|
خيط هنا لمعرفة مقابر شهداء يوليو 1971
|
خيط هنا لمعرفة مقابر شهداء يوليو 1971
(1) بين النجوم كان موضع كراسينا .... هذا ما يقوله الشهداء قبل الاغتيال ، وتلك المقامات المتوهجة نقولها لهم في ذكراهم التي لن يذوبها المكر ، أو يهجرها النسيان . خزي يتبع المجرمين الذين حكموا ونفذوا ، ليخفوا جرائمهم ، كي لا يتعرف التاريخ على مئات طلقات الرصاص سكنت الصدور . غريب على الذين رضعوا من أثداء أمهات سودانية ، وغريب على العرف والأخلاق أن يدفن المقتولين غيلة في مقابر الفضاء الصحراوي ، وأن تحفر الآليات المقابر ويتم الدفن رزماً فوق بعضها ، وليس وفق الشرائع التي عرفها الناس ، بل تدفن كنفايات ، يتبرأ منها الناس !!!
** شيء غريب حقاً ، أن تقتل من تشاء ولا تسمح لأحد أن يسير في جنازته أو يتعرف على موضع القبر ، فقد تم الاغتيال بالرصاص، أو بالشنق ، وحفرت المقابر كأنها أساسات مباني ، بآليات الحفر ، وهي نفسها التي تقوم بالدفن الجماعي !. لِمَ كانت الانقلابات العسكرية في السودان قداتخذت الوطن غنيمة حرب ؟. القتل كما تشاء ، لا تترك أثر جثة ليُعرف مكانها ! . هذا سلوك مناف للعرف والأخلاق ، نعرف أن من حق القائد العام الإنجليزي أن يعين المحكمة الميدانية ، وأن ينقض أحكامها أو يعيد تشكيلها ، حتى ترضى بحكم الفرد ، القائد العام .ولكنا لا نتصوره في ظل حكم يدعي الوطنية !!. فكأن المقتولين مصدر خوف ورعب للذين اغتالوهم ، باسم القانون والحق والعدل ، وهو ما يدعيه الحكام العسكريون طوال تاريخهم. فعن الشهيد محمود محمد طه ، ذكر قائد الطائرة التي أقلت الجثمان أن مكانها غرب أم درمان في موضع يبعد عن منتصف المدينة ما بين 20 إلى 30 كيلومتر !! .
**
لماذا يخرج العسكريون عن عباءة تاريخهم الاجتماعي ، وتراثهم الذي يستحق العناية ، فقبور الشهداء ، حق أهاليهم ، وليست هبة تتفضل بها الأنظمة الدكتاتورية الغاشمة ، فماذا يبقى بعد القتل !؟ ، ألم يكتفي القتلة بالنفي من الدنيا ، بل يسعون لطمس أماكن القبور حتى لا يعرفهم أهلهم !!
(2)
أورد الرائد معاش / عبد الله إبراهيم الصافي في سفره شهادتي للتاريخ بعض مواقع مقابر شهداء 19 يوليو :
(أ)
المقدم : با بكر النور سوار الدهب . ولد بأم درمان عام 1933 م . درس الثانوية بخور طقت . تخرج في الكلية الحربية السودانية عام 1955 م ضمن الدفعة الثامنة . عمل في القيادة الشمالية والغربية والجنوبية والقيادة العامة . تم انتدابه للعمل بوزارة الخارجية عام 1965 في مهمة متعلقة بقضية الجنوب .عين عضواً في مجلس قيادة انقلاب مايو 1969م . أبعد من جميع مناصبه في 16 نوفمبر 1970 م . تم تعيينه رئساً لمجلس انقلاب 19 يوليو 1971 م . أعدم يوم 23 يوليو 1971 ودفن بمقابر حلة حمد بالخرطوم بحري دون علم أسرته . (ب)
الرائد / فاروق عثمان حمد الله . من مواليد الخرطوم عام 1935 م . الدراسة الثانوية بمدرسة وادي سيدنا . التحق بجامعة الخرطوم ، كلية الآداب ، وتركها والتحق بالكلية الحربية السودانية . تخرج في الكلية الحربية السودانية الدفعة العاشرة عام 1957 م .اعتقل عام 1959 بتهمة الاشتراك في حركة البكباشي علي حامد . اعتقل عام 1964 م بتهمة عصيان الأوامر بضرب المظاهرات خلال ثورة أكتوبر . طرد من القوات المسلحة عام 1966 م .لاشتراكه في حادثة اعتقال وزير الداخلية والقائد العام للقوات المسلحة في جوبا ، والتي كانت تهدف إلى تحسين تسليح القوات المسلحة وأحوال الجنود حتى يتمكنوا من دحر التمرد . عمل بعد طرده من الجيش ضابطاً إدارياً ثم فصل عن العمل بعد فترة وجيزة ، وعين بوزارة الأشغال ثم وزارة التجارة ، سم الأسعار ، ثم أصبح وهو خارج الخدمة بالجيش سكرتيراً عاماً لتنظيم الضباط الأحرار. عين عضواً بمجلس قيادة انقلاب مايو في 25 مايو 1969 م، ويعتبر العقل المدبر لانقلاب مايو . أعفي من جميع مناصبه في 16 نوفمبر 1970 م . عين رئيساً لمجلس انقلاب 19 يوليو 1971م . أعدم في 23 يوليو 1971م . ودفن بمقابر حلة حمد بالخرطوم بحري دون علم أسرته . (ج)
الرائد / هاشم محمد العطا . ولد ببيت المال بأم درمان ، وبعد الدراسة الثانوية التحق بالكلية الحربية السودانية عام 1957 م ضمن الدفعة (11) . تخرج من الكلية الحربية عام 1959م . أوفد في بعثات دراسية متعددة إلى انجلترا عام 1962 – 1963 م ، وفي ألمانيا الغربية عام 1963 – 1964 م ، مصر عام 1965 م. عمل بالقيادة الجنوبية والقيادة الوسطى ومعلماً بمدرسة المشاة ، ثم ملحقاً رعسكرياً بألمانيا .وهو من الضباط المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والسلوك القويم . عين بمجلس انقلاب 25 مايو 1969 م . . أعدم في 23 يوليو 1971م . ودفن بمقابر حلة حمد بالخرطوم بحري دون علم أسرته .
