عـملاق سـودانى عـبقرى ساهم فى تـغـيير تاريخ العالم وأهـمله المؤرخـون،،، فجـهلناه

أحــبتى ،،،، ياأبناء أطيب أهـل الأرض

لكـم الـود والإعـزاز

ســأبدا فى هـذا الـبوســت بالوفاء بـعـهــد قـطـعـته عـلى نفســى حـينما أقـنـعـنى إخـوة أجـلاء

بالإنضـمام إلى هـذه الواحـة الـوريـفـه "ســـودانيــز أون لأين"

بأنى ســأبذل كـل ماجـمعته وكتبته وأخـتزنته من مـعلومات حـتى يســتفيد مــنه

مـن ســيرثون أيامـنا مـن تـجارب عشــناها وعـلم حـصـدناه

Re: البروف:عبد الرحمن إبراهيم محمد بيننا,فهل من مرحب بهذه القامة العلمية؟..

البروفيسور:عبد الرحمن إبراهيم محمد(أكاديمي وخبير سوداني...طون مذ العام1980)...

فـكما قال لى صـديـقى وزمـيل الدراســة جـعـفر أبو الـجـعافـر حـينما زارنى قـبل شــهـور فى بوســطن

وأنا أبرر لـه لم لا أنشــر؛

ولم يبحث عـن الكلمات وصفع عـقـلي بأسلوبه المباشر السـاخر:

"يعـنى أنـت ماشـى تـعـيـش لـمـتين؟".

لحظتها تبينت ما ظل يعنيه أصدقائى الآخرون بأسلوبهم الحييي المهذب وهـم يـدفـعوننى للكتابة والنشــر.

يا بروف ... نحن أصدقاؤك الجدد...

في أنتظار نشر ونثر الدرر...

حفظك الله ورعاك

وبما أننى لا أدرى كـم ســاعيـش بعـد يـومـى هـذا

ظــللـت أســهم بالمـداخـلات المســتفـيـضـة كـلما وجـدت مـوضـوعا إسـتهـوانى



ثـــورة 1924

خــلـيل فرح

Re: خليل فرح ،، هل كان شيوعيآ ؟

Re: خليـــــل فـــــرح .. رمز من رموز الوطنية .. للتوثيق ..

عبدالعــزيـز الـعمـيرى

Re: الراحل المقيم عبد العزيز العميري ... صورة نادرة


جاء الإسلام ثورة حقيقية لتغيير النفس قبل الواقع...بقلم ... عبد الرحمن إبراهيم.

شــيـخ الإسـلام فى أمريـكا ســاتى

Re: ساتي ماجد محمد سوار الدهب: شيخ الإسلام في أمريكا ال... أحمد إبراهيم أبوشوك

أحـمـد حســن مـطـر

Re: من هوالسوداني العبقري الذي حكم دولة لاتينية لمدة 24 ساعة....؟!!!!


بـحـرى طـــراوه


والشــعبية نجـمـة


الشــاعـر مـحـمد ســوركـتى




إغــتـيـال الــبـراءة ،،،وســــقـوط الـدولـة ،،، مشـــروع قـصــيدة


وبالأمس فى بوست الدكـتور صـلاح الـبـنـدر عـن فيلكس دارفــور

مأساة ســــوداني في هايـتـي .... !!


تـمـنى أخـى وقـريـبى وصــديقى المـهندس أبو بـكر ســيد أحمـد أن نـوثـق لـعـملاق الـتحــرر الـعالمـى مـحـمـد عــلى دوس (دوســـة)

وهـــا أنـا أبــدأ بإذن اللـه

نحتاج يابروف لمثل هذه البوستات لنعرف مانجهل من العمالقة والعباقرة
تحياتي وودي

Quote: تـمـنى أخـى وقـريـبى وصــديقى المـهندس أبو بـكر ســيد أحمـد أن نـوثـق لـعـملاق الـتحــرر الـعالمـى مـحـمـد عــلى دوس (دوســـة)

الف شكرا يا عزيزي عبدالرحمن .. هذا الرجل دوس او دوسه والذي اشرت انت اليه كاحد اربعين اسما بارزا في العالم في مداخلات اخري ليس بالشخص العادي الذي يتجاوزه التاريخ انه احد اعلام افريقيا والاسلام والانسانية عموما ....شخص كرمته شعوب غير اهل بلاده وعندما رحل خرجت كل لاغوس في وداعه حيث قضي اخر سنواته :

نقلا عن الويكبيديا
جنازة دوس محمد علي :

Quote: He died at the age of 78 following a protracted illness in the African Hospital, Lagos, Nigeria on June 25, 1945. The funeral of Duse Mohamed Ali took place the afternoon of Wednesday, June 27, 1945. It was attended by a large group of sympathizers numbering well over 5,000 consisting of people from various walks of life including political, social and religious leaders. A short Khutba (sermon) in English was delivered by Mr. L.B. Agusto, B.L., President of the Islamic Society of Nigeria, who paid glowing tributes to the life of the deceased. A short oration in Arabic was also delivered by Mr. D Couri, a friend of the deceased. Led by the Ansar Ud Deen school children, boy scouts and girl guides, muslim women, the exeutives of all Muslim Societies taking the rear, the funeral procession went through Victoria streets and other prominent throughfares watched by a teeming crowd who lined the Streets to Okesuna Muslim Cemetery where what was once Duse Mohamed Ali, the veteran journalist, author and actor was committed to mother earth. Wreaths were laid by Madam Gertrude La Page (wife), Mr. and Mrs. A. S. W. Shackleford, Mr. and MRs. V. Renwick, Mr. and Mrs. B Gbajabiamilla, Mr. and Mrs. M. A. Ogun and staff of the Nigerian Bureau of Publicity, Miss Moss, The Rosicrucian Fellowship Lagos Group Centre, Young Moslem Society, Federation of Master Printers, Mrs. Otunba Payne, Moslem Reading Circle, and staff of the Comet Press Ltd., Mr. and Mrs. S. H. PEarce and Miss Remi Pearce and many others. Among those present were Messrs. Herbert Macaulay, Karimu Kotun, J. T. White, Dr. I. Nimbe, Messrs. S. L. Akitola, and Olatunji Idewu (Daily Service), I. B. Thomas, (Akede Eko), Tony Enahoro, (Daily Comet), Delu Akitoye, C. N. Jellicoe Johnson, S.M. Kadiku, M. S. Jibril Martin, Messrs. F. I. George, M. A. Ogun, Morocco Clarke, John Adebayo, Revs. J. A. Idowu, and D. A. Bababunmi.

وحيث انك يا عبدالرحمن اكثر من جمع وثائقا وبحث في تاريخ هذا الرجل لسنوات طويلة فارجو ان يكون هذا مدخلا لالقاء ضوء كاف ليعرف اهل السودان رمزا عظيما من رموزهم التي لا يعرفون عنها شيئا او قليلا

الاخ دكتور صلاح البندر
والاخوة المتداخلون

تحية و سلام

اتابع هذا الخيط المفيد وعلى كل الاصعدةالتاريخية منها والثقافية والتنويرية وغيرها، فلكم وافر التقدير.
ما اود ان اقوله ان الشعب الهاييتي يمر الآن بمحنة كبيرة إستدعت وتداعت إليها الجهود متضافرة من كل انحاء العالم، خاصةً من امريكا واوروبا لاجل تخفيف آثارها، فنحن السودانيين، وخاصةً في الولايات المتحدة واوروبا ارى ان نبادر بتنظيم حملة، او على الاقل المساهمة في حملات العون والدعم التي تنتظم العالم الآن، تحت اسماء هولاء السودانيين العمالقة، فليكس دارفور وغيره كبداية لتخليد اسمائهم. فبالرغم من مأساوية الظرف إلا انني لا ارتردد الذهاب في هذا المنحى لان فليكس دارفور كان ان قدم نفسه ثمناً في التصدي للمآسي التي كان يعيشها شعب هاييتي في مطلع القرن التاسع عشر، هذا بالاضافة إلى اننا كسودانيين قد رأينا ، خاصة الذين عاشوا في امريكا واوروبا، كيف كان التضامن مع شعب السودان في محنه المتعددة... وقد قصدت بذلك ان نكون جزء من كل ما هو انساني لان في ذلك تأكيد ان اولئك المفكرين والناشطين التاريخيين العظام من امثال فليكس ودوسة هم منّا.

لكم مودتي

صديق عبد الهادي

صــورة رقــم (1)

صـــورة مـحـمـد عــلى ديوس (كـما كان يــكـتـب إســـمه DUSE)
يـعـتـقد أنهـا تـعـود الى الـفـترة حــوالى 1911

عزيزي عبدالرحمن

Quote: يـعـتـقد أنهـا تـعـود الى الـفـترة حــوالى 1911

نعم الصورة تعود لعام 1911 كما ظهرت في الغلاف الداخلي لكتاب دوسة محمد علي عن تاريخ مصر في فترة معينة هي سقوط اسماعيل باشا الي مقتل بطرس غالي In the land of Pharoahs
(In the Land of the Pharoahs: A Short History of Egypt from the Fall of Ismail to the Assassination of Boutrous Pasha )
ISBN-10: 0714617628
ISBN-13: 978-0714617626
ولقد اشار احد قادة الحركة (بان افريكان) بان هذا كان اول كتاب عن تاريخ مصر يكتبه مصري ( هذا باعتبار ان والد دوسة(دوس) هو الضابط المصري عبدالسلام علي والذي استشهد في معركة التل الكبير التي قادها ضباط مصريون ضد البريطانيين ..

حضور ومتابعة يابروف

سلام يا دكتور
جعلها الله في ميزان حسناتك
نريد ان نستفيد من علمكم الغزير وتاريخ هذا الوطن الذي لا وجيع له.
ناس زمان حبوا السودان وروهو بدمائهم وخلدوا اسمه عالياً.
لذا كان السودانيون معشوقون لجميع اهل الأرض وبالذات الأفارقة.
في افريقيا كنا ندخل اي بلد من دون تأشيرة ولكن تهنا أو توهونا من حكمونا
أو وأوات كثيرات, وفي القلب حسرة على بلدي.

متعك الله بالصحة والعافية والعمر الطويل لتستفيد من علمكم أجيال تأتي بعدنا إنشاء الله.

أبومجتبى

إن محمد عـلى دوســه واحـد مـن أعـظم عـظـماء التاريـخ وأكـثرهم إسـهاما

وأعمـقـهم أثرا فى الـعلاقة بيت الـغـرب والشـرق والدول النامية

ولكنه مـجهول اليوم تـماما.

ورغـما عن أنـه صـاغ أحـداثا من التاريخ جليلة وأثر فى مـجـرى الأحـداث فى العالم،

إلا أن الكتاب والمؤرخـين ضـنوا عـليه بالذكر إلا فيما نـدر.

والعجيب فى الأمـر أن ماشــح وأقتضب من ذكـره يعكس الكثير من عظمته. فقــد قال أحـدهم،

وظنى أنه عماد مؤرخى حـركة الوحدة الأفــريقية، إيمانويل قيس، أن دوسـه كان

"أعـظم وأكـثر قادة حـركة الـوحـدة الأفريقية جلالا عـلى مسرح التاريـخ، قـطـعا وبلا مـنازع."

أو كما قال البروفيسـور فيرس عميد المؤرخين الإجتماعيين السـود قبل قليل من وفاته

فى مـجلداته عـن أعظم وأخلد أربعين شـخصية ســوداء فى تاريخ البشرية:

"إننى لم أضـمن هـذه السـير ســيرة عـظيم واحـد عـلى قيد الـحياة ســوى دوس"

وفسر لماذا كان ذلك، مـخاطبا إياه فى تـجـلة وتوقير

"لأنـك قـد وضـعت الـعالم بأســره تحت ديـن من الـجمائل أزلى؛
إذ أنـك قـد كشـفت للـحـضارة الـغربية عـظـمة روح الأجناس داكنة لـون البشــرة"

وقـد إعتبر فيرس عظـمة دوسه مـضاهية لـعمالـقة خالدين عـظماء؛

بل كان دوسه أجلهم، لأنه كان وحيدهم الذى مازال عـلى قيد الـحياة.

ويكـفينا لنـعى عمق ذلك الشـعور بالإجلال، أن فيرس يشير إلى مجلداته بأنـها حـوت سير رجال ملونين:

"رجال تخـطوا الـعبقرية وتفوقوا على شـخصيتها...
رجال ستظل أعمالهم وإنجازاتهم تسـجل
أعـلى درجات النضال والجهد الـعرقى...
إنـجازاتهم تحــدد المقاييس السامية لأقصى
الإمكانات العبقرية الـفـذة والثقافة والفكر
والمثل والقيم الرفيعة للأجناس الـملونة...
الأربعون رجلا الذين تمثلت إنجازاتهم الحـقة
وفق ضـوابط محددة وخـطوط مرســومة،
وكانوا من الندرة فى ذلك أفرادا
قد تركـوا بصمات جلية باهـرة على
الوطن والعالم حـتى يتوجب علينا بكل
الإنصاف أن نصـفـهم بعباقـرة الفـكـر
والثـقافة والإنجاز...
الأربعين الساطـعين خالدى التوهـج إلى الأبــد."

فكيف إذا أهمل الكتاب ســيرة هـذا الرجل؟

إلا فيما عدا مـثل هـذه الأسـطر الشـحيحة؟

لماذا تجاهله المورخون "من تحت أنوفـهم الأكاديمية"؟

ســؤال عـبر عـنه بحسرة ثيودور فينسنت الذى يعد كتابه عـن

ماركوس قارفى من أهم التوثيقات فى حياة ذلك الزعيم زائـع الـصيت:

"لقد تجاهل المؤرخون محمد
أو أشاروا إشارات عابرة إلى علاقته بقارفى.
ولكن محمد كان عاملا أساسيا
فى إستنهاض الوعى عند السود فى كل أصـقاع
الأرض وأنـحـاء الـعالــم
ويستحق أن تدرس ســيرته بالتدقيق المفروض...
أما مجلة محمد فقد إسـتخدمت نظرياته
وآراءه الإجتماعية والسياسية
وطبقتها على كل مجموعة عـرقية مسحوقة،
بمقالات عن الـهنود الحمر،
وعـن الصينيين، والـعرب،
والثقافة اليـهودية، والصهيونية،
والثقافة الحضارية والسياسة الأفريقيتين...
لقد عملت المجلة الكثير لــتبنى إحترام الذات،
والوحدة وسط شـعوب العالم الداكنة اللون"

وفى ذلك يقول جون كلارك أن

"دوس محمد على الذى كان شــخصية
محـورية فى الفكر الوحدوى الأفريقى
والمعبر عن تطلعات الفترة السابقة
للعام 1914 كان مـعروفا لكل
إنسان ملون تقريبا فى بريطانيا
بمن فيهم الكاريبين والهنود الحمر الغربيين،
والهنود الشرقيين، والأفارقة، والصينيين؛
حتى فى أوساط البحارة والطلاب.
بل فى واقـع الأمـر كان بيته مركزا للأفارقة والآسيويين."

ولكن ســؤالنا مازال مـطروحـا ينتـظـر الإجابــة:

لماذا لم يـعرف العالم عنه بالتفصيل على قدر أهميته وعطائه؟

ولماذا لم يـعرفه السودانيون؟

ولــماذا لم يــذكـرة الأفــارقـة؟

على الرغــم مـن أنه

كان أعــظــم رجـل فى تاريـخ التـحرر والوعـى

الـفـكرى والثـقافى والأدبى والشــعرى

والإقتصادى والســياسى والصـحافى

والنفســى والأكاديمـى.

و تتلمـذ عــلى يده أعـظم قادة التـحرر فى أفريقيا والكاريبى وأسـيا وأمريكا.

وحــينما تـقرا عن الطريقة التى كانـوا يجلسون بها فى حـضرته

وكأنه الفـكـى فى الخلوة وهـو عـلى دكـة تـعلوهم وأغلبهم جالس على الأرض

يســتمعون إليه فى صـمت مـطبق من الصين والهند ونيجريا والكاريبى وأمريكا وغانا وكينيا

وكل شــعوب العالم الأول [مايسـميه الغربيون مـغالطة للتاريخ بالـعالم الثالث] أو القـــديــم.

وحتى أن زعـيم الزنوجة فى أمريكا ماركوس قارفى تتلمـذ عـلى يده

وكان يـعمل مراسـلة بـصـحيفته

وتعلم مـنه السياسة والخطابة

(وطرده دوسة لانه كان يتحرش بالسكرتيرات؛
فقد كان لدوسة رأى متقدم فى الـمرأة)

هــذ الرجل دوسـة كان:

أول من دعا الى التضامن الأسيوى الأفريـقى قبل نصـف قرن من مـؤتمر باندونج

أول من أصـدر صـحيفة للنضال والفكر العالمى ضد الإستعمار

أول من نـظم نشاطا ثـقافيا مصاحبا لـمؤتمر سـياسى عالمى

أول مـن ربط العـمل التطـوعى والفـكرى التوعـوى بالدعـوة إلى ومـمـارسـة الإسـلام

أول من أسس تنـظـيما شــبابيا فى غـرب أفريـقيا

أول من أسس حـزبا سـياســيا فى غرب أفريـقيا

أول من أسس تـعاونية زراعية تسويقية لتحرير المزارعين من سـيطرة رأس المال فى أفريقيا

أول من أسس بنكا تجاريا-زراعـيا لدعـم مـزارعى المحاصيل للتصدير فى أفريقيا

أول مـن نادى بإنشـاء كرسـى أسـتاذية للدراسات السوداء فى أمريكا

أول أجـنبى ينال جـوائز مـلكية فى الشــعر والمسرح فى بريطانيا فقد كان كاتبا مؤثرا وشاعـرا رائعا وممثلا مبدعا

أول أفـريـقى ينال خـلـعة سلطانية عثمانية مـن ســلـطان تركــيا

ويمـكن لك أن تتصور خـطورته

حـينما تعلم أن المخابرات الأمريكية

كانت تخشى حضوره لأمريكا

وكتبت فيه تقارير مطـولة

والغـوا فيـزته عـدة مــرات.

وكذلك البريطانيون كانوا قـد مــنـعوا

دخــوله المسـتعمرات خاصة غانا.

ويعــزى عــدد من المؤرخين الأمريكيين

إنتشار الإسـلام وسـط المـثقفين والأدباء والشــعراء والموسـقيين

فى أمريكا لتأثرهم بـعبقرية وشــخصية دوســة

حـتى أن أغـلبـهم كان يســمى نفسـه بـمحـمد عـلى

[تذكـر أن كاسـيوس كلاى ســمى نفـسـه مـحمد عـلى حــينما أســلم].

وحـينما مـات دوســـه وصـفت جـنازته

بأنها وحدت نيجريا

حيث حـضرها وسار فيها

المسلمون والمسيحيون

وأعضاء الأحزاب المتناحرة

والمثقـفون والعامة

حتى أن

"لاغـوس لم تشـهد فى تاريخـها مـثل تلك الحشــود

إلا يوم الإحتفال بإســتقلال نيجيريا".

ولكن ســؤالنا مازال مــلـحا:

لماذا لم يـعرف العالم عنه بالتفصيل على قدر أهميته وفـكره وعطائه؟

ولماذا لم يـعرفه فى السودان إلا أستاذى وصديقى المرحوم محمد عمر بشير

والذى لم يـعـرف عـنـه الـكثــير، إذ قال لى أنه سمع عنه من مؤرخ بريطانى؟

وحــتى قيادات الحركات الثورية والسياسية وحركات التحرر الأفريقى

الذين إلتقيتهم أيام الصراع من أجل التحرر الأفـريـقى

كانوا يشيرون إلى سـودانى سـمـعـوا عـنه يقال بأنه

كان أبوالثورة التحررية والوحدة الأفريقية

ولكنهم لم يكونوا يـعرفون حـتى إسـمه!

Quote: "إننى لم أضـمن هـذه السـير ســيرة عـظيم واحـد عـلى قيد الـحياة ســوى دوس" وفسر لماذا كان ذلك، مـخاطبا إياه فى تـجـلة وتوقير "لأنـك قـد وضـعت الـعالم بأســره تحت ديـن من الـجمائل أزلى؛ إذ أنـك قـد كشـفت للـحـضارة الـغربية عـظـمة روح الأجناس داكنة لـون البشــرة"

متابعين يا بروف

يا عزيزي

Quote: ولماذا لم يـعرفه السودانيون؟ ولــماذا لم يــذكـرة الأفــارقـة؟

سالت نفسي نفس الاسئلة وانا ابحث في ما تيسر لي وهو اقل مما لديك بكثير ولكنه مؤشر لما حاق بهذا الرجل الاسطوري من ظلم..

ما يخص بالسودانيين في سؤالك ربما اسهل ايجابة حيث ان معظم الباحثيين السودانيين يقتفون اثار غيرهم ولا ينقبون عميقا ويكتفون بما اتي به غيرهم من بيانات وهكذا تجد تاريخ كل السودان جله منقول من كتب الرحالة ويوميات العسكر الغازي وبعض حكايات

اما امر الافارقة وبالذات النشطاء من بان افريكان وامة الاسلام وكل من كتب عن تاريخ السود والاسلام فغريب وخصوصا ان الرجل كان له تواجد فاعل في قارات متعددة تواجدت فيها قيادات لهم في زمنه وبعده ...بحثت في ما تيسر من تاريخ نايجريا وحتي صحيفته التي كان يديرها عند مماته والتي غيرت اسمها فيما بعد فلم اجد ما يشير اليه ...
هل تعريفه لنفسه بانه مصري كما كتب في كتابه الوحيد قائلا I am a native Egyptian ربما ساهم في ذلك بحيث لم يهتم به الكتاب السود رغم ان عنوان كتابه كان عن الفراعنة ولكنه عن تاريخ فترة تركية في مصر ؟؟

ولقد نال الشيخ ساتي ماجد بن القاضي سوار الدهب كثير من ذات الاجحاف التوثيقي رغم دوره الفاعل في تاريخ الاسلام السني في امريكا....

Quote: هل سبق الإسلام إلى أمريكا؟ http://www.almotamar.net/news/10210.htm الحركات الحديثة ومع مطلع القرن العشرين بدأت جماعات إسلامية صغيرة تتكون بين الأمريكيين السود، وكان من أهمها حركة نوبل درو علي الذي أنشأ في مدينة نيوجرسي معبد العلم المراكشي الأمريكي عام 1913، ويقال إن سلطان المغرب كلفه آنذاك بنشر تعاليم الإسلام بين زنوج الولايات المتحدة، ولا تزال هذه الحركة ماضيّة في نشر الدعوة الإسلاميّة بين السود إلى الوقت الحاضر. كما شهد العام 1926 قيام الجمعية الإسلامية العالمية التي أسسها دوس محمد علي الذي يعتبر أستاذًا تثقف على يديه ماركوس جارفي زعيم الحركة التحريريّة التي عرفت باسمه وكان شعار الجمعية "إله واحد"، "هدف واحد"،"مصير واحد".

قــد كان دوســة مـفـكرا رائــدا

وفيلســوفا أصــيلا

ومـؤرخـــأ فــذا

وصـــحافيــا طــليـعيــا

وســياســـيا عــملاقــا

ومــســرحــيا مـبدعــا

وشـــاعــرا رقـيــقـا

وكاتــبا ســـلســـا

ومــخــطـطـا إســتراتـيـجـيا

وإقـتصــاديا مــبـتـكـرا

وتـجـــاريـا خــلاقـــا

وخـــطــيبا مـــفـوهــا

ومــعـــلما فـــريــدا

فــتــتـلمـذ عــلى يـديه ونـما وأزدهـــر كثـيـر مـن

أعـــلام للســياســـة والـفــكـر والــثقافــة شـــامـخــون

وأجــيال مــن قـادة مــجـتمــعـــاتـهم وأو طــانـهم

وروادا لحــركات الـتحـــرر فى بــلادهــم

وكان صــوتا للـمـقـهورين فى كل مـكان

كما يـقـول المـؤرخ الإجــتماعـى الــفـذ جــون كلارك

فــكان يــكتب ويــحاضــر ويـناظــر

وكان يـعــقــد حــلـقات درس وتــوعــية دوريــة

مــذكــرا حـوارييه بأن الـفـكـر الــغـربى

فســـد بالـحـقـد الـعنـصـرى

فالـرد عــلـيه لايـتم بـعـنصـرية مـضادة

"بل أمــل الضــعـفاء والمســحوقـيـن هــو الإعــتماد عــلى النفـس
والـوحـدة المـنـعـتقة مـن هـيمـنـة البـيـض
لــتـتـم وحـدة البشــرية فى مـســاواة وعــزة نـفـس"

استاذ الأساتذة
الأخ العزيز عبدالرحمن
لك المحبة الخالصة
متابعين هذا السفر العظيم
احتراماتي وتقديري

أخــى الأســتاذ محمـد ســنى دفــع الله

لك تـقـديرى وإعـزازى أبـدا

وأنت المـعـطاء بالتشـخيص وإعادة خلق المواقـف

وتـجسـيد الـفكر والعاطـفة حياة نشـاهـدها

ماثـلـة أمام أعــيـننا.

ســأتيك قــريبا بـما يـسـر خاطـرك

ويســعد صـدق فـنك حــينما أدلـف

إلى إبـداع دوســة فى فـنـون المســرح والرواية الـتمثـيليـة

وهــو الذى أدى دور عـطــيل كما لـم يؤده مـمـثل فى التاريـخ المســرحى

لك التـقـديــر والــود أبــدا

بروف....

متابعين لهذا السفر العظيم عن عملاق سوداني
تجاهلناه نحن أهل بيته، فتجاهله التأريخ. وها أنت
تبعث فينا الأمل الدفّاق في هذا الزمن الغيهب الضنين، وتعيد
سيرته من بين الركام.

شكرا لك من الأعماق.

أخـى الأسـتاذ زمــراوى

لـقد قلت لك من قبل أنك ســيد الـحروف

والعارف بأســرارها

ومـطـوعــها ســلســبيلا

يروى ظـمأ أرواح عطـشــى

ويـبـلل جـفاف عـيون تـصـحـرت

من وقــع الأســى وجــلل الـخـطـوب

وأضـيف بأنك عاشــق روعــة الـتـعـبـير

الباعــث فــينا الأمــل

فلك عمـيق شــكرى لتـقريـظك لما أســعى إليـه مـن بذل الكـلمة

عـن هـذا العـملاق الذى كان مـثالا للـصـدق وإحـســاسـا بألآخــرين

خاصــة المســحوقين منـهم

فلك الشــكر مـوصـول

وقــد دعــا دوســة إلى الإعـتماد عــلى النفس

قـبل أن يشــب "الـمـعـلـومـو" نايـريرى عـن الـطـوق.

وســعى جـاهـدا للـوحــدة

قــبل أن يبـلـغ "الأســاجـيـفو" كوامـى أنـكروما الـحـلم.

ونــظـر وخــطط للإســتقلال الإقتصــادى

قـبل أن يـرفـع ذلـك تـلمــيذه ماركوس قارفى شــعـارا.

وطـرح ضــرورة وحــدة نـضـال حـركات الـتـحـرر فى المســتعمرات

ضـد الإســتـعمار والإمـبريالية

قــبل عــقـد ونـصـف مـن الزمان مـن طــرح لـينـين لنـظـريته

بـدعـم حــركات الـتـحـرر فى المســتـعمـرات

لـهـزيـمـة الإســتعمار ومن ثـم تـقـويـض دعــائـم الرأســمالـيـة الإمـبريالية.

ورفــع شــعار الـوحــدة الأفـروأســيويـة

قـبل مايـقارب نـصـف القــرن مـن مـؤتـمر بانـدونـق عام 1955

وظـــل يـدعــوا إلى الـوحــدة الأفــريـقـية

حــتى فارق الـحــياة عــام 1945

لــقـد كان دوســه جـــهاز دعــأية كـامـل

لـكل حــركات التـحــرر

فى أفـريـقـيا وآســيا والشــرق الأوســط والكاريـبى وأمـريـكا الجـنوبية

بـل "فـى أحـشــاء الـوحـش فى بريـطـانـيا وأمــريـكا"

وكانت صــحـيـفـتاه اللتان نشــرهما فى بريطانيا ونيـجـيريا

وكـتاباته وخــطـبه

مــنابــر حــق للإنســانية ومـشــاعـل قيادة لــكل الـبـشــرية.

في وجوده بنايجريا والتي مات ودفن فيها في جنازة مهيبة كان له دور ريادي مميز :

Activities in Nigeria
The Comet under Ali was published from 1933-1945 and had a circulation of 8,000 and employed about 70 people. Prior to establishing of the Comet, he was a columnist for the Nigerian Daily Times and editor of the Nigerian Daily Telegraph.

During the inaugural meeting of the National Council of Nigeria, Ali was the presiding chairman of the group which had Herbert Macaulay and Nnamdi Azikiwe as members. The group was designed to coordinate the activities of various trade unions and political organizations and is a precursor of the National Council of Nigeria and the Cameroons. (3)

متابعين باهتمام هذا البوست التاريخي القيم

ولكن هل لي بإجابة عن تساؤل وحيد ؟ كيف يكون سوداني من كان ابوه مصري ؟ وهو قد قالها بنفسه انه مصري فكيف لنا ان ننسبه لنا ؟؟

أخــتى شـادية الطيب

ســـؤالك مشــروع. وســوف أوفـيه حـقه بإسـتفاضـة لاحـقا بإذن الله

فـهــذه قضـية تنـدرج فى أزمــة الـهـوية

وقـد كان لى فيـها حـديث طـويل مـع إثنين مـن أعــلامـنا الشــعراء المرحــومين

الـجـيـلى عـبدالرحمـن ومـحـى الدين فارس (فأيـهما كان مصـريا؟) وما بال الفيتورى وآخــرون

وقــد كانت قضايا الهوية والذاتية والكيان من الإشكالات التى عالجتـها بإستفاضه فى مجال أخـر (وسـأحاول طرحها لاحـقا).

كـما كانت قضـية الـهوية إحــدى الـدعائم المفاهيمية الـتى إنبنت علـيها نـظريتى فى تحليل واقع الدول النامية

بعـد إعادة صـياغتها بمرجعية عالم متداخل ولكنـها تـعنى بنطاق أوسع وأكـبر مما نحـن بـصــدده الآن

فلا أريد أن أسـبق السياق غـير أن أقول بإخـتـصار

إن مـيلاد الشــخص فى بـلـدما لايـعـنى بالنسـبة لـه شــيئا سـوى أنه بـلد مـولده

إلا حـينـما تدعـو الحاجـة إلى النـظر إلى ذلك البلد كمحيط من خارجه فيبدأ التساؤل الذاتى

"مــن أنا؟"
و

"ماعلاقـتى بهـذا المـحيـط؟"

فالـهـويـة هــى "من أنا" بقـدر ماهى " من ماليس أنا"

كالسـمكة الـتى لاتدرى بأنـها سـمكة وتعيـش فى الماء إلا حـينما يـتم إخراجها من ذلك الماء فتضح لـها حـقيقة واقـعـها

ففى بدايات حـياته كان دوسـة يقـول أنه مـصـرى إشارة إلى بـلد مـولده

ولكـن بـعد أن أفاق لأحداث وعـوامـل كـثيرة ســنأتى عـلى ذكرها

أخـذ فى الـتأكيد عـلى ســودانيته

وقـد كانت أمه مـن دارفـور ووالـده نــوبى

وأكــتـفى بـذلك الآن

ومــن الـجـدير ذكـره هـنا أن دوســـه أســر عــقـول

عـمالـقـة الـفـكر والأكاديـمــيـة الأميريكية يـومـها مـن أمـثال

القامات شــومـبرق وفـيـرس وكرومـويل ودى بويس (أول أسـود

يـحـصل عـلى الدكتوراه من هارفارد، الماركسـى التوجـهات؛

رغـم الـجـفوة بـينهما لكراهـة دى بويس لماركوس قارفى تلميذ دوسـه)

وعمـيد الـفكر الإنـعتاقى الأسـود وداعـية الـعـدالة الـعـرقية والطـبـقـيـة

جــون بروس ذا قـرت، والذى كان لـه الـدور الأسـاس فى حـضـور دوس لأمـريكا.

