ديار أهـلــه مـســقـط رأس والدى عـلـيـه رحـمـة الله؛
صحيح انها ذكريات عمر الطفوله وزمن الصبا التي لن تنمحى من خيال الذاكره ابدا.. صحيح قد تغيب الاسماء احيانا و لكن ثمة اسماء حفرت فى اخاديد الذاكره لن تنمحى..واحيانا يبدا الطواف في ارشيف مشوار الحياة الذى فى اجتراره يمنح دعشات انسامها ويجدد خلايا الروح ويوصل مسافات العمر ليبقى ذلك الارتباط هو حلم الخيال الامانى والاحلام..
الكل منا يمنى النفس بالعودة الى زمن الطفوله ورفقة الصبا عله يستطيع تعديل واصلاح مدى الرؤيا فى مستقبل عالم مضطرب..لان امان اللحظه وقتها كان قائما على الاحساس بالطمأنينة والسكينة فى البيت والحله والقريه والطريق والمدرسه التي انبتت بدواخلنا حب الخير للغير وعشق الوطن فلا غرو فقد كنا نسمع جرس النهاية لنخرج نحمل في اكتافنا حقائب الدمورية والدبلان ونغني :-
بلادى بلادى فداك دمى وهبت حياتي فدى فاسلمي غرامك اول ما في الفؤاد ونجواك اخر ما في دمي ساحلف باسمك ما قد حييت تعيش بلادي ويحيي الوطن
اطيب الاماني
03-31-2010, 00:48 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
Quote: ولدت ماكيبا في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا عام 1932 وتوفي والدها وهي ابنة ست سنوات وبدأت مسيرتها الفنية عام 1950 مع فرقة Manhattan Brothers قبل أن تشكل فرقتها الخاصة Skylarks.
وصلت "أم أفريقيا" إلى عالم النجومية عام 1959 عندما شاركت في بطولة البرنامج الوثائقي Come Back, Africa و الذي كان محوره الفصل العنصري.
بعد ذلك التقت ماكيبا بهاري بيلافونت في لندن، الذي ساعدها في إشهار اسمها في أمريكا ثم قامت بإصدار أهم ألبوماتها مثل Pata Pata و The Click Song ، وMalaika.
و ازدادت نجومية ماكيبا في الولايات المتحدة عندما غنت "Pata Pata عام 1967 التي كانت قد أطلقتها قبل 11 عاماً في موطنها جنوب أفريقيا.
و تتميز أغاني ماكيبا بالطابع الأفريقي، حيث اعتادت على استخدام الألحان التقليدية لأفريقيا في أغانيها.
جدير بالذكر أن مريم ماكيبا تعتبر من أوائل من أطلقوا موسيقى القارة الأفريقية إلى العالمية وعلى مدى العقود الستة الماضية منذ انطلاقتها الفنية.
حازت ماكيبا على جائزة جرامي كأول سيدة سوداء بسبب استمرار انتقادها بشكل جرئ للتمييز العنصرى عن طريق سلاحها الغنائى مما أدى إلى سحب جنسيتها عام 1960 وكافحت حتى استردتها فى الثمانينات.
كانت مريم منفية من بلدها لأنها لم تترك مناسبة واحدة إلا وانتقدت العنصرية هناك وأدت العديد من الأدوار في أفلام "ارجع، افريقيا" والفيلم الموسيقي "سارافينا"، التي تعرضت لنظام الفصل العرقي في جنوب أفريقيا. كما تحدثت خلال اجتماع للأمم المتحدة عن حياتها تحت وطأة نظام الفصل العنصرية.
عاشت ثلاثين عاما في المنفى ولم يسمح لماكيبا بدخول جنوب أفريقيا لحضور حفل تأبين والدتها. كما أحاطتها المشاكل في الولايات المتحدة بسبب زواجها من ستوكلي كارميشيل زعيم حركة الحقوق المدنية الراديكالية التي تدعي "الشركاء السود" وألغيت لها بعض حفلاتها الموسيقية وعقود أخرى لهذا السبب فغادرتها بحثا عن ملجأ في غرب أفريقيا حيث استقرت في غينيا.
وفى عام 1990 قام الرئيس نيلسون مانديلا باعادة "ماما افريقيا" إلى وطنها الأم جنوب إفريقيا، و بالرغم من إلغاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا بقيت المغنية ناشطة في هذا المجال.
الأخ الكريم عبدالرحمن إبراهيم محم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أقدر هذا الحهد التوثيقي لمن أهملهم المؤرخون عن قصد أو جهل ...وأنت وكثر يعلمون التسطيح والتجهيل الذي يمارس ...فما أكثر شواهد التاريخ ..زرنا دار الوثائق السودانية للبحث عن مخطوطات بعينها ولم نجد شيئاً ، أقدم مخطوطة في الدار عمرها 120 سنة فقط ...نصحني أحد الإخوة بالبحث في مكتبة السليمانية ، حيث الأرشيف العثماني ، أو مكتبة الإسكندرية حيث تاريخ السودان موجود هناك !! ، آثارنا منهوبة في لندن ونيويورك وفرنسا ...مواردنا ..علماؤنا ....نخبنا في المنافي !! ...ما أكثر المواجع !! في بوستكم سياحة فكرية ..واصل وأمتعنا متعكم الله بالصحة والعافية
05-19-2010, 09:06 AM
عبد الله إبراهيم الطاهر
عبد الله إبراهيم الطاهر
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 616
حضرة الدكتور عبدالرحمن إبراهيم محمد لك التحية والتقدير وأنت توثق لأبطال سودانيين استطاعوا أن يكتبوا أسمائهم في التاريخ العالمي بجهود نيرة وقوية ... وقد ذكرني هذا البوست بنقاشات سابقة عقب زيارة لي إلى إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2005م، زرت خلالها الصديق العزيز محسن خالد في أبوظبي وحملت له معي نسخة من كتابي (ببليوغرافيا الصحافة السودانية في قرن 1898م-1998م)، حيث فوجئت به ظهر اليوم التالي، عقب سهرة ونسة حتى السادسة صباحاً، وهو يقرأ في الكتاب وليقول لي ... الكلام ده سأل منو قبل كده الصادق إسماعيل، وكان يقصد حديثي في الكتاب عن فليكس دارفور الذي أهديت له الكتاب، وقلت إنه يعتبر أول سوداني عمل في حقل الصحافة على الاطلاق، ونقل محسن خالد ما ورد في الكتاب في بوست (محسن خالد هذا اختيارك فاصطبر)، ثم نقل ذلك الأخ الصادق إسماعيل في بوست منفصل أسماه (سيناريو البحث عن بطل قومي: فليكس دارفور نموذجاً) سيناريو البحث عن بطل قومي: فليكس دارفور نموذجاً وحصلت نقاشات جيدة في هذا البوست من أجل الوصول إلى معلومات تساهم في دراسة هذا البطل ... ولكن ... وكما تعرف ... شغلتنا الدنيا وصروف الزمان فتفرقت بنا السبل إلى أنشطة "البحث" عن لقمة العيش بدلاً عن "البحث عن بطل قومي" كما سعى الصادق إسماعيل ... للأسف يا دكتور المشكلة الرئيسية في السودان هي الغياب الكامل للمعلومات على مستوى كل شئ ... ومن أصعب الأشياء أن تجد معلومة عن أي شئ تبحث عنه فدار الوثائق والأهمال فيها يجعلان البحث من أصعب الأمور ... وكان السبب وراء إصداري لكتاب (ببليوغرافيا الصحافة السودانية في قرن) وقبله كتاب (صحافة الأطفال في السودان) أن أي باحث إذا أراد أن يعرف ولو معلومة صغيرة مثلاً عن رئيس تحرير إحدى الصحف فسيكون عليه أن يبحث لوقت طويل وسط كم هائل من الصحف في دار الوثائق القومية ... أضف إلى ذلك فإن دار الوثائق بها مجموعة كبيرة من المخطوطات التي لم ترى النور حتى الآن ... وقد كانت للبروفيسور محمد إبراهيم أبو سليم جهود مميزة في تحقيق العديد من المخطوطات ... ولكن لا تزال هناك مخطوطات تحتاج إلى تحقيق ... نحن هواه نتألم من هذا التاريخ الفاسد الذي علمونا له في المدارس لكننا لا نمتلك ما تمتلكه أنت من خبرة ووثائق ومعرفة موسوعية، ليست الدهشة وحدها التي تعلو وجوهنا ونحن نقرأ شذرات هنا وهناك عن حقائق في التاريخ السوداني يقولها (البعض) دون أن يكون لها الوجود الحقيقي ودون أن تجد القراءة والتمحيص والتحليل ... ليست الدهشة وحدها بل معها كذلك الوجع و"القرف" ... وفي حضرة الراحل محمد أبو القاسم حاج حمد كان يقول لنا كلاما يزيد من قهرنا تجاه الكثير من "الحقائق" التي ملأت رؤوسنا في المدارس ... لكننا بعد أن قرأنا كتابه الموسوم (السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل) كانت تعلو وجوهنا الفرحة بذلك التحليل العميق لتاريخ هذا البلد وتلك الحقائق التي يوردها دون مخافة من "أسرة" أو "جهة" أو "كيان" .... رحم الله أبا القاسم ... يا أستاذي العزيز نتمنى أن نرى دوسة وغيره في كتب مطبوعة قريباً ... أكتب يا سيدي فهناك أجيال قادمة لا تعرف شئ عن تاريخ هذا البلد القريب دعك من تاريخها القديم ... وأذكر أنني حينما كنت أعمل محاضراً (متعاوناً) بجامعة وادي النيل كلية الإعلام، وفي أثناء محاضرة ذكرت ضمن ما ذكرت ثورة أكتوبر اعتماداً على أنها من المعروف بالضرورة حيث كثيراً ما نذكر ذلك الحدث دون الغشارة إلى العام الذي حدثت فيه لأنه معروف، لكنني فجأة نظرت للطلاب أمامي وداخلني شعور أن هؤلاء الشباب لا يعرفون تاريخ هذه الثورة فقلت أسألهم عن تاريخها وهالني ما قالوه فلم يفتح الله على أحدهم وهم ما يقارب السبعين طالباً بالإجابة الصحيحة للعام الذي حدثت فيه ثورة 21 أكتوبر ... وهم طلاب إعلام سيتخرجون ليكونوا قادة رأي يا سيدي ...
