التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-15-2015, 05:21 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2)

    04:21 PM Jul, 15 2015
    سودانيز اون لاين
    عبدالله الشقليني-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين





    التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2)


    مقدمة لا بد منها
    بدأنا الملف قبل أيام ، ولم يتداخل أحد !. وبدأت في السرد ، ثم حدث شيء لسودانيزأنلاين ، وحُذف الملف (التكفيريون في السودان وأمن المواطنين).
    حاولت فتح الملف ولكنه مغلق تماماً .ولن نستبق الأحداث ، ولكن نستبق معرفة الأشياء من جديد وأسمينا الملف الجديد وفق ما ظهر .
    (1)
    إنها قصة سكت ويسكت عنها كثيرون . إن واجب الأمن الوطني ، يقودنا للتحدث عن قضية كبرى لم يهتم بها الشأن العام في الدولة .
    وهي قضية التكفيريين في السودان . سلسلة من الأعمال خارجة عن الإنسانية ، تمارس القتل علناً باسم العقيدة .
    وهو جزء من استحضار التكفيرين ، مع الشعار الخاص بأن السودان دولة لجميع مسلمي العالم ،
    أو أن ثورة التعليم العالي تفتح جامعات السودان لكل مسلمي العالم ،
    وقضية اغتيال مهدي الحكيم في فندق هلتون عام 1988 بعد أن دعته الجبهة القومية الإسلامية ،
    وحادثة اغتيال الخليفي لمجموعة من المصليين يودون صلاة الجمعة في مسجد الحارة الثلثة 1994 .
    في العام 2000 تم اغتيال 20 مصلٍ وجرح 33 مصلٍ في قرية الجرافة بأم درمان أثناء صلاة التراويح .
    وعام 2008 تم اغتيال الدبلوماسي قرانفل وسائقه السوداني بيد جماعة متشددة .
    (2) نبدأ ببرنامج جسور لا أعرف كيف سمح به المتشددون أن يكون في قناة النيل الأزرق :



    *

    *
    ونواصل
    *
                  

07-15-2015, 05:27 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)



    (3)

    (حريات) تنشر ترجمة كاملة لأقوال الخليفي : خدمت جهاز الأمن وحادثة مسجد الثورة نتاج خدماتي

    حريات نشر في حريات يوم 24 - 06 - 2013

    تداولت بعض المواقع مؤخراً وثيقة تابعة للخارجية الأمريكية أفرج عنها قبل سنوات بشأن حادثة مسجد الثورة الحارة الثانية التابع لجماعة أنصار السنة المحمدية في فبراير 1994م والتي راح ضحيتها العشرات، ونفذها محمد عبد الرحمن الخليفي الليبي الجنسية مع ثلاثة سودانيين آخرين.
    وكان الخليفي ومن معه قد أطلقوا النار على جامع أنصار السنة المحمدية أثناء الصلاة حيث قتل 16 مصلياً وجرح عديدون، وهزت الحادثة حينها الرأي العام السوداني، ولكن ظلت تفاصيل الحادثة خاضعة للكثير من اللغط، كما تم التعتيم الإعلامي على المحاكمة والتضييق على حضورها، وتم تعيين قاضٍ مقرّب من النظام في محاولة للتغطية على العلاقة التي تربط منفذي الهجوم بالنظام وأجهزته الأمنية.
    ووفقا لموقع (انتل واير) فإن كاتب الوثيقة المفرج عنها هو السفير الأمريكي حينها دونالد بيترسون، وقد وجهها لوزارة الخارجية بواشنطن، مع صورة لسفارات بلاده في القاهرة والرياض وكمبالا ونيروبي وأديس أبابا وأسمرا وباريس ولندن.
    وكانت صحيفة (الراكوبة) بادرت بنشر جزء مترجم من الوثيقة، وهي عبارة عن تقرير حول بدء محاكمة المتهمين في مجزرة الثورة في يونيو 1994م.
    وكانت الوثيقة مصنفة سرية وأفرجت عنها الخارجية الأمريكية في مايو 2007م، ونشرها موقع (انتل واير) الأمريكي المتخصص في قضايا الإرهاب والمخابرات والأمن القومي حينها، حيث نشرت الوثيقة وفقا لقانون الوصول للمعلومات الأمريكي. ولكنها لم تنتشر بين المواقع السودانية إلا هذا الشهر.
    ويرى موقع (انتل واير) أن أهمية الوثيقة تكمن في أنها تدحض الفكرة الشائعة عن أن أسامة بن لادن تعرض لمحاولة اغتيال عام 1994م، بينما الوثيقة تؤكد أن الخليفي ومن معه كانوا أتباع لبن لادن، وإطلاق النيران الذي جرى كان بسبب خلاف حول (أخلاقيات الإسلام) "بين القاتل الليبي المسلح وأكبر زعيم إرهابي مطلوب في العالم". فقد التجأ الخليفي لشيخه بن لادن طالبا النصح، وفوجيء بإدانة بن لادن لمجزرة الثورة، ثم بأمر بن لادن لحرسه بمنع الخليفي، ما فهم أنه يعني قتله، وبالتالي جرى تبادل النيران الذي أدى إلى مقتل البعض من الجانبين، ومن ثم القبض على الخليفي وتقديمه للمحاكمة.
    ويرى موقع انتل واير في الوثيقة تكذيبا لما ظل يكرره رئيس حرس بن لادن علي محمد من أن الأول قد تعرض لمحاولة اغتيال في ذلك الحدث.
    وتكشف الأقوال المنسوبة للخليفي والمرفقة في وثيقة وزارة الخارجية الأمريكية عن مدى علاقة منفذي المذبحة بجهاز الأمن، وضلوع أشخاص سماهم كشرف الدين المختار المسئول في منظمة الدعوة الإسلامية، وغازي صلاح الدين العتباني وزير الدولة لشئون الرئاسة حينها، في تخطيط العملية وتنفيذها. كما تكشف دور الترابي وبن لادن في تغذية الكراهية ضد أنصار السنة في السودان والتحريض عليهم.
    وتكشف الأقوال المزعومة للخليفي ضلوع رموز النظام حينها في تحريضه ومن معه ضد رموز المعارضة السودانية حيث خططوا لاغتيال كل من الصادق المهدي، عبد الرحمن الميرغني (ممثل السيد محمد عثمان الميرغني في الخرطوم) والمرحوم محمد إبراهيم نقد باعتبارهم (أئمة الكفر). وروى الخليفي اشتراك زملائه السودانيين في محاولة لاغتيال محمد عثمان الميرغني بالقاهرة أحبطها المصريون، كما روى اشتراكه شخصيا في محاولة لاغتيال الصادق المهدي في مسجد الأنصار بأم درمان، بيد أن الحراسة المشددة ووجود الشرطة حالا دون تنفيذ مخططهم. كما كشف تخطيطهم ثم تنفيذهم لاغتيال قادة جماعة أنصار السنة المحمدية وذكر أنه علم من بن لادن والترابي أن قيادات الطائفة، أبو زيد والهدية والناجي، ليسوا صحيحي الإسلام، وأن الطائفة عميلة للأسرة الوهابية الحاكمة في السعودية وللسفارات الصليبية.
    ووفقا لأقوال الخليفي الواردة بنصها في الوثيقة، فإنهم ينتمون لتنظيم (جهاد السودان) ويعملون ضمن أجهزة أمنية بعضهم برتب معينة ذاكرا أنه رفض الرتب باعتبار أن جيش النبي محمد (ص) ليست فيه رتب، وقال إنه شرع في المجزرة بدعم من المخابرات السودانية، التي كانت على علاقة وثيقة مع بن لادن. وقال ان الهجوم على المسجد كان بأمر من قبل المسؤولين السودانيين وأقره بن لادن. وقال الخليفي إنه انضم لجهاز الأمن السوداني (بإخلاص وتفان شديدين، لم أكذب على أي من أعضائه وكنت لهم كأسامة بن زيد للنبي محمد. لقد خدمتهم بإخلاص وأطعت أوامرهم. إن حادث مسجد أم درمان هو نتاج لهذه الخدمات).
    وتظهر الوثيقة غضب الخليفي من نسبته إلى تنظيم (التكفير والهجرة)، وينعت عبد الرحيم محمد حسين وزير الداخلية حينها بالجاهل لتكراره تلك التهمة، وبالكاذب لادعائه أنه لم يقابله وأنه لا يعرف بيت الترابي، وقال إنه قابل عبد الرحيم مرارا في لقاءات اجتماعية بمنزل الترابي، وإنه يعرف منزل شيخه الترابي "مثلما يعرف الطائر عشه".
    وتؤكد وثيقة الخارجية الأمريكية المفرج عنها بأن سفارة الخرطوم لم تستطع الحكم على الوثيقة التي تحتوي أقوال الخليفي المزعومة، ومدى وثوقيتها، برغم قطع البعض لهم أنها أصلية وليست مزورة.
    من جهته يذكر جي إم بيرقر الكاتب في موقع انتل واير في تحليله للمسألة إنه (يميل إلى الاعتقاد أنها أصلية). ويقول: (إذا كانت الوثيقة مزورة لأغراض سياسية، فهي غير فعالة تماما كأداة للدعاية. وعلى الرغم من أنها تورط بن لادن والترابي، فإنها لا تتهم الترابي شخصيا كمخطط للهجوم وتجعل موقف بن لادن غامضا، بما تذكره من حيرته الأخلاقية تجاه المجزرة. لذلك فهي لا تخدم أغراضا سياسية لأولئك الذين يعارضون بن لادن والترابي "مثل الطائفة الضحية". ولكنها أيضا لا تبرئهم، إذ تضع الهجوم بشكل واضح جدا تحت قدمي المخابرات السودانية. ونظرا للغموض حول المسؤول، وباعتبار وفرة التفاصيل الإضافية فيها، فإن الوثيقة تشكل حلقة قوية من الحقيقة. ومع ذلك، ينبغي التعامل معها بحذر). مع الوعد بأن تواصل انتل واير INTELWIRE التحقيق في هذا الحادث.
    (حريات) إذ تنشر ترجمة كاملة للوثيقة الطويلة والتي تحتوي على الأقوال التي يزعم أن الخليفي أدلى بها أمام الشرطة فور اعتقاله، تطالب كذلك بإدراج الحادث في مفكرة التحقيق والمساءلة القادمة بلا شك، هو وغيره من المجازر التي ارتكبها النظام أو حلفائه من الجماعات المتشددة في أماكن وتواريخ متفرقة، مثلا، مجزرة العيلفون للطلاب، مجازر السدود ككجبار، مجزرة بورتسودان، مقتل الطالب بشير، مقتل الفنان خوجلي محمد عثمان، وغيره من الجرائم الواضحة أو الغامضة والتي لم تبتديء بمجزرة الثورة ولم تنته بمجزرة جامعة الجزيرة هذا العام.
    (نص وثيقة وزارة الخارجية الأمريكية الصادرة في 1994م والمفرج عنها عام 2007)
    (المصدر انتل واير- ترجمة حريات)
    سري
    من: سفارة الخرطوم
    إلى: وزارة الخارجية، واشنطن
    (والسفارات في القاهرة والرياض وكمبالا ونيروبي وأديس أبابا وأسمرا وباريس ولندن).
    الموضوع: بدء محاكمة القتلة المشتبه بهم في حادثة مسجد أم درمان
    ملخص: بدأت محاكمة اثنين مشتبه بهما في مذبحة مسجد الثورة في فبراير 1994م. تقول أسر القتلى والجرحى وطائفة أنصار السنة التي ينتمي لها معظم الضحايا إن المتهمين يعملان لصالح حكومة السودان/ الجبهة الإسلامية القومية، ويتهمونها بالقيام بالتغطية على ذلك. دوائر المعارضة تتبادل ما يزعمون أنه أقوال المتهم الأساسي للشرطة. وفي الوثيقة يقول إنه ارتكب جريمة المسجد بأمر الحكومة/الجبهة الإسلامية القومية، ولا نستطيع القطع ما إذا كانت الوثيقة أصلية. انتهى الملخص.
    بداية المحاكمة
    - بدأت في الخرطوم في 14 يونيو محاكمة الاثنين الناجيين من المتهمين في هجوم فبراير على مسجد أنصار السنة بالثورة بأم درمان، والذي قتل فيه 16 شخصا وجرح العديدون. ويزعم المدعى عليهما، وهما محمد عبد الرحمن الخليفي الذي وصفته حكومة السودان باعتباره قائد المغتالين، ومحمد الماحي، بأن المحاكم السودانية غير أسلامية وليس لها سلطة لمحاكمتهما. وقد رفضا التمثيل القانوني عنهما.
    أسر الضحايا تتهم الحكومة/الجبهة الإسلامية بالقيام بالتغطية:
    - أسر القتلى والجرحى وطائفة أنصار السنة التي ينتمي لها معظم الضحايا أعلنت مزاعمها بأن المدعى عليهما كانا عميلين لحكومة السودان/ الجبهة الإسلامية القومية ويتحدثون عن قيام الحكومة بالتغطية. (ملحوظة: كان أنصار السنة الوهابيون والموالون للسعودية يعارضون الحكومة السودانية/ الجبهة الإسلامية القومية بشدة لمدة تزيد عن العام).
    - في بداية المحاكمة هدد المحامون الذين يمثلون الجرحى وأسر القتلى بمقاطعة الجلسة إذا لم تفصح القضية عن الذين قاموا بتخطيط الهجوم في الحكومة/الجبهة الإسلامية القومية. وطالبوا بإحضار زعيم الجبهة الإسلامية القومية حسن الترابي، ووزير الدولة لشئون الرئاسة والقيادي بالجبهة الإسلامية غازي صلاح الدين العتباني، ورجل الأعمال السعودي المقيم بالخرطوم أسامة بن لادن للمحكمة. ولكن المحامين لم ينفذوا تهديدهم، حينما رفض القاضي طلبهم قائلا إنه لا يريد تسييس القضية.
    - حالما بدأت المحاكمة تم اعتقال أحد المحامين الذين يمثلون الجرحى وأسر القتلى، وكان ذلك المحامي قد وكل أيضا عن معارضين للحكومة في عدد من القضايا، حيث اعتقل لساعات عديدة من قبل جهاز الأمن وتم ضربه، (اتهمه منسوب الأمن الذي ضربه بأنه أحرج الأمن في محاكمات سابقة بتقديم الدليل على التعذيب الذي تقوم به الحكومة) وعلى أي حال فقد استمر في تمثيل الادعاء بعد ذلك.
    ترؤس قاض ينتمي للجبهة الإسلامية القومية للمحكمة:
    - عينت حكومة السودان نائب رئيس القضاء عبد الرحمن شرفي، المقرب من الجبهة الإسلامية القومية، ليرأس المحكمة. ويذكر مراقبون عديدون أن تعيين مسئول في رتبته ليعمل كقاض رئيس في محكمة ليس أمرا معتادا. وقد ساهم تعيينه في التخمين أن هناك محاولة تغطية. ظاهريا فإن المحكمة علنية ولكن الأمن يقوم بتفقد بطاقات كل الحاضرين، ويثبط العديد من المعارضين من الحضور. والتغطية الإعلامية للمحكمة محدودة.
    المعارضة تتداول أقوال منسوبة للمدعى عليه:
    - مباشرة بعد اعتقال الحكومة للمتهمين، بدأت دوائر المعارضة في تداول وثيقة يصفونها بأنها الأقوال التي أدلى بها المتهم الأساسي للشرطة بعد اعتقاله.
    - ووفقا لتلك الوثيقة فإن الخليفي اعترف بأن المغتالين الأربعة (اثنان منهما قتلا لدى اعتقالهما) ينتمون إلى جماعة إسلامية متشددة تسمى (جهاد السودان).
    - وزعم بأن أربعتهم كانوا من المجاهدين الأفغان الذين تدربوا على يدي حرس الثورة الإيراني في وادي البقاع اللبناني قبل ذهابهم لأفغانسان في 1988م.
    - وذكر بأن الأربعة كانوا من جماعة أسامة بن لادن الذي التقوه حينما كانوا مع المقاومة الأفغانية، وعملوا معه حينما جاءوا للسودان.
    - وزعم بأن أربعتهم ينتمون أيضا لتنظيم أمني سوداني مرتبط بالحكومة السودانية، وبزعيم الجبهة الإسلامية القومية حسن الترابي، وبمنظمة الدعوة الإسلامية التي مقرها الخرطوم.
    - وذكر أن أربعتهم أمروا من قبل أسامة بن لادن ومسئول بالدعوة الإسلامية باغتيال الصادق المهدي وغيره من قادة المعارضة السودانية. وذكر الخليفي بأن مجموعتهم خططت لقتل الصادق، ولكنها لم تستطع تنفيذ المخطط نسبة للحراسة الأمنية التي أحاطت به وقتها.
    - وقال بأنهم بدأوا الهجوم على المسجد وفقا لأوامر صدرت من حكومة السودان، خصوصا وزير الدولة غازي صلاح الدين.
    - لا يمكننا التأكد من وثوقية تلك الوثيقة، ولكن أحد الموثوق بهم من معارفنا قال إنه أخبر (*من قبل ضابط بالشرطة*) بأن الوثيقة أصلية. (*وكان الضابط*) قد تم رفته بشكل غير متوقع مباشرة بعد المجزرة. وهناك اعتقاد شائع داخل دوائر الشرطة بأنه أعفي لأن الحكومة تشك بأنه هو الذي قام بتسريب أقوال الخليفي المزعومة للمعارضة.
    - ما إذا كانت حكومة السودان/ الجبهة الإسلامية القومية ضالعة في المجزرة التي ارتكبت ضد جماعة دينية معارضة للنظام بشدة فإنه أمر لا يمكننا القطع فيه. ولكن المؤكد هو أن الأمر يشكل حرجا للحكومة/ الجبهة الإسلامية القومية، التي حولت التحقيق من أيدي الشرطة وسلمته لفريق خاص مكون من الأمن. وحينما نضع في الاعتبار علاوة على ذلك شخصية وسلوك القاضي الرئيسي، فإنه من غير المنظور أن تقوم المحكمة بتتبع دقيق لأي دليل قد يربط المغتالين بالنظام.
    نص الأقوال المنسوبة للخليفي:
    فيما يلي الأقوال التي أدلى بها الخليفي (المتهم الأساسي) لمخبري الشرطة:
    الاسم: الخليفي
    الجنسية: ليبي
    الأقوال:
    ياسر وعبد الباقي (ملحوظة: اثنان من القائمين بالاغتيال قتلا إبان اعتقالهما) شهيدان حقيقيان وسوف يجدان جزاؤهما عند الله. لقد كانا من أعز أصدقائي. لقد كانا من بين القلة من المسلمين الحق في السودان. ياسر كان واحدا من الذين شاركوا في انقلاب يونيو 1989. لقد كان هو الذي أوكلت إليه مهمة اغتيال الخائن عبد الرحمن سعيد، ولكنه وجد أنه قد اعتقل.
    لقد التقيت بياسر وعبد الباقي أول مرة في سهل البقاع اللبناني. عرفتهما كمجاهدين من السودان وهما سودانيين حقيقيين لأبويهما وأميهما. وقد تلقينا تدريبنا العسكري سويا على يدي الحرس الثوري الإيراني في العامين 1987- 1988. بعد التدريب ذهبنا إلى بيشاور، بباكستان، ومنها للجهاد في أفغانستان. كان ياسر وعبد الباقي مجاهدين مخلصين وكانا يخططان لإيقاع عقوبة الكفر على محمدعثمان الميرغني (وهو الزعيم الروحي للحزب الاتحادي الديمقراطي المحظور حاليا والذي يعيش في المنفى غالبا في مصر) وقد قاموا بالهجوم على منزله ولكن أحد العملاء المصريين أحبط خطتهم.
    ويعود لياسر وعبد الباقي فضل إنشاء منظمة نداء الجهاد السودانية. وقد قصدوا بإنشاء تلك المنظمة رضاء الله ونيل غفرانه فقط. وقد ودعتهما وهما في طريقهما لمناطق العمليات في الجنوب (أي جنوب السودان) ليقاتلوا الشيطان وجنود الكفر. وحينما عادا انضم ثلاثتنا لجهاز الأمن الثوري الإسلامي في قسم خاص يسمى "حركات التحرر الإسلامية" وكان المنسق هو المجاهد شرف الدين مختار، وهو مسئول كبير في منظمة الدعوة الإسلامية (هذه المنظمة الطوعية الإسلامية مقرها الخرطوم وتديرها الجبهة الإسلامية القومية) وهو كذلك ممثل الشيخ حسن الترابي في الأمن. كان ياسر برتبة ملازم وعبدالباقي كان عريفا. وقد رفضت أن تكون لي أية رتبة خلاف كوني جندي عادي، وقد أذن لي شيخي حسن الترابي بذلك محترما لرغبتي ومقرا لها، وكل ما في الأمر أنني اعتقد أن جيش النبي محمد ليس فيه رتب.
    وحينما أراد شيخي بن لادن ذات مرة رجالاً جيدين موثوقين ذوي إيمان قوي للعمل معه، رشحت له ياسر وعبد الباقي ضمن 18 شخصاً آخر من بين أفضل المجاهدين من الصومال والجزائر ومصر. وحالما أحب ياسر وعبد الباقي شيخ أسامة، لأنه هجر الثروة والحياة السهلة وانضم للجهاد والسعي لنشر الإسلام.
    لقد التقيت بشيخ أسامة أول مرة في بيشاور، بباكستان، ومرة أخرى عبر الشهيد بسام السوري الذي أقمت في بيته بالرياض حينما تركت زملائي الليبيين. وحينها قدمني بسام لشيخ أسامة. ومنذ ذلك الوقت صار شيخ أسامة بن لادن وشرف الدين (مسئول الدعوة) أعز الناس إليّ.
    لم أكن أعرف عن مجموعة أنصار السنة السودانية إلى أن استمعت لشيخي الترابي وشيخي بن لادن. فعرفت من كليهما أن أبو زيد والهدية والناجي (وهم كبار قادة أنصار السنة) ليسوا مسلمين صادقين. وقد أثبت شيخاي الترابي وبن لادن أيضا بمالا يدع مجالا للشك أن أنصار السنة هؤلاء جواسيس للأسرة الوهابية الحاكمة في السعودية. إنهم عملاء للسفارات الصليبية. وهم على صلة بالسفير محمد صبري، سفير الأسرة الحاكمة في السعودية (محمد بن صبري سليمان صبري هو السفير السعودي في الخرطوم). وبعد ذلك عرفت أكثر عن فساد الأسرة الحاكمة في السعودية من شيخي بن لادن الذي ساعدني في العام الماضي 1993م على الذهاب إلى السعودية، باسم محمد عبد الرحمن، للقيام ببعض الأعمال ولمعرفة المزيد عن الوهابية وأنصار السنة.
    وحينما عدت طلب مني شيخي أسامة بن لادن وأخي شرف الدين الإعداد لاغتيال بعض الرموز السياسية السودانية أمثال الصادق المهدي، وميرغني عبد الرحمن (ممثل عثمان الميرغني في الخرطوم) ومحمد نقد، لأنهم أئمة الكفر. فذهبنا بدون أي جهد منا للتخفي للمكان الذي يصلي فيه الأنصار عادة بأم درمان. ولكن مع الحراسة المشددة والأعداد الكبيرة من الشرطة التي تحرس المكان، لم نستطع تنفيذ خطتنا. وكان معي في هذه العملية أخي المجاهد محمد المنصور الذي جاء خصيصا لأداء هذا الواجب الإسلامي من معسكر أبو نعام. وقد ذهب محمد المنصور إلى أبو نعام مع 10 من المجاهدين الليبيين الآخرين من لواء الشهيد الليبي أحمد الأحوص. هذا اللواء يعمل تحت إشراف إبراهيم عمر. حينما كانت هذه المجموعة في الخرطوم نصحها أخي شرف الدين بمغادرة الخرطوم لأن السفير الليبي السابق رمضان بشير علم بشأنهم وبدأ في تعقبهم.
    أقول لكم إنني انضممت لجهاز الأمن السوداني بإخلاص وتفان شديدين، لم أكذب على أي من أعضائه وكنت لهم كأسامة بن زيد للنبي محمد. لقد خدمتهم بإخلاص وأطعت أوامرهم. إن حادث مسجد أم درمان هو نتاج لهذه الخدمات.
    ولتنفيذ عملية مسجد أم درمان قمنا باستئجار منزل بالقرب من أمبدة بغرب أم درمان. وقد ساعدنا ضابط من جهاز الأمن الإسلامي، تحت إمرة أخي غازي صلاح الدين، في استئجار المنزل. ودرج أخي غازي صلاح الدين على زيارتنا بين الفنية والأخرى في الساعات الأخيرة من الليل. وقد أخبرني في زيارته الأخيرة بأن الأخ شرف الدين سوف يأتي ليناقش معي الخطة. وهذا ما حدث وقبل 20 يوما من العملية تم إخباري بأن اثنين من المجاهدين السودانيين الذين أحبهما سوف ينضمان إلي في المنزل وأن ثلاثتنا سوف نقوم بتنفيذ الخطة.
    أقول لك، إننا قد تعاونا بإخلاص مع قيادة الثورة الإسلامية وفقا للتعاليم الإسلامية. إننا لسنا قتلة ولسنا من منظمة "التكفير والهجرة" كما ادعى عبد الرحيم محمد حسين الذي لا يدري. هذا الجاهل أنكر معرفته بي، بالرغم من أنه كان يراني اجتماعيا في منزل الترابي. وكنت آراه يأتي كلما تحدث ضائقة. قال لي في المستشفى: كيف تقتل نفسا حرمها الله؟ وذكرت له أن الأمر أكبر من مقدراته على الفهم، واستشهدت بآية قرآنية تقول إنه ينبغي القضاء على المنافقين والكفار وذرياتهم كذلك. ولا أدري هل فهم ما عنيته أم لا. أقول لك يا أخي إنه لم تكن هناك مؤامرة كما يقول هذا الإعلام الجاهل بل طاعة لأوامر الله، نفذت في رابعة النهار ضد أناس عصوا الله وأوامر الرسول.
    بعدما نفذنا عمليتنا اتجهنا وفقا لتوجيهات شرف الدين لمنزل خاص بمنظمة الدعوة الإسلامية في منطقة بالقرب من مايو جنوبي الخرطوم. حيث أمضينا ليلتنا هناك وفي اليوم التالي اتجهنا إلى منطقة بالقرب من الرياض (أيضا جنوبي الخرطوم) حيث منزل المجاهدين الليبيين، وذلك لمعرفتي بأخينا محمد المنصوري ورغبتي في إخباره بما قمنا به وطلب مشورته. لم نفكر أبداً في الهروب لأن المجاهدين الحقيقيين لا يفعلون ذلك أبداً. إنهم يحبون دائما ملاقاة ربهم. ولو كنا أردنا الهرب لكان ذلك هينا ولما كان أحد وجدنا. نصحنا الأخ المنصوري بأن نسلم أنفسنا ولكننا رأينا أن من الحكمة الذهاب لبن لادن الذي يقع منزله بالقرب من منزل المجاهدين الليبيين.
    وجدنا بن لادن يجلس في كرسي في حديقة منزله. حينما رآني قال غاضباً "لماذا ارتكبت مثل هذه الجريمة؟ هذا ليس ما كنا نريد"، وذكرت له بأننا مجاهدين نعمل لتحقيق إرادة الله، وأن ما حدث كان إرادة الله وأننا كنا مدركين لكل العواقب. إنها حرب بين الإسلام والكفر سوف تؤثر على الجميع. غادر بن لادن حديقته ولدى دخوله للمنزل صرخ قائلا "أوقفوه". علمت أن ذلك كان أمرا بالتخلص مني، لذلك بدأنا اطلاق النار وفعل حرس بن لادن نفس الشيء. كان هنالك ثلاثة إيرانيون ومصري يدعى جبر تعرفت عليه في بيشاور. قتلنا ثلاثة منهم. نزل أسامة بن لادن إلى الطابق التحتاني (تحت الأرضي) حيث يوجد مخبأ، أدركت ذلك لأنني كثيرا ما ذهبت لذلك المنزل. تلقيت إصابة من أحمد الجزائري وهو حرس لبن لادن تعرفت عليه في بيشاور. أحمد نفسه قتل عبد الباقي وجرح ياسر في قدمه. إنني اتهم شرطة البشير بقتله.
    لقد جئنا أحمد وبن لادن وشخصي من باكستان للسودان معاً. وأعلم أن أحمد مجاهد صلب جيد التدريب، وقد تدرب على يدي المخابرات الأمريكية.
    حتى أوائل العام 1983م أشرف شيخي بن لادن على 800 من المجاهدين العرب والأفارقة، تم تحضيرهم جميعاً لخدمة الثورة الإسلامية في السودان. إن بن لادن مربوط بشكل مباشر بالترابي وهو أيضا مسئول من الجهاد في مصر وليبيا وتونس والجزائر إضافة إلى موريتانيا. الحقيقة هي أن بن لادن استخدم ثروته من أجل الجهاد.
    أريد أن أقول إن شيخي اتهمني بأني قاتل والله يعلم الحقيقة. إنني أقول ذلك لأرضي ضميري وفي نفس الوقت لشرح ما حدث لكي أموت بسلام.
    وإذا كانت لدي أمنية، فإنني أتمنى أن أرى شيخ الترابي لأدافع عن نفسي وأدحض كل التهم التي وجهها ضدي الجاهل عبد الرحيم حسين، ومنها أنني لا أعرف منزل شيخ الترابي، إنني أعرف منزل شيخي كما يعرف الطائر عشه. الترابي رائد في الحركة الإسلامية العالمية وصانع الحركة الإسلامية الحديثة. لقد اتهموني بمحاولة قتل شيخ الترابي. هذه كذبة. كيف يمكنني أن أقتل رجلا بكل تلك الحكمة؟ إنني أقول إذا لم يختتم خط النبوة بمحمد، فسوف أقول إن الترابي هو نبي هذه الأمة. مشكلة الترابي هي أن المجتمع السوداني قائم على القبلية والطائفية. السودانيون يعرفون الإسلام عبر شيوخهم الذين يتجاهلون الإسلام الحق ويرتكبون كل أنواع الخطايا.
    إنني مقتنع الآن أن هناك قادة إسلاميون في السودان ولكن لا يوجد مسلمون. لقد دهشت في البداية حينما وجدت أن بعض المجاهدين يكرهون نظام البشير ويصفونه بأنه غير أخلاقي، ولكنني الآن وجدت أنهم كانوا على حق. إنني لست آسفا على ما فعلته ولا على ما سوف يحدث لي.
    ما الذي سوف تقولونه إذا ذكرت لكم أن بعض الإسلاميين الذين وثقت فيهم وشوا بأعمالي للسفير الليبي؟
    انتهى النص
    ملحوظة: النص الوارد بين الأقواس هكذا (**) نص مخمّن للربط، فالنص الأصلي محذوف لدواعي سرية متعلقة فيما يبدو بأسماء المصادر التي أمدت السفارة بمعلوماتها حول وثوقية أقوال الخليفي.
    http://www.sudaress.com/hurriyat/114653http://www.sudaress.com/hurriyat/114653
    *
    انتهى النص المنقول
    * ونواصل
    *
                  

07-15-2015, 05:33 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)




    (4)

    مؤامرة ا محاولة اغتيال الرئيس الأسبق " حسني مبارك "



    *
    ونواصل
    *
                  

07-15-2015, 05:40 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)




    (5)

    الشرطة السودانية: 20 قتيلا الحصيلة النهائية لمجزرة المسجد في أم درمان
    تحميل جماعة التكفير والهجرة مسؤولية الهجوم

    الخرطوم: «الشرق الأوسط»
    أعلنت الشرطة السودانية امس ان المحصلة النهائية لحادث الاعتداء المسلح على مسجد جماعة انصار السنة المحمدية السلفية في أم درمان أثناء صلاة التراويح أول من امس، بلغت 20 قتيلاً و33 جريحاً. وكانت أرقام الضحايا قد تضاربت عقب الحادث مباشرة، ففي حين ذكرت مصادر ان القتلى بلغ عددهم 22 ذكرت أخرى انهم 25 والجرحى بين 40 و55، وكان مسجد الجماعة في منطقة الجرافة شمال العاصمة قد تعرض لهجوم من شخص اسمه عباس الباقر بسلاح آلي واتضح لاحقاً انه من جماعة التكفير والهجرة.
    وقال اللواء عثمان يعقوب الناطق الرسمي باسم الشرطة في مؤتمر صحافي ان الجاني الذي يبلغ من العمر 33 عاماً قتل في اطلاق نار مع الشرطة بعد ان رفض الاستسلام. وأضاف ان هذا الحادث ظاهرة شاذة ويندرج تحت التقلبات الأمنية. واستبعد ان تكون لجماعة التكفير أي صلة بجماعات خارج السودان. وأكد ان الجاني كان قد اعتقل منذ فترة لأنشطته الدينية المتطرفة وأطلق سراحه بعد ان أعلن خروجه عن جماعة التكفير والهجرة. وقال انه كان منخرطاً ضمن قوات الدفاع الشعبي واشترك في معارك تحرير مدينة كبويتا بجنوب السودان. وقال اللواء يعقوب ان أسباب انتشار السلاح في السودان يعود للصراعات الحدودية في اتجاهات السودان المختلفة، مما أدى الى سهولة امتلاك السلاح الى جانب انخراط معظم افراد الشعب السوداني في تدريبات الدفاع الشعبي، الأمر الذي مكن الكثير منهم من استخدام الأسلحة المختلفة، وأوضح ان جماعة التكفير ليست محظورة من العمل لأن الدستور أباح حرية النشاط الديني لكل الجماعات من دون استثناء. وقال العقيد عبد الله علي مسؤول شعبة الجماعات الدينية في الشرطة ان جماعة التكفير في السودان لا تتعدى عشرين شخصاً يتوزعون في مدن ولايتي الجزيرة والخرطوم. وأضاف، وهو يتحدث في المؤتمر الصحافي، ان هذه الجماعة كانت في البداية جزءاً من جماعة انصار السنة وانشقت عنها بعد ان اختلفت معها حول تفسير بعض آيات القرآن الكريم. وأكد ان وجودهم ليس بالحجم الذي يهدد أمن البلاد، إلا انه قال ان الجهات المختصة بدأت حواراً مع هذه الجماعة وصل الى مرحلة معقولة في اقناع بعضهم ببطلان الأفكار التي يحملونها وان هذه المجموعة ليس لها في الوقت الحاضر أي نشاط فكري أو دعوي.

    وكان الناطق الرسمي باسم الشرطة قد اصدر بياناً في ساعة متأخرة من مساء أول من امس قال فيه ان مسجداً في قرية الجرافة (15 كيلومترا شمال ام درمان) تعرض لهجوم مسلح اثناء أداء المصلين لصلاة التراويح، حيث دخل عليهم شخص يحمل رشاش كلاشنيكوف مع عدد من الذخيرة ووجهه تجاه المصلين فأصاب اعداداً منهم وتوفي في الحال عدد منهم وآخرون حال وصولهم الى المستشفى. وبلغ جملة القتلى عشرين شخصاً وعدد الجرحى يفوق الأربعين مصلياً، اصابات بعضهم خطيرة. وهبت الشرطة لموقع الحادث وحاصرته وبدأ الجاني يبادل الشرطة النيران، مما أدى الى اصابة رجل شرطة. واشتبكت قوات الشرطة مع الجاني الذي رفض ان يسلم نفسه ووجه نيران رشاشه على قوات الشرطة فبادلته اطلاق النار فأصابته في مقتل.

    وكانت السلطات تواصل تسليم الجثث لذويهم حتى مساء أمس، وبين القتلى اطفال. ونظراً لكثافة النيران التي استخدمها الجاني اعتقد بعض المصلين ان الجريمة قام بها اكثر من شخص. ويقول شهود عيان ان الجاني بدأ اطلاق النيران من المدخل الجنوبي للمسجد أثناء الركعة الثانية من صلاة التراويح فقتل ستة اشخاص على الفور ثم انتقل الى البوابة الغربية وواصل اطلاق النيران ثم خرج من المسجد واستبدل بخزنة رشاشه الفارغة خزنة جديدة ثم انطلق شمالاً وهو يطلق النار عشوائياً فأصاب أربعة اشخاص، وأكد شهود عيان ان الجاني يقطن مع شقيقه الذي يعمل سائقاً في الحافلات العامة في منزل مجاور للمسجد وانه أدى صلاة العصر امس بمفرده في المسجد وانه دأب على مجادلة المصلين وتهديدهم. وقد خف المسؤولون وفي مقدمتهم النائب الأول لرئيس الجمهورية الى المنطقة وأشرفوا على نقل جثث الموتى والمصابين. وقد لوحظ عند زيارة المسجد صباح امس آثار الرصاص في حوائطه والدماء المتناثرة في أرضيته. ويعد هذا الحادث هو الثاني الذي يتعرض له احد مساجد أنصار السنة في السودان،إ حيث وقع الحادث الأول عام 1994في مسجدهم في الثورة بأم درمان حيث أدى الى مقتل 15 شخصاً واصابة العشرات. وقاد الاعتداء في هذا الحادث مواطن ليبي اسمه محمد الخليفي كان من جماعة التفكير والهجرة ومعه سودانيان وأعدم لاحقاً.

