حروب رأس المال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 00:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-28-2015, 01:53 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حروب رأس المال

    00:53 AM Mar, 28 2015
    سودانيز اون لاين
    حسين أحمد حسين-UK
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    توطــــئة:

    يحتاج المرء بالضرورة لمعرفة كيفية إدارة العالم من حوله (Global Governance)، ليتكيَّف مع المآلات، لا سيما إذا كان عاجزاً عن صناعتها. ولا شك أنَّ العالم يتغيَّر بوتيرة أسرع من ذى قبل نتيجةً للتطور الهائل فى التقانة ووسائط الإتصالات، والمجتمعات التى لا تستطيع أن تواكب سوف تتخلف عن الركب لا مُحالة.

    فالعالم يتعولم كما يقول عالم الإجتماع كارل ماركس (أول من قال بالعولمة) وفق تطور قواه المنتجة. وينتقل من نمط إنتاج إلى آخر، وفق مؤشر الربح؛ فإذا مال هذا الربحُ للتناقص، تزيد عدائية رأس المال. وسوف نرى ذلك واضحاً من النموذج/المتلازمة الدائرية التالية: تناقص الأرباح/الكساد - الحرب - التسوية الإقتصادية الجبرية - تناقص الأرباح/الكساد من ثان - ثم الحرب من جديد، وهكذا دواليك الديالكتيك الرأسمالى المشؤوم. وهذا النموذج سارى المفعول، على فكرة، منذ ما قبل حروب نابليون بل والحروب الدينية لِأُوروبا.

    فالرأسمالى الشره (ماغنى غنىٌ إلاَّ على حساب فقير) من الممكن أن يشعلَ حرباً الآن، لمجرد أنَّ أرباحه قد تميل للتناقص بعد حين، وسوف لن تتوقف تلك الحرب إلاَّ إذا أوجد تسوية إقتصادية تُغنيه عن الحرب ( Bretton - Woods مثالاً). وسوف نرى فيما يأتى كيف أن الحروب والتسويات الإقتصادية الجبرية قد إستخدمت لِإعادة صياغة الشعوب وفق الهوى الرأسمالى.

    والحروب كأدوات للتغيير وإعادة صياغة الشعوب، هى نفسها قد تطورت: من تلاحم جيوش الدول (الحربان العالميتان الأولى والثانية)، إلى الحروب بالوكالة (الحرب العراقية الإيرانية، الحرب الكورية، حرب فياتنام)، إلى الحروب بين الناس/الحروب الذكية (وما أكثرها هذه الأيام فى السودان والصومال وأفغانستان والوطن العربى، على سبيل النذر لا الحصر). وما يتبقى من النُّدُب والنتوءآت يتم تسويته وتسطيحه بالتسويات الإقتصادية المجحفة (الخصخصة/ذوبان قطاع الدولة). وأعظم إفعال لإعادة صياغة العالم فى التاريخ المعاصر هو رسملة المعسكر الإشتراكى/الشيوعى؛ فما عاد العالم الآن منقسماً بين دولة رأسمالية وأُخرى شيوعية فيما بعد الحرب الباردة، ولكنه يتمايز الآن بحيثيات الدولة الفاشلة (Failed State) الغير مندمجة، والدولة البراقماتية المندمجة؛ دولة الأعمال (Business State).

    يُتبع ...

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 03-28-2015, 11:46 PM)

                  

03-28-2015, 02:04 AM

أحمد الطيب بدرالدين

تاريخ التسجيل: 06-30-2010
مجموع المشاركات: 1953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حروب رأس المال (Re: حسين أحمد حسين)

    الأستاذ حسين،
    شكرًا على هذه القراءة.
    متابعين.
                  

03-28-2015, 09:52 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حروب رأس المال (Re: أحمد الطيب بدرالدين)

    Quote: الأستاذ حسين،
    شكرًا على هذه القراءة.
    متابعين.


    الأستاذ أحمد الطيب بدرالدين،
    تحياتى لك.

    وشكراً على المتابعة، وأرجو أن أكون عند حسن الظن.
                  

