلة.
مكثت (أمل) مع (تالين) ثلاث ليال متتالية، أحست (تالين) بحبها لهذه الإنسانة الرقيقة الطيبة، وكيف أنها عطوفة جداً تتعامل مع الناس بصدق دون رياء أو مصلحة، وتقربت منها (تالين) وأصبحت صديقة عزيزة لها، وأصرت عليها أن تنتقل للسكن معهما هي و (رشا) خصوصاً أنهما استأجرتا هذه الغرفة لهما الاثنان فقط لهذه السنة، ودفعتا ضعف المبلغ المقرر لإدارة السكن، فوعدتها (أمل) بالتفكير بذلك.
كانت (تالين) قد التقت ب(عبد الرحيم) في اليوم الثاني ولمدة خمسة دقائق فقط، طلب منها فيها أن يلتقيا بعد ثلاثة أيام بعد انتهاء المحاضرة مباشرة في مقصف الكلية، انتظرت (تالين) هذا اليوم بفرحة شديدة، وخائفة من أن يكون الكثيرون حوله في ذاك اليوم، خصوصاً صديقه (صلاح) الذي دائماً ما كان يرافقها بعد انتهاء المحاضرات، وكثر جلوسهما معاً خلال فترة الامتحانات التي أنقضت، وكانت تفعل ذلك على أمل منها أن يرافقهما (عبد الرحيم) بجانب أن (صلاح) كان من أطيب الناس الذين عرفتهم في حياتها، وكان ودوداً محبوباً، وخافت من مرافقته لها عند ذلك اليوم ولن تستطيع صده، واستعدت (تالين) بكامل أناقتها في صباح ذلك اليوم لملاقاة (عبد الرحيم).
بعد انتهاء المحاضرة اتجهت (تالين) مسرعة إلى مقصف الكلية قبل أن يوقفها صوت (رشا) التي ظهرت أخيراً، سلمت عليها وهي تفكر في التملص منها بالرغم من شوقها الشديد إليها،
فقالت لها: " تعلمين حبيبتي (رشا) كم أشتاقك واحتاج لمجالستك، لكني مضطرة لتركك
لساعات، هل ألتقيك في السكن بعد فترة أم تحتاجِ للذهاب لغرفتنا في الحال؟
ردت (رشا) مبتهجة: " بلى عزيزتي نلتقي في غرفتنا عند الساعة الخامسة والنصف، فقد
ذهبت إلى السكن وتركت أشيائي بغرفة صديقات لي، أما الآن فأنا على موعد وكنت
أود لو تذهبين معي إذا لم يكن لديك شيء؟"
ضحكت (تالين) وهي تقول: " لا تضيعي وقتك أبداً يا (رشا)، متى وصلت؟ ومتى حددت
مواعيدك اليوم بهذه السرعة؟"
(رشا) ضاحكة: " عزيزتي مواعيدي محددة قبل أن أصل لمطار السودان، المهم أين
ستذهبين؟ هل أنت على موعد ؟ هل هو (عمر)؟ أم (عبد الرحيم)؟
أحست (تالين) بخجل شديد من صراحة (رشا) ولم تستطع أن تجيبها خصوصاً بعد أن ذكرت لها اسم (عبد الرحيم)..
فواصلت (رشا) قائلة : " صمتك هذا يعني أن الإجابة هو (عبد الرحيم) كما أخمن، أليس
كذلك؟ عموماً عزيزتي يمكنك أن تحضريه معك لنتناول غداءنا سوية في مكاننا
المفضل، تعلمين أين هو؟ اتفقنا ؟
ردت (تالين) بخجل : " سنرى أن كان (عبد الرحيم) سيوافق، بصراحة لأنني لا أستطع أن
أطلب منه ذلك، خصوصاً هذه هي المرة الأولى التي أحس أننا نتواعد لأسباب أخرى
غير الدراسة، لكنني سأحاول إذا واتتني الفرصة ".
ودعتها (رشا) بكل حماس متمنية لها التوفيق بموعدها الأول، وهي تسخر من خجلها الشديد في التصريح عن موعدها الأول.
توجهت (تالين) إلى المقصف، وعندما رأت (عبد الرحيم) يجلس وحيداً بعيداً عن الناس لم تصدق نفسها، وأحست أن أرجلها تتخبط ببعضها عندما تمشي، ولا تقوى على التنفس من فرط الانفعال والخوف الذي لا تدري سببه.
وقف (عبد الرحيم) ليحي (تالين) وعلى وجهه ابتسامته المميزة التي كثيراً ما أثارت أشجانها وأفراحها، ثم قبل أن يجلسا..
قال لها (عبد الرحيم): " أود يا عزيزتي لو نجلس خارج هذه المنطقة، بعيداً عن الجميع،
لنذهب إلى أي كلية أخرى"
وافقت (تالين) على اقتراحه ورافقته إلى حيث أختار.
وبعد أن جلسا حكي لها (عبد الرحيم) عن حياته وعن مشاكله الخاصة في بيته، وعن أخوانه وأخواته، وأوضاعهما الأسرية، وكانا يغيرا المكان كلما واجهتهما أشعة الشمس، وكانت (تالين) سعيدة جداً وأحست أن (عبد الرحيم) صفح عنها ونسي تصرفها معه في أيامهما الأولى، الذي ظل يؤنبها عليه لسنتين، وسيبدأ معها صفحة جديدة، طال جلوسهما لساعات طويلة جداً، ومر بهما كثير من الأصدقاء، تتذكر (تالين) آخرهم الذي لمحته من على البعد وهو (عمر)، لكنها كانت سعيدة بوجودها معه، ولم تتردد في أن تحكي له عن حياتها وعن المستجدات بها، لكنها خافت أن تحكي عن شوقها أو عن معاناتها لبعده عنها وخصوصاً ما سببه غيابه من إهمال لدروسها وتراجع في مستواها الأكاديمي.

Post: #114
Title: Re: الحلقة الرابعة عشر
Author: Hozy
Date: 10-30-2005, 06:29 PM
Parent: #110

العزيز عادل امين

Quote: الاخت هوزي
تحي طيبة
العرض ممتع ونتمنى لو يضيف له احد موسيقى تصويرية شاعرية كده..عشان يكون امتع


تسلم للمرور والمتابعة

وانا بحاول البي ليك طلبك ده انشاء الله

تحياتي لك

Post: #115
Title: Re: الحلقة الرابعة عشر
Author: Hozy
Date: 10-30-2005, 06:34 PM
Parent: #110

العزيز عادل امين

Quote: الاخت هوزي
تحي طيبة
العرض ممتع ونتمنى لو يضيف له احد موسيقى تصويرية شاعرية كده..عشان يكون امتع


تسلم للمرور والمتابعة

وانا بحاول البي ليك طلبك ده انشاء الله

تحياتي لك

Post: #116
Title: Re: الحلقة الرابعة عشر
Author: Hozy
Date: 10-30-2005, 06:46 PM
Parent: #115

العزيز عمار

Quote: Salamat Hozy,

Awal 7aga ya siti ma3lish al da'7a 3alik kida toooooosh bidoon i7im wala dastor,,bas kan la boda ini aresil laik alemail da wo inshallah yakoon sa7 ma akoon katbta al3inwan galat,,
ma3ak wa7id min al nas al modawmeeeeeen 3ala sudaneseonline ,,,gaytoo al7amdoo lliahi,,,almohim ya siti al dayr agolo laik bay algad kida raheeeeeeeeeba fi al MOsalsal bita3 al ( gameeela wa almagror) wo lakin al 7alga al 11 di sha7tafteeeeeeeni feeeeeeeeha sha7tafa kida mobalag feeeeha,,da alsabab al'7alani aresil laik al email wo inshallah ma nakoon 3amlna laik iz3ag la sama7 allah....
bas yakhi pleeeeeeeeeeeeeeease timi laina algozo albagy min al mosalsal wo thaaaaanks alot again and again,,,,

Note:
agool laik 7aga ana zati inta'7rgta min handasa alkhartoum wo alkalam da ma ba3eeed wo gisas zi di shoftaha kateer bas al 7aga al dayr a3rifa ino ( the other part how is she thinks? ,,,,i had many friends passed through the same story but it is cool and great really............

Salam and
With my best Regards and wishs for you,,

/Ammar


تسلم لرسالتك الجميلة
وأكيد مافي ازعاج وسعيدة جداً واتشرفت جدا برسالتك رغم أنها جات متأخرة جداً باين
يعني الحلقات بعد الحلقة 11 الشحتفتك دي نزلت خلاص
وياسيدي ده جزء بسيط من تفكير بعض من الجزء الثاني وهم (البنات في الجامعة)

وأكيد في علاقات كثيرة وناجحة في الجامعة وتوجت بالزواج

وانا كمان اتخرجت من اسكول الخرطوم
وسعيدة بك
والف شكر لك
وتحياتي
Keep readin My Story and Sudaneseonline as well.. Many Many Thanx..

Post: #113
Title: الحلقة الخامسة عشر
Author: Hozy
Date: 10-30-2005, 06:25 PM
Parent: #1

الحلقة الخامسة عشر:


لم تستطع (تالين) مصارحة (عبد الرحيم) عن ما يدور بخلدها، وتركت له قيادة زمام الأمور، ولا تدري ما يدور بخلده هو الآن، ولماذا قرر فجأة أن يجلس معها، ويتودد لها، و بعد أن مرت أربعة ساعات على الأقل على جلوسهما، مر بهما (عمر) وحياهما ومضى مسرعاً، وأحست (تالين) أن مروره للمرة الثانية إنما هو لفت نظر لها، وبينما شردت قليلاً بفكرها من تصرف (عمر) قاطعها (عبد الرحيم) قائلاً : " هل عطلتك عن أي شيء أو أي موعد، هل تدرين أننا
نجلس هنا قرابة الخمس ساعات؟"
رد (تالين) بخجل : " لا لم تعطلني عن شيء، وأنت تعلم أن لا شيء لدينا في بداية السنة.."
صمتت (تالين) وهي تفكر ب (رشا) وأنها ربما أحتاجت لمفتاح الغرفة إذا ودت العودة للسكن خصوصاً أن الشمس أوشكت على الغروب، وجلوسهما قد طال كثيراً.
وقطع صمتها مرة أخرى صوت (عبد الرحيم) وهو يقول: " أحسست بالراحة عندما صارحتك
بما يعتريني من مشاكل أسرية، وأسرار لا استطع البوح بها لأي كائن كان، لكنني
وجدت فيك الصديق الصدوق الذي أحتاجه، وأحسستك أكثر من أخت لي !.."
ذهلت (تالين) من هذه الكلمة الأخيرة التي كانت كالسيف مزق صدرها وذبح روحها، وانتابتها "هيستريا" الضحك، وقالت له : " بعد كل هذه الجلسة الطويلة تقول لي أختك"
وانفجرت ضاحكة وضحك معها (عبد الرحيم) بصوت عالٍ..
ثم أكملت (تالين) بضحكتها الهستيرية والدموع تنزل منها لاختلاط ضحكها مع حزنها والغصة بحلقها وكأنما تحدث نفسها: " كل هذا ويقول لي أخته، وكما يقولون ((تتخلخل ضروسك))"

ثم ضحكا وتأهبا للقيام من جلستهما الطويلة وحاول (عبد الرحيم) أن يزيل التوتر الذي خلقه من بعد جملته الأخيرة، ولكن دون فائدة.
وعادت (تالين) إلى غرفتها ومكثت فيها وحيدة وحزينة والدموع في عينيها، إلى أن عادت إليها (رشا)، ولم تستطع وقتها أن تحكي لها سبب ألمها.
قررت (تالين) أن تحاول نسيان (عبد الرحيم) وأن تتعامل معه كزميل لها فقط، وأن تحاول التركيز في دروسها فقط، وان تكتم ألمها ومعاناتها، وحاولت أن تتحاشى ملاقاته في الكلية، وساعدها حضوره الضعيف، لكنها لم تستطع أن تقاطع أصدقاءه أو الجلوس معهم، لأنها كانت تحن إليه من وقت لآخر، ويغلبها الشوق لرؤيته وكثيراً ما تحلم بمقدمه أثناء جلوسها بينهم، أما هم فكانوا يسعدون بها كثيراً وبأن جميلة الجميلات في الكلية ترافقهم أو تجالسهم.
أصبحت (تالين) تقضي معظم وقتها مع صديقتها (أمل) وأحياناً تنضم إليهما (رشا) التي أصبحت في شغل دائم بسبب حبيبها ومواعدته للتخطيط للزواج قريباً، وكثيراً ما يكون حبيبها الساخر معها، الذي ينتقد ويسخر من كل شيء، وتخاف (تالين) منه لأنه كثيراً ما سألها عن (عبد الرحيم) وسخر منها، أما إذا أنضم إليهم (عمر)، أصبحت هي و (عمر) مصدراً لتسليته وسخريته.
عندما اقتربت السنة الدراسية للنهاية، حاولت (تالين) التركيز في دراستها، وكانت تشجع (رشا) على الدراسة وتساعدها عليها، وكذلك صديقتهما (أمل) التي انضمت للسكن معهما في نهاية السنة، كما عرض عليهن (عمر) المساعدة، لكنهن وجدن أنه يحتاج لوقته أكثر منهن، لأنها سنته الأخيرة في الجامعة، ويجب عليه التخرج منها بنتيجة ممتازة.
توقف (عمر) تماماً عن رؤية كل صديقاته القدامى، بل أغلب وقته كان يقضيه معهن، ولديه عدد قليل من الأصدقاء الرجال المقربين الذين تعودوا أن يبحثوا عنه عندهن، وكثيراً ما يجلسون معهن، كانت (تالين) سعيدة بصداقاتها مع كل هؤلاء حتى أصدقاء (عبد الرحيم) وخصوصاً (صلاح) وبقية العقد الفريد، وبدأت تستمتع بصحبة الجميع، وباهتمام (عمر) الزائد الذي لم يوقفه سخرية أصدقائه منه، ولا يخجل من أظهار مشاعره واهتمامه بها أمام الجميع، على قدر ما يجعل جلّ همه رضاها، وكان يرضي هذا أحياناً بعض من غرورها، بمحبة هذا الوسيم لها التي يشهد بها الجميع ويلاحظونها، وتسمع كثيراً من التعليقات بسببها.
أما (عبد الرحيم) فلم تعد تراه كثيراً، وبالرغم مما بدر منه إلا أنها كثيراً ما حاولت أن تجدد مبرراً لجملته الأليمة تلك، وأنه ربما لم يقصدها أو بقصد الدعابة أو أسباباً واهية كانت تنسجها لتطمئن نفسها وتريح بالها، وتستمر بالتفكير به، وأنه سيصارحها بحبه في يوم من الأيام.
وفي أحدى الأيام قررن وصديقاتها الحضور إلى الجامعة مساءً للدراسة والتحضير، وكان لدى (عمر) علم بالأمر فبقي في انتظارهن، ثم جلس معهن بأحد الأماكن المخصصة للدراسة والشرح في مجموعات، وبينما كن مندمجات في إحدى المسائل، كان هو مشغولاً بالكتابة، فقالت له (أمل) وهي تشاكسه : " ماذا تكتب؟ هل هو خطاب غرامي؟"
فضحك (عمر) وكتب على رأس الورقة التي يخط بها وبخط عريض عنوان ( رسالة غرامية)، ثم كتب فيها كلمات مكررة مثل : ( حب ،...، غرام، .....)، وبعد أن ضحك الجميع بما يفعله..
قالت لهم (تالين) : " أحب أن أذهب إلى المكتبة فهي أكثر هدوءً لأنني لا استطع التركيز في
هذا الضوضاء، فاسمحوا لي"
فردت عليها (أمل): " وأنا أيضا سأذهب معك، لأن (عمر) سيغادر لمنزله و (رشا) سيأتي
حبيبها بعد قليل ولا أود أن أضيع وقتي بسببهما"
فضحكوا جميعاً وغادروا المكان مع بعضهم ليتفرقوا بعد ذلك، وفي الطريق تقدم (عمر) من (تالين) وخبأ تلك الورقة داخل كراسة كانت تحملها بيدها، ثم ودعهن وغادر مسرعاً.
فقالت لها (رشا): " ما هذا ؟ أهي نفس الرسالة التي كان يكتبها هناك؟ أريني إياها"
وانتزعت منها الكراسة وأفردت الورقة التي بداخلها وقرأتها بصوت عالٍ، كان (عمر) قد كتب أبياتاً جميلة في آخر الورقة، تحمل الكثير في معناها، فسعدن بها وبرقة الشاب الوسيم (عمر).
لكن (تالين) لم تسعد من أن يتعلق بها (عمر) دون فائدة كما هو حالها الآن، ولم يكن عذابه يرضيها، لكن اهتمامه بها يفعل أحياناً عندما تحتاجه، ولا تدري كيف تتصرف بهكذا حال..