فـقـد كان فـكـره وصـداقـتـه لـدوســة تـوأمـة روحـية

أدت ألى إقامـة دوسه فى مـنزل بروس ومـع أســرته حـتى بـعد زواج

دوسه للمرة الثانية فى أمريكا بـعد فراق زوجـته الأولى فى بريـطانيا.

وأنـطـلـق دوســة وبروس من مـحـفل إلى منتـدى

ومن صـحـيفة يومـية إلى مـجـلة

ومن حـلـقـة تــوعــية إلى جـمـعيـة نـهـضـة

ومن مـحاضـرة إلى مـؤتـمــر

حـتى بلـغ تأثيــر دوســة عــلى فـــكـر الســود

وبـقـية المـقـهورين من الأصــول الإســبانيـة والهندية الـحـمراء

درجــة أجــزم مـعـها راس مـيـكـونـن فى كتابه

"الـوحــدة الأفريــقــيـة من الداخــل"

أن دوســة قـد يـكون مـن أهـم الـعـوامـل الـتى دفـعت مثـقفـى الســود

إلى إعـتناق الإســـلام؛ بل أن هـناك دلائل تشــير إلى ذلك كــما يــقـول:

"فــمـثلا مـغـنـيا مـثل بـيـلـى إيـكسـتاين الذى كان يـكـســب حـوالى المـليون

دولار ســنويا، إعـتنـق الإســلام" فـكثـير من الناس يعزون ذلك لـنشاط أناس غامضين

يـعملون فى الـظـل كأمثال دوسـة فيـغير المتأســلمون الجــدد أسـماءهـم إلى عـلى.

رســالة مـن جون بروس ذا قرت إلى الصحـفيين من الأقليات ينبـهـهم إلى عـزم مـجلة

الإزمـنة الأفريـقـية والعرض التـحليلى الأسـيوى

إلى إرسـال مراسـلين لـتغـطية الحرب الـعالمية مـن وجـهـة نـظـر الملـونـين والتكلفـة بالنسبة لـصـحـفهـم

ويــظـهـر إسـمه كممثل للـمـجـلة فى نيويورك مـع إسـم دوســة كــمـحـرر (الـخطوط الحـمراء)





مــن المــجـموعـة الـخاصــة للبروفســيور أديلـيد كرومـويل قـولـفر المديرة الأسـبق لمـركز الدراســات الأفـروأمــيريكـية بـجامـعة بوســطن (مـحـفوظات والدهـا)

أستاذنا دكتور عبد الرحمن..

تحياتى واشواقى،

ويا عزيزى مرحب بنبش الأضابير..

وجميل أن تواصل نفض الغبار عن "أراشيفك" المليئه "بالحيوانات" المايسكروسوبيكية والتى تهوى الحياة بين صفحات الكتب الصفراء ...القديمه...

أكتب.. اكتب ... وسنقرأ، وإن لمن نقرا اليوم ..سنقرأ غدا...

أطال الله فى عمرك أيها العزيز...

شـــكرا جــزيــلا أخــى خـالد

الـفنان المـتـعاطى مــع الوجـود بأطراف الأنامـل ودفـق الإحـســاس.

طــوال ســـبـعة وعشــرين عــاما مـن أول لــقـاء (إطلاع) لى مــع هــذا الـهـرم المـطمــور تـحت رمال النســيان

وأنا أجـمـع المـعلومات عــنه .

وفى كل مــرة أفاجأ بـمـعـلومـة جــديدة أو وثــيـقـة تثـير أكـثر مـن ســؤال:

كـيف كان يـمــكـن لـهـذا الرجــل أن يـعــمل كل تلك الـجــلائل مــن ألأعمال؟

كـيف كان يـجـد الـوقت لـيـعـمل أكـثر مـن مشـروع ومـحاضرة ومـقال وإجـتماع وندوة ولـقاء فـكرى فى يوم واحــد وفى كل يوم

كنت ومازلـت مـعـجـبا طـوال عـمرى بأبى عـمرو الجاحـظ لـغـزارة إنـتاجــه وعـمـق مـحـتواه

وشــغـفت بســـعـة وعـمـق وروعـة إنتاج جـوته

كنت أظن أن كلاهـما مـوســوعـي

حــتى فـوجـئت بـشــخــصية دوســة

فـعلى رغــم ضــخامـة إنــتـاجه

ويجــب أن أضــيف: "المشــتت فى أصـقاع الدنـيا الأربـع"

فــهـو قـد تـفـوق عـلــيـهم بالـعمل

بـما نســمـية فى عـلوم الـمـعارف بربـط النـظـرية بالــتـطـبيـق

تأكـد ياصـديقى أنـه بـعـد فـتـح "الســحارة" لـن أتوقـف

فـهـناك الـكثيـر بـخلاف دوســة

ولـكـنه دوســـة ســيـظـل واحــدا مـن أهـم مشــاريـعى الـتوثيـقيـة-التـحـليلـيــة

وقــد يـكـون مـجـهـودى هـو الأول لـجـمـع المشــتت من إنتاجـه الـغــزيـر وســيرته الـغـنية

بضـم النتف الـقليلـة الـواردة عـنه فى مــراجـع كـثيرة متـفـرقـة وبـلـغات عــدة

ولــك الـود أبــدا

لــربــما كان أو لــم يــكن الـنـقـد اللاذع الـذى وجـــهـه دوســة

للرئيـس الأمـريـكى روزفـلت ونـعـته إياه بــ " الـديـموقـراطى الإمـبريالى "

الســبب الأول فى الـحـذر من دخـوله للولايات المـتحـدة،

والإلـغاء المتكرر لتأشيـرته أو رفـض مـنـحـها أياه مـجـددا.

ولــكن مـن الـمـؤكـد أنه كانت هـناك تـقارير مـفـصـلة تكتب عـن دوســة.

وكان وأحدا مـن الـقـلة الـتى نشــرت من تلك الـتقارير مـطـولا ومســتـفيضا

بـعـثه أحـد عـمـلاء المـخابرات الأميريكية.

ولم يكـتف الـعميل بـتـقـريـره بل أضاف تـعـلـيلا مـطـولا

يِـشـرح فيه لماذا يـجـب أن لا يســمـح لـدوسـه بـدخـول الـولايات المـتحــدة.

ويوضـح بأن خـطـورة الـرجـل تتـعدى عـلمـه وســعة أفـقـه وفـكره.

لتشـمل مـكملات خـطيرة: فللـرجـل كما يـقول ســحـره وبلاغـتـة

وحـجـجـه، وأســلوبـه الـخــطابى الـقوى، وقدرته عـلى تـملك الـقـلوب،

والســيـطرة علـى الـعـقـول وكـفاءته التـنـظـيمية الـفـريدة.

فإذا كان أثــره الـجليل عــلى أمريـكا قـبل زيارتـها بـذلك الـزخـم وتلك الدرجــة

"فكـيـف يكـون فى حـال زيارتـها أو الإقامـة فـيـها؟"

فإذا كان ذلك تـخـوف الـولايات المتـحـدة مــنه،

فإن خـوف الـدول الإســـتعمارية كان أكــبر من ذلك بــكـثير.

فـمثلا فـرضـت عـلـيه بريـطانيا، وهـو حامــل جـواز ســفرها،

حــظـرا مـن الســفر إلى أى مـن مــســـتعمراتـها

ومـنـعته مـن دخــول غـانا

وهـو الـرجـل الذى جـاب أرجاء الـمـعمورة

فـكـيف كان له أن يـقـبل مـن الإســتـعمار أن يـفرض عــليه

شــروطا "تتـعارض ومـبادىء الـحــرية فى أرض الـوطـن الأم"

وكـعادته الـدؤوبـة، لــم يـسـتسـلم الرجـل،

وكـما دخـل الـولايات المـتـحـدة رغـم الـحـظر،

فـقـد تســلل إلى نيـجـريا ومــنـها إلى باقى المســتعـمرات بـما فـيها غـانا

وكــون بــها أول تنـظـيم شــبابى

وجـمـع كـبار الـقارة فى أول حـزب ســـياسـى فى غــرب أفــريقــيا

وضــم الحــزب مـواطنين أفـارقــة مـن بـلاد مــتـعـددة

العلامة عبدالرحمن ,,,,,,,,

لا املك الا ان اقول اننى مندهش ,,,,,,,

بارك الله فيك ,,,

أخــى عــمار

حــياك الله

لايــمــر يـوم بــدون أن أندهــش طـوال ســبـعـة وعشــرين عـاما

كـلما إكتشــفت مـعـلومـة جـديدة عـن هـذا الـعـظيم فى خـلـق الله

فــهـذا رجـــل فـريــد فى التاريــخ

أنا مازلـت فى مـقـدمـة ما أنـوى أن أكــتب

لـك الــــود

أخــتـنا أو بنـتــنا شـــبكـة

ســـلامى وإعــتذارى لأننـى لم ألاحــظ

مـداخــلــتـك مـــن قبـل

فلك إعــتذارى وشـــكرى

أخــى الكـريـم الصادق صديق سلمان أبو مــجـتبى

لك الــتحــية والســلام

والـعتـبـى حــتى ترضــى

فـقـد فات عـلى مــراجــعـة السـابـق من الـمداخــلات

فأعــذرنى يا أخــى.

أخــى الكريم،،،

نـحــن أمــة عــظـيـمـة ولـنا إســهامات مــهوله

إذا أمــد الله فى الـعمـر ســاشــيـر الى شــخـصـيات عظـيمة أخـرى

غــيرت مـجـرى الـتاريـخ

ولا نــدرى عــنهـم شــيـئا لأن حـكامـنا (رغـما عـن أنـفـنا)

صـغروا وصـغرونا وصـغروا الـبلـد

وأضـاعـوا الـوقـت فى التناحـر وســفاسـف الأمـور

فـصار الناس عــلى ديــن مـلـوكــهـم

أخـى الكـريــم لك الــود أبــدا

والســلام

أخــى الـمـبدع الأســتاذ الـموصـلى

لك الســـلام والتـحـية

وشــكرا عـلى الـطـلة

تصــور ياعــزيزى أننى إكتشـفت عشــرات من

إســهامـات الســودانيين فى مـجالات مـخـتـلـفة

ونــحــن لا نـعـرف عــنـهـم شــيئا عــلى الإطلاق

بـعدما أكـمل ردى عـلى بـقية المداخـلات

ســأبـدا بالـتـفاصـيل فى حــياة هـذا الـعـلـم

وحســب عـلــمى ســيكون هـذا الـعـمل

أول مــرة تــجــمـع وتترجـم فـيـها المـعـلـومات والـوثائـق

لـحـياة هــذا الـعـملاق

بـــعــدها ســأقـوم بـعـرض ســـير رجال آخرين عــظــماء

ممـا يـؤكـــد أن الـغربـة والتــغـرب ليس ضــياع وإنـكســار

وإنــما مــاذا يــمـكن أن نـصـنع مــنـهـا بإنتـهاز الـفـرص

والإســتفادة مــن الـوقـت

لك مــودتى أبـدا

أخـــى كـمال كــرار

الـبــلــيـغ المــبدع

أنـتــم لـــســتم أصــدقاء جــدد

أنـــتـم الأهـــل والـعشــيرة

ولــكم الـعــهـد بـمـزيـد مــن الـتـوثيــق

وســـيـجـئ الـدور عـلى بــحــرى قــريـبا بإذن اللـه

كل التاريــخ

والأســرار

والســياســة

والنـضال

والـفــن والإبـداع

والمســرح

والشـــعـر

لــكـم الــود أبــدا

أخــى وقــريبى شـــمـس الدين ساتى

لك الشـــكر عــلى المــتابـعـة

فـذلك ســـيــحـفـذنى أكـثر للـتركيــز عــلى المادة

فلك شــكرى مــجـددا

وودى أبـــدا

أخــى الـكـــريــم

وصديـقى الـعـزيز

وقــريـبـى الـعـظــيم

وبــاحـثنـا الـدؤوب

الباشــمـهـندس أبــو بــكر ســيد أحــمـد

لك التــحايا وجــزيــل الشــكر لــما ظللت تـقـدم

فى صــبر وتمـحيـص

مــن إســهامات تـضـيف أبـعادا جـديـدة كل مـرة

لأهـمــية هــذه الشـــخــصــية الأســطورية

فلك كــل تــقـــديرى

ومن الــغـد بإذن اللـه

ســـأبـدا فى تـقـديم الـخــلـفيات والمنــهـج وصــمـيـم الـمعـلومات

بــعـد أن هـيأت القارئ بـما ســبق من مــقـدمات مــســتفيضـة

ولـذلك لـــربــما لا أتـمــكـن مــن بــعـد نـهاية الردود عـلى المداخـلات الـحالية

أن أرد عـلى المداخـلات الـجـديـدة؛

إلا فــيما يتـعـلـق بالموضـوع أو الســياق

فرجــائـى الـتـكرم بالتـداخــل وتوجــيـهـى لما قـد أســهـو عــنه

أو قـد يـشــكل عــلى الـقارئ

وأنت الممـحـص الـحــريـــص

ولك ودى أبــدا ومــعـزتى دوما

"قـــف مــعــنا فى نضـالنا مـــن أجـل

إنتــصـار الـحــق

وأنشـــر الإرتبــاك الأزلــى عــلى

دعاة الـقـــوة الـغـاشـــمة

دعـــهم يـــدركــون أن الـفـضـيلة

أعـــتى مـن الرذيــلة-الإثــم

ومـاقــوة الــقــهــر إلا أنــــانية

فــلا ولــن يـمـكــنها، ولايـجـب، أن تـنــتـصـر"





جــزء مـن قـصـيدة لـتوأم دوســة الـفـكـرى جون إدوارد بروس (بروس قـرت) الـتى صـارت ترنيمة-دعــاء لإجـتماعات "الأتـحـاد الـعام (الشامل) لــتـطـوير الســود"

فــهـذا الـهارب مـن الإســترقاق مـع أمــه بـعد بيـع أبيــه، عــلم نفـسـه وصــار نســخـة أمــريـكية مـن دوسـة فأحـبة كـرفـيق نــضال وتــوأم روح

مـداخلة هامة

أثــار الأســـتاذ مــحــمـديـن محمـد إســـحـاق فى بــوســـت آخـــر مســــألـة مــهـمـة

فى تــعـامـلـنا نــحـن الـــســودانيين مــع تأريــخــا وكــيــفـية تنـــاوله

Re: مأساة ســــوداني في هايـتـي .... !!

فــرأيـت أن أشـــرك الـقــراء فى هــذا الــحــوار الـبـناء الــذى يــجــب عــلــيـنا تــناولــه بـكل الشــجاعــة والــثبات

وأنا إذ أشــكر للأســتاذ مـحـمـديـن تـلـك الـمـداخـلة الـحـمـيـدة الـتى تنــبـع مـن الـقـلـب رأيـت أنـه مـن الضـرورى

أن تــنـداح الــدائــرة لـمناقــشـــة هــذه المـســائـل الــهامـة

وعــلــيـه فــمايــلى


أخـــى الــكــريــم الأسـتاذ محـمـدين مـحـمد اسـحـق

وأن كنـت لا أعـرفــك شــخــصيا، إلا أنـنـى أســتشــف أنـك مــنـطـقى فى عــرضـك.

وعــلـيه ســأعـرض إلى مـاذكـرت أنت بـشــئ من التـفـصـيل بأسـلوب عــلـمى.

مــؤمـلا أن نــنـقى حـوارنا مــن الشــكوك والإفـتراضات المســبقـة

من أجــل الـوصــول إلى الـحــقـيــقــة.

فـلــكل مــن بالســودان، فى أى مـن أقالــيـمـه، جــرح غـائــر وأســـا مـمــض.

ولا أكــتـمـك الـقـول أن ذلـك ليــس مــحـصـورا عــلى الســودان فـقـط

ولـكنـه أذى طــال كـل الـدول الـنامـية الـتى إتـخــذت نــمـط الـدولـة الـغــربيـة المـركزيـة نــمـوذجـا بـعـد الإستـقلال

فأشــترعـت نــظـم ليسـت ولـيـدة الـواقـع الــوطــنى وإنـما هـى مــســـخ مـشــوه منـقـول عـن مـجـتـمـعات غـربيـة

تـخـتلف أســاسـا وجــذريا وحــصــريا عـن واقــع أى مـن الـدول الــنامـية.

وهــذا الـخـيار لــيــس ولــيـد عـنصــرية فــقـط وإنـما هــو فى الـمـقام الأول

أزمــة هــويـة وإخـتلال فــكر لدى الـقـيادات الـصــفــويـة

الـتى أشــار الـيـها المـفـكر الـثـورى الأفـريـقى أمـيلكار كابرال بأنـهـم مــسـخ مشــوه للمستـعـمر

يـفـكـر بـعـقـليتة ويـبحـث عـن جـذور لا لـيـلتصــق بالـجـماهــير، الـتى مـافارقـب جـذورهــا،

ولـكن لـيـحـكم قـبضـته عــلى الـدولـة مـركزيــة الســلـطـة


والأن نـعـود إلى مـاكــتـبت أنـت؛ حيث أنه فى إعـتقادى أن المشــكلة الـتى تـؤثـــر عــلى ســلامة

إستـنتاجاتـك ونــتائــج تـحــلـيلك أنـها تـنـبــنى عــلى عـواطـف جياشـة وقـناعات وإفـتراضات، قد تــكـون مشــروعـة،

ولــكـن لايـجـب تـعـميـمـها على كـل مـا تـنطـبق عـليه أو لا تـنـطـبـق.

Quote: : قضية الصراع بين المركز و الهامش ..و لا اعني هنا ذلك الصراع الذي قد اتخذ شكل الصراع المسلح فقط و لكن اقصد به اصوله الحقيقية من صراعات في الهوية و الثقافة و تهميش الاطراف من المشاركة الفعلية في تكوين هوية و ثقافة هذه البلاد (الفطيرة) التكوين

فـمـن الـضـرورى أن نـحــدد الآتى":

مــن هـم المــركــز ومــن هـم الــهامش؟

هـــل صــار النــوبيـون المـهـضـومـين مــن قــبل عــهـد الـفـتـح الـتركـى مـــركـزا؟

هــل تـعـلم ياأخــى ماحــل بالـنوبــيين خـــلا ل المــرات الــثلاث الــتى إقـتلـعوا فـيـها مـن أرض أجـدادهم لآلاف الســنين وهـجـروا ؟

هـــل وقــفـت أنت يـوما وفــكرت فــي ماعانـوا؟

Quote: هنا ايضأ حين يكون نبوغ او بروز افريقي في مجال ما فهو يحسب بكونه نبوغأ انسانيأ عامأ ..لا يحسب في رصيدهذا النابغة الافريقي انما يضاف الي رصيد الانسانية جمعاء ..خلاف ذلك اذا كان الحديث عن الامراض او الحروب يكون الرصيد الي افريقيااو الافريقي دونما تردد ..(فهؤلاء السود لا يحسنون شيئأ سوي الانغماس في قتل بعضهم البعض ..هكذا)

هــل الـنـوبيين ليســوا أفــارقــة؟

هــل هـــم أوربـيـون؟

هــل إبـداع أحــدهـم تـجـنى عــلى ألآخـرين؟

Quote: جيد جدأ ان يتم الحديث في هذا الفضاء عن فيلكس دارفور و محمد علي دوسة و بصورة اكاديمية بحثية و لكن حتي هذه المسألة قد اتخذت أدأة لتعميق تهميش الهامش من المشاركة في صياغة و تشكيل ما يتم الحديث عنه حتي لو كان هذا الهامش معني اساسي في موضوع النقاش المثار..

يا أخـى: أيــن فــيما كتبت أنا شـــخـصيا ، أو أى مــتداخـل آخــر تــعمــيقا لتـهـميـش الـهامش؟

Quote: في منتصف التسعينات من القرن الماضي ووقتما كان شخصي الضعيف يكتب في جريدة دارفور الجديدة .. كتبت عن الافريكانية محاولاة ربطها بالسودان وو بدارفور

أولا: أتــمـنى أن أرى ماكتبت عــن دوســة فى مـنتصـف التســعينات. فأنــا أســعـى لـتأطــير الـفـكر ألأفــريـقى فى صــمـيم واقــعـه

ثانــيا فى منتصف السـتينات، لــربـما قـبل مــولـدك، كتبت مـقالا أقول فــيه:

"لماذا يكـون هـناك برنامـج لربوع الســودان تذاع فـيه أغانى الأقاليـم؟
فى الوقـت الـذى تـبـث فية أغانى مـصـرية ولـبنانيـة فى البرنامـج الـعام؟"

وقـد أعـدت تأكـيد ذلك فى رســالـتى للدكــتوراة مــتـعددة الـماساقات عـن نـظــريــتى

التى عـالـجـت قضـية التـخـلـف والـتنـمـية فى الـعـالم الـنامـى (عام )1989

ناظــرا إلى الـقـضـية مـن زاويــة مفـهوم الشـرعية من قـبل المـحـكــومــين والأطــراف وليـس الـحـــكام والســلـطة الــمـركزية

أى كالـعـكـس تــمامــا مـن الـنــمــط الـغــربى الــذى مــنـهـجـه مـاكـس فــيـبـر

(مما أعــتبر وقــتـها ثورة نـظـرية ومــنـهـجـية شــذت عــن ماهـو مـتعارف عـليه فى الأطــر الأكاديـمـية)

Quote: في منتصف التسعينات من القرن الماضي.....وقتها بلغني بعض الاخوة بتذمر بعض الجهات لما نكتبه

مــاعــلاقـة هــذا بمـــوضـوعـنا الآن. قل لنا أيــن كان التهمـيش وأيــن كان الإعــتراض فــيما كتبت، أو كتب الآخــرون؟

Quote: ظني و اعتقادي ان محمد علي دوسة هو من من دارفور و تحديدأ من الزغاوة و من بيت دوسة المعروفين جدأ

الـظــن ضــرورى لــتـكويــن الـفـرضـية الـتى يـجـب إثــباتـها

أمــا الإعــتقاد فـــلا؛ حــتى يـتم إثـبات الـفـرضــية

ولــكـننى أود هــنا أن أوضــح أن الـحـقائــق والـوثائــق لاتــؤيــد ظـــنـك

فــمـثـلا: لــقــد كنت أنا أول مــن أطـلـق عـــلى مــحـمد عـلى إســم "دوســه" مـغـلبا صــلته بـدارفـور

(نســبة إلى أمـه؛ حـسبت التـقاليـد النوبية مـن نســبة الرجـل إلى أمــه)

أمــا أبـوه فـكان ضـابـطا نـوبـيا تـرقى ألى تـلك الرتـبة بــعــد مـعاناة ونـضال للـصـعاب

الغــريب فى الأمــر أن دوســة نـفــســه كان قـد كـتـب أن والـده كان عــربـيا وأمـه نـوبيــة

وســأوضـح أمــر هـذا الـتبايـن حــينـما أعــرض لإشــكاليـة الـهويــة فى

عـملاق سـودانى عـبقرى ساهم فى تـغـيير تاريخ العالم وأه...لمؤرخـون،،، فجـهلناه

Quote: و من المعروف ان سلطات الاستعمار التركي المصري قد اخذت بعض الاسر الدارفورية ذات النفوذ في دارفور لتضعهم في الحجز الاجباري في مصر كأسري و بعضهم قد جري له غسل دماغ ليعيش بدون هويته الحقيقية فقط مصري او يدين بالولاء للباب التركي العالي او من ينوب عنهم في مصر كما في حالة محمد علي دوسة

هــنا أيــضا يا أخــى أنت تـخـمن فى غــير المــوضـع الـصــحـيح للـتـخـمين

فــدوســه نـفـســه يـقـول بأن أمــه وأخــواته تـم تـــهـريبـهم إلى الســودان إلى أهـــلـــهم

[يــعــنى أولا: أنـهـم كانــوا أحـرار ولم تـطـمس هــويـتـهـن ؛

وثانــيا: أن أهــلـهم كانــوا مــعـروفـين لـديـهم ولـدى اقاربـهم أو مــعارفــهــم]

Quote: و الذي استطاع الفكاك منها ليعود الي اصوله التي اتي منها و التي يعرفها جيدأ اي الي (دوسة) اصله الافريقي الذي أتي منه .. و يمكن ربط ذلك بالوعي الذي كان مسيطرأ وقتها في قادة و رواد الافريكانية من ضرورة العودة الي الجذور ..

يا أخى وصــديـقى

أولا: دوســة لم يــســمى إســمه دوســه وإنــما دوسـيه ودوســـى [فــأنا أول مـن ســماه دوســه]

ثانيا: يــخـبرنا دوســـة نفــســه أنه أمـضـى عشــرة ســنوات يبحـث عـن أمـه وإخــواتـه لايــدرى أين ذهـبـن

فــهـو قــد ترك أســرته فى مصـر وهـو صــغــير لم يتجاوز العاشـرة

وأود أن أخـتـم بـعد هــذه الأســتطالـة بـما يأتى:

إن الــتــحامـل والإتـهامات بـين الأطــراف الـمـظـلومـة

وإفـتراض الخـصــومـة بـتـوهـم ســوء النـيــة والـغــرض

وإســقاط عــداء لـفـئــة باغـيــه عــلى مـن يـعانـون نـفـس الـغـبن

يــهـزم الـجـمـيـع ويــحـطم الـثـقـة فيـمن يـفــترض فــيـهـم

أن يـكـونوا الـنــواة الـفــكريـة للتـحــرر والـتنـمـية ووحــدة الــقارة الأفــريـقــية وليـس وحـدة الـوطـن وحــده


لك ودى

والمـجــد للشــعوب

هذا بوست مشبع...فبارك الله فيك يا دكتور...
وأعانك علي تكملة ما بدأت...

وهااااادي بركة علي رجلي في هذا الحوش العظيم

الأخ عبدالرحمن إبراهيم محمد
تحياتى
وأشكرك على هذا الوابل من المعرفة..

أولا أحب أن أذكرك بأن نشر جهدك الثمين هذا على صفحات هذا العالم السايبرى سيعرض هذا الجهد العظيم لهمباتة الإنترنت..
فأتمنى وانت العالم النابه أن تسبق كتابتك هنا كتابة ورقية جاهزة للنشر فى أقرب فرصة..

أما سؤالى:
فهل يمت محمد على دوسة بأى صلة لعائلة دوسة بالفاشر ومنهم السلطان دوسة؟

متابعين بمزاج يا قريبي

مع تحياتي

qoute

أولا: دوســة لم يــســمى إســمه دوســه وإنــما دوسـيه ودوســـى [فــأنا أول مـن ســماه دوســه]

ثانيا: يــخـبرنا دوســـة نفــســه أنه أمـضـى عشــرة ســنوات يبحـث عـن أمـه وإخــواتـه لايــدرى أين ذهـبـن

فــهـو قــد ترك أســرته فى مصـر وهـو صــغــير لم يتجاوز العاشـرة

وأود أن أخـتـم بـعد هــذه الأســتطالـة بـما يأتى:

إن الــتــحامـل والإتـهامات بـين الأطــراف الـمـظـلومـة

وإفـتراض الخـصــومـة بـتـوهـم ســوء النـيــة والـغــرض

وإســقاط عــداء لـفـئــة باغـيــه عــلى مـن يـعانـون نـفـس الـغـبن

يــهـزم الـجـمـيـع ويــحـطم الـثـقـة فيـمن يـفــترض فــيـهـم

أن يـكـونوا الـنــواة الـفــكريـة للتـحــرر والـتنـمـية ووحــدة الــقارة الأفــريـقــية وليـس وحـدة الـوطـن وحــده


لك ودى

والمـجــد للشــعوب
qoute

أحـــبـتى

لــقـد كـثر الحــديث فى هــذا المـنـبر عــن عـنصـرية الـنوبـيين وتــعاضــدهــم

ونــقـدنى أنا وبـعـض أخـوتى بـعـض مـن بالـمـنـبر

بأننا نــريـد أن نـتجـنى عــلى التاريــخ وننسـب كل عــظـيم للـنوبـيين

بالــقــول بأن والــد دوســـة كــان نــوبـيـا

وهـــذا أمــر رددت وســأرد عــلــية بإســتفاضــة قــريــبا

ولــكـننـى أود أن أنـــبـه هــنا أن الــنـوبـيـيـن ليــســوا هــم الـعـدو

فـإن مــاعاناه الــنـوبـيـون عــبر تاريــخــهم

مــنـذ أن وطـئت أقـدام الأجـلاف أرضــهم

لـــم يـعانــه شـــعب، أو أمــة، أو قــوم فى الـتاريــخ

أريــــد هــنا أن أعـــرض لــما يــجــهـله كــثيــر مـن الســودانين عــن

مـعاناة النــوبـيـين فى تاريــخـهـم الـقـريب

بــخلاف الـمــذلـة الـتى يـعانـون مـنـها فى مـصـر كبـوابين وطباخين

(ولكن لانــهـم لايــرضـون ذلك المـصـير لأبنائــهـم فإنـهم يضـحـون و يـحـرصـون عـلى تـعليمهم حـتى يـكونوا افـضل حالا مـنـهــم)

إن الـنـوبـين حـيـنـما يـصـرون عـلى رصــد تاريـخـهـم ويســتـنـهـضـون تــكافــلــهـم إنـما يـمارســون دفاعـا مـشــروعـا

عــن النفـس والـهـويــة والـكـيان

حــتى لايضــيـع أثـرهـم هـدرا ويـصـبـحـوا مــن الـغـابريـن "حـضارة ســادت ثـم بادت"

فـهم إذ يـذكــرون مـاضـى أمـجادهـم أنـما يـواســون النـفـس بـماض تلـيـد ليـلـد لـهـم المســتقـبـل الــواعــد

فــالــذاكـرة مـركـز الـهــويــة

والـتاريـخ خــزانـة الـكيان

والـتذكــر والــتذكـير ضـمان لإســتمـرار الذات الـجـماعيـة

فـقــوم هــذا دأبــهـم لــن يــفـنـوا أبــدا ولــو تـكالبت عـلــيــهم غائـلات الـتـعدى والأســتنكار وســياســة الإجـتذاذ والــتنــكيـل والتشــريـد

فـالــنوبيــون كــطـائـرهــم الأســطورى الـذى لايــموت؛ وإن مـات فـانـه يـبـعـث أقـوى وأمــكـن

أذكر دومــا ماحـكى لى جــدى وجـدتى وأبى وأمى عليهم رحمة الله

عن التـهجــير الأول لبناء ســد أسوان ثم التهجير الثانى عـند تعلية السـد

أتذكر مارووا عـن كل مـاهو جـميل

وكل مـاهو مـؤلم فى حضارة أهلنا الضاربة فى أعماق التاريـخ

وما عاشــوه ويعـيشــونه من ظـلـم مـمـتد ومـتنامى.

وأتـذكر ماشــهدته بأم عـينى عـند الـتهجـير الأخـير لـبـناء الســد الــعالى

لقـد حـكوا لى عن كل ذلك الأســى والإجهاض

ومـوت الناس ألـــف مــرة كل يـوم

من المعاناة والحزن لفراق أرض وزرع ونخــيل

ومـقابر للآباء والأجداد منذ عمــق التاريخ.

لقد حــكوا لى كيف إخـتفـت بـيوت وقـرى وآثـار إبتــلـعـتـها الـمـياه

وكيف مات شــيوخ وأطفال بالـمئات لإخـتلاف الـمناخ والحـســرة؛

وكيف نهشت قـطعان الضباع الأطفال والشيوخ والنيام بعد أن دفع بـهم التهـجير الى مـناطق أوكارها؛

وكيف ثكاثـرت التماسيح المفزوعة من الجـزر لتختطف كل يـوم مــرات ومــرات مـتـعـددة

زهـرات العذارى الواردات لجلب الماء من النـهر.

