|
Re: العقل الضيق يقود دائما الى التعصب (Re: Asim Ali)
|
التعصب الاجتماعي عندما نغوص في فكر تعترينا الطمأنية لأننا نراهم يدورون في أفكارهم حول الإنسان والحب فالإنسان بعيدأ عن الأهواء والمطامع يستمر صامدا طائرا نحو المجد والأشياء الجميلة ، ولا يصبح للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئا نناضل من أجله ، حتى نتخلص من الموروث الاجتماعي الجامد . ما المقصود بالموروث الاجتماعي الجامد ؟ أهو العصب الأعمي والانحياز المطلق من دون وعي إلى الطرف الآخر ، أو العكس صحيح بإعلاء الأنا؟ علماً بأن الموروث الاجتماعي له صلة بالعائلة والقيم والحرية ومصلحة الجماعة صحيح أن الاسلام جعل المسلمين كأسنان المشط كلهم لآدم وآدم من تراب ، لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى . لكن من ذلك فالتعصب الاجتماعي موجود في مجتمعنا . ومن الأمثلة التي نجدها في التعصب الاجتماعي مشهد الثقافة العربية الذي يتحول إلي استبداد حينما يتمحور حول فئة من الناس سواء في حقل الأدب أو الثقافة أو الندوات أو الجوائز والمسابقات : فالثقافة الجماهيرية إلي غلبة الأنانية ، وغياب الديموقراطية ، الأمر الذي ينعكس سلبا على الحالة النفسية والثقافية في آن واحد، ويتجلي المظهر العملي للتعصب خصوصا في المشهد الثقافي الذي يجمع بين الحاضر والماضي وبين التيارات الفكرية المختلفة التي تخرج عن إطار الحوار إلي إطار العنف والقمع ، ثم تختفي وراء أقنعة مشروعة تهدف إلى الغاية نفسها التعصب. إن الخطاب اللغوي الذي يصور الحياة المتناقضة للإنسان في مجتمعه والغربة التي يعاني منها في وطنه في زمن تاريخي بعينه ، يجعلنا نتصور أن هذا النص يجعل من الكلمة دافعا للفعل ، وبقدر ما يحاول أن يخفي الخطاب التعصب لرأية ، إلا أنه يطفو على السطح بانحيازه إلي الأنا ورفضه رأي الآخر ولا يرى إلا رأيه هو وصوته هو الذي لا يقبل الجدال ، وكأن الحقيقة حكر عليه ، وعلى الجميع تصديقها وطاعته طاعة عمياء من دون سؤال والسبب في أن النفس – كما قال بن خلدون – تعقتد أن الكمال للغالب وعلى الجميع الافتداء به في حال ما تكتب له الغلبة . ونلفت إلي مشهد آخر حول تعامل بعض الأباء مع الأبناء سواء بميلهم نحو تدليل الصبي أو تفضيله على الأنثى، وذلك يعود إلى الموروث الاجتماعي الجامد ، والعقلية الخاضعة للتربية التقليدية التي تتحكم بهذا السلوك الذي يحتوى على تناقض أساسي من خلال أفاعل مشابهة في أماكن أخرى تحمل عكس السلوك ، وهذا من طبيعة المجتمعات التقليدية المحكومة بنوعية التربية التي تؤدي إلي عدم المسؤولية وتعدد أنماط من السلوك الخاطيء وغيره ، ومن والمسائل الجديرة بالذكر انتقاء الزوج من قبل الأهل وفرضه بالإكراه على المرأة ، ناهيك عما ينجم عن تلك المسألة من مصير أسود ونتائج سلبية . من هنا لابد أن تتضافر جميع الجهود من وسائل إعلام ومؤسسات تربوية واجتماعية ومراكز ثقافية في سبيل جعل كل ما يتعلق بالحياة صديقا للإنسان ومتصالحا مع الذات الإنسانية والاجتماعية بحيث نتقبل النقد البناء الذي لا يخرج ، بل يضئ جوانب الفكر الإنساني بعيداً عن التعصب . . http://http://www.ankawa.comwww.ankawa.com
|
|
|
|
|
|
|
|
|