03-28-2015, 11:24 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حروب رأس المال (Re: حسين أحمد حسين)

    منشأ الحروب وتعولم أسبابِها:

    لعلَّ من أهمَّ التساؤلات التى يجب أن تدور بِخَلَد المهتمين بالإقتصاد السياسى هى تلك التساؤلات المتعلقة بمنشأ الحروب، وكيفية إقتداحها، وماهية دوافعها و أنواعها، ومن الذى له القدرة على إشعال حرب، وكيف يديرها لمصلحته، ومن هو المتضرر الرئيس منها، وكيف يتجنَّبُها؟ كل هذه الأسئلة هى محل قلق الباحثين لِإيجاد مخرج من دوامة هذا السعير الذى يجتاح العالم، خاصة الفقير.

    والحرب كما تقول العرب أوَّلُها كلام، ولكن التاريخ المادى يُخبرُنا بأنَّ وراء الحربِ حاجة. فمنذ بدائية الحياة على أيام الأقتصاد البدائى الذى يعتمد على الجمع والصيد قبل عشرة ألف سنة بدأت شرارة الحرب المؤسسية المتعارف عليها الآن. فالنَّاسُ يخرجون للصيد والإلتقاط لضرورة البقاء. وبإزدياد عدد السكان والإختلالات البيئية رويداً رويدا، تأثر المُلتقطُ والمُصادُ (المخزون الإستراتيجى البدائى) بالنقصانِ ومن ثمَّ اقْتُدِحَ الصراع.

    ولمَّا كانت الحاجة أُمُّ الإقتراع، أى لابد من وجود حلٍ لتجنُّبِ الحروب، تم إكتشاف الزراعة لتعويض الإختلال البيئى وتوفير قدر من الغذاء يقابل تزايد عدد السكان المضطرد. وبالفعل حلَّتْ الزراعة محل الصيد والجمع، وشهد العالم بدايات تخصص العمل وولادة جهاز الدولة لحماية الأرض التى تمَّتْ فِلاحتُها ولحماية المنتجات الزراعية من المعتدين الخارجيين، وظهرتْ ضرورة المحافظة على نوع من الإستقرار مع إزدياد التعقيد الذى بدأَ يطرأُ على عِلاقاتِ النَّاسِ الإجتماعيةِ والإقتصادية، والتى بدأَ المجتمع الزراعى يتمأسس عليها شيئاً فشيئا (Leys 1996).

    ولا شك أنَّ ظهور الزراعة شكَّلَ نقطة تحول مُهِمَّة فى تاريخ الإنسانية، والتى معها إضطردَ تطورُ المجتمع (Social Evolution) بشكل أسرع نسبياً من الوتيرة التى تطور بها منذ نحو مليونى سنة (Ibid). وحتى بعد إقتراع الزراعة مازال ذلك المجتمع الزراعى يتطور ببطء وبعدم إستقرار داخل حيِّزِهِ الزمنى، ولا تكادُ تُلحظُ معه وتيرةُ ذلك التطور. وهنا بدأتْ الحاجة مرة أُخرى إلى إيجاد نظامٍ عالمى جديد يمنع الإحتراب بسبب قوانين تناقص الغلَّة فى المجتمع الزراعى.

    وقد كان هذا النظام العالمى الجديد هو النظام الرأسمالى الذى ببزوغ فجره فى القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وبالأحرى ببزوغ فجر الثورة الصناعية فى القرن الثامن عشر، فإن المجتمعات الزراعية خرجتْ من حيِّزِ التطور إلى حيِّزِ الثورة (From evolution to revolution).

    وكثيرون هم الذين نوَّهوا إلى عالمية النظام الرأسمالى وتعولمه، كأمثال الموسوعى (Condorcet) قبل أن يتوفى فى السجن فى 29 مارس 1794، وأيضاً كأمثال (Kant). ولكن يظل هيقل وماركس (خاصة الأخير) الفيلسوفان الإجتماعيان الَّلذان إقترعا وبشكلٍ دقيق عالمية التطور التاريخى ومن ثمَّ عالمية النظام الرأسمالى (Rist 2002). ولَإنْ نحا هيقل فى عالمية حركة تطور التاريخ نحو الميتافيزيقيا، إلاَّ أنَّ ماركس ربط ذلك بالتطور المادى للتاريخ (أنماط الإنتاج).