عزيز دكتور عبد الرحمن لك التحية والتقدير ... واصل سعيك واصل ... قلبي معاك ... ربي يخضر عود ضرعاتك ... وأنا أقرأ هنا بمتعة ...
احتراماتي
05-21-2010, 05:50 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
ياخي جننت الاثارة والتشويق في حنانهم كلام راندوق استاذنا ادهشتنا بالبحث المتأني والمثابرة المخلصة لهذا السفر الجميل لك احترامنا ومحبتنا الابدية استاذي انا عاشق للتاريخ وزمان لمن كان الاولاد في المدرسة بقول الواحد فيهم انا بحب الكيمياء والرياضيات وعايز ادخل الطب ونحن صغار كنت بقول انا بحب التاريخ وعايز اطلع استاذ تاريخ لكن تحول الحب للفنون وانا دخلت السينما قبل المدرسة فكان لابد من الفن ..ولكن التاريخ الحب الازلي والشغف به مازال لصيقا باحلامي ..اسمح لي ان نتواصل واذا سمحت لي يمكن ان اخذ عنوانك من ( ابو الجعافر ) واذا سمحت له.. لي فيلم اكتب في السيناريو له من 15 سنة وكان يساعدني فيه الجنرال المرحوم غفر له الرحمن ( محجوب ناصر ) وهو عن الكتيبة المكسيكية,, ثانيا : من اربعة سنوات اجمع في مادة تاريخية لكتابة تاريخ السودان للأطفال وهو في سلسلة على شكل موسوعة .. الكتاب الأول ..النيل ,,من تسميته النوبية الى الان الكتاب الثاني اجدادنا القدماء والملك الاارا وتوحيد القبائل وشعوب السودان نحتاج الى خبرتكم وعلمكم ومنتظرين حكاية دوسى احترامي ومحبتي الابدية
05-22-2010, 09:43 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
سلام ومحبة تقدير واحترام لنا فترة والأخ هشام الفيل هنا في الدوحة ونحن نبحث في المسرح الجامعي واعماله الفنية الفريدة وعن الصور النادرة اخبرني الصديق العزيزهشام عن الملف الكامل الذي صورته وقتها عن المسرح الجامعي الأستاذة ـ ساندرا اسمح لي باستعارة الصورة النادرة لك وللعزيز شوقي عزالدين اطلقنا موقع جديد في النت مسرحنا دوت كوم اتمنى ان تقوم بزيارته لكم يشرفنا وجودك بيننا http://masrahna.com/ مع خالص التحيات ومودتي النقية
06-06-2010, 11:00 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
لك التحية والتقدير يا سمي ، فقد لجمت لساني بهذه الكلمات والتي تنم عن أصالة معدنكم وشفافية روحكم ..ومنكم نستمد ما فقدناه من ثقة في النخب السودانية ..إي والله إني افتقدت الثقة في كل من يحملون دالأ أو أستاذية او من دونهم ..التاريخ يا سمي مرآة الحاضر في بعض جوانبه وفي هذه السانحة ..فقد بحثت عن كتاب لمحمود السمرقندي الذي أخذ عنه المؤرخ ماكمايكل History of Arab In Sudan أرجو الإفادة إن أمكن ولكم التحية والتقدير متابعين
06-07-2010, 06:19 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
وكان لـنـادى الـعـمـال صــنـو آخــر فـى الـعـمـل الـمـســرحـــى هــو نـادى الـصـبـيـان. معلومة مهمة جدا في تاريخ المسرح بمنطقة الخرطوم عموم ونقطة مضيئةفي تاريخ الدور النسائي في المسرح السوداني ومعروف ان الآتحاد النسائي هو من دفع بالفنان الشامخ وملك الكوميديا ( الفاضل سعيد ) ليقدم اعماله من خلال برامجهم ليخدم قضية النساء في السودان ..وقد كان .. مهم جدا توثيق هذه الاعمال لك المحبة الابدية
09-18-2010, 09:53 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
Quote: فوقتها لم يكن هناك سوى زريبة المواشى فى الطرف الجنوبى المحاذى للديوم، قرب موقع الأنادى والتى كانت ترفع فوقها الأعلام. ومع آذان المغرب ينطلق "دنقرها" وتهدر طبولها بإيقاعات إفريقية تتفاوت بين التمتم، والمردوم، والعرضة فتدخل سامعـيـها أيا كانـوا فى حالة من التماشى العقلى مع الإيقاعات. فتهتز الوجدان وتتمايل الأجسام مع تــلـك الأيقاعات. فيتبسمل الشيوخ درءا لـ"نداء الشياطين" ذاك؛ وتحصينا لأنفسهم وأهل بيوتهم فى "المغارب" من تلك الدعوات الشيطانية. وترى الرجال زرافات ووحدانا يتجهون صوب مصدر الصوت؛ وكانهم منومون مغناطيسيا أو مجذوبون نحو مصدر ذلك الصوت بمغنطيس قاهر مهول.
وكنت أعجب كيف يتم ذلك؟ وماهــو السـر الذى يقود هؤلاء الناس نحو مصدر ذلك الصوت الهادر للطبول و"خِلـفة" الشتم؟ ولماذا يتسارعون فى خطواتهم؟
وهــذا أمـر أخـر ســنـوفـيـه حــقـه لاحــقـا بـإذن الله.
ولــك الــود أبــدا.
12-21-2010, 07:27 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
Quote: (نحن الألى عرفوا الوطنية وعرفنا القومية عن طريق "فلتحيا مصر" قبل أن نعرفها "فليحيا السودان" دعنا نقول لكل من يهمه أمر هذه البلاد من أبنائها وغير أبنائها أننا لانزال نحب مصر، ولكننا نحب السودان أكثر منها. وأننا نريد لمصر حريتها، ولكنا نريد حرية بلادنا أيضا.....بعد هذا فلنسأل مصر بملء فينا هل فى برنامج "إستقلال وادى النيل من منبعه إلى مصبه" مكان للوطنية السودانية أم معناه قتل تلك الوطنية والقضاء على قوميتنا؟)
ونــتـابــــع.
01-18-2011, 05:53 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
Quote: وُلد دوس محمد علي لأم سودانية وأب مصري كان يعمل ضابطاً في جيش القائد الشهير أحمد عرابي، وشارك معه جهاده الثوري ضد الإنجليز ، واستشهد في معركة التل الكبير في عام 1882
ورغــمـا عــن قـامـة الـدكـتـور محمد وقـيـع الله، إلا أنــه وقــع فـى
خــطـأ أكـاديــمـى مـســـتـفـحــل ألا وهــو خــيـرمــثـال لـمـا
أقـصــد بالتـحـديــد مــن نـقـل بـغــيـرما تـحـقـيـق أو تـفـكـيـر.
كنت قد وعـدت بمواصـلة الحـديث عـن عملاقـنا دوسـة ولـكن شـاءت الأقـدار ألا أوفـى بهـذا الوعـد لـسـفـر طال. وكان الـموقـع قـد تهـكـر فى أثـناء ذلك السـفـر وبعده. وحـتى بـعد عـودة الموقع فشـلت فى الدخول إليه لإعتراض برامـج الحماية. وأخيرا وجدت الحل فى كمبيوترى الماكنتوش وبرنامج ســفارى.
