نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عضدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
استحياءٌ أم استحاءٌ؟!! (2) المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ا لمرحوم المحجوب ود عمر( mahagoub) اللغة بحر تحتاج الى سباح ماهرفأعانك الله وسدد خطاكومنك ننهل فأمددنا بها واسقنا فإنها لا يرتوى منها
@ أولاً تجدني في غاية الامتنان لحسن صنيعك أخي المحجوب و مواساتك إياي داخل سرادق للعزاء نصبته منذ قدومي لهاذا المحفل الذي وجدته يشكو غياب أهله و قلة فئرانه. ثانياً، أعدك بأنني سوف لن أدخر جهداً و لن أضن عليك أو أسبتقي شيئاً مما في جعبتي ، رغم موافقتي إياك لرأيك الصادر تحت توقيعك الأسفيري الذي و لا أروع؛ و ذلك لعلمي سلفاً بأن هذه المادة عسيرة الهضم و ربما ثقيلة الدم، فلعلي لا انتظر من أحد أن يطيل الوقوف و يمعن النظر، ناهيك عن عناء الإدلاء بدلاء بها شيء من العبرات والقطرات حزناً عند وقفة التأبين ؛ لما آل إليه حال لسان حال لسان أمهاتنا، و ذهب إيه ريحها . و لما نسميها "شوارد" فكأني بتلك التي نعتها لنا حافظ إ براهيم يوم أن ناحت نواح المروءة و قالت: كيف لا أبكي وأهلي دون خلق الله ماتوا! بيد أن الواقع أنها و ليس فقط أهلها توشك على الشرود بحذافيرها و تضيع أبسط أبجدياتها من ألف إلى ياء . و بالتالي ، لو نلنا شرف المتابعة فقط ، لكان ذلك بمثابة وقود حيوي كاف لنا لندفع عجلة البحث قدماً.
# أذكر أن نقاشاً دار ذات يوم بيننا و الدكتور كمال الدين إبراهيم عكود في مسألة صرفية حول كلمة " استحياءً" و منها: استحيا منه و استحى منه بمعنى: انقبض عنه و امتنع منه؛ و كذلك استحياه، بمعنى استبقاه. ثم رحنا نبحث وننقب فيما إذا كانت هي عائدة إلى مصدر "حياة" المشتقة من مادة (حيي) كما نعتقد؟ أم إلى"حياء" و منها "استحى"استحاءً"؟ و التي ، و إن صحت فلعلها تكون مشهورة في لغة نجد أو تهامة أو اليمامة ، لا أذكر على وجه الدقة ، حسبما رجح الدكتور كمال, هذا و العلم عند الله.لكن السائد و المسنود بالشواهد و الأدلة والمنطق اللغوي هو قولهم "استحيا استحياءً" بإثبات ياء متحركة تتصل بها ياء حرف علة. # و على هذا النحو يكون لها محملان:- أولهما:- الانقباض، أي: الخجل الذي هو انكماش النفس من شئ و تركه حذراً من الملامة فيه، حيث (إن الله لا يستحيي من الحق) و لقوله تعالى: أيضاً(فجاءته إحداهن تمشي على استحياء).و ثانيهما:- يستبقي حياً ، حيث إن ( الله لا يستحيي من الحق) أي لا يستبقي شيئاً من الأمثال و التصاريف النادرة و الحكم البالغة ، كيف لا وأصل الحكمة هو وضع الشيء في أصح و أنسب مواضعه ، و لازمها العدل ، كون الله عز وجل هو أحكم من عدل و أعدل من حكم. و أما بالنسبة إلى المقام فلا يناسب إلا بحسب لازمه، وهو الإبقاء، لأن( القرآن الحكيم) قد صرف من الأمثال و لم يترك الله مسألة إلا وقد ضرب فيها بكل مثل حي وأتى فيها بكل مقال صائب و مناسب لكل مقام. و في "صحاح" التفاسير أيضاً قوله تعاليذبحون أبناءكم و يستحيون نساءكم) أي يستبقونهن على قيد الحياة ، فلا يميتونهن. # و الظاهر أن تأويل الاستحياء بالاستبقاء، لأجل فرار المتأولين عن مظنة نسبتهم الحياء في الآية إلى الخالق جل وعلا، مع أنه ورد في الحديث: " إن الله حيي " و إلا فالاستحياء بمعنى الاستبقاء وضده الإماتة، و لازمه الإبقاء، نعم و لكنه يحتمل أيضاً معنى الحياء و لا غضاضة في نسبته إلى المولى عز وجل و يصح هذا التفسيربالنسبة إلى قوله تعالى (....و الله لا يستحيي من الحق) . هذا و للحديث شجون وبقايا و للأخذ والرد خلاف لن يفسد للود أية قضية..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عضدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(3) مترادفــــــــــات: المداوم على السباحة في بحور لغة الضاد والمتأمل في مكنونات نفائس الدر في أحشائها كامنةً، إنما يلاحظ بجلاء أن هنالك مفردات وصيغ مترادفة تحمل ظاهرها نفس المعاني ولكن ما خفيمنها في ثناياها كان أعظم. و ربما يجري استخدامها جزافاً على ألسنة فطاحلة اللغة و جهابزة الأدب أنفسهم. و ذاك هو الفرق بيننا كبشر ، عادةً ما نخطئ فلا نصيب في لغتنا بوضع الكلم في غير مواضعه،
بخلاف عز من قائل وهو يحدثنا عبر كتابه الحكيم وسنة نبيه المشرفة ببليغ الخطاب و رصين المقال . # ومن عجائب صفات المترادفات أنها كلما اجتمعت تفترق و كلما انفردت تجتمع؛ بمعنى أن إحداها إذا وردت منفردة تدل على نفسها و أيضاً على أختها ضمنياً ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر، كلمة أيمان إذا وردت منفردة تدل على ذاك الذي وقر في القلب و صدقه العمل ، وأضاده ونواقضه الشرك و النفاق و الكفر البواح ؛ كما تدل في الوقت ذاته على الإسلام بأركانه الخمس المعروفة، لكنهما إذا انفردتا دلتا على شيئين مغايرين. وكأن الأيمان هو ما تنعقد عليه الأفئدة و تنطوي عليه الضمائر ، بينما يدل الإسلام على عمل الجوارح الذي يصدق الإيمان و يكون به تفعيله. يقول المولى عز وجل (قالت الأعراب آمنا ، ق ل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ، و لما يدخل الإيمان في قلوبكم).
# كذلك مثال آخر نجده في المرأة و الزوجة أو الزوج (وكلاهما فصيح ولكن الزوج أفصح و أشمل) فيلاحظ أن اللفظ القرآني لا ينسب الزوجة لزوج إلا بتحقق شرطين اثنين: 1) أولهما أن تكون على شاكلة دينه وعقيدته و 2) ثانيهما أن تكون قد ولدت له. وقد أشار المولى جل وعلا في محكم تنزيله إلى ذلك في غير ما موضع: فلفظ الزوج يُطلق على كل من الرجل والمرأة . والزوج في اللغة يدلّ على مقاربة الشيء للشيء فالزوج صنو المرأة ، والمرأة صنو لبعلها . جاء في لسان العرب : يُقال لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى في الدواب المتزاوجة زوج ، ولكل قرينين فيها وفي غيرها زوج ، كالخفّ والنعل ، ولكل ما يقترن بآخر مماثلاً له أو مضاداً زوج .. وزوجة لغة رديئة ، وجمعها زوجات ، وجمع الزوج أزواج .فمعنى "الزوج" إذن يقوم الاقتران والتكامل . فحتى يتمّ التزاوج لا بدّ من وجود صفات بين الطرفين تحقّق تكاملهما ، وهذا المعنى متحقّق في الزوجين الذكر والأنثى . فالله تعالى خلق ا لزوجين الذكر والأنثى كشقين كلامهما ميّالاً إلى نصفه الآخر ، راغباً فيه ومكملاً له في ظل علاقة شرعية منضبطة؛ ذلك لأن في كليهما "نقص" لا أحد يسدّه سوى نصفه المفقود ، حيث يلبّي له حاجاته النفسية والاجتماعية والجنسية ويكمل إنسانيته .
# ولكن بالعودة إلى صلب موضعنا في المترادفات نسأل و نقول : متى تكون المرأة زوجاً و متى لا تكون ؟ عند استقراء الآيات القرآنية التي ورد فيها اللفظان ، نلحظ أن لفظ "زوج" يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينهما ، وكان التوافق تامّاً بدون اختلاف عقدي أو فسيولوجي . وما لم يكن التوافق كاملاً ، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما، فإن القرآن يسميها"امرأة" وليست زوجاً ، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى : "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ، وقوله تعالى : "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" . و بهذا الإعتبار جعل القرآن حواء زوجاً لآدم ، في قوله تعالى : "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ.
* ذكر القرآن : امرأة نوح ، وامرأة لوط ، لا : زوج نوح أو زوج لوط ، حين : "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا( لكونهما كافرتين )، مع أن كليهما امرأة تحت نبي ، مما حال دون التزاوج مع بعليهما . ولنفس الاعتبار قال القرآن : "َضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ " . لأن بينها وبين فرعون مانع شعري من الزوجية ، فهي مؤمنة وهو كافر ، ولذلك ، فهي "امرأته" وليست "زوجه" ..ودليل آخر في زوجة عمران، حين تضرعت لربها وهي تنذر له انبتها ما في رحمها ، سميت في تلك الحالة (امرأة) و ليست زوجة عمران كونها لم تلد (مريم) بعد . قال تعالى:" إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"
ولعل من أ روع روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين "زوج" و"امرأة" ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا ، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، أن يرزقه ولداً يرثه . فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب (لانقطاع الطمث) ، وطمع هو في آية من الله تعالى ، فاستجاب الله له ، وجعل امرأته قادرةً على الحمل والولادة .عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة" ، قال تعالى على لسان زكريا : "وَكَانَتِ امْرَأَتِ ي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا" . وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه ، وأنه سيرزقه بغلام ، أعاد الكلام عن عقم امرأته ، فكيف تلد وهي عاقر ، قال تعالى : "قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء" .وحكمة إطلاق كلمة "امرأة" على زوج زكريا عليه السلام أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها، رغم أنه نبي ، و امرأته مؤمنة ، ولكن عدم إنجاب امرأته كان مانعاً لتحقق الزوجية بصفة لكون امرأة زكريا عليه السلام كانت عاقراً والهدف من الزواج هو التناسل بالذرية ولذلك جعلها القرآن "امرأة" . وليست زوجة. ثم بعدما زال مانع الحمل ، وأصلحها الله تعالى، وولدت لزكريا ابنه يحيى ، فإن القرآن لم يسمها "امرأة" ، بل "زوج".قال تعالى : "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ" .والخلاصة أن امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي "امرأة" زكريا في القرآن ، لكنها بعد ولادتها يحيى هي "زوج" وليست مجرّد امرأته .
• ولكن لا تفوتنا حقيقة أن لكل قاعدة شواذ و شذوذ قاعدتنا هذه يتمثل في الأمر عندما يأتي الحديث عن نساء النبي فهن أزواجه سواء ولدن له أم لم يلدن و ربما يكون تأويل ذلك لسببين1) أولهما أنه جاء على محمل التقريب لكونه صلى الله عليه سلم ولد من اثنتين فقط بين أزواجه التسعة هما خديجة و مارية القبطية ، رغم أن هذا على خلاف الأولى لأن التقريب يكون بتغليب حال الأكثر على ما هو أقل. 2) و ثانهما و لعله يكون ا لأرجح أنهن كلهن في حكم أمهات المؤمنين جميعاً (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم)، مما قد يكون حدى بالقرآن الكريم لتحريمهن على المؤمنين من بعده ((مَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا)). هذا العلم اليقين عند الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عضدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(6)
ثم عاد نفس الأبو غفران قصي محمد ليهابش قال: كده نفهم كلامك صاح!
فقلنا له: رغم أني لم أجد في دخلتك الخشنة تلك ، سوى مشاغبة من الشيطان للنزغ بيني و بين أخي/ أبي غفران قصي محمد. و كنت بعدها أتوقع منك تتلب لي من باب المغالطة حول الحبل، (أهو على الغارب أم على القارب( و. و لكن حمداً لله أن إحدهم هي أختنا / ملكة النحل سبقتك إليها و قام بالمهمة مشكوراً. و بعد كده لا أقول إن عدتم عدنا ،ولكن نقدر نقول لا تثريب عليك ، إلى حد هنا: حيث ظننت أن:-ورد الخطاب فلا عدمت أنامل كتبت به حتى تضمخ طيبا فكأن موسى قد أعيد لأمه و قميص يوسف قد أتى يعقوبا و الآن تفضل بالإحرام حتى تفيض معنا من حيث أفاض الناس. كوننا بأمس الحاجة للحديث من فوهة قلمك و الذي ظني به أنه رشيق ي حسن التخير لنطف مداده .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عضدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(7) ثم أعاد الاخ أبو غفران قصي محمد البصر كرتين حيث قال: كنت على وشك أن أواصل معكم في الإفاضة وأن أسير حيث سار الركب معك،و لكن هناك حابس قد حبسني ولا أعتقد أن علي هدي، ولأن ضمير المتكلم كان يجب أن لا يعود لكاتب البوست، أو كان عليه أن يرد الحديث لقائله من أجل الأمانه العلمية، وإن كان هو نفسه صاحبه في مكان آخر..أو من أجل أن يستزيد عابر السبيل منه علما جما - إن أراد ذلك،ولأن الميقات المكاني لا يجوز لنا أن نمر من خلاله ونتزود منه من غير أن نشكر صاحب الدار،أو نشير إليه بشئ من الشكر والإمتنان، فلنا أن لا ننسى فضل أهل قرية العريجاء الواسع علينا. و الآن علينا أن نرد لهم حقوقهم كاملة ، مع الإعتذار لود الأصيل .
@ قلنال له: اسمع يا أنت، و الله لما تجاوزنا عن جلافتك فيما سبق بقولنا : (لا تثريب عليك) كنتُ ظننتُها كافية ل"تقصيك" فكتف خبث جشائك عني مرة و إلى الأبد. و الآن حق لي القول مكرهاً أخوك لا بطل إن عدتم عدنا). فتبين لي و قوعي في سوء تقدير جسيم لا يغتفر حين صنفتك فقط فاقداً لأهلية لارتقاء لمنبر تؤمه كوكبة عمالقة من أمثال ود العمد، و المحجوب و عصام سعيد ، يقدمهم أستاذي المبجل/ ياسر عمر الأمين ، والذي تبرع مأجوراً غير مأزور، بلفت نظرك بكل ذوق و أدب لأهمية (أن تقول خيراً أو لتصمت)و لكن يبدو أن عاهتك أعقد من ذلك بكثير فلعلك تعاني أنفصاماً على نفسك مع شوية أعراض نوع من الإخصاء الفكري و العقم الإبداعي. و كأنما وصفوا لك دواءك في الهرطقة لمجرد طرد العفونة من فمك، جراء عسر الهضم و طول السكوت. تماماً كما الضباع تمضي يومها نياماً ثم تصحو متثاقلةً لتقتات خلسةً على فتات موائد ا لسباع و الفهود.فياخي أولاً إن كان للعريجاء عليك يد سلفت و دين مستحق فأنا أتحداك و أتحدى السيد/ ود الأصيل ذاته إن وجدت له أثراً سواي، فلتجمعني به وجهاً لوجه، ليدافع عن حقوق ملكيته او بالأحرى ملكيتي الفكرية المغصوبة، لا أن يكلف بها صوتاً نكرة كطنين ناموسة في قعر فنجان (و لا حاجة لي باعتذارك).
# فكم وددت عبثاً لو أنك راسلتني عبر الخاص من أكون، لكنت جليت لك الملابسات و حفظت لك بعض ماء و جهك المراق؛ و لكن جهلك بأبجديات التعامل الحضاري مع طبيعة الأشياء أبى إلا أن يحرمك حتى نعمة كهذه. و طالما أنك اخترت مقارعتي علناً هنا، و آثرت النبش في خصوصيتي على الملأ ، فلن تنجو مني هذه المرة ، إلا كما تنجو ذبابةٌ مرت على أنفي بأن أشيح عنها نظري فأهشها بأصغر قيد أنملة عندي (هكذا). ثم تعال نفترض أنني شخصياً/ ود الأصيل بتاعك دا فكيف تريدأن تسجل ضدي صوت شكر لنفسي؟!، ثم ما الضير يا ترى، في أن أتنقل بكتاباتي من فنن إلى فنن، طالما أنها من حر انتاجي. و أما إن كنتُ سارقاً، فليكن شأني ليس بأقل من شأن عاشق فنان بحيث أمر على كل بستان لأقطف منه زهرة ، فأغرس مكانها فسيلةً تنفع لا جنا الجنا.و خلاصة الخلاصة يا أخي، صورتك الإطارية هذه إن لم تكن خائفاً عليها و متبري منها فعلى الأقل واجبٌ عليك احترام اللحية المرسومة و كأنها سقطت على حنكك سهواً، أم صحيح متل ما قالو البختشو ماتو.أرجو أن يكون دا آخر كلام بيني و بينك. و بعد دا ، عليك يسهل و علينا يمهل!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(9) وها هو ذا نفس الأبو غفران قصي محمد. يقلب الموجة هدذ المرة بزاوة 180 درجة و يقول: ياخي والله ما شاء الله عليك ود الاصيل، أعانك الله وسدد خطاك.يعجبني هذا العلم الذي ستسلمه للجيل الحاضر والأجيال القادمة،وتبرئ ذمتك من كتمانه، في ميزان حسناتك إن شاء الله.إن لم ننهل منه اليوم فسننهل منك لاحقا،الأمر واضح، تعبت في جمعه وتنقيحه وعرضه، وهو ليس بأقلمن رسالة الدكتوراة،لا تعليق أكثر،واصل الدرس...ونعتذر عن المقاطعة التي تعكر مزاج المدرس.
فقلنا له :اللهم آمين لدعائك الطيب الجامع أخي قصي واردف عليه بدعاء سيدنا موسي عليه افضل الصلاة و السلام أن ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي) و أما اعتذارك لمقاطعة المدرس فعاد بي إلى أيام حنتوب حيث كان استاذ / أبوصلعة شغوفاً بمادته (الليترتشة) فتلقاه في الحصة مندمج و يخرت في عرقو لمان يبلل المسطبة، متجاوزاً زمنه ، بينما أستاذ عكود ينتظر خروجه بفارغ الصبر و هو يفوقه شغفاً ببنت عدنان و التي نعاها حين مر بها فقال: علام تنتحب الفتاة ، فقالت مالي لا أبكي و أهلي دون أهل الله ماتوا؟ و قد تدفعه الحمية لأن يزجر أبا صلعة معلقاً: بالله مين القرف القاعد يبزغ لينا هنا دا. عمومن ، ضمن تقديمي لهذا البوست سبق و أشرت لقيامنا عبثاً بمجازفة للارتقاء مرتقى صعباً ،كصنيع عباس ابن فرناس بأن جربنا التهجم على لغة الضاد و لسان حال أهل الجنة في محاولة لإجرائنا مبحثاً لغوياً حينها، يتناول سبر أغوار أسرار "فصاحتنا المسودنة" عرجنا فيه على حادثة سخيفة تعرض لها بمرارة العلامة الراحل المقيم البروف/ عبد الله الطيب. و كانت بمثابة وقودٍ ح يوي بقوة دف رباعي لتحريك لواعج شوقنا لندلي بدلو بجهد المقل نحو لغة الضاد. و الآن جاء أبو أغفران ليغدق علي كعادته بفيض درره اليتيمة من عاطر الودو الثناء مما هو أهله، فكيف لا و الفضل منك يستمد مجده, و لا فصالَ حول واقعية أن فواصل الإبداع و جوامع الكلم في مضمار كهذا إنما هي شاخصة بين جنبيك؛فيما شخصي الفقير لست سوى جندي نفر وحبر غر في معية أمثالك. فقدأسبغت علي بذلك إزاراً و رداءً أوسع من رقعة ظلي إذ تصف جهدي البائس ب "رسالة دكتوراة" مرة واحدة. لابل، و تحفزني للسير فيها حاسر الرأس حافياً .و لو ادعيت عزمي للغوص لأقصى مدى لخار عزمي و قعدت بي ضحالة علمي دون المد لأبعد من أرنبة أنفي أو الإبحارلأطول من مجاديفي في خضم لجي أعلم جيداً أنَّ له عواموه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{10} كتبت عمنا المرحوم mahagoub ود عمر: العجم اجادوها اكثر منا فها هى أعجمية تفسر اسم الجلالة حيث عجز من هم اهل اللغة فگم حتاج فعلاً لمراجعة سريعة . ************(10)************ [}> لا شك عمنا المحجوب، أن الأعاجم أجادو كل شيء ثناعة سجاد ثلاتنا بخطوط مزرگشة بحيث تراعي ضلط ثفوفنا كالبنران المرصوص. أما نحن فمكانك سر! و حتى من تأخذه الحمية منا حمية الجاهلية حتى يحرك ساكناً تجده كالمنبت ، لا أرضاً قطع و لا ظهراً أراح و نتنطع في أمور لاجدوى منها و لا جدوى. و ليس أدل على ذلك من محاولاتنا البائسة لتعريب المناهج لدور التعليم على بلاد العرب أوطاني من نملي إلى بغدان و من صنعاء إلى قيروان، حتى سخرت منا الأمم و قالوا لنا كيف إذن تعربون لنا عبارة (Sandwish) فلم نجد لها تعريباً سوى خردة حدادة تقيلة جداً على اللسان عويصة جداً على الترجمان و مجافية تماماً لعصر السرعة والطيران بقولنا شاطر و مشطور و بينهما طاظج). ]}> سامحني أخي المحجوب أخوي ، يا الماك مسمى علي راجلاً ساهل تب والله، و هو فوق كونه سياسي محنك و شاعر فطحل، و فضلاً عن تمكنه من ناصية لسان أمه، كان يكنى بال(Black English Man) و كثيراً ما تم استدعاؤه مع هاشم ضيف الله ليرافعا أمام دور القصاء في بلاد الفرنجة، لا بل و فوق كل هذا و ذاك كانت كلمته أمام الجمعية العمومية لجامعة الدول العربية يوم قيامها و السابق لنشأة عصبة الأمم المتحدة نفسها ، بعيد نهاية الحرب العاليمة الثانية، صارت تلك الخطبة العصماء برمتها متناً رصيناً متكاملاً لميثاق بيت العروبة و نصوص متن دستوره الدائم..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
{11} أقول لك قولي هذا , و مع كل ذلك ، لا يزال في نفسي شيء من حتى و هي مقولة شهيرة منسوبة إلى عبقري النحاة و حجة لغة الضاد رغم أنه سليل بلاد الفرس (سيبويه) و الذي يقال إنه مات و في حلقه غصة من حتى ،، و يتضح من القول أن ( حتّى) كانت عقدةً لعلماء النحو ، فقد حيرهم هذا الحرف ، و قضَ مضجاعهم؛ و يقال بأن لهذه المقولة قصة مأثورة ؛؛ فما قصة هذا الحرف الذي أهلك صاحبه ؟ حتى تكون في بعض الأحيان أداة جر وأحياناً أخرى تعمل كأداة نصب والأغرب من ذلك أنها تعمل أيضا كأداة رفع فهي غريبة الأطوار فمثلا نتأمل قوله تعالى : (سلامٌ هي حتى مطلع ِ الفجر ) سلام : خبر مقدم و علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره هى : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخر . حتى : حرف جر . مطلع : اسم مجرور بحتى وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره – و هى مضاف.الفجر:مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره . فــ "حتى" في هذه الآية الكريمة كانت بمعنى حرف الجر " إلى"،بل وعملت عملها أيضاً !!! و هى تنصب الفعل المضارع قال تعالى : ( لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجعَ إلينا موسى ) – طه : 91 وقال تعالى: وزلزلوا لإحتى يقولَ الرسول ) . فقد جاءت هنا بمعنى " كي " ليس هذا فقط بل وتصلح للمعنين معاً كقوله تعالى : ( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ). فيحتمل المعنى أن يكون : كي تفئ أو إلى أن تفيئ أما العبارة المتداولة بين النحويين وهي: أكلت ُ السمكة َحتى رأسَـها.حرف عطف، أكلت السمكة َ حتى رأسِـها - حرف جر- أكلتُ السمكة حتى رأسُها - ورأسُ بالرفع على أن حتى ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، و رأسُها مبتدأ ، و الخبر محذوف و تقديره مأكول. و بالتفصيل لحالة الرفع رأسها : مبتدأ مرفوع بضمة ظاهرة على آخره و الهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة و الخبر محذوف تقديره جملة ( أكلته) فتصبح الجملة تقديراً .حتى رأسُها أكلته فهل عرفتم سر قول سيبويه" أموت و في نفسي شيءٌ من حتى؟! [}> مرة ثانية عمنا المبجل محجوب ، "جميل أن أكون لك قلباً أنت صاحبه .. و لكن أليس الأجمل أن أكون لك صاحباً أنت قلبه؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
// و هناك أخطاء في مقالب الكاميرا الخفية أم بالأحرى هي نزيهة ، بمعنى (عبيطة)/ (13) غايتو الله يكون في عون أولئك الغشماء, ممن يقعون يومياُ في شراكها المنصوبة هنا و هناك. و هم ليسوا بأقل خبثاً من أولئك المتطفلين ، الذين يتخذون منها كنتين(تشاشة) متنقل لابتزاز خلق الله والاتجار بهفوات وسقطات الأبرياء في نخاسة(القرية الواحدة).
# قمنا مسكنا كنكشنا فيها نحن أخيرا. و عاد قلنا فيها (كب) لامن مسخناها عديل. و ناس ربيع طه بعد سوقا برد جوة مرقو عبرو بيها الحدود إلى مصر حيث( ببع الموية في حارة السقايين) . و كمان للشلاقة مشو تشاد؛ لحدت ما واحد قرعاني قرفان شبهوه بمرة قام سل ليهم سكين ، داير ببعجم.
#ما علينا ، لكن بقى الشاهد و المفارقة في أن التسمية ظاطا "Candid_ camera" آفة أفرنجية المنشأ تعني في لاتينيتها: الكاميرا النزيهة. يعني غشيمة و عبيطة ، و على نياتا . ما بتعرف تجامل (اللي على قلبا على لسانا و العلى عدستا طوالي على شاشتا). و موش عارف نشامتنا العربان من وين جابو ليها الترجمة النشاز المكلوجة دي، قالو خفية؟؛فكأننا ترجمنا القشرة كالعادة، و خلينا ليهم لب الفكرة. عموما هم الولدوها و بالتاي أحق بتسميتها وأهلها.
#أما لو جينا لكونها نزبهة أو خفية؛ فهي على أية حال في حيرة من أمرها. فأيهما الأولى بالفضح؟ هل كان عليها أن تحرج من ساقتهم أقدارهم لتضعهم في مرمى نيران عدساتها الحارقة؟! أم كان عليها أن تعري تلك الأرواح الشريرة التي تسكن مصممي الكاميرا، و قبلهم مبتكري الفكرة من أساسهاا؟
# و الآن دعونا نعرج على دلوي بشيء من أخطائنا الأكثر شيوعا بالذات في مثل أيام كهذه، حيث يوشك يظلنا شهرٌ فضيل و بعده عيد سعيد يحلو فيه الترويح عن الأنفس بالخروج من قمقم الرتابة إلى فضاءات(المتنزهات) الفسيحة. و هنا يقع شاهد الخطأ. حيث يصر ناس الإعلانات على شاشات فضائياتنا المحتشمة(خالس) على تسميتها. (منتزهات). و موش عارف الزول زاتو لامن يمش الحتات دي بمش// ينتزه// ، و لا الأحرى (يتنزه) بالطريقة الصاح؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(14) طبعن عشان ما ننفر الناس من قولة تيت كدا . ح نقوم برضو نجيكم من مدخل وراني شايلين صحين خفايف. يعني سندويشات كدا مثلا من نوع: (قل، و لا تقل !).بهدف تصويب كثير من الأخطاء الشائعة، حتى في لغة ضادنا الفصحى ناهبديك عن كميات الدبش و الدراريب المكدسة في لهجاتنا الدارجة و سالكة جدن في نفس الوقت، من أقاصى المحيط إلى أدنى الخليج.تحضرني هنا نكتة ظريفة. نحكيها سريع على الماشي.
#دا واحد ممن نلدان}( ضاد) لسانهم إلى (ظادٍ) مغلظةٍ. فمرة معضي ليك أضان مرتو ، قارما لامن جدعا ليها متل متل هنوووك. ففي مخفر الشرطة و النيابة بستجوبوا فيه : - س/ مالك كاطع أضان الحاجة دي؟! - ج/ و إيش فيها ، يا مولانا ؟! هادي حرمة ناشزة. ثم أنا يا الربع معي دليل من القرآن. - زين ، عاد ويش دليلك الشرعي هذا، زين عطنا ياه؟! - قال تعالى: " و اللاتي تخافون نشوزهن فطظوهن في المضاجع و اضربوهن". أهاويش تبغون مني بعد؟! * فلم يجدوا أمامهم بدا من إطلاق سراحه و ترك حُرمته تتلوى لتتدبر أمرها!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(15) اختلاف لهجات العرب//
إنا انطيناك الكوثر .. ذات يومٍ دخلت مسجد قباء متأخرا فصليت مع جماعة من الزوار من خارج المملكة . وبعد الفاتحة قرأالإمام سورة الكوثر بلفظ { إنا أنطيناك الكوثر } فرد عليه رجل من ‘ ربعنا ’ { إنا أعطيناك الكوثر } فعاد الإماموقرأها { إنا أنطيناك الكوثر } فرد عليه الرجل مرتين وثلاثاً بدون أن يتزحزح الإمام عن موقفه ..وبعد انتهاء الصلاة ألقى ‘ المأموم ’ محاضرة على ‘ الزائرين ’ ناصحا إياهم بتعديل لسانهم المعوج ومذكرافيها بأن القرآن نزل بلسان عربي مبين ( ولم يعلم سيادته أنه نزل أيضا على سبعة أحرف ) !!وكنت قد سمعت قصة مشابهة من أحد الأصدقاء حيث قرأ الإمام الفاتحة {أهدنا الزراط المستقيم } فردعليه الناس { الصراط المستقيم } فعاد وقال { الزراط المستقيم ) فردوا عليه مرتين وثلاثاً { الصراط المستقيم }ولكنه أصر على موقفه الأمر الذي جعل أحد المصلين يقول بصوت مرتفع : الصراط المستقيم أو اترك الإمامة لغيرك …وما يحدث في مثل هذه المواقف أن الإمام يقرأ غالبا على ‘حرف ‘ يناسب لهجته المحلية في حين لا يعرفالمأمومون جواز قراءة القرآن على هذا الحرف أو ذاك ..
# مواقف كهذه ظهرت منذ عهد النبوة حيث خفي حتى على بعض الصحابة الوجوه المتعددة لقراءة القرآن الكريم ( مثل عمر بن الخطاب الذي سمع هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على حروف لم يسمعها من قبل ) وجميعها انتهت بإجازتها من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ..
# ورغم اختلاف العلماء في معنى ‘ سبعة أحرف ‘ إلا أن أشهرها قولهم إنها سبع لهجات كانت شائعة لدى قبائل العرب في ذلك الوقت .. وبهذا الشأن يقول الزركشي : نزل القرآن بعضه بلغة قريش ، وبعضه بلغه هذيل ، وبعضه بلغة تميم ، وبعضه بلغة أزد وربيعه ، وبعضه بلغة هوازن وسعد وهكذا … وهذه اللهجات ( رغم أنها عربية ) إلا أن مخارجها وألفاظها توافق مخارج وألفاظ الحروف في اللغات الأجنبية كالفارسية والحبشية والهندية والتركية ( ومن هنا ظهر علم القراءات وأصبح لكل بلد قراءته التي يشتهر بها ) !! ومن النماذج المشهورة لاختلاف مخارج الحروف بين القبائل العربية :
1- ما يعرف ‘ باستبطاء قبيلة هذيل ’ حيث تقلب العين نونا وبالتالي تُقرأ { إنا أعطيناك} {إنا أنطيناك } وهو قلب يُسمعحتى اليوم في بعض دول الخليج !
2- أما قبائل قيس وتميم وأسد فاشتهرت ب ’ العنعنة ’ حيث تقلب الهمزة عيناً بحيث يقرأ بعضهم { سعل ساعل }بمعنى { سأل سائل } !
3- أما قبيلتا ربيعة ومضر فكانتا تقلبان الكاف شينا وكانتا تنطقان كلمتي ‘ بيتك ’ و ’ لبيك الله ’ - ‘ بيتش ’ و ’ لبيش الله ’ وهوما يدعى الشنشنة ( ويلاحظ حتى اليوم في اليمن وجنوب المملكة ) !
4- أما قبائل حمير فكانت تقلب ‘ ال ’ التعريف إلى ‘ أم ’ وبهذا اللفظ تناقلت حديث ( ليس من البر الصيام في السفر ) بلفظ ( ليس من أمبر أمصيام في أمسفر ) !!
5- أيضا هناك التختخة ، واللخلخة ، والكشكشة ، واليأيأة ، والخأخأة ؛ التي ميزت قبائل بعينها ولها حتى اليوم ما يطابقها في مخارج الحروف العالمية !
ورغم أنني لست ضليعا في علم القراءات ولا لهجات العرب ومخارج الحروف – ولكنني أرى في هذا العلم مغزيينعظيمين يجب على الجميع استيعابهما :الأول:احترام ثقافات ولهجات الآخرين …والثاني : ألاتتخذ أي جهة بعينها من نفسها مرجعا حصرياً للغة والدين *********)))(((*************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(16) ي أخ دسوقي ، ليس ثمة ما يمنعك أن تصل إلينا ، أو توصلنا إلى مراميك. فحديثنا بلسان عربي مبين. و إن كان على سبعة أحرف. ثم إنك لم تجدني أحمل مكبراً للصوت، استطلع آراء المارة، حول محور للنقاش. كل ما هنالك أنني ،كطالب علم ، عرضت مسألة في علم القراءات. و عليك ، إن شئت، أن تستوثق منها؛ بدل الاكتفاء بأن تلهب ظهري بقشطتين من كرىاج إرهاب فكري و تنسحب . كمن يقرأ بقوله تعالى " لا تقربوا الصلاة" مبتورا عن بعضه؛ و يسكت. +++((()))+++ و أما إن أردت مزيد أدلةٍ فليست عن قلةٍ ، إذاً، دونك قوله تعالى:" و إذا أردْنا أن نُّهْلِكَ قَرْيةً أمَرْنَا مُتْرَفيها فَفَسَقوا فيها فَحَقَّ عَلَيْها القَوْلُ فَدَمَّرناها تَدْميراً ". قُرِئَتْ على حرفين: بميمٍ مُفْرَدَةٍ مُخَفَّفَةٍ ، و أيضا بمُثَقَّلَةٍ. ففي الأولى المعنى:أنهم أمروا بالطاعة ففسقوا أى خالفوا أمر رب السماء ؛ فكان عاقبتُهم جزاءً وبيلاً. و في الثانية أنهم جُعِلُوا أمراءَ؛ فصاروا أسوةً سوء و شرٍّ لأقوامهم.كفرعونَ و ملئِهِ وهامانَ (يقدم قومه يوم القيامةفأوردَهم النارَ؛ و بئسَ الوِردُ المورودُ) و كقارون،(فخسفنا به و بدارِه الأرضَ) و قبلهم، گإبليس ( يدعو حزبَه ليكونوا من أصحاب السعير). +++((()))+++ ثمهاك دليلاً آخر لضيفه لمعلوماتك يا أخي/ محمد فواز، أن مؤذن الرسول، سيدنا و جدنا بلالاً كان يتشهد بأذانه في الناس ب(سين) مهملة. و مع ذلك ، لم يعده النبي صلى الله عليه و سلمه لاحنا؛ بل أقره عليها ، كونها (شينا) معجمة عند الله. لعمرك ؛ هذا أنصع دليل على أن نزول القرآنعلى أحرف متعددة. لم يأت عبثا و لا استعراضا،و حاش لله. بفدرما فيه من مراعاة لمقتضىالحال ألسن العباد ؛ من حيث تباينها ما بين فصاحةٍ و عُجمةٍ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمنا المرحوم/ mahagoub من شعر الدكتور عبد الله الطيب ما للغرام يذيب الصدر لاعجه والدمع منك على الخدين هتان
أمن معتقة صرف لها ألــق تمازجت فيه أضواء وألحان
تحثها مفردا في جوف منصلت يستن بالريف فيه الأثل والبان وربما اقتربت شماء مشرفة تكاد تنقض أو صماء مبدان ويقول في قصيدة أخرى: طال اغتراب الوحيد عن وطنه وحن هدء الدجى إلى سكنه واذكر الأقربين فانهمل الدمع كسحاح وابــــل هتنه لا خير في البعد لا ينال به ال مرء سوى ما يزيد في حزنه والدهر كرارة نوائبه لا تؤمن الغائلات من محنه . *********(18)********** لك التجلة أخي المحجوب و أنت قد أثخنت مدمعي حين شنفت مسعمي برائعة من عيون ما فتقت عنه قريحة ذلكم الفارس الذي مات واقفاً على حيله، و لم يترجل بعد بنعشه ليسمح لرهط منا بحلمه على آلة حدباء نشدها ما بين ضفتي نهر خالد تواشيحه منسوجة من سعف النخيل . ، لكم أسعد بحديثك المدراراً يطوي آفاق الأثير إلى سويداء قلبي ، ولكن دعني إذاً، أبدأ من حيث انتهيت بقولك:و الدهر كرارة نوائبه لا تؤمن الغائلات من محنه لأشكو لك بثي من أحدهم و هو يلاحقني هنا بسفاسفساقطة ، ك"سافوتة" يبدو، كما ترى، ألا شغل لها و لا مشغلة سوى تجنيد نفسها لتعمل ليل نهار على تعكير صفوي وهي تتخذ مرتعاً خصباً من جرح متقيح في طبل أذني الأوسط. فيا إلاه يإليك المشتكى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(19) المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mahagoub العجم اجادوها اكثر منا فها هى عجمية تفسر اسم الجلالة حيث عجز من هم اهل اللغة فنحتاج فعلاً لمراجعة سريعة لا شك أن الأعاجم أجادو كل شيء و نحن مكانك سر! و حتى من تأخذه الحمية منا حمية الجاهلية حتى يحرك ساكناً تجده كالمنبت ، لا أرضاً قطع و لا ظهراً أراح و نتنطع في أمور لاجدوى منها و لا طائل. و ليس أدل على ذلك من محاولاتنا البائسة لتعريب المناهج لدور التعليم على بلاد العرب أوطاني من نملي إلى بغدان و من صنعاء إلى قيروان، حتى سخرت منا الأمم و قالوا لنا كيف إذن تعربون لنا عبارة (Sandwish؟!) فلم نجد لها تعريباً سوى خردة حدادة تقيلة جداً على اللسان عويصة جداً على الترجمان و مجافية تماماً لعصر السرعة والطيران بقولنا شاطر و مشطور و بينهما طاظج). سامحني أخي المحجوب أخوي ، يا الماك مسمى علي راجلاً ساهل تب، و هو فوق كونه سياسي محنك و شاعر فحل، و فضلاً عن تمكنه من ناصية لسان أمه، كان يكنى بال(Black English Man) و كثيراً ما تم استدعاؤه مع هاشم ضيف الله ليرافعا أمام المحاكم في بلاد الفرنجة ، لا بل و فوق كل هذا و ذاك كانت كلمته أمام الجمعية العمومية لجامعة الدول العربية يوم قيامها و السابق لنشأة عصبة الأمم المتحدة نفسها ، بعيد نهاية الحرب العاليمة الثانية، صارت تلك الخطبة العصماء برمتها متناً رصيناً متكاملاً لميثاق بيت العروبة و نصوص دستوره الدائم.. أقول لك قولي هذا ........، و مع كل ذلك ، لا يزال في نفسي شيء من حتى و هي مقولة شهيرة منسوبة إلى عبقري النحاة و حجة لغة الضاد رغم أنه سليل بلاد الفرس (سيبويه) و الذي يقال إنه مات و في حلقه غصة من حتى ، و يتضح من القول أن ( حتّى) كانت عقدةً لعلماء النحو ، فقد حيرهم هذا الحرف ، و قضَ مضجاعهم ؛ و يقال بأن لهذه المقولة قصة مأثورة ؛؛ فما قصة هذا الحرف الذي أهلك صاحبه ؟حتى تكون في بعض الأحيان أداة جروأحياناً أخرى تعمل كأداة نصبوالأغرب من ذلك أنها تعمل أيضا كأداة رفعفهي غريبة الأطوار فمثلا نتأمل قوله تعالى :( سلامٌ هي حتى مطلع ِ الفجر ) سلام : خبر مقدم وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره هى : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخر . حتى : حرف جر .مطلع : اسم مجرور بــ حتى وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره – وهى مضاف .الفجر : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .فــ "حتى" في هذه الآية الكريمة كانت بمعنى حرف الجر " إلى" ، بل وعملت عملها أيضاً !!!وهى تنصب الفعل المضارع قال تعالى : ( لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجعَ إلينا موسى ) – طه : 91 . وقال تعالى : ( وزلزلوا حتى يقولَ الرسول ) – البقرة : 214 .فقد جاءت هنا بمعنى " كي " ليس هذا فقط بل وتصلح للمعنين معاً كقوله تعالى : ( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ) – الحجرات : 29 . فيحتمل المعنى أن يكون : كي تفئ .... أو إلى أن تفئ أما العبارة المتداولة بين النحويين وهي:أكلت ُ السمكة َحتى رأسَـها - حرف عطف -أكلت ُ السمكة َ حتى رأسِـها - حرف جر-أكلتُ السمكة حتى رأسُها - ورأسُ بالرفع على أن حتى ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، و رأسُها مبتدأ ، و الخبر محذوف تقديره مأكول .وبالتفصيل لحالة الرفع رأسها : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره و الهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافةو الخبر محذوف تقديره جملة ( أكلته) فتصبح الجملة تقديراً .... حتى رأسُها أكلته فهل عرفتم سر قول سيبويه " أموت و في نفسي شيءٌ من حتى؟!مرة ثانية أخي المبجل محجوب ، "جميل أن أكون لك قلباً أنت صاحبه .. ولكن أليس الأجمل أن أكون لك صاحباً أنت قلبه؟!!"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
