المفاجأة أنني بعد نشر مقالي هذا في صحيفة الصحافة سمعت من أحد أقربائي وهو عضو في مجلس الشعب أن عبدالرحيم حمدي ذكر مقالي هذا بخير وأثنى على كاتبه قائلا أنه مقال موضوعي ويمتاز كاتبه بشجاعة، فانشرحت نفسي لهذا الثناء....
والمفاجأة الأخرى.. أنني بعد بضع أشهر قابلت عبدالرحيم حمدي راجلا في شارع القصر في طريقه إلى برج البركة.. فانتهزتها فرصة وحييته.. وأخبرته أنني من كتب في الصحافة المقال الذي ينتقد إفاداته.. وفي دهشة سألني أي مقال؟؟ أخبرته عن المقال و ذكرت له أنني سمعت أنك قرأته و علقت عليه.. فرد نافيا أنه أبدا لم يقرأه.. فاحترت من أصدق قريبي الذي أفادني بما قاله عن حمدي أو أصدق قول حمدي.. المهم تجاوزت الأمر وقلت لحمدي ملخصا الموضوع أنني انتقدت قوله أنه لا يمانع في استيراد زيت من نجع حمادي عن شراء زيت من الأبيض وأبنت له وجهة نظري .. لكني وجدته بكل أسف بنفس طريقته يصر على أن من حقه أن يستورد ما يحتاجه من طعام..
قلت له لك الحق أن تستورد في حال عدم وجود السلعة بالسودان لكنها موجودة ومتوفرة بصورة غير عادية.. غير أنه ظل يكابر وقال لي بالحرف " يا خي إنت عاوزنا ننجوع؟؟ "
حينها أدركت أن حديثي مع حمدي لا يجدي.. فآثرت الصمت
تركته يدلف إلى داخل برج البركة.. وواصلت مسيري..