أحــبـتـى

كيف لى أن أنســى وقد إنطبعت تلك الصور المؤلمة المحـزنة فى ذاكرتى وأنا طـفل صــغير.

كانوا يحكون لى ويكفكفــوا دمــوعا سـالت

معصورة من دواخل قلوبهم لتظهـر على مآقــيهم.

كنت أشــعر بأساهم ولا أدرى ماذا أقول وماذا أفعل

وأنا الـغـر الصـغير الذى لايـعى من الدنيا شـيئا

إلا أن من يـحـبهم يتمزقون أمامه ويبكون كاليتامى الذين فـقـدوا الأم والأب للـتو.

وكنت وقتها أظـن أن البكاء للأطفال فـقـط!

وأذكـر زياراتنا لحـلـفا وماحولها مع والدى (عليه رحمة الله) وأذكـر حـرارة الإستقبال وحــبور الإبتسامات.

وياليتنى لم أر كل ذلك.

يالـيتنى لم أعـش تلك التـجارب والـفرح والسـرور لأقارنها بأيام التهجــير

أيام الجـري المفزوع وجمع الأوانى والمفاضلة بين مايمكن حمله وبين ماغــلا ثـمـنه أو تعـلقــت الـقلــوب به؛

رايت ذلك، أحســسته وتمزقــت عــندما فـرض التهجيـر عـلى أهـلنا للـمـرة الثالثة فى أقـل من نصـف قــرن، لـبناء الســد العـالى.

أذكر الأســى والدمـوع وهم يعـتذرون فى خـجـل عن تقصيرهم فى إسـتضافتنا

يعـتذرون لأن كل الإغـراض كانت قد حـزمت وأن قـطارهم الى "خشم السـجم" سـيغادر مساء ذات اليوم.

كيـف يمـكـن بـعد ذلك أن نــرد جمائل وأفـضال مثـل هؤلاء الـقـوم،،،كـيف؟.

أيكـفى أن نقـبل أقــدام مـن صـمدوا وقـاومـوا التهـجـير؟

هل هـم مـثال عــزتنا ورمـز صــمودنا فـقـط؟

أم عــمـق جــرحـنا؟

والـيــوم يــقـتل رصــاص الـغـدر فى كـجـبار شـباب تحـدوا الـظـلم والقـهـر

وعارضـوا فى مـظاهرات سـلمية السـدود التى تفـرضـها الســلطة المركزية

"وجـنـود ُ الحـجـاج ِ بلا شــرفٍ

لايعــنيهم من هـتك الـعـرض َ

قــتل َ الـطــفل َ

نـهــش َ الـقـاصـر َ؛

مالـم يـهـتُـف فى الـطــرقـات

فـكــما هــم أيـضـاً

يـنـتـهـكـون صـغـيراً وكــبيراً

فى بـيـتٍ، فى مـدرســةٍ فى مـشــــفى ً

فى الـفاشـر، فى كـجــبار وفى ســنكات"

فـى

إغــتـيـال الــبـراءة ،،،وســــقـوط الـدولـة ،،، مشـــروع قـصــيدة

لــكـم الـــود أبـــــدا

إخــتـلـفـت الآراء حــول أصــل دوســة وتـشــعبت

وعــجـب بـعـض الـمـؤرخـين مـن بـعض رواياتـه الـمتـناقـضـة!

و مـثل هـولا الـمؤرخـين هـم مـن يأخـذون الـكلـمات بـحــرفــيـتـهـا،

دون إطــارها الـزمانى والمـكانى والـظــرفى والإجـتماعـى والسياسـى والـفـكرى.

ويـتـبادلـون نـقـلـها ويـعـيـدون مـضــغـها مـرارا وتـكرارا؛

بدون أن يـعـمـلـوا عــقـولـهـم فــى مـنطـقـية مايــقولون ويـصـدرون مـن أحـكام،

لا تــجافى الـحـقـيـقـة فـقـط،

وإنــما تـثـبـت الـباطـل، مـعـمـية بذلك الـحـقائـق إلى الأبــد.

فـتـضـيـع الـحـقيـقـة وتصبـح

مـصــدر تأويــلات جــديـدة تــعـمـق الـخــطأ.

وهــذا بالــضـبـط ماأســعـى لــتـصـحــيـحـه كـبـدايـة لإعـادة صــياغــة تـراث

شــخـصـيات تاريـخـية عـظــيـمة إمـا تـجـوهـلـت وإمـا صـدرت حـولــها أحـكام جـائرة.

إذ أنـهـم عـومــلوا كأفـراد فى الـتاريــخ؛ وكانــهم لـيـسـوا نتاج واقـعـهم وســياق حـياتـهم.

فأصـبـحـوا بـذلك أمـا كالـدمـى أو مـخـلوقات شــيـئـية مـجـردة مـن الإحـســاس والـعـواطـف والأبـعاد الإنسـانيـة.


لــــــذا فـــإن

إســتـعمال نــظـريات علــم الإتصالات الإدراكى الإستراتيجي مــتـعـدد الـمسـاقات

فى إطــار الـزمـان والـمـكان،

لا يـفـســر لـنا ســر مـثـل هـذا الــتـضارب الـذى شــاب ســيرة دوســة فـقـط؛

وإنـمـا يــمكـنه أن يـعـود عــلـينا بـنـفـع بالــغ

فى تأطـير واقــع الـعالـم يـومـهـا،

وفـهـم ديـنامـكـية الأحـداث السـياســية والإجـتـماعـيـة؛

وأثــرهـا عــلى الـنـفـوس والـتصـرف والـممارســة والـفـكـر.


وعـلـيـه ومــن أجــل خـلـق الـمـناخ المـناســب للـقارئ

لـيـتابـع فى ســهـولة ويســر،

يــجـب أن أعــرض لـبـعـض الـمـقـدمات الـضـرورية؛

مـما يـهـئ الـقـراء لــفـهم الـمـعـلومـة والتـفاعـل مـعـها فـكريا.

فــيـتـسنى لــهم بالـتالى الإســهام فى تـطوير الـمـعـلومات بأنفـســهـم

والإســتفـادة والإفادة مــن إضـافـاتـهم الـفـكرية

Quote: سلام يا دكتور جعلها الله في ميزان حسناتك نريد ان نستفيد من علمكم الغزير وتاريخ هذا الوطن الذي لا وجيع له. ناس زمان حبوا السودان وروهو بدمائهم وخلدوا اسمه عالياً. لذا كان السودانيون معشوقون لجميع اهل الأرض وبالذات الأفارقة. في افريقيا كنا ندخل اي بلد من دون تأشيرة ولكن تهنا أو توهونا من حكمونا أو وأوات كثيرات, وفي القلب حسرة على بلدي. متعك الله بالصحة والعافية والعمر الطويل لتستفيد من علمكم أجيال تأتي بعدنا إنشاء الله. أبومجتبى

أخـى الـدكــتور بــلـه مــوســى

تــحـياتى وســـلامـى

Quote: أولا أحب أن أذكرك بأن نشر جهدك الثمين هذا على صفحات هذا العالم السايبرى سيعرض هذا الجهد العظيم لهمباتة الإنترنت.. فأتمنى وانت العالم النابه أن تسبق كتابتك هنا كتابة ورقية جاهزة للنشر فى أقرب فرصة.

لـك الشــكر عـلى كـريـم تــنـبـيــهـــك.

ولـكـنى أود لـك أن تـعـلـم

لــقـد كان حـافـزى للـنشــر الإســفـيرى رهـيـن بـســبــع مـعـطيات:

اولا: أعــلـم أن كــل مـايـنشــر فـى الـوســط الإســفـيرى مـع مـايـثـبت الـملكـية الــفـكرية

يـعـتـبـر مــن أقـدم تاريـخ للنـص الـمنـشـور إســفـيريا

كـبـدايـة لـتـاريــخ حماية حـقـوق الـمـلـكـيـة الـفـكريـة.



ثانـيا: أنا لـدى مايـزيـد عـن 7000 صــفـحـة ووثيــقـة

خــلاف الـمايـكروفيـلـم الذى يــبـلـغ حـوالى ال 5000 صـفــحـة

وعـدد كبــير مـن الصـور الـنادرة.

جـمـعـتـها خـلال 27 عــاما مــن الـبـحـث الـمضـنى

وعـندى مــنـهـا مـخـطـوطـة فى مـرحـلـة الـتـنـقـيـح والإضــافـة.

فـمـهـما نـشـرت وأقـتـبـســه الــهـمـباتــة كــما أســمـيـتـهـم

فـلـن يـنـقـص ذلـك مـن قـيـتمـتـها.

ثالـثا:
قــدمت عــددا كـبيرا مــن الـمـحـاضرات والأوراق فى الـمـؤتـمرات

عـن تاريـخ و إســهامات دوســة.

وتـثــبت أبـحاثـى عـنـه مــقـدرتـه الـفـكريـة الــفـريـدة فــى

الـجــمـع بـيـن الإشـــتراكـيـة والإســلام والـحـداثـة

والـعـمـل الـدؤوب عــلى نـشــرهـم وتـطـبـيـقـهـم

كـنـمـوذج مــتـقـدم نـحـتاجـه الآن بشــدة.

وكنت أول مـن نبـه لأدواره بــتـفـصـيـل.

وهـذا مـثـبـت كـما فى الصـفـحـة الـمـرفـقـة

مـن كـتاب الدكـتـور خالـد عـبدالله طـارق الـمـنصـور

الـقانـونى والـمـفـكر الأفروإمـيريـكانى الـذى نشــره عـام 1993. والذى يـقـول فيـه:

يـقـول الـدكـــتـور الـمـنـصـور

Quote: أحـد عـمالـقـة الـوطـنـيـة يـومـهـا دوســى مـحـمد عـلى، أحـد الـمـوسـسين لـحـركـة الـوحـدة الأفـريـقـيـة. وأغـلـب مـعـلـومـاتـى عـن هـذا الـمـفـكـر الـمـثـقـف أديـن بـهـا للـدكـتور عـبدالـرحـمن إبـراهـيـم مـحـمد الأستاذ بـجامـعـة بـوســطـن: نـوع نـادر مـن الإخـوة، مـنـجـز سـباق فـى الـعـلـم والـروحانية الـديـنـية، وهــو الـذى يــأخـذ القـضـية الـنـوبيـة، والـقـضـية الأفـريـقيـة، ومـسـألـة الإخـاء وقـضـية الـعـلـم الأكاديـمى بـمـنــتـهـى الـجـديـة.

كــما فى الـنـص الأنـجـلـيـزى




وذلـك فــى ســـرده لــحـياة مــاركـوس قـارفى الــذى تـتـلــمذ عـــلى يــدى دوســـــة

ونـقـل أفــكاره ولــكـــنــه إشــــتـهـر أكــثـر مــنـه بــمـلايـيــن الـمـــرات

رابـعـا:

أثــناء بــحـثـى عـن دوســه إكـتشـفت عــددا كـبيرا مـن الشــخـصـيات الســودانية

أثـرت فى تاريـخ الـعالـم وقـد تـعاونت مـع الأستـاذ ســيف اليزل بـرعـى مــوثـق بـوســطـن

فى بـوســتـه عـن أحــمد حـسـن مـطـر:

Re: من هوالسوداني العبقري الذي حكم دولة لاتينية لمدة 24 ساعة....؟!!!!

وذلـك بــعـد مـداخلاتى عـن خليل فـرح وما ذكرتـه عــن أحمـد حـسـن مـطرفـى

Re: خليل فرح ،، هل كان شيوعيآ ؟

وأيـضــا فـى

Re: خليـــــل فـــــرح .. رمز من رموز الوطنية .. للتوثيق ..

ثـم ماأضـفـته لـبوســت الـدكـتور الـبــنـدر عــن فـيلـكـس دارفـور

مأساة ســــوداني في هايـتـي .... !!


وأيـضـا الـدكـتور أحـــمد أبوشـــوك عـن شــيـخ الإســلام فى أمـريـكا:

Re: ساتي ماجد محمد سوار الدهب: شيخ الإسلام في أمريكا ال... أحمد إبراهيم أبوشوك

وتـعـرضـت فى ذلك لــسـيرة ثــلاثـة آخـريـن

هـم الشــيـخ حـســون، والـحاج عبدالـخالـق والدكتور أحـمد صـديـق

وكـنت قـد عـرضـت فى هـذا الـبـوســت عــن دوســة بإقـتـضاب

عـن الـدور الـعالـمى الأفــريـقى لـمـحـمد أحـمـد مـحـجـوب وعــبدالله خــليـل ويـعـقوب عــثـمان.

وجـمـعت مـعـلومات عــن ســـعـيد البرناوى بـطـل الـحـرب الأهـلــيـة فى أمـريـكا

والذى يـشــار إلى أنـه مــن الســودان الشـرقى

ومازلـت أجـمـع عـنه مـعـلومات.

ونفـس الــشــئ مــع أبـطال الأورطــة الســودانيـة فى حــرب الـمـكســيك

فـمازال أحـفادهـم يـمارسـون فـلكوريات ســودانـيـة

كالـبـخـور ومايـشــبه الـكـبريـت ويــستـعـملـون كلـمات نـوبـيـة.

وعــلـيه لا أدرى مــتى أجـد الـوقـت لأنـجــز نــشــر

أى مــن هـذه الأبـحاث الــتاريـخـية فى كـتـب،

نـاهـيـك عـن مـخـطـوطاتى فى الفــكـر السـياسى،

وأدب الـعالم الأول (مايسـمى تـجــنـيا بالـثالـث)

إضـافة إلـى قـضـايا التـنـمية ونـقــل التـكـنولـوجــيا؟

وأظــن أن تـقـصـيرى فى النشـرعـدوى أصـابـتـنى

مـن بـروفـســيور الـتـيـجانى الماحـى (عـلـيه رحـمـة الله)

فــفـى أحـد الأيام ذهـبـت إلـيـه فى مـكـتـبـه بـكـلـية الـطـب

لأبـلـغـه بأن منظـمة الـخـدمات الـجامـعـيـة الـعالـمـيـة

تـنـوى عـقـد مـؤتـمـر عـن الـصـحـة الـنفـسـية للـطلاب

بـعـد قـتل طالب الـطـب فـضـل صـديـقـه إبـراهـيـم وهـو نائــم بالداخـلـيـة.

فـدخـلت مـكـتـبـه فى السـاعـة الـحـاديـة عـشـر والـربـع

صباح يــوم فى رمـضـان وخـرجـت مـنه فـى تـمام السـادسـة والـنـصـف

ولـم أشــعـر بالـوقـت أو الـجـوع أو أى شــئ آخــر

ســوى أنـنـى مـنـبـهـر وجـاهــل لأبـعـد الـحــدود.

وســـألــت نـفــســى: "لــماذا لايــنشــر كـل هـذا الـعـلـم فـيـفـيـدنا؟"

وكان عـلـيـه رحـمة الله ؤغـم عـلـمـه الـغـزيـرمـقـلا فى النــشــر.

لــذا فـإنـنـى هـنا أحـاول أن أعـوض عـن تـقـصـيرى

وأيـضـا لأطـرح رؤوس مـواضــيـع ومـؤشــرات بـحـث

عـسـى أن يـتـناولـهـا الـجيل الـجـديـد بإلاســتـفاضـة

خــامـســا:

الــتاريـخ ليـس مــجـال تـخـصصى فـأنا لـه مـجـرد هــاو

رغـما عـن أنى تخـرجـت بـتـخـصص

فى الـتاريـخ والـعـلوم الـســياســية من جامـعـة الـخرطـوم

بـعـد أن درسـت اللغـة الـعربيـة والإنـجـلـيـزيـة والـفـلـسـفـة حســب النــظام الـقـديـم

ثـم غـيرت إتـجاهـى الأكاديـمى مـرتين بـعـدما حـضـرت إلى بـوســطـن.

الأولـى تـخـصـصـى فـى عـلـوم الإتـصال والإعـلام والـتـنـمية للماجـسـتير.

والـثانـيـة فـى عـلـوم الـمـعـرفـة والـتـطـور مـتـعددة الـمــســاقات لدرجـة الـدكـتوراه

ولأســباب كـثـيـرة(ســأتـعـرض لـها فى مـجال أخـر) عشــقـت الـتاريـخ.

وقــد إســتـعـنت بـه فى تـطــويــر نـظـريـتى

مــتـعـددة الـمسـاقات حـول الـتخـلـف والــتـنـمية.

فأعـتـمدت عــلـيه مـع الإنتـاج الـفـكرى والأدبـى والـفـنى

فـى تـطــويـر مـنـهـجـى الـمـبـتـكر فى التـحليـل

مـتحديا الـعـرف الأكاديـمى الـذى يـؤسـس

لـسـلـطـة الـصـفـوة ويـثـبـت دعــائـم نـظـمـهـا؛

فـكان مـنـهـجـى فى بـدايـة إنـطلاقـه

يـقارب فــكرة مـنـهـج كـولـيـنـود فـى إســتنطـاق الـشـخـصـيات الـتاريـخـية

عـبر الـولـوج إلى عـقـولـهـم والـتـفـكيـر بـما يـقارب أسـلوبـهم وطـريـقـتهـم.

غـير أن مـنـهـجـى يـخـتلـف فى مـنـحـييـن هــامـيـن:

أولـهـما: أننى أنـظـر إلى الــواقـع مــن وجـهـة نـظـر الـمـحـكومـين ولـيس الـحـكام؛

وتــانــيـهــما: أنـنـى مــزجـت بـيـن الـعـلوم الأنـثـروبولـوجيـة والـســأيـكـولـوجـية والســياسـية والإجـتـماعـية والـعـقائـديـة والـتـكـنـولـوجـيـة

لأفســر لـماذا الـتـخـلـف وعـدم الإســتقـرار فى الـدول النامــية.

(يـعـنى لـصـديـقى الـذى لمـز بأنى أسـمـع: ليـس هـذا مـوضـوع أى مـن رسـالاتى لا للماجستيرولا للدكتوراه)

وعــلـيه فإننـى أجـد أنــه لـزام عــلى أن أشــرك

بــنـى وطــنـى فــيـما ظللـت أقـدمـه لــطـلابـى

مــن كـل أنـحــاء الـعــالــم

وزمــلائى الأكاديــمـيــيـن مـنـذ عام 1987.

خـاصــة فـيـما يـتـعـلــق بــتاريــخ الــوطـن.

فــإذا كانـت الــذاكـرة هــى مـركـز الـهــويــة

فــإن الـتاريـخ هــو خــزانـة الـكـــيان

والـتذكــر والــتذكـير ضـمان لإســتمـرار الذات الـجـماعيـة.

ســادســا:

أرى أن مـداخـلات الـقـراء وإقـتراحــاتـهـم

تــمـكـنـنى مـن مـعـرفـة مـأيــجـب الإســتفاضـة فـيـه

أو شــرحـه بـطـريـقـة مـمـنـهـجـة

تســاعـد الـقارئ عــلى الـفـهـم والإســتـيـعاب.

فـيـصـيـر الـحــوار الـجـماعــى إمـتـدادا للـعـقـل الـمـفـرد.

ويـتـوســع بـذلـك الإدراك

وتـزداد مـعـرفـتى ومـعـرفـة الـقارئ غـزارة وعـمـقـا

بالنـسـبـة لـى ككـاتـب ومـتلـقى

وبالنسـبـة للـقارئ كـمتـلقى وفاعـل مسـهـم فى تـوسـيع دائرة الـفـهـم؛

أو كـما قال هـابرماس فى الـتـحـرر

الناجـم عـن الـحـوار بين الكاتب والـقارئ

خـاصـة فى هـذه الـعـلاقـة الإسـفـيريـة الـفـوريـة.

إضــافـة إلـى الإجـابـة عــلى مـثـل ســؤالـك الـهـام.

فالـعـلـم يـجـب أن لايـصـير ســلـعـة

خــاصــة وأنــا الـذى رفــع لــواء

مشـروع الـمـعـرفـة الـعـلـمـيـة الـجـماهـيريـة للجـمـيـع

عـبر مـوقـعـى فى دار جـامـعـة الخــرطوم للـنـشـر عــام 1973

فــكان أن خـرجـت الـدار مــن قـوقـعـتـها وأســرهـا فى نشـر الرسـالات

والأوراق الاكاديــمـيـة الـضــيـقـة فـقـط؛

إلى الـنشـــر فى جـمـيـع ضـروب الـحـياة والــثـقافـة والـعـلم.

وصــارت كــتـب دار جـامـعـة الــخـرطـوم للـنـشــر فى مــتناول

الـجـمـيـع وفى كــل مـناســبـة ومــوقـع ومــديـنـة

ومــكـتـبـة وكشـــك ومــدرســة.

وحــتى فى إحـتـفالات الـمـولـد الـنبـوى الشــريـف

وبـتـخـفـيـضات فاقـت العـشـريـن بالـمائـة.

ولــم يـخـيـب الســودانـيـون ظــنـى

فالــسـودانى قارئ نــهـم شـــره،

فـألــتـهـم الــقـراء كل مـاوجـدوا.

فــقــد كـنـت لـترى الـواحـد يـحـمل قـرابة

الـعـشـريـن كـتابا فى مـعارض الـمـناسـبات فى كســلا أو جـوبا أو الأبيـض.

حــتى فـرغـت الـمـخازن وأعـدنا طـباعـة عـدد مــن الـكــتـب.

(وهـذا مـوضــوع ســأطـرقـه حـيـنـما أبـدا فى الـكتابـة عـن اســرار الـدار وجـريــمـة تـحـطـيـمـها)

ولـكـنى الآن أقــول

إن كانـت هــناك رغـبـة فى الـقـراءة فـلـنـكـتـب.

ولــيـكـتـب كـل مــن يريــد مـع إلـتـزامـه الكامـل بالأمانـة فـيـما يـكـــتـب

ومـــع حــفـظ الـحـقـوق لأصــحـابـهــا.

فالـكـلمــة شـــرف وأمـانـة.

والـكـتابـة رســالـة ســامـيـة لــرد الأمـانات إلى أهـلـها والفــضـل إلــى ذويــه

وســابـعـا وأخــيرا:

خـشــيـة مـن الـمصـيـر الـذى ذكــره الـمـصــطـفـى عــلـيـه الســلام

فى حـديـثـين هــامـين يـركــزان عــلى أهـمـيـة ديــمـوقـراطـيـة الــمـعـرفــة

فـما الـعـلـم إلا وديـعـة كالـمال إستـودعـها الله لـبـعـض عـباده.

فـقـد روى عـن الـرســول الأعـظـم صـلـوات الله وســلامـه عــلـيه أنـه قال:

Quote: مـامـن رجـل يـحـفـظ عـلـما فـيـكـتـمـه إلا أتـى يـوم الـقـيامـة مـلـجــومـا بـلـجام مـن نــار (والـعياذ بالله).

وقـال صــلى الله عـليـه وســلم

Quote: مـامـن رجـل يـحـفـظ عـلـما يـنـتـفـع بـه، فــيـكـتـمـه؛ إلا بـرئ مــن الله والله بـــرئ مــنـه (والـعياذ بالله).

فـلـيـتــقـبـلــها الله صــدقـة جــاريـة

ولـك عـمـيـق شــكـرى وفــائــق إمــنـتنانـى يادكـتور بــله

صديقي عبدالرحمن
تحية وود
أتابع بإهتمام ما تكتب.
الإهتمام بالتاريخ والتاريخ غير الأوربي، خاصة تاريخ أفريقيا وحركات التحرر يساهم في حل قضية الهوية بيتخلص الإنسان من الهوية المفروضة على الشخص بتغبيش الوعي، أو من الهوية الناتجة عن الإستلاب الثقافي، التاريخ يجعل العلاقة الجدلية بين الذاتي والموضوعي سلسة ومتماسكة ومنطقية وحقيقية. وأنا لا أنسى الفائدة الشخصية لتطوري كإنسان التي إكتسبتها عندما دعتني كلية في ليدز لتدريس ما يسمى عندهم "الدراسات الأفريقية"، وكنت سكرتيرا للتحالف المعادي للأبرهايد، والتي كانت تهدف لتعريف الطلاب بإسهام أفريقيا في الحضارة العالمية، وكما تعرف فأنا إقتصادي ومثل ذلك المنهج كان يحتاج مني لإعداد نفسي بالقراءة المكثفة في التاريخ الأفريقي في كافة أوجهه، لقد ساهم ذلك الكورس في تعليمي قبل تعليم طلابي وفي حسم قضية هويتي الأفريقية، وهانت تكمل الكورس بما خفي عني من تفاصيل في الأفريقانية كحركة، فلك الشكر وأرجو أن تواصل.

أخــى وصــديــقى دكــتـور صــدقـى:

لــك ســـلامـى وشــكرى عــلى إســهامـك نــحــو الــتـحـرر الـفـكرى

والـذى هـو فى تــقــديــرى أهـــم مــراحـــل الـعـمـلـيــة الــتــحـــرريــة.

والـعـجـيـب أنــنـى قــبـل إطــلاعى عــلى مــداخــلـتـك

كــنـت أعــد مــعــلــومـات مـفـصـلـة عــن مــؤامــرات مـنـســقـة

لــتـزويــر الــتاريـخ وتـزيــيــف الـحــقائــق

بــما فى ذلــك الــمـجـال الأكــاديــمى.

وإعـدك بالـمـواصـلـة بـهـذه الـقـصـص والــنـماذج فــيـما يــتــبـع

ونــحـن نــلـج فـى تــفـاصـيـل حـياة وإنـجازات دوســــة

أحــد قـادة الــتـحــرر الـفـكرى

ولـك الــود أبــدا

مـــرة أخـــرى

أتــمـنى أن نســمــع بـعـض الآراء

حـــول الـســــؤال الــهأم:

لـــمـاذا أهــمـل الـمـؤرخــــون دوســـه؟

لــماذا لــم نـســـمــع عــنـه حــتـى فى الأدبـيـات؟

لــماذا تــجـاهـلـه الـمـؤرخــون الأفارقــة؟

لــماذا تـجــاهــلـه مــؤرخــو الـحـركـة الأفــريــقـانـيـة والـوحـدة الأفــريـقـيـة؟

كـل هــذه أســئـلــة مـشــروعـة ونـحـن نـدلـف إلــى تـفاصـيـل حـياتـــه!

لم تقل شيئا عن الموضوع و كل ما سبق هو مقدمة تشويقية طويلة و يمكن ان تقلب الشين الثانية إلى سين.

أخــى الأســتاذ مـســعـود:

جـزاك الله خـيرا

لــقـد أثــرت نـقـطـة أعـتقـد أنـهـا جـديـرة بالـنـقـاش

وهــو أســلوب الـمـعـالجـة

فــأصـدقـك الـقـول:

لاهــو بالتـشــويـق ولا هــو بالـتســويـق!

ولــكـنى مــا قـصـدت الـســرد فى مــعــالــجــة ســيرة هـذا الـعـمـلاق الـمـظـلـوم.

بـــل أردت أن نـفـهـم مـنـطـق الأشــياء.

فى حــوار عــقـلى يـمـكـن الـقارئ مــن تـفـســير وتـأويــل الأمــور

مــع الــكاتـب لـنـصـل مــعـا إلـى فـهـم أعــمـق

وهــو أســلـوب يــتـعـلـق بـعـلـم الإتـصـال الإدراكـى

مــمـا ســأفـيـض فـيـه وعــنـه فى مـكان آخـــر.

فــلـك الشـــكر ولـك المـــودة

واصل ايها الرائع د عبد الرحمن .. وحقا انك تؤكد ان العقل معبر للمعلومات وليس مخزنا لها

ولعمري . اول مرة اسمع عن رجل يدعي دوسة كان له اسهامات بهذه الضخامة .. حفظك الله ورعاك

واصل نحن كلنا اذانا صاغية
.

أخــى الـكـريـم الأســتاذ مـجـدى كــنـة

لـكت شـــكرى ثــلاث مــرات

مـرة لـطـلـتـك.

ومــرة لـكلمـاتــك الــطـيـبات.

ومــرة ثــالـثـة لأنــك مــن ديــار الأهــل والـعــشــيــرة

الـخــرطــوم بــحــرى الـحـنان أهــلـهـا!

مــع أطــيــب الــمــنى.

وســأواصل بإذن الله.

هــذا عــود إلى مـوضـوع الإســتـفاضــة فى الـتـقـديـم والــتـأطــير:

فـأنــا أدرك أهـمـيـة مـثـل هـذا الـمـنـهـج حيـنـما نـنـظـر الـى ســـيـرة دوســة مــثلا.

إذ يــجـب الــنـظـر ألى الــواقـع الــكائــن يـومــهـا.

لأن ذلـك يـســاعـدنا عـلى ســبر غــور فـكره وتـشــكله أو قـل تأثـره بــذلك الـواقـع

أمـا رفـضـا، أو قــبـولا، أو عــدم مـبالاة.

ويـمـكـنـنـا ذلك المـنـهـج أيـضا مـن تـفــسير

الأســباب وراء تـجـاهـلـه مـثلا فى الـتأريـخ للـحـركـة الأفـريـكانـيـة

أو مـحـاولـة بـعـض بـطانـتـه بالإصـرار عـلى مـصـريـتـه!

أو الإدعاء بأصــلـه الأمـريـكـى الأســود!

أو عــدم الـتركـيـز عـلى ســودانـيـتـه!

إذ أن الـفـكـر الـزنـجـى نفـســه فـى تـلـك الأيـام تـشــكل بالصـورة

الـتى كانت تـرسـمـهـا أجـهـزة الإعـلام للســودان.


(ومــن هـنا كان تــذكـيرى فى مـحـافـل كـثـيرة للـتـفـريـق

بـيـن الــنـظـام الـذى نـعاديـه)

وبـين صــورة الـوطـن حـتى لانـشــوهـا للأبــد.



فالـعـقـلـيـة الإســتـعلائيـة الـتى يـنـظـر بـهـا كثــيـر مـن الـناس فى الـمـجـتـمـع الـغـربـى

للـجـنس الأســود مـهـما كانت ســمرته أو "قـمـحـيـته"!

هـو نـظـرة الـدونـيـة الـتـى تســتـبـع نـفى كل إنـجـاز ونسـبـة كل نـقـيـصـة،

وإفـتراض الأســوأ حـتى ولــو جـانـب الـحـقـيـقـة ودعـى لـتـزيــيـف التاريـخ.

فــمـثـلا فــى عــددها الـصـادر يـوم 13 يـنايــر عـام 1884

كـتـبت الــنـيـورك تـأيـم كـلـمـة تـحـريـر تــهأجـم فيـهـا

قـرار الحـكـومــة الـبريـطانــيــة إخـلاء الســودان

واصــفـة مـحـمـد أحـمـد الــمــهـدى كــما يــلـى:


لــقد عــلم يـقـيـنا بإجـماع أن مــحـمد أحـمـد الـمـهـدى

قــبل إدعاءه الــنـبـوة كـان مــن أكــبر تـجـار الـرقـيـق.

وقـد كـان حـافـزه للـــثـورة عــلى الـخـديـوى

الـجـهـد الـجـاد الـذى قامــت بـه الـحــكومـة الــمـصـريـة

لــقـمـع تـجـارة الــرقـيـق فى الســودان


وإمـعـانـا فى الـنـظــرة الـدونـيـة للـسـودانـيين الســود

تـقـول الـصـحــيـفــة فى إفـتتاحـيـتـها يــوم 29 يــنـاير عام 1885

وهـى تـصـف حـمـلـة ســتيـوارت لإنـقأذ غــردون قـائــلـة:


إن ســتــيـوارت مــمـثل للـحـضارة فى صـراعـهـا مـع الـبربريـة.

فالـقـوات الـمـعاديـة لـه ليـســوا مـثـل الأفـغان أو الـزولــو أو الـبـويـر

الذيـن هـم رجـال يـدافـعون عـن أرض أوطـانــهـم ضـد الـفتـح الـغازى؛

فـهـؤلاء عـصـابـة مـن أخـس الـحـقـراء قـياسـا عـلى أقـذر أنـواع اللـصـوص...

فـقـد حـولــوا أراضـيـهم والـتى بـطـبـيـعـتـها صـحـراويـة إلى مــزبـلـة،

وغـلوهـم فـى ممـارسـة أحـقـر الـمـنـكرات لايصلـحـه تـعـصـبـهـم.

فــفـى آخـر الأمـر، لـيـس هـناك مـجال للـشــفـقـة مــعـهـم


وهـذا يــدلل عـلى مـاجــاء بــه فــرانـس فانــون

وإمـى ســيـزار خــاصـة فى قـصـيـدتـه التى يـقـول فـيـها:


لـقـد كـان عـبـدا زنـجـيـا جــيـدا

يصـفـعـه الـبـؤس مـن بـيـن يـديـه ومـن خــلـفـه

وقــد غــرســوا فـى عـقـلـه الـمـســكيـن

فــكـرة أنـه لـيـس فى إمـكانـه أن

يــغـير مـصـيره القاهـر الـمـذل

فــحـتى يــكـون عـبـدا جـيـدا

يـجـب أن يـؤمـن إيــمانـا صـادقا

بــتـــفـاهــتـه



فــماذا كــان أثـر مـثـل ذلك عــلـي دوســـة؟

فالـناس لا تـعيـش فى فـراغ!

إذ هـم نتاج ظـروفـهـم الإجـتـماعـية!

ومــواصــلـة لـضـرب أمـثـلـة لـذلك التـعـمـد فـى الــتـجــاهـل وحــتى تــزويــر الـتاريـخ

ســأضــرب أمـثــلـة لــوقـائــع مــثـبـتـة

فـبــيــن عــامـى 1991 و1992 عــمـلــت فى لــجــنـة لـعـرض المـقـتـنـيــات وبرامـج

الإحــتـفال بالــقــســم الــنـوبـى بــمـتـحــف بــوســطـن للـفــنـون الــجــمـيـلة

حيـث كانـت الآثــار الـــنـوبـيـة قــبـلـهـا ضــمـن الـقـســم الـفـرعـونى الـمــصـرى.

وكان ذلـك أعــظـم حــدث فى حـياتـى

كأ كاديـمـى، أولا.

وكـناشـط فى إعـادة صــيـاغــة الــتاريــخ، ثـانـيا.

وكـنـوبى، ثالــثا.

فــلـما كـنت قـد درســت الـتاريـخ فى جـامـعـة الـخـرطـوم كـواحـد مـن تـخـصــصـاتى

وتتـلـمـذت عــلى يـد أسـاتـذة أفـذاذ فى عــلـم الآثـار كإمـرى وهــيــكــوك (الـذى لا أشــك إطـلاقا الآن

أنـه أغــتيـل جــوار ســيـنـما الـنـيـل الأزرق لأنـه كان عـلى وشــك أن يـحــل طـلاســم الـخـط الـمـروى)

لـذلـك كـان تـفـهـمى للأمـور فى تـلـك الـلـجـنـة

يـخـتلـف عــن مـجـرد حـمـاســة بـعـض إخـواننا الآفـريـكان أمـريـكان

فـكانـت إشــارتـهـم مــثـلا إلــى:

لــماذا كــل الـتـماثـيـل الـنـوبـية الـمـخـزونـة فى بــدرون الـمـتـحـف مــكـسـورة الأنـف

كان يـقــابــلـهـا ســؤالـى الأهـم:

لـماذا هــى مـخـزونـة مــنــذ عـام 1929 بـواســطـة ريـزنــر؟

ولــمـاذا لـم تـعـرض مــع بـقــيـة الـمـقــنـيات؟

فـكان بــحـثـى الـجاد مــن يــومــهـا

وأول مـابـدات بـه بـحـثــى هــو أبــو الــهـول!

لــماذا:

لان أبو الـهول

بــاللــغـة الــنوبييـة يــعـنى " السيد الرابض على قيفة النهر"

فأذا ما أضــفت إلى ذلك أن القيسى (الجيزة)

فى اللـغـة الــنوبيـة هـــى "التشكيلات الهرمية كأكوام المحاصيل".

يـمـكن أن تـرى الـمفارقـة

ولــكـن أيـن أبـو الــهـول مـن الــنـهـر وهـو يـربـض فى وســط الـصـحـراء؟

ولــكـن كــأنــما أراد الله أن يـبـدد حـيرتى!!!

فــوقـعـت عــلى مــعـلومات وكـأنـهـا مـســتوحاة مـن فـيـلـم بـولـيــســى!

وقـعـت أحـداث هــذه الـحـكايـة لـزمـيـل بـجـامـعـة بـوســطـن

كان يـفـصـل بـنايـة مـكتبـه عـن بنايـة مـكـتـبى شـارع فـقـط.

فالـبروفـيـســور روبـرت شـــوخك يـعـد مـن أعـظم الـعـلـماء

فى عـلــم طـبـقات الأرض وترسـباتـها وتـكويـناتـها؛

إضـافـة إلى أنـه قـامـة فى عـلـم المـتـحـجـرات وحـياة الـمـخـلوقات الـقـديـمة.

ولــكـنه آثــر الــصـمت لـســنوات حـتى يـضـمـن تـثـبـيـته فــى الـخـدمـة الأكاديـمـيـة الـدائـمـة،

بـعـد أن تـقـدم لـه جـون أنـتونى وسـت بـنـظـريـته

حـول قـدم أبـوالـهـول بحـوالى 3,000 إلـى 5,000 ســـنة

قبـل الـمملكـة الـفـرعـونيـة الـقـديـمـة.

وداخـل وســت الـشـك والريـبـة لـصـمت شـــوخك

وخـشـى وســت أن يـكـون مـوقـف شـــوخك كمـوقـف الـعالـم البريـطانى الآخر

والــذى أكــد أولا مـن تـحـلـيـل صـور لـقـطاع حـجـرى دون أن يـعـلـم ماهـو الأثـر

بأن الـتـعـريـة لـيـسـت مــن الرياح كـما يـزعـم عـلـماء الـمـصـريات وإنـما بســبب الـماء

ولـكـنه بـمـجـرد أن عـلـم بأن ذلـك الـمـقـطـع مـن أبـوالـهـول

إنـسـحب ورفـض حــتى مـجـرد الـرد عـلى مكالمات ورسـائل وسـت.

ولـم يـتـصـل شـــوخك بـوســت إلا حـيـنـما جـاءه الإخـطار مـن لـجـنة الـتثـبـيـت

بـجــامـعـة بـوسـطـن فى أبريـل عام 1990 بأن طـلـبه للـخـدمـة الـدائـمـة سـيـنـظر فـيه.

ورغـما عـن ذلـك طـلـب مـن وســت عـدم الـبـوح بأى شـئ

حـول الـمـوضـوع حـتى تتـخـذ اللجـنة قـرارها.

وبـمـجـرد أن أفادت اللجــنـة بــروفـسـيور شـــوخك بـقــرار الـتثـبيـت سـافـر مـع فـريـق وســت إلى الـقاهـرة

والـذى ضـم عـلـماء فى الـفـيـزياء والـجـغـرافـيا والــهـندسـة والـحـفـريات

وعـلـوم الـبـحار والـمـعـمار والـتـصـوير الـتـوثـيـقـى مـتـناهــى الــدقـة.

وبـعـد إجـراء أبـحـاث مـسـتـفـيـضـة بأحـدث الـتـقـنيات وأدق الأجـهـزة وأكـثرهـا تـطـورا

تأكـد للـفـريـق بـما لايــدع مـجـالا للشـك

بـأن أبــا الــهـول لـيـس لـخـفـرع بــل ســبـق بــناء الإهــرام

بـمالا يـقـل عـن ثـلاث إلى خـمـس آلاف ســنه

إذ أن الـنـحـر الـمائـى فى أســفـل الـمـقـدمـة والـجـنـبيـن البالـغ عــمـقـه ثـلاثة إلـى أربـعـة أقـدام مـتدرجا

يـدل عــلى أثار فـيـضانات بـدأت قـبـل 4,500 ســنـة فى الـصـخـور الـتى قـطـع مـنـها أبوالـهـول.

ثــم بـعـد قـطـع وتـشــكـيـل أبى الـهـول طــمـرتـهـا الـرمال التــى حـافـظـت عـلى إصـلاحات خـفـرع اللاحـقـة بـعـد 2,500 إلى 3,500 ســنـة

من تاريـخ الـنـحر كـما يـظـهـر جـلـيا فى أســلوب الـترمـيـمات الـعائـد الى طـريــقـة الـمملكة الـقـديـمـة فى البناء.



هـنا

صـــورة قــديــمــة لأبــى الــهــول تـشــيـر إلـى الـتــعـريـة الــمــتـدرجــــة مـن مــياه الـفـيـضــانات

ه

وبـمـجـرد أن أعـلـن الـفـريـق عـن نـتائـجـه بأن أبا الـهـول سـابـق بآلاف الســنـيـن للأسـر الـفرعـونـيـة المالـكـة فى مـصـر، إنـفـتـحـت عـلـيـهــم "أبـواب جـهــنـم"

وكان أولــهـا مـقـال طــويـل بأخـبار الـيـوم تـبارى فيــه عــلـمـاء وأســاتـذة الـمـصـريات فى ضـحــد الـنـتائـج.

وقام مـراســل الأســوشـيـتـيـد بـرس المـصـرى بـوصـفـهـم

بالـمـخـبـولـيـن الذيـن يـريـدون أن يـثـبـتـوا أن أبا الـهـول بـناه ســكان الـقارة الـمـفـقـودة الــغارقـة "أتلانتس" (وذلك رغــما عـن أنـهـم لـم يـقـولوا بـذلك)

فـقـد قـصـد ألى تســفـيـهـهـم. ووصـفـهـم الـدكـتـور زاهـى حــواس مديـر الآثار الـمـصـرية

بأنـهـم يـمارسـون "هـلـوســة أمـريـكـيـة بـلا أدنى دلــيـل عــلـمـى. فأبو الـهـول لـم يـبـنـيـه رجــال مـن أتـلانتس ولا مـن الـفـضاء"

وهــبـت كارول ردمـاونـت أستـاذة الـمـصـريات بـجامـعـة كالـيـفـورنـيا فى بيركـلى مـصـرحـة

لـصـحـيـفـة لوس أنـجـلس تايــمـز بأن ذلـك "لا يـمـكن ولـيـس هـناك أى إحـتـمال أن يـكـون ذلـك" .

أمـا عــالـم الـمصـريات بـمـتـحـف بـوسـطـن للـفـنـون الـجـمـيــلـة فـصـرح لـصـحـيـفـة بــوســطـن قــلــوب بأن ذلك "ســـخــف"

وأنـســلـخ مــن الـفـريـق مـارك لـيرنـر خـبـير الآثــار بـمـركـز الأبـحـاث الأمـريـكـى بـمصـر نتيـجـة لإبـتـزاز عــلى مـايـبـدو

لـيـنـشـر مـقالا فى الـناشـونال جـيـوقـرافـك يــعــرقــل عــلى الـفـريـق نـشــر نـتـائجــهـم. كـمـحـاولـة مــنه فـيـما يـبـدوا للـحـفاظ عـلى وظـيـفـتة بـمـصـر.

ولــكـن إنـتـصـر الـفـريـق بــعـرض نــتـائـجـهـم عــلى أهـم الـمـنـظـمات الـعلـمـيـة.

وكانـت أكــبر مــفـاجـأة وأشــد لـطـمــة حــيـنـمـا عـرض الـفــريـق رســما لأعــظــم خـبراء الـفـن الشــرعـى الـتشــريـحـى فى أمـريــكا فــرانــك دومــيـنـقــو

كبـير فـنانى الـرسـم الـجـنائى بإدارة بـولـيـس نـيـويـورك والـمـتخـصـص فى رســم وجــوه الـمـجـرمــيـن الـمـشـتبـه فـيـهـم بـمـجـرد وصــفـهـم مـن قـبـل الـشــهـود

ضــاحـدا إدعــا لــيـرنـر ورسـمـه لأبـى الـهـول فى صـورة خـفـرع. وقـال دومــيـنـقــو أنـه بـدا بـوجـه غـير مـكـتـمل ولـيـس مـن عـدم أومـجـرد وصـف؛

وطـبـق فـيـه أدق الـتـقـنيات فى إعــادة صـياغـة الـوجــوه الـمـهشــمـة.

فـخــلـص إلى أن وجـه أبى الـهـول بـعـد إكـمالـه بـهـذه الـطـريـقـة لا يــمـكن بأى حـال مــن الأحــوال أن يـشــبه خــفـرع نـاهــيـك عــن بـروز الـفـك الــســفـلى الـناتـئ لابـى الـهـول."




هـــنا

صــورة أبـوالـهـول ورسـم لـخـفـرع عـلـى الـشـمال وعــلى الـيـمـيـن صـورة أبـى الـهـول كـما أكــمـلـهـا الـخـبـيـر دومــنـقــو

صــورة أبـوالـهـول

ويـشــرح لـنا قـائــد فـريـق الـبـحـث جــون أنـتـونـى وســت الســبـب فـى هـذه الـحـدة

مــع الـرأى الـمـخـالـف والـقــهـر فى الـتـعـامـل مـعـه

حـتى لـو أدى ذلـك إلـى تـزيـيـف الـتاريــخ

إذ يــشـــرح الـباحـث جـون أنـتونى وســت قـائـلا:

إن تـبـعـات هـذا الإكـتشــاف مـذهــلـة للـغايـة.
فـفــجـأة كـل الـتاريـخ الـقـديـم وماخـلـصـنا لـه
مـن قـناعـات إســتخـلـصـناها مـن تـطـور الـحـضـارة البـشــريـة
يـبـدو أنــه يــحـتاج إلى إعـادة نـظـر كامـلـة.
فـلـيـس مـن الـمـســتـغـرب أن الـمـؤســســات الأكاديـمـية
خـاصــة الـمـتخـصــصـة فى الـمـصـريـات مـنـها
تـددرع أســلـحـتـهـا مشــهـرة لــهـا...

فـكـيـف يـمـكن أن نـتـوقــع غــير ذلـك مـن أناس
جـعـلـوا ســبل كـســب أرزاقـهـم مـن الـترويـج لـتلك السـلـع...

فالخـطورة بالـنـســبة لــهـؤلا لاتـكـمـن
فى ضـرورة إعــادة كـتابـة التـاريـخ الـقـديـم فـقـط؛
ولــكـن إعــادة الـتـقـييـم الـجـذرى لـكـل
مـاتــم تـدريـسـنا لـه مـمـا يـتـعـلـق بــتـطـور الـحـضـارة الـبـشــريـة.

فــمابالــكـم إذا كان هـذا الأمــر يـتـعـلـق بـرجــل مـثـل دوســة

تـلـك كانـت إطـلالات تـقـديـمـية هـامـة

للـتأكـيـد عـلى عـدم حـياديـة أى شـئ إنـسـانى.

حــتى ولــو كان فى قـمـة الـقـمـم للـمـؤسـسـات الأكاديـمـيـة!

فـكـيـف إذا كان الأمـر يـتـعـلـق بــفـرد مـنـبـوذ

مــن قـبـل مـراكـز الـقـوى الـمـهـيـمـنـة كـحال دوســة؟

وهــو رجــل مــهـمـش بســبب لـونـه وأصــلـه وديـنـه وفــكـره.

إذ كـان فـكره يـمـثـل أنـقـض الـنـقائـض للأيـدولـوجـيـة الـغـربـيـة الرأســماليـة.

فالـرجـل أســهـم فى نـشــر الـفـكـر الإشــتراكـى والـتـحــررى والإســلامـى

حــتى " فـى إحـشـاء الـوحـش".

وبـزخـم وإبـداع فى كـل الـمـجـالات بـما لامـثـيـل لـهـمـا.

وهـو الـرجـل الأســود الـقادم مـن مـجـاهـل إفـريــقـيـا.

فـكــيـف يــجـروء عــلى الـتـمـيز عــلى "الجـنـس الســيـد"؟

وهــو الـذى ظــل أنـوفا مـتــحـديـا بـل مـقـاومـا حــتـى لا يـصـبـح مـســخــا مـشــوهـا؛

كـذلـك الـنـمـط مــن الســود الـذيــن ســمـى عـلـيـهم فــرانـس فـانـون أحـد كـتـبـه الأربـعـة :

"بـشــــره ســـوداء - قــناع أبــيـض" .


لــذلـك لا يــعـقـل إن تــكـون دراســتـنا لـســيرتـه ســردا أعـمى

للمـتراكـم مـن الـمـعـلومات عــنـه، دون تـمـحـيـص.

فــأنـا أعــمل جـاهـدا لأخـطـب ود الـقارئ ذهــنـيـا

وأصـادقــة فـكـريـا حــتى نـصـل مـرحـلـة الإنـسـجـام والــتــجـاوب العـقـلى.

فــنــتـحـاور مـن أجـل رسـم صـورة مـتـكامـلـة لـدوســة مــعـا.

فـأنـا لا أريـد أن أمـلـى عــلى الـقارئ.

بـل أســعـى لـتـعـمـيق الـفـهـم للـعـملـيـة الـفـكريـة الـمـشــتركـة.

وعـــلـيه فإنـه يـتـبـقـى لـنا هـــنا قـبـل الـولـوج إلـى تـجـســيـد صـورتـه،

الـحـديـث عـن الـمـنـهـج الـذى ســنـتـبـع فى الـوصـول

إلى هـذا الـهـدف، كـما ســبـق ووعـدت الأخ الأســتاذ مســعـود مـن قـبـل.

فـعــلـيـه أرى أنـه مــن الـضـرورى إبـتـداءا

الـتـعـرض لــواحـد مـن أهـم الـنـظـريـات الـمـنـهـجـيـة الـمـعـاصــرة.

وهـو مــنـهـج الـهـيـرمانـوتيـك (الـتــفــســـيــر الـتأويــلـى للـنـص أو الإسـتقـرائى فى بـعـض الـتـسـميات)،

مــع مـأيــمـكـن لـنا إدخـالـه عـلـيـه مـن تـعـديـلات ضــروريــة.

لــيـتـواءم وواقـعـنا ومـوضـوع دراســتـنا وهـدفـنا مــن تـلـك الـدراســة؛

فـيـتـشــكل بالتــالى مـنـهـجـنا الـمـتفــرد.

فــمـنـهـج الـهـيـرمـــانـوتـيـك (الـتــفــســـيــر الـتأويــلـى للـنـص)

والـذى يـقـال أنـه يـنســب إلى آلـهـة الـيــونان هــيــرمـيـس،

إتـبــعــه إفــلاطـون وإرســطـو.

وضــلـع فـيـه أحـبار الـيـهـود وزهــاد الـمـســيـحـيين الـشــرقـيين.

ولـكـن نـقـلـته الــنـوعـيـة تـمـت عــلى أيــدى الـمســلمــين

مـن كل الـمـذاهـب والـطــوائــف خـاصـة المتـصـوفـة والــمتكـلـمـيـن والمشــرعـيين.

وأهــم إســهـام الـعـلـماء الـمـســلـمـيـن كان

فى تـأطــير التـفـســيـر والـتأويــل فى إطـار الـزمـان والـمـكان؛

إضـافـة الــى ســياق الـحـال الـتى بـرز فـيـهـا الـنـص

وفــوق ذلـك إضــافـة للـســياق الــداخــلى للنـص نـفــســه.

ويــظـهـر ذلـك جـلـيا فى مـأيـتـعارف عـلـيـه فى عـلـم الـقـياس ب

"أســباب الـنـزول وأســباب الـشــرع".

فـتـم بالتالى الـمواءمـة بـين الفـعـل الســلبى المـتـعـلـق بالـفـهم

ثـم تـعـديـه الى الـفـعـل الإيـجابـى الـمـتـعـلـق بالـشــرح والـتطـبيـق.

وقـد كان لـذلك أثـر بالـغ فى تـشـكل الـهـيرمـانـوتيـك الأوربى

فـيـما بـعـد الـعصـور الوســطـى نـتـيـجـة لأثــر الـثـقافــة الأسـلامـيـة بالأنـدلـس

وبـعـد اسـتيـعاب اللاهـوتيين الـمسـيـحـيـيـن

كالـقـديـس الفيلسـوف تـوماس أكـويـنس للـمـنـهـج الـديـنى الإســلامـى فى اللاهـوت

مـرتـكـزا عـلى التفـسير والـتأويـل لـتأثـره بإبـن رشـد

والـعلامـة الفيـلسـوف الـقـرطـبـى الأنـدلـســى الـيـهودى بن مـيـمون

وزيـر صلاح الـديـن الأيـوبـى.الـذى تشـبـع بالمـنـهـج الإســلامـى.

ثـم تـطـور الـهيرمانـوتـيـك بـإســهام البريـطانى جـوسـر فى القـرن الرابع عشر،

والألـمانى وتـقـنشـتين،

وفى القـرن الـعـشـرين الألمانى هـايديـقـر، والالمانى قادامـار،

الـذى إسـتـمـتـعـنا بإســهـامـه حـيـنـما كان فى كـليـة بـوســطـن الـجامـعـيـة

وخـاصـة مـسـاجلاتـه مـع أب الـهـيرمانوتـيـك الـنـقـدى

الألـمانى جـيرقــن هـابرماس عـندما كان بشـيـكاغـو ونـيـويـورك.

ولاننســى إســهام الـفـرنـســى بول ريـكور.

ويـتـلـخـص مـنـهـج الـهـيرمانيـوتـيـك الـمـعاصـر

كــما فى طـــرح قـادامـار بتـبـســيـط

أن الـقارئ حـيـنـما يـتـناول كـتابا

يـكـون قـد كـون فـهـما مـســبـقا للـكتـاب أو الـنـص

مـن الـعـنوان ومـعـرفـته أو عـدمـها للـمـؤلـف.

ولــكـن كـلـما أمـعـن الـقارئ فى قـراءة الـنـص

يســتـمـر فى تـعـديـل فـكرته الـمبـنـيـة عـلى فـهـمـه الـمســبـق.

وحـيـنـما يـنـتـهـى مـن الـقـراءة يــكـون فــهـمـه الـمـســبـق قـد تـغـير تـماما

إلى فـهـم بـعـدى جـديد تـماما،

وإن كان يـحـمل فى طـياتـه بـعـض آثـار الـفـهـم الـمســبـق.

ويـكون بالـتالى قـد غـير الـنـص نـفـسـه.

وهـنا يـظـهـر الـخلاف مـع مـنـهـج هـابرماس الـنـقـدى

الـذى إنـتـقد ذلك الـمـنـحـى الـتقـليدى الـمـحافـظ

مـحـتـجــا بأن خـلـفـية وواقـع الـقارى تـشـكلان عـامـلا حـاسـما

فى فـهـم الـنص وإسـتـخـدامـه مــن أجـل تـغـيير الـواقـع والـتـحـرر

مـن الـقـهـر الـمـفروض عـلى الـفـرد وعـلى الـواقـع الإجـتـماعـى.

ولـذلك يـعـتبر هـابرماس الـهـيرمـانـوتيك كـواحـد

مـن أهـم مـكـونات الـنـظـريـة الـنـقـديـة

الـتى تـســعـى إلى الـتـحـرر وتـغـيـيـر الـواقـع.

وعـليه فـهـو يـخـتلـف فى ذلك عـن الهـيرمـانـوتـيـك الأنـثـروبـولـوجـى

الـذى طـوره الـفـرنـسـى بـول ريـكـور.

حـيـث أن ريـكـور يـنـظـر إلى أهـمـية الـنـص فى فـهـمـه كـسابـق للـفـعـل

وهـادى لـه مـع إجـترار سابق حياة الــقارئ وتـطـلعـاته.

ومـن هـنا تـبرز أهـمـيـة ومـركزيـة اللـغـة فى فـكـر ريـكـور.


وبـهـذا الـزخـم الـفـكرى تـجـدر الإشــارة إلى

أهـمــية إســتـخـدام الـهـيرمانـوتـيـك فى كل عـلـوم وتـطـبـيـقات ومـناحـى الـحـيـاة

مـن الـقانـون إلى عـلـم الـنـفـس، إلى الـهـندسـة والـمـعمـار، واللاهــوت والأديان

والـعــلاقـات الـدولـيـة، وعـلـوم الـســياسـة والإجــتـماع الـتاريــخ

والـتســويـق والـدعايـة الـســياســيـة والـعـلاقات الـعامـة

وممارسـة الســياســة والـنـقـد الإجـتـماعى للـناشـطـين.

والـنـقـد الـفـنى خـاصـة الـمـسـرحـى والتـشــكـيـلى،

وبالـطـبـع الأدبى

متابعين بشغف شديد يا دكتور عبدالرحمن
وربنا يديك الصحة

أنـا شــخـصـيا لــسـت مـن دعـاة إعـتماد الـهـيرمـانـوتـيـك فى كل مـجال.

ولـكــنـنـى أرى فـائدتـــه فـى مــعالـجـة الـنـصـوص.

(إذ كما تسـمـيه بـعض الـمراجـع بـمـنـهـج إسـتنـطـاق الـنـصـــوص)

ولـذا فـإنـه يـجـب عــلـيـنا عـدم الإكـتـفاء بـه مـنـفـردا.

بـل يـجـب عـلـيـنا أن نـضبـف بــعـدا آخـر لـهـدفـنا الـمـنـهـجـى

بإيراد بـعـض الـشـئ مـن مـفـكر برازيـلـى.

فقـد كان للـنـقـلـة الـنـوعـية فى فـلـسـفـة الـتـعـلـيــم والـتـعـلـم مـن أجــل الـتـحـرر والإنـعـتاق

الـتى طـورهـا الـمـفـكر الـبرازيـلـى باولـو فـيـريـرى،

أثــر بالــغ فى إنـتشــار مـفـهـومـة لـجـدلـيـة الـعـلاقـة الـسـلـيـمـة بـين الـمـتعـلـم والـمـعـلم

إذ يكـون كـلاهـمـا مـعـلم ومـتـعلـم فى نفـس الـوقـت

(فـالطالب طالب مـتـلـق ومـعـلم للأســتاذ؛ والأسـتاذ مـعـلـم ومـتعـلم مـتـلـق مـن الـطالـب)

وبـهـذه الـعـلاقـة لايـفـرض الأسـتاذ عـلى الـطالـب فـهـمـه هـو

وإنـما يـصـل مـعـه إلى فـهـم مـشـترك، يـدفـع الـفـهـم الـمـســتـقـبـلى لكليـهـما وللـمـجـتـع للأمـام.

وهـنا يـظـهـر جــلـيا الـخـلاف فى مـفـهـوم الإنــتاج الـفـكرى فى مـجالى النـقـد والأدب الـثـوريين

بـيـن الـقـوى الـفـكريـة الـثـوريـة فى الـعالم الأول (أو مايســمـى مـغـالـطـة بالـثـالـث)

والـفـكـر الاوربـى الـتـقـدمـى مـمـثـلا فى الـفـيـلسـوف الـفـرنـسـى فـوكـو

وأتـباع الـماركسـية الحـديـثه خـاصـة الـقـرامشـيـة وأتـباع آلــثـزر وبولانـزس.

وفـى الـجـانب الآخـر، أى الـعالـم الأول نـجـد مـفـكرين مـن أمـثال

الأمـريـكى اللاتـيـنى الـماركـسـى إرنسـتو لاكلاو

يـصـرون عـلى الـعـلاقـة الـجـدلـيـة بـيـن خـصـوصـيـة الـتـجـربـة وواقـع عـلاقـات الإنـتـاج.

ويـتـجـسـد ذلـك الـتـناقـض بـين الـنـظـريـة والـواقـع بــوضــوح فى مـواقـف

القـس الـكاثـولـيـكى الـماركـسى الشـاعر الأديـب (شــاعـر الـثـورة وضــمـير الأمـة)

الـثـورى آرنـســتو كارديـنال

مـن حـكـومـته الـماركـسـيـة حـيـنـما كان وزيـرا للـثـقافـة فى نـيـكاراجـوا.


وكـمـنـحـى ثـالـث فى هـذا الإطار نـجـد

مـسـحـة تـصـالـحـيـة/نــقـديــة فى تـفـسـير الـعلاقـة الـمـزدوجـة

فى الإغـتراب الـفـعـلـى والـعـقـلـى أو الـفـكرى:

بـين الأصـل مـن عـالم نـامـى مـقـهـور مـضـطـهـد

وبـين الـتـواجـد فى "أحـشـاء الـتـنـين"؛

كما هـو الـحـال فـى فـكـر ســمير أمـيـن وإدوارد سـعـيـد

خـاصـة فى مـعـالـجـتـه إشـكليـة الـثـقافـة فى كـتابـه

الـعـالـم والـنـص والـناقـد

وحـتى إرنـســتو لاكـلاو نـفـســه.



إذا، بــهـذا يــكـمـننا أن نـتـخـيـل عـمـق وتـشـابـك الـعـلاقـة بـيـن

الـوجـود فى واقـع مـفـروض، هـو بالـضـرورة يـتـناقـض مـع واقـع عـقـلى مـعـاش

وتـطـلـعـات للإلـتزام بـجـانـب الـمـســحـوقـين فـى مـجـتـمـع الأصـل،

وبـين إلـتزام أو فـهـم الإنتاج الـفـكرى فـى هـذا الإطار ومـثـل تـلـك الـظـروف!



وهـــذا تـناقـض عـكـسـه بإبـداع عـمـلاقـنا الـطـيـب صـالـح

وهـو يـصـارع فى داخـلـه شـخـصـيـة مـصـطـفى سـعـيد

إبأن تـواجـده فى بـريـطـانـيا الـمسـتـعـمـرة لـبلاده.

وهــنا بالـتـحــديـد لابـد لــنا أن نـقـف مـشــيريـن إلـى أن دوســه عـاش

مـعـاناة مــن هـذا الـنـوع مـضاعـفـة أضـعـافا كـثـيرة.

إذ أنـه عـاش مـنـذ صـغـره فى هـذا الـنوع مـن الـتـهـمـيـش

وفى مـجـتـمـع غـريـب عـنـه؛ ولـكـنه لـم يـعـرف غـيره.

وتــتضاعـف الـمـفارقـة فى كـون دوســه رغـما عـن ذلـك

دفـع بـه إبـداعـه ونـبـوغـه وتـمـيـزه إلى دواخـل مـركـز عـالـم الـمـتسـييديـن.

أستاذنا البروف عبد الرحمن

تحياتي


لقد شغلتني رحلة الآلام والمواجع ، الى شبه القارة الهندية ، عن متابعة هذا البوست التوثيقي الهام للغاية .

عدت مواصلا الاطلاع وأنخت راحلتي هنا لأتنسم عبير الفخر والاعتزاز .....

Quote: أحـد عـمالـقـة الـوطـنـيـة يـومـهـا دوســى مـحـمد عـلى، أحـد الـمـوسـسين لـحـركـة الـوحـدة الأفـريـقـيـة. وأغـلـب مـعـلـومـاتـى عـن هـذا الـمـفـكـر الـمـثـقـف أديـن بـهـا للـدكـتور عـبدالـرحـمن إبـراهـيـم مـحـمد الأستاذ بـجامـعـة بـوســطـن: نـوع نـادر مـن الإخـوة، مـنـجـز سـباق فـى الـعـلـم والـروحانية الـديـنـية، وهــو الـذى يــأخـذ القـضـية الـنـوبيـة، والـقـضـية الأفـريـقيـة، ومـسـألـة الإخـاء وقـضـية الـعـلـم الأكاديـمى بـمـنــتـهـى الـجـديـة.

التحية لك يا استاذي وللاخ الباشمهندس ابوبكر سيد احمد الذى ظل متداخلا معكم ليزيد من نبض ابداعكم والتنقيب عن تلك الدرر واللآلي .

أخــى الـكــريـم الأســـتاذ شـــيـقـوق

رائـــع الـكـلـمـة مســـتـحـلـب عـبـق الإحـسـاس

مــن دواخــلـهـا الـعـمـيـقـة.

كـنا نـجـى لـنـســتـظـل بـوارف واحـاتـك الــنـديــة؛

بـكل جـمـيـل مـن الـرؤوى والــتـعـابـيـر الــمـضـمـخـة

بـطـيـب الـجـمال،

"فـيـسـتريـح فى عـيـونـنا الـقـمر"؛

مـن عــيـون الأدب وبــهـى كـلـمات الشــعـر.

ولـكـن فـجـأة جــئــنا يـومـها وإذا كـل شــئ قـد تـغـير!

فإذا الـدار قــفـر والإحـســاس يـباب.

فـعـاودنــا ســؤال الـمـحـجــوب:


جـئـنا الى الـدار نهديـها تـحـيتها ** كالسالــفات فـما للدار تنتحب
.........
وصوح الورد فيها بعد نضـرته ** والماء جف بها واحطـوطب العشــب

وأمس كـنا اذا جـئنا نـطـوف بها ** هشت تـباركنا سـاحاتها القشـب

وأرسلت من سناها في الدجى شهباً ** زهراً لها في الدجى قد ريعت الشهب


وعــلـمنا بــهـول الـكارثـة وصـدمـة الـمـصـاب!

بالـفـقـد الـمـروع الـقابـر لأمـل الـمســتـقـبل لـشـاب واعـد؛

وتـلـهــف قـلـب والـد وأم،

للـحـظـة ضـم إلى الـصـدر ســاعـة عـودة مـرتـجــاه.

فإذا بــغـمـة تـطـال الـقـلـوب والـعـيــون!

وفـقـد مـأسـاوى لا يـضـاهـيـه

أعــتـى الـمـشـاهـد فى تـراجـيـديـا الـيـونان

أو "الإنـفـطـار" فى مـسـرح الـعـبـث.


وإنـه لـيـســعـدنى ويـشــرفـنى أن تـكـون كـلـمات أخـطـهـا

ريـح بـلـســم يـروح عـن نـفـس شــفافـه قـسـوة الـفـقـد

ولــوعــة الأســى.

دعـنا يـاصــديــقى نـســتـبـشــر بالأمـل.

ونـصـوغ خـطـابا يـغــيـر الـمســتـقـبـل نـحـو

أيـــام أفـضــل لـمـن يـجـئ بـعـدنـا،

عســاهـم أن يـنـعـمـوا بالأمــن والســلام

فـنـحـن لا قـبـل لــنا بـتـغـيـير الـماضـى،،، ولــو أردنـا!

فعـزاؤنــا كــبـشـر أن نـحـول الأســى إلـى

بـشــارة تـســر خـاطـر الـراحـل وتـرسـم إبـتـسـامـة فى مـحـياه.

وهـو فى روض الـجـنان

وكـنـف الـســلام، الـرحـيـم، الـرحـمـن،

وهـنا أريـد أن أنـوه إلى أنـنـى إسـتعـرت ذلك الـمـزيـج الأخـير

مـن مـنـهـجـى الــتـحـلـيـلـى الـعـملـياتى فى الـدراسـات الـمـقارنـة.

فـبدلا عـن قـصـرمــجـال الـمـقارنــة عـلى التشـابـه والإخـتـلاف عـبر الـزمان والمـكان،

كـما ظـل ســائـدا فى الـدراسـات الـمـقارنـة؛

أضــفـت أنـا بـعـدا عـقـلـيا ضـروريـا

حـتـمته طـبـيـعـة الإنـتاج الـفـكرى،

ويــتـعـلق بـثـلاثـى الإدراك والـفـهـم والـمـحـفـزاتّ

للـوصــول لمــا يـراد مـن أهـداف.

فــفــقـط بـمـجـوع كل هـذه الـمـرتـكزات مـجـتـمـعـة

يـمـكـننا الـفـعـل أو تـفـســير الـفـعــل.



فإذا مـاكان الـهـيرمانـوتيـك يـفـتـرض حــوارا ثـلاثـى الأبـعاد:

بـين الـكاتب والـنـص، والـقارئ والـنـص، والـكاتـب والـقـارئ.

فــإنـنـا نـريـده مـتـعـدد الأبـعـاد: حــوارا

بـيـن الـكاتـب والمـوضــوع (هـنا دوســة)

وبيــن الــكاتـب وإطـاره وواقـعـه الإجـتـماعـى

وبـيـن الـكاتـب والـمـوضـوع وإطـاره وواقـعـه (الـفـترة الـتى عـاش فـيـهـا دوسـة)

وبـيـن الـكاتـب والـنـص: يـقـرأه لـيـرى مـاذا يـقـول؛ ثـم يـعـدلـه لـيـصـل إلى مـايـريـد الـقارئ مـنـه

وبـيـن الـكاتـب والـقارى ومـحـاولـة فـهـمـه وتـوقــعـاتـه

وفى الـمـقـابـل حــوارا

بــيـن الـقارئ والــمـوضــوع

وبــيـن الـقارئ وإطــاره وواقــعـه الإجـتـماعـى

وبــيـن الـقارئ والنـص: يـقــرأه لـيـرى مـاذا يـقـول الـكاتـب عـبر النـص ومـقـدار فـهـمـه لـه

وفـى هـذا الـزمـن الإســفـيرى لايـتـوانـى الـقـارئ فى ســؤال الـكاتـب أو تـنـبـيـهـه أو تـوجـيـهـه

ليـصـل لــعـمـق أبـعـد فى الـنـص ومـحــتـواه

وفى هـذه الـمـمـارســة الأخـيـرة يــرتـقـى الـحـوار بـيـن الـقـارئ والـكاتـب

إلى نـقـطـة اللـقاء الـعـقـلـى أو الـزهـد فى الـمـواصـلـة.

فـإذا مـاكان اللـقـاء الـعــقـلـى، حـصـل الــتناغـم الـفـكرى

الـذى يــقـود للـمـشـاركـة فى الـفـكـر

نعم أهمله المؤرخون فجهلناه، و لكثرما أهمل المؤرخون
أيصا أعجبني سردك الجميل للجزئية الخاصة بأبي الهول، و ما تكشف عنه من تاريخ يستوجب إعادة القراءة

تري هل من سبيل لأن تستوعب مناهجنا الدراسية هذا التاريخ لننشئ جيل معتز حقيقة بتاريخه و واعيا له؟

شكرا بروفيسور عبدالرحمن

وبالــمشـاركـة فى الـفـكـر والــتـفـاكـر يـمـكـننا أن نـصــل ســويا

إلى ما يـقارب فــكرة مـنـهـج كـولـيـنـود فـى إســتنطـاق الـشـخـصـيات الـتاريـخـية

عـبر الـولـوج إلى عـقـولـهـم والـتـفـكيـر بـما يـقارب أسـلوبـهم وطـريـقـتهـم

فى إطارهـم الـزمأنى والـمـكانــى.

وأريـد أن أخــتـم هــنا مـــوكــدا بأن أســلوبـى الـذى عـاهـدت عـلـيـه الـقارئ

يـوم قـبـولى بالـكـتابـة فى هـذا الـمـنـبر:

أنـنــى أريـد أن أتـفاعــل مــع الـقـراء ومـداخـلاتـهـم مـن أجـل الـوصـول إلى فـهـم مـشــترك

يــعـيـنـنا عـلى إخـراج أمــتـنا مــن هــذا الــتـقـدم الـقـهـقـرى إلى الـخـلـف؛

والـتشـرذم الإســتـقـطابى الـناجـم عـن الإحـباط.

والـذى ســيــظـل يـؤجـج الكـراهـيـة والـعـداوة ويـقـود حـتـمـا إلى الـتـفـتت الإجـتـماعـى وتـقــســيـم الـوطـن؛

ومــن ثـم تـقـســيـم الـمـقـسـومـات الـمـنـفـصـلـة إلى مـا نـهـايـة.

فـأنـفـصـال الـجـنـوب مـثـلا لـن يـقـف عـند حــد الإنـفـصـال

عــلى أســاس الـحــدود الـحـاليـة؛

وإنـما ســيـكون بـدايـة لـتـجـزء وتـكـســر أكـثـر للـجـنـوب نـفسـه

وقـس عـلى ذلك دارفـور والشـرق والـغـرب والشـمال ووووو.

كــما عـلـمـنا الـتاريـخ وســير الأمـم والـشـعـوب الـتى إســتخـلـصـناها ممــا إســتنـطـقـناه مــن الـنـصـوص

وشـــهـدناه عــلـى أرض الـواقــع أحــداثـا مـتـمـامـثـلـة مــتـكررة.

فـفــى الـوقــت يــعـمل فــيــه الـغـرب عـلــى الـوحـدة والــتـوحـد مـن إتـحـاد أوربـى إلـى حـلـف شــمال الأطـلـسـى

نــعـمـل نـحـن عـلى الـتـفــرق والـتـكــســر.

ألا رحــم الله دوســة وطــيـب ذكــرى بـلايـديـن وبادمـور ونـايـريـرى ونــكـرومـا وبـن بـيــلا وناصــر ويـعـقـوب عـثـمان.

ولـك الله ياأفـــــــــــــريــقـــيــا!

وخـتاما أود أن أؤكــد أن كـل مــا أهـدف إلــيـه هــو مـعـرفـة وصــداقـة الـقارئ فـكريا.

أمـا الـمـوضـوعـات فـســيـكون مـحـتــواهـا أكـثـر فـائدة حـيـنـما نـتـطابـق فى الـرؤيـا.

فإلـى بـدايــة بإذن الله.

...

أخــى الـكريــم الأســـتاذ بشــيـر أبـوســـالـف

لـك الــتـحـايا والـعـذر فــى آن واحـــد: لـــعـدم ردى الـفــورى عــلى مــداخـلـتـك.

فــقـد كــنــت مــســافـرا فـى مـهـمـة تــتــعـلـق بـعـمــلـى بـتــعـاونـيـتــنـا

فى مــجـال نـقــل الـــتـكـنـولــوجــيا الآمــنـة لــلـدول الــنـامــيـة.

فـــلـك الـعـذر.

أمــا بــخـصـوص ســـؤالـك حــول إمــكانـيـة

إحـتـواء مــقـرراتــنا الـدراســيـة عــلى مـثـل هـذه الـمـعـلومـات؟

فـــالإجـابـة:

يـمـكـن طــبـعـا!

ولــــكــــن،،،،،،،

لـــن يـتـم ذلـك...مالـم!

فــفــى دراســة قـمت بـهـا عــام 1981 إتـضـح لـى

أن الـنـظـام الــتـعـلـمـي فى أغـلـب الـدول الـنامـيـة عــامـة، والســـودان خــاصــة

لــم يـتـغـير بـعـد الإســتقـلال.

وإنــمـا ســلـك مـســلك الـنـظام الـذى وضـعـه الـمـســتـعـمـر

لـتـدمـير الإعـتزاز بالـنـفـس

والـهـيـمـنـة والــقـهـر وإذلال الشـــعـب

ورمـيـه فى أتــون الـدجــل والـشـــعـوذة

حــتى تأمـن

الـدولـة مـن مـسـاءلـة الـجـماهـير،

ويـتـم لســـلـطـاتــهـا إخـضـاع الـمــواطـنـيـن.

وتـســاوت فى ذلـك كـل الـحـكـومـات والأنـظـمـة الـمـتـعـاقـبـة.

ويــحـضــرنى هــنـا مــثـلا:

أنـــنـا لانــنـظـر إلى الـســلـطان رابــح ســوى أنـه

كان تـاجــر رقـيـق فــقـط كـما قال لـنا الـمـؤرخـون الإنـجـلـيز والـفـرنســيـيـن.

فى حــيـن أن دعـاة الـمـركـزيـة الأفــريـقـيـة مــن غــرب أفــريـقـيا وأمـــريــكا

يـنـظـرون إلــيـه مـن زاويـة أخـرى ويــعـتـبـرونـه بــطـلا عـظـيـما

تـصــدى لــمـخـطـطـات الإســـتـعـمار

وحــارب الـدول الـعـظـمـى الـثـلاث يــومـهـا فى آن واحــد (بـريـطـانـيـا وفـرنـسـا وألــمانـيـا)

وأوقــع بــهـم هــزائـــم فـادحـة لــســنـوات طالـت.

فـقـد إســتـطـاع تـوحـيـد قـبائــل مــا يـــعــرف الآن بغـرب الـســودان وتشـــاد

وأفـريـقـيا الـوســطـى والـنيـجـير والـكـمـرون والـكـنـجـو

وإلـتحـقـت بـجـيـشـه قـبائـل أخـرى مـن غــرب أفــريــقــيـا

فى نـضـالـهـم ضـد "الـكـفـرة" كــما كانـوا يـســمـونـهـم .

فـيـا أخـى لــن نـســتـطـيـع إعـادة صــيـاغـة مــنـاهـجـنا

حــتى نـترك الـعـبـث وخــداع الـنـفـس

الـذى نــنـفـق فــيـه الـمـلايـين الـمـؤلــفـة فى بـذخ تـفـاخـرى أجـوف

نـســمـيـه تـارة بـعـيـد الـعـلم وتارة بـالـثـورة الـتـعـلـيـمـية

وتـلامـيـذنا لا تـتـوفـر لـهـم أدنـى مـتـطـلـبات الـعـلـم والـتـعلـم

مـن كـتـب ومـقـررات ومــناهـج مـدروســة

ومـعـلـمـيـن مــؤهــلـيـن

نـاهـيـك عــن خــرائـب مـهـدمـة قـذرة تـســمـى جــزافـا مـدارس

وهـى لا تـصـلـح زرائـب للـحـيـوانات أو مــزابل للـقــمـامــة

ولـك الــود وكـل الشــــكـر عــلى الـتـداخــل الـخــلاق

بإســم الله نـبـدأ مـشــوارنا الــتـوثيــقـى لـدوســـة

والـذى لــم أكــن أعــرف عــنـه شــيـئــا قــبـل الـعـام 1983

رغــمــا عــن إهــتـمامـى الـمـفـرط بـقضـايا الـتـحـرر

والـوحـدة فى أفـريـقـيا وقـراءآتـى الأكاديـمـيـة والـفـكريـة حـولـهـا.

وزاد إهـتـمامـى أكــثـر بـقـضــايا الـثـورة الأفـريـقـيـة

بـعـدما لامســـت شــــخـصــيات هـامـة وقـامـات ســامـقـة

فـى الـنـضـال الـتـحـررى الأفــريــقـى

إبـتداءا مــن الـعام 1965 حـيـنـما إســتضـاف إتـحـاد طـلاب جـامـعـة الـخـرطـوم

أول مـؤتــمـر لـدعــم حـركات الـتـحـرر الأفــريـقــيـة.

ثــم زيارتـى إلى يـوغــنـدا لـمـؤتـمـر الـطـلـبـة اللاجــئيـن عـام 1966

وتـتـابـعـت بـعـدهـا لـقـاءات ومــؤتـمـرات كــثـر فـى الـخـرطـوم والـعـواصـم الأفــريـقـيـة.

وكان فـيـمـن تقـاطـعـت خـطـواتـنا معــهــم

أوغـســتـيـنـو نـيـتـو قائــد الـثـورة فى أنـجـولا

والـذى أحـب داخـلـيات الـبركـس

وســام نـجــومـا الـذى صــار لاحـقـا رئيـســا لنامـيـنـيـا

من 21 مارس 1990 إلى 21 مارس 2005

والأب ســـيـتـولى مــن زمـبابـوى الـذى زارنـا فى بـيتـنـا ببـحـرى

وأنسـجـم مـع الـمـرحـوم والـدى الـحـاج إبراهـيـم الـبربرى رحـمـه الله.

وعاشـق أفـريـقـيـا الـثـورى الزنـجـى الأمـريـكـى ســتوكـلـى كارمـايـكـل

زعـيـم الـقـوة الــســوداء بأمـريــكا وصـديـق الأسـاجـيـفـو الأنـانـسـى كــوامــى أنـكـرومـا رئيس غـانا

ومســتشــار أحـمــد ســيـكـوتـورى رئـيــس غــيـنـيا.

وكان كارمــيـكـل يــومــهـا زوجــا للمـرحـومـة أسـطورة الـغـناء

الـمــناضــلـة مـريـم مـاكـيـبا، الـمـنـفـيـة مـن جـنوب أفــريـقــيــا.

وكـثـيرون أخـرون مـن غـرب وجـنـوب وشــرق أفــريــقـيا

وفـيـهـم الأدبـاء والــشــعـراء والـسـياســيـيـن والأكاديـمـيين والصـحـفـيين.

والـقـائـمـة تـطـول.

وأذكــر حـيـنـما كـنا نـعـد بالـخـرطـوم للمــؤتـمــر الـثـانـى للـحـوار الـعـربـى الأفــريـقـى بالشــارقـة

قـمـنا مــع الأصـدقـاء:

الـمـناضـل الـمـفـكر المـرحـوم مـحـمـد أبـو الـقاســم الـحـاج حـمـد

والـشـاعـر الـمـرحـوم الـدكــتور مـحـمـد عبدالـحـى

والأســتاذ أبـراهـيـم الـغـيــص مـن خـارجـيـة دولـة الأمـارات الـعـربيـة

بإعـداد قـائــمـة ضـمـت أســماء كل أولـئـك الـشــوامـخ.

ولا أدرى الآن أيــن تـلـك الـقـائــمـة

رغـمـا عـن تـأكــدى مـن حـيـازتـى لـصـورتـيـن عــلى الأقـل مـنـهـا

وأريـد أن أنـوه هــنا بـضــرورة الـتــوثـيـق الآن

للـدور الـمـحـورى الـذى لـعـبـه الـصـديـق المـرحـوم

مـحــمـد أبـوالـقاســم الـحاج حـمـد

فـى حـركـة التـحـرر الأريـتـرى والأثـيـوبى والـصـومالى

والـعـربـى عـمـومـا.

والـذى عـرفـتـه لـصـيـقا بالخــرطـوم وبـيـروت والأمارات الـعـربيـة الـمـتـحـدة

وفـى الـمـنافـى

لــم يـك يـنام إلا لـمامـا، ولا يـقـر عـلـى سـكـون:

فـهـو إمـا أن يـقـرأ مـقـالا أويـكـمل كـتابا، أو يـخـط كـلامـا عـبـقـريـا،

أو يـكـتـب رسـالـة تـحـمل هـمـوم الأمـم،

أويـنـاقـش بـهـدوء وعـمـق مـعـضـلـة أو فـكـرا،

كان رحـمـه الله يـطـرق الشـعر كـما يـعالـج الـفـلـسـفـة أو يـنـظـر للســياســة.

رجــل فـريـد ناكــر لـذاتــه.

كان يـفـرح كالـطـفـل الـغـريـر لـكل نـجـاح للآخـريـن أو الأمــم.

فـهـو عــلـم ســامـق مـنـكرللـذات، مـتـفان مــن أجـل الـمـبادئ والأصـدقـاء.

فـيـجـب أن يــنال حـقـه فى الــتـوثـيـق الآن وفـورا

والـذاكـرات حـضـور.

قــبـل أن يـغـيـب الـمــوت مـعـاصريـه. أو يـمـحــو الـزمـن ذكــريات مـواقـفـه.

يـجـب أن يـنـهـض الـمـؤرخـون الـشــباب بـذلـك لأســباب عــدة:

أولا: لـقـد لـعـب الـســودانـيـون أدورا أســطـوريـة فى تـاريـخ الـقـارة وفى حـلـبات

الـنـضال الـعـالـمـى؛ ولـكـننا نـجـهـل الـكـثـير، إن لـم يـكن كل إنـجـازاتـهـم.

ثـانـيـا: الـتـوثـيـق الـتـاريـخـى مـهـم لـمســتـقـبل الأمـة والـقارة والـعـالـم

إذ يـجـب أن نـكـتـب تــاريـخـنا بأقـلامـنا قـبـل أن يـكـتـبـه أعـداؤنا

فـيزيـفـوه أو يـحـوروه فـيـظـلـمـونـنـا.

ثـالـثـا: هـذا تـراث الأمـة وشـعـوب أفـريـقـيـا اللـتـيـن تـمـزقـهـمـا الـفـرقـة والـخـلافات

والـدعـوات الـرامـية للإنـنـفـصـال دون الـعـلـم بالـتـضـحـيات الـجـسـام

ووحـدة الـنـضال الـمـشـترك الـذى وهـب فـيـه الـكثـيرون دماءهـم وأرواحـهـم

مـن أجـل مـسـتـقـبل أفـضـل لـشــعـوبـهـم والـقـارة.

فـحــرام وخـيانــة أن يـضـيـع كـل ذلـك وتــتـشـرذم الأمـم و تـقســم الـدول.

رابـعـا: هــذا تــراث إنســانى يــجـب حـفـظـه لأجـيال الـعالـم الـقادمـة.

خــامـسـا، وليس أخـيرا:لـنـتـعـلم الدروس مـن الـماضـى حـتى نـرتـكز عـلى

الـحـقائـق والـنـجــاحـات ونـتـجـنـب الـمزالـق والأخـطاء والـهـفـوات

الـتـى أدت ومـازالـت تـؤدى إلى الفشــل والإنـقسـامات والـحــروب

وخـيانـة للـعـهـد للـملايـيـن الـمـغـلوبـة عـلى أمـرها؛

والـتى راهـنـت عـلـى تـربـيـتـنا وتـعـلـيـمـنا

مـقـتـطـعـة مـن قـوتـهـا وراحـتـهـا وفـرحـهـا مـن أجـل أيــام فـرح أكـبر

عـســاهـا تــهـل!!!!

شكرا اخي بروف عبدالرحمن

على ما تتحفنا به

تحياتي واحترامي

أخـى الـدكـتـور عــماد عـبـداللله

لك الشــكر والــتـجـلـة

وأنـا أيـضــا أتـابــع نـفـحـاتـك الـفـياضـة

عــلى صـفـحـات الشــعبـيـة وبـحـرى

ولـك الـود أبـدا

كــنـت قـد ذكــرات آنـفـا أنـنـى لـم أكـن أعـرف شـيئا

عــن دوســة حـتى العام 1983

وذلـك كان يــوم فاجأتنى أسـتاذتى

لعـلـم الإجــتماع الســياسى للأفـارقـة-الأمــيركان (أى السـود)،

البروفيســـور الـفـخـرى أدلـيـد كــرومـويل قـوليـفــر،

بسـؤال إســتفز فى الـنخـوة الســودانية قبل حـب الإســتطلاع الأكاديـمى.

وكنت وقـتـها أكمل رســـالتى للماجســـتير وأكـمل الفصــول المـطلوبة للدكــتوراه،

حـيـث كـانت جامـعة بـوسـطـن قـد منـحــتـنـى مـنـحـة كامـلـة للـدكـتوراة قـبل أن أكـمـل درجـة الـماجسـتيـر.

وكانت مادة بروفيـســور أدلـيـد أساسـية بالنسبة لى،

وأنا أبحث عـن تـطـوير نـظرية تفســر التخلف والتنمية.

وكانت لها أراء ثـورية حـول أسـباب تخلف الســود فى أمـريكا.

وهى الدكتورة الـعالـمـة إبنــة البروفيسـور الـمـمـيــز

والذى أشــترى جـدها حرية أفراد أســرته التسـعة

بعـد نـضـال سـنين طويلة بالعمل كمراكبى

وتأجـير مركبه لـعابرى النـهـر طـوال الأربـعـة وعـشـرين ســاعـة فى الـيـوم.

فـيالـه مـن نـضـال مـقـدس وإنســـانــيـة مـثــال!

لــذا كان عـلـمـهـا يـعـكـس الـبـعـد الإنـســانى حـتى الـنـخـاع.

ومن الواجـب أن أذكـر هـنا أنـها رغـم

تـقدم ســـنها كانـت نشـــطة أكاديـمـيا؛

ونشـرت عـديدا من الكــتب.

وكانت مـديرة لـمـركز الدراسـات الأفـروأمـيريكـية

بجـامـعة بوســطن وقــتها.

وكانت سـعيدة جـدا أننا كــنا إثـنين سـودانيين فى فصلها:

الأب فـيليب وأنا، مع خـمســة طلاب دراسات عـلـيا آخــرين.

مــقـال صــحـفـى عــن جـهـود البروفيســـور الـفـخـرى بـجـامـعـة بـوســطـن الـدكـتـورة أدلـيـد كــرومـويل قـوليـفــر

وهـى تـســعـى لـتـوحــيـد جـهـود الأكـادمـيـيـن فى أمـريـكا وأفــريـقــيـا فى مـجـالات دراســات الــوحــدة الأفــريـقـيـة،






الـعالـم 9 فـــبرايـــر 1983

وقد توثـقت علاقتى الأكاديـمـيـة بـالبـروفيـســور أدلـيـد من أول يوم بالفصل؛

حـينما سـألـتنى عن ماذا أعــرف عن أفــريـقـيا؟

فأخــبرتها أولا بـأن الســودان يـمـثـل الـقـلـب لأفـريـقـيا!

وحــتى جــغـرافـيـا عـلى الـخــريـطـة هـو فى مـوقـع الـقـلـب!

ويـضـم فـى حـناياه كـل الإثـنـيات الأفـريـقـيـة

وجمـيـع اللـغات والألـســن واللـهـجات، مـاعـدا لـغــات الـخـيـوســان الـجـنـوب أفــريـقـيـة.

ثــم ذكـرت لـهـا الـدول التى زرتـها بأفــريقــيا.

فـأخـذت تسـألـنى عن شـــخصيات أكاديـمــية وثـوريــة وســياسـية بتـلك الــدول.

عـرفـت بـعضـا مـنـهم أو كـنت قـد إلــتقــيت بـعـضـهم أو ســــمعـت عـنـهم.

فســألـتها من أيـن لـها كـل تلـك المـعرفة الواسـعة بالمـثقـفـين والسـياسـيين والـصـحـافـيـيـن الأفـارقة؟

فـفاجـأتــنى بأنـها قـضـت أعـواما طـويلة فى أفـريقـيا؛

خاصة فى غـانا حيث كانت واحـدة مـن أصـدقـاء

كوامى نكروما، ورفـيقـة نضـال، وزمـيلـة فـكـــر؛

ووأحـدة من مؤســـسـى مـعـهده الـفـكرى مـع جــورج بـادمــور.

وهـو الـمـعـهـد الـذى عـمل فــيه الشـاعـر الـمـرحـوم صــلاح أحــمد إبـراهــيم عـلى ما أظــن.

ولـكــن لم يـكـن بـينها وبـيـن صـلاح عــلاقـة تـذكــر كــما يـبـدو.

إلا أن إهـتمـامها بالســودان كان نـابـعا من علاقـتها الـوثـيـقـة بجــورج بادمــور،

أحد أهـم مـفـكرى حــركة الـوحـدة الأفـريـقـية وتــؤام روح نكــروما.




وذكرت أن بادمــور كان يـقــول: أن الســـودانيين

أعـظم الشـعوب الأفــريقية وعــيا وإلــتـزاما بحــركة التـحــرر.

وأنــهـم من أحــب الـناس إلى نـفـســه،

لأن فــيهم سـحر شـخصية فــريد، وذكاء وقــاد.

وهـم يـجـمـعون فى هـويـة نادرة تــلاقــح

الثـقافات الإفـريـقـيـة والـعـربـيـة والإسـلامـيـة.

مـمـزوجـة بإطـلاع واســـع عـلى الـمـعارف والـعلـوم

والـوعـى الـفـكرى الأوربـى.

وفــلا عـجـب إذا أن يـذكــر فى كــتابـه

الـوحـدة الأفـريـقـيـة أم الماركسـية

لـقاءآتـه مـع يعـقـوب عـثمان ومحمد أحمد محجوب وعبدالله خليل.

وقالت بروفيـسـور أدلـيـد أنها حـينما رجعت

إلى أمريكا مـن غـانا كانـت أول إنســان أســود

يعين كأســتاذ فى جامـعـة بوسـطن.

فأســســت مــركــز الدراسات الأفــريـقـية؛

والذى كان من أهــم المراكز الأكـاديـمـيـة

فى أمـريكا فى الدراسات الأفـريـقـيـة.

وكانت لـه مـكانـة فى الأوسـاط الأكاديـمـية

لا يـضـاهـيه فـيـهـا إلا ذاك الـذى كان بـجامـعـة بيركلى فى كاليفورنيا.

ومـازال إلى يـومـنا هـذا يـسـتـضـيـف كل يـوم إثـنـيـن

نـدوة والـــتـر رودنـى، الـمـؤرخ والـمـفـكـر الـغـيانى

الـعـملاق، أحـد أهـم مـفـكـرى الـوحـدة الإفـريـقـيـة

وواحـد مـن قـادة حــركـة الـقــوة الـســوداء،

ومـؤلـف واحـد مـن أهـم الـكـتـب فى التاريـخ الأفـريـقـى:

كــيـف خــلـّـفـت أوربــا أفــريـقـيـا الـذى صـدرعام 1972

والــتر رودنـى فـى شــبابـه أيـام أشــعـل الـوعـى الـفـكـرى فى
جـامـعـة دار الســلام بتـنـزانـيا بالـمـنـتـدى الـذى أســســه وضــم عـمالـقـة
مـن أمـثـال البروفـيـسـور شــامـوريرا مـن زمـبابوى
وعيـسـى شــيـفـجـى مـن جــنـوب أفـريـقـيـا
وأســتضـاف قـامـات مـثـل الـمـاركسية الأمـيريـكـيــة الســوداء
أنـجـيـلـيـا ديـفـز والـتى تـعـرضـت لـدرس أفـريـقـى قـاس فـى
التواضـع ورفـض الـوصايـة مـن أى جـهـة كانت مـن أمـريـكا




وأســتـشــهـد رودنـى عـام 1980 منســوفـا فـى ســيارتـه

خـلال حـمـلـته الإنـتخـابـيـة لــرئاســة غــيانـا.

وكان أكـثـر الـمـرشـحـيـن حـظـا بالـفـوز.

وكان يـعـتبر مناهـضـا للـمصألــح الأمـريـكـيـة،

والـشـركات مـتـعـددة الـجـنســيات.



صــورة لــرودنـى قـبـل أســابـيــع مـن إغـتـيالــه

ياعبدالرحمن سلام ..سعدت كثيرا بربرؤيتك بعد اكثر من عقد من الزمان وامل ان نلتقي ان امد الله في الاجال

Quote: إذ يـجـب أن نـكـتـب تــاريـخـنا بأقـلامـنا قـبـل أن يـكـتـبـه أعـداؤنا

في فترة امتدت لاكثر من عقديين كنت مهوسا بجمع اي كتاب عن تاريخ السودان وصرت فيها زبونا دائما للمكتبات الاسفيرية التي تبيع كتبا جديدة ومستعملة واشخاص ..الخ ...وجدت ان معطم او غالب ما كتب تاريخا للسودان هو اما من دفاتر رحالة عابرون او دفاتر يومية لعسكر بريطاني او استرالي او نمساوي او تركي مصري او الباني مصري او شركسي مصري ..الخ ...وسط كل هذا هامشي هو الذي اجتهد فيه بعض المؤرخون السودانيون ومعظمه مبني علي ما كتبه هؤلاء الرحالة والعسكر فلذا تجد الرؤي الشخصية جدا اكثر من الحقيقة التاريخية ....

فترة الستينات ومطلع السبعينات بالذات كان فيها زخم اهتمام افريقي عربي وعالمي بالسودان وما الاسماء التي انت ذكرتها اعلاه الا دليل ...للاسف لم يوثق ذلك صورة ولا كتابة .. كم كان ذلك سيكون محفزالاجيال لم تعش ذلك الزمان لو وثق وهي تري اليوم سوداننا في ضياع وهي التي تشاهد عوالم كثيرة مزدهرة ...

الامر جلل والقادم في زمن خفافيش الظلام لا يطمئن ....