وبدأت فـى الكتأبـة وأبـتـدرت مـوضـوعـا حـول الـمراغـنـه مـمـا جـذب مـداخلات حـيـة. وتطلب ذلك مـنى الرد
مقدمة: اعظم الافكار هى التي تصنع اعظم الاحداث ولكنها لا تكشف عن نفسها للجيل المعاصر ولا يعيشها ولكن يمر بجانبها ،شيء مماثل يحدث في مملكة النجوم..النجم الابعد هو الذى يصل ضوءه متاخرا للناس كاخر الاشياء وقبل ان يصل اليهم،لا يذكرون ان هناك نجم في الاعالي..كم عهد يلزم كي نفهم مفكرا جيدا..هذا هو المعيار الذى ينتمي الى تراتيبية الذكاء والنجوم)) ف.نيتشة
09-20-2011, 07:47 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
تحية لبروفيسور إبراهيم واضيافه وضيفاته إن كتبنَّ .
يسعد الإنسان حيناً من الدهر أن يجلس تحت دوحة البروفيسور : عبد الرحمن إبراهيم ويستظل بظلالها ، ويرقب النقش ببنان سادن من سدنة الثقافة ، الذي يقولون عنه أنه يقرأ كتاباً كل يوم ... تحية لك سيدي ، في المقام وفي المقال .
وأنت إذ تتحدث عن أحد أشجار السودان الظليلة التي نجهل تاريخها ، ونعرف أن التواضع هو الجينة التي أسكنتنا المسكن الرمادي الذي نجد فيه أنفسنا بعيدين عن التاريخ ، منسيين بذواكر متقدة ،" أخنى عليها الذي أخنى على لُبَدِ" ، ونجد تلك القامة " دوسة " بعيدة عن واجهات تاريخنا .
ويحضرنا أن نذكر أن تاريخ الحملات التي ذهبت بالجنود السودانيين إلى أمريكا اللاتينية منذ التركية السابقة ، وحملوا أحزان الثقافة والاختلاف ، ثم بنوا الجيل الثاني ثم الثالث ، .....
وتحضرنا المناسبة التي ذكرت بها " بوسطن " أن نذكر مقدمة كتبها القامة الثقافية " جمال محمد أحمد " وهو يذكر بعض أيامه في " هارفارد " ، حين استكتبه "علي المك" وكان الأخير مراسلاً للدوحة القطرية في سبعينات القرن الماضي فكتب :
مشاهِد من هارفارد
هارفارد و بوسطن على ضفتي نهر شارلز طرفا شارب على شفة . دخلا التاريخ معا : بوسطن على نحو سمع العالم أصداء أحداثه ، هارفارد قرية بالقرب غير ذات شأن . هارفارد مشت مع الأيام . ازدادت صيتا و فسحة ، بوسطن أعياها ثقل التأريخ ، بلت . لو لم تكن هارفارد لأضحت بوسطن مدينة يروحها عشاق الآثار والباحثون عن أنساب أهل العُلا ، المتخيرون طعامهم وشرابهم من مطاعم و مشارب في مجتمع أوصد الأبواب على نفسه وقنع بالذي كان . هارفارد باعثة الحياة فيها بأساتذتها وطلابها و زائريها . لكنهما يحتاجان لبعض ، حاجة الزوج والزوجة يعرفان انهما لا " يلفقان " ، " كارهان معا يعيشان " . اليزابيث هاردوك
" بوسطن " نوفمبر 1959 م
( يقولون عن هارفارد إنها عن نفسها راضية ، وبها مزهوة . كثيرون يرمونها بهذا وهي كمن لا يعي بالقالة ماضية شأنها ، بعض الأحايين تضع في يد القائلين المُبرر . فعلت هذا وهي تحتفي بمن تخرجوا عام 1935 م منها . كان حافلا برنامج الحفاوة وشملت محاضرة عنوانها " واستوت في السماوات هارفارد " قصد الذين قاموا على الحفل أن يروحوا عن أنفسهم وأنفس زوارهم بعنوان كهذا للمحاضرة ، ولكن ما كان بد من أن يتساءل الناس ، قالوا ، أتصدر النكتة إلا عن فئة من الناس تكاد تقول لغيرها أنظروا هاهُنا نحن القلة السعيدة ، لا يرقى لقمم سعدنا إلا المصطفون . ) ماكس كنلف " هارفارد " *
09-20-2011, 07:53 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
ويستمر " جمال محمد أحمد " : يوليو 71 في الشقة رقم 34 من الطابق الثالث والأخير في عمارة تُمسِكْ باثنتين أخريين عن يمين ويسار ،تطل كلها على بستانها الخاص وأشجارها الطوال حولها ، قضيت فترة الدراسية في هارفارد بدءا بأول الشتاء ختماً بأوائل الصيف ، مائة وخمسة وثلاثين يوماً . ما رأيت كل هذه الفسحة في شبه هذه الرقعة ، كان أفسح بيت صغير سكنته ، لا اذكرني افتقدت شيئا فيه . تدخل تجدك تواً فيه . قبالتكْ خزانة المعاطف ، للبرد والحر ، ومشاجب للطواقي صُنعت لتحمي الرأس والأذنين ، وقبعات خفيف بعضها للرذاذ ثقيل بعضها لحمأة الشمس، وأخرى للمظلة ، ومسندة لأحذية الشتاء وخفها وأحذية الصيف ، وفراغاً لغير هذه من واقيات الحر والبرد ، فما اشتهر هذا الإقليم بطيب المناخ .خزانة الصيف والشتاء هذه داخل الحائط في الصالون ، حيث مجلس أضيافك و مجلسك . خطوات قليلة عبر هذا الصالون يسار مدخلك فتحة لدهليز عرضه متر طوله أمتار معدودة . تقف لدى الفتحة وجها لوجه أمام خزانة شبيهة بأختها أكثر عرضاً و عمقاً داخل الحائط ملئت مفارش وأكياس وفوط و زجاجات كثيرة . هذه للبلاط ، تلك للحمام ، جنبها فوط أخرى صفراء صفت على بعضها لنظافة الغرف والأثاث . يسار هذه الغرفة باب يقود لحجرة نومك ، يمينها باب آخر لحمامك ، و خطوات من بعد قبالتك ، باب آخر يقود لمطبخك أعدّ ليخدم من يخدم نفسه ، على اليسار فتحة أخرى كفتحة المدخل على الدهليز تقود للمكتبة ، أفسح غرف البيت ، اقتعدت فيها طاولة الكتابة والقراءة مكاناً وسطاً وهي تكاد أن تملأ الحجرة طولا وتملاها عرضاً ، على يسارها رف للكتب بعرض الحائط هي خزانة ملابس سيد البيت ، وفي منحنى الحائط فراغ يبدأ عنده رف آخر للكتب . ترك هذا الفراغ في الحائط مكاناً لنافذتين تطل منهما إن شئت وترى من حيث تجلس إن شئت أشجارا طوالا تكاد أن تلامس النافذتين ، وراءهما شارع غير ضيق غير فسيح ، فساحة مرصوفة هي الأخرى يحف بأركانها الثلاثة شجر ، تطل عليها عمارات ثلاث شبيهات بأختها هذه في فرنالد درايف . أول المساء تمتلئ الساحة سيارات حين يعود المعلمون والمعلمون الزائرون وأهلوهم من أعمالهم في مدارس هارفارد العدة ، وتفرغ منها أول الصباح حين يروحون ، و عندها يتسلم الأطفال والأمهات الساحة ، وتملؤها لعب الأطفال وصياحهم ، وتتنقل الأمهات جماعات من دفء الشمس حين يشتد ذلك الدفء يستحيل حرارة ، إلى ظل الأشجار معهن أقفاصهن والإبر والخيوط ذات الألوان ، مكورة داخل أقفاصها الصغيرة . إن اضطررت ليوم تقضيه داخل البيت لن توحش . النافذتان على يسارك عيناك لهذه الرئة الخضراء للطوابق الثلاثة هنا وأخواتها هناك عبر الطريق . تخضر الأشجار ويخضر العُشب في الربيع ، و تزهر الشجيرات فتؤنس ، أول الصيف يذوي الورق تسمعه يتساقط وتهرع عربات البلدية تجمعه من على الطريق ، والصفرة تستحيل مع الصيف الحارق سُمرة لها هي أيضا مذاقها ، كما لبياض الثلج على رءوسها مذاق آخر تنسيك فرحتك بالبياض ، أن أوراق خضراء حية صحبتك ، زماناً ، آنستك . طبيعة رحيمة بك . *
ليس لدينا قُبعات لننزعها وننحني
*
09-21-2011, 04:08 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
فبمثل ما طُرح هنا ، لهو كوة للنظر أن ليس كل الثلة التي لها علاقة بالثقافة ، ترمي ثقلها كله في خدمة الوعي وفي خدمة أجندة الوطن الذي عشنا أيامه الناضرات ، وخيبات أهله المجلجلة في ظل غياب الفكر والنظر بأحلام لها وقع حقيقي في الواقع .