*******(21)****** المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Almostshar أخي عابر سبيل/ و د الأصيل القلم الجميل الحرف الأصيل المعنى الفخيم بدأت في تعلم أحرفي من خلال نصك إبداع لغوي فصيح. *******(21)****** سلمت أناملك معقولة بس سعادة المستشار بجلالة قدره. أصلي ما مصدق. كدي بالله على قولة أخونا الغائب أبو النور، واحد يقرصني عشان أفوق. يعني الصنارة مهما تغمز ، ممكن يجبد لينا حتة بلطية و لا قرموط و لا حتى عجل بحر؛ علا لاكين تجر لينا مرة واحدة كراع(دايناصور ) بحاله، و كمان بقامة مستشارنا الغالي على سنة و رمح. لا و الله لازم الواحد يفرك عيونو كويس ، و يبحلق في الأفق لعلو يعثر في واحد من النوارس ، ممن خرجوا من هنا و لم يعودوا. و يا ريت تعود أيامنا و نكمل المشوار. كتبت Almostshar القامة السامقة والبدر اللامع إنسان الحرف والشوق والريد والحسْ المرهف الفخيم والنظيم ، أ خي ود الصيل الديناصور انقرض وفات ما خلى لينا غير الذكرى والفتات لكن انا مجرد ( فار ) افتش في الفتات ..اصبر علي بس ( النتحكَر ) شوية واعدل قعدتي .... واقرا كلامك بمزاااااااج وكباية جبنة ( زابطة ) واستمتع بنغمات مشاعرك أخوك الصغير دوماً / المستشار *******(21)****** # كعادتك مولانا/ المستشار ، لا تفتؤ تنحني لنا تواضعا، كما تفعل ملأى السنابل بقطافها. و الآن دعني أدلي معك دلوي بشيء من أخطائنا الأكثر شيوعا بالذات في مثل أيام كهذه حيث سوف يظلنا عيدٌ سعيدٌ يحلو فيه الترويح عن الأنفس بالخروج من قمقم الرتابة اليومية إلى فضاءات (المتنزهات) الفسيحة. و هنا يقع شاهد الخطأ. حيث يصر ناس الإعلانات على شاشات فضائياتنا المحتشمة(خالس) على تسميتها. (منتزهات). و موش عارف الزول زاتو لامن يمش الحتات دي بمش// ينتزه// ، و لا الأحرى (يتنزه) بالطريقة الصاح؟! * * ود الصيل،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
لنأخذ استراحة محارب مع الأخخ ياسر عمر الأمينحيث قال: ظللت أتابع هذا البوست بشغفٍ لما فيه من فائدة و بشئ من الزهو كون كاتبه احد كتاب القسم الثقافى الذى هو فى حاجة عظيمة الشأن لمثل هكذا كتابات تزيد الى الرصيد المعرفى الكثير...وكلنا نحتاج أن نتعمق فى لغتنا العربية بل مطالبون بسبر اغوارها والنهل من معينها والتزود من زادها كيف لا وهى لغة القرآن واللغة التى حفظت لنا التراث الاسلامى وظل فينا طريا الى الآن [] وفقك الله اخى ود الالصيل، ونحن معك نتابع كل ما يجود به قلمك الرشيق و اتمنى من رواد الثقافى الذين احسب انهم جميعا مهتمون باجادة اللغة ا لعربية ان يثروا بمداخلاتهم هذا البوست حتى تتوسع المعرفة والفائدة. *****(((((24)))))***** [] قلناله: كم تغمرني بشمة دعاش تزخها علي من عطر ثنائك، أخي ياسر بأدبك الجم و سمتك الرفيع و أنت تحدو ركب هذه الزاوية الحرجة من منتديات ود مدني، و ترفع عقيرتك عالياً و تصدح بدعائك باهلاً لرواد الثفافي و كل مهتمٍ لأن يُثرونا ليس فقط بمداخلاتهم، بل يكفينا غبار النور يثيره قرع نعالهم هنا دفء أنفاسهم معنا و قد سبق و قلنا غير مرةٍ إن القاريء كالكاتب ، كما الحالب والشارب ، فالكل في النفع و الأجر سواء. و بذلك تجبرني على المضي قدماً بعد أن نعرج قليلاً، لنطرق نافذة أخرى لم تكن مخططة ؛ و لكن ليكن تلاقح الأفكار ديدننا؛ ولنتحاذى بالمناكب و الاأقدام ، فلا ندع ثغرة بين صفوفنا لصولةمنطق عاجز عاقر و لا هبة ريح عقيم، و على بركة الله بمبدأ:(بليلة مباشر، لا ضبيحة مكاشر). خاصة و أنه لفت انتباهي تعليق هنا بجرس الطنين، قادم من (مملكة النحل) مفاده أن الماعون واسع بما يكفي لنلغ فيه جميعنا ، ثم لننضح من خلاله بشيء من العامية في السودان. بأن نضعها تحت مجهر (ما بين الأصالة والتقليد).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
___________________(25)_____________________
[] وعلى ذكر مفردات عامية لها أصول فصحى[] @ فمن السهل جداً إقناع الناس بأن الإنسان الأول كان ءأدماً، من الأدمة (شدة السواد)، و لكن كأنك نطقت كفراً إذا قلت بأن عروبة السودان هي جلد و رأس. فهل سأل أحد عن سر ذاك الكم المهول من مفردات الفحصى في عاميتنا العتيقة و المتداولة؟. والشائع الملفت هو أن كل العرب في بلاد السمر أتوه مهاجرين، و كأن أرضنا و هي مهد البطولات و ميلاد الحضارات كانت ربعاً خالياً و تربة سبخةً بانتظار من يفلحها. و بدهي أن المهاجر تذوب ثقافته في خضم حضارة أرض المهجر، كما هو حاصل لأحوال الوافدين من بلاد الله. فرضية مجحفة وراءها مغرضون، بجريان دمنا العربي من عروق أصلها في جزيرة العرب. فإذا كان الأمر بهذه السطحية ، لكان كل نازح لبلدنا رطّانياً أغلف اللسان. فلماذا إذن ظلت الفصحى ضاربة أطنابها في لهجات الغبش، ما لم تكن لها جذور أصلها ثابت في الأرض و فروعها تناطح السحاب، لتقيها الذوبان أمام الانتشار الواسع للنوبية ؛ و ليس أدل على قوة ثقافة المنشأ من التسمية النوبية في اتفاقية (البقت) الشهيرة التي أبرمت بين جيوش الفتح وأهلنا النوبيين و(البقت) نوبية محضة تعني القسمة، و عاهدنا عليها الفاتحين. و أما الزعم بحتمية نزوح عرب السودان من جزيرة العرب، فتجافيه الموضوعية و يدحضه منطق أن المفردات العربية في عاميتنا مجهولة لدى بلدان من يعتقد أنهم وفدوا إلينا، رغم تجذرها في أقدم المعاجم وأمهات الكتب العربية.
# فالصحيح هو العكس: بأن ثقافة الأمة تسود في بلدها و تفرض على الأقليات بتقادم الدهر. و الحاصل أن هجرة العرب الأولى كانت من السودان إلى خارجه و ليس العكس . أجل، ربما كانت هنالك نزوحات شبه فردية أو جماعية لا يعتد بها، جاءت للتجارة أو للمرعى، ولكنها لم ترق إلى مستوى الهجرة المنظمة التي تنقل شعباً برمته من بلد إلى آخر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(26) و إليكم بعض لكلمات المتداولة في العامية السودانية وقد جمعت بمعانيها كما وردت في قاموس المعجم الوسيط- لمجمع اللغة العربية:- •[] بلّص الشئ: طلبه خلسةً ، وعندنا :البلصة هي الرشوة ؛ • جفل : مضى مسرعاً وفي مثلنا العامي ( قرداً يونسك و لا غزالاً جافل) • شنف : رماه بنظرة فيها استهجان وكراهة و الزول الشناف عندنا (الذي لا يعجبه العجب و لا الصيام في رجب).
• حتيتة/ الحتّاتة :تصغير الحتة من كل شيء، أي: ما تناثر منه(عندنا بمعنى النذر اليسير) . و أحؤاتا تطلق على الشخص تمليحا؛ يقولك:" شايف الود الحتة داك".
• دفره: دفعه من قفاه أو صدره ، و عند إسماعيل حسن (دافر في العتامير ليل)؛ • إندل الماء : إنصب بمعني : نزل وعند الشايقية (سادر و مندلي البلد)؛ • الذرا: ما يستتر به، و نحن تقلب الذال ضاداً في كثير فنقول:ضرا ؛ و ضنب ل (ذنب) و كضب ل(كذب)، و أضان ل(أذان) :أضن ، و هكذا.
• الزول: إما هي الدهمة أو شبح الشخص برؤية ضبابية أو هو الشخص الفطن و رشيق الحركة و الشجاع الذي يهاب الناس فجه ؛ ولما أدرك أحد العربان معناها جعل يصر على مناداته بها .
• الهذر :سقط الكلام، ونحن ننطقها (هذار و هظار) و يقال: هاذر فلاناً أي مازحه. • العنقريب: آلة خشبية حدباء للاستلقاء و هي ربما أمهرية الأصل، نقلها جعفر بن عبد المطلب وصحبه لدى هجرتهم إلى الحبشة و يقال أول من شيع على عنقريب كانت زينب بنت جحش زوج رسول الله صلوات الله و سلامه عليه. *برضو آسف أخي ياسر للإطالة و لكن المادة بحثية ، ولا تحتمل عصراً أكثر من ذلك. * ود الأصيل،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(29) فروق بين الماء و الغيث و المطر @ كثيراً ما نخلط بين مثل هذه التعابير فنجعلها مرادفات بعضها بعضاً و هي لا ترقى إلى مستوى ردائف حتي . فليس الغيث مرادف للمطر، و شتان بين استخدامهما ؛ و إن كان مصدرهما الماء في أحيان كثيرة. # و أما الماء النازل من السماء ليسقي الأرض، لتنبت الحرث و ترعرع النسل من أناسي كثير و أنعام ، فهو أكسير الحياة وعصب كل شيء حي ؛ و هو أعتى سر من أسرار الوجود ، و هو فوق هذا و ذاك صنو للخضرة و الوجه الحسن ، و مذهبة للكآبة والضر ومطفأة لأوداج البشر حين ينفخ فيها الشيطانُ بنفثه الخبيث. و قد ورد في كتاب الله حكمٌ بالغةٌ و إشراقاتٌ بارعةٌ، دالةٌ كلها على عظم شأن هذه الرحمة المجاة و النعمة ا مسداة و التي مغبون فيها كثير من الناس. نحو قوله تعالى في غير ما موضع نكتفي منها بهذا القدر.:- {- وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} { وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} { - إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ} وأما الغيث والغوث، فقد يأتي بمعني الماء، نحو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} . وأحياناً يأتي الغيث بمعنى الرحمة و النجدة لكشف الضر و تفريج الكروب. لقوله تعالى:(إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله). # المطر لم يرد في كتاب الله مرتبطاً بخير بصنوف الأذى و ويلات في العذاب ولم تكن مرادفة ذط ، بل مناقضة لكلمة الغيث و مجافية للماء و لو كان مصدرها. و لتتأملوا معي الآيات التي جاءت في القرآن فيها ذكر المطر لتروا حقيقته إذ يقول المولى:( وَ لاَ جُنَـاحَ عَلَيْـكُمْ إِن كَـانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَـرٍ أَوْ كُنتُـم مَّرْضَى أَن تَضَـعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا){وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِين) {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ} حاشية: المطر و الغيث : # قد لا نجد في المعاجم ا فرقاً دلالياً بين الغيث والمطر كما هو قول الجوهري في الصحاح وابن منظور في اللسان والرازي في المختار, في حين قال الثعالبي في فقه اللغة لم يأت المطر في القرآن إلا للعذاب. و إن كان عند الزمخشري فرق بين مُطر وأمَطر, قياسا|ً على قولهم قسط قسطاً و قاسط (في معنى الظلم) وأقسط إقساطاً ومقسط (في معني العدل ) فقال مطرت بالخير وأمطرت في العذاب..و في قوله تعالى ولا جناح عليكم ان كان بكم أذى من مطر, أو كنتم مرضى ) والحرف (من ) جاء هنا بمعنى (بــ )السبب , واقترانه بلفظ كنتم مرضى مقيد لمعناه بالوصف.
# أو التوكيد كقوله تعالى (وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين) ووصفه بالسوء فقال (بمطر السوء) وهو تقيد بالإضافة.و يلاحظ أن التفريق بين مطر و أمطر غير مطرد..أما الغيث فقد ورد ثلاث مرات ومنها , ففي قوله تعالى: (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته )و قد دل السياق على استعمال القرآن للفظ الغيث في موضع الرحمة والنعمة ,ويلاحظ أن النص استعمل الغيث مطلقا لكنه استعمل المطر (مقيداً). وهذا هو الفرق ما بين استعمال المطر والغيث ولكل لفظ دلالته.. نسأل الله النفع بكل ما نقرأ و نسمع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(30) المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجندي المجهول لا تعجبي يا سلمى من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى غايتو الليلة و ريتنا حاجة ( تسلم يا ود الأصيل،إلى قلوبنا ) أو على رأي ا لبحتري با جندينا حين قال لمن عيرته بالفقر: لا تنكري عطب الكريم من الغنى فالسيل حرب للمكان العالي و لسة يا جندي ، لعلنا لم نر من الديك بعد إلا رأسه ؛ولربما تكون أكثر مني فائدة مما أكتب ، لكونك تعي و تفقه وتحصي جيداً شتات شواردي التي يبدو أنها تستغل غفلة انغماسي في السرد السريع ، لتتطاير مني كما فقاقيع الصابون من بين أصبع الصبية؛ أو كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه.
# يقول المولى في سورة الرعد: أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً، و مما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبدٌ مثلُه؛ كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض؛ كذلك يضرب الله الأمثال) .
( أنزل من السماء ماء) ( فسالت أودية) بسعتها من المطر(فاحتمل السيل) زبداً ناتجاً منه ، طافياً على سطحه ، ، فالماء الصافي الباقي هو الحق، والخبث الزائل العالق بجوانب الأودية هو الباطل . وقيل (أنزل من السماء) يعني القرآن ، والأودية مثل للقلوب لتحمل منه كل على قدر يقين أو شكه ، وفقهه أو جهله. والمثل الآخر(ومما يوقدون عليه في النار) هو معدن الذهب أو الفضة، يراد صقله من شوائبه( ابتغاء حلية) أي : لطلب زينة ، ( أو متاع) من حديد ، ونحاس ، ورصاص ، وصفيح تذاب فيتخذ منها عتاد أو آنية .
# وكل ذلك (زبد مثله)( كذلك يضرب الله الحق والباطل ) أي : إذا أذيب فله أيضا زبد كزبد البحر ، فالراسب من هذه الجواهر مثل الحق ، و ما لا ينتفع به مثل الباطل . ( فأما الزبد) الذي علا السيل والفلز ( فيذهب جفاءً) أي : ضائعاً ، والجفاءً ما يطرح الوادي من غثاء سليه ، و تلفظه القدور إلى جنباتها . يقال : جفا الوادي وأجفأ : إذا ألقى غثاءه ، وأجفأت القدر وجفأت : إذا غلت وألقت زبدها ،كما تلقي بثفلها المرحاة عند زهير بن أبي سلمى.
# و حاصله : أن الباطل و إن علا لوقت فإنه يضمحل . وقيل : " جفاءً " أي : متشتتاً . يقال : جفأت الريح الغيم إذا فرقته وذهبت به . ( وأما ما ينفع الناس ، فيمكث في الأرض) ( كذلك يضرب الله الأمثال) بجعله الباطل لجلجاً زاقهاً كما الزبد، والحق أبلج ظاهراً كالماء الصافي و المعدن النفيس يبقى في القلوب . وقيل : هذا تسلية للمؤمنين ، يعني : أن أمر المشركين كالزبد يرى في الصورة شيئاً وليس له حقيقة ، وأمر المؤمنين كالماء المستقر في مكانه له البقاء والثبات .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(31) @... و فرق بين الروح والنفس {ويسالونك عن الروح قل الروح من أمر ربي} .. إذاً فالروح معلوم والكيف مجهول والأيمان به واجب وحق و السؤال عنه ربما مظنة شبهة و بدعة.. وأما الفرق بين الروح والنفس، فشتان:
# فأولاً وجب تعريف الروح و الجسد .. و أين تقع النفس بينهما . الجسد: الآلة التي تسكنها الروح.. فالروح متعلقة بالجسد وموجودة في حناياه وتكسبه الخاصية الحياتية في كل خلية تنبض وهي مقيدة بقدرات الجسد.و الكثير من الناس يخلطون بأن النفس هي الروح . علماء الأرواح قسموا الأرواح إلى منازل ثلاث: المنزلة الأولى: أرواح سفلية تغلب عليها المادة وهي و نزاعة للشر ، وثابة إلى السوء و الخصومة و متنحية عن الخير ، مدجافية للحق و قدتكون طائشة و مغرورة .
و الثانية: أرواح علوية و هي ميالةٌ بطبعها إلى الخير و الصلاح أو دالةٌ عليه و لكن معارفها محدودة وت رقيها العقلي أكثر من ترقيها العاطفي.
# و الثالثة: أرواح نقية وصلت أعلى درجات الكمال زاهدةٌ في الماديات قاعنة بما عند الله و ترتبط بمن له مقامٌ سامٍ و قلبٌ مجردٌ من الرذائل وهي أرواح الأنبياء والمرسلين و الصديقينوالشهداء والصالحين (وحسن أولئك رفيقاً).
# و أما نفسك (التي بين جنبيك):فهيأاثر من آثار الروح، و الروح تمنح النفس القوة لأداء خواصها. و إذا دخلت الروح الجسد سميت نفساً.. و بها نشعر و نرى ونسمع و نشم ونتذوق و نفرح ونشمئز، إلخ.فالنفس هي مرحلة الإنسان السوي ، حال رشده و إدراكه. إذن النفس هي تعلق الروح بالإنسان السوي بكامل قواه و أهليته العقلية المعتبرة شرعاً و عرفاً.
# فالنفس هي روح و جسد في آن واحد، بدليل أن الروح عندما تصعد يصبح الجسد جثةً هامدةً. وه ذه النفس هي التواقعة عليها كل التكاليف الشرعية بعكس مرحلة الأجنة فالجنين ليس عليه تكليف لأن ليس لديه إدراك.إذاً، روح + جسد= نفس .والكيان الإنساني (النفس) هو القوة المدركة التي تشعر بالألم واللذّة والخوف والسرور والحزن، وهو القوة الناطقة. وما الجسمد سوى صندوق من عظم مكسو بلحم وشحم ومغلف بجلد وهو آلة صماء لتلبية أشواق الروح وتحقيق مآربها. و ليست الجوارح ة الحسّية و الدماغ إلاّ أدوات يستخدمها الإنسان (الكيان الروحي) لفهم العالم المادي حوله للتعامل معه.
# فيجب أن ندرك أن كل الأمراض التي تصيب الإنسان , أمور تتنال من النفس قبل الجسد , كالشعور بالغبطة والسرور و ضده ا لإحساس بالأذى والألم, و التقدير في معدل تحمل الألم عند الإنسان يتناسب تناسباً طردياً مع معدل إرادة التحمل لدى هذا الإنسان (أي أن تحملك للألم ينقص إذا أردت أن تتحمل الألم و ايضاً العكس صحيح.
# و يتناسب معدل إرادة التحمل تناسباً عكسياً مع مقدار الشعور بالألم (أي انك إذا شعرت بالألم ... تبدأ إرادتك بتحمله في نقصان ) , و يمكن التحكم في هذه المعادلة من الإنسان إلي أن يصل حالة من انعدام الإحساس بالألم , و من الشواهد على ذلك , مراحل التحمل التي يصل إليها ممارسو اليوغا و المتصوفة الذين بمداوممة التدريبات يصلون إلى مراحل ينعدم فيها إحساسهم بالنار و البرودة الشديدة . # و النفس محصورة بين أرجوحة الروح والجسد, فإذا انغمست النفس في حاجات الروح (عبادة الله ) , ارتفعت و سمت , أما إذا انغمست في حاجات الجسد (إتباع الشهوات المحرمة ) , انحطت وهبطت. وهي بذلك ما تترواح ما بين( نفس مطمئنة و لوامة و أمارة السوء).
# النوم مثلاً هو الميتة الصغرى ...لأن النفس عند النوم تعجز أن تتحكم بالجسد مهما أراد ذلك.لأن الجسد يكون في حالة إرهاق يحتاج إلى أن ينفك من مطالب النفس التي تنهكه فيأبى أن يطيعها ويستسلم للنوم وحركات النائم ليست إلا أثار لمطلب نفسيه لازالت تسكن عقل النائم .
# و أما الأحلام فهيَ تراها النفس نتيجة لبقايا صور وأحاسيس عاشتها من خلال هذا الجسد الذي لم تعد قادرة على السيطرة عليه والالتقاء به. فتلتقي بالروح التي تسكن الجسد وتحاول أن تحرك الجسد من خلال الروح . لأن الروح تحرك العضلات اللاإرادية في الجسم والتي تبقي الجسم على قيد الحياة مثل القلب ،وعند إلتقاء النفس مع الروح تحاول أن تشعر من خلالها كما كانت تفعل مع الجسد فتأتي الأحلام .وقد تكون في بعض ألأحيان صادقه فإذا كانت صادقه فهي من الله لأن الروح من عند الله وتلتقي مع النفس عند النوم وإذا كانت كوابيس أو أحلام عابرة فهي نتيجة لمحاولات النفس في الاتصال بالجسد لشيء تريده منه..
# نرجو أن نكون قد لامسنا شيئاً قريباً من حقيقة الروح والنفس و إلى لقاء مع مزيد مع شورد ومترادفات بنت عدنان ومحيطها الهائ والدر في أحشائه كامن. فهناك مثلاً فروق شتى ما بين الجسد والجسم و البدن، والقلب و العقل/ الأنسان والمرء، السنة و العام ؛ و الأيمان والإسلام ، العلم والمعرفة و الدراية ، الرؤية و الإبصار و المشاهدة النظر، البعث والإرسال ، الذكاء و الفطنة و الكياسة وا للباقة، الظن و الشك و الريبة و كذا الحلف والقسم ...( في قوله تعالى: "وأقسموا بالله جهد أيمانهم" ، وقوله: "يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر".و هلم جرا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(32) السنة و العام @ اختلف المفسرون في الحكمة من استعمالات لفظي السنة و العام على قولين :القول الأول : ذهب ب عض المفسرين إلى أنها حكمة لفظية فحسب ، لأن تكرار اللفظ نفسه فيه ثقل على اللسان ، فجاء بلفظ مرادف مغاير ، و هو " عاماً " لتحقيق الخفة المطلوبة .يقول الزمخشري في "الكشاف" :" فإن قلت : فلم جاء المميز أوّلاً بالسنة وثانياً بالعام ؟ قلت : لأنّ تكرير اللفظ الواحد في الكلام الواحد حقيق بالاجتناب في البلاغة ، إلا إذا وقع ذلك لأجل رض ينتحيه المتكلم من تفخيم أو تهويل أو تنويه أو نحو ذلك " انتهى .
# و القول الثاني : أن استعمال لفظ " السنة " جاء للدلالة على صعوبة السنوات التي قضاها نوح عليه السلام في دعوة قومه ، فهي سنوات عجاف من حيث الخير والمطر والبركة ، ومن حيث مشقتها أيضاً على نوح عليه السلام في أمر الدعوة ، حيث واجهه قومه بالإعراض و الأذى ، ثم عاش بعد الطوفان وهلاك الكفر من الأرض أعواما من الخصب والنعيم والرخاء ، والعرب تطلق لفظ " السنة " على أيام الجدب والقحط ، و لفظ " العام " على أيام الرخاء والنعيم . و" العام كالسنة ، لكن كثيراً ما تستعمل السنة في الحول الذي يكون فيه الشدة أو الجدب؛ ولهذا يعبر عن الجدب بالسنة ، والعام بما فيه الرخاء و الخصب ، كقوله (عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) ،. وعبر بفلظ " سنة "ذما لأيام الكفر .وقال: " عاما " إشارة إلى أن زمان حياته عليه الصلاة والسلام بعد إغراقهم كان رغداً واسعا حسنا بإيمان المؤمنين ، وخصب الأرض " و جمع بعض أهل العلم بين هذين القولين ، إذ لا مانع من اعتبار الحكمتين من هذه المغايرة : اللفظية و المعنوية ، وأقوال المفسرين - إن لم تتعارض - فالأخذ بها جميعها أولى من اطراح بعضها :وقد روعيت هنا نكتة لطيفة ، وهو أن غَايَرَ بين تَمْيِيزي العَدَد فقال في الأول " سنة " وفي الثاني " عاماً " ، لئلا يثقل اللفظ ، ثم إنه خص لفظ العام بالخمسين إيذاناً بأن نبي الله صلى الله عليه وسلم لما استراح منهم بقي في زمن حسن، فالعرب تعبر عن الخَصْب بالعام ، وعن الجَدْب بالسنة "هذا و العلم عند الله .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(33) في عمر نوح عليه السلام العظة والعبرة البالغة : فهي قرون طويلة قضاها في قومه يدعوهم إلى الله تعالى ، يشفق عليهم من عذابه ، ويرجو لهم رحمته ، ولم يصبه اليأس ولا أخذه ال################ ، بل رجا أن يهديهم الله على يديه وإن طال الزمان، فكانت سنوات عمره دروساً للدعاة والمعلمين والمربين في الصبر والعزيمة والإيمان. كما أن فيها من العظة والعبرة لكل إنسان ، ليدرك أن الموت آت و لو بعد حين، وأن العمر إنما هو أيام تتقضى مع غروب شمس كل يوم ، لتسدل الستار على قصة روحه التي منحت فرصة نيل السعادة الأبدية في الجنة ، فيا فوزها إن كان سعيها في تحصيل هذه السعادة ، و يا خسارها إن قصرت وفرطت. .
#جاء ملك الموت إلى نوح عليه السلام ، فقال : يا أطول النبيين عمراً ! كيف وجدت الدنيا ولذتها ؟ فشبهها بما يفهم أ هنه جحر ضب له منفذان ما يلبث أن يلجه من أحدهما حتى يخرج من الآخر. أو هي كما جعل نبينا الكريم حالنا فيها أشبه برجل أستظل بظل شجرة.
# و المسلم الحصيف هو الذي يلتفت إلى هذه المعاني والعبر، فتبعث في نفسه رعشة الخوف وعزيمة الرجاء ، فتحثه على العمل ، أن لا يشغل باله ملياً بتفاصيل التاريخ التي لم يلتفت إليها الوحي في بيانه ، ولم يثبت فيها شيء من أدلة الشريعة المعتمدة .
# و من ذلك السؤال عن تحديد عمر نوح عليه السلام ، فقد ورد فيه عدة أقوال لعلماء للسلف من الصحابة والتابعين ، ولم يثبت فيه شيء من الكتاب والسنة الصريحة كي يجزم بأحد هذه الأقوال ، ولكننا نسرد هذه الأقوال هنا من باب زيادة العلم بما تنقله كتب السلف :ما بين قول بألف سنة إلا خمسين عاما ، لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلثمائة سنة ، ودعاهم ثلثمائة ، ولبث بعد الطوفان ثلثمائة وخمسين سنة؛ و بين قول بمكثه فيهم ألف سنة كاملة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله ، وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا "
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(34) ® فرق ببن فوز و نجاح ©
//Synonymies/ مترادفات//
( فرق بين فوز و نجاح)
فالنجاح إما يكون فيه كسب لمنفعة، أو درء لمفسدة ما، دنيويا كان ذلك أم أخرويا. أما الفوز فلا بد أن ينطوي على كلتيهما معا؛ أي كسب المنفعة و دفع الضرر والسوء و الأذى،إلخ ، في آن واحد. و الدليل قول المولى عز وجل: " و من زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز". كمثال: أصحاب الأعراف، مع اختلاف التفاسير فيهم ، و أرجحها أنهم من تساوت عشراتهم بآحادهم ؛ أي: حسناتهم بسيئاتهم). فقد نجحوا بالنجاة من عذاب النار؛ و إن أرجئ فوزهم بالجنة إلى حين. حيث قيل عنهم (لم يدخلوها و هم يطمعون). هذا و العلم عند الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(35) و فروق شتى ما بين القَسَمِ و الحَلْفِ و الإِيْلَاءِ.... @ فماهية القسم : هو أن نشهد بعظمة الخالق ما نقوله – صدقاً؛ و ذلك حسب ما نعتقده في صميم عقولنا، وقلوبنا. و لا يستلزم القسم حنثاً و لا كفارة . وهويجئ في الأيمان الصادقة و يكون أبلغ و أوقع مثل قسم المولى عز وجل بمخلوقاته كقسمه ب( يوم القيامة و بالنفس اللوامة و بمواقع النجوم - و بالسماء و الطارق - و بالشفق والليل وما وسق - وبالخنس و الجواري الكنس ، إلخ) . هذا فضلاً ً بطبيعة الحال عن قسم المولى جل جلاله بذاته العلية.
# و أما التصديق و التكذيب فمرهون إما بحال المقسم نفسه أو بواقع حال المقسوم عليه. فلما كان المقسم هو الخالق جل وعلى فحسبنا شاهداً قوله تعالى: (أصدق من الله قليلاً) و ( من أصدق من الله حديثاً).
- كذلك لما قيل لأبي بكر الصديق رضي الله عنه : إن صاحبك يزعم أنه قد أسريَ به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قال( إن كان قال ذلك فقد صدق). - ثم على النقيض تماماً، لما قص أبو هريرة رضي الله للنبي صلى الله عليه قصة ذاك اللص الذي استفتدى نفسه منه بأن دله على أية الكرسي تبين بأن (ذاك هو الشيطان و قد صدقك و هو كذوب )
# و ماهية الحلف : تكون في الأيمان الكاذبة أو غير المبرورة و هو إشهاد الله– جلّ وعلا – على ما نقوله كذباً وجُـنّة لقضاء حاجات دّنيئة كقوله تعالى ( ... ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ..تخذوا أيمانهم جُنّة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين ). # و جاء تقرير الكذب في الحلف - بعد ذكره – في عدة مواضع:- ( ... والله يعلم أنهم لكاذبون ، ( ... والله يشهد إنهم لكاذبون )، ( ... ألا إنهم هم الكاذبون ) . نلاحظ أنهم يحلفون – كذباً – حتى يوم يبعثون بي يدي الله ! لأن الحلف عادة فيهم في الدنيا. لنتدبر مع قوله تعالى ( و لا تطع كل حلاّف مهين ) بصيغة فعّال التي تدل على التكثير والمبالغة.و نلاحظ أن هذا التعبير: " حلاّف " جاء بعد قوله : ( فلا تطع المكذبين ...).
# وفي الحلف – فقط - يكون الحنْـث وتجب فيه الكفارة لقوله تعالى: ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته ... ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم ...).
# وأما ماهية الإيلاء فهيم يمين صادق ولكنه في غير محله ؛ ول ذلك يكون مكروهاً أو على خلاف الأولى .. لقوله تعالى: (والذين يؤلون منكم من نسائهم). - و قوله تعالى(وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) جاءت في حق أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) يوم أن أقسم على منع ذي رحم له من بره و إحسانه ، بسبب خوضه في قصة الإفك الشهيرة. ولكنه أمر بالتراجع عن قسمه. حاشية: -إن المقسم يكون صادقاً و إن كانت صفته وديدنه الكذب. فحتى بالنسبة للكفار والمنافقين إذا ما أقسموا إنما يكونون صادقين جاهدين في قسمهم ، حسبما يعتقدون في قلوبهم . لا باعتبار ما يصير إليه الحال لاحقاً عند المحك.
# كما جاء بيانه في قوله تعالى:ــ ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لإن داءهم نذير لنوكونن أهدى من إحدى الأمم)وفي قوله تعالى: ( ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ...) . هذا قسم - على حقيقة – لأنهم صادقون في ذلك على ظنهم ، كونهم كانوا مغيبين بالموت ولم يدركوا كم مكثوا في الأرض! رغم أن واقع الحال أنه برزخ طول الأمد.
# لذلك نهانا الله، نهيا صريحاً ، أن نجعل ذاته عرضة ًلأيماننا ثم يأتي بيان ذلك بعدها. لأنه لابد لقسم من بر.
# وأما علة عدم القسم بقوله : (لا أقسم) ، كأنه تجنّبه وتحاشيه سبحانه و تعالى للقسم ،. لأن العبد المقسوم له ، - تنزلاً - لا يدرك ، ولن يدرك عظمة المقسوم به ولن يعلمه ( ... وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) ( ... وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ).
@ ملاحظة ف يغاية الأهيمة: # ففي قوله تعالى : ( وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين) ، فقد\ ذهب بعض المفسرين لإلحاق هذا التعبير بالقسم. وهذا لا يصح أبداً، ولا يمكن بالنسبة لإبليس، وديدنه أن يُضل لا أن يُرشد !وأن يغشّ ويخدع لا أن ينصح !وأيّ نصحِ !؟و أيّ رشدٍ !؟من ممن عاهد ربه على أن يغوي و يزين الباطل و الشر لعباده في الأرض في قوله: ( قال ربّ بما ( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً) و الصحيح أنه قاسمهما من مادة : قَــسَم َوليس (أقسم)، و بصيغة: فاعل للدلالة على المشاركة. بمعنى شاركهما في ذلك! واستدرجهما– ءادم وزوجه - فجعلهما يستعيبان، ــ إي إلى أن أقنعهما بأنه لهما لمن الناصحين ( فدلاهما بغرور...) .(أفلا يتدبرون القرءان؛ و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً ). هذا والعلم عند الله وحده ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(41/200)
@ حِرْزُ المسروقاتِ: - حرز المال: هو المكان الذي يُحفظ فيه عادة بقفل كالخزنة ونحوها. و الحرز يختلف باختلاف الأموال، والأشياء، والبلدان، وعدل السلطان وجوره، وقوته وضعفه. - فحرز الأموال والجواهر في المصارف، والدكاكين، و البيوت ، والصناديق ونحو ذلك مما جرى به العرف. - وحرز الأقمشة والأواني والآلات في الدكاكين، والمستودعات، والبيوت، وراء الأبواب والأغلاق الوثيقة. - وحرز ما يباع في السوق من الفواكه والخضار ونحوها وراء الشبك أو القماش إذا كان للسوق حارس. - وحرز الخشب والحطب في الحظائر والمستودعات. - وحرز البهائم والمواشي والطيور في أماكن تربيتها في البيوت أو المشاريع، وحرزها في المرعى بالراعي المكلف، ونظره إليها غالباً ونحو ذلك مما جرت به عادة الناس.فمن سرق من هذه الحروز قطع، ومن سرق من غير حرز لم يقطع ، ويعزر ويرد ما أخذ أو قيمته أو بدله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(42/200) صفة حد السرقة: حد السرقة حق خالص لله تعالى. فإذا ثبت الحد عند الحاكم لم يجز العفو عنه، ولا الإبراء منه، ولا الشفاعة فيه ؛ لكونه حقاً خالصاً لله ، فيجب تنفيذه على من سرق. 1- قال الله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
2- وَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ نَائِماً فِي المَسْجِدِ عَلَيَّ خَمِيصَةٌ لِي ثمَنُ ثلاَثِينَ دِرْهَماً فَجَاءَ رَجُلٌ فَاخْتَلَسَهَا مِنِّي فَأُخِذ الرَّجُلُ فَأُتِيَ بهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ بهِ لِيُقْطَعَ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلتُ: أَتَقْطَعُهُ مِنْ أَجْلِ ثلاَثِينَ دِرْهَماً أَنَا أَبيعُهُ وَ أُنْسِئُهُ ثمَنَهَا. قَالَ: «فَهَلاَّ كَانَ هَذا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَنِي بهِ». أخرجه أبو داود والنسائي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(43/200) حد السرقة و شروط إقامته:
@ يجب القطع في حد السرقة إذا توفرت الشروط الآتية:
1- أن يكون السارق بالغاً، عاقلاً، مختاراً، مسلماً كان أو كافراً.
2- أن يكون المسروق مالاً محترماً، فلا قطع بسرقة آلة لهو، أو خمر ونحوهما.
3- أن يبلغ مقدار نصاب المال المسروق الذي تقطع فيه اليد ربع دينار من الذهب فصاعداً، أو عرض يساويه.والدينار يساوي مثقال، والمثقال يساوي أربعة غرامات تقريباً، فيكون ربع الدينار يساوي غراماً واحداً.عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالَتْ: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تُقْطَعُ اليَدُ فِي رُبُعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا». متفق عليه.
4- أن يأخذ المال على وجه الخفية، فإن لم يكن كذلك فلا قطع كالاغتصاب، والاختلاس، والانتهاب ونحوها، وإنما فيها التعزير.
5- أن يأخذ المال من حرزه كالدكان والدار ونحوهما.
6- انتفاء الشبهة، فلا قطع على الأب والأم، والابن والبنت، ولا علىمن وجبت عليه نفقته، ولا على من سرق في المجاعة.
7- ثبوت السرقة.وتثبت السرقة بأحد أمرين: 1- الإقرار: بأن يقر السارق على نفسه بالسرقة. 2- الشهادة: بأن يشهد عليه رجلان عدلان بأنه سرق، ولا تقبل شهادة النساء في الحدود.فإذا تمت هذه الشروط وجب القطع، وإن اختل شرط منها سقط القطع، وللإمام التعزير بما يراه مناسباً.
# من لا قطع عليه في السرقة:
1- الأصول كالأب والأم، والفروع كالابن والبنت؛ لشبهة الإنفاق والتبسط.
2- لا يُقطع أحد الزوجين بسرقته من مال الآخر؛ لشبهة النفقة والتبسط.
3- سرقة العبد من مال سيده، والسيد من مال مالكه؛ لشبهة النفقة والتبسط.
4- السرقة (الاختلاس) من بيت المال (العام) ؛ لشبهة حقٍ و للمختلس فيه و لو كان ضئييلاً ( و من هنا تتضح العلة من حكمة الشرع في تغاضي الشرع عن وجوب قطع يد المختلس؛ مع الاكتافاء بتعزيره و يكون تعزيره بعزله من منصبه كقيم علا المال المختلس مع إلزامه بردِّكل ما اختلس).
5- الفقير إذا سرق من غَلَّة وقفٍ على الفقراء؛ لشبهة استحقاقه منها.
6- السرقة من مال له فيه شراكة؛ لأن له نصيباً فيه.و للإمام أن يعزر من شاء بما يكف شر هذه الجريمة، ويردع السارق وغيره.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(44/200) * حد النهب و السلب و قطع الطريق:
- قطاع الطريق: هم الذين يَعْرِضون للناس بالسلاح، ويقطعون الطريق عليهم جهراً بنهب أو قتل. وقطاع الطريق يسمون مُحَارِبين؛ لأنهم محاربون للناس والدين.. فإذا كان حكم ا لسارق هو بتْرُيمناه و أخف منه المختلس من بيت المال العالبهو التعزير عن طريق العزل، لمظنة وجود حقٍ له فيه كواحدٍ من عموم المسلمين،والسارق من بيت المال يعزر بما يراه الإمام، ويُلزم برد ما أخذه، ولا يُقطع؛ لأن له نصيباً منه، ومثله في الحكم من سرق من الغنيمة أو الخمس.
.* قسام قطاع الطريق: @ أما قطاع الطريق: فهم كل من أشهر السلاح، وأخاف الطريق، وله قوة بنفسه أو بغيره. وقطاع الطرق عصابات مختلفة كعصابة القتل.. وعصابة خطف الطائرات.. وعصابة اللصوص التي تسطو على البيوت والمتاجر والبنوك.. وعصابة خطف البنات للفجور بهن.. وعصابة خطف الأطفال لبيعهم أو فعل الفاحشة بهم.. وعصابة قتل الدواب والمواشي أو أخذها.. وعصابة خطف الوجهاء والأغنياء. فهؤلاء وأمثالهم يسمون قطاع الطريق؛ نظراً لترويعهم الناس جهاراً بالسلاح. صفة قطاع الطريق: 1- قطاع الطريق يشبهون البغاة، فقطاع الطريق محاربون بغير تأويل، والبغاة محاربون بتأويل.
2- قطع الطريق يشبه السرقة، فقطع الطريق أخذ المال جهراً من الناس، سراً عن الإمام، ويسمى سرقة كبرى؛ لأن فيه ضرراً على أصحاب الأموال والناس، ولهذا غُلِّظ فيه الحد.والسرقة أخذ المالخفية، وتسمى سرقة صغرى؛ لأن ضررها يخص أهل الأموال، ولهذا كانت عقوبتها أخف، وقطع الطريق أخذ المال أو غيره جهراً بتهديد، والسرقة أخذ المال خفية بلا تهديد.
