منتدي الذكريات بكلية الطب ج الخرطوم زمان

Quote: محمد المرتضي... مجدي.. صباحات.. كلها خير.. مريا مازالت تأرق ليلي الغارق في ظلامه.. وبرده الذي إذا ماحتك بالعظام يورثني شوقا لكما... (توتي .. حمد الريح .. وأشياء أخري مثل البنت التي تضحك فتدور كالفراشه..) ثم تأتي مريا .. التي تجعل من إزميل فدياس وعبقرياته الراعنه... أدوات يصعب مسها .. أو يصعب فهم جنونها.. الله غالب! .. في زمان ما كان فيه النشيد نشيجا.. والغناء مثل التراتيل النبيله.. كنت أدعو كل من فيه بركه للتعرف علي أشياء صغيره ولكنها ذات دلالات محفوره في ذاكرة الجينات ... كوب من القهوه أطلق عليه عمود العارفين ... أعشاب معصوره بعنايه.. أسميها جزافا شاي .. سيجاره... وموسيقي موزارت وبيتهوفن.... شوبان.. ثم القدم المعلي لفيروز ... فيتساقط مجدي الشيخ طربا... ولا يبارح مكانه إلا عندما تخالج أصوات الصباح الاولي مسامعنا المضمخه بجميل الكلام .. فيخرج مجدي من الغرفه اللعينه خفيفا كظل الضوء .. ولا يلتفت لاحد.. ولا أسأله لأنه في ذياك المكان يكون قد دثره الجنون .. فأخاف أن يرسمني في إحدي كاريكاتيراته .. عاريا...!!! عندما نلتقي في الكليه .. لا نتحدث كثيرا ولا يحادثني .. (ربما فقط.. ربما) يكون محاطا ببنات الحور أو أشباه الملائكه.. وأنا منهن بعيد......إذ أن أحمد جمال إبن عمتي كان دائما يصفني بالزندقه .. الجميله.. أو كان يذكرني بأنني أدرس الطب من منازلهم... لصوت علي المك.. أثر عجيب في نفسي .. عجيب .. لأنه كان يمسك بتلاليب اللغه ويسحبها معه الي عوالم أخر.... نعاه صلاح أحمد إبراهيم في لندن عام 1992 في شاعريه مرهفه .. خلتها وقتذاك ... حديثا اخرا عن مريا أخري .. ثم إختتم ذلك النعي الحزين بقوله .. قد نلحقك قبل أن نموت بعبقريتك يا علي!! لم أفهم وقتها ماذا كان مقصده ..( حمدا ... وأسفا) ... و بعد عام واحد تصاعد صلاح وعندها عرفت أن العبقريات تعيش أبدا ... واصحابها يموتون.. (نحن لا ننسي أن نتذكر .............. نحن نموت!)