عندما كتب البروفيسور التجاني الماحي استقالته من الحزب الوطني الإتحادي في الستينات وعاد لمقعده أستاذا في كلية الطب ، فقد سجل بهدوء عبارة في غاية الأهمية : " إنهم يجهلون التاريخ "
هذا أنموذج من مثقف دمعته أكبر من العين كما تفضل المهندس " عمر الدقير " في عنوان كتابه الضافي في وداع الجنوب المنفصل عن الجسد الأم .
هذا ملف جاء متأخراً جداً ، فنحن أمام رسالة يتعين لأبنائنا أن يتعرفوا على أن النُخب التي حكمت السودان ليست كلها في كفة واحدة ، فلم يكن " التجاني الماحي " وقد تقلد رئاسة الدولة السودانية في الستينات ، إلا رجلاً باراً بوطنه ، لم يترك مكتبته لأبنائه تركة ، بل وهبها لمكتبة جامعة الخرطوم ، فيه قرأ وتتلمذ مئات من طلاب الدراسات العليا والدكتوراه ، قبل أن يهيمن جيل تعود أن ينزِع الصفحات من الكتب ليستأثر بالنجاح الكسول !!!! وتلك عادة ويا للأسف صارت عادة ، مثل المخدرات التي تسللت بليل لغسل أبناء وبنات المستقبل في تجارة تسبب فيها الجوع ، وصار سوق المخدرات هو الأقرب للغنى أو الموت ... هذا ملف أخضر بالذكريات ، وليتها تتجمع في سفر .
شكراً لك سيدي بروفيسور " عبد الرحمن " فقد كان رفيق دربك في العمل بروفيسور علي المك ، ورفيقك أيضاً الرسام الدولي " حسن محمد موسى " وتلك مدعاة تاريخ تستدر أثداءً تُرضع كل الأطفال الذين يرغبون الحليب
09-30-2011, 03:50 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
الأستاذ الدكتور عبد الرحمن ابراهيم ، تحية محبة وإحترام ، هذا من البوستات الجميلة الماتعة في الربع الآخير لهذا العام لما فيه من فوائد جمة ، وأظن أن الكثيرين سوف يستفيدون من هذا البوست ليس من أجل التوثيق فقط ولكن لأشياء كثيرة أولها الأخلاق العالية التي يجب أن يدار بها كل حوار ، ثانيها التواضع الجم الذي صاحب مفترع البوست من أول حرف إلى الآن ، ثالثها أساليب البحث العلمي وغيرها مما فاتني من الفوائد ، أظن أن هذا النوع من الكتابة يحفز الكثيرين للبحث والتنقيب عن كل ما هو منسي ، والتقليد الجميل لما يكتبه الدكتور وأنا شخصيا سوف يعمل هذا البوست على تغيير أساليب كتابتي ، فلك الشكر يا دكتور وليس لدي ما أقوله ولكن أتمنى يا دكتور أن تستصحب هذا البوست بمساعدة بكري للسنة الجديدة جعلها الله سنة خير وبركة للسودان وأهله وللإنسانية جمعاء ، وأظن أننا بحاجة ماسة لمثل هذه البوستات المفيدة التي تضيف ليس لنا بل لنا ولأولادنا وللإنسانية جمعاء . شكرا يا دكتور على هذه الأسفار الجميلة وشكرا للصحفي النابه أبو الجعافر الذي استطاع أن يستفزك هذا الإستفزاز المفيد ...وتخر حروفي عاجزة عن تسطير أي كلام يناسب شعوري الجميل تجاه الدكتور عبد الرحمن وتجاه كتابتي ولكن نحب أن تواصل بنفس النفس ونفس الروح ..
مع خالص مودتي
12-31-2011, 07:50 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
طلب عدد من الأخوات والإخوة والبنات والأبناء إعادة فـتح هـذا الموضوع لما فيه من معلومات نادرة وقصة رجل عظيم لم تتكتمل خيوطها بـعد. وكان أن أجمل ماساقته كل تلك الطلبات الرجل الفاضل الودود الصادق الـنوايا جميل الدواخل أنور الطيب الذى كتب
Quote: أظن أن هذا النوع من الكتابة يحفز الكثيرين للبحث والتنقيب عن كل ما هو منسي ، والتقليد الجميل لما يكتبه الدكتور وأنا شخصيا سوف يعمل هذا البوست على تغيير أساليب كتابتي ، فلك الشكر يا دكتور وليس لدي ما أقوله ولكن أتمنى يا دكتور أن تستصحب هذا البوست بمساعدة بكري للسنة الجديدة جعلها الله سنة خير وبركة للسودان وأهله وللإنسانية جمعاء ، وأظن أننا بحاجة ماسة لمثل هذه البوستات المفيدة التي تضيف ليس لنا بل لنا ولأولادنا وللإنسانية جمعاء . شكرا يا دكتور على هذه الأسفار الجميلة وشكرا للصحفي النابه أبو الجعافر الذي استطاع أن يستفزك هذا الإستفزاز المفيد ...وتخر حروفي عاجزة عن تسطير أي كلام يناسب شعوري الجميل تجاه الدكتور عبد الرحمن وتجاه كتابتي ولكن نحب أن تواصل بنفس النفس ونفس الروح
بـناء على كثرة الطلبات تلك التى أجمل مضامينها أستاذنا أنور الطيب، وقد كان بعضها من باحثين ينقبون فى أضابير المكتبات وكنوز السير، ومنهم طلابا يسعون لإستكمال معلوماتهم، تـكرم الباشمهندس بـكرى وساعدنى على أن أعيد الحياة لهـذا الموضـوع الهام. فله مـنى كل الشـكر وفائـق التقدير.
ورغم إلتزامى بـمواصلة الكتابة فى هذا البوست إلا أننى سـأواصل فى تـناول القضايا الملحة فى بوستات أخرى مع عدم تجاهـلى للرد عـلى تعليقات وتعـقيبات ونقد أصدقاء طال الأمد عـلى ردى عـليها لـمشاغل الدنيا ومشـاكل الحياة البشـرية التى لا تـسـير على هـوى أى شـخص.
لك شـكرى وتقديرى لما قـلت فى حـقى وبالغت فى وصفى؛ عسى الله أن يمكننى من أنال قسطا مماذكـرت. فجزاك الله خيرا عنى.
Quote: استاذ عصره و بحر علمه عبدالرحمن ابراهيم
السلام عليكم ورحمة الله
بخ....بخ ..بخ .. لعمري لقد ازدان هذا المنبر بقامتكم المضيئة حتي عشيت ابصارنا ووجفت قلوبنا
تمنيت من صميم قلبي لو صمت الجميع .. طمعا حتي لا ينقطع استرسال هذا العطاء
وابيت علي نفسي أن اتداخل معكم ..وابت علي الامارة بالسؤ إلا ان اطرق الباب خلسة ..لانتبذ ركنا قصيا حابسا انفاسي ..
فمعذرة استاذنا الكريم ... فنحن شعب ما جُبِل علي السكوت عن الكلام المباح .. حتي وان كان الصمت ابلج من فلق الصباح
فزيدنا ...مد الله في ايامكم وعظم اجركم
فلمثل ما فتح الله به عليكم ..تضرب اكباد الابل .. وبمثل هذه الدرر .. تتزل الحكمة علي من يفهم
فاللهم احلل عقدة من عقولنا كي نفقه ما تجود به علينا
أنا أتابع كل ماتكتب بشغف فلك تمكن من نواصى اللغة وتـطويع للحـروف فـريد، ومقدرة مميزة على الحبكة الموضوعية والتنسيق التسلسلى وتخـير التـعابير وتميزالمواضيع والمداخلات، فـشـكرا عـلى ماظللت تـتـحـفنا به.
أما قـولك
Quote: فاللهم احلل عقدة من عقولنا كي نفقه ما تجود به علينا .
فأنا والله لا أجود بـشئ من ملكى الخاص. فـما حبانى بة الله مـن بعض المعارف إنما هى أمانة إئتمننى على أيصالها للناس، وواجب على إبلاغها وأنا مكلف بذلك لـقول الـمصطفى صلوات الله وسلامه عليه: ""مامن رجل يحفظ علما ينتفع به فيكتمه؛ إلا برئ من الله والله برئ منه." والعياذ بالله.