    ولعلَّ ما يجعلهما الفيلسوفين الأصليين فى إقتراع نظرية التطور التنموى، هو إدراكهما الواثق للحظات الفارقة (النُّقلات النوعية) فى حركة التاريخ المصاحبة لمعدل التغيير الذى يجلبه التطور (الروحى عند هيقل) والمادى عند كارل ماركس(Op.cit).

    إذاً، هذه العجلة وهذا الإزدياد المضطرد فى معدل التغيير الملازم لعملية التطور، نابعٌ من حاجاتِ النَّاس وصراعهم الأزلى ليبقوا أحياءاً على وجه هذا الكوكب، أى أنَّه، وفى نهاية التحليل، ملازمٌ لتحقيق الربح. وما أن يميل هذا الربح نحو النقصان، كما يقول كارل ماركس، إلاَّ ويحتدم الصراع، وقد تنشأ معه الحاجة إلى ولوجِ آفاقٍ جديدةٍ من بينها خيار الحرب.

    ومن هذه الحقائق المهمة، ستنحى هذه المداخلة إلى تحقيب تاريخ الحروب بما يطرأ على تطور قوى الإنتاج، وليس بالتواريخ المرتبطة بأحداق فوقية، وذلك لمعرفة الأسباب الحقيقية للحروب، ولمعرفة كيفية محاولة الخطاب الليبرالى التمويه لتلك الأسباب وبشتَّى السبل، ولمعرفة سبل إسكاتها.

    ولعل الإستقصاء الدقيق لدرجة معدلات التغيير فى المجتمع، بواسطة عالم الإجتماع كارل ماركس، مكَّنته من تشخيص المجتمعات العالمية فى سيرورة تطورها التاريخى إلى عدد من أنماط الإنتاج أهمها (العبودى، الإقطاعى، الرأسمالى). وكما تمت الإشارة سابقاً، فإنَّ ظهور الرأسمالية الصناعية فى نهاية القرن الثامن عشر، كان لحظةً فارقة فى تطور المجتمع البرجوازى فى أُوربا، والذى أحدث ثورة حقيقية، مكَّنت المجتمعات الأُوربية من مضاعفة مداخيلها القومية، خاصةً بريطانيا العظمى. وقد كانت المنافسة فيما بين الدول الأُوربية على أشدِّها فى فترة الرأسمالية الميركانتايلية، التى تولدت منها مفاهيم كالقومية الإقتصادية (Economic Nationalism) والدولة القومية (Economic Nationalist State) القائمة على فكرة التنافس على موارد شحيحة لإشباع حاجات لانهائية (Woo-Cumings,in, Helleiner and Pickel 2005).

    ولا شكَّ أنَّ دول القومية الإقتصادية هذه (Economic Nationalist States) هى التى سارعت بتمدد النظام الرأسمالى رأسياً على مستوى المركز، وأُفُقياً على مستوى الأطراف. ولعلَّ ذلك قد تمَّ من جراء العملية التنافسية الحادة فيما بين هذه الدول من أجل إستغلال كافة الموارد المحلية المتاحة فى أُوربا والذى أدى فى نهاية المطاف إلى ميل الأرباح إلى التناقص، مِمَّا حدا بهذه الدول أن تُفكِّر بتطوير العمليات التقنية داخل المركز بهدف الإستغلال الأمثل للموارد، وبتمديد النظام الرأسمالى خارج نطاق المركز، بهدف إبتزاز الموارد الأولية الرخيصة فى الأطراف. وتلك هى اللحظة من الصراع على البقاء (الآنى والإستراتيجى) التى يصوِّبُ فيها رأس المال بندقيته على الآخر.