Post: #117
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: بلدى يا حبوب
Date: 10-31-2005, 05:03 AM
Parent: #1

هوزى
يا للجمال وتوالى الحلقات واريحية التتابع وانتظام الافكار وتلاقح الحب والغيرة وكان الناتج روعة حتى الثمالة

Quote: وكما يقولون ((تتخلخل ضروسك))"

وهنا مطلوب من المخرج ان يقول stop حتى تعود تالين الى التصوير
حقيقة اندحت مع تلكم الحلقات وعندما الامس الكى برود لاعلق تجذبنى الحلقة الاخرى واصبح متازع ما بين مسبحة الحروف والفية الجمال وها انا فى صومعة الجميلة المغرور
منتظرك
تحياتى

Post: #118
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: zico
Date: 11-10-2005, 10:37 AM
Parent: #117

يا شباب العايز باقي المسلسل
انا ممكن اديهو ليهو
بس الدفع بالجنيه السوداني

Post: #121
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 11-10-2005, 07:38 PM
Parent: #117

بلدي يا حبوب الحبوب

تسلم والله على الإشادة
ومعليش للتأخير
ظروف العيد وكده
اها لقيت لينا مخرج ولا لسه؟؟؟!!
!

Post: #119
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: بلدى يا حبوب
Date: 11-10-2005, 11:07 AM
Parent: #1

زيكو
كل سنة وانت طيب
بقية المسلسل حصريا لشركة هوزان للانتاج الفنى انا الوكيل
تحياتى

Post: #123
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 11-13-2005, 02:26 AM
Parent: #119

Quote: زيكو
كل سنة وانت طيب
بقية المسلسل حصريا لشركة هوزان للانتاج الفنى انا الوكيل
تحياتى


يا الحبوب
وريه انه المسلسل مش حصريا على الشركة
لكن كمان في مسائلات قانونية
وعقوبات مشددة لأي تجاوزات


Post: #120
Title: الحلقة السادسة عشر ...
Author: Hozy
Date: 11-10-2005, 06:50 PM
Parent: #1

الحلقة السادسة عشر

رغم صراعها مع نفسها وألمها من تجاهل (عبد الرحيم) فلم تحس في يوم بندم يبدو عليه من تلك الكلمة التي تفوه بها، فكانت إذا ألتقته على فترات متباعدة، لا تحسه يعاملها بلطف أو يتودد إليها بأي طريقة من الطرق، بل تحسه يتجاهلها تماماً كما تحاول هي أن تتصنع وتمثل أنها تتجاهله، ولكن في صدرها الكثير له،
وبدأت تعتقد أنه لربما يعتبرها الآن حقاً كأخت له ليس إلا، لكن شيئاً ما بقي في عينيه يشعلها حباً وشوقاً إليه.
فقررت (تالين) أن تدوس على قلبها وتنسى هذا المغرور الذي أصبح يعذبها سنيناً لأجل أنها تريثت قليلاً في علاقتها به في البداية قبل ثلاثة أعوام، وحاولت ألا تجالس أصدقائه كثيراً كي لا تصادفه، وجربت أن تنساه بأكثر من طريقة وأن تعيش حياتها دون أن يرسم خطوطها، وهكذا مر عامها الثالث في صراع ونزاع بين قلبها وعقلها.
أما (عمر) ظل يحاول مرافقتها طوال العام ويلح عليه بأحاسيسه الكثيفة التي تتجاوز عنوان الصداقة، وكثيراً ما تتجاهل اهتمامه الزائد بها، ومحاولته الإيحاء لها من وراء الكلمات بأنها حلم حياته وسعادته في دنيته، وعندما شارف العام الدراسي على الأنتهاء و (عمر) على حافة التخرج من الجامعة، وبينما كانوا كعادتهم يجتمعون في قاعة للدراسة قبيل وقت الإمتحانات بقليل،
طلب منها (عمر) الخروج معه لشرب فنجان من القهوة من إحدى السيدات بكلية أخرى كانت يستهوي (تالين) الذهاب إليها وألح في طلبه، فرافقته (تالين) على مضض، وفي الطريق ألتقيا بصديقته الأخيرة، التي كثيراً ما يشبهها بها في بعض الملامح، فنادته صديقته تلك بإلحاح فأضطر أن يستأذن ليلبي طلبها، وركض إليها مسرعاً وحاولت (تالين) في تلك الفترة أن تشغل نفسها بكتاب في يدها، ثم عاد إليها وهو يركض مسرعاً بعد دقائق قليلة جداً،
فإبتسمت (تالين) وهي تقول ساخرة: " عجيب أمرك، لماذا تصر أن
تتجاهل حبيبتك تلك أمامي؟"
فرد عليها (عمر) مستغرباً سؤالها : " ماذا تقولين (تالين) هل جننت؟
كيف لها أن تكون حبيبتي؟"
فردت (تالين) بفتور : " وما العيب أو العجب من أن تكون تلك الفتاة
هي حبيبتك ؟"
رد (عمر) بعد صمت طويل وتردد : " ألا تعلمين (تالين) من هي
حبيبتي طوال تلك السنين؟ التي أخاف مني عليها، وأغار عليها حتى من
النسيم إذا مر يداعب خديها، ألا تتنفسين هذا الهواء الذي يأتيك مشبعاً
بشوقي إليك وحناني اللا محدود"
ثم واصل بصوت رخيم : " أيخفى عليك أن (تالين) وحدها حبيبتي على
مر السنين، وما طلبت من ربي غيرها، وما حلمت بغير سماءها والدفء من
همس شفاها تناجيني الحنين؟
أكمل جملته الأخيرة تلك بصوت مضطرب من شدة التوتر، أما (تالين) فكانت تجلس قباله ووجهها للأرض وأوصالها ترتعد من فرط الانفعال من حديث (عمر)، ودت لو أنشقت الأرض وأبتلعتها قبل أن يتسنى له التصريح لها بخباياه التي أثرت في قلبها أيما تأثير، وأرتعشت منها أوصالها وكل جسمها..
وأكمل (عمر) حديثه لها بصعوبة واضحة: " أنتظرت كثيراً أن أبوح لكي
حبي، وعشقي وجنوني للتراب الذي تدوسه قدماك، لو تدري كم أحبك وكم
تعني لي!! وكم أتشرف وأزداد شرفاً إذا أرتبطتي بي وجعلتي مصيرك من
مصيري، ستكون لكي فرصة كاملة للرد إلى أن تنتهي فترة الإمتحانات لأنه معها
تنتهي أقامتي في الجامعة، وأتمنى ألا أعكر عليك صفو دراستك، لا تتعجلِ في
الأمر ولا تتأخري في ردك"
وبعد فترة صمت أخرى طويلة،،
قالت (تالين) بصوت مرتجف: " هل سؤالي عن صديقتك هو سبب كل هذا البوح؟ أقصد إن لم أسألك عنها.."
قاطعها (عمر) قائلاً : " لا عزيزتي لا ، فأنت تعلمين تماماً كم أهواك يا
وجه القمر، وكم أشقى دونك!!، ما كنت أفوت أن ينتهي هذا العام دون إخبارك
بالأمر، لو لم أود أن أنتهز هذه الفرصة ما أنتهزتها، ماذا عزيزتي، لقد قضيت كل
سنيني هذه أخاف أن أصارحك فأفقدك وترفضينني، أخبريني الآن هل تودين
أن أسحب طرحي هذا؟ "
صمتت (تالين) فترة طويلة جداً، غير خلالها (عمر) مكانه أكثر من خمس مرات، ثم تمتمت بعدها بصوت منخفض: " قلت منذ البداية أن لي فرصة التفكير
إلى نهاية الإمتحانات، لماذا لا تسلبني هذه الفرصة الآن"..
قال (عمر) في إبتهاج واضح : " الحمد لله، خفت أن تقتلتيني برفضك
الآن، فالله وحده يعلم ما كان سيحدث لي، إذاً فلنذهب الآن وسأنتظر ردك
على أحر من الجمر يا حب حياتي وأملي القادم، وكل أمل بأن ترضين بي زوجاً
وحبيباً مخلصاً لك على أبد الدهر".

Post: #122
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: بلدى يا حبوب
Date: 11-12-2005, 09:10 AM
Parent: #1

هوزى
كل سنة وانت طيبة
ومع تالين فاض شوقنا انتظارا لبقية الحلقات
فاعبرى بنا جسر الحروف لنترمى فى حضن الكلام الجميل والسرد البديع
اهلن بك
وما زال المسلسل حصريا على شركة هوزان الفنية
تحياتى

Post: #124
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 11-13-2005, 02:30 AM
Parent: #122

تسلم يا حبوب على متابعتك

وكلامك الجميل ضاف طعم خاص

والتشجيع

تشكر شديييييييد

وكل المتابعين من داخل البورد وخارجه على وجه الأخص
وكل من بعث لي ايميل
وشكر خاص لعمار
وتسلم على المتابعة دي

تحياتي

Post: #125
Title: الحلقة السابعة عشر ،،، مهداة ( لنونة)
Author: Hozy
Date: 11-13-2005, 02:56 AM
Parent: #1

الحلقة السابعة عشر (مهداة لنونة)


بعد أن أنتهت فترة إمتحانات اخر العام، وبعد أن حاولت (تالين) المواصلة على الإجتهاد والمثابرة، لكنها لم تنسى تلك الليلة التي صارحها (عمر) بحبه لها والرعشة التي أنتابتها، وخوفها من كسر قلب صديقها ورفيقها، فموقفها غاية في التعقيد، لكن قلبها ليس بيدها، رغم أنها تكن له الود الكثير، لكنها لا تستطع أن تقدم له أكثر من ذلك، خصوصاً أنه لم يكن في يوم فارس لأحلامها، ولم تحس بأن شخصيته تناسبها تماماً.
أستيقظت (تالين) باكراً بعد يومين من أنتهاء آخر إمتحان، وأستعدت بكامل أناقتها وخرجت إلى الشارع وفي عقلها قرار واحد أعتزمت على القيام به، بالرغم من عدم تيقنها من صحته، وكانت تفكر بعد أن أستقلت تاكسياً للوصول إلى مبتغاها، أنه بما أنها حاولت بشتى السبل ان تستعيد فارسها إلي كنفها ولم تفلح سيكون هذا اخر باب تطرقه في هذا الموضوع.
نزلت (تالين) بعد أن دفعت أجرة التاكسي أمام بوابة الشركة التي يعمل بها (عبد الرحيم)، وكان قد أعلمها فيما مضى بموقع الشركة بعد أن طلب منها أن تفكر في العمل معهم بجدية، لكن صعب عليها ذلك.
اجتازت (تالين) البوابة وذهبت مباشرة إلى عند موظفة الإستقبال وبعد أن حيتها سألتها عن مكان (عبد الرحيم)، فطلبت منها موظفة الاستقبال الجلوس قليلاً لحين أن تجده لأنه ليس بمكتبه الآن.
وبعد لحظات قليلة قالت لها فتاة الإستقبال : " سيكون السيد (عبد الرحيم) داخل مكتبه بعد دقائق، يمكنك الإنتظار داخل مكتبه الأول على اليمين"
ثم أشارت الفتاة بيديها لأتجاه مكتب (عبد الرحيم).
دخلت (تالين) وكان الباب مفتوحاً، ووجدت المكان فسيحاً يجلس أحدهم وراء الكمبيوتر الذي على المكتب ووراءه تفق فتاة وفتى يستمعون لحديثه، حيتهما (تالين) معتذرة عن المقاطعة، فردوا عليها بلطف شديد مع دهشة وأعجاب وأضحان من حسن وجمال (تالين) اللافت وطلب منها الشخص الجالس أن تتفضل بالجلوس وأشار لمقعد أمام طاولة المكتب.