    وأصدر طلاب وطالبات انصار السنة بالجامعات بياناً يحمل الرقم (1) قالوا فيه «ان عباس الباقر سبق ان كانت له تحرشات بقادة الجماعة في مدينة مدني (الولاية الوسطى) وهددهم مراراً بالقتل، فقمنا اثر ذلك بتبليغ السلطات الأمنية التي قامت باعتقاله وسجنه ثم ترحيله الى الخرطوم وفوجئنا باطلاق سراحه بعد ذلك فاستقر بمنطقة الجرافة مقيماً مع أخيه ومواصلاً تهديده لاخواننا بتكرار حادث مسجد الحارة الأولى فتجاهلت السلطات أمره وتهاونت بتهديده حتى حدث ما حدث».

    وتساءل الطلاب عن أسباب اطلاق السلطات لسراح الجاني وعن مصدر حصوله على السلاح والذخيرة وأسباب عجز السلطات عن القاء القبض عليه حياً وغض طرف السلطات عن التكفيريين. واستنكر الطلاب تصريحات لمسؤول حكومي لاحدى القنوات من ان جماعة التفكير منشقة عن انصار السنة وان الحكومة لا تستطيع حماية جماعة منشقة. وقالوا: ان هذا الحديث خطير يحمل دلالات عظيمة ويثير تساؤلات كثيرة واننا نقول ان كان هذا هو رأي حكومة الانقاذ فعليها ان تتحمل تبعة ذلك كاملة.

    وأعلن علي محمد عثمان يس وزير العدل في تصريحات صحافية «ان الحكومة تأخذ الأمر مأخذ الجد وتقوم بتعديل بعض مواد القوانين الجنائية وأمن الدولة حتى نتمكن من التعامل مع مثل هؤلاء المعتوهين». وأضاف «اننا نعمل الآن على سد الفجوات في بعض القوانين». ومن جانبه نفى محمد ابو زيد مصطفى نائب الأمين العام للجماعة ان تكون هذه الجماعة منشقة عنهم، وقال انهم منشقون من جماعة الاخوان المسلمين. وأدانت كل التنظيمات السياسية الحادث إلا ان عدداً من قيادات المعارضة حمل الحكومة مسؤولية الحادث، وقالوا ان فتح الباب لمعسكرات التدريب العسكري مع التشدد الديني هو الذي أغرى مثل هذا الشخص بحمل السلاح وارتكاب جريمته.
    http://sudaneseonline.com/board/440/msg/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%8A-13-%D9%84%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%AB%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8...6----1374321466.html
    *
    ونواصل
    *
                  

07-15-2015, 05:46 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)

    مقتل الدبلوماسي جون غرانفيل وسائقه السوداني ليلة رأس السنة (الحلقة الثانية)








    (6)

    مقتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفل وسائقه السوداني

    الإثنين, 11 تشرين2/نوفمبر 2013 09:19
    نواصل اليوم عزيزنا القارئ سلسلة حواراتنا الشيقة مع القامة اللواء عابدين الطاهر احد اعلام رجال الشرطة السودانية في مجال البحث الجنائي ومستودع معلومات الجرائم الخطيرة والغامضة وفي الحلقة السابقة بدأنا

    معه حلقات جريمة كبري هزت ولاية الخرطوم وهي مقتل الدبلوماسي الامريكي جون غرانفيل وسائقه السوداني ليلة راس السنة بواسطة مجموعة من الشباب المتطرفين وكيف انهم كانوا يبحثون في تلك الليلة عن اجانب محتفلين براس السنة ليغتالوهم جهادا في سبيل الله علي حسب معتقداتهم وكيف انهم تربصوا بعربة غرانفيل وسائقه السوداني عندما شاهدوا العربة تحمل لوحات دبلوماسية واوقفوها بواسطة اشارات ضوئية وآلة التنبيه (البوري) عندما توقفا امطروهما بوابل من الرصاص ثم لاذوا بالفرار لجهة غير معلومة.
    حوار: هادية صلاح مدني
    ‭‬ سعادة اللواء عابدين الي اين اتجه هؤلاء الشباب بعد تنفيذهم هذه الجريمة؟
    - اتجهوا الي مستشفي في بحري حيث كانت تنتظرهم عربة اخري وقاموا بترحيل كل الاسلحة من العربة التي نفذوا بها الجريمة وغادروا الي عطبرة بعد ان تركوا خلفهم العربة الصالون وهذا ما ثبت من خلال التحريات.
    ‭‬من كان اول من وصل الي مسرح الحادث بشارع عبد الله الطيب برياض الخرطوم؟
    - اول من وصل الي مسرح الحادث عبارة عن مجموعة من الشباب كانوا عابرين الطريق بعد ان احتفلوا بليلة راس السنة شاهدوا عربة غرانفيل وسائقه تقف يمينا علي جانب الطريق كان السائق (عبد الرحمن عباس) نزل من العربة بعد ان اصيب بمجموعة من الاعيرة النارية حاول هؤلاء الشباب اسعاف غرانفيل وسائقه واتصلوا بشرطة النجدة وقاموا باخراج غرانفيل من العربة وكان علي قيد الحياة رغم خطورة اصاباته بعد ان اخترقت جسده مجموعة من الاعيرة النارية .
    ‭‬كيف حالة جون غرانفيل في المستشفي؟
    - عندما وصلت الي مستشفي الخرطوم كانت حالة غرانفيل الصحية سيئة للغاية وقمنا بنقله الي مستشفي فضيل وكانت ترافقه سستر تتبع للسفارة الامريكية.
    ‭‬ هل كان جون غرانفيل يتحدث قبل وفاته؟
    - نعم كان جون غرانفيل واعيا ويتحدث الينا رغم خطورة اصابته ونزيفه الكثير وقال بانه شاهد العربة التي اوقفتهم بواسطة الة التنبية (البوري) وذكر بان المرحوم السائق عبد الرحمن عباس رفض التوقف الا انه طلب منه ان يتوقف ليري ماذا يريد هؤلاء الا انه فوجئ بانهم يمطرونهما بوابل من الرصاص ولاذوا بالفرار وكان يردد بانه تعبان جدا وانه سوف يتوفي وبعد ذلك تم ادخاله الي عملية مستعجلة الا انه توفي لخطورة الاصابة والنزيف الحاد.
    ‭‬ كيف بدات التحريات وماهي المؤشرات الاولية؟
    - بمعاينة مكان الحادث المؤشرات الاولية ان العربة المستخدمة في الجريمة عربة صالون اصغر من العربة التي تحمل الدبلوماسي غرانفيل وسائقه لان مسار الذخيرة كان من اسفل الي اعلي وهذا ماتبين لاحقا في التحريات واتضح ان تلفون غرانفيل لم يكن موجودا بعد ان سرق من مسرح الحادثة كانت التحريات بواسطة اتيام مشتركة من المباحث وجهاز الامن والاستخبارات واتيام من F.B.I استفدنا من متابعة الاتصالات وتصوير مكان الحادث ومتابعة مسار المقذوفات النارية وكانت المعروضات عبارة عن ظروف فارغة وجدت في مسرح الحادثة الي جانب العربة التي استخدمت في الجريمة والتي اتضح انها مؤجرة من احدي محلات الليموزين واسلحة ضبطت داخل عربة يقودها احد المتهمين بعد القبض عليهم.
    ‭‬ هل كانت عملية القبض عليهم سهلة؟
    - لم تكن سهلة وكانت هنالك صعوبة للوصول اليهم لانهم لا يستخدمون الهواتف السيارة ولا الهواتف الثابتة وانما كانوا يتواصلون مع بعضهم بواسطة (النت) فتم رصد تحركاتهم والقبض علي احدهم والبقية تم استدعاؤهم بواسطة هذا المتهم حتي تم القبض عليهم جميعا.
    ‭‬ هل حاولو الانكار؟
    - لا بل اعترفوا بكل تفاصيل الجريمة وقالوا انهم يجاهدون علي حسب تفكيرهم ومعتقداتهم الي ان اكتملت التحريات ورفعنا الملفات الي محكمة الخرطوم شمال.

    http://addar.info/news/index.php?option=com_contentandview=articleandid=813:%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%AC%D9%88%D9%86-%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%81%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%82%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%B1%D8%A3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9-(%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9)andcatid=74:%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AAandItemid=98http://addar.info/news/index.php?option=com_contentandview=articleandid=813:%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%...8%A7%D8%AAandItemid=98
    - نواصل -

    *
                  

07-16-2015, 05:53 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)



    (7)

    أبريل 1990: ياسيادتك وقِّعْ..الناس ديل نِحْنا أعدمناهم خلاص»

    بكري الصايغ
    mailto:[email protected]@yahoo.de




    1-
    ***- هذه المقالة هدفها تنشيط ذاكرة من نسي تلك الأحداث الجسام التي وقعت في اواخر ايام شهر ابريل- رمضان وقتها من عام 1990،
    ومحاولة الأنقلاب العسكري وفشلها، وفيما بعد من محاكمات عاجلة وصورية، ثم الاعدامات ودفن الجثث في مقابر جماعية مازالت مجهولة حتي الان ومنذ عام 1990،

    ***- هي ايضآ مقالة نهديها لابناءنا (جيل مابعد عام 1990) والذين لم يعاصروا هذه الأحداث ليعرفوا كيف كانت تسير الأمور في زمانات حكم الجبهة الاسلامية والأنقاذ العسكري.

    2-
    ***- ونبدأ في السرد المختصـر للاحداث:
    ------------------------------------
    (أ)-
    ***- قرر عددآ من ضباط القوات المسلحة وبرتب عسكرية مختلفة القيام بانقلاب ضد نظام الجبهة الأسلامية والذي يحكمه العميد عمر البشير، والضباط وهم:

    -الفريق الركن طيار خالد الزين علي نمر.
    - اللواء الركن عثمان ادريس صالح.
    - اللواء حسين عبدالقادر الكدرو.
    -العميد الركن طيار محمد عثمان حامد كرار.
    - العقيد محمد أحمد قاتم.
    العقيد الركن عصمت ميرغني طه.
    العقيد الركن صلاح السيد.
    العقيد الركن عبدالمنعم بشير مصطفى البشير.
    - المقدم الركن عبدالمنعم حسن على الكرار.
    - المقدم بشير الطيب محمد صالح.
    - المقدم بشير عامر ابوديك.
    - المقدم محمد عبدالعزيز.
    -رائد طيار أكرم الفاتح يوسف.
    - نقيب طيار مصطفى عوض خوجلي.
    - الرائد معاوية ياسين.
    - الرائد بابكر نقد الله.
    -الرائد أسامة الزين.
    الرائد سيد أحمد النعمان حسن.
    - الرائد الفاتح الياس.
    - النقيب مدثر محجوب.
    - الرائد عصام أبو القاسم.
    - الرائد نهاد اسماعيل.
    - الرائد تاج الدين فتح الرحمن.
    -الرائد شيخ الباقر.
    - الرائد الفاتح خالد.

    (ب)-
    ***- يقول العميد عصام الدين ميرغني (أبوغســان) في كتابه الذي قام بتاليفه تحت عنوان ( الجيش السوداني والسياسة ) عن الرئيس عمر البشير :

    ***- (وقبيل سويعات من محاولة الأنقلاب:( أما رئيس النظام، الفريق عمر حسن أحمد البشير، فهو كقائد عام وقائد أعلى للقوات المسلحة تقع عليه مسئولية تحقيق العدالة والالتزام بالقانون العسكري واللوائح في كل قضايا القوات المسلحة. وهذا ما لم يحدث طوال مراحل إجراءات التحقيق مع ضباط «حركة أبريل» وحتى تنفيذ أحكام الإعدام، ومن غرائب الأمور أن القائد العام للقوات المسلحة قام بالهروب إلى العيلفون عند بدء التحركات ليختبئ في منزل عضو الجبهة الإسلامية «الطيب النص».. ترك كل مسئولياته القيادية ليديرها ضباط أصاغر، ولم يعد إلا في اليوم التالي.. بعد فشل المحاولة!!)،

    (جـ)-
    ***- فشلت محاولة الأنقلاب لانها افتقدت اهم عناصر نجاحها الا وهي الترتيب المنظم والدقيق، ضمان تاييد القطاعات العسكرية كلها وعدم وجود قوة عسكرية مضادة، سرعة اعتقالات الضباط المناؤيين والقادة السياسيين واعضاء الجبهة الاسلامية وجنرالات (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ)،

    ***- وماكانت هناك مقاومة تذكر من قبل الضباط وقبيل اعتقالهم بعد ان تلقوا وعدآ بمحاكمة عادلة. وقعت حادثة واحدة مؤسفة عندما اشتد الجدل بين اللواء طيار محمد عثمان حامد كرار الذي كان اعزلآ تمامآ من السلاح مع العقيد محمد الأمين خليفة، فقام العقيد محمد وبكل خسة ودناءة طعنه ب(السونكي) في جانبه الأيمن في التاسعة من صباح يوم الاثنين 23 أبريل، عندما رفض اللواء كرار استسلام المدرعات وطالب اللواء الكدرو بالاستمرار في المقاومة. وظل ينذف بلا علاج او تقديم عون!!

    ***- ويقول العميد عصام الدين ميرغني (أبوغســان) في كتابه ( الجيش السوداني والسياسة ):
    ( أما الأدهى والأمر، فهو أن رئيس النظام عمر البشير لم يكن يعلم عن تنفيذ أحكام الإعدام حتى صباح اليوم التالي، حين دلف إليه حوالي الساعة التاسعة صباحاً من يوم الثلاثاء 24 أبريل 1990 العقيد عبد الرحيم محمد حسين والرائد إبراهيم شمس الدين في مكتبه بالقيادة العامة، وهما يحملان نسخة من قرارات الإعدام ليوقع عليها بصفته رأساً للدولة (كما ينص القانون العسكري)، ويقول أحد الشهود أن الرائد إبراهيم شمس الدين قال للفريق عمر البشير حينما تردد في التوقيع بالحرف الواحد: «يا سيادتك وقِّعْ..الناس ديل نِحْنا أعدمناهم خلاص».. فوضع الفريق ـ الذي يُحكَمُ ولا يَحكُم ـ يديه على رأسه للحظات، ثم تناول القلم وهو مطأطئ الرأس، وقام بمهر قرارات الإعدام التي تم تنفيذها بالفعل قبل ست ساعات مضت على أقل تقدير!!)،

    ***- جرت محاكمة عاجلة للضباط بعد فشل انقلابهم، وتشكلت لهم محاكم (صورية) بكوادر الجبـهة الإسلامية في السجن الحربي ب(كرري) وعلي رأسها:

    1- محمد الخنجر، عضو المجلس الأربعيني ورئيس المحكمة الصورية الأولى.
    2- سيد فضل كنّه، عضو المجلس الأربعيني ورئيس المحكمة الصورية الثانية.
    3- صديق الفضل،عضو المجلس الأربعيني، وعضو المحكمة الصورية الأولى.
    4- سيف الدين الباقر، عضو المجلس الأربعيني وعضو المحكمة الصورية الثانية.
    5- الجنيد حسن الأحمر، عضو المجلس الأربعيني وعضو المحكمة الصورية الثانية.
    6- محمد علي عبدالرحمن، ضابط الاستخبارات العسكرية ممثل الاتـهام في الصورية الثانية.

    ***- صـدرت الاحكام بالاعدامات، وتم التنفيذ فور صدورها،
    ***- أما مجموعة التنفيذ التي قامت بإطلاق النار، فقد كانت تحت قيادة الرائد محمد الحاج من أمن النظام، ومعه مجموعة مكونة من عشر كوادر، تم اختيارهم بعناية، ويتبعون جميعاً لأمن الجبهة الإسلامية، وكانوا يعملون في ذلك الوقت في جهاز أمن الدولة تحت القيادة المباشرة للدكتور نافع على نافع. ( المصـدر: العميد عصام الدين ميرغني (أبوغســان) في كتابه ( الجيش السوداني والسياسة )،

    ***- هنالك حدث جدير بالتسجيل والتوثيق، وهو الحالة التي كان عليها المقدم بشير الطيب حينما أُعدم، فكل القوانين العسكرية على نطاق العالم لا تجيز تنفيذ حكم الإعدام في أي مصاب يحتاج إلى علاج، خاصة إذا كانت الإصابة من جرح ناتج عن معركة أو اشتباك مسلح.. برغم ذلك أُعدِمَ المقدم بشير وهو مصاب بطلق ناري إصابة بالغة، ونورد أدناه ما كُتب في إحدى المجلات العربية: «أصيب المقدم بشير الطيب بجراح بالغة بعد أن أطلق عليه النار سائق الرائد إبراهيم شمس الدين أمام بوابة القيادة العامة. رغم ذلك، فقد تُرِكَ ينزف ولم يرسل إلى المستشفى العسكري لعلاجه. وقد اقتيد إلى ساحة الإعدام وهو شبه ميت من النزيف الحاد.»

    ***- اما عن عمر البشير فانه لم يتدخل بأي شكل كقائد عام وقائد أعلى للقوات المسلحة.. لم تتدخل قيادة القوات المسلحة بدءًا برئيس هيئة الأركان ونوابه.. لم يكن هنالك أي دور لفرع القضاء العسكري المناط به التحقيق القضائي وصياغة لوائح الاتهام في أي جريمة تقع داخل القوات المسلحة.. أما الأدهى والأمر، فهو أن رئيس النظام لم يكن يعلم عن تنفيذ أحكام الإعدام،

    3-
    *** قصاصات قديـمة تحكي عن وقائع واحداث انقلاب رمضان 1990
    *****************************************************

    ***- نزل خبر الاعدامات علي الناس كنزول الصاعقة ،وراحوا يتلفتون بذهول واستغراب شديدين في كل الاتجاهات عسي وان يجيئهم مبشر وينفي الخبر الشـؤم.

    ***- ولكن وبعد تاكيد الخبر بشكل رسمي ، نسي الناس امور الاستعدادات للعيد وتركوا كل سؤال عن احتياجات الاسر ومتطلباتها والنزول للاسواق الاسواق لسترة الاهل ومظاهر العيد،

    ***- وكان كل بيت سـوداني في كل الارجاء يعتبر بيته محل عزاء علي ارواح الشهداء.

    ***- وكان باقيآ علي إنتهاء شهر رمضان اقل من 48 ساعة ، راحوا فيها الناس ويبتهلون للة تعالي في الشهر الكريم وان ينزل جام غضبه وسخطه علي القتلة الذين لم يراعوا ابسط حقوق المتهمين المعتقلين في محاكمة عادلة، وخصوصآ وان الانقلابييون لم يطلقوا طلقة واحدة في اتجاة السلطة، وإرتضـوا بالاستسلام بعد اتفاق (جنتلمـان) مابينهم وسوار الدهب،

    ***- توجهت الملايين في هذين اليوميين للصلاة بالجوامع كالعادة في كل شهر رمضان وحتي الانتهاء من صلاة التراويح، الاانهـم خصصـوا كل دعواتهم في ان يقتص الله تعالي من الانقاذ ويـحرق نسلهم ويوقف نطفتهم ويذيقهم في الدنيآ عذاب الأخرة ويجعل نهاية كل واحدآ فيهـم اسوآ من نهايـة هتلر وجنرالاته،

    ***- راح الرائد شمس الدين وبحرسه الـمدججون بالسلاح يطوفون علي منازل اسـر الشهداء ليمنعهـم من اقامة اي عزاء او اي مظهر من مظاهر الحزن، وارهب الناس لابقوته او بشخصـيته العسكرية وانـما بالعشرات من حرسه وبحجم وكثافة عربات القوات المسلحة التي كانت تحت امرته وترافقه في شكل مظاهرة عسكرية تجوب الشوارع طولآ وعرضآ بشكل استفزازي لمشاعر الاسر المكلومة.

    ***- لـم يـكن عـيد الفطر في ذلك العام 1990 عيــدآ، بل يعتبـر ومازال ويعتبر منذ ذلك اليوم والي الأن واحدة من أسوأ الاعياد التي مرت في تاريخ السودان بعد الاستقلال (بجانب يوم وقفة يوم الأضحي عام 1998 ومجزرة العيلفون). كان عيــدآ مـرآ حامضـآ الاعنـد أهل الأنقاذ القتلة...

    4-
    ***- تم دفن الضباط بعد تنفيذ احكام الاعدام فيهم بمنطقة (المرخيات) في مقابر جماعية مجهولة الأثار، وترفض وزارة الدفاع منذ عام 1990 وحتي اليوم اخطار أهالي الشهداء باماكن قبورهم!!، قامت هذه الأسر المكلومة بتقديم عرائض للمسئوليين الكبار بالدولة ووزارة الدفاع بمساعدتهم في معرفة القبور الا ان كل هذه العرائض لم تجد الاهتمام من احدآ، وقاموا ايضآ بمظاهرات امام الامانة العامة لمجلس فقمعت المظاهرة بعنف!!

    5-
    ***- تجئ هذه الايام الاخيرة من ابريل 2012 الذكري ال22 علي فشل محاولة الانقلاب التي صادفت ايضآ وقتها شهر رمضان الكريم.....وتـم تنفيـذ حكم الاعدامات ليلة وقفة عيــد الفطر!!!

    ***- ملحوظة: في ليلة (وقفة عـيد الأضـحي) ابريل 1998 وقعت مجزرة معسـكر (العيلفون)!!!

    6-
    ***- الشكر وكل الشكر لبعض المواقع الالكترونية التي وثقـت اجزاءآ مهمة من هذه الاحداث، ومازلنا نجري خلف الجديد المثير الذي لم يستكشف بعد.

    *
                  

07-16-2015, 06:04 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)




    (8)

    الإرهاب: أخطبوط (داعش) يلتف حول عنق السودان

    ٩ يونيو ٢٠١٥

    ذات نهار قائظ وألسنة أشعة الشمس تلسع وجوه الجموع البشرية في العاصمة الخرطوم، استعد المُصلون العام الماضي، لأداء صلاة (الجُمعة)، والاستماع إلى الخُطبة الشهيرة الموسومة بــ(يا أيتها الإنقاذ قد انقطع الأمل) ، قدَّمها الدكتور محمد علي الجزولي المُنسق العام لما يسمى بـ( تيار الأمة الواحدة )، ورأس الرمح لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في السودان، وعقب انتهاء الخُطبة، كان الجزولي في قبضة الأجهزة الأمنية عند مداهمة منزله الكائن بحي الطائف جنوب الخرطوم ، وحينها كشفت إدارة صفحة الشيخ الجزولي، في (تويتر) و(فيس بوك)، أن السلطات اقتادت الشيخ ورجَّحت احتمال وجوده في سجن كوبر، وسبق أن منعت السلطات الشيخ نفسه، من الخطابة في منبر مجمع المعراج بالطائف بسبب تأييده لتنظيم (داعش) .

    جذور تنظيم داعش واعتراف الخرطوم بوجوده

    حسناً .. انتبه أنت في وادي جديد لذئاب (الدوعش) البشرية في رقعة جغرافية مترامية الأطراف اسمها السودان وتنظيم الدولة الإسلامية الدموي، وطأت أقدامه أرضاً خصبة قوامها الشباب المتطرف والسلاح، خاصة وأن جهات دولية ذات صلة اتهمت الرئيس السوداني عمر البشير بضلوعه في تمويل وتدريب ومد الجماعات التكفيرية الإرهابية المُسلحة في الأراضي الليبية بالمال والسلاح وعلى رأسها تنظيم (داعش) الإرهابى، وتُشير تقارير صحفية إلى إن السلطات القطرية تُرسل السلاح إلى ليبيا عن طريق السودان، ما استدعى التعرف على موقف البشير مما يحدث فى ليبيا .

    الحكومة آثرت الصمت لفترة طويلة، لكن بعد اتساع الفتق على الراتق شكت وزير التعليم العالي السودانية سمية ابو كشوة في مؤتمر صحفي عقب ظهور نتائج الانتخابات السودانية، من جهات - لم تسمها - تستدعي الطلاب السودانيين للانضمام إلى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، وأوضحت أن المسألة ليست قاصرة على الجامعات وحدها، وإنما هناك فئات أخرى من المجتمع انضمت للتنظيم.

    وتقول أبوكشوة إنها لا تعرف ما يقوم به الطلاب خلال أوقاتهم الحرة ، وأكدت عدم وجود أي اتجاه لتحجيم النشاط السياسي بالجامعات، لكنها اتهمت ممارسي الأنشطة السياسية بأنهم مسنودين من جهات خارجية – لم تحددها – ودعت الى بتخصيص أماكن للترفيه وممارسة الأنشطة الثقافية المختلفة .

    غير ان الخبير الأمني، حسن بيومي، في حديثه لــ(عاين) استبعد وجود التنظيم الدولة الإسلامية في السودان ، ويدلل على ذلك بقوله ان التنظيم اصبح محاصراً ولن يستطيع التمدد في بلاده فضلاً عن ان البيئة السودانية، وأخلاقيات أهله التي لن تتقبل القتل والذبح باسم الدين، موضحاً أن السودان لن يسمح بمثل هذا العبث ويسعى جاهداً لحسم الهوس الديني .

    فيما يقول الهادي محمد الأمين المُختص في شأن الجماعات الإسلامية لــ(عاين)، إن تصريح وزارة التربية والتعليم العالي، الذي أشار إلى وجود جهات تستقطب طلاب الجامعات لـ(داعش) يُعتبر أول اعتراف رسمي من قبل الحكومة بوجود منظم لتنظيم الدولة الإسلامية داخل مؤسسات التعليم العالي والساحة السودانية، وهو أمر كان منكوراً ولا تعترف الحكومة به، واعتبره اعترافاً خطيراً يأتي في توقيت قاتل خاصة بعد الإعلان الرسمي عن فروع تتبع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) فرع ليبيا وآخر فرع اليمن والسودان على المستوى الرسمي يعد من دول المقدمة التي أُسند لها لعب أدوار في البلدين .

    اما القيادي الإسلامي البارز ورئيس حركة (الإصلاح الآن) غازي صلاح الدين ، لم يستبعد تمدد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) داخل السودان وقال: "لاشيء يمنع ذلك"، واعتبر أن بروز التنظيم الأكثر تشدداً من القاعدة جاء نتيجة حتمية لإفلاس الأنظمة العربية والإسلامية وإخفاقها في تجارب الحكم والعدالة الاقتصادية.

    مشاركة طلاب سودانيين في سوريا والعراق وليبيا ضمن داعش

    سبق أن أشارت صحيفة (الأوبزيرفر) البريطانية في مارس الماضي عن التحاق مجموعة تضم (9) طلاب يحملون جوازات بريطانية من أسر سودانية مرموقة بتنظيم ( داعش ) والذهاب الى سوريا عبر تركيا للعمل بمستشفيات في مناطق خاضعة لـ(داعش) ، وحينها اتهم نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن جهات داخلية وخارجية ومخابرات دولية بالوقوف وراء ظاهرة التطرف في المجتمعات العربية والأفريقية.

    وتقول وزيرة التعليم العالي سمية ابوكشوة في مؤتمرها الصحفي ذاك إن عدد الطلاب الذين يمارسون أنشطة سياسية بالجامعات قليل لكن صوتهم عالٍ يُعبر عن جهات خارج الجامعة، ودعت إلى ترشيد العمل السياسي داخل الجامعات من خلال تفعيل الضوابط وتثقيف الطلاب ، فيما يرى الهادي محمد الأمين في حديثه لــ(عاين) أنه الى جانب تدفق شباب وطلاب سودانيين للالتحاق بتنظيم (داعش) والانضمام لكتائبه والقتال في صفوفه بشكل لافت للأنظار ، وجد اهتماماً داخلياً وخارجياً في مستويات عديدة كان آخر ملامح هذه التطورات مقتل محمد مأمون أحمد مكي، في (إدلب) في سوريا ووصفته أجهزة الإعلام السورية بابن لادن السوداني ، وقد سبقه محمود راشد سيد احمد – سوداني الاصل بريطاني الجنسية – الذي قتل في مدينة تكريت العراقية ، اضافة لتفجير سوداني آخر نفسه في العاصمة الليبية طرابلس ، الى جانب فرار وخروج الطلاب والطالبات من الخرطوم إلى تركيا ومنها لمعسكرات اللاجئين في الحدود ما بين تركيا وسوريا تمهيداً للانخراط في ألوية أبو أبكر البغدادي ما أثار ضجة كبرى داخل وخارج البلاد.

    تمدد التنظيم في دول الجوار السوداني

    وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان سبق وأن قال إن تنظيم (داعش) يمثل تهديداً خطيرا للمنطقة، باعتبار أن حراكه لا يقف عند الحدود بين الدول، وحذَّر من انتقال الأعمال الإرهابية إلى البلاد ، وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة حراكاً عسكرياً وسياسياً لمحاصرة التنظيم ، فيما كشف أبو مصعب الليبي، أحد مقاتلى التنظيم الإرهابى في سوريا والعراق، عن أن التنظيم يستعد لتلقى بيعات جديدة من الصومال والسودان، وإيران ودول أوروبية، بهدف التوسع في المنطقة، مشيرًا إلى أن جماعة (الإعتصام بكتاب الله والسنة) السودانية، وجماعة (شباب المجاهدين) الصومالية، تستعدان لمبايعة (داعش)، وأن هذه البيعة تُمثل حرباً نفسية على قادة التحالف الدولي المُعادي للتنظيم.

    غير ان الخبير الأمني، حسن بيومي أكد لــ(عاين)، أن مصر أغلقت حدودها بشكل كامل، وكذلك ليبيا للتضييق على (الدواعش) ما يغلق الباب أمام تسللهم إلى السودان ، ويؤكد الخبير في الجماعات الإسلامية، الهادي محمد الأمين في إفادته لـ(عاين)، إن المسألة تطورت في السودان في أعقاب إعلان شيوخ ومجموعات اسلامية بيعتهم للتنظيم بشكل رسمي أمثال الشيخ مساعد السديرة والدكتور محمد علي الجزولي المعتقل الآن على ذمة موقفه من (داعش)، وإعلان جمعية الاعتصام بالكتاب والسنة تأييدها ومناصرتها لداعش من داخل الجامعات السودانية عن طريق جهات رفضت تسميتها أو تعيينها .

    وأوضح الهادي أن الأمر بالغ الخطورة في هذا الظرف التاريخي الدقيق، وأضاف ( السؤال المفصلي والمهم هو: ما هي استراتيجية الدولة وسياستها لمعالجة الظاهرة؟ وكيف تواجه هذه التطورات في اتجاهاتها السالبة ومضاعفاتها وإفرازاتها ؟ ) ، ويرى ان الظاهرة بدأت تتسع رقعة دائرتها وتزيد تبعاً للتطورات المُتسارعة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي .



    داعش تعتزم التمدد في القارة السمراء

    وقد أعلنت وكالات أنباء ووسائل إعلامية غربية أكدت عزم (داعش) التوسع في القارة السمراء ونقل جزء من نشاطه للدول الأفريقية ومن بينها- بلاد النيلين- لتجيء فيما بعد أبرز المحطات لعملية جهاديين سودانيين لـ(داعش) في مقدمتهم إسناد أمجد فيصل، وتوقيعه على بيان ضمن حملة إعلامية واسعة النطاق لتأييد البغدادي، حيث شملت قائمة الموقعين على البيان (45) شخصية من مختلف أنحاء الدول العربية والإسلامية من بينها السودان، ووقع إلى جانب أمجد فيصل، خصمه، محمد علي الجزولي، وسعيد نصر، ومساعد السديرة، تلا ذلك وصول المقاتل، أمجد فيصل، إلى أرض الخلافة التي يتزعمها، أبو بكر البغدادي، وجاء مقدمه متزامناً مع إعلان التيار السلفي الجهادي- بلاد النيلين- نبأ استشهاد عدد من عناصره المقاتلة في كل من مالي وليبيا واليمن في عمليات عسكرية متفاوتة وزف الجهاديون خبر مقتل محمد برعي الهلالي، ويطلق عليه (أبو عمر السوداني)، الذي لقي حتفه في معركة قوية بين كتائب أنصار الشريعة وقوات الجنرال خليفة حفتر في بنغازي. وحاول محمد برعي الهجرة إلى العراق للالتحاق بالفصائل الجهادية لكنه لم يوفق وحاول مرات الوصول إلى ليبيا فتم اعتقاله في الحدود (السودانية- الليبية)، وبعد إخلاء سبيله استطاع اختراق الحدود بين البلدين والوصول إلى بنغازي حيث قُتل هناك ، هذا إلى جانب مقتل، محمد أحمد عبد الحميد في قصف جوي عبر سلاح الطيران الليبي بذات الموقع ، فيما قُتل إدريس إبراهيم في عملية اشتباك مباشر مع (المارينز) في حضرموت عبر عملية إنزال جوي بينما قتل أبو دجانة السوداني، في شمال مالي بعد تفجير نفسه بعبوة ناسفة وسط رتل من سيارات الدفع الرباعي التابعة للجيش الفرنسي في مالي خلال عملية طواف ليلي بعد اختراق سريع للقوات الفرنسية.

    وفي مقالته تحت عنوان (الدولة الإسلامية .. قريباً تصل أمريكا) التي سطرَّها أبو مصعب الليبي، قال في متنها إن التنظيم سيلتحق به الكثيرون من الصومال والسودان بعد تلقيه البيعة من جماعة ( بوكو حرام النيجرية ) ، وفي سياق مختلف، قال أبو ماريا القحطاني، المسؤول الشرعي في جبهة (النُصرة) السورية ، وهو فرع لتنظيم القاعدة ، إن الخلاف مع تنظيم الدولة ( داعش ) ليس سياسياً أو على أمور إدارية، وإنما منهجى، تماماً مثلما أكد زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، في وقت سابق .

    أما أمين أمانة الفكر بالمؤتمر الشعبي في السودان أبو بكر عبد الرازق يقول لــ(عاين)، إن تنظيم الدولة الإسلامية ليس موجوداً بالمعنى الدقيق فيما يختص بهياكله وتراتيبه ولوائحه ونظمه وأجهزته المُختلفة، لكن التنظيم وجد تعاطفاً في السودان لاعتقادهم أن أمريكا والدول الغربية تبادر بالاعتداء على الدول الإسلامية .

    وقد طالب القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم مصطفي عثمان إسماعيل أجهزة الدولة الإهتمام بأسباب إلتحاق الطلاب بتنظيم الدولة الاسلامية، ودعا إلى الإهتمام بدراسة وتقصي كامل حول الحادثة، ونوَّه إلى أن السودان يمتلك مدرسة في معالجة التطرف، وأضاف: "لدينا قناعة وتجارب أن التطرف لا يُعالج بالعنف وحتى المتطرفين في السودان تمت معالجتهم بالحوار والأفكار وبعدها انخرطوا في المجتمع" ، فيما يقول عوض حسن، إن مجموعات كبيرة من الشباب توجهت نحو التنظيمات المًتشددة مثل (داعش) و(جبهة النصرة) و(بوكو حرام)، وتنشط الأخيرة في نيجيريا ودول مجاورة في غرب أفريقيا .

    عنصر المفاجأة مجاهد سوداني داخل داعش

    في شهر ديسمبر العام الماضي حط المقاتل السوداني أمجد فيصل رحاله في ديار تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش) برفقة زوجته وابنه عبد الرحمن، أما المُفاجأة فتمثلت في شقيق أمجد فيصل ( أحمد ) بعد أن سبقه إلى هناك قبل عدة أشهر للاستقرار تحت ظلال دولة الخلافة بالعراق والشام في حالة نادرة وغير مسبوقة في وقت تكاثرت فيه ظاهرة تدفق وهجرة الشباب النافر عبر التسلل من الخرطوم تحت جنح الليل الذي تتخذه العناصر الجهادية كساتر وغطاء للتخفي عن أعين الرقيب الأمني للالتحاق بجيش الدولة، رغم الإجراءات المشددة التي تفرضها السلطات الأمنية وتعمل على ضبط عملية الخروج والمغادرة عن طريق مراقبة المعابر والمنافذ البرية والبحرية والجوية، لكن المجموعات الجهادية غالباً ما تفلح في الإفلات من عملية الرقابة المضروبة عليها .

    تُعد خطوة المقاتل السوداني، أمجد فيصل، الذي درس الهندسة ويسكن بمحلية كرري حي الثورة بمدينة النيل طبقاً للهادي محمد الأمين، في حديثه لــ(عاين)، ثاني مُفاجأة فيما يتعلق بارتباطها المباشر بتنظيم الدولة الإسلامية، حيث شهدت الساحة السودانية من قبل مبايعة أسرة سودانية بكاملها لـ(أبي بكر البغدادي)، كخليفة للمسلمين ووقف على رأس البيعة الشيخ (مساعد السديرة) الذي أعلن في وقت سابق أنه يعمل تحت إمرة (داعش) وخليفتها (البغدادي) هو وأفراد أسرته، وقال في مدونته المنشورة على منتديات وشبكات الجهاديين الإلكترونية (إنه بايع خليفة المؤمنين، أبو بكر البغدادي له عليه السمع والطاعة هو وزوجته وأولاده)، وكلفه هذا الموقف حريته، حيث تم الزج به في سجن (كوبر) لمدة زادت قليلاً عن الأربعة أشهر، ليأتي بعده تلميذه وأحد المقربين إليه والمؤمنين بفكره (أمجد فيصل) ليطبق البيعة والهجرة معاً في آن واحد .

    ويؤكد ذلك ويستتبعه بياناً بالعمل بعد خروجه من أرض البلاد ومغادرته الخرطوم بتفويج نفسه للالتحاق بكتائب المجاهدين معلناً في شهر (ديسمبر) من العام الماضي ووصوله إلى أرض الخلافة بالعراق والشام، والرجل ضمن شباب كثيرين وقعوا أسرى لأفكار القاعدة على الصعيد الخارجي وتشبعه بمنهج السلفية الجهادية من خلال السير في طريق أقطاب التيار السلفي الجهادي أمثال الشيخ (مساعد السديرة) (فخر الدين محمد عثمان)، (صادق عبد الله عبد الرحمن) وغيرهم كثير .

    وكان الشيخ صادق عبد الله أبرز شيوخ التيار السلفي الجهادي ومعه شقيقه عمر عبد الله عبد الرحمن قد وجها انتقادات حادة لـ(داعش)، وشاركهما في ذات النقد والرؤية الشيخان، عبد الحي يوسف، ومحمد عبد الكريم، وبموقفهما هذا فقدا الكثير من شباب السلفية الذين هجروهما واتجهوا صوب معهد ومنزل الشيخ، (مساعد السديرة)، أقوى العناصر السودانية المبايعة لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام .

    الوقائع أعلاه تحمل العديد من المؤشرات، من بينها أن وجود جهاديين في العراق ضمن فصائل (داعش) وتكثيف انتشار بعض الجهاديين السودانيين بليبيا ومقتل بعضهم هناك، الى جانب وجود إعلان (داعش) رسمياً في ليبيا ونوايا التنظيم للانتقال الى السودان، يضع البلاد في مواجهة تحديات جديدة، كما يبرز تحدٍ آخر بدأ في الظهور على السطح معبراً ومعلناً عن نفسه بقوة وهو التيار الجهادي، فكيف تتعامل الحكومة معه؟ وما هي آلياتها وأدواتها في مواجهته بعد أن قوى عوده في ظل تطورات محلية وإقليمية ودولية بالغة التعقيد؟ أسئلة حرجة تجعل الحكومة ترفع أعلى درجات الحذر تأهباً لمقابلة القادم الجديد عابر الحدود من خلال الـ(تاتشر) والـ(بيك آب).

    http://www.3ayin.com/breaking-detail.php/153/http://www.3ayin.com/breaking-detail.php/153/

    *
                  

07-17-2015, 09:32 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)



    (9)


    السودان يفرج عن معظم عناصر خلية الدندر المتشددة

    الخرطوم 20 يونيو 2014 ـ أفرجت سلطات سجن الهدى بأمدرمان، الخميس، عن 23 متهماً من بين 30 متهم من عناصر خلية الدندر المتشددة، بعد توجيهات من نيابة التحقيقات الجنائية بالخرطوم بحري. وتراجع المتهمون عن أفكارهم بعد سلسلة حوارات ومراجعات فكرية.

    رئيس مجمع الفقه الإسلامي عصام أحمد البشير قاد مراجعات مع المجموعة المتشددة
    وألقت السلطات الأمنية القبض على عشرات الشباب بمحمية الدندر الطبيعية إثر مواجهات راح ضحيتها أحد جنود شرطة الحياة البرية، في نوفمبر 2012.
    وكانت المجموعة بصدد تدريب عسكري في مخيم استعدادا للجهاد في مالي ضد القوات الفرنسية.
    وشارك مجمع الفقه الإسلامي برئاسة الدكتور عصام أحمد البشير في دراسة أفكار المتهمين وتوصل إلى نتيجة إيجابية مفادها أن ثمة تأثيرات خارجية على المتهمين بجانب صغر سنهم.
    وأفادت صحيفة سودانية، الجمعة، بأن وكيل نيابة الإرهاب عبد المنعم عبد الحافظ أصدر قراراً بإطلاق سراح 23 من المتهمين استناداً على قرار وزير العدل، بجانب إصدار أمر باستمرار التحريات مع 7 آخرين من المجموعة والبت في أمرهم.
    وتم تنفيذ قرار اطلاق سراح المتهمين بتعهدات شخصية وسط حشود من ذويهم، وذكر مصدر أنّ عبد الحافظ سبق وأن شطب الاتهام في الحق الخاص وبالتالي سقطت عقوبة القصاص بعد أن تنازل أولياء الدم.
    وكانت المجموعة المتشددة قد هاجمت أثناء تمركزها في محمية الدندر الطبيعية نقطة لشرطة حماية الحياة البرية واستولت على بنادق آلية، وسقط على إثر ذلك الهجوم أحد عناصر الشرطة.
    يذكر أن المتهمين كانوا يواجهون تهم الاشتراك في إرتكاب جرائم القتل العمد والنهب واستعمال الزي والشارات العسكرية والتدريب غير المشروع وإثارة الشعور بالتذمر بين القوات النظامية والتحريض على إرتكاب ما يخل بالنظام وإثارة الكراهية ضد الطوائف وتكوين منظمات الإجرام والإرهاب والإخلال بالسلام العام، تحت المواد "21/130/175/60/62/64/5 6/69" من القانون الجنائي.
    كما خالف المتهمون أحكام المادتين "5 و6" من قانون مكافحة الإرهاب والمادة "26" من قانون الأسلحة والذخيرة والمادتين "7 و11" من قانون حماية الحياة البرية.

    *
    http://www.sudantribune.net/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%81%D8%B1%D8%AC-%D8%B9%D9%86,8453http://www.sudantribune.net/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%81%D8%B1%D8%AC-%D8%B9%D9%86,8453
    *
                  

07-17-2015, 09:43 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)




    (10)

    تكفيريون في السودان بين مبايعة 'داعش' ورفضها


    08-29-2014 03:22 AM
    محمد بن سعود الملفي

    الخرطوم- العديد من التيارات الجهادية في العالم الإسلامي اعتبرت أنّ إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف إعلاميا بـ “داعش”، عن قيام “دولة الخلافة”، بعد أن استولى على مساحات شاسعة في شمال العراق وغرب سوريا، فتحاً إسلامياً يستوجب الاصطفاف وراءه. وبدأت بالفعل تحشد مؤيديها وتحثّهم على الهجرة إلى “دولة الخلافة الراشدة”، بعيداً عن (حكومات الطواغيت). غير أنّ تنظيمات تكفيرية أخرى رفضت هذه “الخلافة”، شأن ما حصل في السودان الذي تمزّق تكفيريّوه بين مبايعة تنظيم “داعش” ورفضه.

    “التكفيريون ملة واحدة”، وإن تباعدت المسافات وتباينت المسميات؛ فإن تباطأ البعض في تأييد “خلافة داعش الإسلامية”، فإنهم لم يختلفوا مع التنظيم على المشانق التي نصبها لإعدام المسلمين قبل غيرهم، في مدة وجيزة لا تتجاوز بضعة أشهر. وربما يعدّ المهرولون إلى الدولة الوليدة أقل وطأة وشرّا من بعض الساكتين “تُقية”، والكلمة (بضم التاء) معروفة في أدبيات التكفيريين وتعني إخفاء الرأي اتقاء لشر الأعداء.

    الإخوان منبع التطرف

    وفي هذا السياق، فإنّ الجماعات التي سارعت إلى تأييد داعش، تتخفى كلّها خلف ستار السلفية، رغم أنّ مجملها منشق عن التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، فهم “قطبيُّون”، يستقون أفكار التكفير وجواز الخروج على الحاكم المسلم من أفكار سيد قطب، وهم كذلك “سروريون” في وصفهم للصوفية والجهمية والمعتزلة والأشعرية بأهل الأهواء.

    وبناء على ما سبق، يرى مراقبون أنّ الصراعات الخفية بين الإخوان المسلمين والمنهج السلفي داخل أروقة الجماعة نفسها، هي المسؤولة عن تفريخ الأيدولوجيات الأكثر تطرفاً بعد تبادل الاتهامات بين التيارات الإخوانية بالتساهل أو إهمال المنهج القطبي.

    كما يشير المراقبون إلى أنّ ظاهرة التكفير والغلو الديني وإباحة دماء المسلمين وغيرهم لم تستثن أيّ دولة في العالم، وقد نمت الجماعات المتطرفة في العديد من البلدان حتى الأوروبية، وبدأت تسمع أصواتها للجميع، وبصورة علنية، مع بروز تنظيم داعش وإعلانه عمّا تُسمّى “دولة الخلافة”، لتفرّخ من جديد العديد من المتطرفين من المحيط إلى الخليج ومن الفرات إلى النيل، خصوصاً في ظل حالة الفلتان والفوضى التي أوجدها ما عرف بـ”الربيع العربي” في العديد من البلدان.

    تأسيس "جماعة الاعتصام"

    “جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة”، تعدّ آخر التنظيمات المنضوية تحت لواء داعش، وهي جماعة صغيرة منشقة أيضا عن تنظيم الإخوان المسلمين في السودان، ويقودها سليمان أبو نارو، وهو أحد قادة التنظيم التاريخيّين، وقد بايعته هذه الجماعة أميرا مدى الحياة، قياسا على الإمامة الكبرى، شأنه شأن خلفاء بني أمية والممالك الإسلامية. هذه الجماعة أعلنت في بيان نشرته، مؤخّرا، “إنّها تُعلن تأييدها ونصرتها لهذه الخطوة المباركة”، في إشارة منها إلى إعلان “دولة الخلافة”.

    ويذكر، أنّ سليمان أبو نارو، كان قد قاد لأكثر من 15 عاماً عدة انشقاقات تنظيمية على صادق عبدالله عبدالماجد، ممثل القيادة التاريخية للإخوان المسلمين السودانيين، حتى توج ذلك بإنهاء ارتباطاته المنهجية والتنظيمية به، وأسّس من ثمّة “جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة”، بعد أن كان قد غادر أبونارو تنظيم الإخوان المسلمين بقيادة الترابي سنة 1977، عقب المصالحة الوطنية التي أجراها الرئيس جعفر نميري.

    وقد استطاع الشيخ أبو نارو ومناصروه في عام 1991 من السيطرة على مقاليد جماعة الإخوان المسلمين من خلال “المؤتمر العام”، ممّا دفع بالقيادات التاريخية للإخوان وقتها؛ صادق عبدالله عبدالماجد، والبروفيسور الحبر يوسف نور الدائم، وعصام البشير إلى رفض الجماعة بثوبها الجديد وتشكيل جماعة إخوان أخرى، بعضوية محدودة، في وقت استأثر فيه أبو نارو بالجماعة واسمها وعضويتها.

    داعش في عيون التكفيريين


    يلاحظ أنّ تنظيم الرابطة الشرعية لعلماء المسلمين في السودان، الذي كان مرشحاً على نطاق واسع لأن يعلن تأييده لخلافة الدولة الإسلامية ومبايعة البغدادي، رفض هذه “الدولة”، بل نشر على موقع شبكة الهداية التابع له على الإنترنت مقالاً بعنوان (إعلانُ الخِلافةِ الإسلاميَّةِ – رؤيةٌ شرعيَّةٌ واقعيَّةٌ) بتاريخ 14 أغسطس 2014، جاء في إحدى فقراته: “باستعراض التاريخ الإسلاميِّ يَظهر جليًّا كثيرٌ من إعلانات الخلافة الوهميَّة، سواءً عن طريق الدَّعوات المزعومة بالمهديَّة، أو عن طريق فِرَق الخوارج الضالَّة؛ وهم أكثرُ النَّاس تلهفًا للخلافة، لكنْ بغير هُدًى ولا كتابٍ منيرٍ”، ويواصل المقال: “ويبدو – والعِلم عند الله – أنَّ هذه سِمةٌ لهم، أمَّا أهلُ السُّنَّة والجماعة فلا يُثبتون اسم الخِلافة، أو الإمامة العظمى إلَّا لِمَن ثبتَتْ له الولاية على جُمهورهم؛ بالاختيار أو التغلُّب، في شتَّى بِقاع المسلمين، وأمَّا مَن بُويع من أهل قُطْرٍ واحد، أو تغلَّب عليه، فقد ثبتَتْ ولايتُه عليهم، دون ولايتِه على مَن لم يبايعْه أو يتغلَّب عليه، وهكذا نشأتْ مسألة تعدُّد الأئمَّة التي سبَق ذكرُها آنفًا، وليستْ هذه المقالة مسوقةً لمناقشتها جوازًا، ومنعًا”.

    وفي سياق آخر، أورد المقال كذلك: “فلا يصحُّ لأيِّ جِهة أن تُعلن خِلافتَها على كافَّة المسلمين، وتُنصِّب إمامًا من عندها، ثم تطلُب من جميع المسلمين في كلِّ أنحاء الأرض أن تُبايعَه خليفةً للمسلمين، وهي لم تتمكَّن بعدُ، ولا تستطيع أن تَحميَ القريب منها، فضلًا عن البعيد عنها، فهذا عبثٌ وحماقة؛ فإقامة الخلافة لا تكون بمجرَّد الادِّعاءِ والإعلان؛ فأيُّ قِيمة لإعلان ليس له حقيقةٌ في الوجود؟!”.

    تعدّ قضية التطرف الديني في السودان، قديمة نسبيا وليست وليدة اللحظة، بل يرجع العديد من المراقبين البداية الفعلية لبروز الفكر التكفيري في السودان إلى العام 1992، (ربما كان قبل ذلك بصورة خفية)، وذلك عندما قرَّر السودان إلغاء تأشيرة دخول البلاد للأشقاء العرب والمسلمين تشجيعًا للاستثمار. وكنتيجة لهذا القرار تدافعت جماعات التطرف الديني من دول الخليج وشمال أفريقيا إلى السودان، ودخل البلاد كثير من الغلاة والمتطرفين والإرهابيين مثل (كارلوس) الذي سلمته الخرطوم إلى باريس، كذلك شهد السودان حلول زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن على ربوعه.

    وفي هذا السياق، رصد الكاتب الصحفي السوداني أحمد يوسف التاي، في مقالة صحفية، جملة من الأحداث الدامية التي شهدتها البلاد حينها، والتي أودت بحياة العشرات من الأبرياء، وقد كان أبرزها الهجوم الذي شنَّه المدعو محمد عبدالله الخُليفي (ليبي الجنسية عاد من أفغانستان) نهاية العام 1993 على مسجد لأنصار السنة المحمدية بمدينة أم درمان عقب أداء المصلين لصلاة الجمعة، وأودى بحياة 25 من المصلين. وتكرَّر هذا المشهد التراجيدي نفسه بعد سبع سنوات، حيث شهدت البلاد حادثة الجرافة بأم درمان في عام 2000 عندما هاجم رجل يُدعى عباس الباقر، مسجدًا لأنصار السنة أثناء صلاة التراويح وقتل 27 شخصاً وجرح نحو 10 آخرين.

    كما قادت الصدفة وحدها الشرطة لاكتشاف خلية بحي السلمة في العاصمة الخرطوم، ضمَّت مجموعة من الشباب كانوا يعتزمون قتل عدد من الأجانب في دارفور وذلك في عام 2007، فضلاً عمّا حدث فجر اليوم الأول من عام 2008، عندما اغتيل الدبلوماسي الأميركي غرانفيل وسائقه السوداني بالخرطوم بواسطة شباب يحسبون على تنظيم القاعدة، .

    القاعدة و"الغيرة الدموية"

    صحيح أن بعض التنظيمات المتطرفة أعلنت صراحة تأييدها لـ”دولة الخلافة” وزعيمها البغدادي، ولكن يرجح المراقبون أن تكون التنظيمات المتطرفة التي تباطأت حتى هذه اللحظة في مبايعة “الخليفة الجديد”، تابعة للقاعدة وفروعها. إذ لم يؤيد زعيم ما عرف بـ”قاعدة الجهاد” تنظيم داعش وخلافته المزعومة، إلاّ أنه ساق في ذلك حججاً ضعيفة لا تتجاوز القول أن قيادة داعش لم تستشر علماء الأمة في ما قامت به.

    خلاصة القول، وبناء على ما سبق؛ يبرز جليّا أن القاعدة لا تختلف كثيراً في ما ذهب إليه تنظيم داعش أو ربما هي تتفق معه ضمناً، ولكنها من باب “الغيرة الدموية” تشعر أنّ الوليد جاء عاقاً لوالده واستأثر في غفلة من أمره بمساحات شاسعة وأعلن عن “دولة الخلافة الراشدة” التي تخندق من أجلها بن لادن وخلفه الظواهري ردحاً من الزمان. كما استأثر داعش لوحده بـ”استحقاق” تأديب أهل السنة الرافضين له وعشائر الصحوات، والشيعة، وأروى ظمأه من دماء الآيزيديين والصحفي الأميركي جيمس فولي وغيرهم كثر.

    العرب
    http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-161545.htmhttp://www.alrakoba.net/news-action-show-id-161545.htm


    *
                  

07-17-2015, 09:58 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)



    (11)


    الجمعـة 05 شـوال 1430 هـ 25 سبتمبر 2009 العدد 11259

    تكفيريو السودان.. الوجه الآخر لـ«القاعدة»
    لهم أذرع في مجالات الحياة المختلفة.. ومعاهد.. وقناة فضائية.. وإذاعة FM.. وبعضهم أساتذة جامعات

    مصلون في المسجد الكبير بالخرطوم.. ولم يسلم المصلون في أكثر من مسجد في العاصمة السودانية من هجمات شنتها جماعات متطرفة في السابق (أ.ف.ب)

    الخرطوم: إسماعيل آدم
    يحتدم الجدل في العاصمة الخرطوم حول ما يسمى بتنامي النشاط التكفيري العلني في البلاد، على خلفية إصدار رابطة دينية موصوفة بالتشدد فتوى بتكفير الحزب الشيوعي السوداني المعارض في السودان، ووصفه بأنه «سرطان» في المجتمع السوداني، فيما رفض الأخير بشدة بأنه كيان «كافر وملحد»، وبدوره وصف خطوة الرابطة بأنها «هوس ديني». وحرصت الحكومة على التزام جانب الصمت حيال المعركة بين الطرفين. وأعادت الواقعة إلى منابر الخرطوم سجل النشاط التكفيري في السودان، وما ارتبط في جوانبه بالعنف والأحداث الدامية. واندلعت الشرارة الأولى للمعركة القائمة حتى الآن بين الحزب الشيوعي والرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان، أثناء احتفال للحزب في ضاحية «الجريف غرب» شرق العاصمة السودانية بمناسبة افتتاح دار للحزب فيها، حيث وقع اشتباك بالأيدي بين عناصر من الطرفين، تباينت الروايات حول ملابساتها. ففيما تقول الرابطة إن عناصرها ذهبت إلى مكان الاحتفال لتوزيع بيان للرابطة حول نشاط الحزب الشيوعي، يقول الأخير إن ما حدث بمثابة اقتحام من قبل عناصر الرابطة على المحتفلين، وكان أحدهم يحمل «سلاحا أبيض».
    وتقول الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة في السودان، وهي تضم أسماء دينية لامعة في البلاد بينهم أساتذة جامعات إن تكفير الحزب الشيوعي ليس بالأمر الجديد، وإنما جرى تكفيره من قبل الأزهر الشريف في السبعينات من القرن الماضي. وقال الدكتور علاء الدين الزاكي، الناطق باسم الرابطة لـ«الشرق الأوسط»، إن الحزب الشيوعي خرج من جحره وصار يتمدد مثل السرطان في المجتمع. وينظر الحزب الشيوعي إلى الفتوى بعين سياسية، وليست دينية، ويرى أن توقيته يدل على ذلك، وقال يوسف حسين الناطق باسم الحزب الشيوعي لـ«الشرق الأوسط» إن حزبه ربط الأمر بالموقف السياسي السائد في البلاد، لأن هناك جهات توجست خيفة من انتظام أحزاب المعارضة في التنسيق مع بعضها في القضايا الأساسية مثل التحول الديمقراطي وتنفيذ اتفاقيات السلام والانتخابات، وقال حسين «منذ شهرين تقريبا قرأنا بأن المؤتمر الوطني لديه مصلحة في نسج مؤامرة للقضاء على التنسيق بين المعارضة ونسف لقاء جوبا بين القوى السياسية السودانية وهناك منهم من يتحدث عن عودة الإنقاذ إلى سيرتها الأولى. وحسب تجربتنا فإن الحزب الشيوعي دائما هو الحائط القصير». واعتبر الخطوة هوسا دينيا، وقال إن الهوس الديني خارج من تحت عباءة حكم الإنقاذ، أي نظام حكم الإسلاميين، وليس من خارجه، حسب تعبيره. ويرى حسين أن نشاط الرابطة نشاط سياسي في المقام الأول، واعتبر أن الفتوى بتكفير الحزب هي «تكفير سياسي»، وليس «تكفيرا دينيا».
    وتنفي الرابطة بشدة، وعبر عدة منابر، بأنها عندما لجأت إلى الخطوة كانت تفكر في أي أمر سياسي، وإنما ما دفعها إلى الخطة «هو خروج الحزب الشيوعي من جحره وسعيه للتبشير بالإلحاد وسط الناس»، طبقا لمسؤولين في الرابطة. وقال الداعية الدكتور علاء الدين الزاكي في هذا الخصوص «نحن لسنا رابطة سياسية»، فيما قال الشيخ محمد عبد الكريم، وهو قيادي في الرابطة وأستاذ في جامعة الخرطوم وخطيب مسجد في ضاحية الجريف غرب، إن الرابطة لا علاقة لها بالسياسة، ولا علاقة لفتوى تكفير الحزب الشيوعي بالسياسة، وشدد على أن الرابطة ليست جهة سياسية وإنما رابطة علمية مستقلة تتألف من علماء ودعاة وهم قادة فكريون معروفون في المجتمع وأساتذة في الجامعات وأئمة مساجد، وأضاف أن «الفتوى التي صدرت ليست موقفا مؤقتا ولا تكتيكا سياسيا يمكن التراجع عنه في المستقبل دون إعلان التوبة من قبل المعنيين بها». وتتحاشى المؤسسات الدينية الرسمية الخوض في المعركة، التي تدور بين الحزب الشيوعي ورافضي النشاط التكفيري من ناحية، والرابطة الشرعية والتكفيريين من الناحية الأخرى، وفي اتصال هاتفي بأحد النافذين في المؤسسات الدينية حول نظرته حيال ما يدور، اكتفى بالقول «أفضل الصوم عن الكلام في هذا الموضوع».
    وترى تيارات إسلامية أخرى، بعدم جواز تكفير الأشخاص «المعينين»، لصعوبة إثبات الأمر لأنه يتعلق بضمائر الناس، وقال الداعية مبارك الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي السوداني لـ«الشرق الأوسط»، إن ما وصفه بالغلو في تكفير الآخرين من الأمور الخطيرة، وأضاف أن تكفير المسلم كقتله، ومضى «عليه انظر من يكفر طائفة من الناس كم من الأنفس يقتل»، وحسب الكودة «إننا مأمورون بحماية الأنفس فلماذا نقتلها بتكفيرها». وشدد الكودة على أنه «لا يجوز لأي داعية أو مسلم أن يكفر مجموعة من الناس لأن التكفير مكانه المحاكم، لما يترتب على مثل هذه الأمور من إجراءات مثل تطليق زوجة الكافر وألا يدفن في مقابر المسلمين، وغيرها من الإجراءات». ويقول الكودة «قد يكون هناك شخص منغمس في أفعال كفرية إلى أخمص قدميه ولا يلزم تكفيره وإقامة الكفر عليه لأن الحجة لم تقم»، وعليه يرى بأنه لا يجوز تكفير المعين، فردا أو جماعة، وشدد «من هنا لا يمكن الحكم على أفراد الحزب الشيوعي بأنهم كفار». ويشدد الكوة على أنه فقط علينا أن نكتفي بأن نقول «هذا الفعل كفر خوفا من أن الكلمة لا تنزل في مكانها فترتد إلى المكفر».
    ويرى الكودة أن النشاط التكفيري في البلاد في زيادة، ويفضل أن يطلق عليه «ظاهرة الغلو في التكفير». ويعزو الداعية الكودة ذلك إلى «أننا نسلك الطريق الخاطئ لمداواته»، وقال «يجب ألا نستخدم العنف مع التكفيريين ولكن يلزم نشر ثقافة الاعتدال بينهم بالحوار والمناقشة بدلا عن السجون».
    ويقول رئيس حزب الوسط الإسلامي إن من يكفر الآخرين يعتبر وفقا للمصطلحات الحديثة «تكفيري»، ووفقا للمصطلحات القديمة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم «خارج» نسبة إلى الخوارج الذين كفّروا أشخاصا وصحابة في دولة المدينة.
    ويغضب التكفيريون في السودان من إطلاق هذا الصفة عليهم من قبل خصومهم ومخالفيهم في الرأي. أما الرابطة الشرعية فترى أن من يتهمها بذلك فهو يهدف إلى إشانة سمعتها، وقال علاء الدين الزاكي لـ«الشرق الأوسط» إن الرابطة تضم مجموعة من الدعاة والعلماء، وإنها «لا تكفر إلا إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع». بينما يذهب الحزب الشيوعي في هجومه على الرابطة الشرعية إلى أبعد من اتهامها بالهوس الديني، حيث إن الرابطة تحمل أفكار تنظيم القاعدة، وقال سليمان حامد العضو البارز في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي إن أفعال الرابطة تتطابق تطابقا كاملا مع ما تقوم به التنظيمات الإرهابية، واستدل بأقوال للشيخ محمد عبد الكريم بأن «المجاهدين مثلما دحروا الشيوعيين في أفغانستان هم قادرون على فعل ذلك في السودان».
    ويقدم منتقدو الرابطة قائمة من الفتاوى التكفيرية أصدرتها الرابطة في حق أشخاص وجهات، للتدليل على أنها رابطة تمارس تكفير الآخرين، ويذكرون في هذا الخصوص أن الرابطة كفّرت من قبل الصادق المهدي رئيس حزب الأمة المعارض وإمام طائفة الأنصار الدينية في السودان وطالبته بالاستتابة، لأنه طالب بمساواة الرجل مع المرأة حتى في الميراث، كما كفرت مجموعة منسوبة للرابطة عبر شريط مسجل للدكتور حسن عبد الله الترابي زعيم الإسلاميين في السودان، بعد قيام الأخير بسلسلة من الفتاوى تتعلق بالمرأة وحور العين، وشاركت عناصر من الرابطة في بيان شهير أصدرته مجموعة من العلماء في السودان في عام 2000 يكفرون فيه الحزب الشيوعي وعددا من الكتاب في الصحافة السودانية، وإصدار الرابطة لفتوى تكفر الحركة الشعبية ومن ينتمي إلى الحركة الشعبية، كما كفّروا الصحافي السوداني الراحل محمد طه محمد أحمد، عندما نشرت صحيفته «الوفاق» قبل خمسة أعوام مقالا لكاتب اسمه «المقريزي»، يقلل فيه من شأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ويقول خبراء في شؤون الحركات الدينية تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إن الرابطة الشرعية تكونت بعد أن رأى مجموعة من عناصرها وهم أعضاء في «هيئة علماء السودان» وهي هيئة ينظر إليها على أنها موالية للحكومة في قراراتها، بعد أن رأت المجموعة أن الهيئة «تتساهل في بعض الأمور التي تتطلب فتاوى واضحة» فخرجوا وكونوا الرابطة فيما ظلت عضويتهم في الهيئة باقية، ومن أبرز قادتها الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد وهو رئيس الرابطة، والدكتور علاء الدين الزاكي الناطق باسم الرابطة، والدكتور محمد عبد الكريم قيادي ناشط في الرابطة، والدكتور محمد عبد الحي، ويقولون إن أغلب قياداتهم أساتذة في الجامعات، وتخرجوا في الجامعات السعودية مثل جامعتي أم القرى والمدينة المنورة، حيث تخرج محمد عبد الكريم في جامعة أم القرى وهو أستاذ في جماعة الخرطوم، كما درس الدكتور عبد الحي يوسف في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
    ويعتقد أن الدكتور العبيد عبد الوهاب أستاذ اللغة في جامعة الخرطوم الذي قتل قبل شهرين في مطاردة مع رجال الأمن لإلقاء القبض عليه، يعتقد بأن له علاقات قوية مع عناصر في الرابطة، وكانت سلطات الأمن اتهمت عبد الوهاب بأنه يروج لأفكار متشددة، وأنه كان ينوي السفر للجهاد في الصومال ويحرض الآخرين على الخطوة ذاتها، فأرادت التحقيق معه إلا أنه اختفى، وعندما عثر عليه بعد أيام، دخل معه فريق من الأمن في مطاردة حيث كان يستقل دراجة بخارية، قذفه أحد السكان بحجر أصابه في مقتل فسقط من دراجته صريعا فارق الحياة في الحال، غير أن ذوي القتيل وأصدقاءه وزملاءه يتشككون في الرواية التي ترددها الأجهزة الأمنية، كسبب في مقتل عبد الوهاب. ويقول الخبراء إن هناك منظمات كثيرة في الخرطوم ينظر إليها على أنها أذرع للرابطة في مجالات الحياة المختلفة، ومنها منظمة دعوية باسم «مشكاة» وأخرى باسم «ذو النورين»، وقناة فضائية دينية أطلقت أخيرا باسم «طيبة»، وإذاعة تعمل على موجة الـ «FM»، ومعهد «الإمام مسلم للدراسات الإسلامية»، وهي مؤسسات يرى الخبراء أنها تقوم بأعمال دعوية. ويرى كثيرون أن تنظيم «قوى المسلمين» الطلابي، الذي ينشط في عدد من الجامعات السودانية، خاصة جامعة الخرطوم، متأثر بصورة واضحة بأفكار قيادات نافذة في الرابطة. وتتباين الروايات حول ظهور الجماعات التكفيرية في السودان، فهناك من يرى بأنهم ظهروا في السودان في الثمانينات من القرن الماضي، أي بعد أعوام من ظهور جماعة «التكفير والهجرة» في مصر، بزعامة «شكري مصطفى» وهي جماعة تكونت في معتقلات الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، حيث كفّروا من داخل المعتقلات حكومة ناصر، ثم كفّروا المجتمع الذي يقبل بحكومة عبد الناصر التي تمارس التعذيب على الناس بالصورة التي تعرضوا لها هم في المعتقلات، ويقول خبراء في الخرطوم تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إن سودانيا «اعتنق الفكرة من المصريين في أواخر السبعينات، وبدأ نشرها في السودان، ولكنه تركها وألف كتابا أدان فيه الفكر التكفيري بشدة. ويقسم الخبراء التكفيريين في السودان إلى نوعين: الأول «تكفير وهجرة» وهؤلاء حسب الخبراء عددهم قليل جدا، والثاني جماعات تكفّر الأشخاص أو كيانات مثل الحزب الشيوعي وغيرها من الكيانات، وهؤلاء موجودون تحت سقف لافتات عديدة في السودان، وتظهر و«تختفي عند اللزوم»، حسب الخبراء، ويرجح بأن السياسيين في كثير من الأوقات يستعينون بهم لتمرير أجنداتهم السياسية. ويقول إن أغلب التكفيريين في السودان هم من يسمون من قبل الباحثين في مجال الحركات الدينية بـ«القطبيين» نسبة إلى سيد قطب، وهؤلاء تفكيرهم يزاوج بين تفكير الإخوان المسلمين وجماعة التكفير والهجرة، كما يطلق عليهم أيضا بـ«السروريين» نسبة إلى مؤسس جماعة تنزع إلى التكفير في السودان يتزعمهم شخص اسمه «سرور».
    ويعتقد الخبراء أن النشاط التكفيري ظهر بصورة واضحة في التسعينات من القرن الماضي، وأن أول من تصدى لهم هم جماعة أنصار السنة المحمدية، بعد أن شعروا بانتشار الفكر التكفيري بصورة متصاعدة، ودخلوا في صراعات متعددة بلغت ذروتها عندما قامت مجموعة تعرف بأنها تفكيرية ولها صلة بعرب أفغانستان الذين دخلوا السودان مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، قامت هذه المجموعة بزعامة «محمد الخليفي» بشن هجوم على مسجد في حي الثورة الحارة الأولى في مدينة أم درمان يعتبر أحد معاقل جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان، أثناء صلاة الجمعة حيث يؤم فيها المصلين الشيخ أبو زيد محمد حمزة أحد أشهر قيادات أنصار السنة في السودان، وأسفر الهجوم عن مقتل 20 شخصا وجرح العشرات، وطوي الملف فيما بعد، بمحاكمة الخليفي في الخرطوم، وصدر الحكم في حقه بالإعدام شنقا حتى الموت، ونفذ عليه الحكم. وواصل التكفيريون حملتهم على أنصار السنة، فيما عرف بحرب المساجد في العاصمة والولايات. وفي عام 2001 هاجم أحد المنسوبين إليهم ويدعى «عباس الباقر» أحد مساجد جماعة أنصار السنة المحمدية السلفية في ضاحية «الجرافة» شمال مدينة أم درمان أثناء صلاة التراويح، وحصد ببندقية كلاشينكوف أرواح 20 من المصلين وأصيب في الحادثة 33 مصليا، وقتل منفذ الهجوم في مكان الحادثة.
    وفي النصف الأول من التسعينات من القرن الماضي حمل «تكفيري» سكينه ودخل دار الفنانين السودانيين، وبحث عن مطربين سودانيين بأسماء محددة، وعندما أشاروا إليه بأن الذي يجلس هناك هو الفنان «خوجلي عثمان» انقض عليه وسدد له طعنات أودت بحياته في الحال، كما تعرض في الحادثة ذاتها الفنان السوداني «عبد القادر سالم» إلى إصابة بسكين «التكفيري».
    في النصف الأخير من التسعينات تحركت مجموعة من التكفيريين من مسجد شهير في ضاحية الكلاكلة بجنوب الخرطوم وتوجهوا، راجلين إلى قرية مجاورة لمدينة «ود مدني» ثاني أكبر مدينة سودانية، نحو 400 كيلومتر جنوب الخرطوم، ودخلوا هناك مع جماعة تكفيرية أخرى مناوئة، في اشتباك بالأيدي والأسلحة البيضاء، لم تخلف قتلى، ولكنها خلفت جرحى من الطرفين.
    ويضع الخبراء في العاصمة السودانية واقعة اغتيال الدبلوماسي الأميركي مايكل غرانفيل وسائقه في شوارع الخرطوم في مطلع عام 2008 «ليلة رأس السنة»، ضمن النشاط التكفيري في السودان، ويستدلون بأقوال المتهمين، ومن بينهم عبد الرءوف محمد أبو زيد زعيم جماعة أنصار السنة الذي درس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، حيث قالوا إنهم خرجوا في تلك الليلة فقط يبحثون عن الكفار في شوارع الخرطوم، وعندما عثروا على الدبلوماسي وسائقه أطلقوا عليهما النار من بنادقهم دون أن يدروا من هم الذين بداخل السيارة، ولكنهم عرفوا فقط أنهم «خواجات كفار».
    ولا يتردد الخبراء في القول بأن من قاموا العام الماضي بتفجير أسلحة في منزل في ضاحية «سوبا» جنوب الخرطوم، بانفجار هائل هز العاصمة السودانية، أثناء قيامهم بتجريب نوع من السلاح، بأنهم مجموعة من المتأثرين بالأفكار التكفيرية، وأشارت التحقيقات معهم، حسب مصادر مطلعة، إلى تأثرهم بقيادات دعوية سودانية لها نزوع تكفيري، وبعضهم تتلمذ على أيدي دعاة وعلماء دين مشهورين في الخرطوم. وقال ناشط في جماعة أنصار السنة المحمدية في الخرطوم طلب عدم ذكر اسمه لـ «الشرق الأوسط» إن التكفيريين في السودان، ليسوا في حالة تنظيم دائم، ومن الصعب أن تجد لهم كيانا معروفا، ولكنهم جماعات تتحرك، وفقا لتواتر الأحداث؛ تجدها تتحرك في الغالب من داخل مساجد منتشرة في العاصمة والولايات، خاصة ولاية الجزيرة، وأوضح «لهم وجود واضح في مناطق أبو قوته» جنوب الخرطوم، ويعتقد الناشط أن التكفيريين في السودان «يسهل اختراقهم لأنهم ليسوا في تنظيم ويكمن أن توجههم أية جهة منظمة أخرى بالطريقة التي تراها». ويرجح الناشط في أنصار السنة بأن الحكومة في التسعينات من القرن الماضي عندما كانت في حالة صدام مع معارضيها استعانت بهم لتوجيه ضربة لأنصار السنة. فيما قال مصدر حكومي مطلع إن الحكومة تتحاشى الدخول مع التكفيريين في مواجهة، وأشار إلى أنها اعتقلت قيادات منهم بعد وقوع أحداث عنف يكون للتكفيريين ضلع فيها، ودخلت معهم في حوارات داخل السجن، قبل أن تفرج عنهم، وقال «بعضهم تخلى عن النهج التكفيري والبعض الآخر بدأ يتحاشى الدخول في أية فتاوى تكفيرية ضد الحكومة، ولا يستبعد خبراء من أن قطاعات حكومية تستفيد من وقت لآخر من الجماعات التي تحمل الأفكار التكفيرية «لإثارة الرأي العام» لتمرير بعض إجراءات أو قرارات أو توجهات. ولكن هناك من يرى أن الفكر التفكيري في السودان يعود إلى عهد مملكة سنار في عام 1504، وكانت تعرف أيضا بمملكة الفونج والسلطنة الزرقاء وكان لقب «السنانير» يطلق على رعاياها، والتي تعتبر أول دولة عربية إسلامية قامت بالسودان بعد انتشار الإسلام واللغة العربية، وقال باحث سوداني في شؤون الحركات الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» إن التكفيريين ظهروا في هذا العهد ووجدوا الرعاية من قبل السلطة وكانت تستعين بهم لردع المعارضين في أوقات محددة، ويقول «كما استعان بهم حكام الدولة العثمانية التركية خاصة محمد علي باشا أثناء حكمه للسودان، لوضع حد لنشاط معارضي دولته في السودان، ولكن البحث قال إن الثورة المهدية في السودان التي فجرها محمد أحمد المهدي في عام 1881، ضربت التكفيريين، وكادت تنهي وجودهم، وكان المهدي يسميهم «علماء السوء»، ويرى أن الاستعمار الإنجليزي الذي بدأ في السودان عام 1885 استعان بهم عبر ما سمي بـ «مجلس علماء أم درمان» في تمرير الكثير من القضايا المحلية، دون أن يتعرض المستعمرون لضغوط محلية، ويواصل الباحث السوداني الذي طلب عدم ذكر اسمه القول إن التكفيريين انتعشوا في عام 1903 في مسجد أم درمان الكبير، يصدرون الفتوى التكفيرية ضد جهات عديدة، ويقول إن وجودهم يعلو ويهبط، فيما بدا عاليا عندما نشط الجمهوريون في السودان، ودخل معهم نميري في مواجهات، جعلت نميري يستعين في نهاية المطاف بأفكار تكفيرية لمحاكمة زعيم الجمهوريين محمود محمد طه بتهمة الردة وشنقه حتى الموت. ويعتقد أن الحرب الكلامية التي دارت بين الإسلاميين السودانيين بعد خلافهم الشهير بين الرئيس عمر البشير وزعيم الإسلاميين حسن الترابي، المعرف بـ«صراع البشير ـ الترابي» أدت إلى استدعاء كل طرف من الطرفين أفكارا تكفيرية للنيل من خصمه، فيما عرف بـ «حرب الآيات»، في عام 1999. ويعلق على واقعة تكفير الحزب الشيوعي المفكر الإسلامي الطيب زين العابدين، بالقول إن القانون الجنائي يجرم العديد من الجرائم بينما لا يجرم الجنائي تهمة التكفير التي تعد أخطر من كل تلك الأفعال لأنها تهدد حياة الأفراد والمتهمين كما تهدد أمن المجتمع وسلامته، وحسب زين العابدين فإنه «يصبح الأمر شاذا وغريبا إذا تعرض المرء لتهمة التكفير حين يمارس حقا سياسيا وفكريا يكفله له القانون والدستور! وإذا ما تهاونت الدولة في هذا الأمر فلن يقف عند هذا الحد». فيما حذر عثمان عمر الشريف، القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني، في تصريحات في الخرطوم من مغبة تكفير الأفراد أو الأحزاب والمطالبة بوقف نشاطها من قبل جهات ما أو أفراد في المجتمع مهما كانت مكانتهم، وقال شريف «الذين لديهم ملاحظات أو طعون على الحزب الشيوعي كان يجب تقديمها في فترة الطعون التي أعقبت تسجيل الحزب، أما وأن تفعل ذلك الآن فإنني أشتم رائحة سياسية في الأمر». ومنذ عام 2003 أنشأت مجموعة من الكتاب والمحامين والصحافيين كيانا باسم «حركة من أجل الضمير» هدفها التصدي للنشاط التكفيري في البلاد، ورفعت في العام ذاته مذكرة للرئيس عمر البشير تدعوه فيها إلى العمل على وقف النشاط التكفيري في البلاد، خاصة باعتبار أنه توجه يقود البلاد إلى دائرة العنف، ولكن الحركة، لا يعرف لها نشاط منتظم.

    http://archive.aawsat.com/details.asp?section=45andarticle=537333andissueno=11259#.VajCLRuIrIUhttp://archive.aawsat.com/details.asp?section=45andarticle=537333andissueno=11259#.VajCLRuIrIU
    *
                  

07-17-2015, 03:59 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)




    (12)
    ورد في كتاب أحد قيادات الحركة الإسلامية " المحبوب عبد السلام " ( الحركة الإسلامية السودانية – دائرة الضوء – خيوط الظلام – تأملات في العشرية الأولى لعهد الإنقاذ ) مجموعة من محاقن الجريمة مدونة بإتقان نورد بعض قطف منها:

    (أ‌) ص 96

    (كان تفويض مجلس شورى الحركة الإسلامية قد انتهى إلى الأمين العام ، الذي اختار ستة من كبار قادة الحركة وأعلامها المعروفين بسابقتهم وكسبهم القيادي المتصل ، مثَّل "سبعتهم "القيادة الشرعية ذات التفويض لاتخاذ القرار السياسي الذي ينقذ البلاد ويُمكّن للحركة الإسلامية . وبموجب ذلك التفويض ، الذي استصحب شورى الأجهزة الرسمية والشورى غير الرسمية التي تولاها الأمين العام كقرار الانقلاب لاستلام السُلطة .)

    حاشية :

    (أدى القسم ستة من قادة الصف الأول للحركة الإسلامية أمام الأمين العام بكتمان سر التغيير وأداء أماناتهم ورعاية عهد الحركة الإسلامية مهما اشتد عليهم في الابتلاء ، وهم : علي عثمان محمد طه ، علي الحاج محمد ، ياسين عمر الإمام ،عوض أحمد الجاز ، عبد الله حسن أحمد ، إبراهيم محمد السنوسي .)

    (ب‌) ص 99

    (اختار المكتب القائد رئيس الثورة ، ورتَّب حضوره ، واختار مجلس الثورة الذي زاوج فيه بين العناصر الملتزمة والعناصر القريبة للإلتزام بنهج الإسلام وأخلاقه ، وراعى أن يمثل أجيال ضباط القوات المسلحة ، وأن يمثّل كذلك السودان بأطرافه ووسطه ، جنوبه وشماله وغربه وشرقه ، ثم اتفق على الأفكار الأساسية للبيان الأول الذي أعده نائب الأمين العام ، ليطرق القضايا التي درج على إثارتها القادمون من العساكر الوطنيين في سنن الانقلابات المتوالية في العالم العربي وأفريقيا .)

    (ت) ص 107

    (في صباح 30 يونيو (حزيران) 1989م ، بدأ السودان عهداً جديداً بإذاعة البيان الأول لثورة الإنقاذ الوطني وأخذت الحركة الإسلامية شكلاً جديداً . بضع مئات من الضباط الملتزمين يعملون من وراء الانقلاب ، والمئات الأخرى من عضوية الحركة الإسلامية الملتزمين أدوا أداورهم العسكرية والمدنية في عملية إستلام السلطة وانسحبوا إلى الظل يواصلون عملهم في تأمين الثورة ، بينما بقيت مئات أخرى في سجلات الطوارئ إذا استدعى الأمر مدنياً أو عسكرياً ضمن المهن الحاسمة ، كالطب والهندسة أو القضاء والتدريس )

    ( انقسم مجلس قيادة الثورة إلى بضع لجان ، لجنة الأمن والعمليات العليا التي استترت في مباني المجلس الوطني ليلاً ، يرأسها نائب رئيس الثورة ويفرّغ لها أشد الأعضاء حماسةً ونشاطاً في أمر القوات المسلحة والأصغر سناً ، ثم اللجنة السياسية التي تجهر بنشاطها في ذات المبنى نهاراً ، يرأسها أكبر أعضاء المجلس رتبة وقدماً ورسوخاً في تنظيم الحركة الإسلامية فلجنة السلام والجنوب ولجنة الاقتصاد والخدمات ولجنة الإعلام .)
    (لكن مهما تكن حركة الأعضاء الملتزمين أو عمل لجان مجلس قيادة الثورة ، فإن قلب الانقلاب الذي يفترض له سلطة نَظم العمل في وجوهه المتكاثرة وتوجيهها وضبطها وتنسيقها يكمن هنالك في مقر غير بعيد من وسط الخرطوم ، ولكنه محاط بأقصى إحراءات السرِّية والكتمان حيث يجلس نائب الأمين العام للحركة الإسلامية بعد أن ضمّ المعتقل الكوبري " سجن كوبر " الأمين العام وأكبر مسئول سابق عن العمل العسكري الخاص ، وسافر ثالث إلى خارج السودان ينتظر إشارة العودة ، وبقي إثنان في الظل يرقبان الأحداث ، وانحصرت إدارة الأمور الفعلية الموصولة بالوجوه الظاهرة لمهام الثورة في اثنين أثبت الزمان أنهما وجهان لعملة واحدة .)

    (ث‌) ص 110

    ( فالمقر الذي أقام فيه نائب الأمين العام يغشاه ليلاً قادة أجهزة التأمين من الرسميين الجدد والشعبيين القدامى ، وتصدر عنه نهاراً القرارات الموصولة بقنوات مؤمّنة إلى الجهات الرسمية الملتزمة التي تتولى إصدارها الرسمي وإعلانها إن كانت تقتضي الإذاعة والإشهار.)

    (ج‌) ص 111

    (أحاط كذلك عمل أجهزة المعلومات والأمن بالجهاز التنفيذي الرسمي للدولة ، وتولى أعضاؤه الملتزمون حراسة أبواب الوزراء وأبواب كبار المسئولين كافة في الأجهزة المركزية والأجهزة الولائية ( الإقليمية آنذاك ) ، وأصبحت وظيفة ( مدير المكتب ) حِكراً لعناصر الأجهزة الخاصة بلا منازع ، فهم فضلاً عن طمأنة القيادة بأن كل شيء يجري أمام سمعها وبصرها ، يؤمنون قنوات الإتصال الفاعل السريع الذي يوافي شرط السرية والكتمان الذي كان مطلب المرحلة الأقصى ، لكنه اتصل في الزمان مُرسخاً أخلاق الدولة الأمنية المجافية لطبيعة الحركة الإسلامية السودانية المتحررة الشورية .)
    ( وإذ تولى مكتب الفئات المختص والذي ظل ضمن الأجهزة المستترة لاسيما شقه الأمني المعلوماتي الذي كان يستقصي أحوال العاملين في الأجهزة الرسمية بين يدي كل الانتخابات النقابية وانتخابات العمل والمهن منذ أول الحركة ، ثم انتظم واتصل بكفاءة وفعالية مع مراحل التخطيط الاستراتيجي بعد المصالحة الوطنية ، بدأ في عهد الثورة مرحلة جديدة أشد حساسية وخطراً عن مجرد الفوز بكسب المقاعد في نقابة أو اتحاد ، إلى المساس بجوهرعملية تأمين الثورة الإسلامية ، فوجدت عناصر الفئات ذات النزع الأمني والمعلوماتي في قوائم الصالح العام سانحة لحسم تاريخ طويل من الصراع المهني والنقابي )

    (ح‌) ص 112

    (ورغم أن نائب الأمين العام من مقره الحصين ، طفق يوضح في اجتماعاته حول تقارير الخدمة المدنية حرص الحركة الإسلامية أن تعمل من خلال أجهزة الدولة القائمة ، وليس خلق أجهزة موازية ، أو تعطيل صلاحيات العناصر غير الملتزمة ، فإن واقع الأمر قد مضى في محاولة إعادة تركيب دولة السودان بما يوافي أهداف الحركة الإسلامية ، وبما يجافي أصول فلسفة تنظيم الحركة نفسها أن تذوب في المجتمع ، فحاولت الحركة أن تمد ذراعيها لتحيط بجدار الدولة .)

    (خ‌) ص 119

    (فتولى شأن الأمن في الإنقاذ أولاً أحد قادة الجهاز قبل الإنقلاب ، وقد أصبح عضواً بمجلس قيادة الثورة ، ثم استبدلته ( بؤرة القيادة الخفية ) سريعاً بضابط إسلامي كبير من ذات دفعة رئيس الثورة ، ثم عين أستاذ جامعي من قلب أجهزة الحركة الإسلامية نائباً له ، لتبدأ قصة الحركة الإسلامية مع جهاز الأمن .)
    الحاشية :
    (تولى مسئولية الأمن لأول الثورة العميد إبراهيم نايل إيدام ، ليخلفه الفريق محمد السنوسي ، ثم عُين دكتور نافع علي نافع نائباً له .)

    (د‌) ص 287

    ( ورغم أن الكثيرين جلبوا أبناءهم طائعين فرحين ، يبغون بناء لشخصياتهم بين يدي مرحلة تحول فاصلة في تاريخ الشاب نحو الجامعة ، ثم المهرجانات السياسية التي انتظمت كل الساحات لدى التخريج ، فقد أعقب كل ذلك حشد المتخرجين بالقوة إلى مطار الخرطوم ، ثم إلى جبهات القتال في مناطق العمليات ، مُخادعة لم تصدمهم في المقصد الذي سيؤخذون إليه ، فشهدت شوارع العاصمة أرتالاً من اليافعين مُطاردين ، وقد هربوا من الطائرات التي اُعدت لتحملهم كرهاً إلى الحرب ، قبل تَبَلّغ السمعة السيئة لتجربة الخدمة الوطنية كل انحاء السودان ، ليحيط المكر السيء بأهله في مأساة معسكر ( العليفون ) بين يدي عيد الفطر المبارك في مذبحة أخرى جددت ثانية ذكرى الدم المهراق في الأعياد من قِبَل قادة ثورة الإنقاذ الوطني .لكن المُخادعة أفضت إلى سمعة سيئة لجهاز الخدمة الوطنية وأسدت ضربةَ ثانية لقطاع الطلاب في الحركة الإسلامية ، كما لم تثمر نصراً في الحرب إذ لم يقاتل اليُفَّع المقهورون بما يصدّ غوائل الهجوم المجتمِع ، الذي أخذ يتبلور من كل الحدود ، كما أضيرت ذات سمعة المشروع الحضاري ، إذ لم يعقب الحادثة السؤال والتحقيق والعقاب بل رُعت الأقلام وجفّت الصحُف .)

    حاشية :

    (في 21/4/1998 م غرق في النيل نحو (70) طالباً من بين (1162) حُشدوا في معسكر السليت بمنطقة العليفون وهم يحاولون الهرب بالمراكب على الضفة الشرقية للنيل ، بعد أن تأكد لديهم مخادعة الأخذ بالقوة لمناطق العمليات . وفيما صرَّح "عبد الرحيم محمد حسين "وزير الداخلية لصحيفة الشرق الأوسط من القاهرة " يبدو أن سبب الهروب هو كرههم للقتال وخوفهم منه فضلاً عن أنهم أُجبروا على دخول المعسكر " )

    (ذ‌) ص 121

    (زاول التعذيب في بيوت الأشباح عناصر من الاستخبارات العسكرية ، شاركتهم عناصر من أبناء الحركة الإسلامية وعضويتها ، وجرت بعض مشاهده أمام عيون الكبار من العسكريين الملتزمين وقادة أجهزة الحركة الخاصة . واستنكرته كذلك فئة من أبناء الحركة ، واعترضت بالصوت العالي عليه داخل أجهزة الحركة ، ولكنها لم ترفع صوتها للخارج بالاعتراف أو الاعتذار في تلك الحقبة للذين وقع عليهم الظلم العظيم ، من كبار قادة المعارضة وصغارهم .)
    (وإلى تلك العقيدة التي ما لبثت أن استشرت روحاً سائدة في أروقة الأجهزة الأمنية ، يمكن أن تُفهم الجرأة البالغة لاتخاذ بعض قراراتها والحماس الشديد لإعدام كبار الأطباء الذين شرعوا في محاولة للإضراب ، أو تورطوا فيها ، أو ما وقع بالفعل من إعدام لبعض المتاجرين في النقد الأجنبي بمن فيهم الذي أخطر المحكمة الميدانية الإيجازية المستعجلة أنه يحفظ المال ورثاً لا تصرفاً وبيعاً ، وفيهم كذلك أبناء لرموز في الديانة المسيحية كانت الثورة تحتاج أن تحفظ معهم عهداً ووداً ينفعها في عمرها الوليد وفي المستقبل ومما حرصت الحركة الإسلامية في سالف تجربتها أن تحسن رعايته . وإلى تلك الجماعة وتلك الروح تُعزى المجزرة المتعجلة التي ارتكبتها قيادة الثورة وقيادة الحركة ممثلة في نائب الأمين العام في (28) من ضباط القوات المسلحة – رحمهم الله – وأضعاف العدد من ضباط الصف ، بعد محاولة انقلابية فاشلة حاول المسؤولون عن تأمين الثورة أن يبرروا استيلاء الانقلابيين فيها على مواقع بالغة الخطر ، بأنها تركتهم يعملون أمام بصرها حتى يتورطوا بالكامل ويُقبض عليهم مُجرمين . وسوى مجافاة ذلك الزعم للقانون والأخلاق ، فإن مجافاته للحقيقة بدت غالبة ، إذ أن الأمور قد انفلتت بالفعل من أيديهم فجر التنفيذ ، وعوضاً عن إعمال آلية الدقة في المراقبة أعملت آلة العنف في الانتقام ، ما زعم أنه رسالة للقوات المسلحة لتكف عن الانقلابات لكنها لم تفعل وبقيت المسؤولية في عُنق الإنقاذ إلى اليوم ، أن تُخطر ذوي الشهداء كيف تمت المحاكمة ، وبأي قانون ، وأين دُفنوا وماذا تركوا من وصايا ومتعلقات شخصية .)

    {5}

    هذا بعض ما ورد في مستندات ، تكشف الفكر التكفيري في القضاء على المختلفين وبترهم من الدنيا ، وهو فكر " داعشي " بنته مؤسسة الإخوان المسلمين
    بكل مسمياتها .