أما طريقى فى بناء ماعلمت فـقد تـم شـقه فى أرض السودان. وكان تعليمى عطاءا من قوم ماعرفتهم شـخصيا ولاعرفونى. ولكنـهم تـكرموا على وعلى أجيال لنا بدفع نتاج عرقهم ونزيف جهدهم ليوفروا لـنا تعليما عسانا نفيدهم به. فخانهم من وثقوا بهم وباعوهم بثمن بخس لقاء مناصب وعمولات وإغـتناء مـن دمامل ظهورهم وقوت صغارهم. وقد حـكم على بعض أولئك النخبة أو قل الصفوة أن أعيش بعيدا عـن أرض أحببتها ملء قـلبى وشـعب جميل نبيل هو كيانى، يجسد معنى الحب والأمل. فـحرمونى بذلك من شرف ومتعة محاولة تطبيق ماصغت من برامج ومشاريع خططت لها دراسة وتحليلا وتنفيذا لسنين وليال طالت بتمـدد العناء والجهد والسهر فيها من أجل الإسهام فى نماء ورفعة وطن حزين وشعب كسير أكثره. فقـد صبروا على الأذى أطول مايكون الصبر، عسى الله أن يغير حالهم. يعيشون على الأمل مع مشرق كل فجر ومغـرب كل شمس. فقادهم من نصبوا أنفسهم حدادة لهم للذل والضيم ومشارف الهلاك.
فـما عساى أن أفـعل غير حيلة العاجـز فى سـرد ماعـرفت وعلمت، عَـلىِّ أُسـمع أهلى كم هم عظماء لو أرادوا؛ وأنهم قد خطوا سجل التاريخ و أسسه مـن قـبل، وغيروه عـبر الأزمان والحـقـب مـرارا. بل بـنوا دولا وأقطارا. ولـكننا ظلنا دوما نعيش فى ظل الآخرين! أولئك الذين ماكان لهم أن يـكونوا أولياء نعمـتنا إلا بـفـكرنا وجهـدنا وعـطائنا.
ولكن تأكد ياصديقى أننى لست بناقـم. فإيمانى بالشعب السودانى كفيل برفع الضيم عن قلبى؛ بقدر ماطاقاته وإمكاناته كفيلة بـرفعه إلى مصاف نـماذج البشرية المثلى. فلنركز طاقاتنا من أجل ذلك اليوم وننسى قيح الشواذ. أولئك المسخ المشوه الذين نـسوا الواجب، وخانوا الأمانة وظنوا أنهم النخبة والصفوة التى يجب أن تستمتع بما قيض الله من خير لتك الديار فى أنانية مفرطة وجشع يفوق شراهة أسماك القرش التى لاتشبع. فـحرموا أهل الثروة وأصحاب الإرث من حقوقهم. وقد ظلوا نسخا متطابقة مهما تغير المذهب والولاء والإنتماء والشعار؛ وإن فاق متنفـذوا اليوم "الوراهم والقبلهم" بأضعاف مضاعفة. ولكننا لم ولا ولن نـفـقد الأمل. فنحن نراهـن على شعب أصيل. أما تلك الحفنة التى تأمـر وتنهى وتتحكم فى مصائر العباد والبلاد فلا يمثلون عظمة الشعب السودانى إلا بقدر مايمثل الزبد قوة السيل العرم، أو يضاهى الـقراد عطاء الجمل.
فأمـنيتى ياصديقى أن تـرى أجيالنا الصاعدة والقادمة جـلل الخطب وسـهولة الـحـل الصعب إن أرادوا أن يـغـيروا مـسار هذه الأمة من أجل مـن يموتون كل يـوم بالجوع والمرض ويـنزفون قلوبهم حزنا على عـجزهم.
فأنا ياصديقى لا أجـود وأنـما أسـعى لأن أرد الأمانة إلى أهـلها، عـسى أن يـكون فيها مايـفيد.
ودمـت نـيرا أبـدا، وبشـير خـير ومـودة
02-22-2014, 07:53 AM
بكرى ابوبكر
بكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728
شكرا جزيلا الأستاذ البروفيسور عبد الرحمن إبراهيم السلام عليكم و رحمة الله
لقد كتبت بوست يصب في نفس المجرى عام 2008 في هذا البورد و لتعميم الفائدة بحثت على اللنك و بحمد الله لقد وجدته و لكن قد إختفت غالبية الصور و سوف أبحث في إرشيفي و مكتبتي ربما أجد بعضا منها
عند زيارتى للدوحة فى رحلة عمل فى شهرى أكتوبر ونوفمبر الماضيين، تكرم على نفر من كرام السودانين بدعوتى لإقامة ليلة شعرية أقرأ فيها بعض أشعارى وأشرح أسباب وخلفيات وملابسات القصائد. وكان ممن إقترح تلك الأمسية الإستاذ الفنان الخلوق عادل التيجانى مدير مركز أصدقاء البيئة، والفنان المسرحى حبيب الكل محمد سنى دفع الله والسينمائى المبدع عبدالرحمن النجدى الذى لم ألتقيه منذ منتصف السبعينات والأستاذة محاسن زين العابدين وصديق الصبا الأستاذ حسن طه والصديق الشاعر المتفرد عبدالإله زمراوى. فكانت أمسية "أشواق وحنين" بدار أصدقاء البيئة التى أدارها بإقتدار الصديق الفنان محمد سنى . وحضر الليلة عدد مقدر من أولئك النفر الذين حينما تنظر إليهم تعود بك الذكرى إلى أيام كنا نقتات الأمل ونزرع الود؛ وتثب من أعينهم رقة المشاعر وصدق الشعور مما يؤكد لك عمق إنسانيتهم. فدار نقاش حميم ساقنا إلى جوانب مرتبطة بأبيات من قصائدى حوت إشارات إلى حقب وأحداث تاريخية قديمة ومعاصرة. وطال الحديث وأستهوانا الإستطراد فى النقاش بدرجة ممتعة لمست فيها صدق المشاعر وحرارة الإحساس، فتشعبنا فى إستطراد حفز الحضور على الأصرار على إقامة أمسية أخرى عن "المجهول فى تاريخ السودان"
الفنان محمد سنى ينشر سنا روحه المعطاءة فى تقديم الأمسية وإدارة النقاش
وكان أن نظمت ليلة أخرى بدار أصدقاء البيئة أيضا بعنوان "المجهول فى تاريخ السودان" أدارها صديقنا المستشار القانونى حسن طه. دار فيها نقاش من أمتع ما شهدت فى حياتى وتعلمت من أهل الدراية فى مجالاتهم ما كان قد قصر إدراكى فى أستيعابه من قبل. ومن ذلك ماتكرم على به الأستاذ الدكتور إدريس إبراهيم جميل الذى أهدانى نسخة من كتابه الحباب ملوك البحر وأهل السادة مما إستمتعت بقراءته فسد ثغرات كثر فى معارفى وفى ربط الأحداث والحقب. وكان من الحضور مجموعة من المستنيرين الذين أثروا النقاش وأفاضوا على الأمسية عمقا معرفيا سودانيا أصيلا. فأمتدت الأمسية حتى لم يتبق لى من موعد ذهابى للمطار غير ساعات أربع، فقط ولم أكن قد حزمت حقائبى بعد. ولكن مما لاشك فية أنها كانت أمسية لا تنسى. فلهم الشكر والتقدير.
ولكن مما أثر فى نفسى وأفرحنى هو الحماس المفرط الذى أبداه الشباب فى شره للمعرفة ورغبة فى الإستزادة. وقد عاتبنى بعضهم عتابا رقيقا على توقفى عن الكتابة فى سرد حياة وأنجازات دوسه. ولا يمكن أن تتخيلوا مدى سرورى من إهتمامهم ذاك ومتابعتهم اللصيقة لما كنت أكتب فى هذا البوست. ورجانى بعضهم أن أعاود الكتابة فى هذا البوست. فعقدت العزم على الطلب من الباشمهندس بكرى أن يرفعه للمنبر العام لأتابع خيوطا إنقطعت وأضيف جديد معلومات من ما يسر أولئك الشباب المتوثب الظامئ لمعارف هضمهم فى معرفتها نظام تعليمى عقيم وغيبها عنهم إعلام جاهل يتسقط "الشمارات" و ينشغل بـ"الفارغة" ليشحن العقول فراغا وجهلا مقصودا.
ولن أنسى الكرم والأريحية والترحاب والمودة التى شملنى بها جمع السودانين بالدوحة، وفيهم من لم أقابله منذ عام 1970. ولكن حين اللقاء لم أشعر أننا إفترقنا طوال تلك المدة. فكانت لقاءآت وجلسات وحفلات أمتدت لساعات طوال، أعادت إلى جزءا من إنسانيتى التى نهشتها غربة إمتدت أربعة وثلاثون عاما.
ويجب على هنا أصالة عن نفسى ونيابة عن أولئك الشباب أن أشكر الباشمندس بكرى للتكرم بإعادة رفع البوست إلى هذا المنبر.