    وما أكثر الأيديولوجيات التى ظهرت آنذاك لتبرر لجوء الإقتصادات القومية (مدعية التنافس الحر) إلى الحماية الإقتصادية والإحتراب على موارد المستعمرات. فدوافع مثل، بناء الدولة، بناء الأُمة، الأمن القومى فى مواجهة التفوق الإقتصادى والعسكرى لبريطانيا، حماية الإقتصادات الناشئة، القضاء على الإقطاع، وتحديث المستعمرات، كانت واسعة السيادة فى فترة الرأسمالية الميركانتايلية (O'Brien and Williams 2007).

    إذاً، حين إكتمل تمدد النظام الرأسمالى فى المركز، أى بإنتقاله من مرحلة إعادة الإنتاج البسيط (Simple Reproduction of the Capitalist System) الذى يعتمد على الإستغلال المباشر للعمل وأدواته الإنتاجية البسيطة، إلى مرحلة إعادة الإنتاج المعقد التراكبى (Extended Reproduction of the Capitalist System) للنظام الرأسمالى مع ظهور الثورة الصناعية الذى يعتمد على تطوير أدوات الإنتاج والإستغلال غير المباشر للعمل، عند هذا الحد، بدأ مؤشر الربح (المتناقص بالطبع) ينذر بالحرب. وقد غزت تلك الدول المتنافسة العالم واستعمرته، وقسَّمته فيما بينها بُناءاً على موازين القوى الإقتصادية و العسكرية آنذاك.

    وبالرغم من تمدد النظام الرأسمالى بهذه الكيفية فى المركز، ظل السياسى (فى زمن هيمنة الإقتصادى) مهيمناً لوقتٍ طويل، هيمنة لا تبررها عملية إحلال العناصر كما يقول (Poulantzas 1978)، ولايبررها القضاء على بقايا الإقطاع كما يقول (Anderson 1974) فى مركزٍ جاز إعادة الإنتاج البسيط لنظامه، ولكن يبررها إستكمال دمج المستعمرات/الدول المستقلة حديثاً، فى النظام الرأسمالى. بل وقد إستمرت هيمنة السياسى (السياسى يستبطن العسكرى) فيما بعد القضاء على الأشكال القبل-رأسمالية فى الأطراف (Pre-capitalist forms of production) للقضاء على الأشكال اللارأسمالية (Non-capitalist forms of production) والعليلة الليبرالية (Ill-Liberalist forms of production). كل هذا يحدث لتفادى نقصان الأرباح.

    إذاً، فحقيقة التنافس على الموارد الشحيحة لإشباع حاجات لانهائية (التنافس على البقاء آنياً واستراتيجياً) هو الذى يفسر حقيقة الصراع/الحرب. وبالرغم من تقسيم المستعمرات بين الدول المستعمرة، فإنَّ ذلك الوضع لم يدرأ عن هذه الدول، نشوب حربيين كونيتين الأخيرة منهما وحدها أفنت أعداداً مهولةً من البشر، تُقدر بحوالى أكثر من 56 مليون نسمة (حوالى 17.5 مليون جندى من كل الأطراف، أكثر من 39 مليون مدنى من كل أنحاء العالم. وعدد الجرحى من الجنود 35 مليون جريح، أما عدد الجرحى وسط المدنيين فلا يُحصى) (Smith 2005)، وأثَّرت تسوياتها الصراعية فيما بعد على إقتصادات المستعمرات/الدول الفتية تأثيراً بالغاً.

    وعلى أىِّ حال، فإنَّ ذاكرة العالم الجماعية المشحونة بمآسى الحربين الكونيتين، قد إضطرت أُوربا فيما بعد إلى خلق نظام بريتون-وودس (Bretton-Woods) لمعالجة آثار تينك الحربين الكونيتين. إلاَّ أنَّ نظام بريتون وودس ذا التسويات الصراعية، قد نقل الحرب بين الدول الأُوربية من أرض المعارك إلى المجال الإقتصادى (Kapstein and Mastanduno, eds, 1999)، وبين دول الأطراف جعلها بين الناس. والتسويات الصراعية لا تنتج إلاَّ الصراع، ولَكَمْ أزكتْ تلك التسويات الحروبَ بين النَّاس كما سيجئُ ذكره وتفصيله لاحقاً إن شاء الله. وسيتم شرح الكيفية التى إنتهجها الخطاب الليبرالى ونظرياته الإقتصادية، لإخفاء هذه الحقائق.