جلست (تالين) وهي تجول بنظرها وتتفحص في أنحاء غرفة المكتب وبدأ التوتر ينتابها وخافت أن يتأخر (عبد الرحيم) عن الحضور، ومر الوقت حثيثاً بها قبل أن تسمع صوت ووقع أقدام (عبد الرحيم) وهو يقول لها بصوت عال لا يخلو من مرحه المعتاد: " لا أكاد أصدق عيني، ما هذا (تالين) بشحمها ولحمها تشرف مكتبي !! هل هذا وهم أم حقيقة ؟؟"
ثم حياها بحرارة شديدة، وهو يضحك تارة ويثرثر بخفة دم مطلقة.
قالت (تالين) بمرح بعد أن أزال ترحيبه توترها : " الآن فقط فهمت لما هجرت الكلية والدراسة، هذا المكتب أختصر عليك طريقك كثيراً كما أرى، لم تعد بحاجة الآن لشيء وأكتفيت بالجنيهات التي تهل عليك كل شهر"
ضحك من تعليقها كل الموجودين، الذين انسحبوا بعد برهة الواحد تلو الآخر، وكان (عبد الرحيم) قد سحب مقعداً وجلس قبالها.
وقال(عبد الرحيم) بصوت رخيم وهو يتفرس في وجهها: " لم أتوقع أن أراك بهذه السرعة فقد كنت على بالي منذ لحظات فقط"
قالت (تالين) وهي تحاول الإستخفاف : " لم أعتقد أننا يمكن أن نكون على بالك، أو أنك تذكرنا أصلاً، فقد مر أكثر من شهر منذ أن رأيتك آخر مرة."
رد عليها (عبد الرحيم) والابتسامة لا تفارق شفتيه: " بلى، فقد أنشغلت كثيراً فلدي الكثير لأنجزه من أعمال بعد أن تفرغت تماماً قبلها للإمتحانات ، دعينا من هذا الآن فأنا لا أكاد أصدق نفسي أنك أخيراً قد تعطفتي علي بزيارة، تمنيتها كثيراً وحلمت بها، وكم كنت أشتاق إليك عزيزتي، لذا لا أكاد أستوعبها إلى الآن"
أبتسمت (تالين) في خجل واضح وهي تقول : " هذا لا يمنع أنك أنت من أختار الإبتعاد، وأنت هو من يقصر في الحضور، وهذا بالتالي ينفي تماماً أي شوق إلينا".
قاطعها (عبد الرحيم) بشدة وقال : " شوقي الشديد إليك لا يستطع أحد في الكون إنكاره ولا مع نفسي، لأنه شيء فوق التصور، لكن عزيزتي ظروف العمل هي العائق الوحيد لدي"
صمتت (تالين) لبرهة وهي تحاول إيجاد طريقة لتسرد عليه قصتها فتحرك فيه حس الغيرة وتحرك مشاعره النائمة من فترة، ويستوعب أنها لن تكون على الدوام في إنتظاره وملكه دون أن يحرك ساكناً، ليس له أن يحتفظ بها دون أن يملك الشجاعة لذلك، وبينما هي غارقة في أفكارها،
قاطعها صوت (عبد الرحيم) وهو يسألها : " (تالين) ماذا بك عزيزتي، هل هناك خطب ما؟ أحسست أن لديك شيء تودين أخباري به، أم أني مخطيء؟"
فهزت (تالين) رأسها دلالة على النفي، وتصر على ألا شيء مهم.
فأكمل (عبد الرحيم) : " لماذا لا تحكي لي عن نفسك، أتمنى حقاً أن أسمع أخبارك عزيزتي، وأسمع صوتك "
فإبتسمت (تالين) ابتسامة مقتضبة وقالت : " حسناً، كل الأمور على خير ما يرام، كل يوم يشابه أمسه لا ليس هناك بالفرق الكبير.."
وأستفاضت (تالين) في حديثها وهي تحاول أن تجد مدخلاً بين الحديث لتقذف بالخبر الصاعقة، وفي نفسها أحساس مرير بأنها تطرق أكثر الأبواب سخافةً وإختارت الشيء الأكثر إحراجاً لها وكأنها تقايض على بضاعة في مزاد للمشتريات، كيف لها أن تستغل حب (عمر) لها في النيل من (عبد الرحيم)؟!! ومن أين لها أن تضمن أن (عبد الرحيم) سيحرك ساكناً إذا علم بأن هناك من يطرق بابها، ولما غاب عنه في الأصل أنها جميلة وودودة والكثيرون يطلبون ودها ويتمنون قربها؟ وبالرغم من ذلك لم يهتم وتوانى في التودد إليها أو طلب الإرتباط بها، رغم أنها متأكدة تماماً أنه في داخله يحبها وحدها، وتحدثها عيناه بذلك.. وفجأة وجدتها نفسها رمت له ذاك الخبر من خلال ثرثرتها عن حياتها، ثم صمتت..
فأطرق عينيه ثم قال بعد صمت : " ماذا يفترض أن يكون رأي؟ أنتِ واعية بما يكفي لتتخذي قرارتك دون توجيه من أحد، وأنا في اعتقادي أن الإرتباط من هذا النوع يأتي من قناعة الشخص نفسه، وليس حسب رأي المحيطين به، فأنت من سيرتبط لذا يجب عليك التفكير جيداً وأتخاذ القرار عن قناعة.."
قاطعته (تالين) بعصبية واضحة : " أعلم أن القرار بيدي وحدي، لكني طلبت أستشارتك كصديق لي، وليس هناك ضير في ذلك.."
فرد (عبد الرحيم) بنفس الحدة : " هل لديك مانع أن نذهب إلى المقهى قرب الشركة، فهناك سيكون المكان هاديء أكثر، ويمكننا أن نناقش أمورنا فيه بحرية أكبر"
وافقت (تالين) وهي تفكر أن هذه هي المرة الأولى التي تخرج برفقة شاب في مكان عام، وسيكون لها شرف صحبة (عبد الرحيم) ، ولم تحس بالخجل أو الخطأ من الخروج معه وحدهما والجلوس في مكان عام، وترافقا في صمت مطبق إلى أن وصلا إلى المقهى الذي سرعان ما أكتظ بالزبائن وأصبح المكان مزدحماً جداً..
لكنهما لم يهتما بعد أن علا صوتهما وأختلطت بأصوات الزبائن الأخرى بعد أن بدأ (عبد الرحيم) فجأة في لومها ووجه إليها سيل من الإتهامات الفظيعة التي لم تتحملها (تالين)، عندما أخبرها أن صديقه ورفيق دربه (صلاح) واقع في هواها وقد صارحه بذلك وسيخبرها قريباً وبعد حديثه معه بيومين جاءه صديق مقرب منه آخر، ليطلعه على سره بأنه أحب (تالين)، وأن صديقاه الأثنان معاً يحسان أنها تبادلهما المشاعر وتحبهما..
جنّ جنون (تالين) من كلامه فعلا صوتها مع صوته، وهي تقول له : " من هم هؤلاء ؟ ومن أنت لتتهمنى في سلوكي؟ وكيف لك أن تظن بي الظنون وتشك أنني يمكن أن أكون من نوع الفتيات التي تتلاعب بالفتيان دون أكتراث لأعراف أو تقاليد؟ كأنه قد فاتها أن يوجهها أحدهم من أب أو أم، لا أسمح لك أو لأي شخص بأتهامي أو الطعن في سلوكياتي .. "
وحاولت (تالين) أن تستجمع كل قواها كي لا تفر الدموع من عينيها، من الأضطراب الذي شمل كل جسدها، والأنفلات قد تملك أعصابها..
فقال لها (عبد الرحيم) محاولاً أن يخفف من حدة غضبها : " لا أنكر عليك أنني فكرت في هذا أيضاً فمن هم كي تسعي خلفهم، وأنا أعلم تمام العلم أنهم ليسوا من تستحقين أو تصبين، لكنهم رأوا منك ما تمنوا، فبالتالي اللوم عليهم وحدهم"
فقالت (تالين) بعد أن أذهب حديثه عقلها وقلبها : " أسمعني جيداً (عبد الرحيم) فلتخبرهم أنت أو أخبرهم أنا أنهم لم ولن يكونوا بالنسبة لي غير أصدقاء وزملاء لا غير، ولكن يبدو أن مفهوم الصداقة من الصعب جداً أن يتحقق بكمالية بين الرجل والمرأة، لذا فسأكتفي معهم من الآن بمفهوم زملاء فقط، بما أنهم عاملونني وفي بالهم أشياء أخرى لم ألحظها، والحب الذي أبادلهم أياه لا أنكره لكن كأخوة أو أصدقاء ليس أكثر من ذلك، ولا يمكن أن يكون، فأرجو منك أن تفهمهم ما أستعصى عليهم وعليك فهمه في البداية، ومؤسف حقاً هذه المفاهيم المغلوطة أن تكون بيننا.."
فقاطعها (عبد الرحيم) : " بالتأكيد سوف أحاول أخبارهم وإيصال المعنى لهم فلا تهتمِ بذلك"
فردت (تالين) بحدة : " أستأذنك الآن لأنني مضطرة أن أغادر لأستعد للسفر غداً صباحاً إنشاء الله"
وأنسحبت (تالين) بسرعة لكنه أصر على اللحاق بها وأوقف لها تاكسياً لإيصالها، لكنها غادرته وهي محملة بأكبر خيبة أمل فيه وفي أصدقائها الذين كانوا سبباً بزيادة جرحها و مسافات شاسعة بينها وبين من كان حبيبها وحلم حياته.
ما أن جلست (تالين) في المقعد الخلفي من سيارة الأجرة حتى خارت كل قواها، وأنهارت أعصابها وبدأت دموعها تنهمر بقوة على خديها، وبعد أن قطعا مسافة صغيرة علا صوت نحيبها مما أفقد السائق أعصابه فسألها بلطف إذا ما كان قد توفي شخص عزيز عليها، فاجأبت (تالين) من بين دموعها : " بلى، توفي شخص كان خطيبي وصديقي وفارسي، توفي ورحل عن دنيتي إلى الأبد .."
وواصلت نحيبها القوي والحزن بركان يثور داخل صدرها

Post: #126
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 11-13-2005, 03:06 AM
Parent: #1

نونة صديقة حبيبة جداً

ومن المتابعين للمسلسل شديد في عكس الريح

وتعليقاتها ضافت على المسلسل طابع خاص

مسلسل رمضان .. وكم يوم بعد العيد !! ( الجميلة والمغرور) !!

Post: #127
Title: الحلقة الثامنة عشر ،،،
Author: Hozy
Date: 11-14-2005, 09:34 PM
Parent: #1

الحلقة الثامنة عشر ،،،



وصلت (تالين) إلى منزل خالتها لتغادره في صباح اليوم التالي مسافرة إلى والديها، دخلت المنزل وذاك الحزن يتملكها، فأنزوت في غرفة وحيدة وأغلقت بابها وأطفأت أنوارها، وعندما طرقت خالتها الباب لتطمئن عليها وعلى وصولها بالسلامة، طمأنتها (تالين) من الداخل دون أن تفتح لها ووعدتها بالخروج وأنها ستكون معها بعد قليل، وحاولت جاهدة أن توقف سيل دموعها المفرطة، لكن هيهات، ودت لو أنها ترتمي في حضن خالتها الدافيء، وتصارحها بما يجيش في صدرها من حمل كبير، لا تقوى عليه وحدها، ودت لو أن أحدهم شاركها همومها وأخبرته بمعاناتها التي ظلت حبيسة صدرها سنيناً طويلة، ولا تكاد تنتهي ولا تحاول الدنيا إسعادها بالبسيط جداً الذي تمنته في حياتها، وبينما هي غارقة في ظلام أفكارها وسواد ألمها الممتد بلا نهاية، طرقت خالتها الباب مرة أخرى تستدعيها لتجيب على الهاتف وأن زميل لها يطلبها، مسحت دموعها بسرعة ولبست نظارة سوداء محاولة أخفاء الإحمرار في عينيها وخرجت من إلى مكان الهاتف ببطء شديد وخيل إليها في مشيها أن المتصل ربما كان (عبد الرحيم) وأنه أحس بخطأه ويريد الإطمئنان عليها لكنها حتماً ستزجره لا محالة، فلم يعد قلبها مفتوح له كما في الماضي، وكم يغيظها إعتداده بنفسه لأقصى الدرجات، وكم هو قاسٍ ومتحجر القلب.
وصلت عند الهاتف ونظرت إلى السماعة الموضوعة بجانبه وترددت في رفعها وتملكها رعب شديد أن يكون المتصل حقاً هو (عبد الرحيم)،
ثم جاء صوت خالتها من وراءها وهي تقول : " ما بك عزيزتي هذا (عمر) زميلك، ألا تودين الرد؟"
رفعت (تالين) السماعة وهي تقول بصوت عال : " لا، سأرد بالطبع ".
وسمعت صوت (عمر) من الطرف الثاني قائلاً : " مرحباً (تالين) لمّ تأخرتي في الرد هكذا، أنتظرت طويلاً على الهاتف؟ هل ستسافرين غداً حقاً؟ ولمّ لم تخبريني بذلك؟"
حيته (تالين) ثم قالت : " معذرة (عمر) فقد أنشغلت كثيراً في ترتيب بعض الأمور، لذا لم أستطع ملاقاتك، وربما كنا نأتي إلى الجامعة في أوقات مختلفة.." ثم أكلمت
" أجل ، سأسافر غداً عزيزي، وأعذرني أني لم أخبرك"
فقال لها (عمر) : " هكذا إذاً، أليس من المفترض أن نتحدث قبل سفرك ؟ ألم يسبق أن وعدتني بهذا؟؟"
ردت (تالين) بفتور شديد : " أسمعني جيداً يا (عمر) سأختصر عليك كل المسافات، وسأوفر عليك الجهد الكثير، فالموضوع الذي سنجلس لنناقشه، هو ردي عليك في موضوع إرتباطنا ببعضنا،،،"
"حقاً لم أكن مقتنعة بالإرتباط بك فيما مضى، وكنت مترددة أشد التردد، وفي بالي مواقف كثيرة تجعلني أحس أننا لا نصلح أن نكون لبعضنا، لكن ما لمسته من تمسكك بي وما عانيته لأجلي، يجعل رفضي لك مستحيلاً، ويكفيني ما تكنه لي من مشاعر صادقة، وأتمنى أن أستطيع العطاء كما تفعل وأن أكون عند حسن ظنك بي كما أن تكون أنت صادقاً ومخلصاً لي، وسنعيش تلك التجربة وأتمنى أن ننجح ونستمر.. "
ثم سكتت وأرتمت في أقرب مقعد في ذلك المكان، كأنها لا تصدق ما تفوهت به للتو، وماهذا الزيف الذي حكمت على نفسها به، وكيف تستطيع أن تنسى جروحها معه، وأنها خدعته وطلمتته عندما قبلت به، وهذا يعارض مبادءها والقيم التي تربت عليها والصراحة التي إعتادتها، كيف لها أن تعيش حياتها كذبة، لكنها عزمت على الإستمرار عزمت أن تعاقب نفسها لوهبها قلبها لمن يستحق، وعزمت أن تدمل جراح وعذاب عاشق ولهان، وتفرح قلبه بعد أن مات قلبها هي ولم تعد تهتم، فلتحاول أن تدمل جراحتها بفرحه وحبه الشديد لها، ثم أنتظرت صوته ليغفر لها و يشفي إحساسها بالذنب ويخرس صوت قلبها المكلوم.
صمت (عمر) طويلاً ولكن علا صوت أنفاسه لتسمعه (تالين) متقطعاً محملاً بالإضطراب من شدة الإنفعال، وكأنه لم يصدق نفسه..
وفجأة أخذ يضحك و يقهقه كأنما فقد صوابه ثم قال بفرح شديد : " لا أصدق نفسي، أود لو أصرخ بأعلى صوت ،، أحبــك تاليــن ،، أحبك أكثر من أي شخص قد أحُب في هذا الكون، وأكثر من كل مشاهير الماضي ومن سيأتي في الحاضر، أحبك (تالين) وأهوى التراب الذي تحت قدميك، أعشقك لأقصى درجة ولو كان حلال علينا أن نعبد غير الله لعبدتك أنت من شدة حبي .. "
أبتسمت (تالين) في صمت، وأحست أنها يمكن أن تتفاعل معه لكن مع عدم المبالغة في مشاعره اجاهها، ودق قلبها بعنف شديد، وأحست أن بركاناً سيتفجر داخلها لا تدري لما.
واصل (عمر) في بهجة وبصوت عالٍ: " لن تستطيعي تصديق ما أكنه لكِ، لكن الأيام ستبرهن شدة حبي لكِ، وهمي الأول سيكون رضاك، وإنشاء الله سأكون عند حسن ظنك بي، وأي خلاف ترينه مستعد تماماً لإزالته فوراً، فسأكون لك خاتماً في أصبعك، ولن أخسر أن أكون كذلك في أجمل يد لأجمل أنسانة في الكون أعبدها بقلبي .. "
قاطعته (تالين) بصعوبة قائلة : " أستغفر الله، ما حكاية العبادة هذه؟ أنا لا أتمنى إلا أن نكون علاقاتنا ناجحة، ونستطيع التفاهم على كل شيء"
فرد (عمر) : " حبيبتي (تالين) لا تطلبِ مني أن أؤجل حبي لك أكثر من هذا، لا تدرين ما يحمل لكِ قلبي، أن وصف الحب لدرجة العبادة لهو شيء بسيط، ولا أخفي عليك أني أحسه لا يكفيني ولا يرضي قلبي، أتمنى أن أسعدك حقاً (تالين)، أتمنى أن أعوضك عن أي ألم أو عناء رأيته في حياتك، وأن أمسح أي دمعة يقذفها القدر على خديك، وإنشاء الله سننجح في ذلك، فليطمئن قلبك حبيبتي ولتهدأ روحك"
ثم سكت (عمر) فجأة وهو يسمع صوت بكاء (تالين) وأنفاسها المتقطعة، وقد أرعبه ذلك، فصرخ بها : " ما بك حبيبتي ؟ ماذا حدث؟ هل ضايقتك في شيء؟ ما بك خبريني بالله عليك؟ أسمعيني صوتك ،، لا تصمتِ ...."
حاولت (تالين) إسكات صوت بكاءها بصعوبة بالغة، ثم حاولت الحديث لتلهي دموعها عن الفيضان، وقالت: " فلتعذرني، لأنه لم يحصل أن حدثني شخص بهذه اللهجة وعاملني بتلك الرقة، ولم يحبني شخص في يوم كما يصلني اليوم منك"
فقال (عمر) بعد أن تنهد طويلاً : " قد أرعبتني حقاً، خفت أن يكون هناك شيء آخر، أحسست مشاعري لأنها صادقة ومن كل قلبي، وحركت مشاعرك ودموعك لأنك رقيقة و مرهفة الحس.."