عزيزي عبدالرحمن .... قبل اعوام جاوزت الخمس وكنت حينها اكثر تفاؤلا بغد سوداني وافريقي اجمل وفي قائمة مراسلات اسفيرية كتبت هذا وتركته في مدونة لي قديمة ردا علي ما اصاب احد اعضاء تلك القائمة من جراء ما قاله فيه او في اهل السودان بعض من الاعراب( ملحوظة: السودان كما عناه الجاحظ واشررت اليه انا فيما كتبت واشار اليه المرحوم شيخي الجميل جمال محمد احمد يتجاوز حلفا الي نيمولي وانما افريقيا ممثلة في مناطق امتدت من البحر الي المحيط والله واعلم ):

Quote: فخر السودان علي البيضان ووجدلن افريقيا *فخر السودان علي البيضان ووجدلن افريقيا* * لو عرف اهل اليمن فخر وفضل السودان علي البيضان( العربان من قححطان وعدنان واهل فارس ) كما عرفه الجاحظ وابن خلدون لما تجراؤا علي الاستاذ بابكر الزين .... وهم يتشدقون بانهم اصل العربان فكيف لم يقراؤا او يسمعوا بفخر السودان عليهم جميعا وهاك ما قاله الجاحظ في مقدته عن فخر السودان علي البيضان :-* * " وهو –اي الجاحظ- يعدد اولا الرجال العظام الذين انجبهم السودان منهم لقمان الحكيم وسعيد بن جبير المحدث الذي عاش في العصر الاموي وقتله الحجاج في السنة التي مات فيها ومنهم بلال الحبشي مؤذن الرسول ومنهم المقداد الذي عاش في عصر الرسول ووحشي الذي قتل مسيلمة الكذاب ومنهم مكحول الفقيه المتوفي سنه 112 ه ومنهم الحيقطان الشاعر و الخطيب الذي عاش في العصر الاموي ومنهم جلبيب الفارس الذي عاش في عصر الرسول ومنهم عكيم الحبشي الشاعر . ويذكر- الجاحظ- اسماء السودان الذين اشتهروا بالفروسية امثال خفاف بن ندبة وعباس بن مرداس وعنترة بن شداد وسيلك بن السلكة وعمير بن الحباب والحجاف بن حكيم وعامر بن فهيرة والفداف ومريح الاشرم والمغلول وافلح ... ثم يذكر خصال السودان واهمها السخاء الذي يغلب عليهم ولا تنافسهم فيها امة اخري ومن خصالهم الرقص الموقع الموزون فهم اطيع الناس علي الايقاع والضرب والطبل ومن خصالهم خفة لغتهم وذرابة السنتهم وخلوهم من الفافاة والعي وهم اخطب الشعوب يقف الخطيب طوال النهار يتكلم دون تعب . ومن خصال السودان قوة الابدان حتي ليستطيع الواحد منهم رفع الاثقال التي يعجز عنها جماعة الاعراب . ومن خصالهم دماثة الخلق وطيب النفس وحسن الظن والنأي عن الاذي واجادة الطبخ والامانة في الاعمال المصرفية.* *_ويري الزنج وهم عرق من السودان انهم كانوا اكفأ العرب في الجاهلية ولذا اكثرو من التزوج منهم "_* * * *عزيزي الفاتح ولشيخي النوبي السودان المرحوم جمال محمد في رائعته وجدان افريقيا كلام نقراؤه معا كما يلي : * * "كائنا من كان هذا الذي نقل عنه الجاحظ انا زعيم لك بانه كان يعرف ان الافريقيين اتخذوا مع الزمان مكانا في مقدمة القادة في كل حقل وبعيد الا تكون اصداء قولة عامر بن الطفيل قد بقيت في الاذهان وهو يتحدث عن حراس الهة قريش والاسلام **غض يحبوعلى مهل يحاذريدعوللإله الواحد، عوض اللات والعزى ومناة وأساف ونائلة الأخرى. رأى عامر حراس مذه الآلهة في وجه الإسلام القادم فاطمأن قلبه على دمن قريش من هذا البدع ، وقال قولته الشهيرة عن : «ولد عبد المطلب العشرة السادة يطوفون حول اللات والعزى وغيرهما من الأرباب ، كأنهم جمال جون _« وكانت أسرة أبي طالب في الذي يروي الجاحظ "سود وأدم ودلم » وابو طالب حامي النبي الذي نكد عيشه حين إضطرليختاربين كبريائه والحق الذي كان يدعوله محمد وهوفي حماه . كان اهله سود _وأدم ودلم وكانت عين محمد على عشيرته هذه السود والدلم وعلى الذي يلقي غيرهم من لأي وعنت ، لايحرسهم بيت كبير كبيت ابي طالب ، قال حين ضاق : «لافضل لإبن بيضاء على إبن سو داء، لا فضل لمتحدث بالعربية على غيره مما لايتحدث . الفضل بالتقوى...» ولن نضيع وقتنا إن نقلنا هنا عن الأقدمين بعض مظاهر هذا المبدا في اعمال كثيرة صدرت عن محمد وحمل عبرتها المسلمون الأولون حيث راحوا،فيسر لهم أن ينتشر الدين ، كما سترى حين تنتقل بالحديث لغرب القارة بعد حين . ماكان يصدر عن هوى حين افصح محمد عن ذاته يقول : «جعلناكم شعوبأ وقبائل » أية أريد بها عمل لإعادة خلق المجتمع . لنقف إذن قليلأ عند رجال ومواقف وازمان تفسر لنا سر الذي يقول الباحثون الأوربيون عن القربى بين الثقافتين والحضارتين الإسلاميتين والإفريقيتين . ماكانت الفوضي ولاكانت الإباحية كما وهم القس ستير. قامت المثل الإسلامية والتارمخ الإسلامي، في مجتمع عرف الإفريقيين وألامهم في وسط عربي كان مزهوا بنفسه يختال ، يحول دونه وتوقير الآخرمن ، ثراء عريض ولسان مبين ثم ادرك .* *كان عتبة بن حذيقة عبدأ لآل عتبة ، وحين فك اسره بعد الإسلام ، لم يجد العاتقون ابأ له يعرفونه ويعرفه ، فأضفوا عليه إسمهم ، وتزوج من بعد فاطمة بنت الوليد بن عتبة ابن اخ سيده قبل عتقه ، وعاش عمره عالمأ، اثار يده على علوم عدة يعرفها القارئون سير الصحابة والتابعين ، وبلغ من علمه ومكانه في قلوب الناس مبلفا قال معه عمر: «لوكان سالم حيا لاخترته خليفة للمسلمين من بعدي» وماكان عمر ممن يلغون يهذرون . كان يعرف للعالمين مكانهم الآنبل .كان رجل دولة . هو الذي إختار صهيبأ بن سنان ليؤم الناس في الصلاة حتى يختار القادة خليفته وهوعلى فراش موته . وما كان يجهل عجمة صهيب في الحديث ولكنه كان يقصد لأشياء لوعاش لحمل الناس عليها. اشياء تعرفها حين تقف عند وصيته للستة الأخيار الذين عهد إليهم ان يختاروا الخليفة بعده .... نصح عليا الأ يؤثربني هاشم على غيرهم إن اختيرهوللإمامة والقيادة . ورجا سعدأ ألا يكون اهله موضع الرعاية بين الناس وغيرهم موضع الرقابة ، اوصاهم جميعا ألأ يؤثروا اهلهم على غيرهم من الناس «إنهضوا حثيثا وليقع إختياركم على الأوفق ،وليقم الصلاة صهيب »."* * * *عزيزي الفاتح ..لست عروبيا التمس خيرا من زادهم وهم اليوم علي درب جاهلية اتية لا محال ولكن اغظاني جهل عربانا يعيشون نوستالجيا لماضي لا علم لهم به وحاضر غيبته اغصان شجر الجن القات ...* *و اصابني سوء حالنا نحن " السودان" اليوم نلتمس ود واعتراف من كانو يوما علي ابوابنا هائمون ... وددت لو للسودان جمال حمدان كجمال حمدان مصر الذي عشق مصر وسخر علمه وعقله وعمره وهو الاستاذ الجامعي الالمعي لعبقرية مكان حبيبته مصر حتي كاد وهو استاذ الجغرافيا النابغة ان يقنع العالم ان النيل منبعه مصر ومصبه مصر ( كتاب شخصية مصر - جمال حمدان ) ونحن لدينا من النيل ثلاث وانهار عدة يموت عند جرفها خيرنا وزاد اطفالنا وعبقرية سوداننا ... وكفي* *ودمتم ديسمبر 2005*ابوبكر

أخـى وصــديـقـى وقــريـبــى أبـوبـكـر.

والله أنا أيــضـا ســـعـدت بـلـقائـــك وســـعـد إبـنـى تامــر أيــضـا.

وصـار يـبـاهـى بــك كل مـن يـقـابـل ويـفـاخــر بأن لـه عــما مــن

الـذيــن أســـهـمـوا فـى بـناء دبــى الـعـمرانـى وتـمـيـز تـخـطـيـطـهـا ورائـــع مـبانــيــهـا.


لــقـد ســبـق وقـرأت مـقالـك أعــلاه وأنـت كــما تــعـلـم بأنــى شــغـف

بـأبـى عــثـمـان عــمـرو بـن بـحـــر الجـاحــظ وكـنـت قـد أعـطــيــتنـى يــوم تـلاقــيـنا

قـبل أعــوام طـالــت رســالــتـه فـى فـضـل الـســودان عـلى الـبـيـضـان.

وإثـبـاتــا لـكـلامـك أنــقـل مــداخــلـة ســبـق وكـتـبـتــهـا حــول كـتابـة الــتاريـخ

بإجــتـرار الأخـطـاء بـالـنـقـل الأعــمـى المـــكـرور:

Quote: إخــتـلـفـت الآراء حــول أصــل دوســة وتـشــعبت وعــجـب بـعـض الـمـؤرخـين مـن بـعض رواياتـه الـمتـناقـضـة! و مـثل هـولا الـمؤرخـين هـم مـن يأخـذون الـكلـمات بـحــرفــيـتـهـا، دون إطــارها الـزمانى والمـكانى والـظــرفى والإجـتماعـى والسياسـى والـفـكرى. ويـتـبادلـون نـقـلـها ويـعـيـدون مـضــغـها مـرارا وتـكرارا؛ بدون أن يـعـمـلـوا عــقـولـهـم فــى مـنطـقـية مايــقولون ويـصـدرون مـن أحـكام، لا تــجافى الـحـقـيـقـة فـقـط، وإنــما تـثـبـت الـباطـل، مـعـمـية بذلك الـحـقائـق إلى الأبــد. فـتـضـيـع الـحـقيـقـة وتصبـح مـصــدر تأويــلات جــديـدة تــعـمـق الـخــطأ. وهــذا بالــضـبـط ماأســعـى لــتـصـحــيـحـه كـبـدايـة لإعـادة صــياغــة تـراث شــخـصـيات تاريـخـية عـظــيـمة إمـا تـجـوهـلـت وإمـا صـدرت حـولــها أحـكام جـائرة. إذ أنـهـم عـومــلوا كأفـراد فى الـتاريــخ؛ وكانــهم لـيـسـوا نتاج واقـعـهم وســياق حـياتـهم. فأصـبـحـوا بـذلك أمـا كالـدمـى أو مـخـلوقات شــيـئـية مـجـردة مـن الإحـســاس والـعـواطـف والأبـعاد الإنسـانيـة. لــــــذا فـــإن إســتـعمال نــظـريات علــم الإتصالات الإدراكى الإستراتيجي مــتـعـدد الـمسـاقات فى إطــار الـزمـان والـمـكان، لا يـفـســر لـنا ســر مـثـل هـذا الــتـضارب الـذى شــاب ســيرة دوســة فـقـط؛ وإنـمـا يــمكـنه أن يـعـود عــلـينا بـنـفـع بالــغ فى تأطـير واقــع الـعالـم يـومـهـا، وفـهـم ديـنامـكـية الأحـداث السـياســية والإجـتـماعـيـة؛ وأثــرهـا عــلى الـنـفـوس والـتصـرف والـممارســة والـفـكـر.

ولـك الــشــكـر حــتى لـقاء قــريـب أو تــداخــل وشـــيـك

وبـعــد إنـشــاءهـا لـمـركـز الدراســات الأفــريـقـيـة

زادت وثاقة عـلاقــة الـبروفـيـســور أدلـيـد بأفريقيا ومثـقـفـيها.

وهو المركز الذى إستضفنا فيه لاحـقا أديبنا المرحوم الطيب صالح.

وأثناء إدارتها لمركز الدراسات الأفــريـقــيـة عــبــر رادارهـا الأكاديـمــى

شــخصان ســودانيان كان لـهما أثــر كــبـيـر

فى تـشــكيل خـــارطــة الإســـلام وســـط الســود فى أمــريـكا:

وهــما شـيخ الإســـلام ســاتى ســـوار الــدهــب والشـيـخ أحـمـد حســـون،

وســأتى علـى ذكـــر كلـيهـما لاحــقـا.

فأخـبرتـهــا بـمـعـرفـتـى عـنـهـما مـن الـمـسـلـمـيـن الـســود بـبـوســطـن؛

إضـافـة الـى الشــيـخ عــبـدالـخــالـق.

وهــو شـــخـص هــام لـلـغـاية فى حــياة مالـكلوم أكــس؛

لا يـذكـــره الـمــؤرخـون إلا كـحــلاقه.

وكانـت تـلـك مـــهـنـــتــه قــبل أن يـتـوســـع فى الـعـمـل الـتجــارى.

وقـد أثــر الشــيخ عـبدالخالــق (رحـمـه الله)

صـــاحب مــحــلات "اللمحــة النـوبية" كــثيرا

فى ســهولة تقبـل مــالـكـلـوم للإســـلام ثـم الإنـخـراط فـى الإســلام الـســنـى.

والشــيخ عـبدالـخالق كـان يـروى بـأن أصـلـه نـوبـى.

قـدم جــده مـن الـســودان. وكـان هـمـزة وصــل هـامـة مــع الـسـودانـيـيـن.

كـما روى لـى الإخ الـنـوبـى الأصـيـل أحـمـد صــديـق عـثـمان.

حـيـنـما كان بـهـارفـارد وصـديـقـا لـمالـكـلـوم أكـس.

والشــيخ عـبدالـخالق هـــو والد الـعـقارى الشـــهير

شــريف عـبدالخـالــق والـذى يشــرف الآن على محلات "اللمحــة النـوبية".

وقــد فــوجـئـت الـبـروفـيــســور أدلـيـد بــتـلـك الـمـعـلـومــة لأنـهـا تـعــرف

شــريــف عـبـدالـخـالـق شــخـصـيـا وكـعـلـم لامـع فى مـجــتـمـع الـســود بـبـوســطــن.

ولـكـنـهـا لــم تـكـن تــعــلــم بــأصـل أو دور أســـرتـه.

وقـد تــطــورت "اللـمحــة النـوبية" فى نـفــس مكــانــها الأول والــذى يـقـع عـلى الـشــارع

المـســمى الآن بـشــارع مالكلــوم أكــس مـع محـلات وأعـمال أخـــرى.

ويــتـولى شـــريف عــبـدالـخــالــق أيـضـا مـنصـب

نائـب الـمـديـرالرئـيـس لـكلـية روكــســبرى الـعـلـيا للمــديـنـة.

الف حمد الله على سلامتك يا بروف

الف مرحب بك وانت عائد لتواصل مشوارك التوثيقي عن ذلك العملاق الذي اسهم في تغيير تاريخ البشرية

التحية عبركم للاخ الباشمهندس ابو بكر سيد احمد الذي واصل ، في غيابكم ، منقبا عن امجاد العالم دوسة

أخـــى الـكـريـم الأســتاذ شـــيـقـوق:

ســـلامــا طـيـبـا وتــحــايا.

لـك الشـــكـر عـلى فـيــض كــرمــك.

لــكم ســـعـدت حــقـا وطــربـت بـمـكـالـمـتـنا الـهـاتـفــيـة يــومـهـا.

وتـضــاعـف ألــق الـفـرح مــرتـيـن حــيـنـمـا خـابرت، شـــكـرا لـك،

صــديـقـى الـرجـل الــراســـخ الـمـبادئ

الأســتاذ ســيـد عـيـســى ســيد الـذى لــم أره مـنذ يــوم زواجــى

قـبــل مـايـزيـد عــلى الـثـلاثـيـن عـامـا.

ولا تــدرى مـدى الـســـعـادة لــلــقـاء الــصـــديــق الـقـــريـب

الـصـدوق الـباحـث عــن عـمـق الـمـعـلـومــة

أخــى أبــوبـــكــر ســـيـد أحـمـد الـذى لـم أره مــنـذ

عـقـد مــن الـســنـيـن طال.

وبألامـس تـحـدثـت مــع الـشـاعـر الـملـهـم عـبدالإلــه زمـراوى

الـذى إتـضــح أنـه قـريـب!

ديار أهـلــه مـســقـط رأس والدى عـلـيـه رحـمـة الله؛

قـســطـل الـمـرتـكـز الـحـضـارى والـكــنـز الـذى

أكــدت آثـاره عــمـق الـتاريــخ الــنـوبـى بــما يـســبـق

الـحـضـارة الـمـصــريـة بــآلاف الـســنـيـن.

فــابـتـلـعـتـهـا مـياه الـســد الــعـالـى،

مــغــيـبــة إرثـــا يــشــهـد بـعـظــمـة قــوم

كـطـائـر الـفـيـنـيـق لــن يــزولــوا بـإذن الله.

فــهــم كـطـائــــر الـحـيـاة فـى ثـقـافــة الأجـداد الـحـضـاريـة

فـلـك شــكـرى مــجـددا لـمـداخـلـتـك

الـتى تســر الـخاطــر دومـــا.

الاخ البروف عبد الرحمن

Quote: وتـضــاعـف ألــق الـفـرح مــرتـيـن حــيـنـمـا خـابرت، شـــكـرا لـك، صــديـقـى الـرجـل الــراســـخ الـمـبادئ الأســتاذ ســيـد عـيـســى ســيد الـذى لــم أره مـنذ يــوم زواجــى قـبــل مـايـزيـد عــلى الـثـلاثـيـن عـامـا. ولا تــدرى مـدى الـســـعـادة لــلــقـاء الــصـــديــق الـقـــريـب الـصـدوق الـباحـث عــن عـمـق الـمـعـلـومــة أخــى أبــوبـــكــر ســـيـد أحـمـد الـذى لـم أره مــنـذ عـقـد مــن الـســنـيـن طال. وبألامـس تـحـدثـت مــع الـشـاعـر الـملـهـم عـبدالإلــه زمـراوى الـذى إتـضــح أنـه قـريـب! ديار أهـلــه مـســقـط رأس والدى عـلـيـه رحـمـة الله؛

صحيح انها ذكريات عمر الطفوله وزمن الصبا التي لن تنمحى من خيال الذاكره ابدا.. صحيح قد تغيب الاسماء احيانا و لكن ثمة اسماء حفرت فى اخاديد الذاكره لن تنمحى..واحيانا يبدا الطواف في ارشيف مشوار الحياة الذى فى اجتراره يمنح دعشات انسامها ويجدد خلايا الروح ويوصل مسافات العمر ليبقى ذلك الارتباط هو حلم الخيال الامانى والاحلام..

الكل منا يمنى النفس بالعودة الى زمن الطفوله ورفقة الصبا عله يستطيع تعديل واصلاح مدى الرؤيا فى مستقبل عالم مضطرب..لان امان اللحظه وقتها كان قائما على الاحساس بالطمأنينة والسكينة فى البيت والحله والقريه والطريق والمدرسه التي انبتت بدواخلنا حب الخير للغير وعشق الوطن فلا غرو فقد كنا نسمع جرس النهاية لنخرج نحمل في اكتافنا حقائب الدمورية والدبلان ونغني :-

بلادى بلادى فداك دمى
وهبت حياتي فدى فاسلمي
غرامك اول ما في الفؤاد
ونجواك اخر ما في دمي
ساحلف باسمك ما قد حييت
تعيش بلادي ويحيي الوطن

اطيب الاماني

وكان الشــيـخ مـالـك عـبدالـخـالـق الـنـوبى الأصـل كــمـا كان يــقــول، رحـمـه الله،

رجــلا بـشــوشــا، ذو نـفـود واســع وأحـد أهـم قـادة

مـديـنـة روكـسـبرى. وهـى إحـدى الـثـلاثـة عشـرة مــديـنـة

الـتـى تـكـون حـاضـرة بـوسـطــن والـتى كان أغـلـب ســكانـهـا مـن الســود.

وقـد كان مــن مـكانـة هـذا الـرجـل وعـظـمـته أن

الـرئيس جــون كـنـيـدى نفــســه كان يــزوره فى مـتـجـره كل مـاكان فـى بـوســطـن.

وكان زعـيـم الـحـقـوق المـدنـيـة الـدكـتـور مـارتــن لـوثـر كــنــج، والـذى درس بـجـامـعـة بـوســطـن،

قـبـل أن يـنـتـقـل الى أتـلانـتـا بـولايـة جــورجـيـا،

كان يـخـطـب وده ويـولـيـه إحـترامـا خـاصـا ويـسـتـشـيره.

ولـقـد عـرفـنـا مـن قـبـل عـلاقـتـه الـوثيــقـة بالـزعـيـم الثـورى مـالكـلوم إكـس.

فـكان لـصـيـقـه حـيـنـما كان إمـامـا للـمـعـبد رقـم 11 لأمـة الإسـلام والذى تـحـول لاحــقـا إلـى مـسـجـد الـقـرآن.

وذلـك قــبــل أن يــتــحــول مالـكـلوم إلـى الـمـذهـب الـســنـى، بـتـأثـيــر ســودانــى أخـر، هـو الـشــيـخ أحـمـد حـسـون.

وبـعـد مـالـكلـوم جـاء إلى إمـامـة ذلـك الـمـعـبد، كـما كان يـسـمـيـه أتـباع الـيـجـا (الحاج) مـحـمـد مـن أمـة الإســلام،

الـزعـيـم الـحـالـى لأمـة الإســلام لـويـس فـرخـان، وكان أيـضـا مـن سـكان بـوسـطـن.

فــداوم عـلى عـلاقـتـه بـالشـيـخ مـالك عـبدالـخـالـق حـتى بـعـد إنســلاخ الشــيـخ عـبـدالـخـالـق عـن مـسـجـدهـم

والتـحــول إلـى الـمســجـد الســنـى للـمهاجـريـن بـمـديـنـة كـوينسـى الـمـجاورة لـبـوســطـن؛

وإرسـال أبـناءه إلـيـهـا لـتـعـلـم اللغـة الـعـربـيـة والـقـرآن كـما أكـد لـى إبـنـه شــريـف ذلك.

وكان مـن مـعـجـبـيـه أيــضــا الـمـمـثـل الـكـومـيـدى الـدكـتـور بـل كـوســبـى

الذى درس بـجـامـعـة ماســاشــوســتـس ببـوســطـن.

وكـان مـن حـيرانـه لاعــب كـرة الســـلـة المسـلـم الـعـملاق كــريـم عـبـدالـجـبـار

الـذى خـلـد بالـمـلاعــب وظـل يـلـعـب لـعـشــريـن ســنـة مـســجـلا أعــلى ســتـة أرقـام قـياســيـة

فـى تـاريـخ كـرة الســلـة فى الـعـالـم

مـنـهـا أعـلى نـقـاط فى الـتاريـخ بـلـغــت 38,387 نـقـطـة.




شـــعـار مــحـلات اللـمــحـة الــنـوبـيـة والــتى ظــل لافــتـة لـه مـنـذ إنـشــاءه عـام 1963

أعــــزائـى، أخــواتـى، وإخــوتـى، وأبــنـائــى:

لــكـم الــتـحايـا وقــد طـال غــيـابـى،

لــســـفـر تـعـددت أيـامـه؛ ومـاأردت لــه أن يـمـتـد.

وبــعــد عــودة لـم أنـعـم بالــراحـة فــيــها غـير قـلـيـل، أطـبـق عــلـيـنا

المـؤتـمـر الـثـانـى لـحـوار الأديــان فى الـدراســات الـجـامـعـيـة والـمـقـررات الأكاديـمـيـة.

وأســتـمـر الـمـؤتـمــر لثـلاثة أيـام مـن الـفـكـر الـراقـى؛ مـن فـجـر كــل يـوم إلـى آخــر لـيـلـه.

وكـان أعـظــم لـحــظـاتــه عــنـد مـا أشــرت إلـى دور دوســــة

فـفـغـرت الأفــواه وأنـتــبـه الـحـضـور.

وزادت الـدهـشــة الـحـائـرة أضـعـافـا مـركـبـة حـيـنـما

إســتـعـنت بـنـص لــعـبـقـريـنـا الـعـملاق الــذى ســـبـق الـعـالم

بأكـثر مـن قـرن مــن الـزمـان، فــكـرا وقــادا؛ يـدرى مـا مـعـنـى أن تـكـون

فـى مـوقـع عـقـلـى يـتـيـح لـك أن تثـبـت الذات وتـؤكـد الـكـفاءة

فى الـتـعـامـل مـع الـكـون حـولــك بـعـمـق الـفـكـر وثـاقـب الــرأى

وتـحــجـم مـنتـقـصـى قـدرك!

أو كـما قـال عـمـيـد الـمـؤرخـيـن الإجـتـماعـييـن الســـود،

الـبـروفيـســور فـيـرس مــخـاطـبـا دوســـه:

"أنـك قـد وضـعت الـعالم بأســره تحت ديـن من الـجمائل أزلى؛
إذ أنـك قـد كشـفت للـحـضارة الـغربية عـظـمة روح الأجناس داكنة لـون البشــرة"

ولا أكــذبـكـم الـقـول أنـنـى ســعـدت لـحـظـتـهـا،

وكــنـا ثـلاثـة فـقـط مــمـن دكــنـت بـشـرتـهـم، وسـط بـحـر

مـن الأكاديـمـيـيـن الـبـيـض فائـض.

وشـــعـرت بالـنـشــوة تـنـتاب الـبروفـيـســورة والـدكـتـور

وهـمـا يـمـســحـان الـقاعـة بـعـيـنـيـهـما، يــرصـدان

وقـع كـلمات رجـل أســود حــوت جـل مـاأجـتـمـع عـلـيـه الـقــوم

لـيـنـاقـشــوه فى أيـامـهـم الـثـلاثــة تـلـك،

وقـد قـالـهـا الـرجـل قـبـلـهـم بــقــرن مـن الـزمـان.

وقــد أنجــب الشــيـخ عــبـدالـخـالـق ســـت بــنات وأربـعـة أبــناء

أكـــبرهـم أبــو حــمـيـد ويـلـيـه الـعـقارى الـمـشــهـور شـــريــف

وآخــرهـم الــتـوأمــتـيـن لـــيــلـى ولـيـيـلا.



شــيـخ مـالـك عـبدالـخـالـق فى شــبـابــه.


ومــن أروع مــاأنـجــز الشـــيــخ مـالـك عـبدالـخـالـق

أنــه غــرس فـى نــفــوس أبــنـاءه وبــنـاتــه وحــدة الأســـرة الــنــوبــيـه

فــجــمـيـعـهـم، إلــى يــومــنـا هــذا ومــعـهـم أحـفاده وأحــفـادهـــم

يــتنــاوبــون فى الإشــراف عــلى مـحــلات الـلـمـحـة الــنـوبـيــة

أيـا كان عــمـل أحـدهــم.

فـمـثـلا صــديــقـى الـعـقارى شــريــف

والـذى هــو أيــضــا نائب الـمـديـر الـرئيـس

لـكـلـيـة روكـســبرى الــعـلـيـا يــحــضـر إلـى الـمـتجــر

كل يـوم فى تـمام الســاعـة الـثـامـنـة مســاء وحـتـى الـتـاســعـة

لـيـراجـع حـصـيـلـة الـيـوم مــن الإنـجـازات والمـتـطـلـبات والمـبـيـعات والمشــاكل.

ويـتـناوب الإخـوة والأخـوات الـعـنايـة بـوالـدتـهـم؛

الـتى أمـد الله فى عـمـرهـا حـتى جـاوزت الأربـعـة وتســعـين عـاما.

وهــذا أمــر وعــلاقــة وتـرابـــط أســـرى لاتــجــده لا فــى أوســاط

الســود ولا الـبــيــض. وبــكل الــمـعــايـيــر الإجــتــماعيـة

فــى أمــريـكا يــبــدوا إســتـثـنـــاءا

وقــد يـسـأل ســائــل ومـاعـلاقـة كل ذلـك بـمـوضـوعـنا:

ســيرة دوســة ؟

والإجـابـة أولا لأن شــريـف يـذكـر أن أبـاه

كان يـقـول أنـه كـانـت لـه عــلاقـة بـدوســة؛

وكان يـزوره فـى نـيـوجـيرسـى.

ويـتـحــســر الآن شـــريــف لأنــه وإخــوتـه فى

نـزق الـصـبا والشــباب لـم يـكـونـوا يـعـيـرون

مـأيـقـولـه أبـوهـم عـن نـوبـيـتــهـم كـثـيـرا.

ويــتــمـــنـى الآن لــو أنـهـم جـمـعـوا ذلـك الـتراث الـعظـيـم؛

الـذى لايـذكــر مــنـه ســوى أيــام كان يــقـوده أبـوه للــقاء

الـفـنـان الــنـوبـى الـعـملاق حــمـزة عــلاء الـديــن.

أو حـضــور حـفـلاتــه فى جـامـعـة هـارفارد وغـيرهـا.

ويـذكــرنـا شــريـف دومـا بأن لانـنـســى أطـفـالـنـا.

فـنـظـل نـذكــرهـم دومــا بأصــلـهـم وهــويــتـهـم وتـاريــخـهـم.

ونـغــرس فـى نـفـوســهـم الـفـخـر بـذلـك.

كـمـا كـان يـفــعـل "كـونـتــا كـيـنـتـى" فـى مـســلـسـل الـجـذور.

والســبب الـثـانـى أنـنـى مـانـظـرت إلـى أمــر جـلل أو تـقـصــيـت

أحـداثـا لـهـا عــظـيـم آثـارهـا، إلا وجـدت لســودانـى يــدا فـي ذلـك،

وفـى الـغالـب الأعـم نــوبـى الأصـل والـجـذور أو الـمـنـبـت.

والشــئ بالشــيئ يــذكــر

فـذلـك الـمـهـندس الكــهـربائـى الــذى درس المـوســيـقـى

ونبـغ كـمـلـحـن وبـروفـيـســورا للـموسـيـقى فـى خـيرة الـجـامـعـات،

الـفـنـان الــنـوبـى الـعالـمى الـعـملاق حــمـزة عــلاء الـديــن،



كان أول إفــريــقى يــضـع الـمـوســيـقـى التصـويـريـة لـفـلـم أمــريـكـى

لـواحـد مـن أشــهـر مــخـرجـى الأفـلام فـى الــعالـم

الـمخـرج فــرانســيـس فـورد كــوبـولا لـفـلـمـه ذائــع الـصـيـت الـفـرس الأســـود.

وصـعـد الـمـســرح مـن عـملاقـة الـفـن كســانـتـانـا

وضــمـيـر الـنـغـم الـثـائــرة جـون بايـيـز



وفــرقـة الـقـريـتـفـل ديـد وديــلـون.

فــهو نــمــوذج أخــر للإبــداع الــنــوبــى الـمـعـطاء.

وهــوالـذى وضــع مــع الـمـناضــلـة الـجـنـوب إفــريــقـيـة مــريــم مــاكـيـبـا

الـمـوســـيـقـى الأفــريـقـيـة عــلى الـمـســرح الـعـالـمـى فى الســتـيـنات.

ورغــمـا عــن كــل ذلـك كان جــم الـتـواضـع.

وأذكـر يـومـا أنه جـاء إلــى بـوســطـن مـن الـيابان.

وبـعد أن تــعـشـى مــعـنا عــلــى فـول طــلـبـه بالـتـحـديـد؛

وشــرب مـاء الســلـطـة بــعـفـويــة نــوبـيـــة،

طــلـب مــنى رغــم تــأخــر الـوقـت إيـصـالـه إلى مــنزل مـمـتـد "كالــمانشــون"

فى جـاميـكا بلـيـن إحـدى، مـدن حـاضـرة مـديـنـة بـوســطــن.

وذكــر لـى رحـمـه الله أنـه كان عــلى صــلـة بذلك التـجـمـع الــصــوفى

مـنذ أيام إقامـتـه فـى بـوســطـن

والذى كان يـضـم أتراكا وأمــريـكـيـن بــيــض وســود وعــربا

ســماهـم متـفـكـهـا بــ "الـبرجـوازيـيـن الـمـتـصـوفـيـن".

ولا أدرى هــل كان صــديـقـه الشـيـخ عـبدالـخـالـق

جـــزءا مـن ذلـك التــجـمـع الـصـوفى أم لا

أهــديـــــكـــم أغـنـيـة أمـنـيـة (Wish)،

http://www.youtube.com/watch?v=iulqsbUGmEQ

عــنــوان ألــبـومـه الأخــــيـر عام 1999

أخي البروف عبد الرحمن

سلامي

لا فضّ فوك وانت توثق لعملاقة السياسة والفن

Quote: مريم ماكيبا

Quote: ولدت ماكيبا في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا عام 1932 وتوفي والدها وهي ابنة ست سنوات وبدأت مسيرتها الفنية عام 1950 مع فرقة Manhattan Brothers قبل أن تشكل فرقتها الخاصة Skylarks. وصلت "أم أفريقيا" إلى عالم النجومية عام 1959 عندما شاركت في بطولة البرنامج الوثائقي Come Back, Africa و الذي كان محوره الفصل العنصري. بعد ذلك التقت ماكيبا بهاري بيلافونت في لندن، الذي ساعدها في إشهار اسمها في أمريكا ثم قامت بإصدار أهم ألبوماتها مثل Pata Pata و The Click Song ، وMalaika. و ازدادت نجومية ماكيبا في الولايات المتحدة عندما غنت "Pata Pata عام 1967 التي كانت قد أطلقتها قبل 11 عاماً في موطنها جنوب أفريقيا. و تتميز أغاني ماكيبا بالطابع الأفريقي، حيث اعتادت على استخدام الألحان التقليدية لأفريقيا في أغانيها. جدير بالذكر أن مريم ماكيبا تعتبر من أوائل من أطلقوا موسيقى القارة الأفريقية إلى العالمية وعلى مدى العقود الستة الماضية منذ انطلاقتها الفنية. حازت ماكيبا على جائزة جرامي كأول سيدة سوداء بسبب استمرار انتقادها بشكل جرئ للتمييز العنصرى عن طريق سلاحها الغنائى مما أدى إلى سحب جنسيتها عام 1960 وكافحت حتى استردتها فى الثمانينات. كانت مريم منفية من بلدها لأنها لم تترك مناسبة واحدة إلا وانتقدت العنصرية هناك وأدت العديد من الأدوار في أفلام "ارجع، افريقيا" والفيلم الموسيقي "سارافينا"، التي تعرضت لنظام الفصل العرقي في جنوب أفريقيا. كما تحدثت خلال اجتماع للأمم المتحدة عن حياتها تحت وطأة نظام الفصل العنصرية. عاشت ثلاثين عاما في المنفى ولم يسمح لماكيبا بدخول جنوب أفريقيا لحضور حفل تأبين والدتها. كما أحاطتها المشاكل في الولايات المتحدة بسبب زواجها من ستوكلي كارميشيل زعيم حركة الحقوق المدنية الراديكالية التي تدعي "الشركاء السود" وألغيت لها بعض حفلاتها الموسيقية وعقود أخرى لهذا السبب فغادرتها بحثا عن ملجأ في غرب أفريقيا حيث استقرت في غينيا. وفى عام 1990 قام الرئيس نيلسون مانديلا باعادة "ماما افريقيا" إلى وطنها الأم جنوب إفريقيا، و بالرغم من إلغاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا بقيت المغنية ناشطة في هذا المجال.

نقلا عن http://www.horytna.net/articles/details.aspx?TID=4&ZID=24&AID=9353

عطفا هنالك سهو في حديثك الاخير عن مالك ومنهجه التربوي لابنائه وبناته


صادق ودي

حــذف للــتـــكــــرار

حذف للتــكرار

أخـــى الأســـتاذ الـطـيـب شــيـقـوق

الــراجــل الــوفـى...الــماهــو عــقـوق

تــحـياتـى وشـــكـرى وأنـت تـــكــمــل أبــعادا

مــا تــأتـى لـى أن أســــبرهـا بــعــد

فــأنــا عــندى مــوضــوع قــادم بإذن الله

عــن الــفـن والإلـــتـزام

ســـأوثــق فــيـه لــمــريــم مـاكـيـبا وديـــمـس روســــس

ومــرســيـديــس ســـوســـا

وفــيـروز الشـــرق وفــيروز الــغـرب (جـون بــايـيـز)

وطــبــعـا هــارى بــلافـــونــتـى، الـــذى ذكـــرت

والــذى ظــل يـناضــل بالـكـلـمـة واللــحــن والــمال

مــن أجــل الـحـــق والـحــريـة لأكـــثــر مــن ســـتـة عــــقـــود.

وجــمــيـع مــن ذكــرت أعـــلاه كان أمــا صــديـــقـا أو عــلى عــلاقـة

بـحــمــزة عــلاء الـديـن



هــارى بــيـــلافــونــتــى صــوت الــفـقــراء
والــمـظــلــومــيـن وفـنان الـحــريــة


قـصــر فــهـمــى عـن مـا تــقـصــد بــ

"عطفا هنالك سهو في حديثك الاخير عن مالك ومنهجه التربوي لابنائه وبناته"

ولك شـــكـرى دومـــا

أخي البروف عبد الرحمن

سلامات

في حضرتكم يطيب لنا الجلوس والمتابعة

متعكم الله بالصحة والعافية ..

استاذي عبد الرحمن


الله يخليك ويحفظك لينا

Quote: "عطفا هنالك سهو في حديثك الاخير عن مالك ومنهجه التربوي لابنائه وبناته"

في سياق حديثك عن مالك ذكرت


غرس في .................

سهوا

صادق ودي

د. عبدالرحمن ..

التحية والتجلّة

أتابع هذا البوست باهتمام شديد ...

واستأذنك في نقل صورة العملاق محمد علي دوسة إلى بوست التوثيق: أعلام و أماكن صور نادرة (3)

تحياتي

أســـتاذنـا الــجــلــيـل أبــو الــريـش

لـك مـاطـلـبـت يـا أخــى

فــهــو مـــلـك مـشــاع.

ولــكـن حــتـى تــعـم الـفـائــدة:

أرجـــو الـــتــكـرم بــذكـــر الــرابــط

ولك الـود والإجـــلال أبــــدا،،،

أخـــى الـــمــوثـــق الــمــبـدع عـماد

لــك ودى وســــلامــى

مــازلــت أنــا فـى أول الـطــريـق للــتــوثـيــق

لــــعــدد مــن الـعــمـالــقــة الــعـظــماء الســـودانــيـيـن

عــــلـى الـمـســـرح الــعـالـمــى.

أمـا أنـت فـقــد أوفــيـت كــثـيـرا مـن

أهــل الــبيــت الـعـظــمـاء بالـســودان حــقــهــم

فـلـك الـشـــكـر والإعـــزاز

ومــودتـى أبـــدا

وتــجــب الإشـــارة هــنـا إلـى أن أثـــر الـــســـودانـيـيـن

لــم يـقـتـصــر عــلـى أمــثـال أصــدقاء الـمــرحــوم الـفـنان

حـمـزة عــلا الـديــن مـن "الـبرجـوازيـيـن الـمـتـصـوفـيـن".

بــل كان أثــرهـم أكــبـر فى تــحـول عــدد مــن أنـصــار

الإيــجـــا مـحـمـد (الحـاج مــحـمـد) زعــيــم أمــة الإســـلام

إلـى الـفــكــر الــســنـى الـمـعـتـدل.

فـى الـعـشــيريــنات والـثـلاثـيـنـيات عــلى يــدى شــيـخ

الإســلام ســاتـى؛ ودوســه وفـى صــراعـه مــع

الـمـحـمـديـة الـهـنـود والـعــلـويـيـن الشــوام والزيـديــة الـيـمـنـيـيـن.

وفـى الـســتـينـيــات، جــاءت مــوجــة أخــرى مــؤثـرة؛

خــاصــة الشـــيـخ حـســـون علــيـه رحـمـة الله.

فــقـام نـفـر مـن هـؤلاء الـمـنـشـقـيـن فــى بـــوســطــن مـن الأفارقـة الإمــيريـكان

بــتـأثـيـث مـســـجـد الـحـمـد لله فى مــديـنــة روكـســبرى.

وكان فـــيــهـم الإمــام عـبـدالــكـريــم وهـو الإمـام الـثانــى للـمـســجـد، عـلـيــه رحــمــة الله.

والإمـام الذى تــلاه، إمــام داؤود أمـد الله فى أيـامـه.

كان قـــبـلـهـا حـارســـا شـــخـصـيـا لــمالـكـوم إكـس.

والمــرحــوم مـحـمـد يــحـى

و الشــيـخ صــالـح عــبـدالـوهـاب الذى إتـبـع الـطـريـقـة

الـبرهـانـيـة الـدســوقـية بـعـد زيارة الســـودان.

فــجــمــيـع مــن ذكــر إســمـه أعـــلاه زار الـســودان وأحــبـه.

ومازال مــن بــقـى مــنـهــم عــلى قــيـد الـحـيــاة يـســعـد بلـقـاء الســودانـيـن،

الـذيـن يـــؤم كــثـيـر مــنــهــم الـمـســجــد والــذى هـو الآن

تــحــت إمـامـة صديــقـنا إمــام عـبـداللـه طــالب الـفـاروق.

وفـى الـجـانـب الأخـر فى مـديـنـة دورشـــيســـتـر،

الــتـى هـى أيــضــا إحــدى مـدن حـاضــرة بــوســطـن،

تـأثــر عـدد مــن أتـبــاع أمــة الإســـلام

بأفــكـار إبـن الإيــجـــا مـحـمـد

وارث ديـن مـحــمـد الـذى درس الإســلام الـصـحـيـح بالأزهــر.

وكان مــن طـلائـع أتـبـاعـه أول إمـام لـمـســــجـد الــقـرآن،

إمــام شـــاكـر مــحـمــود، عـلـيـه رحـمـة الله.

والأســـتـاذ هــيرمــان أحـــمــد الـذى هــو

واحــد مــن أهــم الـمـؤرخــيـن للإســـلام فى أمــريـــكا.

والأســـتاذ قـاســم عـبـدالــتــواب الــمـؤرخ الــعـلــم

وإبــنــتــه الــدكــتـورة فــاطـمـة فـانـوســـى

وهــى مـن ألــمـع عــلـماء الــتاريــخ الإجـتـمـاعـى .

والأسسـتاذ ألــيـف مــحــمـد وصــديــق صــباه

الإمـام الـحـالـى لـمـسـجـد الـقـرآن إمــام طـالـب مـــهــدى.

وجــمــيـعــهـم أيـــضـا يــحـبـون الـســـودان والســودانـيـيـن.

ويــؤم مـســجـدهـــم أيــضــا عـدد كــبــيـر مــن الســودانـيـن.

حـتى أنـهـم أقـامـوا بـه صــلاة الـجـنازة لأخ ســـودانـى إخــتـاره الله إلى جــواره.

الأخ الكريم
عبدالرحمن إبراهيم محم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدر هذا الحهد التوثيقي لمن أهملهم المؤرخون عن قصد أو جهل ...وأنت وكثر يعلمون التسطيح والتجهيل الذي يمارس ...فما أكثر شواهد التاريخ ..زرنا دار الوثائق السودانية للبحث عن مخطوطات بعينها ولم نجد شيئاً ، أقدم مخطوطة في الدار عمرها 120 سنة فقط ...نصحني أحد الإخوة بالبحث في مكتبة السليمانية ، حيث الأرشيف العثماني ، أو مكتبة الإسكندرية حيث تاريخ السودان موجود هناك !! ، آثارنا منهوبة في لندن ونيويورك وفرنسا ...مواردنا ..علماؤنا ....نخبنا في المنافي !! ...ما أكثر المواجع !! في بوستكم سياحة فكرية ..واصل وأمتعنا متعكم الله بالصحة والعافية

حضرة الدكتور عبدالرحمن إبراهيم محمد
لك التحية والتقدير وأنت توثق لأبطال سودانيين استطاعوا أن يكتبوا أسمائهم في التاريخ العالمي بجهود نيرة وقوية ...
وقد ذكرني هذا البوست بنقاشات سابقة عقب زيارة لي إلى إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2005م، زرت خلالها الصديق العزيز محسن خالد في أبوظبي وحملت له معي نسخة من كتابي (ببليوغرافيا الصحافة السودانية في قرن 1898م-1998م)، حيث فوجئت به ظهر اليوم التالي، عقب سهرة ونسة حتى السادسة صباحاً، وهو يقرأ في الكتاب وليقول لي ... الكلام ده سأل منو قبل كده الصادق إسماعيل، وكان يقصد حديثي في الكتاب عن فليكس دارفور الذي أهديت له الكتاب، وقلت إنه يعتبر أول سوداني عمل في حقل الصحافة على الاطلاق، ونقل محسن خالد ما ورد في الكتاب في بوست (محسن خالد هذا اختيارك فاصطبر)، ثم نقل ذلك الأخ الصادق إسماعيل في بوست منفصل أسماه (سيناريو البحث عن بطل قومي: فليكس دارفور نموذجاً)
سيناريو البحث عن بطل قومي: فليكس دارفور نموذجاً
وحصلت نقاشات جيدة في هذا البوست من أجل الوصول إلى معلومات تساهم في دراسة هذا البطل ...
ولكن ... وكما تعرف ... شغلتنا الدنيا وصروف الزمان فتفرقت بنا السبل إلى أنشطة "البحث" عن لقمة العيش بدلاً عن "البحث عن بطل قومي" كما سعى الصادق إسماعيل ...
للأسف يا دكتور المشكلة الرئيسية في السودان هي الغياب الكامل للمعلومات على مستوى كل شئ ... ومن أصعب الأشياء أن تجد معلومة عن أي شئ تبحث عنه فدار الوثائق والأهمال فيها يجعلان البحث من أصعب الأمور ... وكان السبب وراء إصداري لكتاب (ببليوغرافيا الصحافة السودانية في قرن) وقبله كتاب (صحافة الأطفال في السودان) أن أي باحث إذا أراد أن يعرف ولو معلومة صغيرة مثلاً عن رئيس تحرير إحدى الصحف فسيكون عليه أن يبحث لوقت طويل وسط كم هائل من الصحف في دار الوثائق القومية ...
أضف إلى ذلك فإن دار الوثائق بها مجموعة كبيرة من المخطوطات التي لم ترى النور حتى الآن ... وقد كانت للبروفيسور محمد إبراهيم أبو سليم جهود مميزة في تحقيق العديد من المخطوطات ... ولكن لا تزال هناك مخطوطات تحتاج إلى تحقيق ...
نحن هواه نتألم من هذا التاريخ الفاسد الذي علمونا له في المدارس لكننا لا نمتلك ما تمتلكه أنت من خبرة ووثائق ومعرفة موسوعية، ليست الدهشة وحدها التي تعلو وجوهنا ونحن نقرأ شذرات هنا وهناك عن حقائق في التاريخ السوداني يقولها (البعض) دون أن يكون لها الوجود الحقيقي ودون أن تجد القراءة والتمحيص والتحليل ... ليست الدهشة وحدها بل معها كذلك الوجع و"القرف" ... وفي حضرة الراحل محمد أبو القاسم حاج حمد كان يقول لنا كلاما يزيد من قهرنا تجاه الكثير من "الحقائق" التي ملأت رؤوسنا في المدارس ... لكننا بعد أن قرأنا كتابه الموسوم (السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل) كانت تعلو وجوهنا الفرحة بذلك التحليل العميق لتاريخ هذا البلد وتلك الحقائق التي يوردها دون مخافة من "أسرة" أو "جهة" أو "كيان" .... رحم الله أبا القاسم ...
يا أستاذي العزيز
نتمنى أن نرى دوسة وغيره في كتب مطبوعة قريباً ... أكتب يا سيدي فهناك أجيال قادمة لا تعرف شئ عن تاريخ هذا البلد القريب دعك من تاريخها القديم ... وأذكر أنني حينما كنت أعمل محاضراً (متعاوناً) بجامعة وادي النيل كلية الإعلام، وفي أثناء محاضرة ذكرت ضمن ما ذكرت ثورة أكتوبر اعتماداً على أنها من المعروف بالضرورة حيث كثيراً ما نذكر ذلك الحدث دون الغشارة إلى العام الذي حدثت فيه لأنه معروف، لكنني فجأة نظرت للطلاب أمامي وداخلني شعور أن هؤلاء الشباب لا يعرفون تاريخ هذه الثورة فقلت أسألهم عن تاريخها وهالني ما قالوه فلم يفتح الله على أحدهم وهم ما يقارب السبعين طالباً بالإجابة الصحيحة للعام الذي حدثت فيه ثورة 21 أكتوبر ... وهم طلاب إعلام سيتخرجون ليكونوا قادة رأي يا سيدي ...

عزيز دكتور عبد الرحمن لك التحية والتقدير ... واصل سعيك واصل ... قلبي معاك ... ربي يخضر عود ضرعاتك ...
وأنا أقرأ هنا بمتعة ...

احتراماتي

الأخ الــكـريــم الأســتاذ عـبدالـرحـمـن الـحــلاوي

لـك التـحـيـة والـســـلام والـشــكــر عــلـى طـيـب الـكـلـم بـحـقـى.

ولـكـنـى لا أســتـحـق غـيـر دعـا للـمـولـى أن يـمـكـنـنـى مـن رد بـعـض ديــن عــلـى لـهـذا

الـشــعـب الـعـمـلاق الـنـبـيـل الـذى مــافـتـئ يـعـيـش عــلـى الأمــل

مــع إطـلالـة كـل فـجــر ومــغــيـب كـل شــمـس.

يـتـعـشــم خــيـرا فـى أبـنــاء عــاقـيـن ظــلـمـوة وهـونـــه عـــلـى شــعــوب الأرض.

ولـكـنى أصــدقـك الـقـول إن قـلـت أنـنـى أســتـمتـع جــدا بإجـتـرار الـماضـى

والـنـبـش فـى الـكتـب والأضــابـيـر وإعـادة صــيـاغـتــها بـفـهـمـى لـهـا

بــعـد هـضـمـهـا ومـضـاهـاتــهـا وإســتـخـلاص عــبـرهــا.

وقــد كـان لــعـمـلـى بـدار جـامـعـة الـخـرطـوم للـنـشــر فـضـل كـبـيـر فـى

"فــتـح" عـيـنـى عـلـى إســالـيـب إيـجاد الـمــراجـع والـمـصـادر وتـتـبـع خـيـوطـهـا.

وأصـدقــك الـقـول بأن مـاوجـدت مــن كـتـب ومـراجــع عـن الـسـودان

فـى ســوق الأزبـكـيـة بـالـقأهــرة والـكـتـب الـمـســتـعـمـلـة فـى بـيروت

وبـغـداد ولـنـدن وبـوســطـن وفـلاديـلـفـيـا ونـيـويـورك، فـاق

أكــثـر بـكـثـيـر مـا وجـدت بالســودان.

نـاهـيــك عــن الـكـنـوز بـمـكـتـبات هـارفـارد وجـامـعـة بـوسـطـن حـيـث عـمـلـت

أثــنـاء دراســتـى لأعـول أســرتـى؛

بــعـد أن تـآمـر عـلـى مـن بـذلـت لـهـم الـكـثـيـر مـن

الـمـسـاعـدة والـنـصـح والــوقـت، ســامـحـهـم الله فـيـمـا فـعـلـوه فــى.

ولـكـن لاســامـحـهـم رب الـعـالـمـيـن فـيـما فـعـلـوه بــدار جـامـعـة الـخـرطـوم للنشـر.

ومـجـمــوعـة الـمـراجـع والأرشــيــف الـذى بـنـيـت طـوال الـتـســعـة ســنـوات

الـتـى عـمـلـتـهـا بالـدار؛ حــيـث إخــتـفـت ولــم يــبـق لــهـا أثــر.

ودار الـوثأئـق الـتـى بـنـاهـا الـبروفـيـســور أبـو ســلـيـم

بـدأب لــيـل ونـهـار، مــافـتـرت هـمـتـه ولا ضـعـف عــزمـه.

وجـمـع فـيـهـا أطـنانا مـن الـوثـائــق والـكتب الـنادرة.

فـصـار مـصـيـرهـا مـاآلـت إلـيـه مـكـتـبـة جـامـعـة الـخـرطـوم

والـتى إفـنـى فـيـهـا أســتاذنـا الـنـصـرى حـيـاتـه

لـيـجـعـل مـنـهـا واحـدة مـن أغـنـى المـكـتـبات فـى أفـريـقـيـا والـشـرق الأوســط.

وقـد تـكالـب عـلـى كـلـيـهـمـا قـوم لـئام مـن أدعـيـاء الـثـقـافـة

ومـنـعـدمـى الـضـمـيـر والإنـســانـيـة فـسـرقـوا مـنـهـما الــنـادر الـثــمــيـن.

تـارة بـدعـوى الإســـتـعـارة؛ ومــرات لـحـمـلـهـا لـمـن عـشــمـوا فـيـة

الســنـد لـمـأرب لــهـم أو تــمـنـوا مــنـه الـمـنـصـب أو الـتـرقـيـة.

ومــاصــار بـمـكــتـبـة مـعــهـد الـدراســات الأفـريــقـيـة والآســـيـويـة

دلـيـل آخــر عــلـى خــيـانــة الــعــهــد وقــبــر الأمـــل.

ولا يــخـالــجـنـى أدنـى شــك فـى أنــهـم حــرقـوهـا بـعــد أن

أفــرغـــوا مــنـهـا الــدســم الـثـمـيـن.

ومـالـك بـمـكـتـبـة أم درمــان الـمــركــزيـة، والـخــرطـوم بــحــرى الـغــنـيــة؟

ومــكـتـبـة مـدرســة الـخـرطــوم الــثـانـويـة الــتـى قــرأنــا مــن آلافــهـا

مـجـلــدات الــرســالـة، والـفـجــر، وروائـــع أبــى عــمـرو الـجـاحـظ،

ودووايــن فـحــول الـشــعـر فـى الـســودان ومــن ســبـقـهـم مــن كـل عــصـور

الإبــداع الأدبـى الـعــربـى والــتـاريــخ الـبـشـــرى.

ولــكـن عـــزاء شــعــب الســودان أن فـى أبــنـائـــه أمـــثــالـكـم مــن

الــباحـثــيـن عــن الـحـق والـمـنــقـبـيــن عــن الــعـصــى الــمــكـنـون.

وفـــقــنـا الله وإيــاكـم فـى جــمــع الــمــمـكـن والـصـعـب الـمـســتـحـيــل؛

حــتى تـشـــرق شــمـس إبـتـســـامـة الأمــل لــمــســتـقـبــل الـوعــى والإســـتـنارة؛

الــقادمــات بــفــضــل الــعــزيــمـــة بــإذن الــمــولـى عــز وعــــلا.

ياخي جننت الاثارة والتشويق في حنانهم
كلام راندوق
استاذنا ادهشتنا بالبحث المتأني والمثابرة المخلصة لهذا السفر الجميل
لك احترامنا ومحبتنا الابدية
استاذي انا عاشق للتاريخ وزمان لمن كان الاولاد في المدرسة بقول الواحد فيهم انا بحب الكيمياء
والرياضيات وعايز ادخل الطب ونحن صغار كنت بقول انا بحب التاريخ وعايز اطلع استاذ تاريخ
لكن تحول الحب للفنون وانا دخلت السينما قبل المدرسة فكان لابد من الفن ..ولكن التاريخ الحب الازلي
والشغف به مازال لصيقا باحلامي ..اسمح لي ان نتواصل واذا سمحت لي يمكن ان اخذ عنوانك من ( ابو الجعافر ) واذا سمحت له..
لي فيلم اكتب في السيناريو له من 15 سنة وكان يساعدني فيه الجنرال المرحوم غفر له الرحمن ( محجوب ناصر ) وهو عن الكتيبة المكسيكية,,
ثانيا :
من اربعة سنوات اجمع في مادة تاريخية لكتابة تاريخ السودان للأطفال
وهو في سلسلة على شكل موسوعة ..
الكتاب الأول ..النيل ,,من تسميته النوبية الى الان
الكتاب الثاني اجدادنا القدماء والملك الاارا وتوحيد القبائل وشعوب السودان
نحتاج الى خبرتكم وعلمكم
ومنتظرين حكاية دوسى
احترامي ومحبتي الابدية

الأخ الـكــريـم الأســتـاذ عـبـد الله إبـراهـيـم الـطـاهــر

لك التـحــية،،،

والشــكر عــلى إطراء لـسـت أهـــلا لـه وإن كان حـافـزا لــى لـبـذل الـمـزيـــد.

مــتى صــدر كـتابـك (ببليوغرافيا الصحافة السودانية في قرن 1898م-1998م)؟

رجـائـى أن تـمـدنـى بالتـفاصـيل حـتى أقـتـنـيه.

أكـيـد أن تـكـون قـد إطـلـعـت عــلـى "الـصـحـافــة الســودانيـة فـى نـصـف قـرن"!

وكــتابات فـضـل بـشــير وحـسـن نـجـيـلـة ويـعـقـوب عـثـمـان ورحـمـى ســلـيـمان وعـرفـات مـحـمـد عـبـدالله، ألخ...

فـى مـداخـلـتى الـسـابـقـة أعــلاه تـعـرضــت لأزمـة دار الـوثـائـق الـتـى تـحـتاج ومـكـتـبـة جـامـعـة الـخـرطـوم إلى قـيادات

ذات كـفـاءة وخـبـرة بـقـامـة الـبروفـيسـور مـحـمـد إبـراهـيم أبـو سـلـيم وعبدالرحمـن الـنـصـرى؛ فــهـذا تـراث أمـة يـجـب إنـقـاذه وحـفـظـه.

أمـا أخـى وصـديـقـى مـحـمـد أبـو الـقـاسـم حـاج حـمـد رحـمـه الله فـرجـل ســامـق جـمـيـل.

يـحـتـاج إلـى مـن يـدرسـه وإنـتـاجـه الـفـكـرى وإســهـامـاتـه الـمـمـيزة.

إمـا جـهـل الـشـباب بـتـاريـخ الـوطـن فـإنـه إنـعـكاس لـجـهـل الشــيـب.

الـذيـن يـمـارسـون قـيادة أمـة بأسـالـيبـهـم الـبالـيـة فـى قـيادة الإتـحـادات الـطـلابـيـة الـتـى أكـل عـلـيـهـا الـدهـر وشــرب.

وشــتـان مـابـيـنـهـما.

ولـكـنـه الإنـغـلاق والـغـرض وتـحـويـر كـل أمـر لـيـطابـق مـشـروعـهـم أيـما كان وأيـمـا كـانـوا.

وهـذا ليـس قـاصـرا عـلـى أدعـياء الإســلامـيـة الـذيـن حـولـوا مـنـابـر الـعـلـم والـثـقـافـة إلـى حـلـقـات "مـديـح" غــث مـبـتـذل.

ولـكـنـه الـتـركـيـز عـلـى غـزو الـدولـة والـسـيـطـرة عـلـيـهـا كـهـدف إسـتـراتـيـجـى وغـاية فـى حـد ذاتـه.

فـالـدولـة بالنـسـبة لـغـالـبـيـة الـمـتـعـلـمـيـن هـى مـصـدر الـرزق ومـنـبـع الـغـنـى.

فـيـعـمـيـهـم غـرضـهـم هـذا عـن رعـايـة تـلـك الـبـقـرة الـحـلـوب فـتـضـمـر بـضـمـور فـكـرهـم الـمـحـدود أو الـفارغ أو الـخـرب.

فـمـاذا تـتـوقـع غـيـر دوران سـاقـيـة الـدمـار حـتـى إنـهـيار الـدولـة تـحـت أحـذيـة الـعـسـكـر أو الـمـتـعسـكـريـن الجـدد.

وســلاح دمـار لايـؤدى إلا إلـى فـنـاء الامـل بـإزهـاق أرواح آلاف الـشـباب، سـواعـد الـبـنـاء، لـيـضـحـوا مـعـاول هـدم وشــواهـد قـبـور.

ســأتـيـك قـريـبـا بإذن الله بـمـايســر خـاطـرك عـن فـيـلـكـس دارفـور ورهـط آخـريـن.

لـك الـشــكـر عـلـى طـيـب دعـائـك

وتـأكـد أن لاخـيـار بـديـل لـنا غـيـر أن نـظل نحـمـل صـخـرة الـبـنـاء عـلـى ظـهـور عـزمـنـا حـتــى يـهــب إلـيـنـا مـن تـقـاعــس بـشــحـذ الـهـمـم وحـمـل الأمـانـة.

مـع الـود أبـدا وأمـل فـى إســتـمـرار عـطـائـك.

أخــى الأســتاذ الـمـبـدع مـحمـد ســنى دفــع الله

لك الــتـقـديــر والإعـــزاز أبـــدا.

إنــه لــمـما يـشـــرفــنـى الــتـواصـــل مــعــك يـا أخــــى.

فـأنــت أحــد الـذيــن يــعـيـدون صــياغـــة الـتـاريـــخ مـعــيـديـن

خــلـق الـمـواقــف بالتشـخيص وتـجسـيد الــفكــر والـعـاطــفـة

فــى أبــعـاد حــياتــيـة مــلــمـوســـة مــاثــلـة أمـام الأعــيـن.

أنـــت تــقــول

Quote: لكن تحول الحب للفنون وانا دخلت السينما قبل المدرسة فكان لابد من الفن ..ولكن التاريخ الحب الازلي والشغف به مازال لصيقا باحلامي

فــلـــتــعـــلــم، أمــد الله فــى أيــامــك،

أن كــل عــمـل درامــى هــو حــدث تـاريــخـــى:

لـــوقــوعــه فــى إطــارى الــزمـــان والــمــكان.

وهـــو أيــضــا حــدث تـاريــخــى لــمـعـالـجــتـه شــئـؤون حــيـاة الـخـلـق؛

ومــأيـــدور بـيـنـهـم ومــأيــخـتــلــج فــى نــفـوســـهـم.

وهــو حــدث تـاريــخــى لأن مـؤلــفــيـه ومــخــرجــيـه ومــمــثـلـيه

بـشـــر ذوو كــيانات تــاريــخــيـة وأبــعـاد إنـســانــيـة.

وهــو فــوق كــل ذلـك حــدث تـاريــخـى لــبـقـاء أثـــره عــلـى مــر الأيـام،

عــلى مـؤلــفــيـه ومــخــرجــيـه ومــمــثـلـيه ومـشــاهـديـه؛

إن لــم يـــتــعــد هــم لــيـؤثـــر فــى نـســيـج الــمــجـتــمـع كــلـه ومـألــه؛

كـما خــبرنا ذلـك فـى مــســلـســل الـجــذور،

وخــلافــه مــن مــســرحـيات وأفـلام باقــيات.

ولــتــعـلـم يـاصــديـــقــى أن

الــتـاريـــخ لـيــس مــجـال تــخـصــصــى مـثــلك.

فـأنـا غــارق عــمــلـيا فــى مــجــال

نــقــل الــتــكـنــولـوجــيـا الأمـــنـة الـمــفـيـدة

لــمــن يــحــتاجــونــهـا حـــقــا فــى بـلـدان الله الــنـامــيـة.

أمــا تـخــصــصـى الأكاديــمـى فـقـد كان فــى مــجـالـى

عــلـوم الإتــصـالات الـفـهـمـيـة (الإدراكـى)،

والـدراســات الإنـمـائيــة مــتـعــددة المـســاقـات.