    يُتبع ...
                  

04-01-2015, 11:31 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حروب رأس المال (Re: حسين أحمد حسين)

    وما أريد أنْ اُؤكِّد عليه عند هذا المستوى من التحليل، هو أنَّ نموذج/متلازمة رأس المال - الحرب المذكور بعاليه، لم يُستخلص من مفاهيم نظرية أداتية وترف أكاديمى بحت، ولكنه مسنود بالوقائع التاريخية.

    فمن واقع تحليلنا المادى لحروب رأس المال، إتضح لنا: أنَّ الحرب العالمية الأولى سبقها تناقص أرباح حاد (O'Brien and Williams 2007)، أدى بدوره لتنافس الدول ألأوربية على المستعمرات واندلاع الحرب العالمية الأولى. وقد أعقب تلك الحرب كما هو معلوم تسوية فراساى عام 1919م، وإنشاء عصبة الأمم. ثم أعقب تلك التسوية الكساد الكبير 1929م، والذى أدى بدوره إلى الحرب العالمية الثانية. أعقب الحرب العالمية الثانية تسوية بريتون وودس (Bretton - Woods) عام 1945.

    ومنذ بريتون وودس، فإنَّ النظام الرأسمالى قد مرَّ بعدة مراحل من الكساد (آخرها كساد 2006 المستفحل منذ عام 2008، والذى ظل مستمراً إلى يومِ النَّاس هذا)، أدَّتْ إلى الحروب بالوكالة (الحرب الكورية، حرب فياتنام، الحرب العراقية الإيرانية)، والحروب الداخلية (الحروب بين الناس أو الحروب الذكية كما يًسميها البعض)، كما فى: السودان، الصومال، أفغانستان، حروب الربيع العربى. وهكذا يعمل نظام التطور الرأسمالى فى إطار حلقتِهِ المُفرغة: الكساد - الحرب - التسوية - الكساد - الحرب من جديد.

    إذاً، فالحرب متلازمة من متلازمات طريق التطور الرأسمالى. إلاَّ أنَّ الغرب بذكائه وتآمرِهِ قد أخرج الحرب ذات الوجه القبيح خارج المركز (صدَّرها للأطراف/الهامش) وجعلها فى المركز منحصرة فى التنافس الإقتصادى. والحرب فى متلازمة "الحرب - التنافس الإقتصادى"، عادةً ما تُخيِّم بالمناطق الغنية بالموارد (كالخليج وإيران ومناطق الماس والذهب ومصادر الطاقة فى أفريقيا وغيرها). فالغربيون فى المركز يتنافسون على تطوير بلدانهم، ونحن فى الأطراف نتنافس على القِتلةِ المتطورة.

    والحرب المقصودة هذه المرة (والمتماهية فى المذهبية لتجرَّ معها عدد كبير من الدول؛ مصر وغيرها) هى حرب دول التعاون الخليجى مجتمعة ضد إيران. هذه هى الحرب الوحيدة التى من الممكن أن تخرج النظام الرأسمالى من حالة الكساد الإقتصادى المُطْبِقة الآن.

    والمحصلة بمقتضى هذه المتلازمة هو ألاَّ فكاك من الحرب، والعاقل من الحكام فى دول العالم الثالث (if any)، هو من يتجاوزها بالدلوف إلى التسوية ليُجنِّب شعبه ويلات الحرب. ويا تُرى ماذا فعل السيد رئيس حكومة السودان خلال ربع قرنٍ من الزمان، ليُجنِّبَ شعبَهُ ويلاتِ الحروب التى تارةً ينسبها لنفسه وتارةً ينسبها للشيطان بحسب مقتضى الحال.

    أقول ما أقول، وأنَّ التسوية أحيناً لا تبعد شبح الحرب، وذلك حينما تكون الحرب سلعة تتحدد بالعرض والطلب والفرصة البديلة (Opportunity Cost)، أى إذا كانت الحرب أربح من التسوية، فلا مناص منها.

    فالرجاء قراءة التقرير التالى للتأكُّد من وجهة النظر هذى: (https://firstlook.org/theintercept/2015/03/20/asked-iran-deal-potentially-slowing-military-sales-lockheed-martin-ceo-says-volatility-brings-growth/) والذى فيه (وفى الفيديو أيضاً) تتوجس البنوك الغربية وشركات الأسلحة من الوصول إلى إتفاق نووى مع إيران، الأمر الذى قد يقلِّل من مبيعات الأسلحة وبالتالى الأرباح؛ حيث أنَّ الحرب أو التهديد بالحرب هو أمر جيد لتجارة الأسلحة. ويُطمئن أحد المتحَدِّثيْنِ الآخر بقوله: "لا تبتئس، فثمة حالات مهولة من عدم الإستقرار ستحُلُّ بالمنطقة، كما تشى بذلك "بُنية الحوافز الضارة" التى هى من صميم سوق الأسلحة الدولية".

    يُتبع ...

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 04-01-2015, 11:32 PM)
    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 09-23-2017, 01:29 PM)

                  

04-04-2015, 01:25 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حروب رأس المال (Re: حسين أحمد حسين)

    دوافع الحروب، أنواعها، وكيفية إقتداحها:

    من واقع إضطلاع متواضع (وبالتالى يحتاج إلى مزيد من الجهد بواسطة باحثين جُدُد) بظاهرة حروب رأس المال؛ فإنَّ دوافع الحرب فى متلازمة التطور الرأسمالى - الحرب تتمحور حول كُلِّياتٍ ثلاث: فبعض الأراء تقول بأنَّ الفوضى (Anarchy) التى يخلقها القائمون على مقاليد الأمر فى العالم عن طريق الحروب، عادة ماتغذى تغييراً منشوداً فى مجال الإقتصاد (Cox, in, Middleman (ed) 1997). والبعض الآخر كأمثال مارك دوفيلد يعتبرها محوراً مهماً لإعادة صياغة الشعوب (Duffield 2008). وهناك الآراء الأُخرى، كما رأينا بعاليه، التى تقول بأنَّ الحربَ يُسعِّرُها التنافس على الموارد الإقتصادية.

    وفى تقديرى المتواضع أيضاً فإنَّ أهم العوامل داخل هذه الكليات الثلاث، هو الصراع الأزلى على البقاء/الموارد (الآنى والإستراتيجى)، الخروج من الأزمات المرتبطة بطريق التطور الرأسمالى (الكساد مثالاً)، ونمذجة الشعوب وفق الهوى الرأسمالى مثلاً والإنتقال بها من شعوب متكيفة مع الديكتاتوريات إلى شعوب ديموقراطية.

    وكما جاء بعاليه، فإنَّ تسوية بريتون وودس قد نقلت الصراع من ساحة الحرب إلى ساحة الإقتصاد فيما بين الدول الغنية، وجعلت المواجهة العسكرية {كما سيجئ بالتفصيل لاحقاً} بين الدول الغنية تتم خارج أراضيها، كما فى الحروب بالوكالة. و لعلَّ تلك التسوية الإقتصادية التى تمَّت بموجب بريتون وودس، قد مكَّنتْ هذه الدول الغنية من وضع يدها على الموادِّ الخام للمستعمرات/الدول الفتية. وهو أمرٌ زاد من وتيرة ما يُعرف بإنكشاف الموارد (Resource Vulnerability) خلال فترة الخمسينات والسبعينات. الأمر الذى أصبح مصدراً للصراع العالمى المتعارف عليه بالحرب الباردة الناشئة من المارثون الإقتصادى نحو المصادر الرئيسية للمواد الخام.