    *
    ونو اصل

    *
                  

07-18-2015, 02:33 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)



    رسالة كتبها أحد المشاركين في الإنقاذ ، في حوار كتبه في مدونة سودانايل الإلكترونية . ومنه نتعرف على المسلك التكفيري وصعوده قمة الهرم والسلطة في السودان .
    وإلى النص :



    (13)
    _____________

    حوار مع صديقي الوطني (1)
    30 أغسطس 2004
    صديق محمد عثمان/لندن mailto:[email protected]@hotmail.com


    بسم الله الرحمن الرحيم
    *من الذي أمر بالطائرات لضرب القرى الآمنة وسلح مرتزقة القبائل لقتل الأبرياء؟!!
    *هل حضر أي واحد اجتماع أجاز مبدأ التخطيط لاغتيال الرئيس مبارك ؟!!
    *عجزت القيادة السياسية عن استثمار إنجاز صيف العبور فغرقنا في بحر من الدماء واستشهد إخواننا مدافعين عن ميل لعين اسمه أربعين.
    *البعض سابق الخطة لإعادة الحياة السياسية وأجرى بحرا من الدماء بين الحركة وخصومها.
    سألت صديقي "الوطني" نسبة إلى حزب الحكومة السودانية المؤتمر الوطني هل لديكم سياسة تصفية العنصر الأسود أو الزرقة من دارفور ؟!! واستمتعت بمشاهدة علامات الدهشة والاستغراب تتحول في وجهه إلى ضيق وحنق شديدين ولسان حاله يقول حتى أنت يا... ولكني أشفقت عليه من أن تناله سكتة قلبية فقلت أنا أعلم أنك شخصيا لم تحضر اجتماعا واحدا يجيز مثل هذه السياسة وإلا كنت خرجت عليها بل لربما التحقت بإحدى حركتي دارفور المقاتلتين، ولكن ذلك ما يعلمه عنك أيضا الذين خططوا لإحداث فتنة دارفور والفتن التي قبلها !!
    نعم يا صاحبي لقد كنا جميعا هناك مثلك الآن ونحن نستغرب من يفعل هذا بثورتنا؟ من يسرق حلمنا؟!! ولكن البعض لم يكن يمهلنا للإجابة على تساؤلاتنا فما أن تنتهي فتنة حتى تبدأ أخرى ونحن مجرد حطب في حريق كبير لا يتوقف لأن ثمة من يصب الزيت !! أجل يا صاحبي خرجت الحركة الإسلامية ذات ليل تحمل سلاحا ملجوما بتعليمات صارمة ألا يستخدم إلا عند الضرورة القصوى ، وبلغ تعريف الضرورة القصوى بأحدهم أن جعل أحد أفراد مجموعته ينفذ ليلة الانقلاب بدون ذخيرة بعد أن انتزع خزنة سلاحه الذي لم يكن أكثر من مسدس عيار 9 ملم، والوصف الدقيق لانقلاب 30يونيو1989 هو عملية فوقية تؤمن مسارات التقدم الديمقراطي للخيار الإسلامي من أن تسد بواسطة العسكر كما حدث في تركيا والجزائر وتونس وغيرها وكما بدأ يحدث في السودان بمذكرة القوات المسلحة في فبراير 1989 . والضرورة القصوى منضبطة التعريف في فقهنا الإسلامي لا يتجاوز حدها وإلا انقلبت إلى ضدها، لذلك فهمنا أن الإجراء الفوقي سينتهي بنا إلى إعادة الحياة السياسية بأسرع ما تيسر ، وأشهد أنني حضرت مع الشيخ حسن الترابي أولى لقاءاته فور خروجه من السجن بعد الانقلاب وقد كان لقاءا طلابيا جامعا فحدث مكاتب الطلاب بضرورة ترك الحياة السياسية بالجامعات كما هي عليه وأذكر في ما قاله أننا قد كممنا الأفواه لفترة ولكن نريد ترمومتر يذكرنا بأننا نفعل ذلك، ويعلمكم معايشة الآخر ، ويدلنا على اتجاهات سياستنا فإن كانت مقبولة لدى الشعب فاز طلابنا في انتخابات الجامعات وإلا فينبغي مراجعتها .
    هل حضرت معي اجتماعا واحدا أجاز مبدأ تزوير انتخابات الجامعات؟ بل تعطيل اتحادات الطلاب لأعوام ؟!! هل حضر أي شخص في الحركة الإسلامية اجتماعا أجاز مبدأ التخطيط لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا في العام 1995؟!!!
    يا صاحبي لقد كنا نستغرب طول أمد الحريق في الجنوب العزيز ونحن الذين بدأنا عهدنا بوعي باكر بضرورة وقف الحرب ونادينا بالسلام لأول عهد التغيير، وتقسمنا بيننا مقررات ملتقي الحوار الأول فحمل البعض ما يليه إلى قاعات الحوار في فرانكفورت وأديس أبابا وكمبالا وأبوجا وحمل الآخر ما يليه إلى ساحات الفداء، وبينما سطر شباب الحركة الإسلامية أروع ملاحم الفداء في الجنوب، وكسروا شوكة الحركة الشعبية التي أعجبتها انتصاراتها لعهد انكسار الجيش الوطني فلم تعد تسمع غير صوت نفسها، وأنجزوا صيف العبور إلى شاطئ السلام، عجزت القيادة السياسية عن استثمار تلك التضحيات، بل انقلب الحال فإذا نحن الذين لم نعد نسمع سوى أصوات أنفسنا الأمارة بسوء استمرار الحرب حتى دخول " نمولي" !!! ناسين سنن الله في خلقه {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم} حتى جرت علينا السنن فإذا إخواننا الذين فكوا حصار ننقلا ودخلوا ليريا وقهروا خرافة خور إنجليز ليدخلوا "توريت" منصورين، إذا بهم يستشهدوا مدافعين عن ميل لعين اسمه أربعين!!!!
    وفي كل ذلك كنا نعزي أنفسنا أننا ندافع عن (الدولة الإسلامية)!! ولكن من قال أن تاريخ الحق كله أصحاب الأخدود؟!! من الذي جعل الدولة الإسلامية مدافعة؟!!! بل أنا لا أزال أقارن بين العمل الفني الدقيق الذي تم في 30يونيو بحرص شديد على عدم إراقة دماء وبين دماء غزيرة أريقت ليلة 28 رمضان بلا مبرر ولا أجد إجابة لسؤالي كيف إنتهينا من إلتزام صارم بإحداث تغيير فني غير مسبوق بدون دماء إلى سفاكين للدماء؟!! من الذي أجرى هذا البحر من الدماء بين الحركة الإسلامية وخصومها؟!! من الذي كان يسابق خطتها لإعادة الحياة السياسية ليجعلها مستحيلة؟
    نعم ليس هناك سياسة تطهير عرقي لساكني دارفور ، ولكن من قال أن المتورطين يجيزون سياساتهم بالإجماع في اجتماعات؟ من الذي أمر بالطائرات لتضرب القرى الآمنة ؟ وسلح مرتزقة القبائل لقتال المسالمين ؟
    يا صديقي يسألنا الناس لم لا تتركوا الإنقاذ وشأنها وقد خرجتم عليها وتبرأتم منها فنجيب وما هو شأنها؟ ويذكرني السؤال بلقائنا بوفد وساطة العلماء لأول الأزمة فقد جاءنا بعضهم وقد أعجبه فقه علماء السلطان بأن ثمة بيعة في رقبتنا لشخص!! وهو الذي بيديه (الشوكة)!! وعليه وحفاظا على جماعة المسلمين من أن يستأصلها ذو الشوكة وجبت طاعته، وكل ذلك الذي تعلم من فقه عهود الانحطاط الذي يعلي قدر الفرد فوق الجماعة خلافا لكل تعاليم الدين السمحاء وتدريباته العملية اليومية في الصلاة والصوم والحج والزكاة، وأصدقك القول أنني كنت قد نسيت ذلك النوع من الفقه داخل قاعات كلية القانون بجامعة الخرطوم وقد آلمني أن يلحق بي إلى قاعة فندق الهيلتون تلك الليلة وأنا الذي ظننت أنني غير ملاقيه مرة أخرى ، المهم في الأمر أننا ما تركنا مجلس علمائنا الأجلاء إلا وقد صاح أحدهم لأخر أرأيت فقه إخواننا السودانيين هم يقولون لك إن شوكتهم ليست عند شخص وإنما لدى الجماعة وبيعتهم ليست لفرد إنما بيعة على إقامة معاني إن تنكبها فرد أو مجموعة أو خالفوهم لم يضروهم ما داموا على الحق ، وأعجب من ذلك قول أكثرهم تطرفا في دعوته لطاعة ولي الأمر أنه لفرط ما سمع من شكوى من (صعوبة) الشيخ حسن الترابي فقد كان على وشك أن يطلب منه أن يخلي سبيل إخوانه ليقودوا الناس بفقه أيسرهم لا بفقه العزائم فإذا به يسمع منا كيف أن الشيخ (الصعب) قد رضخ ووازن بالدرجة التي تجعله يقدم الدستور اجتماعا فإذا تظاهروا عليه أخّره اجتماعين، فعلم أن ذلك ليس من فقه العزائم في شئ.
    يا صاحبي لقد خرجنا على أهلنا متمردين لوجه الله نبتغي إقامة مثال دولة المدينة ولكننا ما كدنا نبدأ حتى انحدر بنا البعض سريعا إلى دولة الأمويين يخوفون الناس بفتاوى عهد إرهاب فقهي وفكري ما هو من الخلافة الراشدة في شيء .
    صدقني إن قلت لك إنني أتعاطف معكم فأنتم تحملون وزركم ووزرنا ولكنكم أخترتم ذلك فلا تلوموا الآخرين على خياراتكم ، لا تلوموا أمريكا فهي لم تتغير إلا بقدر وهم بعضكم أنه قد صار شريكها المدلل في الحرب على " الإرهاب" أو سذاجة بعضكم أنه يمول الحملة الانتخابية للديمقراطيين ليهزموا الجمهوريين كأن الديمقراطيين ليسوا هم الذين قصفوا مصنع الشفاء فقط من أجل إعطاء أنفسهم سندا داخليا حتى يلتقطوا أنفاسهم ليلاحقوا بن لادن في أفغانستان . لا تلوموا بريطانيا فهي لم تتغير إلا بمقدار أن تبعث لكم بالسفير الذي طردتموه ذات يوم مبعوثا للسلام !!! لا تلوموا حركات التحرر في دارفور فالذي أشعل الحريق هو الذي استفزهم ليحملوا السلاح إن كانوا رجالا.. هكذا !!! لا تلوموا التجمع فما أخرج التجمع من البلاد إلى معارضة المنافي إلا الذي أدمن إشعال الفتن وجرجرة الحركة الإسلامية بعيدا عن أهدافها الأصيلة وضرب إسفين بينها ومنافسيها وإن كنت لا تصدقني فقل لي أي سياسة تلك التي تفصل تعسفيا طبيبا عاملا في مستشفى الخرطوم لمجرد أنه متزوج من إبنة مدير المخابرات السابق ؟!!، لا تلوموا الشعبي فنحن خرجنا عليكم وتركنا لكم الجمل بما حمل وفي نيتنا وسياستنا المعلنة أن نسترد بضاعتنا عند منعرج اللّوى ، وقد شرعنا فور خروجنا في استردادها وبعضكم مشغول بأموال وأصول أكلها ظلما و يدّارأ يحسب أنها كل ما لنا عندكم ولا يرى في مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية استردادا لأصل سياستنا في السلام حتى يجد نفسه مسوقا إلى السلام عنوة ، ولا يظن أننا جادون في قسمة السلطة والثروة حتى يبدأ أهل دارفور أخذ ما لهم عنوة أيضا ، ولا يصدق مقولتنا حول التداول السلمي للسلطة حتى يجد نفسه يهرول عنوة أيضا نحو السيد محمد عثمان الميرغني يجالسه ويبذل له من الوزارات ما لا يملك وينسى أن السيد الميرغني قد تعلم من ما لقيه السيد الصادق المهدي ،ولا أزال اذكر لقاءنا بالسيد الرئيس عشية سفر الشيخ إلى جنيف للقاء السيد الصادق فقد سألنا الرئيس ذلك المساء عن ما سيبحثه الشيخ مع السيد الصادق فأجابنا بالحرف الواحد أنهم مطمئنون إلى أن الشيخ والصادق لن يتفقا أبدا لأن ما بينهما منافسة على زعامة جيل!! .. ولكن الشيخ منذ البداية يصر على هؤلاء القوم _يعني الصادق والميرغني _ ويكاتبهم لذلك سمحنا له بالذهاب إلى جنيف حتى يقتنع بنفسه ، وبدلا من أن يقتنع الشيخ ذهب الرئيس إلى جيبوتي للقاء السيد الصادق ووقع معه نداء الوطن، ولكن السيد الصادق كان يعلم أن من بين مرافقي الرئيس في جيبوتي من يضمر نداءا آخر ، فقال لبعض مرافقيه أن الذي يريد الالتزام بما يوقع يحرص على القراءة والتعديل لإدخال ما يراه ولكن الذي يوقع دون تعديل لا ينوي الالتزام لذلك لا يهمه إن كان رائه قد ضمن أم لا !!.
    هل عرفت الآن أن ليس للإنقاذ شأن نتركها وأياه؟!!.
    يا أخي لا تنتظر من أحد أن يأتي معترفا بأنه ورط الدولة كلها في فتنة دارفور، بل الذي يفعل ذلك سيستغرب عليك لومه لأنه لم يلام من قبل حين ورطنا في دماء 28 رمضان وفي بحر دماء الجنوب بعد صيف العبور، وفي فتنة أديس أبابا بل ارتفع بأعماله تلك مكانا عليا ليتسلط عليكم اليوم ، ويصبح حيث لا مكان لملامته أو جرحه وتعديله إلا ببتره وذاك آخر الدواء كما يقول أهلنا البسطاء .

    *
    انتهى النص المنقول .
    *
                  

07-19-2015, 10:44 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)




    (14)



    كذبة الإنقلاب عام 1989

    *
                  

07-20-2015, 04:06 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)

    عالياً ليظل الملف
                  

07-26-2015, 07:41 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

07-26-2015, 07:54 AM

عماد حسين
<aعماد حسين
تاريخ التسجيل: 06-11-2011
مجموع المشاركات: 7066

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)

    سلامات يا الشقليني

    معلومة صغيرة..

    في حقبة ما.. كان جهاز الأمن قد فتح حواراً مع معتنقي الفكر التكفيري..

    وكانوا يستعينون بعدد من دعاة جماعة أنصار السنة.. ومن بينهم: الأخ

    الداعية، المرحوم محمد سيد حاج، بجانب بعض الإخوة الدعاة من

    أمثال خالد عبداللطيف محمد نور (إن لم تخني الذاكرة).

    من الطرائف.. هناك شخص مرموق في المؤتمر الوطني (أتحفظ على اسمه)

    كان قد تمت الاستعانة به لمناقشة هؤلاء، قبل الاستعانة بأنصار السنة.

    هذا الرجل عجز هن مناقشة التكفيريين.. ولما حضر مناقشات أنصار
    السنة وإفحامهم لهؤلاء، قال لهم: جزاكم الله خير.. والله لولا مناقشتكم
    هذه، أنا المرة الفاتت اقتنعت أننا كفار عديل

    ممكن أجيك راجع بإذن الله تعالى.. ربنا يهون القواسي

    (عدل بواسطة عماد حسين on 07-26-2015, 07:55 AM)

                  

07-26-2015, 08:03 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عماد حسين)

    لك الشكر أخي الأكرم : عماد حسين

    والشكر للمعلومة ،،
    للتكفيريين في السودان أكثر من منبر وأكثر من جماعة ، وهم يقاتلون المسلمين
    بدعوى أنهم منافقين وأنهم ( في الدرك الأسفل من النار ) !!!!

    *
                  

07-26-2015, 08:18 AM

عماد حسين
<aعماد حسين
تاريخ التسجيل: 06-11-2011
مجموع المشاركات: 7066

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: لك الشكر أخي الأكرم : عماد حسين

    والشكر للمعلومة ،،
    للتكفيريين في السودان أكثر من منبر وأكثر من جماعة ، وهم يقاتلون المسلمين
    بدعوى أنهم منافقين وأنهم ( في الدرك الأسفل من النار ) !!!!


    ليست للتكفيريين جماعة ثابتة يا أخ عبدالله،،،،،

    يمكن أن تشير لمجموعة منظرين..

    ويمكن الإشارة الآن إلى تجمع مرحلي..

    لكنك لن تستطيع الإشارة إلى منبر أو جماعة ثابتة..

    من يعرف طبيعة الفكر التكفيري، يعرف أنهم مجموعات
    سريعة الانقسام، لا يقر لهم قرار على حالة أو مجموعة
    واحدة.. وهم يكفرون بعضهم ويتفرقون بصورة دورية.

    الجماعات الثابتة، والتي لها منابر، ولها استمرارية.. هي أبعد
    الجماعات عن التكفير وإفرازاته كالقتل والتفجير واستباحة
    الدماء والخروج على كل بر وفاجر من الحكام.

    وهذا من أكبر الدلائل التي تبريء مثل هذه الجماعات من مسالك التفجير والتكفير.

    بحسب خبرتي الشخصية.. يمكنني سرد عدة أماكن في
    السودان.. هذه الأماكن كانت مكاناً لتجمعات تنادي بهذا
    الفكر.. وأغلب هذه التجمعات نمطها التكفيري متأثر
    بالاعتزال ومفارقة المجتمع.. وهذا نمط سوداني..

    وهذا النمط: يكفيك شرو.. يكفرك ولا يصلي خلفك، ويذهب
    ليعتزل مع مجموعة من موافقيه في الفكر، ويصلون جماعة
    مع بعضهم.

    لكننا لم نسمع قط أنهم فجروا أو قتلوا أو سفكوا دماً.. ولذلك
    سميتهم بالنمط السوداني.. لأن فيهم الأخلاق السائدة
    عند عامة الشعب السوداني.. فلا يغدرون.

    ورغم خراب معتقد هذا الفريق.. إلا أنهم يعتبرون شراً أقل
    من شر النمط (المصري) القائم على العنف وسفك الدماء.

    هذا النمط موجود في مناطق كملة، جنوب الرهد أب
    دكنة، وفي جنوب الدمازين، وفي منطقة ديم المشايخة في
    سنار (هؤلاء الآن خفتوا قليلاً)، وظهر لهم تجمع سابقاً
    في الكلاكلة وفي الحارة 17 أمدرمان.

    أما النمط الموجود الآن (نمط العنف).. فهو نمط (مصري) خرج
    من سجون عبدالناصر.. وهذه قضية تحتاج إلى تفصيل تاريخي.

    تحياتي

    (عدل بواسطة عماد حسين on 07-26-2015, 08:23 AM)
    (عدل بواسطة عماد حسين on 07-26-2015, 08:25 AM)

                  

08-11-2015, 08:18 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التكفيريون في السودان وأمن المواطنين (2) (Re: عماد حسين)

    عاليا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de