|
|
 فجيعة مقيم في هامش السيرة
|
فجيعة مقيم في هامش السيرة
محمد سليمان احمد - ولياب
واقعة حقيقية ارويها ... ويقيني بان كل من يقع نظره عليها سيكذب أحداثها. لاستحالة وقوع فصولها في مكان وزمان لها تواصل وارتباط بتقنيات وكفاءات أرادت بتعمد أن تكون غائبة .
المقيمين في الهوامش مثلنا وهم كُثر تصادفهم دوما أخطاء ومشاكل إدارية ، وأشياء كثيرة غير منطقية تحدث أمام مد بصر كثير من المسئولين اللذين لا يبالون كثيرا بما يقع من أضرار وخسائر وضياع للوقت وتعطيل لمصالح الكثير من المغلوبين على أمرهم من الضعفاء اللذين لا حولة ولا قوة لهم سوى التضرع إلى المولى عز وجل طالبين الرحمة والشفقة بهم ، وإزاحة ما يعتري مصالحهم من هم وغم ، وتعطيل مصالح بدون أسباب منطقية هم في الغالب ليسوا طرفا في أسباب وقوعها .ولكن نسبة لمواقعهم الهامشية في خريطة الأوطان عليهم أن يتحملوا وزرها . ولا يشفي غليلهم سوى ترديد (حسبنا الله ونعم الوكيل ) في دواخلهم . خشية أن تتفاقم المشكلة وتتعقد الأمور.
من تلك الوقائع المحزنة المؤسفة حظيت بواحدة منها بدون مقدمات و رغم حرصي الشديد في تفادي كل ما يمكن أن يحدث من تلك الأشياء المحتملة الحدوث بسبب إهمال أو تهاون في أداء مهام في إطار منظومة (ربنا لا تؤآخذتا إن نسينا أو أخطأنا) لذا يكون الفرد منا حريصا كل الحرص على سد كل الثغرات المحتملة حتى لا يتعرض هو أو احد من أفراد أسرته إلى معضلة لا يهتم صانيعها بفك شفراتها رغم بساطتها وسهولة إمكانيات الحلول المتاحة ا (إذا سلمت النوايا ) ولكن مع شيوع استخدام مفردة (إنا مالي ) البغيضة تتكرر المآسي والمشاهد المحزنة .... واليكم أحبتي مختصر الرواية...
مع نهاية عام ميلادي أوشك أن يودع كانت هنالك رحلة شركة طيران مجدولة، وموعد إقلاع ، ووقت حضور معلن لإنهاء إجراءات السفر بوقت كاف . ولشدة حرصي على تفادي ما يمكن أن يكون من مخاطر متوقعة وغير متوقعة كان علّي أن اوصي ابنتي بالابدار والحضور المبكر مع التقيد والإيفاء بكل كبيرة وصغيرة وحصر كل شاردة وواردة واستذكار لكل برامج الرحلات والمواقف السابقة لتحاشي ما يمكن أن يعكر صفو مرور الحدث بانسيابية تامة .
ها نحن قد أكملنا المسيرة والخطوات المطلوبة كما ينبغي وحتى لحظات الوداع والمشاهد المعتادة اعددنا لها العدة.. وبقي لنا من الوقت الكثير لننال قسطا من الراحة قبل موعد إقلاع الرحلة . الحمد لله كل ما يمكن أن يكون متوقعا من جراء الإجراءات النظامية ، وبعض المعاكسات المعتادة والغير المتوقعة قد زاح عن كاهلي وهاهي بطاقة الصعود إلى الطائرة وجواز السفر والتأشيرة مكتملة الأركان . وليس في يدها إلا بعض الحوائج المعتادة والمسموحة والمعلنة عنها صراحة في فسائم السفر والتعليمات.
لكن في غفلة غير متوقعة يحدث ما يربك ويقلب الأمر رأسا على عقب ...تاريخ انتهاء صلاحية جواز السفر غير مضاف في جهاز الحاسب الآلي الذي يجلس إمامة شاب مهذب يسحب ورقة (نموذج معد لذلك ) وهذا يعني تكرار حدوث الواقعة لدرجة أن إدارة الجوازات أعدت لها نموذجا. وعلى المسافر أن يراجع قسما في إدارة الجوازات ليستكمل نواقص البيانات التي غفل عنها موظف الإدخال لسبب أو لأخر لم يكن صاحب الجواز طرفا في غياب المعلومة . ولكنه ولظروف اضطرارية واضحة المعالم مجبر على استكمال البيانات فيما تبقي من الوقت ليلحق بالركب ويسعد بمقعده على الرحلة التي ستغادر بعد دقائق معدودة علما بان شركة الطيران ليست مسؤولة عن كل من يتخلف عن مقعدة بعد إصدار بطاقة الصعود إلى الطائرة . وبهذا المشهد المربك ووسط دهشة وانزعاج وغوغائية غير متوقعة وضجيج يشوبه بعض الشفقة من بعض المتعاطفين وازدراء من بعض الخانقين تضيع الآمال والأموال وما يمكن أن يترتب على الواقعة من فجيعة . وتعود ابنتها إدراجها إلى حيث نقيم.
محمد سليمان احمد - ولياب
[email protected]
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
welyab
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست