|
Re: ليلة وليست ككل الليالى (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
وغم ما أمتعنا به أخونا المهل من جر النمَّ مع الحردلُّو بالدوباي من أثرٍ بليغٍ بديعٍ في نفوس الحاضرين ، كان كحلو الشم و سمح اللتر و الضل الرهيم. إلا أن حديثاً جانبياً شائقاً أخذني فيه أخونا عادل سعيد سرح بي بعيداً في هموم ما نعانيه في بلدنا و و تطير به الاخبار و تسير به الركبان عبر غرف ادردشنا (عبر منصات تناصلنا اللااجتماعي) ؛ كردود أفعالٍ عفوية تلقائية حيال حالة توهاننا في غيابت النسيان، فيما يشبه رقصة الطير مذبوحٍاً من فرطة الألم ؛ لدرجة بدأت تسري فينا رغبةٌ لا شعوريةٍ عارمةٌ لإنتاج إحساسٍ متضخمٍ بذواتنا ؛ يتسم بروح (العزة بالإثم) مع حال بلدنا المايسؤ عدو ،ولااصليح و لسان حال مقالنا يرددُ أراجييز طفولية من قبيل : (يا القمرا يا القمرا أقلبي السنسنة الحمرا شوفي أبوياوين ما جا). (يا طالع الشدرة..جيب لي معاك دولار (يقمز) ينجيني منهجمة الأسعار ، أسرع عليك الله ، أسواقنا بقدت نار .. يا حالب البقرةويا ماذغ الجزرة لو ما لقبت يورو حيب أي حاجة معاك ،مافيش وكت نختار )
# و لذلك قام عمنا سوماعين ود حسن يطمبر و يقول لكل الدنيا : (تقولي شنو و تقولي منو) وكانت تلك في نظري، مجرد محاولة منه يائسة للفتنظر(الآخر) لوجودنا كمناورات طفلٍ بائسٍ مضطهدٍ لأحداث أية جلبةٍ أو ضوءضاءٍ لدى حضور (العين الزائدة) .ثم كانت هذه المحصلة المتضخمة؛ من قبيل قولنا: "تخيل بس كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني" و كمان عمنا اللحو مصر جدن يزن في إضنينا : "ياخوانا الجمـــال موجود في كل مكان .لكن الجمال الأصلي في السودان (بالله قوم لف!). طبعن لاغ ضاضةَ في أنَّ من حقنا كما بقية خلق الله، أننفاخر بأصلنا و فصلنا . و لكنَّ بناء أساطيرَ واهية كقصور الرمال من أنفسنا، كان مجرد ردة فعلٍ لتجاهل الأقربين و الأبعدين لوجودنا.لكن أن تتمدد ردَّات الأفعال تلك لتصل إلى نزعاتٍ رسالية جامحةٍ لتتبنى مشاريعَ حضاريةٍ لا قبل لنا بها ؛ لا بل،و لتمهد للسيطرة على العالم بأسره انطلاقاً من قرية منسية ليست هي مهبط لأي وحي و لا تقوم على ترابهاكعبةٌ مشرفةٌ و لا بيت مقدسٍ و لا حتى أزهرٌ شريفٌ؛ فمن البديهي ، أنه لا يمكن لمثل تلك النظرةالضبابية شعوراً لدينا بمشهد نسيانٍ ظل يطوقنا من كل جدبٍ و صوبٍ.
|
|
|
|
|
|