02-23-2014, 09:04 AM
محمدين محمد اسحق
محمدين محمد اسحق
تاريخ التسجيل: 04-12-2005
مجموع المشاركات: 9813
ارجو ان تُكثر من التداخل في بوستات الاعضاء .. بمداخلاتك المهذبة وتعلقاتك الذكية والمفيدة .. حتى يتداخل الاعضاء في بوستاتك ليستفيدوا
فما زلنا في هذا المنبر نفتح البوستات استناداً الى مكانة كاتبها في نفوسنا .. واليس الى اهمية الموضوع وفائدته وانت من افيد اهل المنبر
اكتب هذا عن تجربة شخصية
والله عدم تمكنى من الرد من الزمن داك قاعد لى فى قلبى ودايما أتذكر مداخلتك دى بس تقول شنو العين بصيرة واليد قصيرة. لكين المشكلة إنو أنا كنت مريض جدا أيامها ديك فراح البوست فى الأرشفه. بس تأكد أنو أنا دايما عندى الرغبة فى التداخل فى البوستات، بس المشكلة مشكلتين. أولا أنا ما بحب أتداخل مداخلات مبتورة أو فطيرة. ودا بيقودنا للمشكلة الثانية وهى عدم وجود الوقت. وأنا بكون عندى عادة على الأقل ثلاثة بوستات شغالة فى نفس الوقت وبعدين بتداخل بإستفاضة فى بوستات الموضوعات الهامة إحتراما لأصحابها وإحتراما للقراء أيضا. فعليك الله قول لى وين الوكت وأنا عندى إلتزامات كثيرة أخرى. ولامن أجى أكتب عادة أنا بسرق الوكت من حاجات تانية.
على كل، لك العتبى يا أمير وإن شاء الله بتشوفنى ناطى ليك فى بوست قريب
مع فائق شكرى وعميق تقديرى على كلامك الطيب وعتابك المهذب.
02-24-2014, 05:10 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
Quote: شكرا جزيلا الأستاذ البروفيسور عبد الرحمن إبراهيم السلام عليكم و رحمة الله
لقد كتبت بوست يصب في نفس المجرى عام 2008 في هذا البورد و لتعميم الفائدة بحثت على اللنك و بحمد الله لقد وجدته و لكن قد إختفت غالبية الصور و سوف أبحث في إرشيفي و مكتبتي ربما أجد بعضا منها
هذا هو اللنك:
أول مهاجر سوداني لأمريكا 1904
طبعا إنت عارف مدى تقدير أخوانا الأفريكان أميركان للسودانيين. وخاصة فى أوساط المسلمين فشيخ ساتى وشيخ حسون تركوا ذكرى طيبة.
تعرف فى شخص آخر من بلديات شيخ ساتى دا ذاتو لعب دور عظيم جدا فى إندونيسيا. أنا كنت عارف إنو صديقنا الشاعر الغنائى حاج أحمد سوركتى وأخوه زميلنا وصديقنا أستاذ الفنون الجميلة مصطفى سوركتى كان عندهم عمهم فى إندونسيا. لكن مرة إتفاجأت مفاجاءة جد. أنا كنت متحدث فى ندوة عن مأساة بند أشى. فجانى رئيس الجالية الإندونيسية المنهدس نجيب وقال لى ياخى فى واحد هنا بيسأل إذا كنت بتعرف الشيخ سوركتى.قلت ليه أيوه أسرتهم ديل أصدقائى. هو بيعرفم من وين. قال لى من إندونسيا. قلت ليه ببله كدا: "هم مشوا إندونسيا متين؟" فقال لى ياخى دا شيخ فى إندونسيا عنده قبة كبيرة ومزار وأسرته ممتدة هناك. بعد شويه كده إتذكرت ليك عم ناس حاج أحمد ومصطفى وساتى سوركتى. وإستغربت أنو إحنا ماكنا عارفين أهميته الراجل دا عند الأندونيسـيين الكلهم طلعوا بيعرفوه معرفة جيدة كولى.
فبالله شوف لينا لو فى شئ أتكتب عنه.
ولك كل الشكر يا أيها الفاضل
02-24-2014, 04:02 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
Quote: البروف العزيز عبد الرحمن ابراهيم محمد لك التحية و التقدير
و فوق لمزيد من الاطلاع
فمحمد على دوسه رجل نادر ماظننت أن الدهر سيجود بمثله أينما نظرنا إلى الإسـهام البشرى فى نشر المعرفة والعمل الدؤوب فعلا لأنجاز ما بشر به عمليا بعد أن أطر له نظريا.
فلك الشكر مرة أخرى وإلى لقاء على صفحات هذه السيرة العطرة
ودمت يا أخى بخير وفى سعادة وهناء
02-25-2014, 07:43 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
أيها المهموم بكوش أرضها وأهلها على إمتدادها الجغرافى وعمقها التاريخى. لك التحايا والشكر
Quote: فعلا كانو اسماء في حياتنا
مقدمة: اعظم الافكار هى التي تصنع اعظم الاحداث ولكنها لا تكشف عن نفسها للجيل المعاصر ولا يعيشها ولكن يمر بجانبها ،شيء مماثل يحدث في مملكة النجوم..النجم الابعد هو الذى يصل ضوءه متاخرا للناس كاخر الاشياء وقبل ان يصل اليهم،لا يذكرون ان هناك نجم في الاعالي..كم عهد يلزم كي نفهم مفكرا جيدا..هذا هو المعيار الذى ينتمي الى تراتيبية الذكاء والنجوم)) ف.نيتشة
هذه حقيقة ولكن من عجائب الأمور أن محمد على رغما عن أنه مجهول اليوم إلا أنه كان نجما لامعا يومها وكان له كثير من الحواريين والأتباع والمعجبين وســأجى إلى إيراد قائمة بأسماء الشوامخ فى تاريخ الحركة الوطنية الإفريقية ممن تتلمذوا على يده أو خطبوا وده أو أحبوه لما يمثله من قوة فى الفكر ومضاءة فى التعبير وإتساق فى العمل وإستعداد للعطاء بغير حدود.
فقد كان عبقريا ومعلما وقائدا وقدوة.
ولك الشكر لما تقوم به من توثيق وإيضاح وتعليم للناس بعظمة الإرث الكوشى.
ودمت أخا خيرا.
03-05-2014, 03:51 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
والشكر لكل من تواصل معى لمعرفة أسباب توقفى عن رفد هذا البوست الهام.
والحقيقة أننى فى الأيام الأخيرة هذه كنت مشغولا بإجترار الذكريات ودقائق الأمور فى صلاتى بحركات التحرر الإفريقية أيام الشباب وأثناء مهامى فى إتحاد طلاب جامعة الخرطوم ونائبا للرئيس عن إفريقيا فى المنظمة العالمية للشباب والطلاب للأمم المتحدة بجنيف ومقررا لحركات التحرر الإفريقية بدار السلام فى تنزانيا وبعض القضايا الإفريقية الأخرى من آداب وفنون وإسهامات فكرية.
وكان الأستاذ أحمد الأمين أحمد الباحث الصبور والكاتب ألق العبارة قد تكرم على بطلب عجزت عن رده وهو التوثيق لما عايشته وما بنيت من علائق مع عدد من رواد النضال التحررى فى إفريقيا فى الستينات والسبعينيات ودور السودان والسودانين المتفرد أيام كان السودان قلب إفريقيا النابض وملاذ ثوارها ووجهة أحرارها؛ وكان إتحاد طلاب جامعة الخرطوم رائدا وقائدا بلا منازع لكل الإتحادات الطلابية والشبابية فى القارة وما بعدها. فقد كانت ترنو إليه أفئدة الشباب الناهض الجاد من أطراف القارة وكانوا رهن إشارته وطوع رؤواه. وشاءت لى الأقدار أن أكون فى خضم ذلك الزخم الفكرى والعطاء الثورى، فتقاطعت خطاى مع بعض من أولئك النفر من العمالقة الذين قادوا الثورات وأغنوا الفكر والثقافة والآداب و الفنون. ولأفى بذلك الإلتزام الأخلاقى سأواصل فى ذلك البوست الذى إفترعه:
فأرجو المعذرة حتى أفرغ من الإستجابة لطلب واحد من خيرة وأدق كتاب هذا المنبر، مع عزمى الأكيد للعودة لهذا البوست لإكمال هذا الدين على عن واحد من قادة الفكر والعمل الإنسانى النبيل والتضحيات الجسام ومعلم قيادات التحرر فى إفريقيا وآسيا وجزر الكاريبى وأينما كان هناك بشر من ذوى البشرة الداكنة.
ودمتم ودام السودان عزيزا.
