Quote: و المقدرة على التنبؤ بمالات المستقبل و ان كان هيكل يفوق منصور هنا |
هيكل يا دكتور عوض كتب (إيران فوق بركان) متنبئاً بثورة آيات الله وهو يلمح الوميض المدفون، ولم تكن الأعين العادية وقتها تستطيع أن ترى ما تحت الرماد، ولا النُذر المختبئة وراء الغيوم التي تراكمت بعيداً خلف خطوط الأفق.. خصوصاً أن شاه إيراه كان ما يزال "أسداً ناتراً" يرفل في أثواب العز والجبروت، و يطأ الجميع كالعُشب، لا تجرؤ قشّة أن تتعثر له وتعترض طريقه...لكن هيكل بحساسيته البالغة وقرنا استشعاره لمح تلك القشة المنسية على ضفاف إحدى القرى الفرنسية، فسافر إلى باريس ليعرج من هناك إلى الريف الفرنسي الهادي حيث قرية لوشاتو، ويجلس قرب مُصلاية (الخميني) ويفج لحية آية الله، ويرى وسطها القشة التي كبرت واستطالت ومعطت عرش الشاهنشاه.
لكن تنبؤات هيكل بشأن السودان أحياناً صابت، وغالباً ما خابت..
فهيكل تنبأ بانفصال الجنوب منذ أول زيارة له إلى عاصمة السودان قبل أكثر من نصف قرن.. وقتها لم تكن هناك حركة شعبية، ولا مستشار للحركة يُدعى (منصور خالد).
هيكل التقى القيادات الطائفية، وجلس متقرفصاً يُنصت لما يهمس به السيد (الإمام عبدالرحمن المهدي) ولما يخططه بعصاه على الأرض، ويقرأ هيكل من خلال التمتمات وتساقط حبات مسبحته ما يتساقط من أخبار، وما يدور في بقية أذهان السودانيين ودسائس مستعمرهم.
ومن مجلس السيد عبدالرحمن يسافر هيكل ويشق الغابات ليستطلع ما يدور في أدغال الجنوب حيث لمح خطورة الفخاخ المعدة للانفجار، والخطط المرسومة، والشِراك المدفونة والتي أحكم المستعمِر والمستعمَر نصبها لتشطر لاحقاً في يوليو من العام 2011 الوطن إلى جرحين نازفين غائرين.