* حكم قطع الطريق: الحرابة: هي التعرض للناس وتهديدهم بالسلاح في الصحراء أو البنيان، في البيوت أو وسائل النقل، من أجل سفك دمائهم، أو انتهاك أعراضهم، أو غصب أموالهم ونحو ذلك.و يدخل في حكم الحرابة كل ما يقع من ذلك في الطرق والمنازل، و السيارات و القطارات،والسفن والطائرات، سواء كان تهديداً بالسلاح، أو زرعاً للمتفجرات، أو نسفاً للمباني،أو حرقاً بالنار، أو أخذاً لرهائن.وكل ذلك محرم، ومن أعظم الجرائم؛ لما فيه من ترويع الناس، والاعتداء على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم بغير حق. و لهذا كانت عقوبتها من أقسى العقوبات. * عقوبة قطاع الطريق: عقوبة قطاع الطريق لها أربع حالات: 1- إذا قَتلوا وأخذوا المال، قُتلوا وصُلبوا. 2- إذا قَتلوا ولم يأخذوا المال، قُتلوا ولم يُصلبوا. 3- إذا أخذوا المال ولم يقتلوا، قُطع من كل واحد يده اليمنى من مفصل الكف، و رجله اليسرى من مفصل العقب. 4- إذا لم يقتلوا ولم يأخذوا المال، لكن أخافوا السبيل، فهؤلاء يُنفون من الأرض. وللإمام أن يجتهد في شأنهم بما يراه رادعاً لهم ولغيرهم؛ قطعاً لدابر الشر والفساد. 1- قال الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} 2- وعَنْ أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِنْ عُكْلٍ، فَأسْلَمُوا، فَاجْتَوَوُا المَدِينَةَ، فَأمَرَهُمْ أنْ يَأْتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ، فَيَشْرَبُوا مِنْ أبْوَالِهَا وَألبَانِهَا، فَفَعَلُوا فَصَحُّوا، فَارْتَدُّوا وَقَتَلُوا رُعَاتَهَا، وَاسْتَاقُوا الإِبِلَ، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ، فَأتِيَ بِهِمْ، فَقَطَعَ أيْدِيَهُمْ وَأرْجُلَهُمْ، وَسَمَلَ أعْيُنَهُمْ، ثُمَّ لَمْ يَحْسِمْهُمْ حَتَّى مَاتُوا. متفق عليه. * شروط وجوب الحد على قطاع الطريق: 1- أن يكون قاطع الطريق بالغاً عاقلاً، سواء كان مسلماً أو كافراً، ذكراً أو أنثى.
2- أن يكون المال المأخوذ محترماً مملوكاً لغيره.
3- أن يأخذ المال من حرز، قليلاً كان أو كثيراً.
4- ثبوت قطع الطريق بإقرار أو شهادة رجلين عدلين.
5- انتفاء الشبهة كما ذكر في السرقة.
6- التهديد بالسلاح جهراً في الصحراء أو العمران. فإذا تمت هذه الشروط أقيم عليه حد الحرابة.وإن اختل شرط منها عزرهم الإمام بما شاء مما يحقق المصلحة، ويدفع شرهم عن الناس.
# وأما إذا جمع قطاع الطريق بين القتل وأَخْذ المال قُتلوا ثم صُلبوا على جدار أو عامود، وللإمام إن رأى المصلحة صَلْب قاطع الطريق، ثم قَتْله وهو مصلوب.وكيفية الصلب: أن يعلَّق الجاني، وتربط يديه بالعامود من أعلى، ويترك بقدر ما يشتهر أمره.والقتل يكون بالسيف ونحوه مما يسرع في إزهاق الروح. و قطاع الطريق إذا قتلوا يُغسَّلون، ويكفنون، ويصلى عليهم، ويدفنون مع المسلمين؛ لأنهم مسلمون.أما الكافر فلا يغسل، ولا يصلى عليه، فيوارى بثيابه في حفرة من الأرض.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
Quote: (39/200)
(الفرق بين التمني والإرادة)
أن التمني معنىً في النفس يقع عند فوات فعلٍ كان للمتمني في وقوعه نفعٌ أو في زواله ضررٌ مستقبلاً كان ذلك الفعل أم ماضياً. زأما والارادة فلا تتعلق إلا بالمستقبل، ويجوز أن يتعلق التمني بما لا يصح تعلق الارادة به أصلا وهو أن يتمنى الانسان أن الله لم يخلقه وأنه لم يفعل ما فعل أمس و لا يصح أن يريد ذلك، وقال أبو علي رحمه الله: التمني هو قول القائل: الا ليت الأمر كان كذا فجعله قولاًو قال في موضعٍ آخرَ: التمني هو هذا القول و إضمار معناه في القلب، و إلى هذا ذهب أبو بكر بن الاخشاد، والتمني أيضاً التلاوة قال الله تعالى "إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته "(الحج) . |
(45/200) مفهوم كل من التمني والرجاء: هنالك تعريف واضح وسلس لكل من التمني و الرجاء في اللغة والاصطلاح، سنوضحه فيما يلي:
[١] التمني لغةً: مشتقٌ من المادة مَنى، و يعني قدر الشيء وأحب أن يصير إليه، أما اصطلاحاً: هو طلب الشيء و حصوله، و خاصة الشيء المحبب للنفس، والطمع والتمني في حصوله، مع تخيل الحصول في العقل، أما إن كان قريب الوقوع والحصول فيكون رجاءً، وفي العادة يقترن أسلوب التمني بليت، فتقول: ليت لي خصوصية.
[2] و أما الرجاء في اللغة: هو من مادة رجو، و يعني أمّله و خافه، أما اصطلاحاً: هو من أقسام الإنشاء غير الطلبي، وذلك لأن الرجاء ترقّب الحصول، مع الجهد والكد في عمله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. و هذا بخلاف ما جاء في التمني، ويقترن الرجاء بلعل، فهو دالٌ عليه، وتقول: لعل لي خصوصية.
# والفرق واضحٌ بين الرجاء والتمنِّى فهذا مأخوذ من المَنَا، وهو القَدَر، و منه المنيَّة بمعنى الموت لأنه مُقَدَّرٌ على كل حىٍّ، والتَّمَنِّى: أمَلٌ بعيدٌ يُقَدِّره الإنسان فى نفسه. ويستعمل التمنِّى بمعنى التلاوة؛ لأن القارئ يُقَدِّر ما يقرؤه فى نفسه؛ و يستعمل بمعنى الكذب؛ وذلك لأن قائله يتمنَّاه فيختلق ما لا حقيقة له، أو يقدِّر الحديث فى نفسه ثم يقوله[وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ]. ولمَّا كان أكثر التمنِّى عن تخمين؛ صار الكذب أغلب عليه، فأكثر التمنِّى تصوُّرُ ما لا حقيقة له[قال قتادة : ذكر لنا أن المسلمين وأهل الكتاب افتخروا ، فقال أهل الكتاب : نبينا قبل نبيكم ، وكتابنا قبل كتابكم ، فنحن أولى بالله منكم . وقال المسلمون : نحن أولى بالله منكم نبينا خاتم النبيين ، وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله فأنزل الله : ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ) ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن [ واتبع ملة إبراهيم حنيفا ] ) الآية . فأفلج الله حجة المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان . ].فالتمني يكون مع الكسل وقلة الحيلة، ولا يكون صاحب التمني مجتهداً وجاداً في أمره.
# بينما الرجاء فى اللغة: الأمل، يقال: رجوت الأمَر أرجُوه رجاءً، و يُعَبَّر به عن الخوف. وتفسير ذلك أن الرَّجاء والخوف يتلازمان. و أهل الرجاء أصحاب جدٍ واجتهاد، وقوة بأس، ومصاحب لكل ذلك حسن التوكل على الله، وخير مثالٍ على التفرقة بين التمني والرجاء، أن صاحب التمني يطلب ويتمنى أن يكون له قطعةٌ من الأرض لكي يبذرها ويحصد المحصول، ومن ثم يحصل على مقدار من المال، فكل التمني متخيلٌ في نفسه، بينما صاحب الرجاء، يعمل على شراء قطعةٍ من الأرض، ويقوم بفلاحتها، وزرعها بمختلف الثمار والزروع، ومن ثم ينتظر نمو الزرع لكي يحصده، ومن ثم يحصل على المال.
- و هنالك قضيةٌ على صلةٍ بالموضوع مطروحةٌ للنقاش، و هي هل الكمال يكون
في رجاء المحسن، أم رجاء المسيء التائب، وفي هذه القضية اختلف أهل العلم والدين، فمنهم من رجح أن كمال الرجاء يكون مع المحسن، وذلك لقوة أسباب رجائه، ولقوة إيمانه الخالي من المعاصي والآثام، بينما كان هنالك فريقٌ رجح أن كمال الرجاء يكون مع المسيء التائب، وذلك لأنَّ الرجاء في هذه الحالة يكون مقترناً بالانكسار والذل لله تعالى ولعظمته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(46/200) بَيْنَ القَلْبِ و العَقْلِ و الفُؤَاد ُو اللُّب: علاقةً شائكة متشبعةٌ الأفكار، و متاشبهة الأبقار و متشابكة خطوط حنابل الأمطار. لذا ، فنحن مضْطَرُّونَ لنفردَ لها أكثر من صفحةٍ ، عسانا و لعلنا نوفيها شيئاً من حقها.
@ فلقد أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان و ميّزه دوناً عن سائر خلقه بنعمة عقلٍ يتدبرُ و يُميزُ و محله الدماخ أي المخ. و زورده ممضغةٍ محلها الصدر ، هي القلب موطنُالعواطف و الأحاسيس و المشاعر، التي تُشعِرُنا فنُحسّ بإنسانيتنا، و يُقال: سميّ قلباً لتقلبه و محالية بقائه على حالٍ لذا كان دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام ”اللهم با مُقلبّ القلوب ثبّت قلبي على دينك”. فثمة أمورٌ تجمع بينهما تارةً و تُفرق تارةً أخرى.
o فالعقل يُرسل الإشارات العصبية و المؤثرات إلى القلب، المزوّد بالأعصاب المعنية بِضخ و إذكاء النوازع العاطفية والعقَدية،ذات العلاقة بالإيمان و التقوى و ضدهما الكفر والفسوق والعصيان كما جاء في قلوه تعالى :(فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)؛ وقوله تعالى:(إنما المؤمنين الذين إذا وجلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياته إيماناً وعلى ربهم يتوكلّون). و لقوله صلى الله عليه و سلم: ( إن في الجسد مضُغّة إذا صلحت صلح الجسد وإذا فسدت فسد الجسد كله آلا وهي القلب) و (اللهم إني اعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تقنع).
o عقل الغنسان هو أداته للوعي الإدراك لمعرفة الأمورعلى حقائقها و استنباط المعطيات و وضع التقديرات اللازمة لسيررة الأمور و أما القلب فإنه يقوم بإستقبال تلك الأفكار والحقائق مترجماً أياها بالمشاعر والعواطف.
o يُساعد العقل الإنسان على التمييز وتحليل المشكلات والعلاقات بطريقة دقيقة وسريعة، بينما يعمل القلب على دعم العقل بالشعور بالثقة و اليقين بحقيقة الأمور والإحساس بالطمأنينة.
o العقل هو المسؤول عن مستوى قدرات الذكاء المتميز والإبداع لدى الإنسان. و بالمقابل يضطلع القلب بمسؤولية ترجمة العواطف و مشاعر الحب والكره إلى إسلوب ولغة تخاطب ليتم بها توصيل ما يدور بذهن الشخص إلى الأخرين. o العقل عند الإنسان يكون كالميزان يفصل بين الخير والشر محاولاً خلق نوعٍ من التوازن بين اهذا و ذاك ، مع إعطاء (المشروة) المحسوبة بناءً على حزمة معطياتٍ منططقية، و من هنا يكون دورالقلب بالميل و الجنوح إلى أحد أمرين مما يُعْرَضُ عليهمن العقل لاتخاذه قراراً للفصل النهائي في الأمر المعين ، و هكذا دواليك.
o يٌقال إذا ذهب عقل الإنسان فإنه لا يؤاخذ . بل و و يرفع عنه مناط التكليف، فلم يعُد يميز عن الكائنات الحية من مخلوقات الله التي تتصرف بفطرتها، كشأن المعتوه أو كالمصاب بمتلازمة (التوحد) مثلاً. و أما إذا قسى قلبه و ماتت مشاعر الإنسانية بداخله و ضَعُف إيمانه فنجده رغم حذقه لأمور الدنيا و اتقانه لتكنولوجيا العصر، تجده لا يقيم وزناً لمكارم الأخلاق، كشأن الكفاررغم كونهم أحرض الخناس على حياةٍ ، لتجدنهم يتبولون على سيقانهم كالأنعام بل هم أضل.
o و تبقى العلاقة بين العقل والقلب علاقة متراوحة ما بين التكامل تارةً و بين شد الحبل و قضم الأظافر تارةٍ أخرى . و تبقى النفس واقعةً بينهما في منطقةٍ وسطى رماديةٍ كما بين الجنة والنار.أوهي أشبه بحال أمٍ رؤوم لها انبنان حبيبان و لكنهما متشاكسان أحدهما أمير لا يشق لمضاره غبارٌ و ثانهما وزيرٌو مستشارٌ مؤتمنٌ لديه . فمثلاً ، لو أن المرء مريض بالسكر و عرضت عليه قطعة حلوى فإن القلب غالباً ما يكون مأخوذاً عاطفياً ولأول وهلةٍ ، بطعمها الذي لا يُقاوم و نكهة (دسمها) التي ما أنز الله بها من سلطان هذا في حين قد يأتي العقل ولو متأخراً جداً، ليذكر صاحبهه بمضار (سُمِّها) على صحته ، في حال أفرطه بتاولها. و يؤول القرار النهائي إلى حسن أو تقدير القلب، حسب ثباته من تقلبه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(47/200) وأما الفؤاد: فهو القلب كما جاء في لسان العرب لابن منظور:و الفُؤادُ: القَلْبُ لَتفَؤُّدِه وتَوَقُّدِه. وفي مفردات القرآن: الفؤاد كالقلب لكن يقال له فؤاد إذا اعتبر فيه معنى التفؤد، أي: التوقد، قال تعالى: ما كذب الفؤاد ما رأى { النجم:11} وجمع الفؤاد: أفئدة، قال تعالى: فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم { إبراهيم: 37} وقال تعالى: نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة { الهمزة: 6ـ 7} و تخصيص الأفئدة فيه تنبيه على فرط تأثير له، قال البرهان البقاعي: وخص بالذكر لأنه ألطف ما في البدن، و أشده تألما بأدنى من الأذى، ولأنه منشأ العقائد الفاسدة، ومعدن حب المال الذي هو منشأ الفساد والضلال، وعنه تصدر الأفعال القبيحة.
# وأما اللب من كلِّ شيءٍ: فهو خالِصُه وخِيارُه، و من الإنسان هو(العقل) الخالص من شوائب الهوى والشهوات، واللَّبِيبُ: العاقل، جاء في مفردات القرآن: اللب: العقل الخالص من الشوائب، وسمي بذلك لكونه خالص ما في الإنسان من معانيه كاللباب واللب من الشيء، وقيل: هو ما زكى من العقل، فكل لبّ عقل، وليس كل عقل لبا، ولهذا علق الله تعالى الأحكام التي لا يدركها إلا العقول الزكية بأولي الألباب نحو قوله: ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب.
# وبهذا تعلم أن هذه الألفاظ متقاربة المعاني لكن بينها فروقا دقيقة ، وربما يُعَبِّرُ ِّبُبعضها عن الآخر و يؤدي وظيفته في بعض أحواله. فالعقل هو المنوط بالعمليات الحسابية والمنطقية و التدبر و التأمل الإيحائي و التفكير التحليلي والمُناظرات و المعادلات و اتستنباط (المعلومات). أما القلب فله نور يسطع ب(العلم )والايمان والعمل بهما و له أعينٌ بصيرة و له أذن و هو الانصات والقلب السليم هو عينُ العقل حين يتغلب علي الشهوة ويصير بيت الحكمة ليضع العلمموضع العمل.
# فبما أن القلب وعاء العقائد و صاحب الاحوال وهو مرتبط بمزاج الانسان فهو يحتاج إلى تدريبٍ وتهذيبٍ دائبينِ و يكون غذاؤه في كل ما ما يثبت به الايمان و يلين بالصبر و المصابرة و المثابرة و المجالدة وجهاد النفس وهو فلو علم الانسان ان النجاة في التزام الطريق المستقيم و النأي عن الموبقات والتزام الآداب ومكارم الاخلاق فهذا هو عينُ العقل في طور الادراك و أن الانسان ليعلمأن الصواب في فعل كذا وكذا وهذا هو إدراكه بالعقل ولكنه قدلا يلتزم الطريق الصحيح بل و يداوم الخروج عن المسار لعلة الهوي و فساد القلب. و أما غذاء العقل فيكونفي التزود ب(المعلومة) و ليس (العل)؛ و هو ما قد يضله يحرمة الهداية إلي الحق المبين وهو ما وصل إليه حال الملاحدة الضالين رغم أن منهم البروف العلامة وحملة أرفع الدرجات العلمية وعن جدارة ، ولكن القلب يهتدي إلي الطريق القويم و معرفة الله بنور اليقين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شَوَارِدُ مِنْ حَظِيرَةِ بِنْتِ عَدْنَان (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(49/200) #يحيا العدْلِ .. ثُمَّ طُظْ في المُساواةِ# تُرَىْ لماذا؟! لأن المُساواةَ غيرُ العدلِ . و لربما كانتْ أحياناً، هي الظُّلمُ بعَينِهِ. فمثلاً العدل للمرْأةِ مع الرَّجُلَ في أن تنالَ نصفَ نصيبِه من المِيراثِ و الشَهادةِ. فإذا طالبنا بمساواتهنَّ إِياَّهُم ،كان ذلك ظُلْماً مُبِيناً ، و مغالطة، بل مُشاكسَةً لشرع اللَّه، و الَّذِي من أسمائه الحسنَى و صفاته العلا (الحكم/العدْلُ) و ليس المُساوِي. يقول المَوْلَى عزَّ وجل (للذكر مِثْلُ حظَّ الأُنثَيَيْنِ). و يقول(فرجُلٌ و امْراتانِ، أن تَضِلَّ إحداهما، فتُذكِّرَ إحداهما الأُخْرى).
[}> و لمَّا قال الله على لسان أم مرْيمَ ابنةِ عِمرانَ(فلما وضعتْها قالت: رب إني وضعْتُها أُنْثَى ، و الله أعلم بما وضعتْ، وليس الذكرُ كالأُنْثَىْ ، و إنِّي سمَّيتُها مرْيمَ)،. فقوله تعالىو ليس الذكر كالأُنْثى). ربما كانت الأفضلية فيه للمشبه به(هي)، وليستْ للمشبه(هو)، بِحسب منطق اللغة ، و ليس بالضرورة (لغة المنطق).
[}> هذا ، علماً أنَّ اللَّه يعلمُ حيْثُ يضعُ سرَّه، حتَى و لَوْ في أضعفِ خَلْقِهِ . و لو تدبرنا قوله تعالى في سورة النساءِ(و لا تتمنِّوْا ما فضَل اللَّه به بعضَكم على بعض، للرجالِ نصيبٌ ممَّا اكْتسبُوْا، و للنِّساءِ نصيبٌ ممَّا اكْتسبْنَ) ، لعلمنا أن المباعضة هنا لا بد و أن فيها حكمةٌ بالغةٌ، تُفِيدُ بأنَّ كلَّاً ميسَّراً لِمَا خُلِقَ لَهُ.
[}> أقولُ قَوْلِي هذا و على ذمة مَسؤُوليي، ردَّاً على كل من يدافعون عن حقوقٍ للمرأة مزعوم أنها مسلوبةٍ. ثم من سلبها؟! ، حتى دفعُوها بقوة دَفْعٍ حصانية ذات عزمٍ رباعيٍّ إلى مغبة أن تسلِب معها حقوقاً هي ليست لها أصلاً، فتضَيِّع معها كنوزاً أثمنِ، أهمُّها أنوثتُها تفسُها. حتى تبدل حالُهُنَّ من ربات للخدورِ، متبعلات للعشيرِ، صائنات لولاة أُمُورِهِنَّ في أنفسهنَّ و في أموالهم ، بما أمر العلِيُّ القدِيرُ. و قد خلعْنَ الحجابَ، و نبذْنَ وراء ظهورِهِنَّ النِّقابَ، ثم ركِبْنَ الصِّعابَ و ارتَدْنَ رَحَلاتٍ بينَ طياتِ السحاب؛ ثم ليتخذ منهنهواة (الهوى) و باعة المجون أيقونات فاتنات لشحذ قرائح الشعر، لنظم القوافي و ترصيع المتون، أو عارضات مُنطلقاتٍ سائحات لتسويق البضائع و ترويج الفواحش بحجة نشر الفنون .
[}> ثمََّ إنَّ زعمِهم بِأنَّ المرْأةَ نصفُ المُجتعِ ، إني لأَجِدُهُ قولاً جُزافاً و غيرَ دقيقٍ بالمرَّةِ، بلْ و فِيهِ قسمةٌ ضِيْزَى، و إجحافٌ مُخِلٌّ بحقِّ أُمَّهاتِنا و بناتِنا وأَخَواتِنا بناتِ حواءَ. إذْ إنهنَّ يُساوِينَ حاليِّاً ثلثَي المجتمع البشري تعداداً، بينما يحملنَ في أحشَائِهن، فيَلدن من أرحامهنَّ، و يرضِعْنَ من أثدائِهِنَّ، ثم بهدهدن و يُربِّيْنَ و يُرَعْرِعْنَ ثلثَه الباقي في حُجورِهِنَّ و يسهرْنَ لَيلَهُنَّ على راحته. فكيفَ يجوزُ لنا أن(نُساوِي) حقوقَهُنَّ بحقوقِ الآباءِ في حسنِ صحابةِ أبنائِهن و قد جعل اللَّه لهُنَّ مِنْها أنصبةِ الأُسودِ(ثلاثةَ أرباعٍ من السَّبعةِ ملياراتِ نَسَمةً) ؛ و وضع جنة المأوى تحت أقدامهن.لتتمَّ بذلك كلمةُ ربك صدقاً(في القولِ) وعدلاً(في الحكمِ)، حيثُ،،( لا تبديل لكلام الله و لا مُبَدّلَ لحكمه، و هو سريع الحساب) . صدر تحت توقيعي في الأول من ذي الحجة لسنة 1439 هجرياً و أنا بكامل قواي العقلية المعتبرة شرعاً و قانوناً ،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضِ ثَقَافِيةٍ!! (50/200) مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ ( و ما مدى دور العرب في كل ذلك) المنطق الحديث منطقان: رياضي و آخر فلسفي كثيراً ما يقع خلط بينه و بين منطق اللغة عند النحاة العرب كما هو عند غيرهم من . و إذا كان المنطق علم وضع أصوله فلاسفةأغاريق بلفغة يونانية لها رسومها و صفاتها واصطلاحاتها، فمَن إذًا، يُلزِم سواهممن ترك و هنود و فرس و عرب أن ينظروا فيه، و يتخذوا فيه حكمًا لهم وعليهمو قاضيًا بينهم ، ما شهد لهم به سلموا به، و ما أنكره عليهم رفضوه؟! لذا فلا بد للمنطق أن يختلف باختلاف اللغات و قواعد نحوها التي تشبه إلى حد كبير قواعد الحساب و الرياضيات، إذ بينهما أوجه تشابه شكلي(رمزي) ومضموني جديلي(Dialectic). لأن في علوم المنطق بحثٌ دؤوبً عن الأغراض المعقولة و المعاني المدرَكة، وتصفح الخواطر السانحة و السوانح الهاجسة. و الناس في المعقولات سواء، ألا ترى أن واحداً زائداً واحدٍ تساوي اثنتين عند كافة الأمم؟. مع العلم أن علاقة المنطق بالرياضيات لا تزال تشكل مثارَ جدلٍ و اختلافٍ و نقدٍ. *****)))+++(((*****
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(51/200) منطق اللغة..و لغة المنطق عُرِفَ العرب منذ قديم بأنهم مناطقةٌ عظامٌ باعتراف قلة من مؤرِّخي المنطق الذين اطَّلعوا على التراث العربي . وقد ظهرت حديثًا دراسات لغوية ألسُنية هي من صلب علم المنطق.و عادةً ما يكون اطلاعنا عفويًّا على تراثنا وحديثناً على حد سواء و التي تشكو المكتبات العربية من مراجعه وموسوعاته. وللاسف لا يري عطشنا للعلم مطالعات عابرة ل (شذرات من حياض الثقافة) نقرؤها إن هي وقعت في عيوننا ، قراءة سطحية أو بالكاد توثيقية. وليتنا نكتشف إلى أي مدى كان شأن العرب عظيماً و قدرهم مدهشًا . فكم كانت لهم إسهامات تذهب إلى أبعد من عهد أرسطو لتطال آفاقًا لم يَطَلْها أهل الغرب إلا في القرنين الماضيين من تاريخ العلم الحديث. و كثيراً ما تتبرع موسوعات ( ويكيبيديا) غربية بنشر تلك الأمجاد ، فيما يجهلها حفدة من صنعوها و خَلَّفوها.إنها لآلئ معفَّرة بوعثاء الزمن تظل قابعة بانتظارنا لننفض عنها تراب الأنزواء سحيقاً عن أعين الناس، و بالتالي صَقَلها و تنقيحها و إضافتها تيجان فوق رؤوس العلوم الحديثة. فمتى يؤون أواننا لنوقظ هذا التراث من بياتٍ شتوى و نبعثه من مواتٍ سرمدي ، لنقف به ومعه على أرجلنا، و نطاول بأعناقنا عمالقة العصر و لذلك فأنا أهيب بكلِّ طالب علم عربي المعارف الحديثة أن يعود إلى كتب التراث ليجد فيها درراً دفينة، وكنوزاً خزينةً. وما أغنى بلادنا بآثار تليدة و ما أثرى كتبنا بأفكار عذراء تتوق توقاً من يكمل رسالتها فيعيدها سيرتها الأولى عربية أصيلة! من هنا يتبادر سؤال:هل هناك منطق عربي أو سواه!؟ و هل يعني الحديث عنمنطق مجنس كعربي أو أعجمي أن المنطق يمكن أن يلحق نسَبُه إلى قوم بعينهم ، حتى يُنعت بجنسهم؟ أم أننا بصدد علم إنساني عام و بحر بلا شطآن؟! **********(((+++)))**********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(52/200) منطق اللغة...و لغة المنطق فرقٌ بين منطق غربي مادي ككيان جامد و منطق عربي ككائن حي يرزق و يتعايش مع بقية العلوم الإنسانية الأخرى و يتلاقح معها. إذا لم يجد أرسطو منطقة وسطى ما بين الجنة و النار و لا لونَ طيفٍ ما بين الأبيض و الأسود على سطح قوس قزح ، فتلك مسلمةٌ لا يقرها منطق شرقي يتأمل نواميس الحياة بنظرة شمولية كونية فيراها باستفهامات لا تنقضي فينفذبقوة البصيرة إلى قناعات استغرق الغرب سنين ضوئية لفحصها تحت عدسات المجهر. كثيرة هي تلك حقائق و مسلَّمات المتعلقة بفيزياء و طبيعة الأشياء المجردةالتي اصطدمت بحوائط معتقدات ما وراء طبيعية/ميتافيزيقية(####-physic) إذ تُظهِر التجارب دائمًا تناقُضَ ما سَبَقَها.هنا تبرز روحانية الشرقي المعروف بميله لقبول الأمور بظواهرها و احتوائها كما هي، بدون فصامات جدلية. فيما يمكن القول إن الغرب لم يتفوق بالعلم، بقدرما فعل بالتكنولوجيا؛. فتكاد ألا توجد حقيقة علمية مطلقة أكيدة،. حتى مبدأ الذرية ( Atomism) الذي درسناه عرضاً ، فالهنود هم أول من وضعه، وتبعهم الإغريق؛ و هو مبدأ لم يؤيَّد قطعيًّا إلى اليوم، كما رأينا. ودونك نظرية النسبية لأنشتاين و التي يقال إن هنيديا جنبوب أفريقي فندها قريباً والله يضع سره في أضعف خلقه. *******((((+))))******** (35/95)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(53/200) منطق اللغة..و لغة المنطق لكن هذا لا يعني أن الحضارة الغربية لم تستفد من ديالكتيكية التناقض التي وقعت فيها؛ فاستطاع الغربيون إنتاج القنبلة الذرية، على الرغم من عدم استطاعتهم التحقق من صحة قاعدة الذرية نفسها؛ كما استطاعوا استخدام الرياضيات ذلك العلم الموسعوي الخطير في شتى الميادين لخدمة البشرية، على الرغم من عدم استطاعتهم أن يبرهنوا أنه لا يوجد برهان أن 1 + 1 â‰* 2 بالفعل. بل لقد برهنوا على عدم وجود برهان بحد ذاته ، إنما يدحض ذلك التناقض. مختصر القول إن هناك منطقًا جامدًا محليًّا وحيد البعد، و هناك روح المنطق أو (منطق المنطق)، أو بكلمة علمية ما وراء المنطق ( ####-logic ) و هذا ما انفرد به الشرقيون عموماً و العرب/ المسلمون خصوصاً عن غيرهم من الأمم. وهذا الاختلاف هو الاختلاف بين منطق ( العقل المحض) و (منطق الروح)؛ و هو ما يصنع الفرق بين عقلانية الغرب وروحانية الشرق. و العرب، بحكم وسطية وضعهم الجغرافي، جمعوا بين المنطقين (عقلاني و روحاني) و إن كان الأخير لم ييبلغ العليمة بعد؛ وما ذلك إلا لأسباب زمنية فقط ، وهو في الواقع منطق المستقبل،؛ حيث كشف العلم أن للدماغ البشري نصفين: استنباطي استنتاجي و آخر حدسي استقرائي. و الحدس هو ما يربط الواقع بالروح. قد نكتفي بأن الخلاف بين المنطقين هو خلاف بين نظرة اختزالية تحليلية للعلوم، كلٍّ منها على حدة، و بين نظرة شمولية ناموسية إلى كافة العلوم الإنسانية ككل لا يتجزأ و هيكك تركيبي؛ أو قد نفصل أكثر لنقول: إننا بصدد تنوع في المنهجية العلمية التي هي، بدورها، فرع من فروع المنطق؛ بل لقد خلطها أرسطو بالمنطق ذاته. ***************************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(54/200) منطق اللغة.. و لغة المنطق هكذا، بينما سقطتْ عقلانيةُ الغرب المحضة بعلمائه في وحل عجزهم البشري، كذلك طاش بأهل الشرق هيامهم الباطني في لجج التيه. و كلاهما قاصران أمام غور حكمة الله البالغة وسعة علمه اللامتناهي (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَ الأَرْضَ وَ لا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ). لكن العرب باستيعابهم لكلا المبدأين ، في إمكانهم متابعة التفكر في مكوت الله، و التأمل في صفاته العلا من الكمال، فلا يقعوا في مغالطة كُهَّان الكنيسة إبان العصور الوسطى من حيث نبذهم العام الفذ غاليليو و قوله بكروية الأرض فقط، نظراً لعوج في فهمهم القاصر لدين الله . فيكيف لنا أن نفصل محدودية مدركاتنا الأرضية المتناقضة على سرمدية قدر الله الخالق الحي القيوم و القاهر فوق عباده في أرجاء الكون . لقد عكف قدماء الشرق على التبصر في ظواهر هذا الناموس الفسيح ؛ ثم تبعهم الغرببيون بحذق التجارب و براعة التحاليل. فقد كان الشرق مهبطاً لكلَّ الديانات بينما انكب أهل الغرب بالتجريب العلمي المحض. و لا تغرَّنك حزلقة التعقيد و حبك الصياغات، إذ لا علاقة لذلك بصحة المعتَقَد. ربما شتان بين صياغة كتابي (الوجود و الزمن/ لهيدغِّر) و(الوجود و العدم/ لسارتر) مثلاً، و بين بعض نوادر (كليلة و دمنة) لمؤلفه الهندي/ بيدبا و المترجم من البهلوية إلى العربية على يد/عبد الله ابن المقفع ، فقد لا يسعنا إلا الافتتان بالعبقرية التحليلية لدى فلاسفة الغرب. و لكن يظل جهدهم كحرث في عرض البحار، أو كبناء لقصور من عتامير الرمال؛ بينما حكمة ناطقة على لسان أرنب صغير أنيق في بساطته، قد تفوق بحقيقتها المطلقة أعظم الأعمال لعباقرة المنطق. الحكمة و هي ضالة المؤمن ، لا تحتاج إلى جيش من الحجج ليحميها و هيكل من التجارب ليحملها؛ و قد تتفوق البساطة والحدس الثاقب بالقدرة للوصول إلى حقيقة الوجود على كلِّ ما ذهب إليه جان بول سارتر و رفاقه . و يكفي أن هذا الفيلسوف الفرنسي العظيم قد تنصل عن كل ما ذهب إليه معترفا بذلك على فراش موته لعشيقته /سيمون ديبوفوار. **********(((((+++)))))*********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(55/200) منطق اللغة.. و لغة المنطق لنختم هذه المقاربة بين منطقين: رياضي تجريبي و تهويم فلسفي، بأن العرب، على الرغم من فراسة حدسهم و سعة بصائرهم لم يكونوا سذجاً جهلةً بمواهب الاستنباط ، العقلنة و التحليل العلمي. ذلك بدليل وجود عبقري كابن الهيثم في كتابه (في حلِّ شكوك إقليدس). حيث لم يكتفِ بنقض و تسفيه مسلَّمة عبيطة لإقليدس حول تعريف الخطين المتوازيين ، بأنهما الخطان اللذان لا يلتقيان أبداً حتى قيام الساعة بل فندها و كمَّل عجزها. و لما لم يَرُق لعالِمَنا ابنُ الهيثم مثل ذاك التعريف العبثي اللاعلمي، استرسل في دراسات علمية جادة ، حيث قام بتصَويب التعريف و ترويضه بأن جعله (ذا روح رياضية) أكثر. إذ أدخل عليه مفهوم علاقة الحركة بالحيوز المكانية والأمداء الزمانية و خلافها كالاستمرارية و البساطة التي سَبَقَ بها مفاهيم هندسة تفاضل و التكامل و التي شكلت أساس الفيزياء الحديثة. و أخضع ابن الهيثم اللانهاية لمنطق مزيج بين الفلسفي والرياضي هو مبدأ التركيبية Constructivism. و تحدث أيضاًعن حقيقة الوجود الرياضي بمعناه الحديث ، مستخدماً كذلك مبدأ الخوارزميات في إنشاء اللانهاية. فاللانهاية عند ابن الهيثم هي نظام صيرورة ديناميي، بخلاف نظام الخطوط المتناهية الساكن. و لعل هذه الجزئية بالذات هي من أهم و أنجع أساليب المنطق الرياضي الحديث. *****(((+++)))*****
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(56/200) منطق اللغة.. و لغة المنطق قبل أن نذهب بعيداً عن (محور منطق اللغة) بشقيه:المعياري و السماعي، ننوه لوجود تقاطعات جمة بين قواعد النحو و أقيسته مع الفصحى و لا سيما نص كلام الله. مكمن في وجود: 1) خلط واسع بين المنطق العقلي و واقع الاستعمال اللغوي . 2) مسألة اعتماد القياسات السماعية كأنموذج لغوي يحتذى به. و ثمة فارق بين الواقع الأمر و المنطق العقلي المحض، نلحظه في كثير من النظريات. فالعرب كانوا أهل فصاحة و بيان. ذلك إن الله تحدّاهم بأن يأتوا بمثل القرآن او بسورة مثله ، و لا يصح التحدي ، منطقياً ، إلا إذا كانوا أهلاً له مبرزين فيما تُحدّوا به. لكن الواقع و التحقيق العلمي أثبت أن مواعين لغتهم أضيق بكثير من أن تستوعب تماماً كل سياقات آي القرآن العظيم، و هو سر الأعجاز. إذا عرفنا ذلك فهمنا مواقف بعض المذاهب من قصور القياس المنطقي و ذم الفلسفة. فديننا الحنيف دستور شامل يختلف عن الفلسفة اليونانية و منطق أرسطو المبني على العقل المجرد.ينطبق هذا على اللغة العربية و قواعدها وثيقة الترابط مع نسق بناء النص القرآني والذي يتقاطع مع المنطق العقلي بشواهد كثيرة . و سياق القرآن شبيه بنسق الناموس الكوني ، و هذا دليل على أن خالق الأكوان هو نفسه قائل القرآن الكريم و مُحْكِمُ تنزيلَه و هو أحدى صفاته العلا: (وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيْلَاً). و معاذ الله أن ندّعي أن جميع اللغة تُستدرك بالأدلة القياسية. لكن أهم أحكام المقيس عليه:ألاّ يكون شاذاً في الاستعمال مطرّداً في القياس فإن كان كذلك، نعتمد منه ما تواترت على اسعماله العرب: بحيث نجيز منه ما أجازوا و نبطل ما أبطلوا و هو رأي سيبويه . فالمنطق العقلي يفترض نحوياً استعمال عبارات كثيرة ، غير أن الأذن العربية لا تسيغها. فالقياس اللغوي يجيز مثل قولهم أعطاكني و أعطاهوني) ، إلا أنه مستقبح أن تتكلم به العرب.لذلك هجره النحاة لكراهة المتكلم أن يبدأ بالأبعد قبل الأقرب فاللغة ليست هيكلاً هندسياً جامداً. و لو كانت كذلك لتوقفت عن الحياة و خَلَت من الإبداع. مناط الفصاحة على رصانة الاستعمال اللغوي المتواتر و ليس المنطق الرياضي. فهو أدق و أكثر اطراداً و أشمل و أقرب لفهم روح النص القرآني. *******(((+++)))********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(57/200) منطق اللغة.. و لغة المنطق حول مسألة: القياس السماعي تحوم الشكوك في كثير من المادة اللغوية التي جمعها رواة اللغة، فضلاً عن اختلاطها في مستويات لغوية متباينة كالشعر و النثر و اللهجات و القراءات لا يمكن للباحث الاطمئنان إليها من غير تحقيق و دراسة واسعة. فقد كان ذلك سبب بارزاً في انحراف النحو و اضطراب القياس فضلاً عن خلط شقيه العقلي و اللغوي . و قد ذكرت أدلة كثيرة على مدى قصور( كلام العرب)عن (كلام الله) في محكم تنزيله. إن كثرة الألفاظ الجديدة و التراكيب التي جاء بها النصّ القرآني والسنة النبوية لأكبر دليل على اكتساب العربية روحاً جديدية نُفِخت فيه بنزول القرآن الكريم، ناهيك عن الألفاظ و التراكيب التي تغيّرت دلالتها في ضوء الاستعمال القرآني الذي لم يسبق إليها كـ(الغاسق)و (الفلق) وهو القمر. على أن النص الوحيد العربي الموثوق به هو النصّ القرآني. أما غيره فعلى الدارس التثبت منه قبل بناء الأحكام عليه. لذلك أول ما يفسر به النصّ القرآني هو ذات نصّه، ثم السنة المشرفة لقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ)؛ و ذلك على ضوء السياق العام لمصدري الوحي و التشريع، و هما وثيقا الارتباط بنظام العربية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
***((((58/200))))***
منطق اللغة.. و لغة المنطق يعتري منطقنا اللغوي المعاصر خللٌ و عيبٌ فاضحان و يشوبه اضطراب يتجاوز الفكر النقدي عند المتثاقة العرب الذين، إن برعوا بالكلام و أبدعوا فيه، كان في الغالب الأعم: إمأو تقليدا كوقع الحافر على الحافر، أو قصاً ولزقاً بحذافيره عن بنات أفكار غير شريعة، بل منقولة معلبة، عبر ترجمات مباشرة. فإن هم تلقوه من منتجيه و مبدعيه كانوا كحاطب ليل، إذ يتلقفونه بالسنتهم و أقلامهم ؛ فلم يعيروا سلامة منطقه أي اهتمام أو يخضعوه لعقل أو سليقة لغوية. هذه الظاهرة المتفشية في محيطنا العربي بحكم الترجمة والاستيراد الفكري بقوالبه اللغوية الأصيلة يظهر مدى نقص الوعي عند مفكرين و أدباء و كتاب و إعلاميين و ترجمان عرب (و لا أقول مبدعين إطلاقاً) ، بل مستلبين في معظم حالاتهم خلال القرنين الحالي و المنصرم. بالمقارنة ، لا نكاد نجد مبدعاً لاتيني اللسان، يلجأ إلى أطر فكرية خارجة عن بيئته ليعبر عن ذاته و وجدانه و فكره. فإن عرض له ما يخالف منطقه اللغوي من خلال قراءات مترجمة لا تستوفي شروطها البيانية و أنماطها البلاغية، قام بإخضاعه لرقابته الذاتية اللغوية و المرشح الحضاري لديه لكي يكيفه و يطبعه بما ينسجم مع سليقته و فطرته و منظوره الثقافي. فعلى سبيل المثال، عقب قمة للقادة العرب في شرم الشيخ في أكتوبر/2000 ، صرح عمرو موسى، وزير خارجية مصر آنذاك، قائلاً : (إن موقف دولنا من إسرائيل واضح) فقام ترجماننا بنقل كلامه للانجليزية حرفياً كالآتي: " The attitude of the Arab countries towards Israel is clear."و عند نقل الخبر إلى المشاهد الغربي ، قام مراسل (CNN) ، بتصحيح العبارة بشكل عفوي قال: (The Arab countries’ position towards Israel is clear-cut) إذ حكمته سليقة منطقه اللغوي بأن يميز بين مصطلحي(attitude) و(position). أما نحن ، فمن الواضح أن المنطق يخوننا في نواحي كثيرة من استعمالات لغتنا الأم، و بخاصة عندما نترجم؛ رغم أننا كثيراً ما نهلل لكل أجنبي يتفوه بمفردات عربية مكسرة، وكأن تعلم الرطانات أضحى فرض عين على كل ناطق بالضاد،فيما يظل إتقانُ الأعاجم للعربية عصياً كمستحيلة رابعة للغول العنقاء والخل الوفي، ظاهرة تفغر لها ثغور شهود العيان، و يسيل لعابهم لرؤية من يتحدث العربية بشيء من التمكن و البراعة والطلاقة. *********(((+++)))*********