(د)
المقدم / عثمان حاج حسين " أبوشيبة " . ولد بأرقو المحس عام 1937 م . درس الابتدائية بدلقو ثم الأقباط الإعدادية بالخرطوم ، ثم الثانوية المصرية بالخرطوم . التحق بالكلية الحربية عام 1958 م ضمن الدفعة (12) وتخرج منها عام 1960م .عمل بالقيادة الغربية بالفاشر والجنوب في منطقة بحر الغزال ، حيث ابرز شجاعة نادرة في العمليات الحربية ويتصف بالحزم والدقة تبنى أبوشيبة أحد ابناء الإقليم الجنوبي واعتبره ابناً من أبنائه اسمه " جيمس عمان حاج حسين ". كان قائداً للحرس الجمهوري . . أعدم في 23 يوليو 1971م . ودفن بمقابر حلة حمد بالخرطوم بحري دون علم أسرته .*
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خيط هنا لمعرفة مقابر شهداء يوليو 1971 (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: غريب على الذين رضعوا من أثداء أمهات سودانية ، وغريب على العرف والأخلاق أن يدفن المقتولين غيلة في مقابر الفضاء الصحراوي ، وأن تحفر الآليات المقابر ويتم الدفن رزماً فوق بعضها ، وليس وفق الشرائع التي عرفها الناس ، بل تدفن كنفايات ، يتبرأ منها الناس !!! |
الأستاذ الأديب الشقليني، تحية وإحترام وكل سنة وانت طيب،
المخازي والجرائم في عهد نميري يشيب لها الولدان، فالرحمة والمغفرة له ولكل المغدورين في عهده البغيض.
أذكر من بعض الروايات الشعبية الغير موثوقة بأن أكثرية شهداء حركة يوليو 1971 تم إعدامهم ودفنهم في مقابر جماعية بمنطقة الحزام الأخضر بجنوب شرق منطقة الشجرة في جنوب الخرطوم، ولكن لا يدري أحد موقعها على وجه التحديد كمثل مكان مدفن شهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه فلروحه الطاهرة السلام والرحمة في سمتها العالي.
فما يحدث الآن في عهد حكم ما تسمى بالحركة الإسلامية لهو أسوء بكثير مما حدث في عهد النميري ويزيد عنه وحشية وقذارة، ويتجرد من أي حس إنساني. فطائرات الأنتنوف في زمنهم تخرج لتسقط براميل الموت والتي تهدف في الاساس لإبادة كل ما يصادفها من أحياء! ولا شك عندي أن كل من يأمر بتنفيذ مثل هذه الجرائم، ومن يقوم بتنفيذها ماهم الإ وحوش تتغذي نفوسهم الشريرة والمريضة بإعمال القتل العشوائي على أرواح المواطنين العزل، فكل مؤيد لمثل هذه الأعمال الشريرة، وكل من لم يستنكرها حتى ولو بأضعف الإيمان يعتبر مشارك أصيل في مثل هذه الجرائم البشعة ..
أتطلع لقراءة المزيد من المعلومات عن مقابر شهداء حركة يوليو وارجو رفد البوست بكل ما لديك مع خالص الشكر والتقدير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خيط هنا لمعرفة مقابر شهداء يوليو 1971 (Re: هشام هباني)
|
بعض انحناءة لرفاق .............. هل ماتوا .. أم أمرهم كان هباء أم كان حشراً وانتهاء قيل أن الأرض رضعت دماء ألف نبتاً يصعد برعمه لسماء عبد الخالق الراشد مقام طال سماء أخوته ليس صغاراً قلوبهم صفاء لعز لأوطان دماً ملأ الأنحاء ملأ النهر فتدفق عطاء خالدين أبداً يا شعلة الشمس بسراء عشتم فتلاحقتم بالضراء سالت الدماء أم رضعت الأرض من ثدي نضال قبراً في البلاد رفاق ..........
ليس شعراً أن أتاك حديثي يا مقام
| |
|
|
|
|
|
|
|