ولـكــنــنـى مــثـلـك أحــب الــتأريــخ جــدا؛

حــتـى أنــنـى فـى الـمـدرســة الــثـانــويــة،

وبالرغـــم مــن تــمـيـزى فـــى الـكــمـياء

ورغـــبـتى فـى مــواصــلـه الـدراســة

فــى الـكـيــمـياء الـصــناعـية أو الــهــنـدســة الـكـيــمـيائــيـة،

حــصــلـت عــلـى الإمــتـيــاز (دسـتـنـقـشــن ) الــوحـيــد

بـالـمــدرســة فــى مــادة الــتـاريــخ.

ولــم يــك ذلك نـتـيـجـة لـــعـبـقـريـة.

وإنــمـا لإســتـراتـيـجــيـة "خـالــف تــذكـر" الـفـعـالـة:

فــقــد أجـبـت عــلـى ســـؤالـيـن فــى قــســم تـاريــخ الـشــرق الأوســـط،

ومـاظــنـنـت أنــه كـان يــدرس فـى أى مــدرســة يـــومــهـا إذ لــم نـدرســـه.

وأجــبـت عــلـى ســؤالــيـن فى تـاريـخ الســودان مــن مـالا يــجـيـب عــلـيـه

أغـــلـب الـطــلاب وهــو الـجــزء الـمــتـأخــر مــن تــاريــخ الـســودان.

أى بــعـد إعــادة الـفــــتــح والـحـركــة الــوطـنـيـة،

(وهــو مـالاتــصــل إلــى تـغـطـيـتـه الـحـصـص الـدراســيـة).

وفــعــلـت نـفـس الــشــئ فــى تــاريـــخ أوربــا.

حــيـث أجــبـت عــلـى ســؤال عـن مــابـعـد الــحــرب الـعـالــمـيـة الأولــى

(يـعــنـى تـفـاديـت الإســبـوتـنـق بـتـاع بـســمارك ومـاشـاكـلـه!!).

وأذكـــر هــذا هــنـا الآن لــيـســتـفـيـد

مــن هــذه الإســـتـراتــيـجـيـة شــبـابـنـا الســاعـيـن للـتـمـيــيـز.

إذ أن كـل مــجـال نــخـتـاره مــمـا لايــطــرقــه الآخــرون

يــكـون مــدعـاة للـبـروز والــتـفــوق.

فــقـاعـدة "خـالــف تــذكـر" قــيــمـة

إذا كـانـت الـمـخـالـفـة فــى الـخــيـر.

أمــا الســـيـنـمـا والـمــســرح فــلــى

فــيــهـمـا ذكـــريـات مــمــتـعـة دســـمـة.

فـأول مـــقــال نــشـــر لـى فـى حـــياتـى

كـان دفــاعــا عــن مـســرحــيـة كـانـت مــن طــلائـــع

الــعـمـل الـمـســرحــى الـشــاب الـمـعـاصـــر

بــجــامــعـة الـقـاهــرة فــرع الـخــرطــوم.

وكانــت الـمـســرحـيـة عــمـلا أنـفـق فــيـه

أولــئـك الـشــبـاب يــومــهـا جــهـدا مــقـدرا،

وصــراعــا مـع الـمـواصــلات والــزمــن وضــيـق ذات الـيـد.

فــجـاء أحــد الـمـثـبـطــيـن لـلـهــمـم بـمـقـال

يـحـطـم ذلـك الـعـمـل الـمــضــنـى ويـخـتـذلـه فــى تــرهـات

تــتـجـاهـل عــمـقـه الــرمــزى وأبــعـاده الإجـتـمـأعــيـة.

وكــنـت يــومــهـا أتـابـع جــهــد تـلـك الــزمــرة الـشـابـة الـتى ضــمـت

شـــقـيــقـى الأكــبر مـحـمـد الــمـهـدى إبـراهــيـم، رحــمـه الله،

وبـلـقـيـس عــوض، ويـوســف خـلـيـل، وعـبدالـعــزيــز فــرج،

وعبدالـرحـمـن بـلـه، وأمــيـن الشــاذلـى.

ولــتـعــلــم أســـتاذنــا:

أن إهــتـمامـاتـى بالـتــمـثـيـل والـمــســرح تــعـود

إلــى الـســنـة الـثـانـيـة بمـدرســة

الـعــزبــة الأولــيـة بالـخــرطــوم بـــحــرى.

حــيــث إســـتــعـنـا بالــعـائـد مــمـا زرعــنــاه

فى حــوش الـمـدرســة مــن بــامــيا ومـلــوخــية

وجــرجــيـر وعـجــور وشــمــام وبـطــيـخ وباذنـجــان.

فــقــد كان الـعـائــد يـوظــف لســد إحــتـيـاجـات الـمـدرسة

التى لاتـوفــرها وزارة الــتربية والــتعلـيم يـــومــــهـــا.

وأذكــر أن واحدا من أوجــه الصـرف كان المســرح المدرســى

حــيث تـم تـفـصــيل الأزيـاء عـند احــد الــتـرزية؛

وكان يـتـدرب عــنده االـمــرحــوم إبـراهـيـم أبـو ديــه؛

زمــيل الــموســيقار الســنى الضــوى فى ثـنــائى العـاصــمة فــيما بــعــد.

وقــد قـدمــنا فى يــوم الآبــاء مســـرحية عـــابـد الــذهــب.

الــتـــى لــعــبت فــيـهـا أنــا دور عــابـد الــذهـب

وكان الدكـتـور مـبـارك عــمـر آدم (بــتــرول) إبـنـتـى.

وأذكــر أنــنى إنـدمــجــت فــى الـــدور إلــى درجــة أنــنــى

كــنـت أهــزه بــعــنف وأنـا أقــول عــلى ماأذكــر الـنـص: "بنيتى تلكمى".

فــكان يـقــول لـى وهــو مــقـفـل فــمه "كفاية ياوسخ"!

وقــد أجـاد لـعـب دور صــنم الــذهــب والـبنـت بالــطــرحة أيــمـا إجــادة.

وكان صــديـقـنـا مـحـمـود رمـضـان يـقــوم بــدور الـمــلاك.

ولــمـا بـدأنــا الـدراســة بـمـدرســة بــحــرى الأمــيــريــةالــوســطـى نــمـرة واحــد،

كان بــنـاء الـمــســرح بــعـون ذاتــى مــن أهــم إنــجـازاتــنـا.

وقـــد كان أول مـســرح يـبــنـى فـى مـدرســــة بالــخــرطـــوم بــحـــرى كـمـســرح.

وكـانـت أول مـســـرحـيـة مــثـلـناهـــا هـــى "الـمــك نـــمــر".

وكانـت مــن تـألــيـفــى وإخــراجـى (عــلـى قـدر مــســتواى أيـامــهـا)؛

وبــمـعـاونــة مــن أســاتـذتــنـا الأفـاضــل مــصـباح

والـمـرحـوم عـبدالســـلام فـــرح والصـادق ســعـد.

وقــمــنـا بــتـمــثـيـلــهـا ولـعـبـت أنـا دور الـمـك نــمــر.

وفــزنــا بــهـا كـاحـســن عــمـل فــى يــوم الآبــاء.

كـانــت أيــامـا جــمـيــلـة، أســـتاذى.

أســـتـمـيـحــك عــذرا فــى الإطــالــة؛

فـأنــا هــنا أوثــق لاول مـــرة

لــهــذه الــحــقــبـة الــهـامــة فــى حـــياتــنـا.

ولــمـا جــئــنـا إلــى مـدرســة الــخـرطــوم الـثـانــويــة،

تــطــور الــحـال فــى الإهــتـمـام بالــنـشــاط الـمـســرحـى الــمـدرســى.

فــنـاظــر الـمـدرســة كان تـــلــودى شــاعــر الـحــقـيـبـة الـشـــهــيـر.

وكان نـائــبـه الـمـثـقـف مــن الـطـــراز الأول إبــراهــيـم شـــبـيـكـة.

وكان مــن الـمـهـتـمـيـن بالـمـســرح أيــضـا الشــاعــر الـكبـيــر كــرف،

وأســـتاذ الـفـولـى وأســتاذ الـخـطــيـب.

وقـد تــم تـعـيـيـنـهـما فـيـمابـعـد

كـمـســتشــاريـن ثـقـافـييـن بالـقـاهــرة.

وكان مــن بــيـن أســاتـذتـنـا الأفــاضــل

الــمـناضــلان مـحـمـد ســعــيـد الـقـدال وصــلاح ســلــيـمان.

وكان فـيـهـم أســاتــذة الــفـنـون عــوض كــرار ولاعــب أبـو ســعـد عـبـدالله خـــير الله

والـجـنــيــد ومـنـصــور وعــريــفـى ومحمد عـلــى وجـنـاح.

اللــذيــن أبــدعـوا فــى تـصــمـيـم الأزيــاء والـديــكـور.

وكانــت أولـى مــســرحــياتــنـا شــــعــريــة أحــمـد شـــوقـــى

مــصــرع كــيــلـيـوباتـــرا. وكــنـت أنــا أنــطــونــيـو.

ولــعـب دوركـيـلـيــوبـاتـــرا بإبـــداع شـــــوقــى عـــــزالـديــن الأمــيـن.


أنـا أرقـد فـى زى الـقائـد الـرومانـى أنـطــونـيـو
مـخضـبا بـدمـى فـى حــجـر شـوقى عــزالديـن الأمـيـن
الـذى مـثـل دور كـيـلـيـوباتـرا بـإبــداع.

وكانــت مـســرحـيـة الــعـام الـذى تــلاه هــى

رائــــعـة شـــكـســـبـيـــر بالإنـجـلـيـزيــة،

يــولــيـوس قــيــصــر.

وقــمـت فــيـــهــا مــرة أخــرى بــدور مــارك أنـــتــونــى.

وكأنــمـا أدمــنـت دور مـــنـاجــاة الــنـــفـس (الـــســـولــوكــوى).

فـمــرة أخـــرى أســنـد إلــى دور مــاكـبــث

ومــنــاجــاتــه فـى الـعام اللاحــق.

وأبــوح لــك بــســـر لــم أذكــره لأحــد مــن قــبــل:

وهـــو أنـــنـى كـنـت أتــخـيـل فـى ذهــنـى

وأنــا أؤدى دور الــقـائــد أو الـبـطـل الـكــســير

ومــناجـاتــه لــنــفـســه

صـــورة الـبـــطـل الأســــير عـثــمان دقــنـة

وقـــائــد الـثــورة اللـيـبـيـة "أســد الـصــحـراء"

عــمـر الــمـخــتــار وهـو يـنـتـظــر مـشــنـقـتـه.

فــيــغــمــرنـى حــزن طـاغ،

وتــغــرورق عــيــنــــاى بـــدمـــع صــادق.

ومـــع مـاكـبـث مــثـلـنا فــى ذلـك الـعـام مســـرحـية أخـرى:

هــى رائــعـة بـرنـارد شــو "الســـلاح والــرجــل".

الف حمد الله على السلامة يا بروف

ســلـمـك الله يـاصــديـقـى الأســتاذ شــيـقـوق.

أيـهـاالأديـب ذرب اللسـان

والـمـبـيـن بـبـديـع الـكلام.

هــكـذا الأيـام تـخـطـفـنـا دومـا،

لـتـؤجــج فـيـنا شــوقـا دفـيـنا

لـماض ولـى ورزاز مـن عـاطـر الـبـلاغـة

يـســتـهـويـنـا عـبـيـره حـتـى نـهـوى صـرعـى

لألــقـه ومــوســيـقـاه فـنـرجـع مـبـهـورى

الإحـسـاس، مـدفـوعـيـن لـنـعـود لسـياق

أيام مـضـت وكانـمـا لـم نـبـرح مـكـانـنـا

وفـعــلـنا وقــولــنـا ولــو لـوهـلـة.

ولـك الــود أبــدا.

البروفيسر الجليل / عبد الرحمن إبراهيم محمد
شكرا جزيلا على هذا السرد التاريخي القيم
ولزاما علينا العودة مرة وأخرى للإطلاع

أخـــى الــكــريـــم جـــعــفــر مـــحـــى الـديـن

لــك الــتــحــايـا والـــســـلام؛

وإن طــال تــأخـــر الــرد.

فــقـد كــنـت خـارج مـديـنــة بــــوســـطـن والـولايــة.

لـك شــــكــرى عــلى طــيـب كــلـمـاتــك.

فأدعـــو الله أن يــقــيــض لــى الــزمـن لأكـــمـل مـــابـدأت.

ولــك ودى أبـــدا.

سلام ومحبة
تقدير واحترام
لنا فترة والأخ هشام الفيل هنا في الدوحة
ونحن نبحث في المسرح الجامعي واعماله الفنية الفريدة
وعن الصور النادرة اخبرني الصديق العزيزهشام عن الملف الكامل الذي صورته وقتها عن
المسرح الجامعي الأستاذة ـ ساندرا
اسمح لي باستعارة الصورة النادرة لك وللعزيز شوقي عزالدين
اطلقنا موقع جديد في النت
مسرحنا دوت كوم اتمنى ان تقوم بزيارته
لكم يشرفنا وجودك بيننا
http://masrahna.com/
مع خالص التحيات
ومودتي النقية

لــك الشـــكـر أســـتاذنـا المـبـدع مـحـمـد ســـنــى

وأنــت تـســتـنـهـض الــذكــريـات وتـتـثــيــر الـكامــن مــن

أيــام مــضــت كـنـا فـيـهـا أكــثـر تــوقـدا وأجـــل مــودة.

فــكل مــن ذكــرت إخـــوة أحــبــاء:

جــعــفـر أبــو الـجــعـافــر زمـيـل دراســة وصــديـق هــمـوم

ورفــيـق درب. عــشــنا أيــامـا لــن تـنـمـحـى.

وفـيـهـا ذكــريـات مــوثـقـة كـهـذه ونـحــن فـى بـاكـر أيـامـنـا بـجـامـعـة الـخـرطـوم.

صــورة إلـتـقـطــانــهـا فـى إســـتـديــو بـكــوســـتـى وفـى مــعــيـتــنـا صــديق

عــيــيـت فـى تــتــبـع أخـباره، مـحـمـد فــتــحـــى.



أمــا الـمــرحـوم مـحـجـوب نـاصــر فــكـان صـديـقـا مـلازمـا لـجـمـعـنـا

وتــوأمــا لامــســـياتـى ونـحـن نـتـطــوف بـأرجـاء الـخـرطــوم وبــحـرى فـى ســيارتـى.

وكانـت تـربـطـــه بـوالـدى الـحـاج إبــراهــيـم، علـيـه رحـمـة الله، مــودة وإلــفـة

وونسـات طـوال باللـغــة الـخــالـدة.

وآخــر عــهـدى بـه حــيـنــمـا ودعــنـى بـمـطار الـخـرطــوم فـى يــولــيـو 1980؛

بـعـد أن ســندنـى فـى حـفـلات زواجــى بـا لإعــتـنـاء بـالـتــفـاصــيـل والإعـداد.

ومــمـا عــلـق فـى الـذاكـــرة خــبـر وفـاة جــمـال عـبدالـناصـر ونحـن نـتـنـاول طــعـام

الـعـشــاء فـى الـســجـانـة (عــلـى مـاأعـتــقـد) فــى مــنـزل خـالـه لــواء الـبـحـريـة.

فأنــفـجـر الـصـامـد مـذهـولا ودمــوع الأســى تــؤكــد صــدق إحــســاســه.

أمــا صــديـقـنـا هـشــام الـفـيـل فـقـد كان مــتــوقـدا بالـفــن ومــســكـونـا

بالإبـداع الــمــســـرحـى فـلـه الـتـحـيــة والـســـلام.

قــد تــعــلـم يـااســـتاذنــا أنـك فـى الـبال والــخـاطــر.

ذكــرتــك وأنـا أطــوف بــواحــد مــن أكــبـر

مــعـارض الـكـتـب والـمـخـطـوطات الـنـادرة.

فــوقــعـت يــدى عــلـى إصــدار عـام 1986

لــواحــد مـن أعــمـق الـكـتـب المســرحـيـة: "تــمـثــيـل شـــكـســبـيـر"

PLAYING SHAKESPEAR لـمـؤلــفــة الـمـخـرج الـمــســـرحـى الــعــلـم

جـــون بارتـــون والـذى أخـــرج عــشــرات مــن مـســرحـيـات شـــكـســـبـيـر

لمــجــمـوعــة شــكـســبيـر الـمــلكــيــة الـبـريـطانـيــة.

فــرأيـت أن أبـتــاعــه هـديـة مــتـواضــعـة وعــربـونـا للـمــودة.

وعــهــد عــلـى أن آتـيــك بـه،

وأنـا أتـهـيـأ لــزيـارة الـدوحــة قـــريــبـا بإذن الله الـعــلـى الـقـديــر.

أمــا مـوقــعـكـم الـمـســـرحـــى فــهـو نـســمـة طـال إنـتــظارهـا.

وقــد زرتـــه فــوجــدت فــيـه مــن الألــق الـكـثـيـر. وأســتـثـارنـى

بـهـاؤه وبـشــاراتـه لأعــد بـأن أســـهـم كـلـمـا ســمـح لـى الــوقـت.

أمــا الـصــورة فـملـك مـشــاع مـن أجــل الــتـأريــخ والمـســـرح.

ســــأوافــيــك بــمـعــلـومـاتــى عــلـى الـمـاســـنــجــــر.

ســــأبــحــث لـك عــن بــعـض مــراجــعـى وكــتــاباتــى عــن الاورطــة الـســودانــيـة بالـمـكـســـيـك.

ولـك الإعــزاز والـــتـجــلـة أبــدا.

وكان نــادى الـعـمـال بالخـرطــوم بــحــرى فـى الـخــمـســـيـنات والـســتـيـنات

مـصـدر إشـــعـاع وطــنى وســـيـاســى وثــقـافــى وتـــعــلــيـمـى .

فـــكانــت هـــتافـات "عــاش ســـــلام والــشـــــفــيــــع" تــتــردد

عــالـيــة مــدويــة تــــتـــزامـــن مــع "عـاش كــفـاح الــطــبـقــة الــعـامــلـة".

فــتــنـقــض قــوى الــقــمـع بــهــراواتــهــا عـــلـى الــرؤوس وقــيــودهــا عـلـى الـمـعـاصــم.

لافـــرق بــيــن حــــكــم إســـتـعـمــارى جـــائــــر وحـــكـم يــســمـى جـــورا

بــــوطــنـى؛ وهــــو أبـــعـد مـأيــكـون عــن الــوطــنـيــة.

وكـــنا صــغـارا فـى ســنـنـيـنا الأولــيـة الأولــى ومـاقـبــلـهـا. نــفــتـن بــهـذا الــزخــم

مــن الــروح الــوطــنـيـة ونــحــس بــصـدق أن لــنـا إلــتـزامــا

تــجـاه ذلـك الــنادى الـــعـمــلاق.

وكـان لإلـــتــصــاقــى بــذلك الـــنادى ســـبـب آخــــر أيـــضـا.

وهــو أن خـالـــنـا، الــرجـــل الـــعـصـامــى، عــثـمان هــارون ســـلـيــمـان

وصــديــقــه ســـلـيـمـان بــطـــران شـــقـيـق الشـــاعـــر الـــوطــنـى مـــصــطــفـى بــطــران

كانا عــضــويـن بــهـذا الـنـادى. وكـان الـخـال عــثــمـان يــومــهـا يســكــن مـــعـــنـا.

ويـــؤم الــنـادى، بــخـلاف الإجــتـماعـات والــنـدوات الـســياســــيـة، للـدراســات الـمـســائــيــة

لـتـطــويــر قـدراتــه الـفـنـيــة والـتى ظــل عـلـيـهـا مــواظـــبـا مـن درس ومــثـابــرة حــتـى

كـلـلـت جــهــوده بـشـــهـادات مــن الـقـســـم الـمــهـنى بالـمـعـهـد الـفـنـى.

ودرس الـهـنـدســة ثــم إبــتـعـث وتــدرج مــتـرقـيــا حــتى صــار مـهـنـدســا مـقـيـمـا لـمـياه الــعــاصــمـة.

ومـاظـنـنـت أنــه كـان بـالــغ ذلــك الـشــأو مــن الإنـجــاز لــولا الــفـرص الــتــعــلـيــمـيـة

والـتــحـفــيـز الــذى وفـــره نـادى الـــعـمال لأعــضـاءه.

وإضــافــة إلــى ذلـك كـان يـدرس الـنـوتـة الـمـوســيـقـيـة

وآلــة الـكــمـان بالـنادى فـهــو فـنـان مـرهــف؛ أمـد الله فـى أيـامــه.

وكـان الـمـكـون الـثـقـافـى بالـنـادى ركــنـا هـامـا مـن أركـان

الـتـوعـيـة والـتـثـقــيـف والــتـنـمـيـة الـفــكريــة.

وكــنـا ونــحــن فـى ذلــك الــعــمـر الـيافـــع نــبــتــهــج عــنــدمـا كــنـا نــســــمــع

أن مــن الـذيــن ســـيـخـاطــبـون الــنـدوة الســـياســــيـة فــى ذلــك الــيـوم كانـو يـضــمـون

الأســـتاذ قــاســـم أمــيـن أو عــابـديــن إســـمـاعــيـل أو مـحـمد ســـلام أو الشـــفــيـع أحـمـد الشـيخ:

أو قــل حــتـى جــمــع مــنــهــم. ومــاكـنـا يــومــهــا نـــعـى، فـى إنــفـعــالـــنـا بــهــم،

ثــقــل حـــجــمـهـم ولا أهــمـيــتــهـم الـســـياســـيـة. غـــيـر أنــنـا كـنـا نــعــى أنــهـم

"صـــاح" ويــتــحــدثــون "صــاح" فــيــتـجــاوب مـــعـهــم الــجــمـع.

فـيــزيـد ذلـك مـن حـــفــيـظــة قــوات الــقــمــع، فــيـبـدأوون باقــتــحـام الــنـادى

ومــطـاردة الــفـاريــن وإعــتـقـال الــعــشــرات مــنــهـم.

وكان عـدد مــنـهـم يـدخــلـون بــيـتـنــا مـن الـباب الــخــلــفـى الـذى يـفـتـح عــلـى الـمـيـدان

داخــل الـمــربـع واحــد و وســط بالأمــلاك. ثـم يـخــرجـون مـن الـبـاب الأمــامــى عــلـى الـشـارع

الـممـتـد الآن مــن نـادى الـكـوكــب إلــى مــيـدان الإتـصـالات.

وكـان ذلـك الــقـمـع يــزيـدنــا كــراهــة للإنـــجــلـيـز

وتــشــتــعـل حــفـائــظــنـا ونـظــل نـــردد

الأنــاشـــيـد الـــوطـنـيــة الـتى كــنـا نــحــفـظــهـا بــمـجــرد ســـمـاعــهـا.

فـيــلـحـقــنـا ســوط "عــنــج" أو نــهــرة بــذيــئـة مــن رجـال أجــهـــزة الــقــمــع.

فــنــعــجــب "كـــيـف لــســودانــى أن يــفــعــل ذلـك بإخـــوتــه".

وكان أعــظـم الأبـيـات وقـعـا عــلـى نـفـوســنـا كـلـمـات الـخـلـيـل وكانـت

تـــؤدى جــمـاعــيـا فـى الـحــفـلات والـمـناســبات فـنـحـفـظـهـا.

وكان مـن تـلـك الـــكـلـمـات التى تــهـزنــا مـاأطـلـقـهـا أبــوالـقـاســم الشــابـى مـن أبـيـات:

إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِي وَلا بُـدَّ للقَـيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَاةِ تَبَخَّـرَ في جَـوِّهَـا وَانْدَثَر

فــكـنـا نـــتــوق للإســـهـام ونــســــعــد حــيـنــمـا تــمـلأ حــقـائـبــنـا "الــخــرتـايات" الـتى

كـانـت تــعــلــق عــلـى الأكــتـاف يــومـهـا. ويــعـهــد إلــيـنـا بإيــصـالـهـا إلـى بــيــوت بـعـض

الأعــضاء فــى الـدنــاقــلـة شــمـال أو حــلـة حــمـد وحــى الشـــلالـيـة أوحــلـة الـمــيـرى.

وكـان ذلـك أســـلـوب تــوزيــع فــعــال مـاكـان يشـــك فـيـنـا أحـــد.

ومــاكـنـا نــعــى نـحـن أهــمـيـة ذلـك الـعـمـل أو خــطـورتـــة. ولــكـنا كـنـا ســـعـداء بـذلك الـدور.

وفــى الأيـام الــتـى تــكــون فــيــهــا الـدار مــراقـبـة، كــنـا نـجــد الـمـنـشــورات مــعــدة

داخـــل تـلـك ا لـصــنـاديــق الخـشــبـيـة الـضــخـمــة الـتى كـانـت تـجــلـس خــلـف الــنـادى؛

داخــل الـمــربـع واحــد و وســط بالأمــلاك. حــيـث كـنا نــلــعـب الـكـرة وأم الـحــفـر وأم الـقــحـف.

وكان نـادى الــعـمـال الـقــديــم هــو الـمـنـزل الـذى ســـكـنـه لاحـقـا الـدحــيـش لاعــب الــهـلال؛

بــعــد أن إنـتــقــل الـنـادى إلــى مــبـنـاه الـجــديـد عــلـى شــارع الــمــزاد؛

والـذى عــلـمـت مـؤخـــرا أنـه بــيـع بـدلا مــن أن يــحـفـظ كــتـراث نــضـال وثــقــافـــة.

Quote: الأخ الــكـريــم الأســتاذ عـبدالـرحـمـن الـحــلاوي لـك التـحـيـة والـســـلام والـشــكــر عــلـى طـيـب الـكـلـم بـحـقـى. ولـكـنـى لا أســتـحـق غـيـر دعـا للـمـولـى أن يـمـكـنـنـى مـن رد بـعـض ديــن عــلـى لـهـذا الـشــعـب الـعـمـلاق الـنـبـيـل الـذى مــافـتـئ يـعـيـش عــلـى الأمــل مــع إطـلالـة كـل فـجــر ومــغــيـب كـل شــمـس. يـتـعـشــم خــيـرا فـى أبـنــاء عــاقـيـن ظــلـمـوة وهـونـــه عـــلـى شــعــوب الأرض. ولـكـنى أصــدقـك الـقـول إن قـلـت أنـنـى أســتـمتـع جــدا بإجـتـرار الـماضـى والـنـبـش فـى الـكتـب والأضــابـيـر وإعـادة صــيـاغـتــها بـفـهـمـى لـهـا بــعـد هـضـمـهـا ومـضـاهـاتــهـا وإســتـخـلاص عــبـرهــا. وقــد كـان لــعـمـلـى بـدار جـامـعـة الـخـرطـوم للـنـشــر فـضـل كـبـيـر فـى "فــتـح" عـيـنـى عـلـى إســالـيـب إيـجاد الـمــراجـع والـمـصـادر وتـتـبـع خـيـوطـهـا. وأصـدقــك الـقـول بأن مـاوجـدت مــن كـتـب ومـراجــع عـن الـسـودان فـى ســوق الأزبـكـيـة بـالـقأهــرة والـكـتـب الـمـســتـعـمـلـة فـى بـيروت وبـغـداد ولـنـدن وبـوســطـن وفـلاديـلـفـيـا ونـيـويـورك، فـاق أكــثـر بـكـثـيـر مـا وجـدت بالســودان. نـاهـيــك عــن الـكـنـوز بـمـكـتـبات هـارفـارد وجـامـعـة بـوسـطـن حـيـث عـمـلـت أثــنـاء دراســتـى لأعـول أســرتـى؛ بــعـد أن تـآمـر عـلـى مـن بـذلـت لـهـم الـكـثـيـر مـن الـمـسـاعـدة والـنـصـح والــوقـت، ســامـحـهـم الله فـيـمـا فـعـلـوه فــى. ولـكـن لاســامـحـهـم رب الـعـالـمـيـن فـيـما فـعـلـوه بــدار جـامـعـة الـخـرطـوم للنشـر. ومـجـمــوعـة الـمـراجـع والأرشــيــف الـذى بـنـيـت طـوال الـتـســعـة ســنـوات الـتـى عـمـلـتـهـا بالـدار؛ حــيـث إخــتـفـت ولــم يــبـق لــهـا أثــر. ودار الـوثأئـق الـتـى بـنـاهـا الـبروفـيـســور أبـو ســلـيـم بـدأب لــيـل ونـهـار، مــافـتـرت هـمـتـه ولا ضـعـف عــزمـه. وجـمـع فـيـهـا أطـنانا مـن الـوثـائــق والـكتب الـنادرة. فـصـار مـصـيـرهـا مـاآلـت إلـيـه مـكـتـبـة جـامـعـة الـخـرطـوم والـتى إفـنـى فـيـهـا أســتاذنـا الـنـصـرى حـيـاتـه لـيـجـعـل مـنـهـا واحـدة مـن أغـنـى المـكـتـبات فـى أفـريـقـيـا والـشـرق الأوســط. وقـد تـكالـب عـلـى كـلـيـهـمـا قـوم لـئام مـن أدعـيـاء الـثـقـافـة ومـنـعـدمـى الـضـمـيـر والإنـســانـيـة فـسـرقـوا مـنـهـما الــنـادر الـثــمــيـن. تـارة بـدعـوى الإســـتـعـارة؛ ومــرات لـحـمـلـهـا لـمـن عـشــمـوا فـيـة الســنـد لـمـأرب لــهـم أو تــمـنـوا مــنـه الـمـنـصـب أو الـتـرقـيـة. ومــاصــار بـمـكــتـبـة مـعــهـد الـدراســات الأفـريــقـيـة والآســـيـويـة دلـيـل آخــر عــلـى خــيـانــة الــعــهــد وقــبــر الأمـــل. ولا يــخـالــجـنـى أدنـى شــك فـى أنــهـم حــرقـوهـا بـعــد أن أفــرغـــوا مــنـهـا الــدســم الـثـمـيـن. ومـالـك بـمـكـتـبـة أم درمــان الـمــركــزيـة، والـخــرطـوم بــحــرى الـغــنـيــة؟ ومــكـتـبـة مـدرســة الـخـرطــوم الــثـانـويـة الــتـى قــرأنــا مــن آلافــهـا مـجـلــدات الــرســالـة، والـفـجــر، وروائـــع أبــى عــمـرو الـجـاحـظ، ودووايــن فـحــول الـشــعـر فـى الـســودان ومــن ســبـقـهـم مــن كـل عــصـور الإبــداع الأدبـى الـعــربـى والــتـاريــخ الـبـشـــرى. ولــكـن عـــزاء شــعــب الســودان أن فـى أبــنـائـــه أمـــثــالـكـم مــن الــباحـثــيـن عــن الـحـق والـمـنــقـبـيــن عــن الــعـصــى الــمــكـنـون. وفـــقــنـا الله وإيــاكـم فـى جــمــع الــمــمـكـن والـصـعـب الـمـســتـحـيــل؛ حــتى تـشـــرق شــمـس إبـتـســـامـة الأمــل لــمــســتـقـبــل الـوعــى والإســـتـنارة؛ الــقادمــات بــفــضــل الــعــزيــمـــة بــإذن الــمــولـى عــز وعــــلا.

لك التحية والتقدير يا سمي ، فقد لجمت لساني بهذه الكلمات والتي تنم عن أصالة معدنكم وشفافية روحكم ..ومنكم نستمد ما فقدناه من ثقة في النخب السودانية ..إي والله إني افتقدت الثقة في كل من يحملون دالأ أو أستاذية او من دونهم ..التاريخ يا سمي مرآة الحاضر في بعض جوانبه وفي هذه السانحة ..فقد بحثت عن كتاب لمحمود السمرقندي الذي أخذ عنه المؤرخ ماكمايكل History of Arab In Sudan أرجو الإفادة إن أمكن ولكم التحية والتقدير
متابعين