وظل (عمر) يتحدث بعدها طويلاً عن مشاعره لها، وحكى لها كيف أنه دفن حبها بقلبه كل تلك السنين، وكيف أنها دخلت قلبه من اليوم الأول الذي دخل فيه الجامعة ووقع بصره عليها، حتى أنه عشق اسمها من قائمة الاسماء المعلقة للملتحقين الجدد، وبحث عن صاحبة الاسم فوجدها هي صاحبته أيضاً، وأحس أن الله وهبها أياه، وأنه واقع في غرامها منذ الآن، وكيف أن السنة الآولى كانت صعبة عليه، لتقلب مزاجها فيها ، فكانت لأوقات كثيرة ترافقه مع صديقة أخرى وتارة تبتعد عنه لتجلس مع مجموعة أخرى، ولم يستطع أن يكسب ودها فكأنما تتعمد حرمانه من ذلك.
وكيف مرت السنة الثانية التي أضطرت أن تعيدها وتبتعد عنه، وتنشغل بدراستها وبرفاق جدد ومختلفين، وكيف عانى هو الامرين، وحاول بطريقة صبيانية تكوين علاقات كثيرة لينساها ويزيلها عن خياله، لكنه فشل، وفي أي مرة يلحظها مارة كأنما قلبه يفر منه، ولا يستطيع السيطرة عليه، فعاش يحلم بعرش قلبها وقربها منه..
حاولت (تالين) أن تحمله على إختصار كل تلك المكالمة الطويلة التي زادت عذابها وصحت شجونها، وأعتذرت منه أنها تعبة جداً، وعليها الإستعداد للسفر غداً صباحاً، وأنهت المكالمة التي بالرغم من كل ذلك أحست فيها قليلاً من الرضا لأنها أسعدت أنساناً جميلاً وحساساً كشخص (عمر)، وعوضت كسر قلبها بجبر قلبه، إن كان يخفيها أنها لم تكن صادقة مع نفسها، ولم تختار بقلبها، وأتخذت قرار كبير في حياتها في لحظة غضب كبير وضعف، وخافت أن تظلمه أو تخذله في منتصف الطريق.
أتصل بها (عمر) مرات عديدة وهي مع أهلها، حتى أنها من فكرت من فرط الحرج من إتصالاته الكثيرة أن تخبر والدتها عن الأمر، لكنها فضلت أن تؤجل ذلك وطلبت منه عدم الإتصال والإنتظار لحين عودتها للسودان.

Post: #128
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 11-16-2005, 06:48 PM
Parent: #1

خليك لي هنا حبيبو

لحدي ما ارجع ليك

Post: #129
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: حسام يوسف
Date: 11-16-2005, 07:13 PM
Parent: #128

بس ما تطولي في الانتظار

Post: #130
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 11-17-2005, 05:53 AM
Parent: #129



تيب


Post: #131
Title: الحلقة التاسعة عشر ،،،،
Author: Hozy
Date: 11-17-2005, 06:22 AM
Parent: #1

الحلقة التاسعة عشر ،،،



عندما وصلت (تالين) للجامعة في أول يوم دراسي لها، كان (عمر) في إنتظارها قرب المدخل، لم تكن تدرك وقتها إن كانت تحس بشيء تجاهه بعد، وأحست بفداحة ما فعلت وأنها ربما ورطت نفسها بذاك الإرتباط، وتساءلت هل سيظل (عمر) هل هذا المنوال؟ وسيستمر في الحضور يومياً للجامعة حتى بعد أن تخرج منها؟
إبتسمت (تالين) له عندما هرع نحوها محيياً وقال لها بصوت رقيق : " مرحبا مليكتي، أشرقت كل الأنوار الآن بقدومك وحمداً لله على سلامتك، بعد أن كاد الشوق يذهب عقولنا "
ضحكت (تالين) بمرح وهي تقول : " هل هذه بشارة أن حياتي القادمة ستكون مليئة بالغزل والكلام الجميل؟، فلترأف بي عزيزي، فأنا لم أتعود على هكذا حال بعد"
ضحكا وتقدما معاً إلى حيث تجمع أصدقائهما وجلسا معهم، وأنقضى يومها الأول مليئاً بالمرح الزائد، وإحساسِ جميل يتملكها كلما لاقت عيناها عيني (عمر) المحبتين لها، والمليئتان بالشوق والحنان، فأحست (تالين) أنه ربما تستطيع أن تحبه في يوماً ما.
واظب (عمر) على الحضور إلى الجامعة يومياً دون كلل أو ملل، وكلما خرجت (تالين) وصديقاتها من محاضرة كان هو في إنتظارهن، لكنها لم تكن تدعهن يتركانها لحظة، كي لا ينفرد بها، بالرغم من أنه أصبح يتزمر تزمراً واضحاً من وجودهن معها طوال الوقت، وأحياناً أمامهن وعندما غلبته الحيلة قالها لهم بصراحة في يوم: " أسمعني جيداً وأنت يا (رشا) على وجه الخصوص، بعد أن تطورت أمورك وأصبحت لا تطيقين أن يجلس أحد معك عند حضور حبيبك، لكن أنتن الآن تتعمدّن ألا تبارحن (تالين) أكثر مما مضى، ولا أجد معها حتى فرصة دقيقة واحدة بعد ما نما إلى علمكن ما بيننا ..."
صمتن جميعاً من هول انفعاله قبل أن ينفرجن ضاحكات : " ما هكذا تورد الأبل يا عزيزي" كان رد رشا) التي أكملت وهي تشير إلى (تالين) : " هي الآن تسمعك أسألها هل نحن من نتعمد ذلك أم هي؟ " وواصلت موجهة حديثها إلى (تالين) هذه المرة : " لماذا لا تخبريه بحقيقة الأمر وأنك لا تودين أن يجلس بمفرده معك، وأننا فريق الحراسة الخاص بك وأنت من وظفنا "
فضحك الجميع حتى (عمر) ثم قال بجدية : " هل من الممكن الآن بعد أن وضحت الأمور أن
تنصرفن"
فردت (أمل) هذه المرة مشيرة بأصبعها نحو (تالين) : " هي من وظفنا وهي من يجب أن يسمح لنا بالإنصراف أو المكوث "
فقالت (تالين) ضاحكة : " سأسمح لكن بخمسة دقائق تتنفسن فيها وتعدن إلينا"
فقال [Red[(عمر)
: " أي تعني بذلك خمسة ساعات "..
فضحكا وهما يبتعدان بعد أن توعداه بأنهما سيكونان في وجهه تكتمل الدقائق مباشرة ومع نهاية الثانية الأخيرة..
جلسا بعدها وحدهما على مقعد قرب سور الجامعة، أي مكان يبعد قليلاً عن زحمة الطلاب لكنه واضح بما يكفي لأن يراهما الجميع سواء من الداخل او من وراء ذاك السور من خارج الكلية، ومرت عليهما أكثر من ساعة ولم يظهرن صديقاتها، ولكن بعد قليل مرّ من وراء السور شبح شخص سرعان ما لفت إنتباهها إليه ورأته بعد أن تعداهما وأحست برجفة قليلة تعتري أوصالها، ووافقت بعدها على البقاء مدة أطول بعد أن كانت قد طلبت منه أن يلحقا بصديقتيها، و جلست بعدها تتأمل أن يمر (عبد الرحيم) من أمامها ويراها تنفرد ب(عمر) بعيداً عن الزحام، ومكثا لساعة أخرى أو أكثر قبل أن تتعب من الجلوس لتطلب منه أن يذهبا للبحث عن صديقتيها لأن موعد المحاضرة التالية قد حان ويبدو أنهن لا يعلمن بها، وعندما تقدما قليلاً لمنتصف الساحة ، إذا بها تجد (عبد الرحيم) وصديقيه يجلسون على مقربة من مكانهما لكن يفصلهما منهم أشجار كثيفة، وكأنما ينتظر أن يعلمها أنه رآها.
أصر (عمر) أن يحييهم عن قرب، فسلمت (تالين) عليهم بفتور شديد، وسرعان ما أدرات ظهرها لهم وسبقت (عمر) في الإبتعاد، وهي مرتعبة من وجودهم الثلاثة معاً، وفي هكذا موقف.

تملصت (تالين) من (عمر) لبقية اليوم بحجة الدراسة، رغم أن السنة الدراسية ما زالت في أولها، ولم يعتاد الجميع على الدراسة من اول يوم أو حتى أول شهر، لكن رؤية (عبد الرحيم) هزت صلابتها وإصرارها أن تكمل ما بدأته..
مرت أيام عديدة و (تالين) تحاول ألا تجتمع بأصدقاء (عبد الرحيم) أغلبهم وخصوصاً (صلاح) رغم طيبته وحبها له، لكن كي لا يحملها أشياءً تفوق تصوراتها، وبعد مرور أكثر من شهر، أعتادت (تالين) الجلوس مع (عمر) من وقت لآخر، وأصبحت تفتح له قلبها وتصارحه ببعض مشاكلها، كما صارحها هو بكل شيء حتى السيء في حياته، وعن قصص عشقه في فترة المراهقة، وعن أهله وأحلامه، لكنها لم تستطع أن تصارحه بحبها القديم ولا أن تأتي على ذكر (طارق) حبيبها الأول، ولا عن حبيبها الثاني (عبد الرحيم) وودت لو أستطاعت أن تخبره بالقصة كاملة وأن يسامحها على ما فعلت رغم إحساسها أنه كأنما يعلم بذلك لما يعتريها عندما تراه حتى في وجود (عمر) الذي بالتأكيد قد لاحظ ذلك وإبتعادها عن (عبد الرحيم) والآخرين رغم أنها كانت تتواجد معهم في أغلب الأوقات، لكنها أخبرته عن الكثير غير ذلك، وأحست أنهما يقتربا من بعضهما يوماً بعد آخر،
ألتقت في ذلك الوقت ب(صلاح) ذات يوم فرافقها في الطريق إلى قاعة المحاضرات، وبما أن الوقت كان قصيراً حاول أختصاره عندما قال : " أعلم (تالين) أنه أصبح من الصعب ملاقاتك أو الجلوس معك، خصوصاً مع وجود صديقك الجديد (عمر) الذي تقضين معه جلّ وقتك، كأنه ليس لديك أصدقاء غيره ولهم حق عليك، أم أصبح هو بمثابة حبيبك لذا لا تستغنين عنه ؟؟؟"
ردت (تالين) وهي تنظر إلى الأرض : " أجل (صلاح) هو كذلك فالعلاقة بيننا علاقة جدية ستنتهي بالزواج إنشاء الله ".
صمت (صلاح) مذهولاً من تصريحاتها، وكانا يتحدثان وهما يمشيان، فتقدم (صلاح) ووقف أمامها و صرخ في وجهها : " لماذا (تالين)؟ لماذا أقدمتي على ذلك؟ ولمّ هذا الشخص بالذات ؟
فردت (تالين) بعصبية : " وما الذي يعيب هذا الشخص بالذات؟ فأنت لا تعلم ما قدمه لي هذا الإنسان أو كيف يعاملني ؟ "
فرد (صلاح) بصوت أكثر هدوءً : " هل لي أن أعلم ما قدمه لك؟ وكيف يعاملك هو ؟"
فقالت (تالين) بنفس الهدوء : " بمنتهى الرقة يا صديقي، عطاني من الإهتمام والحنان ما يشبع أجيالاً كاملة في هذا المكان، فداخل كل واحد منا منطقة شفافة تتغذى على هكذا مشاعر، فعندما يتم إشباعها نهنأ في عيشنا ونحب الحياة، لأنها محور سعادة البشر.."
قاطعها (صلاح) قائلاً : " تعنين بحديثك هذا أنه عندما كنتِ برفقتنا لم نستطع إسعادك وقصرنا في معاملتنا معك"
فردت (تالين) بحدة : " ألا تفهم كلمة واحدة مما أقول ؟ فإهتمامكم يختلف تماماً عن إهتمامه هو بي، ولما تتكلم بصيغة الجمع؟ لماذا تجمع معك (عبد الرحيم) وهو لم يقف موقفاً مثلك؟ ولم يسأل ولا يهتم، فلدى كل منكم حياته، أما هو فأنا حياته الماضية والقادمة، هل تعلم معنى أن يشعل لك شخص ما أصابعه كشموعٍ تضيء لك طريقك، هذه ليست علاقة صداقة فحسب أنها علاقة حب يا أخي العزيز (صلاح)، هل فهمتني ؟"
رد (صلاح) وهو ينسحب ليسبقها في الدخول إلى قاعة المحاضرات: " بلى (تالين) فهمتك تماماً وأتمنى لكِ كل توفيق ونجاح في حياتك القادمة، وأتمنى ألا تندمِ أبداً على إختيارك هذا "
رن صدى جملته الأخيرة في أذنها كثيراً وهي تحاول أن تفسر ما وراء الكلام، من أين له أن يعلم بأمر إقتناعها أو عدمه؟ هل يمكن أن يكون (عبد الرحيم) قد حكى له كل شيء؟ هل أخبره عن حبهما؟ وأنه يعلم أنها تحبه؟ أم هو يعتقد أنها تحبه هو؟
وهل سيخبر (عبد الرحيم) بالأمر؟ وأن علاقتها ب(عمر) أصبحت جدية فعلاً؟ " وهي كذلك فعلاً فقد أخذت طابع الجدية الآن وأصبحنا نخوض في تفاصيل زواجنا وخطوبتنا " ،، (تالين) محدثة نفسها..
وواصلت تفكر " هل سيقوم (عبد الرحيم) بأي خطوة إزاء هذا الأمر؟ وما الممكن أن يقدم عليه؟ وإلى أي مدى يمكن أن يهزه الخبر ؟ وهل ستنجح بإثارة غيرته؟ وقهر غروره؟ "
أيقظها صوت من حولها وهم يهبون إلى مغادرة القاعة بعدما أنتهت المحاضرة وهي لم تسمع منها شيئاً، بل كانت كثيراً ما تلتفت صوب المكان الذي يجلسون فيه أصدقاء (عبد الرحيم) بينما أستمرت غارقة في فكرها .

Post: #132
Title: الحلقة العشرون ،،، أهداء خاص لرجاء العباسي ،،، وأميغو
Author: Hozy
Date: 11-25-2005, 01:26 AM
Parent: #1

الحلقة العشرون ،، إهداء خاص لرجاء العباسي ،، وأميغو ،،


بعد مرور أسابيع قليلة لحديثها مع (صلاح) لم تعد (تالين) تلاحظ وجود (عبد الرحيم) بين الطلاب، ولم يأتي منذ ذاك الوقت إلى الكلية، لكنها حاولت أن تركز على إجتهادها بدروسها وأن تدرس بإنتظام خصوصاً أن هذه سنتها الأخيرة بالجامعة وعليها أن تحاول أن تتخرج منها بتقدير لا بأس به،
وكانت تحاول ألا تضيع وقتها الثمين في الجلوس مع (عمر) وأفهمته ذلك، و كان خير معيناً لها على ذلك فكان في كثير من الأحيان يساعدها وصديقتيها في الدراسة، كما يساعدها في كتابة محاضراتها إذا كن يدرسن شيء آخر، وكثيراً ما يكون يبحث مع بقية زملائها، الذين أصبحوا أصدقاء له من كثر تردده عليهم، عن أوراق إمتحانات لسنوات مضت تفيد المواد التي يدرسونها الآن وإن وجدوها ينسخ لها تلك الأوراق، ويحاول قدر المستطاع أن يعينها في كل شيء، حتى أنه يحمل دفاترها عنها في كثيراً من الأوقات عندما يتحركوا جميعهم من مكان لآخر رغم سخرية صديقاتها منه، لكنه لا يهتم لهن ويتعمد أن يغيظهن كأن يقول لهن مثلاً أنهن محبطات لعدم تمكنهن من إيجاد محب مماثل لحبه ل(تالين)، أو يقول أنه لو كان بإستطاعته لحملها على يديها لو ودت أن تغير في الجلوس من مقعد لآخر، مما كان يثير حرجهن، كانت (تالين) تستمتع بردوده تلك وقوة حبه لها وأنه لا يلتفت لسخرية الناس أو تعليقاتهم اللاذعة لقناعته مما يفعله، وكانت تدرك أن هذا لشيء عظيم جدير بالتقدير وأن ثقته بنفسه تلك تبشرها بخيرِ كثير وتمنت لو كان إيجابياً في كل سلوكه وليس في هذا الشأن فقط، مثل أن تحس أنه يقود علاقتهما تلك نحو إعلانها على الملأ، رغم التردد الذي بداخلها، لكن دخولها في علاقة لا تنتهي بالزواج يتعارض مع مبادئها، وعندما طلب منها (عمر) الإرتباط به كانت تدرك أن هذا خيارها كي يكون زوجها إلى الأبد وبما أنها وافقت وجب عليه أن يلتزم بما أقدم عليه، ويلتزم بأن يوصلهما إلى بر الأمان والنهاية المطلوبة، وأن يحضر نفسه في نهاية هذه السنة لحدث أقله إعلان خطبتهما، كي يشجعها هذا على الإستمرار معه، لكنه كان يفضل أن يقضي جلّ وقته معها في الجامعة على أن يعمل ليوفر ما يمكنه من خطبتها، وكثيراً ما كانت تقارنه ب(عبد الرحيم) وحبه للعمل، وقوة عزيمته، وتتمنى لو يعطي (عمر) لعمله وقتاً أكبر، فيكون لها مجالاً أوسع لتدرس لسنة تخرجها دون مقاطعة منه، وكانت هذه المقارنات أكثر ما ينقص عليها، لأنها تتمنى لو يتصف (عمر) بالكثير من صفات (عبد الرحيم) التي دوماً أثارت إعجابها، لم تكن (تالين) تهتم بالمادة كثيراً لأنها لم تعاني في حياتها، لذا لم تدرك معنى أن الحرمان منها، وكانت تحب أن تبني نفسها وأن تكون عصامية بما أن سلاحها العلم، لذا لم تكن للماديات دور في إختيارتها رغم كثرة من يطلبون ودها والزواج منها، خصوصاً من أقربائها، فاجأها (عمر) ذات يوم بأنه طلب منها مقابلة خالتها والإتصال بأهلها لكي يتعرف بوالدها ووالدتها،،،
فقالت (تالين) مبتسمة : " أخيراً، ظننت أنك لن تذكر الأمر أبداً "
فرد عليها (عمر) : " تعلمين عزيزتي أني لا أتمنى في هذه الدنيا سواك، ولا يخيل إليّ أن شخصاً غيري يمكن أن يأخذك، لكن ما يخفيني أنني ما زلت أبحث عن عمل جاد، وما أمارسه من عمل في شركة أخي، لا يكفي فليس هناك دخل ثابت، والشركة صغيرة جداً وفي أولها، رغم أنه يمكن أن لبعض المشاريع التي نود خوضها أن ترفع من مدخولنا جميعاً رفعةَ كبيرة، لكن لا شيء مضمون، وأنا أعلم أن أبي هو من سيرفض في المقام الأول لأنني في أول طريقي قبل والديك، لكنني سأفعل هذا الشيء إرضاءَ لكِ فقط "
فقالت له (تالين) بعصبية : " أعد علي ما قلته الآن، هل تعني أنها رغبتي أنا وحدي وأنت لا؟"
وواصلت بعصبية شديدة : " لا أنكر أبداً أنني أود ذلك، هل تعلم لما ؟ حفاظاً على كرامتي، فأنا لم أكن في يوم أن أسمح لنفسي أن أجلس معك لساعات طويلة كل يوم أمام الناس وليس بيننا شيء رابط يحفظننا أمام الناس وأمام الله، خصوصاً إذا كانت فحوى حديثك كثيراً ما تحوي كلمات غزل أو تلك الأحاديث التي أمنعك من خوضها لكنك تصر أن تحدثني بها ولا تهتم، وكل هذا لا أرضاه لنفسي إذا كنت أنت ترضاه لي، وهذه مباديء عزيزي، كما أن أهلي يجهلون تماماً ما يدور بيننا وأنا والحمد لله لم أخرج في يوم لم أتواعد مع شخص ولم أتعود على هكذا لفاءات وجلسات مطولة، وأعتقد أنني أنتهيت من مراهقتي وليس هناك سبب آخر لذلك "
قاطعها (عمر) ضاحكاً : " ما بك حبيبتي ؟ لما هذا الإنفجار ؟ من أجل ماذا؟ أنا لم أقصد ما بدر إلى ذهنك، كيف تفكرين أنني لا أرغب في الإرتباط بك رسمياً؟ وأنا أتمنى من الله بأن يجمعني وأنت جدران تضمنا معاً ويكون عشنا الذي نستريح، أنني أود لو أخطفك على حصان أبيض في هذه اللحظة ولا يراك بشر غيري، وأنا أرى الحسد تارة والإعجاب بك تارة أخرى في عيون الآخرين ويثير جنوني وداخلي يحترق، وأود لو أربط لهم أعينهم وألسنتهم، وكم أتمناك زوجة لي وأتوجك ملكيتي وفؤادي "
هدأت (تالين) وأحست بالخجل من الأطراء وقالت بخجل واضح : " أعلم أنك تود أن نرتبط رسمياً لكنك تؤجل هذا الإرتباط، وأنا لم أقل لك أن نتزوج غداً فأنا لست مستعدة لذلك بعد بالإضافة لدراستي، إنما أقصد أن يعلم أهلي وأهلك بالأمر، وأن يباركاه قبل أن نخطو فيه، وخصوصاً أنني أحتاج أن أضمن موافقة أهلي عليك أولاً بدلاً أن نبني أحلاماً من دون أساس، وثانياً كي أرتاح لتلك الجلسات الكثيرة وأحسها معيبة ولا أود الإستمرار فيها، لأنني كنت أكره أن أرى أثنان من الزملاء ينزون بعيداً عن الأعين ويجلسون لساعات طويلة يحبون فيها بعضهم"
رد (عمر) ضاحكاً : " هل تسمي جلوسنا معاً إنزواء فأنت لا تكفي عن حشرنا بين الحشود وترك مسافة تزيد عن عشرة أمتار بيننا، هل نسيتِ؟"
فأجابته (تالين) : " وعلى الرغم من ذلك لا أحس بالراحة، وأحس بالحرج من الجلوس لساعات طويلة دائماً، كل الناس الآن تعلم بعلاقتنا والأهل هم آخر من يعلم"
فقال (عمر) بحنان فائق : " أعلم تماماً من أنتِ، وماهي أخلاقك كما يعلم الجميع، ولا أنسى دموعك عندما قصصت عليك خطأ حاولت أن تقترفه إحداهن معي، وهذا إنما ينم عن معدنك النقي الطاهر العفيف، فأنا يزيدني شرف أن يكون عمري مرتبط بعمرك إلى أمد الدهر " وأكمل قائلاً :"فلنذهب يوم الخميس عند عودتك إلى بيت خالتك للإتصال بأبويك "
تجهم وجهها وهي تقول : " هل سترافقني إلى هناك ؟ وهل سأذهب معك حين إتصالك بهم ؟ ،، ثم قامت وقالت وهي تحاول الإبتعاد " سيجن عقلي من هذا الرجل "
فلحق بها (عمر) محاولاً إقناعها مجدداً بأفكاره، التي دوماً ما تكون في تعارض كبير مع أفكارها خصوصاً عندما عرضت عليه (تالين) مساعدته بالبحث عن عمل له في الخليج، لكنه رفض بحجة أهله، وأنه لا يستطع أن يترك والده ووالدته بعد تخرجه مباشرة، رغم أنه يخرج باكراً كل يوم من المنزل ويعود إليه كي ينام، لكنه أخبرها إذا كان الوضع ممتازاً ويستحق المجازفة فيمكن له الذهاب إلى هناك وقتها.
في اليوم التالي وقبل يومين من اليوم المحدد لإتصال (عمر) بوالديها، وبينما كانت قد قررت أن تجتهد لأقصى درجة وأن تكرس وقتها للمذاكرة، وفضلت منذ فترة أن تدرس لوحدها خوفاً من أن يضيع وقتها حتى مع صديقتيها اللتان تتباطأن في الدرس، فإعتادت (تالين) أن تذهب إلى إحدى القاعات المخصصة للدراسة ويجتمع بها الكثيرون ليدرس كل على حدة وأحياناً على مجموعات لكن بهدوء شديد فكانت تذهب إلى هناك بعد نهاية كل محاضرة..
وفي ذاك اليوم لاحظت حضوره لمحاضرة اليوم وكان يتعمد الإلتفات للنظر إليها أثناء المحاضرة، مما هز أعصابها، وبعد أن أنتهت المحاضرة تعمد أن ينتظرها بينما كانت تنزل مع الجميع إلى مقدمة القاعة، وحياها مبتسماً، ولم تدرك (تالين) سبب كل ذلك، حتى أنها عندما إجتازت بوابة القاعة تهيأ إليها أنه يلحقها، وأنتظرت في الخارج مع البعض وهم يثرثرون، لكنه لم يخرج، ثم لامت نفسها وحثتها على التحرك ونسيان أمره وأن تذهب للإختباء في قاعتها المعهودة كي تدرس، وتزيل عنها تلك الوساوس والأوهام، فلم تعد هناك فائدة ترجى من الأمر..
وبينما هي غارقة في درسها تارة وفي عاطفتها تارة أخرى، وعن سبب نظراته تلك والإبتسامة العذبة على وجهه التي كثيراً ما أذابت قلبها، وأطربت أعصابها هذه الإبتسامة الساحرة على تلك الملامح الرقيقة التي على وجهه، الذي يبدو كوجه طفل صغير لكن على جسد رجل قوي البنية عريض المنكبين، واسع الصدر، طويل القامة، ممتليء الجسد قليلاً، تبرز عضلاته من ساعديه، فتزيدانه رجولة وجاذبية، فكان له سحراً خاص، بينما كانت غارقة في فكرها وعلى وجهها إبتسامة وعيناها مثبتتان على صفحة في كتاب كانت تقرأ منه، فجأة شهقت (تالين) عندما ذعرت من صوت إرتطام دفتر ضخم بجانبها على الطاولة التي تدرس بها، وعندما رفعت رأسها وجدته يحدق إليها بنظرات تحمل الكون فيها.

حدقت (تالين) فيه لفترة طويلة، وأحست كأن ما رأته هو شبيه له وغير حقيقي، فهل هو الآن أمامها وحده دون رفقاء أتى إليها ؟، وأحست أن بمقدمه شيء كبير، لأن هذا يعني أنه بحث عنها، وكيف تركه أصدقاءه ؟ وكيف إستطاع إيجادها ؟ وماذا يريد منها ؟
قطع عليها(عبد الرحيم) تفكيرها الطويل بصوت جهور : " أسمعيني جيداً اليوم هو يوم الحساب وهو اليوم الذي سنتصارح به مهما كلفنا الثمن، موافقة ؟"
هزت (تالين) رأسها دلالة على الموافقة وكلها حيرة وخوف و فرح .. !!!!!!!!!!!

Post: #133
Title: الحلقة الواحد والعشرون ،،،
Author: Hozy
Date: 11-25-2005, 01:58 AM
Parent: #1

الحلقة الواحد والعشرون ،، أهداء خاص ليسرا ،،، وسابينا ،،،

جمدت (تالين) في مقعدها وهي تحاول أن تستدرك ما يحدث تلك اللحظة، وأن تجمع قواها وعزيمتها لتستطيع التصرف بحكمة وروية.
خاطبها (عبد الرحيم) دون أن يخفض صوته وقد أتكأ على حافة الطاولة الممتدة أمامها قائلاً : " أسمعيني عزيزتي (تالين) مضى الكثير من الزمن وقد آن الآوان أن نجلس ونتحدث في أمورنا، هل تودين أن تبدأي أم أبدأ أنا بالحديث؟؟
هزت (تالين) رأسها في صمت وحيرة وهي تشير بيديها دلالة موافقتها لأن يبدأ هو بالحديث وهي تحاول أن تستوعب التغيير الذي طرأ عليه فجأة، وكيف أنه قد ذاب أخيراً جبل الجليد ذاك المحيط بقلبه.
فأكمل (عبد الرحيم) بعد أن خفف قليلاً من حدة صوته ولكن ما زال الإنفعال الشديد واضحاً فيه : " فلنبداً من السنة الأولى التي أعجبت بك فيها، رغم أنك كنت تعلمين أنني تعلقت بك، لكن على الرغم من ذلك جرحتي قلبي جرحاً كبيراً لم أستطع الشفاء منه بسهولة فقد كنت .. "
قاطعته (تالين) قائلة : " آسفة للمقاطعة، لكن ماذا تقصد بأني جرحت قلبك؟ ماذا فعلت لك لأجل أن تعاملني تلك المعاملة القاسية على مدى تلك السنوات التي مضت ؟؟ لم كل هذا الغرور؟ أنتظرت هذا اليوم طويلاً والآن بعد أن رميت تلك الأمنية وراء ظهري تتحقق لي الآن، لكن لا ضير من أن نسجله لأجل تاريخنا معاً، فهل تسمح أن تشرح لي كيف أني جرحتك جرحاً كبيراً وقد كنت وقتها كما ذكرت معجباً بي ليس إلا ؟؟ "
فقال (عبد الرحيم) بحماس شديد : " ألم تحسِ بي وقتها ألم يصلك شعوري؟؟ أنا متأكد تماماً من أنك تدركين من اللحظة الأولى ما تعنيه لي وما أحسه تجاهك، لكنك تعمدتِ أن تتجاهلين كل ذلك"
ثم قالت (تالين) بنفاذ صبرِ لأن رده لم يكن مقنعاً لها : " أنت تعلم جيداً عزيزي أن هذا الشيء لا يأتي بين ليلة وضحاها، وأنت أستعجلت الأمور في البداية كثيراً، وأنا حاولت أن أتريث قليلاً كي أدرك وأتحقق من مشاعري نحوك ولا أنكر أنني في البداية لم أكن أحس بأي شيء غير عادي تجاهك، لذا لا يمكنني خداعك، لكنك كنت تعجبني وقتها"
قاطعها (عبد الرحيم) وقد علا صوته : " هذا ما أدركته، وأحسست أنني إنما أضغظ عليك بمشاعري تلك، ولم أحس منك أي تجاوب، لذا قررت أن أترك هذا الأمر برمته تماماً وأحاول معاملتك كزميلة وصديقة ليس إلا "
فقالت (تالين) بنفس الحدة : " في تلك الفترة ؟ لا عزيزي، إنما كنت تعاملني معاملة في منتهى القسوة وتعمدت كثيراً إحراجي أمام الكثيرين، وجعلتني أعاني كثيراً، كيف تفكر أنك يمكن أن تحرك مشاعري بتلك المعاملة القاسية ؟"
قال (عبد الرحيم) بصوت حاول أن يجعله رقيقاً : " أسمعي عزيزتي، تلك الفترة كانت قاسية علي، وانا احس بفشل تجربتي الأولى في حياتي قبل أن أخوضها، ولم أكن أتصرف جيداً أعترف لك، ربما أنني كنت غاضب جداً منك ومن نفسي لأنني تسرعت في الأمر، ولم أتريث كما فعلتِ أنتِ، لكن كل هذا بسبب مشاعري العميقة تجاهك، لم أدرك كيف أوقف نفسي في البداية، ربما فكرت أن معاملتي لك بالقسوة قليلاً ستحل لي المشكلة، لكني كنت مخطئاً كما هو واضح"
ردت (تالين) بصوت ضعيف : " هل هذا فقط ؟ إنما هناك الكثير مما جعلتني أعاني؟ لم تحاول بعدها أن تقول شيئاً او حتى تلميح بسيط، رغم أنني كنت أحاول أن أكسب ودك ورضاك "
أجابها (عبد الرحيم) بعد أن أرتفع صوته مرة أخرى وكان يصل لكل الموجودين بالقاعة : " لماذا أنتن هكذا ؟ لقد حاولت مرة وصددتني، ما يضيرك لو كنت أنتِ من يبدأ الخطوة التالية ؟ لِم لا تقولي شيئاً؟ ما المشكلة لو وضحتيها لي بدل من أن تتركيني أتخبط يميناً وشمالاً، ولا أستطع التأكد من شيء، وعندما بدأت أنا لم أتريث ولم أهتم للناس والكل لاحظ ذلك "
أشارت له (تالين) بالخروج بعد أن وقفت ولملمت أشياءها، فخرجا معا وهو يصر أنه لا يهتم بأن يسمعه كل من في الجامعة، ولا يهمه شيء في هذه اللحظة سواها، ولم تستطع (تالين) بعد كلماته تلك أن تمشي أكثر من أمتار قليلة ثم وقفا خارج القاعة قرب نافذتها الكبيرة..
فواصل (عبد الرحيم) حديثه في حماس واضح : " لما تضعين جلّ اللوم عليّ ؟ ماذا فعلتِ أنتِ بالمقابل؟ صددتني في البداية، ولم أستطع التأكد من مشاعرك تجاهي طوال تلك السنين الماضية .. "
فقالت (تالين) وهي تحاول عدم النظر إلى وجهه : " لم يكن في مقدوري تقديم نفسي إليك وداخلي شك كبير من قبولك، ثم أنه صعب على الفتاة الشرقية، ان تسبق الفتى في موضوع كهذا ، ليس بسبب الحياء وحده ولكن الرجل الشرقي بطبعه لا يؤمن بتلك الحريات، ولا يتقبلها بسهولة، ولا يروق له هذا النوع من النساء، إنما يعشق للثمالة من تدلل عليه وتصده عنها عدة مرات.."
فقاطعها (عبد الرحيم) : " ألهذا رفضتني إذاًً؟ لأجل هذا السبب ؟؟ "
فقالت (تالين) بحدة : " فلنفترض عزيزي أن هذا كان مبدئي، خصوصاً أنك من الأساس لم تقل شيئاً واضحاً أبداً، وقد كان تلميحاً معظم الوقت، هل تتهمني بصدك وأنت لم تطلب مني شيئاً لأصده ؟ ثم لو كنت أتريث في مشاعري أو بعض من دلال هل تنهي كل شيء وتمتنع عني لسنوات ؟؟ ما هذه القسوة وما هذا الغرور ؟؟"
فقال (عبد الرحيم) برقة متناهية وهو يحرك ذقنها بيده محاولاً جعلها تنظر إليه مباشرة : " عزيزتي، أنا والله كل أسف على كل ما مضى، وأستطيع أن أتحمل نتيجة أخطائي تلك، لم أكن أدرك فداحة أعمالي، لم أكن أحسب تصرفاتي، لم أكن أعلم معنى دلال إمرأة أو معنى التريث في قاموسها، فاتني الكثير والسبب جهلي بتلك الأمور ..."
قاطعته (تالين) قائلة بنفس الحدة بعد أن أحست أن جرحها الغائر لم يكن قد أندمل بعد وقد تعرى تماماً الآن أمامه وأتتها الجرأة على الفيض بكل ماهو مكنوناً داخلها: " ليس جهلك فقط ! إنما غرورك أعمى قلبك عني وقد بينت لك الكثير، لا أنسى أبداً جلستنا تلك لساعات طويلة التي من بعدها أقفلت في وجههي كل آمال نمت تجاهك حينما أخبرتني أنني أصبحت لك أكثر من أخت، كأنه أعتذار واضح خلف ذلك المسمى، وبعدها مرة أخرى حملت نفسي إليك في مكان عملك، ماذا فعلت بي وقتها .. ؟.. "
قال (عبد الرحيم) مقاطعاً إياها : " أعلم والله عزيزتي، أعلم أنني في ذلك اليوم جرحتك وآذيت مشاعرك، بعد تلك الجلسة السنة الماضية لكن والله على ما أقول شهيد أن كلمة أنك مثل أختي طلعت من دون قصد أو شعور، وكان وقتها أحساسي بك كبير وعظيم وتمنيت لو أحلق بك في مكان حالم لا يسكنه غيرنا، وددت لو لا ينتهي ذلك اليوم ولو يتوقف الزمن عندنا لأجلس معك دهراً بأكمله أرى وجهك القمري وأسبح مع عيناك وأتوسد رموشهما، وخفت كثيراً أن ألقبك بأي شيء آخر يخرج دون وعي مني أندم عليه إذا غضبتِ منه، رغم أنني وددت لو وأتتني شجاعتي لقول الكثير وقتها لكن لساني الأخرق لم ينطق غير تلك الكلمة بعد الخوف والرهبة اللذان تملكاني وقتها ... "
ثم أكمل بألم شديد : " أعلم أنني ظلمتك ظلماً لا يغتفر، لكن يجب عليك أن تعلمين أن هذا كان بسبب الغيرة الشديدة، وأن أتهامي لك بأنك أعطيتِ الفرصة لصديقاي لم يكن سوى بسبب الغيرة والغضب منهما ومنك، والخوف من فقدك، والخوف من تأثير ذلك على فرصة فوزي وحدي بك .."
ثم صمت وصمتت وأنقضى وقت طويل إلى أن أستطاعت أن ترفع عيناها إلى وجهه فتفاجأت بعينين محبتين يحدقان فيها بكل رقة وتأمل، ودت لو حضنتهما والكون وسافرت بهم بعيداً عن البسيطة لدنيا سماءها وردية وماءها عنبراً، وأسرع قلبها في الخفقان كأنما يطلب إليها الخروج بعد سجنه الطويل وقد جاء وقته ليلاقي حبيبه، لكنها إعتصرت كل تلك السعادة، وأستمرت تمتهن التريث، بعدما قال لها : " لماذا فعلتِ ذلك ؟ لِما أقدمت على الإرتباط من ذلك الشخص ؟ هل تعمدتِ أغاظتي ؟ أم كانت فكرة لإثارة غيرتي ؟"
فردت عليه وسعادة عامرة بقلبها بسبب ذلك السؤال قائلة : " وماذا كنت تنتظر مني غير ذلك؟ عموماً سأقول لك ،، بلى ، تعمدت إغاظتك وإثارة غيرتك، لأنه لم يكن لدي خيار أفضل من هذا، خصوصاً وقد أستهلكت معي جميع الفرص، وكانت تلك فرصتك الأخيرة ."
فقال (عبد الرحيم) بغيظ واضح : " أنا لا أحب تلك الطريقة في حل الأمور ولا أقتنع بأنها تقدم شيئاً في الأصل "
فإبتسمت (تالين) وهي تقول : " إذا كنت غير مقتنع بطريقتي تلك فأنت مخطيء عزيزي، والدليل أنك أمامي اليوم أتيت لستعيدني بعد أن كنت في يدك لأعوام "
فسكت (عبد الرحيم) برهة قبل أن يقول : " ربما كنت محقة فإحساسي بالغيرة حركني، وجعلني أحاول أسترداد من أسرتني كل تلك السنين، وأحاول تصحيح ما أخطأت به "

صمتا فترة طويلة و(تالين) تفكر أن كل ما يدور في خلدها قد أفرغته له ولم يبقى شيء تختزنه، وأنها أستطاعت أن تفهم الكثير اليوم وأنه حقاً كان يهواها لكنه لم يدرك يوماً كيف يحتفظ بها أو يحافظ عليها رغم أحساسه بحبها نحوه،
قطع صوته صمتها عندما وقف أمامها وهو يقول : " أود لو أصرخ بأعلى صوتي وأقول لك كلمة واحدة حرمت نفسي من قولها سنيناً طويلة رغم أنها تعيش معي منذ أول لحظة رأتك عيناي،، وهي أني أحبك (تالين)،، أحبك حباً جمّا ،، "

صمتت (تالين) وأحست أن جسمها يرتعش من الخارج من فرط إنفعالها، وأحست بالدموع حارة وثقيلة تنزل على خدها دون أن تحس بعد أن خدرت كلماته أحساسها، فحاول (عبد الرحيم) أن يمسح دموعها بيديه لكنها منعته، ثم قالت وهي تمسح خديها بأطراف أصابعها : " هل تعلم ماذا أتمنى أن أفعل بك الآن ؟ "
فهز (عبد الرحيم) رأسه دلالة النفي وعلى وجهه بدا الرضا والإبتهاج واضحين..
وأكملت (تالين) : " أتمنى لو أصفعك صفعة قوية على خدك "
فصاح (عبد الرحيم) بصوت جهور وهو يمد لها وجهه : " أنني أرجوك أن تفعلي ، وكل هؤلاء المارة لو يشهدوا ذلك، حقاً أرجوك أن تفعلي يا (تالين) لانني أستحقه، ولأنني ربما بعدها سأرضى عن نفسي قليلاً لو فعلتِ، وأتمنى أن يساعدك أنتِ هذا ولو بالقليل، أرجوكِ حقاً أن تفعلي حبيبتي "
فحاولت (تالين) وهي تضحك وتحاول أن تغظي وجهها تارة من المارة وتحاول إسكاته تارة أخرى، ثم حاولت الهروب من أمامه فلحق بها وهو يمد لها خده لتصفعه..
فوقفت (تالين) صامتة قبل أن تقرر إسكاته..

Post: #134
Title: Re: الحلقة الواحد والعشرون ،،،
Author: امل فاروق محمد
Date: 11-25-2005, 07:14 AM
Parent: #133

عزيزتى / هوزى
تحية عطرة
جد ابدعتى وشوقتينا اكتر يا ترى النهاية هتكون شنو شغوفين لمعرفتها الله يعطيك العافية
وتسلمى يا عسولة

Post: #135
Title: Re: الحلقة الواحد والعشرون ،،،
Author: Hozy
Date: 11-26-2005, 03:28 PM
Parent: #134

العزيزة أمل

Quote: عزيزتى / هوزى
تحية عطرة
جد ابدعتى وشوقتينا اكتر يا ترى النهاية هتكون شنو شغوفين لمعرفتها الله يعطيك العافية
وتسلمى يا عسولة


تسلمي يا حبيبة
للمتابعة والمرور

Post: #136
Title: الحلقة الثانية والعشرون ،،،،
Author: Hozy
Date: 11-27-2005, 10:49 PM
Parent: #1

الحلقة الثانية والعشرون : خاص لنونة وكل الحبايب
(ناس الحفلة ليهم الله)




أشاحت (تالين) بوجهها الحزين بعيداً عن (عبد الرحيم) وهي تقول له: " قد تأخرت كثيراً عزيزي (عبد الرحيم)، وصفعي لك لن يفيدني في شيء ولن يخفف علي بشيء، لكن إن كان سيخفف عليك أنت، فأنت بهذا تعطيني سبباً آخر لرفضه" ثم واصلت بنفس النبرة الحزينة وبدت على (عبد الرحيم) ملامح عدم الفهم لحديثها وقالت : " قد تمنيتك كثيراً وكم حلمت بهذه اللحظة وكم عشت أحلم بتلك الكلمة تطلع منك ! وكم كنت أتلهف للحظات كتلك تجمعنا معاً أستشف منها حبك لي، ولكن كان لانتظاري نهاية، بدأت عندما صددتني أنت كثيراً وهمشت روحي التي كانت لديك وعندما اخترت أنا شخصاً آخر غيرك، احترمني أكثر منك وقدرني أكثر منك، وربما أحبني أيضاً أكثر منك لأنه لم يبخل علي بشيء، وما يقدمه لي لهو كثير جداً لا أستطيع أن أعض يده الآن، وما أكرهه في حياتي وضد كل مبادئ أن أكون لعوباً تترك رجلاً من أجل رجل آخر، وهذا ما لن أفعله ولو السكين على عنقي، إذا كنت سأنفصل عن (عمر) ولن يكون لنا نصيب أن نستمر معاً فسيكون ذلك بناءً على خلافات أو أشياء بيننا لكن لن أسمح أن تكون أنت أو رجل غيرك سبباً ذلك، وهذا يتعارض مع أخلاقياتي"..
صمت (عبد الرحيم) برهة قبل أن ينطق وبصوته ألم الكون كله وقال : " لكن (تالين) ماذا تقولين؟ لكنك الآن تعلمين أنني أحبك أنتِ، وأنا أعلم أنك تكنين لي نفس الشعور، ما هذا ما الذي يحدث؟ ما ارتكبت أنتِ بارتباطك بذاك الشخص هو خطأ يجب عليك تصحيحه وهذا ما أفهمه، أليس كذلك عزيزتي؟"
قالت (تالين) بحدة رغم الجرح الكبير الذي انفتح عميقاً بقلبها المفطور : " لا يا عزيزي، ليس الأمر كذلك، فكما قلت لك تأخرت كثيراً عزيزي، تأخرت أكثر من اللازم بكثير، ما ذنب ذلك المسكين لأعذبه كما تعذبت منك وتعذبنا معاً، لا أستطيع (عبد الرحيم) لا أستطيع، أرجوك لا تضغط على أعصابي أكثر من ذلك، سوف أذهب الآن "
وغادرت مسرعة دونما التفاتة تحكي لها عن حالها حبيبها، وكيف بدا بعد صدها الكبير له..
ركضت وهي تبكي والدموع غزيرة تسيل من عينيها، لتبحث عن مكان تختبئ فيه من الأعين التي كانت تحدق بها.
انهارت (تالين) عندما انزوت بنفسها في ركنٍ قصيٍ بعيداً عن الأعين، وبكت بحرقة شديدة وهي تبكي فشلها و عذاب قلبها، تبكي الصراع الذي جعلها ترفض من تهوى لأجل كلمة صدق وهبتها لشخصٍ متيم بها حقاً، وليس كهذا المغرور الذي عذبها سنيناً طويلة، والآن يأتي ليفتح جراحها بعد أن أقفلت صفحة أحزانها، ويجعلها تحس بقمة التعاسة كل لحظة تتذكر فيها بما أفضى لها، آلمها بكاء قلبها الذي تعتصره في مرارة وهو يتمنى لو ترك الأمر بيده لما فرط فيمن يحب ويهوى، لكن رجاحة وحصافة عقلها سيطرا على تصرفها وقرارها، وأحست أنها دفعت الكثير ثمناً لتهورها عندما أسرعت في الارتباط بشخص غير الذي تحب.
أنقضت تلك الأيام من عمر (تالين) كأسوأ أيام في حياتها، فلم تكن تستطيع أن تلاقي عيناها عيني (عمر) ولا حتى سمحت لنفسها أن تذهب إلى الجامعة كي لا تصادف (عبد الرحيم) الذي علمت بعد مرور تلك الأيام العصبية أنه لم يأتي طوال تلك الفترة إلى الجامعة.
كان شيئاً داخل (تالين) بعد أن استطاعت اجتياز محنتها تلك، يسعدها، ربما أنها تلك الذكرى التي لا تنجلي من ذهنها عندما صارحها (عبد الرحيم) بحبه لها، لا تنفك تفكر فيها، فتعتريها رعشة خفيفة وسعادة لأجل تلك الذكرى، وكانت شاكرة لربها أنها على الأقل استطاعت أن تعلم ما يكنه لها ولو كتوثيق فقط، فهذا يمنحها شعور جيد لمعرفتها تلك.
لم تستطع (تالين) أن تذهب مع (عمر) للاتصال بأهلها في الوقت المحدد، بل قد أجلت هذا الموضوع لأجلِ غير مسمى، فأضطرب (عمر) وهو يراها تبعد عنه، وتتحاشى لقيآه، وتأجيلها لموعد كهذا أربكه فتملك الخوف قلبه، وأصبح يرسل لها مع صديقتيها رسائل تحدد مواعيد مختلفة سيكون بانتظارها فيها، وبعد تلك الأيام الأولى ذهبت (تالين) لملاقاته في الجامعة على أحدى تلك المواعيد التي حددها هو، واستطاعت أن تخرج نفسها من تلك الظلمة التي غرست نفسها بها، بينما أستطاع (عمر) بعد فترة أن يأخذ منها موعداً آخر للاتصال بوالديها.
بعد مرور أكثر من شهرين وبعد أن استعادت (تالين) رباطة جأشها واستطاعت المضي قدماً في دروسها وعلاقتها ب(عمر)، ذهبت معه للاتصال بأهلها كما أنه زار خالتها وخالها في منزلهما، وبدأت علاقتها ب (عمر) تأخذ طابع الجدية، بعد أن علم الجميع بنبأ خطوبتهما المبدئية.
أكملت (تالين) سنتها تلك وتخرجت من الجامعة بتقدير "جيد" ولم يؤهلها ذلك لدخول منافسة لأخذ السنة الخامسة والتخرج منها بدرجة الشرف كما يسمونها، وكانت (تالين) حانقة جداً على نفسها من ذلك، لكنها سافرة إلى والديها في اليوم التالي من انتهاء امتحاناتها رغم إلحاح (عمر) وصديقاتها لها بالبقاء فترة أطول، خصوصاً أنها سنتها الأخيرة، لكنها أصرت على المغادرة وسافرت إلى هناك.

Post: #137
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: بلدى يا حبوب
Date: 12-01-2005, 05:09 AM
Parent: #1

هوزى
تنساب القصة كنسمة المياه العذبة فى مجرها وحتى صد تالين لعبد الرحيم ماهو بمثابة شلالات طبيعية تعاكس التيار ونبقى فى انتظار وصول المياه الى المصب ...
شكرا هوزى فأنت تمنحين الخيال مساحة من الجمال عبر قصتك وعبر الجمال والغرور تظل الحروف تنبلج بتلاتها ويعم العبير
تحياتى

Post: #138
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 12-01-2005, 07:22 AM
Parent: #137

تسلم يا بلدي يا حبوب
على المتابعة ورفع البوست

والباقي حلقتين انشاء الله وتخلص

ده أعلان للمتابعين

تسلموا


خلاص قرررررررررررررررررربنا


الصبر الصبر بس

Post: #139
Title: الحلقة الثالثة والعشرون
Author: Hozy
Date: 12-28-2005, 02:59 AM
Parent: #1

الحلقة الثالثة والعشرون: (قبل الأخيرة)

( الحلقة مهداة لكل حبايبي اللي سليت روحهم سامحوني )

بعد مرور أكثر من شهرين على سفر (تالين) كان خلالهما (عمر) مواظباً على الاتصال بها والاطمئنان عليها من فترة إلى فترة،على الرغم من فتر العلاقة بينهما، لكن (عمر) ما زال متمسكاً بها، حاولت كثيراً التملص منه عندما كانت توصد الأبواب في وجهه وأن الظروف صعبة للارتباط، وأن أهلها يريدون لها الزواج سريعاً بعد أن أكملت دراستها الجامعية مع توفر الكثيرين من الشباب في البلد الذي تقيم فيه، ويتقدم الكثيرون لخطبتها، وتحاول عدم تكرار ذلك أمامه كي لا تشكل عليه أي ضغوط، وحملت نفسها على نسيان حبها الشديد ل (عبد الرحيم)، وقاومت فكرة التخلي عن (عمر) كثيراً، لكن الضعف في شخصيته كان سبباً قوياً لفقدها صبرها معه، وعدم تمكنه من حل كثير من المشاكل والصعوبات التي تواجهه في طريق الارتباط، وعرضت عليه مساعدته أكثر من مرة لكنه رفض تماماً تلك الفكرة.
بعد أن انقضت تلك الفترة أصر عليها (عمر) وصديقاتها على الرجوع إلى البلد لحضور حفل التخرج وكي تستخرج أوراقها وشهادتها من الجامعة بنفسها، فوافقت بعد أن أقتنع أهلها بالفكرة تماماً، وعندما عادت إلى السودان كان قد مر على رحيلها قرابة ستة شهور.
قابلت (تالين) صديقاتها و (عمر) عند مدخل الجامعة، وكانت تتلهف لسماع الأخبار عن الجميع، فصديقاتها الفتيات الكثيرات منهن تزوجن، وكثيرات منهن على وشك، وكذلك من الفتيان عدد لا بأس به ارتبط بأخرى رسمياً، أو على وشك الزواج ومنهم أيضاً من غادر البلد مغترباً في الخارج، وتزوجت صديقتها (أمل) على الرغم من عدم ارتباطها بشخص محدد في فترة الجامعة لكنها سبقتهن جميعاً بالارتباط، أما (رشا) فقد خابت علاقتها الطويلة وفشلت في الزواج بحبيبها لاعتراض أهلها عليه، فأذعنت لرفضهم وهي حالياً مخطوبة من طبيب مرموق وله مركز مادي وأكاديمي جيد، أما (عمر) فكان يود أن يريها كيف أنه أستطاع تحقيق بعض الإنجازات في السودان، رغم أنها لم تكن راضية عنها في داخلها ولم ترضي طموحها لكنها حاولت عدم إحباط روحه المعنوية وشجعته على الاستمرار، لكن بخطى أكبر، فهي كثيراً ما تقدر له حبه الزائد لها وتقديره لها وأنه عصامي يحب أن يبني نفسه دونما اعتماد عليها أو أهله، وتحاول تجاهل مواضع الضعف فيه.
صادفت (عبد الرحيم) في ذلك اليوم وهو يجلس في إحدى المقاعد تحت شجرة ظليلة بعيدة يقرأ ويفكر، احتارت يومها كثيراً وأحست أنها لا تستطع أن ترفع عيناها عنه وقاومت فكرة الذهاب إليه للتحية، وشجعتها صديقتها (رشا) على عدم الذهاب، ونسيان كل هذا الأمر، حاولت جاهدة فيما هما جالستان ألا تلتفت إليه وقطع عليها محاولاتها حضور (عمر) والجلوس معهما، وكان الفضول يأكلها لمعرفة أخباره، وماذا يفعل هنا؟ ولما يجلس في هذا المكان؟ هل ينتظر أخرى؟ أم يحضر لدراسات عليا؟ أم ماذا؟
لكن يبدو أن (عمرا) قد لاحظ نظراتها الشاردة في اتجاهه فأصر على تغيير مكان جلوسهم، فغادرت دون فهم سر جلوس (عبد الرحيم) وحيداً.
وفي اليوم التالي أتت إليها صديقة قديمة، وخطيبة أحد أصدقاء (عبد الرحيم) الآن، وطلبت الجلوس معها لأن هناك موضوع خاص تريد أن تتحدث فيه معها..
قالت الصديقة عندما جلسا معاً في إحدى مقاصف الجامعة : " عزيزتي (تالين) تعلمين أنني معجبة بك كثيراً وأحب طيبتك وظرفك، وأجدك نعم الفتاة والله"
قاطعتها (تالين) وهي تبتسم وتشكرها على مدحها.
ثم أكملت: " في يوم جلست مع (عبد الرحيم) وأخبرته عنك، وكيف أنني أجدك فتاة جيدة وجميلة وراقية وأنه بصفته صديقاً مقرباً لكي، كيف له ألا يهواك أو يرتبط بك؟ لأنني بصراحة أجد ذلك مستحيلاً"
وأكلمت ضاحكة فيما (تالين) مصعوقة جداً بهذا الحديث، فلم تظن في يوم أن (عبد الرحيم) قادر على البوح بإسراره لأحد، وقالت : " حقيقة فقد صدمت حينما حكى لي ما دار بينكما، وكيف أن الظروف جعلت علاقتكما معلقة طيلة سنوات، وأنه من قصر في ذلك وهو يلوم نفسه كثيراً، لكنه لا يود أن تعاقبيه ونفسك بهذه الطريقة، هكذا بدا عليه وهو يحكي لي مما جعلني أعرض عليه المساعدة بنفسي ولم يطلبها مني لكنه لم يرفض، وأنا حريصة أنا أرى محبين يتفقان في حياتهما معاً، فحرام تلك المعاناة وذلك العذاب، لِم لا تعيدِ النظر في قرارك وتفكري في الأمر عزيزتي؟ فهذه حياتك وذاك المعذب حبيبك، لما تسرعتِ هكذا وأرتبطتي بغيره؟"
قالت (تالين) بقليل من الانزعاج: " عزيزتي، أعتقد أن حديثكما هذا كان قبل سفري قد مر عليه الآن أكثر من ستة شهور، يعني مر وقت كثير، وأنا الآن شبه مخطوبة لشخص مخلص وصادق، ليس مغرور كصديقك، لم يؤلمني ويعذبني كما فعل هو، لم يقدم لي إلا كل خير، ماذا فعل ضدي لأطعنه في ظهره وأكون أنانية معه، لماذا أعامله هكذا؟؟"
ردت الأخرى : " ما دار بيني و (عبد الرحيم) منذ وقت طويل حقاً، لكنني لم أستطع ملاقاتك إلا الآن وقابلته أخر مرة قبل شهرين كان مازال ينتظر أن يسمع مني جديد حول هذا الموضوع، لكن الآن لا أدري ما حدث معه، لكني وودت الحديث معك ومن أجلك كذلك، لتعلمي كم يحبك (عبد الرحيم) وكم يتعذب من دونك وكيف أنه أنهار تماماً في تلك الفترة الماضية وتغيرت تصرفاته وسلوكه، أعلم أنه وضع صعب لكني فكرت في محاولة حله، لكنه يبدو أن كل منكما قد أختار طريقاً آخر له، أتمنى لكي وله كل توفيق، وأتمنى ألا تندمي يوماً على اختيارك، وأن يكون (عمر) زوجاً جديراً بك ولا يخذلك أبداً وأن تنجحي في حياتك العملية والخاصة"..
ثم جلسا يدردشان لفترة وأخيراً غادرتها (تالين) بكل حزن وقد تفتحت معها أحزان الماضي وكانت تفكر كيف أنها أضاعت حبيبها من يديها؟ وكيف أنه كان يستحق حقاً حبها ويبادلها الإحساس بأكبر منه، وأحست بعظمة معنى الحب وجماله، وأنه خالد لا يموت أبداً..
في هذه الأثناء قدم أحد الطلاب يصرخ بالآخرين أن هناك خريجاً يدعى (عمر) قد صدمته شاحنة كبيرة مسرعة كان قد ظهر عليها فجأة عندما هم بقطع الطريق، لم تدرك ما فعلته (تالين) في تلك اللحظة عندما صرخت وأسقطت حقيبة يدها وركضت تصرخ إلى مكان الحادث كالمجنونة تماماً..

Post: #140
Title: الحلقة الرابعة والعشرون ( الأخيرة)
Author: Hozy
Date: 12-29-2005, 09:10 AM
Parent: #139

الحلقة الرابعة والعشرون: ( الأخيــــــــــــــــــــرة )


كانت (تالين) مذعورة لمنظر الحادث الذي يبدو خطيراً والتفاف الناس حوله منعها من الدخول والتأكد لكن شيئاً في داخلها حدثها أنه (عمر)، فأخذت تصرخ بأعلى صوتها وتقذف بأشيائها التي تحملها وتضرب الأرض بأقدامها وهي تنادي وتبكي باسم (عمر) عله يسمعها فتحول التجمع إليها وصنعوا فجوة بينها وبينه، فوجدت المجال أمامها وهرعت بكل الألم في الدنيا عندما رأت قميصه وحذاءه المبتور في الأرض لم تستطع أن تسير إليه على رجليها فوقعت على الأرض وأكملت زاحفة على ركبتيها وهي تحاول الوصول إلى وجهه الممتلئ بالدماء وقميصه إلى بعد المنتصف والأرض من تحته فذهب صوتها وهي تحاول أن ترجو الناس ليحملوه للمستشفى، فأخبرها أحد الجالسين قربه على الأرض وكان طبيباً أن هذا الشخص قد توفي وأن رأسه من الخلف شبه مفتوح، فصرخت به مستنجدة ومنتحبة وصوتها تحشرج ولم يعد يخرج وهي تشير بيديه إلى ذلك الرجل ليحاول وقف النزيف أو إنعاشه وهي تفكر بجمجمته "المفتوحة الآن من الخلف" وقلبه المليئان بحبها كما تفكر بأهله وأمه وأبيه، وكيف لها أن تتصور فقده بهذه الطريقة، كما أحست بالذنب تجاهه والخداع لأنها كانت قد سمحت لنفسها بأن تفكر بغيره وهو لم يفكر إلا بها، حاولت أن تمسك برجليه وتهزهما، رغم أن قواها كانت قد خارت، لكنها حاولت أن توصل إليه لمستها التي عاش يتمناها وهزته بما تبقى لها من قوة وهي تصرخ وتبكي تترجاه أن ينهض وتترجاه أن يعيش لأجلها ولأهله، إلى أن أمسك بيدها رجل كبيراً في السن وطلب منها الاستغفار فالروح قد أخذها ربها، فصمت برهة ثم بعدها لم ترى غير وجه هذا الرجل بعد أن غابت عن الوعي.
فتحت (تالين) عينيها فلم تفهم أين ترقد؟ بأي مكان ؟ لكنه بدا لها كغرفة في مستشفى، حاولت أن تنادي بصوتها فلم تفلح، ثم حاولت تحريك أطرافها ولم تقوى، ولم يستطع عقلها أن يميز أي شيء حولها، أحست بثقل في رأسها وعينيها وأن كثيراً من الآلات مربوطة بها، ولم تكن تذكر أي شيء حتى أنها لم تستطع أن تميز أنها في خارج السودان أم داخله، وفجأة أصدر الجهاز بجانبها صفيراً عالياً، فظهرت أحدى الممرضات راكضة ثم حيتها مبتسمة وعادت مسرعة وبعدها تجمهر عدد من الأطباء والممرضات ثم رأت والدتها تقترب من رأسها، ففرحت بها وابتسمت لها دون أن تستطع التحرك، فأدركت أنها حتماً خارج السودان ثم حاولت الالتفاف برأسها فرأت خالتها تقترب منها، فاستغربت كيف تجمع الاثنان معاً، لكن بعد أن سمعت صوت كل فرد في الغرفة وهو يتحدث باللهجة السودانية أدركت أنها مازالت موجودة في السودان، وسمعت صوت الطبيب وهو يقول لها أن تحاول التحدث وتتجاوز ثقل المخدر من آخر عملية أجريت لها، فاستغربت (تالين) عن نوع العملية ؟ وماذا حدث لها تحديداً؟
سمعت صوت والدتها تقول : " الآن نستطيع السفر فوراً، فسأعرضها على أحسن الأطباء في الخارج، فوالدها وأخوتها قلقين عليها ولن نستطيع تأجيل السفر"
فرد عليها الطبيب بحدة : " قد قلت لك سابقاً، أن لا شيء يستحق، وإذا كان يوجد أي نقص هنا كنت سأخبرك بنفسي كما نفعل دائماً فهذه مسئولياتنا، لكن أبنتك الآن بخير وتحتاج فقط القليل من الراحة، وبعدها ستتعدى مرحلة الخطر ويمكن أن تذهبي بها لأي مكان في الدنيا"
قالت (تالين) ، وخرج صوتها ضعيفاً جداً: " هل أستطيع أن أعلم ماذا حدث لي تحديداً؟"
فقال لها الطبيب المعالج : " هل تستطيعين التذكر ؟ حاولي أن تتذكري الأشخاص الموجودين حولك، وقولي لي أسماءهم ، وما هو آخر شيء تتذكرينه؟"
عندما أخبرته (تالين) وهي تضم والدتها في محاولة ضعيفة منها بما يريد، عندها تذكرت ذلك الحادث المشئوم لكنها أحست به كأنه حلم مزعج راودها قبل لحظات قبيل استيقاظها لكنها كانت قد فقدت تفاصيله، وعندما تمتمت تسأل خالتها عن (عمر)، أمرها الطبيب بالتوقف وأخذ الدواء أولاً قبل الإكمال، وأخذته (تالين) لكن الجميع رفض أن يسمع حلمها المزعج، أو كابوسها المقلق الذي كان يؤرق فكرها الآن.
بعد مرور فترة بسيطة حاولت الممرضة حملها على شرب كوباً من العصير، لكنها لم تستطع فكانت مرعوبة جداً عندما علمت أنه قد مضى على رقدتها أكثر من سبعة أيام في هذه التي يسمونها العناية المركزة وأنها ستنقل الآن فقط إلى الجناح العادي.
بعد أن استيقظت (تالين) في صباح اليوم التالي سمعت طرقاً بباب غرفتها وفاجأها الحضور عندما أدخلتهم والدتها فكانوا أصدقاءها في الجامعة جميعهم تقريباً، سرت بهم كثيراً وكيف أنهم علموا برقدتها وكيف أستطاع الجميع رغم انشغالهم الحضور معاً، سعدت بهم أيما سعادة وسعدت بحبهم لها واهتمامهم فقد مر يومها السابق بزيارات مكثفة من الأهل لكنهم لم يستطيعوا الدخول إليها في غرفة العناية المركزة لكن والدتها استمرت تخبرها عنهم وذكر أسماء الجميع.
مرت لحظات صمت طويلة في وجود أصدقاءها رغم محاولتها الضحك والمداعبة معهم، لكنها لاحظت أنهم كانوا يتحاشون ذلك، بعدها قال أحدهم: " الإيمان بالقضاء والقدر هو من أهم درجات الإيمان، ويجب التمسك بحقيقة أن الحياة فسحة صغيرة جداً ليأتي بعدها الموت الدائم لنا جميعاً إلى أن يحينا الله أجمعين، أحضرت لكي في ذاك الكيس ( وأشار بيده) بضع آيات مختارة في كتيبات وبعض الأدعية التي تفيد الميت في قبره، وكلنا ندعي ل(عمر) من قلوبنا بأن يرحمه الله ويتقبل روحه، ويدخله جناته مع الشهداء والصديقين.."
قالت (تالين) كأنما تمتم دون أن تصرخ هذه المرة: " قد علمت ذلك، قد علمت ذلك، أن (عمر) قد مات، كان هو، دهسته تلك الشاحنة، لم يكن مناماً كان حقيقياً، مات الشاب الرقيق العظيم، ماتت معه كل الأشياء الجميلة في حياتي... "
ثم بكت (تالين) بشدة وأخذت تنتحب بصوت عال، وجلست والدتها قربها تمسك برأسها وتحاول ضمه لصدرها، وهي تترجاها أن ترحم نفسها لأنها مريضة، وأنها تحبها أكثر من أي شيء في دنياها وأنها إن فقدتها ستلحقها وترجتها أن ترحم أمها ولا تعذب نفسها..
فصرخت بوالدتها عندما قالت :" وهو أيضاً الآن قلب أمه مكسوراً وقلب أبيه أيضاً، الله وحده يعلم بحال والديه الآن وكيف هما من بعده، ليتني ما عدت وما أتى لزيارتي، ليتني صددته من زمن لكان أحسن من دوني يا أمي، فقد حرمت والديه منه.."
قاطعتها والدتها وهي تحاول جاهدة إسكاته وقالت لها: " أستغفر الله العظيم، هل هكذا علمتك أبنتي؟ فالموت حق على الجميع، كيف لك أن تنكريه، فالله كما خلقنا يأخذنا وكل له يومه لن يزيد ولن ينقص، وليس لأجلك أو غيرك يموت الناس"
فقالت وهي تبكي بحرقة وقد أبكت معها كل من في الغرفة حتى أمها : " لماذا أكون أنا إحدى أسباب موته ؟ لما أنا تحديداً؟ لماذا يكون لي بعض اللوم في موته؟"
فرد عليها أحد أصدقاءها قائلاً : " ولماذا لا يكون السبب سائق الشاحنة ؟"
وردت إحدى صديقاتها : " كل الناس في هذه البلد وفي كل العالم يستخدمون الطريق ويعيرونه على من يقع لوم حادث كهذا؟ من غيرنا يلام إن لم يكن منتبهاً وصاحياً قبل العبور؟ هل نلوم مواعيدنا التي نلاحقها؟ "
وهكذا أستمر أصدقائها في الترويح عنها ونفي إحساسها بالذنب من جراء ذلك الحادث، وتناوب الجميع على زيارتها يومياً ولم تفارقها والدتها ولو للحظة خلال تلك الفترة، وأتى إليها في يومها الأخير (عبد الرحيم ) لزيارتها واعتادت والدتها عند حضور أصدقائها من الجامعة الخروج قليلاً لتأدية احتياجاتها، فبعد أن دخل مع صديقين لها، خرجت والدتها، وجلس الجميع وقال لها (عبد الرحيم) : " حاولت كثيراً أن أدخل لزيارتك فقد كنت كثيراً ما أحضر إلى هذا المستشفى ولكني لم أستطع الدخول إليك" وصمت والجميع،،
وصمتت (تالين) مستغربة من كلامه هذا ذا الدلالة الغريبة، لأنه الآن لا تحسه ولم تدرك مقصده، فلم تكن تفكر إلا في (عمر) وفقدها له وحزنها الشديد أصبح كسحابة قاتمة تحول بينها وبين أي أحساس جميل يمكن أن يفرحها.
جرى الحديث بين الجميع عن طيبة وأخلاق (عمر) وعن قوة الصبر التي يجب أن يتحلى بها الإنسان لينعم بحياة طبيعية هانئة، وأن الموت موجود بين العالمين لن ينتهي ولن تقف حياة الآخرين بعد ذهاب أحدهم، ثم تحدثوا بعدها عن أحلامهم ومستقبلهم عدا (تالين) و(عبد الرحيم)، ثم غادروها.
وزارها (عبد الرحيم) وحده في اليوم التالي قبل مغادرتها المستشفى لكنه كان يتحدث إلى والدتها طوال الوقت لوجودها بينهما، ولم تهتم (تالين) بمقاطعتهما وفضلت الاستماع في صمت.
استعدت (تالين) بعد ثلاثة أيام من خروجها من المستشفى وتعافيها تماماً للسفر مع والدتها وكانت قد اتفقت أن تجتمع مع أصدقائها في اجتماع خاص للجميع، فذهبت في الموعد المحدد الذي كان بعيداً عن الجامعة وحرص الجميع على الحضور، وحاولوا إنجاح هذا اللقاء ليظل ذكرى جميلة لهم قبل مواصلة كل واحد منهم مسيرته الخاصة، كانت (تالين) تحس بعد خروجها من صدمتها تلك أنها تحتاج الجميع ودعمهم لها، تحتاج لشخص يحبها حقاً ك(عبد الرحيم) ليساعدها على اجتياز محنتها وكان في فكرها أن هذا اليوم سيكون مناسباً ليظهر لها ذاك الدعم، وكانت تتوقع المزيد منه لكنها لا تمني نفسها بالكثير، لعدم رغبة منها أولاً لأن فكرها ما زال مشوشاً وثانياً لإحساسها بالغموض من تصرفاته، وعندما أطل عليهم (عبد الرحيم) في هذا الاجتماع بعد انتظار طويل له، كانت بصحبته إحدى الجميلات من الطالبات اللاتي تليهن في الدفعة، وتقدم ناحية (تالين) وصافحها متمنياً لها كل الصحة والعافية وهو يقدم لها زوجته، أو في حكم الزوجة لإتمامهما عقد القرآن منذ أقل من شهرين، صافحتها (تالين) ضاحكة، ولا زالت تضحك عندما تذكرت تلك الواقعة بينما تغط أمها في النوم في المقعد قربها وهما على ارتفاع عالٍ من الأرض مغادرتا أرض الوطن، إلى حيث قضت (تالين) سنتين من حياتها تعمل وتجتهد وتؤجل موضوع الزواج، وتكتفي بذكرى (عمر) الشبيهة بكل المثالية في أسمى آيات الحب، ثم تزوجت بعدها من مهندس مرموق، يحبها بكل صدق وتفاني ، وعاشت معه كل السعادة والهناءة وتنتظر الآن طفله الأول منه الذي تيمنت إن كان ولداً ستسميه (عمراً) بلا شك.

Post: #141
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: بلدى يا حبوب
Date: 12-29-2005, 09:17 AM
Parent: #1

هوزى
واخيرا اسندل الستار على قصة الجميلة والمغرور والتى كانت لنا خلال شهر رمضان كتمرات الافطار وامتدت روعتها وانتشينا معها ودنونا من سودانيس اون لاين لنصتبح على الجديد فيها. فلقد ثابرت واجتهدت واتحفت الجميع بحلاوة السرد وطلاولة المعانى واصبحت تالين فى قلب الكثيرين وفى انتظار الجديد عام 2006
شكرا وبروافو يا اديبة المنبر للعام 2005
تحياتى

Post: #142
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 12-30-2005, 06:09 AM
Parent: #141

العزيز جداً بلدي يا حبوب

كنت لي خير معين وخير مشجع على هذه الإستمرارية

أشكر لك متابعتك القيمة والهامة عندي

واشكر متابعة الكثيرين جداً الذين أستطيع أحصائهم على الأقل من عدد المشاهدات
وجميع المداخلات في أول الحلقات
وأشكر المتابعين من خارج البورد
وتسلم يا حبوب مرة أخرى
على كلامك الطيب عني
وأتمنى أن أكون قد وفقت ولو قليلاً في إمتاع المتابعين بالسرد
وأحاول أن أواصل هذه المسيرة وأن تكون لي تجربة أخرى أكثر إمتاعاً وأقل أخطاء

وقد إستمعت كما إستمعتم بكتابتها وسردها لكم...

الشكر الف الشكر

لبكري والمتابعين هنا في سودانيزأونلاين والمتابعين هناك في عكس الريح وتشجيعهم الكبير ايضا


سلمتم

هــــــوازن

Post: #143
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: Hozy
Date: 12-30-2005, 06:45 AM
Parent: #1

توضيح هام:

القصة من وحي خيالي فقط، وإن بدت مطابقة لأي أحداث في الواقع فهذا لا يعني أنها تحكي عني أو عن أي صديق لي...

وجب التوضيح...

مع محبتي

هوازن صلاح

Post: #146
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 12-31-2005, 05:10 AM
Parent: #143

شكرا يا هوزي وصدقيني خيالك خصب ..

ويلا لينا واصل ياحنين لينا واصل .

مزيدا من الابداع

Post: #147
Title: Re: مسلسل رمضان ( الجميلة والمغرور )..
Author: noon
Date: 01-25-2006, 11:50 AM
Parent: #146

Quote:
توضيح هام:

القصة من وحي خيالي فقط، وإن بدت مطابقة لأي أحداث في الواقع فهذا لا يعني أنها تحكي عني أو عن أي صديق لي...

وجب التوضيح...


طيب يا هوزي يا اختي مدام القصة خيال ما كان تنهية نهاية سعيدة ..وكفايةعلينا هم الغربة وحذننا علي الرحلوا (اللهم ارحمهم جميعآ)كمان ذاد عليهم عمر ....
تسلمي جد ابداع...
وميد من التقدم ...


نون