|
Re: ليته يحكم بالعدل (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كان اللص يقف في انكسار، حائر النظرات تبدو على ملامحه الذلة و الهوان. كان الوهن قد سرح في كل جسمه بعد أن قضى الليل كله واقفا في زنزانة المخفر الكئيبة . كان يقف و قد بدأت نظراته مستسلمة استسلام طائر تحت السكين. الدابي يقف منتصباً مرتديا قميصه الرسمي الأنيق الموشى بالشارات النحاسية اللامعة. المتهم قبالة المتهم و هو ينظر إليه بين لحظة و أخرى كأنه يخشى أن يطير. المتهم يعرف الدابي. و من لايعرفه في تلك المنطقة فقد طبقت شهرته الآفاق..و أي شهرة تلك ؟ فقد كان أغلب ضحاياه هم من الباعة الجائلين و بائعات الشاي و سائقي الركشات و اصحاب عربات الكارو، و من يُوقِعَه حظه العاثر بين يديه. كان رؤساؤه يعرفون سطوته و تنمّره على الجميع دون استثناء، و يعرفون توحشه الزائد عن الحاجة في أغلب الأحيان. لكنهم كانوا يغضون الطرف عن كل ذلك. كانت علاقة القربى التي بالوزير الكبير في الحكومة هي حصنه الحصين أمام أي لوم أو نقد قد يوجهه له رؤساؤه .
|
|
|
|
|
|