    وقد أخذ هذا السباق المتمحور فى حلفين غربى وشرقى؛ أحدهما بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والآخر بقيادة روسيا، عُدة أشكال، منها: السباق عل تسليح الحلفاء، السباق على تخزين المواد الإستراتيجية (Stockpiling of strategic resources)، سباق الدعم الدبلماسى، سباق دعم الشركات المتعددة الجنسيات، سباق الإتفاقيات المواتية للدول الغنية (Billon, in, Billon (ed) 2005).

    وكما يقول أحد الإقتصاديين السياسيين: "فإنَّ هذه التسويات هى عبارة عن إتفاقيات تعاون إقتصادى تمّت فى فضاء الحرب (In the shadow of conflict)، وهى مجرد تحايل على العداء ضد الآخرين، أو ردُّ فعلٍ له. والأُمم تميل نحو الحرب أو التعاون الإقتصادى، بحسب هامش الربح المتوقع من كليهما" (Hirshleifer 2001). وذلك يعنى فيما يعنى، أنَّ قرار الحرب/ التعاون الإقتصادى لمقابلة الأرباح المتناقصة يعتمد بالكمال والتمام على قانون الفرصة البديلة فى علم الإقتصاد (Comparative Advantage) كما جاء بعاليه.

    إذاً، نحن تاريخياً أمام وضع أحكم فيه الإمبرياليون قبضتهم على الموارد الطبيعية للمستعمرات/الدول الفتية، مستفيدين من عمالتها ومواردها الرخيصتين. وقد عمل نموذج الإستنزاف هذا، طِوال المرحلة الأُولى للإستعمار، أى مرحلة إلحاق الأنماط القبل-رأسمالية بالنظام الرأسمالى وتحت قبضة نظام إدارى فى غاية الصرامة، ولم تُتَحْ معه إى عمليات تصنيع (ولا حتى إى إستثمارات من أى نوع)، وذلك بغرض منع أى نوع من التغيرات التنموية، على الأقل إلى حين (Palma, in, Ayres (ed) 1995).

    ولقد كانت محصلة إستمرار نموذج الإستنزاف فى الفترة الأُولى من الإستعمار، ولمدة طويلة، إفقار المستعمرات وإعاقة تنميتها، وإعاقة عمليات التصنيع فيها، الأمر الذى جعلها فيما بعد تتخصص فى إنتاج المواد الأولية فقط، وبشروط أملاها المستعمر ضمن تسوياته الصراعية المجحفة (Frank, in, Roberts (ed) 2007).

    إذا حتى ما يُعرف بالحروب بين النَّاس، أو الحروب الداخلية ( كما سيجئ مفصَّلاً فيما بعد إنْ شاء الله) قد بُذرت بذرتها جراء الإفقار الذى مارسته الدول الغنية على الدول الفقيرة، ومنع التنمية الصناعية فيها، الأمر الذى أدَّى إلى فشل التنمية الإقتصادية منذ الفترة الأُولى للإستعمار. ولم يترك المستعمر أىَّ عائدٍ إقتصادىٍّ ليعود على أهل المستعمرات فى هذه الفترة الأولى، فقد كان إستنزافياً فقط، ولم يبدأ بعد فى عمل أىِّ إستثمارات فى الدول التى إستعمرها. وقد بدأ النَّاس يضيقون ذرعاً بالمستعمر، ولكن قبضته الإدارية الصارمة كبتتْ حربهم عليه، فظلَّتْ كامنة لتتفجر (ويا للأسف فيما بينهم لاحقاً) كما يقول أُوبراين (O’Brien 1979).

    يُتبع ...
                  

04-04-2015, 03:13 AM

أحمد الطيب بدرالدين

تاريخ التسجيل: 06-30-2010
مجموع المشاركات: 1953

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حروب رأس المال (Re: حسين أحمد حسين)

    مساء الخير أستاذ حسين أحمد حسين،
    شكرًا على هذا العمل الأكاديمي الرائع.