03-09-2014, 05:21 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
كنت قد ذكرت إعلاه أن والد دوسة لم يكن فى جيش عرابى بل كان بالفيلق النوبى. وذكرت أنه كان قد ترقى إلى رتبة رفيعة كضابط. فلا يمكن أن يكـون نوبيا مصريا لأسباب مفحمه. فقد كانت رتبة الضابط تلك تمثل بلا شـك تحولا نوعيا فى حياته كنوبى. فلم يك من المتعاد غالبا ترقية النوبيين ذوى الأصول السودانية إلى رتبة الضابط فى الجيش المصرى. وهو أمر يدعو إلى التساؤؤل حول الإسباب التى أدت إلى مثل ذلك التصعيد. فمن المعروف أن النوبيين المصريين لم يكن يسمح لهم بالتجند فى الجيش أو التدريب على إستعمال السلاح، خوفا منهم وعدم ثقة فيهم. لذا فكان أغلب المجندين من أصول سودانية كما سآتى على ذلك فيما بعد. فرغم عظمتهم وأمجادهم القديمة تاريخيا، فقد عاش النوبيون فى مصر عصور مذلة وإستضعاف تاريخى طالت؛ وكانت أقرب إلى العبودية. ولم توفر لهم الفرص للتعليم والترقى. بل قفلت فى وجوههم تلك الفرص. فمثلا يروى أن رئيس الوزراء المصرى صدقي باشا حينما طرح مشروع إنشاء مدرسة فى أرض النوبة داخل الحدود المصرية قال لهم: "لماذا". فقالوا له "ليتعلموا". فقال لهم بالحرف الواحد: "طيب إذا أتعلموا من فين حنلقى خدامين وطباخين؟"
وللمحاولات الممنهجة المستمرة للإذلال المتعمد للنوبين بهدف قبر طموحاتهم أسباب أهمها:
أن المصريين كانوا يخشون من سطوة النوبيين إن إنفتحت أمامهم الفرص. وهذه لها أسباب منذ عمق التاريخ القديم. فالدليل الآن قد ثبت أن توحيد مصر فى الأسرة الأولى القديمة تم على يد كوشى من أرض النوبة كان إسمه نارمر ويسمى بمينا. وقد إجتهد المصريون خلال عقود طالت إلى طمس هويته وعده من أهل مصر الذين نعرفهم الآن. ولنا أن نرى تمثاله لنعرف عن من نتحدث، حتى لا يسرقنا مزيفوا التاريخ، الذين يتبعهم بعض علمائنا بتسليم إنهزامى بما يقولون ويكتبون. فإلى متى تستمر هذه التبعية المبنية على التزوير والخداع؟
الملك مينا الغازى
أهـل بـعـد هـذا هـناك شـك فى كـوشــيـته؟؟؟
03-09-2014, 08:15 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492
البروف العملاق عبدالرحمن .. لم أشاهد هذا البوست إلا اليوم .. رغم وجود الكمبيوتر في البلد ولكن خلال الاجازة كلها لم ألمس كيبورد .. أجمل وأهم وأكثر بوست مفيد .. بارك الله فيك ,, بروفنا الجميل .. شغل رائع مع الذي شاركوا معك .. الواحد عايز شهر كامل عشان يقرأ كل البوست .. سوف ننقل هذه المواضيع لمناقشتها في منتدى الاربعائية .. يا بروف يأخي ما عندك زيارة لجدة .. لتعطر ليالينا بهذه المعرفة النادرة .. صدقني انت قيمة نفتخر بك كنوبي عالمي .. لقد بلغت هذه المرتبة لأنك اصيل تنتمي الى جذورك وهذا ما جعلك متصالح مع نفسك ومع الاخرين ستحضر قيم كل الشعوب والاثنيات لتقدمها لنا بهذه الصورة الرائعة .. من المفروض البوست ده يكون ثابت فوق ..
تحياتي بروف
03-10-2014, 09:25 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
بوست في غاية الأهمية ، نتمنى أن يتم رفعه أعلى المنبر حتى نهاية هذا الربع الأول وأتمنى أن ينقله الأخ بكري إلى المكتبات
أما لماذا أهمله التاريخ وأهله وكل الذين تتلمذوا علي يديه ، فهذا أمر يقع على عاتق السودان ، فرجل مثل دوسة يستحق أن يدرّس وأن تسمى أكاديميات بإسمه
واصل
هـذا والله هو كما قلت. ولكنه ياصديق مبحث طويل وبئر عميق وبحر واسع وفضاء شاسع. ما نظرت إلى جزئية من معرفة عن الحرية والتحرر، أو محاولة إنعتاق إقتصادى أو صياغة مجتمعات جديدة أو نبوغ فى الشعر أو عمق فى الفكر أو حضور فى المسرح فى مطالع القرن الماضى، إلا ووجدت إشارة مقتضبة، من دون بوح، عن الدور المحورى الذى لعبه هذا العملاق. وتحار فيم التكتم على سيرته أو التجاهل المتعمد لمسيرته؟
ولكننى قد آليت على نفسى أن أسبر غور هذا البئر، وأعبر ذلك البحر، وأقطع فيافى ذلك الفضاء الشاسع لأخرج كتابا عنه يليق بمقامه. وقد وعدنى صديق من أولى الحظوة عند رفاقه الأغنياء بأن يبذل من ماله ومال أصفيائه ليرى سيرة هذا العملاق على الشاشة فيلما تتحدث عنه الأجيال إلى أبد الآبدين.
فأنا يا صديق أصارع الزمن وأسرق منه هنيهات حتى أستطيع مواصلة الكتابة فى أمره. ولكنك أدرى منى أن السعى وراء كسب الرزق يستنزف وقتك وطاقتك. فما يتبقى فى السعن من دهن ولا فى القصعة من ثريد، حتى تجد نفسك تعزق فى الأرض عساها تنبت لك رزقا لغد. وعليه فقد عقدت العزم على التفرغ الكامل بأذن الله تعالى لكتابة مخطوطاتى وسيرة دوسة أولاهم.
فأدعو الله أن ييسر لى تفرغا يغنينى عن ركوب سرجين أو صراع بالين.
أما أمر المكتبات فسرها عند الباشمهندس بكرى الذى طلبت منه مرارا وإستعطفه طلاب علم يريدون الرجوع إلى ما أكتب لدراساتهم. فما أحار لنا جوابا ولا تكرم علينا برفض!
ودمت لنا أبدا
03-12-2014, 08:45 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
ياسلام مرحبا بحافظ تراث العشيرة أستاذنا على عبدالوهاب
Quote: البروف العملاق عبدالرحمن .. لم أشاهد هذا البوست إلا اليوم .. رغم وجود الكمبيوتر في البلد ولكن خلال الاجازة كلها لم ألمس كيبورد .. أجمل وأهم وأكثر بوست مفيد .. بارك الله فيك ,, بروفنا الجميل .. شغل رائع مع الذي شاركوا معك .. الواحد عايز شهر كامل عشان يقرأ كل البوست .. سوف ننقل هذه المواضيع لمناقشتها في منتدى الاربعائية .. يا بروف يأخي ما عندك زيارة لجدة .. لتعطر ليالينا بهذه المعرفة النادرة .. صدقني انت قيمة نفتخر بك كنوبي عالمي .. لقد بلغت هذه المرتبة لأنك اصيل تنتمي الى جذورك وهذا ما جعلك متصالح مع نفسك ومع الاخرين ستحضر قيم كل الشعوب والاثنيات لتقدمها لنا بهذه الصورة الرائعة .. من المفروض البوست ده يكون ثابت فوق ..
تحياتي بروف
والله ياأخى هذا الرجل هضمه التاريخ بدرجة قاسية.
تعرف منتدى الإربعائية بتاعكم دا بيذكرنى بإسهام مثل هذه الحلقات فى نشر المعرفة وتوحيد التوجهات. فمثلا ماركوس قارفى الذى يعتبر فى أميريكا والكاريبى ودول غرب إفريقيا كنبى التحرر لذوى الأصول الإفريقية السوداء يروى بأنه حينما وصل بريطانيا عام 1912 كشاب صغير يافع سأل بحارة صينيين عن أين يجد مكانا للأفارقة فقالوا له لماذا لا تذهب لمنتدى "أبو الأفارقة". فصار يبحث عن ذلك الأب للأفارقة. فقابله طلبة أفارقة فسألهم عنه فقالوا له بأنهم متوجهون لمنتداه. قال لما دخلت وجدت أناسا من كل أطراف الدنيا جلوسا على الأرض وهو جالس على دكة والصمت يخيم على المكان إلا من صوته وهو يتكلم بطلاقة عن كل دول إفريقيا دولة دولة ثم يعرج على قضايا آسيا والجزر الكاريبية وأزمة الأفارقة الأميريكان، بعلم نادر ملم بأدق التفاصيل وآخر المعلومات. والناس منجذبون لما يقول عن قضايا التحرر وتحليل الواقع وأساليب الإنعتاق الفكرى والمادى والإقتصادى والثقافى والنهوض بالنفس بعد بعث الثقة فيها.
