خسر معتز موسى رئيس الوزراء ووزير المالية ، أول تحدٍ جماهيري له باعتذاره عن مناظرة رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض ، فقد كانت سانحة ذهبية ، يعكس فيها ثقته فيما يعمل عليه من سياسات ، وذلك بطرحها مجدولة ، مع عرضٍ لإمكانية تنفيذها ، والعقبات التي يتوقعها إضافةٍ لمقترحات للتغلب عليها . رفضه للمناظرة يؤكد حالة الإرتجال التي تقوم عليها خططه ، وعدم ثقته في فرص نجاحها ، وهو بذلك ظهر كمغامرٍ أُوكلت له وزارة حساسة في لحظةٍ حرجة ، فاضطر بدلاً من الإتجاه للعمل الحقيقي ، والبحث عن مخارجٍ في دولةٍ تعاني مؤسساتها الفوضى وانسداد الأُفق ، للإستعراض في مواقع التواصل الإجتماعي ، بتغريداتٍ فارغة المحتوى لا تقول سوى أنني هنا ، أُجرِّب الحجامة على رأس اليتامى ، لكنني لا أثق فيما أقوم به . معتز الذي تربى في كنف تنظيم لا يؤمن بالرأي الآخر ، ولا يُري الناس إلا ما رأى ، استنكف أن يتنازل عن حصانة السلطة لينزل للجماهير بشكل حقيقي، يتبادل معهم الرؤى حول معاشهم ، فهو لا يرى فيهم سوى شعب ، مجرد شعب ، عليه أن يخضع للتجريب ، كما ظل يفعل لثلاثة عقود . المتفاؤلون بما عند معتز هم يائسون ، يتعلقون بقشة ، يكفيهم أن يروا مسئول إنقاذي يكتب معهم على تويتر وفيسبوك ، هو في الحقيقة يكتب لهم ، تتدفق تغريداته في اتجاه واحد ، لأنه من مدرسة أحادية تلغي الآخرين . كانت المناظرة فرصة لرئيس الوزراء أن يتحدث ويتحدث ، ولا يهم ما يقول ، لكنه سيؤكد انفتاحه على الرؤى الأخرى ويظهر إحتراماً لها حتى ولو لم يضعها في الإعتبار . فالناس يثقون فيمن يتحدث معهم ، ثم سيبحثون له عن ألف عذرٍ إن فشل في تحقيق تطلعاتهم . كان مجرد قبوله كافٍ لكسب أراضٍ جديدة وسط المتشككين الكُثُر في سياساته وقدراته، لكن ، وبدلاً من التقاط القفاز ، ولعب دور البراغماتي ، بدا كدرويش في حوش الإنقاذ يخاف أن يخرج منه قيد أنملة . لذلك تمسك معتز بمقعده الآمن المحمي بالسلطة ، لأنه يعلم أن هذه السلطة _ سلطة الأقرباء _ هي سبب وجوده وزيراً للمالية ، فقدراته المتواضعة ، وغياب مؤهلاته في المجال الإقتصادي ، لا تمكنه من الحوامة في باحة الوزارة .
العنوان
الكاتب
Date
ماذا يقول الراي العام بعد أنسحاب معتز من المناظرة مع رئيس حزب المؤتمر السوداني !؟#
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة