المشنقة الأفقية - قصة قصيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-10-2013, 10:59 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة (Re: Bushra Elfadil)



    سيمفونية الجراد

    1 جريرة:
    الرحيل إلى جنة الجراد
    خرجت جريرة وهي جرادة نشطة في رحلة من رحلاتها الدورية للبحث عن جرير الغائب منذ خمس جردات, والجردة هي سنة الجراد, وعن الخضرة في ديار احطوطبت مشاعرها وعن سرب لا يجيء. قالت راوية هذه الحكاية وهي جرادة ذات استطرادات لراوٍ آخر سيوبر إن الكلوروفيل هو موسيقى الجراد ولذا فنحن لسنا معادين ًللنباتات البرية بل نسمعها ونستنشقها ولا نروي ظمأنا منها إلا بالتهامها حيث تنبت من جديد . لكن الذي يقلقنا أكثر- قالت الجرادة الحكيمة - هو هذه المزروعات التي يخص بها بنو الجن- سان أنفسهم دون سائر الكائنات ويخصون من تدجن من بني جلدتنا من الكائنات بالكلاليق الناشفة وبالأعلاف المهجنة المفرغة من الحس الموسيقي الشيء الذي يجعل سائر أمعاء الكائنات المستغفلة عدا الطير الطائر والجراد تجتر الموسيقى النشاز بدلاً من موسيقى الخضرة الطبيعية الساحرة. .ما فتيء بنو الجن- سان يجتثون كلوروفيل الغابات ويقيمون الحيازات الخاصة بهم ويبيدوننا حين نسعى للكلوروفيل الصناعي الجديد. نحن نواجه حرب إبادة منذ اكتشف الإنسان الزراعة قالت الجرادة الراوية ذات الاستطرادات ثم عادت لحكاية جريرة بنت الجزيرة. خرجت جريرة في صيفٍ امتد فيه الرماد من نشاف بلاعيم البشر إلى انطواء السجلات الخضراء عن الجداول والقنوات والأنهار والمروج والمهج. كانت جريرة قد عادت في الشتاء الماضي من ديار جنجة. فعاتب وهو من الجراد العتاب كان قد جاءها ذات يوم جذلاً وقال لها أنه شاهد جريراً هناك . سافرت جريرة إلى جنجة على عجل ثم عادت من رحلتها بهاء سكت مريرة كالغصة وباتت شتوياً تنضح بالحسرة. كانا وجرير لم ينجبا ولا تجريدة واحدة فجرير سافر كما قال كي يأتي بالنال ولذا لم تعترف أسراب الجراد بحبهما إذ لا تعترف أسراب الجراد العليا بفاعلية الإسهام في حفظ النوع ضد سلاح المبيدات المحرم سربياً إلا بإنجاب ثلاث تجريدات. خرجت جريرة أملاً في العثور على حبيبها ومن أجل تقدم السلالة. و حب الجرادات صادق دائماً.في هذه المرة أخبرتها جرة الجرادة ذات التحركات المريبة العائدة للتو من نواحي القصبة أن جريراً يرتع بين قريناته الجديدات وسط بساتين جارودي عاصمة الجراد. تتأفف جريرة . تزفر أحزانها من خلال فمها الصغير فتقول ـ أوففف وتلتقط الريح فقاعة الهواء الصغيرة وتدخلها ضمن صغار تابعاتها الخفية الساريات معها، فلا يكاد أحد يسمع شيئاً ولذا يظن الجميع أن ليس للجراد أصوات.كانت جريرة في حالة جوع دائم حد التصاق جنبها الأيسر بالأيمن . وحين خرجت قاصدة جارودي أفردت دفتها الصغيرة وفتحت فوانيسها المحورية وعدلت من الساري ثم أسلمت نفسها لتيار الرياح العاتية. طارت بها الريح وطارت جاغة وجاغة فجاغات والجاغة هي ساعة الجراد وهي (39 ق) بالزمن الإنسي. زمن الجراد الداخلي من أسرار الكون. كانت جريرة تسكن في انقاية جرداء في (بلاد) تروى بالمطر في بطن الجزيرة قرب بلدة واصل نومك. وكل جراد واصل يعرف جريرة بنت الجزيرة، هذه الجرادة المتجردة التعيسة الحسناء. في أثناء طيرانها نحو جارودي كانت جريرة ترقب حركة العتاب وهو جراد شبه طائر شبه سائر وتضحك وترمق بفوانيسها الدوارة حالة انحسار موسيقى الجراد من جنبات الترع وأب عشارين والجداول والتقانت وسط الحواشات البور. تحلم جريرة ببساتين ملأى بالبازلاء وفول الصويا والسبانخ والعنب والمشروم بدلاً عن مكرور العدس والبصل والفوم.آه من نكهة حليب الصويا!