ويقول ماركوس قارفى أن كل ذلك إستهواه، فجلس إلى مابعد إنتهاء الندوة وترجاه أن يقبل به حواريا وهو مستعد للقيام بكل أعمال التنظيف وترتيب المكتبة وتنظيم التلغرافات والأوراق والملفات. فقبل به مراسلة عنده فى الجريدة. فقال قارفى أنه قرأ لأول مرة كتاب المفكر الأفريقى الأميركى بوكر تى واشنطن النهوض من العبودية فى مكتبة دوسه. كما قرأ كتبا أخرى. والطريف أن دوسة طرده لأنه ضبطه مرة يعاكس إحدى السكرتيرات وحذره ولكنه دخل يوما المكتب ووجده يطارد سكرتيرة أخرى فزجره وفصله.
ولما عاد ماركوس قارفى إلى جامايكا سنة 1914 أنشأ حركته الحركة العالمية لنهضة وتقدم الزنوج ثم تواصل مع بوكرتى واشنطن وذهب إلى أميركا وذاع صيته. ولكن لما كان يعوزه العمق الفكرى والمقدرة التنظيمة طلب من عرابه دوسه القدوم إلى أمريكا لمساعدة الحركة، خاصة وأن كل أفكاره إما إستقاها من دوسة أو صاغها على ضوء أفكاره.
وحينما نواصل مستقبلا سنروى ماكان من أمر دوسة فى أمريكا. ولكن يظل السؤال كيف تأتى لقارفى أن يبلغ ذلك الشأو من الشهرة والتقدير وينزوى أسم دوسة فى أضابير المراجع وفى جملة أو جملتين فقط.
فأنقل ياصديقى ماشاء لك النقل.
أما بخصوص زيارتى لجدة فبإذن الله سأنسق معك عند قدومى للملكة.
أما بخصوص رفع البوست فهذا شأنه مع الباشمهندس بكرى الذى مازال يضن على هذه المعلومات بمكتبه!
03-22-2014, 04:51 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
تساءلت فى المداخلة أعلاه عن سبب التجاهل المتعمد أو غير المقصود لواحد من أكثر الشخصيات تأثيرا فكريا فى مسار حياة البشر من "ذوى البشرة الداكنة" كما سماهم عميد المؤرخين الأفروأميريكيين معاصره البروفيسور فيرس فى موسوعته التى ذكرنا فى مطلع هذا السفر، والتى كانت عن الأربعين شخصية الخالدة والأكثر تأثيرا فى تاريخ البشرية من الجنس الأسود. وقال بأنه لم يضمن تلك الموسوعة أى شخص على قيد الحياة إلا دوسة. فالسؤال إذا: لماذا إشتهر رفاقه وتلاميذه وحيرانه فيما طواه النسيان؟
وعندما ننظر إلى أمر دوسة فى أمريكا، وهو الذى جاء لمساعدة قارفى بطلب منه، يظل السؤال: كيف تأتى لقارفى أن يبلغ ذلك الشأو من الشهرة والتقدير وينزوى أسم دوسة فى أضابير المراجع وفى جملة أو جملتين فقط؟ وقد خلصت إلى أن هنالك عدة أسباب. فمثلا كان دوسه متواضعا مقارنة بمن حوله رغم تميزه عليهم فكرا. فلو نظرنا مثلا إلى شهرة ماركوس قارفى، نجد أنها كانت مصنوعة صناعة حاذقة لشخصيته الإستعراضية والهالة التى أحاط بها نفسه:
مـاركـوس قـارفـى فى مـواكـبه الـفـخـيـمة
أما شخصا مثل مضيف دوسه وممثل صحيفته الإزمـنة الأفريـقـية والعرض التـحليلى الأسـيوى فى الولايات المتحدة جون بروس (قرت) ورفاقه مثقفى ذلك الزمان من أمثال شومبرج، المسمى علية مكتبة نيويورك الفخيمة وكرومويل قولفر وغيرهم؛ ففى إعتقادى أن تلميعهم تم لعضويتهم فى الحركة الماسونية. أما دوسه فلم أجد ذكرا على الإطلاق لعضويته فى أى محفل ماسونى أو فى الجماعات الماسونية السوداء "الإلك". وكل ما يشار إليه أنه كان ملتزما فى إسلامه. فلا أعتقد أنه كان من الممكن تلميع شخص مثله، وهو من قد نال الخلعة السلطانية من الباب العالى بتركيا. ولا ننسى أن تركيا كانت جزءا من دول المحور التى حاربت ضد الحلفاء. ولذا نجد الإجتهاد من المخابرات البريطانية والأميركية فى تشويه سمعته، والتشكيك فى أمره بواسطة مجموعة من معارفه. ولنا أن نتصور أن رجلا مثله كان يحارب الإستعمار والإمبريالية فى عقر دارها، فهل كان من الممكن أن يحتفى به أو يرفع من شأنه؛ إلا بواسطة قليل من المهمشين ومناصرى التحرر من المثقفين التقدميين؟ وهم فى الغالب قلة وليس لهم تأثير كبير فى الرأى العام. ولذا فقد ظل محمد على دوسة مطاردا حتى آخر أيامه فى غرب إفريقيا كم سنأتى على ذلك. ونحن نعلم أن الإعلام لا يحتضن المارقين على النمط أو المعاديين للأنظمة أو الأيدولوجية السائدة، خاصة السود فى ذلك الزمان الذى تفشت فيه العنصرية.
ورغما عن أن دوسه كان أول من دعى إلى تخصيص كرسى للدراسات السوداء فى الجامعات الأميريكية، إلا أنه لم يحصل حتى على أشارة واحدة فى أى مؤسسة من المؤسسات التى بها مراكز للدراسات الأفروأميريكية، ولا حتى الجامعات الأفروأميريكية كهاورد فى واشنطن مثلا. وفى إعتقادى أن لذلك سببين. الأول أنه لم يكن أكاديميا، رغم أن صديقه بروس "قرت" يكتب بأنهما طوفا بأغلب الجامعات الأميريكية. وكان له فيها كثير من المستعمين المتلهفين لسماع محاضراته العامة والمتخصصة فى كل تلك الجامعات حيث كان دوسة محاضرا يجتذب الطلاب والأساتذة ويحظى بتقدير رفيع تلك الأيام.
الدكــتور دو بــويــز
والسبب الثانى هو أن قبيلة الأكادميين من المثقفين اليساريين كانوا ينظرون إليه بنظرة الريبة، خاصة بعد التجاهل المتعمد من قبل الماركسى البرجوازى دبليو إى بى دو بويز، أول أفريكان-أميركان ينال درجة الدكتوراه من هارفارد. فنتيجة لإرتباطه بماركوس قارفى تفاداه دو بويز ولم يرد على كثير من إتصالاته، رغم أنه كان يتودد إليه حينما كان ينشر بمجلته التى كان يصدرها فى بريطانيا. والسبب أن دو بويز بنظرته وتحليله الماركسى كان يرى أن قارفى كان عنصريا أسود يمثل الوجه الآخر من عنصرية البيض، لذا حاول الإبتعاد عن دوسة لأن قارفى إستقدمه ليستعين به. إضافة إلى تمجيد قارفى لبوكر تى واشنطن والذى كان دو بويز يكرهه ويراه ذليلا متلمقا للبيض. وفى رأيى أن السبب الأقوى هو أن دو بويز ومجموعته كانوا يتأففون من الأصل الإجتماعى لمهاجر من جاميكا يتبعه "الرجرجة والغوغاء". فى الوقت الذى كان دو بويز يمثل الصفوة، حاله كحال مجموعة المثقفين من بطانتة. وكان أمثال هؤلاء كثر حتى عهد قريب. ولم يتبدل رأيهم فى الأفارقة إلا عندما بدأ نجم قادة التحرر الإفريقيين فى النماء ورأى أولئك المثقفون قوة الطرح التى جاء بها أمثال البروفيسور إدواردو موندلاين والذى صار قائدا لثورة موزامبيق وأيضا قائد الثورة فى غينيا بيساو والرأس الأخضر أميلكار كابرال الذى كانت محاضرته عن دور الثقافة فى حركة التحرر الوطنى نقطة تحول فارقة فى المنظور النظرى للثقافة والثورة والتى خلدتها منظمة اليونسكو. ثم رأينا الإحتفاء بطلائع التحرر فى جنوب إفريقيا من أمثال إستيفن بيكو وألبرتو ليثولى ونيلسون مانديلا والمثقفين من أمثال الموسيقى هيو رامابولو ماساكيلا، أحد أعظم عازفى البوق فى تاريخ الموسيقى وزوجته المغنية أم النضال الإفريقى ميريام ماكيبا
أغـنـيـة "ســويــتـو بــلـوز" التى تجمع كـل الإبـداع والجـمال والألـم من تأليف وتلحين ماسـاكـيلا وأداء ميريام ماكـيبا التى كانت زوجته
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة