|
Re: سيعود السودان دولة مسيحية كما كان في سالف (Re: سيف الدين بابكر)
|
وهكذا فصل الاحتلال بين المسلمين في جنوب السودان وبين إخوانهم في الشمال بل وبين كل ما يربطهم بالإسلام
حتى أولئك الذين كانوا يحملون أسماء عربية أجبروا على تغيير أسمائهم، ومنع أو حرم التخاطب باللغة العربية لتحل محلها اللغة الإنجليزية
وأطلقت يد إرساليات التنصير، ووضع التعليم تحت إدارتها،
فأخذت تلك الإرساليات تنشر سمومها ودعاياتها المغرضة ضد الإسلام وضد العرب في الجنوب.
كان ذاك جنوب السودان بعد أن كانت به أغلبية مسلمة وكان للإسلام فرصة عظيمة للانتشار بين سكانه -- ثم جاء الترابي!
ثم ماذا اليوم -- غرب السودان في الطريق يسير -- طريق التنصير .. شجر يسير -- تحت الفقر والجوع والجهل والتشريد والاغتصاب والتقتيل
إنني أحدثكم عن دار فور، تلك المنطقة التي تشهد كارثة إنسانية وهي بحاجة إلى صلواتكم
هلم إليها إنها بحاجة إلى كلمة المسيح
هكذا قال يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان مخاطبًا المسئولين عن المنظمات التنصيرية العاملة في أفريقيا
وكانت كلمات بولس توجيها للمنصرين في أفريقيا أن اتجِهوا فورًا إلى السودان فهناك صيد ثمين
هناك حيث الفقر والمجاعات
حيث الفيضانات والحروب الطاحنة
حيث انتشار الجهل والفوضى
هناك في القارة السوداء..
حول المنصرون رحالهم بعد الإفلاس العقائدي للمسيحية في أوروبا، والزحف الإسلامي العالمي المتوالي.
واستطاعت أيدي المنصرين – مستغلة حاجة إنسان جاهل إلى لقمة تسد جوعه الملتهب، أو دواء يتجرعه، أو سقفا يأوي إليه-
استطاعت هذه الإرساليات التنصيرية أن تخرج الكثيرين من سكان أفريقيا من عبادة رب العباد إلى عبادة العباد.
أما في السودان فقد كان لها نصيب بشع من الهجمات التنصيرية التي لا تقنع بزيادة أعداد المنتسبين إلى الكنائس فحسب،
بل تجعل من مبادئ عملها زرع عقيدة 'مقاومة الأديان'، وبناء روح التمرد الذي لا يعرف رحمة ولا هوادة،
على الرغم من شعارات المحبة والإحسان التي درج عليها المنصرون وأتباعهم.
رغم أنه من المعروف أن أهل دارفور كلهم مسلمون تقريباً.
إلا أن التحركات الكنسية الأمريكية والأوروبية للتدخل في دارفور تحمل اسم "الكنيسة المضطهدة".
ومن أنشط الداعين إلى التدخل الأمريكي في دارفور هو
الحاخام اليهودي ديفيد سالبرستين
والقس تشارلز كولسن، وهو من الإنجيليين المتشدّدين،
وهو ما يكشف عن وجود مخطط إنجيلي صهيوني لتفكيك السودان
السودان يمثل أكبر عمق إسلامي في إفريقية
ويمتلك قدرة إنتاجية عالية يمكن أن تحقق الاكتفاء الذاتي في الغذاء للعرب، وربما للعرب والمسلمين،
والسودان بالنسبة لمصر هو عمقها الحيوي، ومن يسيطر على السودان يمسك مصر من خصرها الحيوي
والسودان كما هو معروف يتصل بحدوده الجنوبية مع جنوب السودان وأوغندا وزائير، وغربا مع تشاد وإفريقية الوسطى، وشمالاً مع مصر وليبيا.
ومن ثم فإن تفكيك السودان واحتلاله أو السيطرة عليه أمريكياً، ومن ثم صهيونياً يؤدي إلى أهداف إستراتيجية خطيرة؛
فهو يفتح الباب واسعاً أمام عمليات السيطرة والتنصير في إفريقية،
ويحقق حاجزاً بين الشمال العربي الإفريقي المسلم وباقي إفريقية، وهذا هدف أمريكي صهيوني معروف.
كما أنه يحقق لأمريكا نفوذاً في القرن الإفريقي،
مما يضمن لها وجوداً بحرياً وعسكرياً في محيطات وبحار يمكن أن تكون بديلاً للإخفاق الأمريكي في السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
|