تقول خواطر جريرة المكبوتة. طارت جريرة وطارت ثم طارت وطارت وشيئاً فشيئاً امتلأت ذاكرتها بالأشجان ودماغ الجراد كله ذاكرة . وما لبث أن غنت عذاباتها بشعرٍ آسرٍ ـ أوف .... تكْ تكمْ . تكْ تكمْ تـكْ تكْ تكمْ. طارت جريرة وطارت ثم طارت وبعد جاغات وجاغات أصبحت على مشارف جارودي. في البداية دخلت الجرادة التعيسة الحسناء منطقة الريح الأصفر الذي يفصل الأقاليم القاحلة عن الأقاليم المتجهة نحو الحضارة الخضراء. وطارت طارت ثم طارت وطارت حتى وصلت إلى زون الريح الأزرق ففقدت هناك وزنها وصارت ريشة في مهب الذكريات. طارت بها الريح وطارت ثم طارت وطارت وفجأة انبثقت أمام جريرة خضرة موسيقية كالخضرة التي كانت تراها في الأحلام انبهرت جريرة وانبهم حنينها فحلقت بالمرح كله فوق مروج خضراء تراها لأول مرة في حياتها. مروج جمعت عصارة الخضرة منذ عيذاب التي كم اخفت وراءها من شقاء للأسراب ومن زمن غابات تركاكا والزمن القديم مما رواه جدودها عن رغد العيش قرب ودسلفاب حين كانت الغابات تمتد وتمتد مابين النيلين قبل أن يجتثها عدو موسيقى الجراد الغاشم. لكن هذه الخضرة الجديدة ربما تدخل في تباعيضها جنيات الجينات. خضرة حاضرة خضراء مخضرة . وفي سرها ضحكت جريرة وهي في حبورها العظيم هذا حين تذكرت النكتة القديمة التي روتها لها والدتها حين زارت منذ عشرات الجردات نرتتي بجبل الجراد العظيم سألت والدة جريرة جراد نرتتي المحظوظ: ـ صفق اللوز دا كلو هيلكم يا الحبان فأجابها جراد نرتتي الخضراء من غير سوء ـ بالحيل فردت الجرادة الأم: ـ نان ما تقرضوا لجردات وجردات ظلت الأم تكرر نكتتها لجريرة حتى ربتها على حب الفكاهة وفي كل مرة تعودان معاً إلى النكتة بدءاً من آخرها ـ نان ماتقرضوا حلقت جريرة وحلقت فرحة فوق المروج الخضراء ومن علٍ رأت الجداول الرقراقة والمياه الدفاقة والثمار البراقةلكن فرحتها لم تستفرق سوى نصف جاغة وسرعان ما علا خواطرها شجن دفين حين تذكرت شحوب إنقاية واصل نومك. ومن عل لاحت لها أسراب عجيبة من الجراد بدينة تمشي الهوينا وأحست جريرة أن هذا الجراد تكاد تقتله الفاقة. وما أن هبطت أكثر حتى حل بها الفزع وهمست لنفسها ـ هذا الجراد ليس من بني جلدتنا. كان هناك جراد سمين وجراد سمين وبدين , جراد لاحم وجرادلاحم و شاحم, جراد مكتنز وجراد ينز , جراد وديك وجراد سميك, جراد منيع وجراد عاتي , جراد فات وجراد فاتي وأعجب من هذا كله فصائل أخرى من الجراد الأممي حيث كان هناك الجراد الجامبو والجراد الجائر والجراد الجائز والجراد الحائز والجراد الجراند وغيره من الجراد الذي لا تعرف جريرة له كنهاً. هبطت جريرة بمدرج مطار جارودي وكانت دهشة الجراد العجيب لرؤيتها أكبر من دهشتها فقد كانت جريرة تبدو على الرغم من حسنها غبشاء هنا كفت جريرة عن تذكر النكتة القديمة وا لتمعت في ذاكرتها الدماغية خاطرة عن أنها ربما حلت بجنة الجراد. و اقتربت جريرة من جموع الجراد أكثر فشاهدت لدهشتها انشغال الجميع بالتهام نوع من الخضرة الملفوفة المحشوة باللوز. رأت الحشود تتوجه بأسلوب حضاري نحو المنصة فتقدم لها كواعب الجراد الخضرة الملفوفة في آنية خضراء مع مناديل من سندس . دارت جريرة ثم دارت ودارت حول جموع الجراد المتعجبة. نسيت جرير وما جرى منه وتذكرت بحزن عميق أمها وأبيها في جرداء التي قرب واصل. وتملكتها شفقة طاغية وحزن ماله من قرار لكون أمها لا تعرف شيئاً عن طلعات الإستهلاك الراقية أما أبوها الزاهد فكان يسألها دائماً عن الفرق بين الإستهلاك والهلاك . أمها تقضي سحابة نهارها بين الورتاب والبتاب, تقبع بين مشلعيبها ورواكيبها وكراكيبها وغاية أمنياتها أن تحظى بصفقة عنكوليب .وفي الخريف يكون صفق العدار راقد هبطرش في الإنقاية قرب واصل نومك ويغيب القصب مباشرة عقب موسم (الدرت). أسفت جريرة بنت الجزيرة التعيسة الحسناء لكونها لم تعلم من قبل بوجود بساتين كهذه. غاب بال جريرة في تلافيف ذاكرتها لجاغتين فبكت بكاءً يفيض بالحنين وجريرة جرادة ليست قياسية فهي لا تعرف الأنين . وعندما أفاقت كان الجوع هو سيد موقفها ودنت في حركة عفوية من أول جرادة عبرت علها تحظى منها بطبقٍ مما يتداولون , فتلقت لطمة مفاجئة صاعقة مصحوبة بصيحة ارتجت لها مكبرات الساحة: ـ أخرجي من هنا أيتها الشحاذة الجرداء القذرة. انطلقت جريرة إلى أعلى بالدفع الميكانيكي بسرعة هائلة فاقدة للوعي من هذه الضربة الجراند ثم هوت مثل قذيفة وارتطمت بروث البقر في أطراف القصبة .وظلت هناك بلا حراك لجاغات وجاغات وحين أفاقت لم تعد تذكر إلا تلك الصيحة الأخيرة
    ـ شحاذة قذرة أخرجي !
    وفتحت جريرة فمها لتصرخ لكن هاء السكت كانت قد دهمتها فسكتت.
                  

العنوان الكاتب Date
المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-09-13, 09:58 PM
  Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-10-13, 09:51 AM
    Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة ibrahim fadlalla01-10-13, 01:26 PM
      Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-10-13, 02:58 PM
        Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Isa01-10-13, 04:46 PM
          Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-10-13, 06:14 PM
            Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-10-13, 10:38 PM
              Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-10-13, 10:59 PM
                Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-10-13, 11:07 PM
                  Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-11-13, 00:44 AM
              Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة فتحي الصديق01-11-13, 08:30 AM
                Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-11-13, 12:32 PM
                  Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-11-13, 04:15 PM
                    Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-12-13, 07:19 AM
                      Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-12-13, 04:20 PM
                        Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة مصطفى عبيد01-12-13, 06:55 PM
                          Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-12-13, 08:34 PM
                            Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-13-13, 08:21 AM
                              Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة محمد فضل الله المكى01-13-13, 09:00 AM
                                Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-13-13, 05:46 PM
                                  Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-23-13, 06:37 PM
                                    Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة عبيد الطيب01-23-13, 08:20 PM
                                      Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-24-13, 07:53 AM
                                        Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-24-13, 12:34 PM
                                          Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-25-13, 09:30 PM
                                  Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة درديري كباشي01-26-13, 11:42 AM
  Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة طه جعفر01-25-13, 10:52 PM
    Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-26-13, 10:55 AM
      Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-26-13, 01:26 PM
        Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-26-13, 09:38 PM
          Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة munswor almophtah01-27-13, 00:48 AM
            Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-27-13, 01:07 AM
              Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-27-13, 11:27 AM
                Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-28-13, 08:28 AM
                  Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Mohamed Abdelgaleel01-29-13, 12:54 PM
                    Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة عبيد الطيب01-29-13, 07:06 PM
                    Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-29-13, 11:13 PM
                      Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة Bushra Elfadil01-30-13, 08:05 AM
                        Re: المشنقة الأفقية - قصة قصيرة درديري كباشي03-16-13, 01:34 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de