    كتبتم:
    {إذاً، نحن تاريخياً أمام وضع أحكم فيه الإمبرياليون قبضتهم
    على الموارد الطبيعية للمستعمرات/الدول الفتية،
    مستفيدين من عمالتها ومواردها الرخيصتين.
    وقد عمل نموذج الإستنزاف هذا، طِوال المرحلة الأُولى
    للإستعمار، أى مرحلة إلحاق الأنماط القبل-رأسمالية
    بالنظام الرأسمالى وتحت قبضة نظام إدارى
    فى غاية الصرامة، ولم تُتَحْ معه إى عمليات تصنيع
    (ولا حتى إى إستثمارات من أى نوع)، وذلك بغرض
    منع أى نوع من التغيرات التنموية، على الأقل إلى حين
    (Palma, in, Ayres (ed) 1995)}.
    إنتهى.

    على الأقل إلى حين! أما في حالة عبور أي دولة
    سور التطور بما لا يخدم رأس المال، فالعقاب صارم.

    الحروب لن تنتهي أبدا في العالم و ذلك لأبدية جدلية
    إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان.
    مشكور على المجهود.

    متابعة/
                  

04-10-2015, 10:59 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حروب رأس المال (Re: أحمد الطيب بدرالدين)

    Quote: مساء الخير أستاذ حسين أحمد حسين،
    شكرًا على هذا العمل الأكاديمي الرائع.

    كتبتم:
    {إذاً، نحن تاريخياً أمام وضع أحكم فيه الإمبرياليون قبضتهم
    على الموارد الطبيعية للمستعمرات/الدول الفتية،
    مستفيدين من عمالتها ومواردها الرخيصتين.
    وقد عمل نموذج الإستنزاف هذا، طِوال المرحلة الأُولى
    للإستعمار، أى مرحلة إلحاق الأنماط القبل-رأسمالية
    بالنظام الرأسمالى وتحت قبضة نظام إدارى
    فى غاية الصرامة، ولم تُتَحْ معه إى عمليات تصنيع
    (ولا حتى إى إستثمارات من أى نوع)، وذلك بغرض
    منع أى نوع من التغيرات التنموية، على الأقل إلى حين
    (Palma, in, Ayres (ed) 1995)}.
    إنتهى.

    على الأقل إلى حين! أما في حالة عبور أي دولة
    سور التطور بما لا يخدم رأس المال، فالعقاب صارم.

    الحروب لن تنتهي أبدا في العالم و ذلك لأبدية جدلية
    إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان.
    مشكور على المجهود.

    متابعة/


    الأستاذ أحمد الطيب بدر الدين،
    ألف تحية وشكر.

    أعذرنى على التأخير، فكلما هممتُ بالردِّ عليك، صدَّنى الحزن؛
    فالرحمة والمغفرة لطيب الذكر والنَّشر العوض المسلمى، ونسأل اللهَ له الفردوس الأعلى.

    شكراً عزيزى أحمد الطيب على تعاطيك الحصيف مع قضايا الحروب. ودعنى فى البدء أُؤكد على قولك بأنَّ الحروب لن تنتهى ورأس المال بيدِ قابيل.
    والتنمية ليست قيافة ولا عرافة، وهى فعل ممكن الحدوث؛ ولكنَّنا ممنوعون منه. وما لم نبتدع (نحن فى أفريقيا على وجه التعيين، وإلى حد ما فى أمريكا اللاتينية) فعلاً يُكافئُ الحربَ المتمفصلة فى رأس المال، سنظل فقراء (هل تفيدنا كثيراً مُناداتنا بنظام إنسانى عالمى جديد؟).

    آسيا إلى حد ما نفدتْ من هذه الحلقة المُفرغة للحرب عن طريقين: إمتلاكها للسلاح النووى (Smith 2005)، وتحقيق التنمية من وراء ظهر النظام الرأسمالى (Stiglitz 2006) وتحت حماية دولة محورية كالصين. وقد بدأت بعض الدول الأفريقية (أنجولا، السودان، مؤخراً أثيوبيا، ... إلخ) تستفيد من هذه الميزة الأخيرة، فحققت معدلات نمو منظورة فى بعض مراحل نموها.

    شكراً كثيراً على التداخل.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de