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(59/200) منطق اللغة.. و لغة المنطق ما أهون أن نتلقف كل ما يخالف منطقنا اللغوي ، ركوباً لموجة الحداثة و العولمة اللغوية، سواء في العلم و الاقتصاد السياسة أم في الأداب و الفنون. كم يتباهى بعضنا بغرابة التعبير المستلف واستهلاك المادة اللغوية الأصلية المحلية و اجترارها، في غياب الإبداع الفعلي فيها، فتلقى تلك المادة المستحدثة صدى عند المسامع التي باتت تأنف من عباراتنا المبتذلة و قوالبنا التعبيرية المصبوبة المتحجرة التي توشك تفقد وقعها و تفرغ من مضامينها مع تقادم العصور و تداخل البيئات و المواعين الثقافية و الحضارية. و تكون الحداثة بالاستلاف أشد وقعاً إذا كان من مصادر لغوية أجنبية. إن كان من بعض حسنات الأوضاع المتردية أنها دفعت كثيراً من أبنائنا للهجرة في بلاد الله الواسعة، فمن سوءاتها أن سرقت لسان هؤلاء ليتراطنونا حتى صرنا لو لو سار فيها سليمان بيننا لسار بترجمان، بتعابير مستلفة نقلوها كما وجدوها من مصادرها بقوالب جامدة، أو ترجموهاحرفياً، دونماإخضاع لمنطقنا اللغوي الذي في طريقه إلى أن يُحكَم عليه بالزوال ، فيُهمل حتى يُسقط من ثقب جراب الثقافة. و من أمثلة استلافتنا العمياء من معاجم أجنبية، ما ينم عن عجز فاضح لدى العرب مستغربينا: تعبير كقولهم(قبـــول الآخــر). و هو عنوان كتاب لمفكر عربي نال بفضله منذ سنوات جائزة دولية (نوبلية) تعمل على مبدأ الحصص القومية و الفتات الموسمي. وما هو سوى نقل حرفي للفظ (tolerance). فعلى حد قول مفكرنا الكبير، لم يجد في طول و عرض و عمق بنت عدنان بكل أصولها الفصحى وكافة لهجاتها العامية ، كلمة واحدة لتعبر عن مفهوم إنساني عام يبدو وكأن قاموس الفكر العربي سمعه لأول مرة في عهد خلافة (داعش والغبراء) فلا عبارات ك(الرحابة و لا السماحة و لا سعة الصدر) صادفها أو خطرت بباله أصلاً ، لكي تفي ذاك تلك الفكرة حقها و حوت مضامينها. فراح يبحث في بطون المعاجم الأجنبية و يعصر ما بقي من المادة الرمادية، ليجد ضالته في تعريف إنجليزي للفظ في بيئته اللغوية الأصلية. أفلا يستحق جائزة (نوبل) ود عجبان بن ضهبان على هذا الجهد الرائع والبحث العلمي الباهر؟! (((«« ود الأصيل/ ود الحيشان التلاتة »»)))
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(60/200) ® منطق اللغة و لغة المنطقد€âˆڑ { گل زول عاجبو الصارو}
® واحد ملقوف قال: لامن تسمع السورية تقولك: " بندورة مقليي بالزيت الحار ، لامن تعيشگ في جو (فرخة)محمرة.يلا تعال اسمع الزولة لامن تقول ليگ ابخين لينا (جقاجق). لامن تحسسگ إنو دا وادي وعر في الدركط الأسفل من جهنم. ***********(((and)))*********** ا كتب الحفيان يُعَلِّق قال: والله يا ود الأصيل نحن كلامنا سمح بالحيل وفيه حِنية أخوانا العرب كلامهم ممجوج وكله غنج ودلال مصطنع ® فا قلنالو : بس ياخ، برضو لهيجنا السگري دا فيه منطق لغة لامن عجيب ظاطو.فتأمل معاي مسلن، لامن تسأل حبوبتي: الفطور بي شنو ؟! بتقولك بگل تلقائية و تجرد : بملاح ويگاب { Wake-up}، يعني: أول شيء، صحي النوم يا نايم على حيلك متل الديك فوق حبل الغسيل ، و ودِّع أفرشة النعاس و تثاقل أجفانگ، ثم انهض إلى براحات الگدح الدؤوب، على دروب الكسب الشريف وراء لقمة العيش النظيفة.يعني حبوبة يا حفيان دايرة تستفزگ بالبارد كدا و تقولك: بدل ما تسأل عن الفطور و إنتا لسة تتمردغ لينا كدي ياخي شد الضراع و "قوم على حيلك جيب لك حاجة النتبخا ليك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(61/200) ________________________________________ @ منطقنا اللغوي المعاصر في وجه العسف الفكري والاستلاب الحضاري!! يعتري المنطق اللغوي في العربية المعاصرة خللٌ و عيبٌ فاضحان و يشوبه اضطراب يتجاوز الفكر النقدي عند المتثاقفين العرب ، الذين إن أنتجوا الكلام و أبدعوا فيه نقلوه في الأغلب جملة و تفصيلاً عن نصوص و قراءات أجنبية ، إما من خلال ترجمات مباشرة حرفية أو من خلال نصوص مترجمة جاهزة. فإن تلقوه من منتجيه و مبدعيه كانوا كحاطب ليل ، إذ يتلقفونه و لم يعيروا سلامة منطقه أي اهتمام و لم يخضعوه للملكة والسليقة اللغوية. و هذه الظاهرة المتفشية في العربية المعاصرة بحكم الترجمة و الاستيراد الفكري بقوالبه اللغوية الأصيلة يظهر مدى نقص الوعي عند مفكرين و أدباء و كتاب وإعلاميين و ترجمان عرب(و لا أقول مبدعين إطلاقاً) ، بل مستلبين في معظم حالاتهم خلال القرنين العشرين و الحادي و العشرين. # بالمقارنة ، لا نكاد نجد مبدعاً لاتيني اللسان، يلجأ إلى أطر فكرية خارجة عن بيئته ليعبر عن ذاته و وجدانه و فكره. فإن عرض له ما يخالف منطقه اللغوي من خلال قراءات مترجمة لا تستوفي شروطها البيانية و أنماطها البلاغية، قام بإخضاعه لرقابته الذاتية اللغوية و المرشح الحضاري لديه لكي يكيفه و يطبعه بما ينسجم مع سليقته و فطرته و منظوره الثقافي. فعلى سبيل المثال، عقب قمة وزراء الخارجية العرب في شرم الشيخ في أكتوبر/2000 ، صرح عمرو موسى ، وزير الخارجية المصري آنذاك ، قائلاً: "إن موقف الدول العربية من إسرائيل واضح" فقام الترجمان العربي بنقل كلامه حرفياً إلى الإنجليزية كالآتي: -" The attitude of the Arab countries towards Israel is clear."
# و عند نقل الخبر إلى المشاهد الغربي ، قام مراسل (CNN) ، بتصحيح الجملة بشكل عفوي و بديهي كالآتي:The Arab countries’ position towards Israel is clear-cut"فقد حكم عليه منطقه اللغوي و سليقته الفكرية بأن يميز بين استعمال لك من مصطلحي (attitude) و (position) .
# أما نحن ، فمن الواضح أن المنطق يخوننا في نواحي كثيرة من استعمالات لغتنا الأم ، و بخاصة المترجم منها، رغم أننا كثيراً ما نهلل لكل أجنبي يتفوه بمفردات عربية مكسرة، وكأن تعلم الرطانات أضحى فرض عين على كل ناطق بالضاد ، فيما إتقانُ الأعاجم للعربية مستحيلة رابعة للغول العنقاءو الخل الوفي ، ظاهرة تفغر لها ثغور شهود العيان، و يسيل لعابهم لرؤية من يتحدث العربية بشيء من التمكن و البراعة والطلاقة.
# و يعزون كل ما يخالف المنطق اللغوي إلى التجديد والحداثة و العولمة اللغوية ، سواء أكان ذلك في المجالات العامة و السياسة الإعلامية، أم في العلم و الأدب و الشعر و الفنون. وقد يوفق الكاتب أحياناً لغرابة التعبير المستلف واستهلاك المادة اللغوية الأصلية المحلية و اجترارها في غياب الإبداع الفعلي فيها، فتلقى تلك المادة الجديدة صدى عند المسامع التي باتت تأنف من العبارات المبتذلة و القوالب المصبوبة ، و تمل من الكلمات المتحجرة التي تكاد تفقد وقعها و تفرغ من مضامينها مع تقادم العصور و تداخل البيئات و المناظير الثقافية و الحضارية. ويكون التجديد من خلال الاستلاف أشد وقعاً إذا كان من مصادر لغوية جديدة لم يعهدها العرب كالروسية و اليابانية والصينية و لغات أوربا الشرقية سابقاً.
إن من حسنات الأوضاع المتردية أنها أجبرت بعض أبنائنا على الهجرة المؤقتة أو للأسف الدائمةإلى بلدان العالم ، فرطن هؤلاء بلغات أجنبية نوّعت مصادر الاقتباس و وسعت المواعين الفكرية ، وأحدثت تجديداً طبيعياً لغرابة و طرافة التعابير المستلفة وجدّتها. و ما يؤخذ منها اليوم لم تألفه العربية بعدُ بقوالبه الجامدة و ترجمته الحرفية المباشرة، و ما يزال له طرافته ووقعه الجميل في النفس، إلى أن تتكشف مصادره و يكثر اجتراره و يتم إخضاعه للمنطق اللغوي، فإما أن يكتب له القبول والبقاء أو يحكم عليه بالزوال ، فيُهمل ويُسقط من ثقب جراب الثقافة.
# و من الأمثلة على الاستلاف من المصادر المعجمية الأجنبية التعريفية لعجز فاضح عند العرب والمستعربين تعبير كقولهم" قبـــول الآخــر" و عليك أن تنطق بها بصوت جهوري و تشدد أواخرها و كأنك مصاب بإمساك ، حتى تستسيغها وتروق لك موستقها و يحلو لك جرسها. و هو عنوان كتاب لمفكر عربي نال به منذ سنوات جائزة دولية من الأمم المتحدة التي تعمل على مبدأ الحصص القومية والفتات الموسمي . وما هو سوى نقل حرفي للفظ (tolerance). فعلى حد قول مفكرنا الكبير، لم يجد في طول و عرض وعمق بنت عدنان التي تتجاوز مفرداتها سبعين ألف مادة باستثناء مشتقاتها و لا في لهجاتها العامية ، كلمة واحدة تعبر عن اللفظ الإنجليزي و المفهوم الإنساني العام الذي يبدو وكأنه قد دخل الفكر العربي لأول مرة منذ نشأة المجتمع العربي الأول. فلا عبارات "الرحابة و لا السماحة و لا سعة الصدر"، وفّت على حد قوله - إن خطرت بباله أصلاً - ذاك المفهوم حقه و حوت مضامينه الفلسفية و الفكرية.. فراح يبحث في بطون المعاجم الأجنبية ، و يعصر ما بقي من المادة الرمادية، ليجد ضالته في تعريف إنجليزي للفظ في بيئته اللغوية الأصلية. أفلا يستحق جائزة نوبل و نوفل ود عجان بن نعسان على هذا الجهد الرائع والبحث العلمي الباهر؟ ! و لنا عودة بمشيئة الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(62/200) مفكرون عرب هنالك صنفٌ من المتفاكرين العربان (ممن قد تخطئ إذا جئت في استفهامهم بمنِ)، نهضوا ذات صباح متثاقلين ليتخذوا من التفكير مهنة و لقباً لمن لا مهنة و لا لقب له ، فهم مفكرون و من سواهم متحجرٌ ، يؤسسون لهذا( laying the foundation for) ) المفهوم وتلك المنهجية. و ما يؤسسون إلا خراباً لغويا و اعوجاجاً منطقياً و بلبلة ًفكرية ً، بل واختلالاً ثقافياً و جعجعةً كلامية بلا طحينٍ يُذكرُ و بلا مسحة إبداع . ثم إنهم يوظفون (employing) هذه النظرية لذاك النهج و هو اصطلاح شاع في أوساط النخب بمن فيهم فقهاء اللغة، علماً بأن التوظيف لغةً و اصطلاحاً هو إسناد العمل إلى عامله ، ثم اتسع ليعني الاستثمار في كل أمر و لكل من هب و دب. ولا شك أن التجديد من سنن الفطرةوظاهرة صحية في التفاعل مع مسيرة الحياة ومواكبتها بوسائل تعبيرية مبتكرة. ولكن العيب في الابتكار الذي يستمد حداثته و رونقه من قوالب لغوية أجنبية ، تتبلور بدعها من خلال تفاعلات مع نصوص دخيلة لا تمت إلى واقع العروبة و ماعونها الحضاري بأية صلة ولا تتأتى بأشكالها المختلفة إلا بمقدار قدرة أولئك المتفاكرينعلى الترجمة. وما على وسائل الإعلام سوى أن تكررها كما الأبواق حتى تصبح معياراً وقالباً صلباً لتسكب ثم تسبك عليه ذخائر العوام من متلقين و طلاب علم، فيكثر اللغو واللغط ثم يكبر الغلط. # و ذاك مفكر نشمي يطبق مفهوم الشمولية فيصدح بكلامٍ فارغٍ وفاضفاضٍ عن المشاهد و المشاهدة و المواطن والمواطنة كما عن الأنتاج والانتاجية مثلاً، و يكثر من التأتأة و البأبأة و الترنح اللغوي اللذيمن شانه أن يصرفَ السامع عن فحوى الكلام و مغزاه ، تيمناً بطريقة الفرنجة في التحدث. و قد نعذر في ذلك "مفكراً" مفارقاً لجماعته وممعناً بجهله في الانبطاح الثقافي و الاستلاب الحضاري ، فهو يعيش في بلد أجنبي. أما أن نبتلى بذلك من صناع الأدب و الترجمة والإعلام والقيمين على شؤون بنت عدنان في مجامعها ، حتى يتشبهوا بالأساليب الإنشائية اللاتينية، فهذا أمر مخجل ومعيب جداً و لا عذر فيه ولا معذرة، ولا مبرر له ولا تبرير ، ناهيك عن خرقه لمبدأ الإيجازالذي تقوم عليه اللغات الحية كافة. كحد أدنى للرصانة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(63/200) @ فلقد تجنت باحثة أعجميةٌ سويدية المنبت مؤخراً على ركاكة أساليب انشائنا العربي في معرض تقويمها لأعمال نجيب محفوظ ، مدعية أن الكتاب العرب يعتمدون عطف التكافؤ في تداعي الأفكار و ربط الجمل وإحكامها . و قامت بتحليل اللغة العربية من منظور أجنبي و من خلال ترجمات حرفية عوراء رعناء في لاتينيتهم، فأخذت علينا الإكثار من حروف العطف ، فلم تدرك طبيعة التعاطف الإنشائي في اللغة العربية، وطرائق ترابط الجمل و تماسكها، و أن لتلك الحروف وظائف لا تنحصر في ما يسمونه بالإنجليزية (coordination). والتزام المترجمين من العربية إلى اللغات الأخرى بحرفية الأدوات، دون وعي و مراعاة لمدلولات تلك الأدوات يعطى القارئ - كما فُعِلَ بتلك المتجنية-انطباعاً بأن لغتنا متخلفة بمقاييس الإنشاء اللاتيني تحديداً. فتهافت كتّاب وباحثون عرب لتبني وتطبيق نظرية أجنبية لم تر من العربية إلا أذن البعير، بل ذيله.وخطأ فادح أن نطبق قواعد ضبط الإنشاء اللاتينية على اللغة العربية ، لاسيما قاعدةالابتداء بـ (and). و من الطريف أن تلك البرامج تظهر آيات القرآن وغيرها من النصوص المقدسة والتراثالأدبي بأنها خطأ لغوي. فهنيئاً لقوم استرسلوا في الاستيراد والاتجار بلسان أمهاتهم. فقد ضنّوا على أنفسهم حتى بهويتهم و لم يطالوا ذيل التقدم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(64/200) شعر ركيك # عندما قال ذاك الشاعر الملقوف: "ذهب عميقاً في دمي" ! استيقظ الحس الوطني والحمية القومية والسليقة اللغوية عند العرب كلهم من المحيط إلى الخليج، فتقبلوا ذاك التعبير الركيك الذي يخلو من الفصاحة والبلاغة وأخذوه عن صاحب "ريتا" دون اعتراض . و لم يجرؤ أحد في بلاد صاغرة ذليلة مستلبة أن يقف عند هذا التعبيرويحلله بشيء من الفطرة اللغوية. وصارت القصيدة أغنية ونشيداً له رذمه و إيقاعه. وفي الواقع فإن هذه الصورة ليست سوى ترجمة حرفية للتعبير الإنجليزي (go or run deep in my blood) لا يدركه إلا من يعرف مصادر الكلم. قبل تلك القصيدة كان الشيء يتوغل في الدم ويتأصل في النَّفْسِ، ويخرج في كل نَفَس.ثم صار يذهب عميقاً في لزوجة الدم فيغرق فيه ولا يجد أساً أو أساساً لغوياً لذلك فيذهب دَرَجَ الرياح ، ودون رجعة، أو يكاد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(65/200) وها هو ذا شاعر ألقف من سابقه ينشد "في بلادي ، وهي الفقيرة مثل أجنحة القطا " فتصفق له الجموع وتميد القاعة بالصراخ، فكأنما ألقى عليهم ساحرٌ أساور من أيوان كسرى، لما غشيهم من فصاحة لسان و بديع تصوير فأخذتهم نشوة ألفاظ مشتتة لا تشي بشيء إذا ما صهرت بنار التحليل النقدي والتدقيق اللغوي. ثم يسارع المراسلون والصحفيون ، ويتهافت المتهافتون ، ويتملق المتملقون ، ويداهن المداهنون ، ويدافع المتدافعون إلى الإخبار عن ردودالأفعال ، وهو في الواقع فعل واحد بسيط يفتقر إلى المنطق السوي. ولا شك أن للشاعر ما ليس لغيره من الحقوق والجوازات ووثائق السفر التي يخرق بها قوانين اللغة و يعبث بعذرية سليقةاللسان و ينط حواجز البيان ، حين يقول" وطني حقيبة، وطائرة، وزورق ، وأغنية سليبة ، وعصفور كسيح، وسيجارةٌ عاشقةٌ بلا عقب، و لاجئ بلا هوية ، وفندق في البندقية، و فنجان قهوة في الأزبكية ، وطني حقيبة و شمسية، و جواز سفر..." إلى ما هنالك من صفاقة بلاغية واستجداء عاطفي، عله يحدث أثراً في نفس القارئ ، وذلك من خلال استخدام التشبيه والاستعارة والمجاز وغيرها من الأساليب البيانية والبديعية. ولكن هل سأل أحدنا كيف تكون أجنحة القطا فقيرة قبل أن ينتشي في سكرته ويغيب في غيبوبته؟ وكيف تكون البلاد فقيرة مثلها؟ ثم كيف يستقيم التشبيه بين البلاد الفقيرة والأجنحة الفقيرة؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(70/200) ترجمات رعناء
ترجمات رعناء نحن هنا لا نشق غباراً لشاعر فحل أو ناثر فذ ، فهو حر فيما يكتب و يهرطق. بل نتساءل عن حال السامع أو القارئ الذييتلقى الكلام كما الخردة من الأسافين والبراغي ، وهي تدق في نعشه قبل أن يتفاعل معهاتحت حالة من الخدر الدماغي ، دون أن يسأل نفسه لماذا؟ وهنا العيب الأكبر. فلطالما سمعنافي مجالات كثيرة تعابير تفتقر إلى المنطق يرددها المرددون بل يتنطعون ويتعنتون في استعمالها حمقاً وجهلاً وصلفاً وكبرياء، فيتلقفها الجاهل وكأن الدر يخرج من أحشائهم. ومنها ردود الأفعال التي تخالف قوانينالطبيعة ومنطق اللغة. إذ أن لكل فعل رد فعل أو ردود فعل متباينة. فإن أطلقنا هذا القانونعلى أمور أخرى شتى من الحياة لوجدنا أن هناك رد فعل وردود فعل، نحو قولهم: كان للعربردودُ فعلٍ مختلفةٌ تجاه إعدام الرئيسِ العراقي السابقِ صدام حسين. فالإعدام فعل واحدومواقفُ الناس منه المتعددةُ هي ردود عليه. وقد يختلط الأمر على معظمهم ظناً منهم أنرد الفعل هو فعل الرد( أي تكرار لفعل عين الفعلِ ) وهذا بالطبع خلط غير مقصود وخطأ شائع.بل هو كما عرضنا في موضع آخر ، ترجمة سيئة مغلوطة للفظ الإنجليزي(reactions) لعدم دراية المترجم بشروط الاشتقاق في لغة أجنبية وما يقابلها من شروط في لغتنا الأم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(71/200) كذلك، شاع مؤخرأ|استعمال التعبير (عدد الضحايا مرشح للارتفاع). و يتكرر على ألسن المراسلين والمذيعينوالصحفيين وغيرهم من إعلاميين وسياسيين. و لو نظرنا إلى معنى (رَشَّح) لوجدنا الآتي:رَشَّحَ يُرَشِّحُ تَرْشِيحاًفلاناً : رَبَّاه ونَمَّاه؛ نحو رَشَّح الوالدُ وَلَده، يفيد الخير. ورشَحَّهٌ للشيْءِ:أَهَّلَه له وأعدَّه؛ ورشَّح فلاناً لوظيفةٍ ما: زكَّاه لها بمعني؛ ورشّحت الأمُ ولدَها: عوَّدته المشيَ ؛ ورشّحَ السَّائلَ : فَصلَ الأجسامَ العالقةَ فيه باستخدام مادة مسامِّيةتسمح للسائل بالنفاذ خلالها محتجزة الأجسام الصلبة.فكيف يمكن للعدد الضحايا أن يكونمُرَشَّحاً للارتفاع؟ فكأن ذاك المراسل اختطف معنى "انتخب" بمعنى((short-listing))،دون أن ينظر في مضامينه الإيجابية. و لعل الأمر اختلط على أول من استعمله بين"مرجح" و"مرشح" في حالة تعرف في الإنجليزية بـ(malapropism).
فذهب مثلاً يحتذى به. أو لعلها مجرد فزلقة منخاحبها.كما يشيع في العربية المعاصرةكذلك مصطلح (اللغة الكونية)، وهو ترجمـة عوراء للمصطلح الإنجليـزي(universal language)، بدلاً من اللغة العالمية مثلاً، نحو: الإسبرانتو لغة كونية. ولم يسألناقل المصطلح إلى العربية فيما إذا كانت هذه اللغة الكونية ستستعمل لمخاطبة أهل المريخ أو كوكب آخر في مجرّة أخرى. بل راح يردده بكل فخر وثقة واعتزاز و حماقة، ودون رقيب ذاتيأ و خارجي في مؤسسات ومنظمات على قدر من الإدعاء برفعة المستويات ورقيها، وفي وسائل إعلام أخذت على عاتقها مسؤولية تثقيف الناس وتسييسهم و قولبة أدمغتهم، فأصابها العنت والصلف والغرور، فراح بعضهم يتمرد على المشاهدين وي ستهزئ بهم و يتمادى في طغيانه وفرض منهجه و نظرته عليهم. وهذا من أدبيات الذين ينادون بالتخلص من العَسْف والظلم والاستبداد.فهل يعقل أن تكون هناك لغة كونية؟فالإسبرانتو أو(lingua-franca) لغة أممية غايتها توحيد وسيلة التواصل بين مجاميع بشرية في الأرض وليس مع معشر الجن أو العفاريت في ناموس الكون بأسره. ولطالما كان شعار ومشروع المروجين لتلك اللغة الموضوعة المصطنعة هو (عولمة الأنجلوأمركانية)فتـتأتى للقارئ الدلالة بأن القصد ليس الكون بل العالم. ومن هذا القبيل القرية الكونية نقلاً مغلوطاً للتعبير الإنجليزي (global village). وينسحب على هذه العبارة الكلام السابق نفسه، فاللفظ (global) مشتق من(globe) و هو الكرة الأرضية، لا الكونية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(73/200) @ ولعل منه كذلك التعبير الذي يترددا ليوم كثيراً لدى رجالات الإعلام والترجمة، وهو "التقدم إلى الأمام"، ترجمة ركيكة لـ move forward. ويكمن الخلل المنطقي في هذه الترجمة العوراء في ضعفها و إطنابها اللفظي القبيح ،حيث إن التقدم لا يكون بداهةً، إلا باتجاه واحد وهوالأمام. أم أنه حشو غير مفيد وتنطع في إيضاح ماهو بدهي؟ ثم سق على ذلك من الأمثلة الكثيرة ما يصيبك حتما بتليف في طبلة أذينك الأيسر ومغص شديد تحت السرة. فكلما نطق هؤلاء بمثل تلك الترهات، كلما ثبت قطعاً أن هناك تشوهاً عقلياً مزمناً لا يقبل الجدل في لغتنا المعاصرة.
# و يُعزى ذلك، في جانب كبير من النشاط المعرفي ، إلى أمرين متداخلين ومتشابكين لا يمكن فصلهما إلا بتدخل جراحي مضمون الفشل: الأول، هو نظم تصنيف المفاهيم عند الفرد وا لمجتمع، في معاجم ثنائية فكرية ، أي في ذاكرة الإنسان، وفي المعاجم المادية ، أي المطبوعة في الكتب و غيرها من الوسائل المدركة بالحس. فالإنسان الذي يتعلم لغة أخرى يصنف المفاهيم في ذاكرته يحسب مصادرها اللغوية الأجنبية فيقابل ويطابق تبعاً لذلك. و ينحصر الأمر في أغلبه في المعاني المعجمية للكلام. ويعزز عمليةَ المقابلةِ والمطابقة المعاجمُ الثنائيةُ التي يعتمدها المرء للتحقق من معاني المفردات، و التي تضع المعاني في قوالب جامدة لا محيد عنها. و هذا الأمر يصيب نظم التصنيف بالخلل والاضطراب. فلو عدنا إلى المصطلح (universal) لوجدنا الخلل في مطابقته بالكوني لعدم تجاوزه إلى السياق العام. و هذه علة مستفحلة كأحد أسباب التخلف المعرفي و الفكري والحضاري والتقني عند الشعوب المتخلفة و (المستنمية أو الزاحفة على طريق التنمية).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(74/200) @ و الأمر المثير الثاني هو علل الترجمات. فقد أصبحت الترجمة وهي كما لاصحافة تماماً ، مهنة من لا مهتةَ له، اصبحت عند كثير من المتستبطين العرب منهجاً و إطاراً فكرياً مشهماً و مصدراً عقيماً لهبوط الإبداع و ضحالة المادة المستقاة. فقلما تجد من يجدد من واقع بيئته العربية الراهنة. فهناك طائفة تستقي مناهجها الفكرية و رموزها اللغوية من تراث قديم فتحسبها ما تزال في قرونها الحجرية؛ و طائفة تتلقف المعارف بحرفية لغاتها الأجنبية من ملازم مقصوصة ثم ملزوقة ، أو من خلال بعض مطالعاتنا الفردية المتعجلة لبحوث مبتورة . والأغرب في ذلك ظهورحملة مسعورة لتحديث المناهج و إمعان في تغريبها كتركة متوارثة عن الاستدمار( وليس الاستعمار)الغربي، لا سيما مناهج منذ مطلع القرن العشرين، والمصممة بالدرجة الأولى لتمكين الأثرياء والنخب الاجتماعية والطغم الاقطاعية من السيطرة على مقدرات الأمة على حساب الوطن والمواطنين والانتماء — فتجدها تترجم ما حفظته و أودعته بواطن الذاكرة بشكل تلقائي يتراءى في الكتابات المختلفة و في التعابير المقتبسة من تلك المصادر. و هذا الانفصام الفكري و عملياته الإخصائية المشوهة عند العربيتسبب في نقل تراكيب تخالف المنطق اللغوي، دون و عيو إدراك لأبعادها الحضارية وانعكاساتها السلبية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
79/200ت ماس لغوي بين الفصحى و لغات أفريقية معظم الدراسات في مجال التماس اللغوي تركز على أثر الفصحى على اللغات الأفريقية و ليس العكس. فمن هنا تبرز خصوبة هذا الحقل البحثي، في ما يعرف بعملية توظيف الألفاظ و التراكيب و الصيغ لمهام نحوية خادمة لأغراض اللغة المستلف منها و المستلف لها بنسب و تناسب. يلي ذلك عملية إعادة تحليل هذه الكلمات بنيوياً ( re –analysis ) على ضوء وظائفها النحوية الجديدة ، إذ لابد في هذه الحالة للمفردات أن تنحرف بزواياً متفاوتة عن مساراتها القاموسية المألوفة سابقاً. يمكن ملاحظة وجود هذه الظاهرة في لغات أفريقية، خاصة فيما يتعلق بكلمة (قاعد) موجود ( be there ) للتعبير عن كينونة مستمرة( progressive aspect ففي لغة كيرا (تشادية) مثلاً تقوم ( قاعد) نفس المقام النحوي لعبارة (آق أي : قاعد) في النوبية . و كذلك الحال في لغتي الفلفادي ( الفولانية ) والهوسا ،حيث: - هو موجود O don و(هو موجود يأكل ، أي في حالة أكل O don nyaama هنا تجب ملاحظة أن فكرتي التواجد والجلوس لهما خواص دلالية مشتركة. فتواجد الشخص في مكان ما يفترض كونه قاعداً، أي في وضع محايد بين الوقوف المهيئ للحركة و الرقاد الملازم ل لنوم. ففي اللغة السواحلية يعبر عن الجلوس و السكنى بذات المع نى بعبارة"ka" كما في قولهم: - جالس على الكرسي ninaka kitini - ساكن في المدينة ninaka mjini
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(80/200) و لنستفيض في ترجمة ( آق) النوبية وكذلك بقية التعابير المماثلة واستعمالاتها نحوياً في العامية السودانية للتعبير عن الديمومة أيضاً، فهذه ظاهرة تعرف في دراسات فقه اللغة الاجتماعي( sociolinguistics ) بالترجمات المستلفة ( Loan-translations) ، و هي أن تستنبط الأفكار من ( ثقافة ) لغة ما ويعبر عنها بلغة مغايرة ، فهي أقرب ما تكون لترجمة حرفية بوقع الحافر على الحافر. و أما الاتجاه السائد في معظم الحالات فهو أن يفكر الإنسان بلسان حال (أمه) بينما يصوغ أفكاره في قوالب جاهزة بلغة ثانية مستعارة. و قد لا يحدث العكس إلا نادراً جداً، لأن المتعلم المبتدئ للغة ثانية عادةً ما يلجأ إلى ترجمة أفكاره من لغة يجيدها قومه بصيغ و تراكيب مكسرة تحمل بصمة جينية رضعها مع حليب من ثدي أمه. و قليلاً ما تستقيم تلك التراكيب في قواعد اللغة الثانية المكتسبة. وتلك شفرة تفسر مدى عصيان اللغة الأم على الاندثار بقدرما يكون ثراؤها الحضاري. فعليه يمكن أن نسمع عبارة ( قاعد يتكلم ساكت) نقلاً عن النوبية. و كذلك (قاعد أجوع = كثير الجوع) نقلاً عن الفولانية ( mi nanai weolo ) أو السواحلية(ninasikia njaa). وعندنا مثلها (قاع أورد= لمن يشتد به حمو الوردة). ثم قس عليها مثلاً، عبارة(Abul Hag and Sons For Good Snuff ) كترجمة ركيكة و غير موفقة للافتة كتب عليها(عبد الحق وأولاده لود عماري الجيد) ؛ هذا إن كان هنالك سعوطاً جيداً من أساسه، و إلا فلماذا يانفه و يعافه (الجداد) و هو يقبل على كل شيء و يلقط الحب و العذرة ؛عموماً (معذرة) لكل من ابتلي بتعاطيه حتى يتوب الله عليه) و هذا ليس موضوعنا. فعليه يمكن القول بأن عاميتنا التي نتحدثها اليوم ناشئة أصلاً و متطورة في بلاد النوبة فالسؤال الكبير يطل برأسه من هاهنا : كيف حدث أن تنوقلت و انتشرت هذه اللهجة وعمت بدو السودان وحضره حتى وصلت بقاعاً وأصقاعاً لم تطأها قدم رطاني نوبي أو كنزي قط؟!!! الدراسة التي بين يدينا تفتح آفاقاً واسعة، ليس فقط لخبراء اللسانيات المعنيين بقضايا هوية لهجتنا عربية المنبت، بل لكل مؤرخ مهتم بموضوع دخول وانتشار العرب أنفسهم في السودان. وهذ ما لم يشأ أحدٌ بعد أن يتطرق إليه كي نضعه تحت المجهر.نكتفي بهذا القدر، ريثما نعود لنواصل، راجين تعميم الفائدة ..............................................................
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(81/200) إننا نسعى إلى دراسة ظاهرة أعمق من اقتراض المفردات ، ألا وهي ظاهرة التداخل اللغوي على المستوى التركيبي Syntactical level واللغتان المتداخلتان هنا :العربية والنوبية و هما تلتقيان في انتمائهما لغوياً في الجذور البعيدة إلى قبيلة الأفريقانية السامية ( afro- asiatic family ) ، ولكنهما لغتان بعيدتان من حيث الفرع المنتمية إليه كل منهما. و أما التداخل و الاستلاف على مستوى المفردات فأمر مألوف ولا غبار عليه بين لغات تنتمي إلى أصول لغوية مختلفة ، ,أما التداخل على مستوى التراكيب فهو الذي يصعب الجزم به خاصة في لغة كالعربية تعددت لهجاتها وتعددت البيئات الاجتماعية التي تفاعلت معها في الاطارين الزماني والمكاني مما يجعل تعليل ظاهرة لغوية بعامل واحد بعينه من المجازفات العلمية ، ومن باب تعليل أمر كهذا أذكر خاصيتين لغوتين تسنت لي فرصة ملاحظتهما :أولاً مخرج القاف الذي نقلبه غيناً ( استقلال، استغلال- رقيبة ، رغيبة ) حتى لدى تحدثنا بالفصحى. والمتتبع يجد الظاهرة ذاتها تقع في بعض قرى بلاد الشام مع فارق أن القاف تصير غيناً في دارجتهم اليومية لا الفصيحة . فيقولون ( مش غادر ) بدل ( لست قادرا) . أمام هذا يصعب أن نفترض أن اللهجة السودانية استعارت من واحدة من اللغات الافريقية المجاورة هذا الابدال للقاف بالغين . و مثل هذه الحالة قد تسعفنا في متابعة الهجرات اللهجية العربية وانشاء اطلس لهجي تاريخي.
# و أما الخاصية الثانية فهي استعمالات ( قاعد) المستعارة من النوبية وإذا استعنا باللاتينية سنخرج بخلاصتها قد تزيل الغرابة من دلالات هذه الكلمة في مثل قولهم: 1/قاعد يصلي بالناس. و 2/ كان قاعد يلعب معنا كرة القدم . و من الطريف أن نجد دلالات مماثلة واردة في لهجات عربية أخرى كالمصرية و الشامية عموماً و يشير ألن كي Alan Kaye الى استخدام ( قاعد) على انها فعل مساعد يستعمل للاستمرار Continue to ga id + timpf في عربية نيجيريا ( Dictionary of Nigerian Arabic, 1982 ) فهل يعني هذا تأثر باللغات الافريقية المجاورة لعربية نيجيريا ؟ أم أنه ، بالعكس ، إنما هو امتداد للهجة السودانية باتجاه مجاهل القارة السمراء ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَنْطقٌ اللُّغةَِ ولُغَةُ المَنْطِقِ (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(82/200) إن من الملاحظ أن اللهجات العربية قد استعانت بصيغة اسم الفاعل (قاعد) للدلالة على الاستمرارية وسخرته كفعل مساعد . وا سم الفاعل من الصيغ الخلافية في كفاءته الزمنية ، وهو ما اسماه الكوفيون بالفعل الدائم . الذي نود الخلوص إليه من هذه الأمثلة هو أن تاثير النوبية في مفردات العربية ، أمر لا شك فيه وهذا يشبه حال عدد من اللهجات على مستوى المفردات . اما على مستوى التراكيب فأرى الأمر مختلفاً، و يعزز هذا الشعور عندي تلك الملابسات التي رافقت تعريب منطقة النوبة ، موطن المملكة النصرانية المتماسكة إلى حد كبير ، والتي أدى تماسكها إلى عقد معاهدة تنص في احد بنودها على عدم السماح للعرب بالإقامة في بلاد النوبة ،إلا ظاعنين غير مقيمين وعدم السماح للنوبيين بالإقامة في بلاد المسلمين-عرب الشمال- إلا ناشغين غير مقيمين . فهل يمكن ان نتصور أن لهجة عربية قد مرت الى بلاد جنوب النوبة وشرقها قبل ان تمر بالنوبة ذاتها في فترة استعصائها على التعريب؟ الذي يدفع نحوهذا التصور ، أن الاستعمال موجود في بلاد الشام وهي بعيدة عن احتمال التأثر بالنوبية . والطريف أن لهجات بلاد الشام تستخدم ( ما ) بالدلالة السودانية ذاتها فعندما تطلب من ضيفك أن يشرب كاسا ثالتة أو رابعة من الشاي وهو غير راغب في المزيد ، تسمعه يقول (ما تشرب يا أخي) أي هلا شربت المزيد! فيرد الضيف: ياخي ما شربنا، أي : قد شربت و اكتفيت ، و هذا يقود إى استبعاد تأثر لهجات بلاد الشام بالنوبية ، و يعزز افتراض هجرة بعض اللهجات العربية الى الشام والسودان .يبقى أمر التاثير والتأثر بين لغتين من الأمور التي يصعب ا لجزم بنسبتها إلى أيهما . و لا شك أن محاولات الباحثين فيها جهد واجتهاد ينم عن قدرة علمية متميزة ، ولكنها لا تعدو كونها واققعة في دائرة الاجتهاد بل الظن والتخمين. ...و لنا عودة ، بمشيئة الله...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تراجمُ نادرةٌ في قاموس دوزنة الحروف بروعة (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(89)كانت تلك مأساة عبقري يرويها عمل مسرحي رومانسي مرتجل قبل نصف قرن. و حين يرفس المحلق حبه القديم /تاجوج بعيداً عنه والناس ينفجرون ضحكاً ، كان حزن هائل يعتصرنا تجاه مصير العاشقين . و مثله كان شعور آخر يقلقنا و نحن ننظر إلى بلدنا متل جمل جريح و ( شايل السقى وعطشان) و في جنباته أمة يأكلها الزمان؛ ثم نفاجأ بعالم متوحش كان يرى بين أيدينا قصعة حليب ساخن و لكنهم بدلاً من أن يتداعوا إليها ليشاركونا تذوقها طازجةً ، إنما إذا بهم يصرون على رفسها من بين أيدينا ليريقوها أمام دهشتنا جميعاً. فهل يحق لنا أن نضحك من شر بلوانا؟ أم علينا أن نختزن أنين الألم و نجتر الأسى، لضيق وشظف يغتالنا وعنف و كراهية تضرب بأطنابها أكباد الإبل، لتفرق كل ما التأم و تقطع كل ما وصل بين النفوس. ****************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تراجمُ نادرةٌ في قاموس دوزنة الحروف بروعة (Re: دفع الله ود الأصيل)
|
(90) و لا ننسى أن بيننا رؤوس شياطين زرقً، كلما حمي الوطيس و التقى الجمعان قاموا يهرولون ،يطلبون النجدة و الفزع ( يا أبو مروة). و لكن ليتهم يقفزون في الظلام ليغوروا مرة و إلى الأبد حتى ينساهم الناس ويسلخهم التاريخ من أضابير أرشيفه. و لكنهم حمقى وهم يسدون عين الشمس بصورهم ملصقة على جدر بطائنها خيبة و ظاهرها من قبله خراب، حتى يروا الشعب يبصق على وجوههم ليل نهار، بينما دفة التاريخ تديرها الأنانية و الضغائن ليس إلا. فترى الجيوش تجرجر ملايين البشر إلى المحارق والمزابل، ليطحن بعضهم بعضاً بماكنة حقد عشواء هائلة . بيد أن الزمان منذ عهد سيدنا نوح (عليه السلام) لم يشهد قط جيشين عقد بينهما قران حب مطلقاً؛ و إنما يصنع التاريخ النضال، و حدود الممالك إنما ترسمها سيوف أصدق إنباءً من الكتبِ في حدّها الحد بين الجد و اللعب . و لا ننسى أن كلمة (كراهية) قد تصبح هي الأخرى مضللة و مطاطة جداً حين نراها بمنظور واحد. لأن هنالك كراهية بغيضة وأخرى محببة للنفس كالبغض في الله. و الإمام ابن حزم يقول (يشهد الله أني قد أعجبني جداً أن يموت عقبه بن أبي معيط كافراً ليدخل النار،لأن الرجل كان يتلذذ بإيذاء رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وما أكثر المتلذذين بيننا.
*** ((( ود الحيشان التلاتة)))***
| |
|
|
|
|
|
|
|