|
|
 مناقشة في حديث الدكتورة مريم الصادق
|
في حديث الدكتورة مريم الصادق المهدي في الندوة التي نظمتها جمعية الثقافة السودانية بمدينة مانشستر البريطانية أكثر من جانب مهم يستدعي النقاش حوله فهي من جهة دعت إلى التغيير بتكامل العمل السلمي والمعارضة المسلحة والضغط الدبلوماسي إلى جانب الحل الشامل عبر الحوار، وفي الوقت نفسه اعتبرت الدكتورة مريم أن القوى السياسية وكل المكونات السياسية تفتقد الثقة فيما بينها إلى جانب محاولات الإقصاء المتبادل .وأشارت القيادية بحزب الأمة إلى أن مشروع الإنقاذ قام على إقصاء الآخرين وانتقل هذا الداء إلى القوى السياسية المعارضة في تخوين بعضها البعض. مشيرة إلى أن (حزب المؤتمر الوطني الحاكم يعاني حالة انقسامات داخلية، ويحاول أن يستعين بأسماء الزعيمين الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني رغم أنه كان يحاول إقصاءهما). وهكذا يبدو أن المجال الذي يتحرك فيه حزب الأمة حسب حديث الدكتورة مريم الصادق وحسب ما شهدنا من حراك حزب الأمة القومي على مدى عقدين ، واسع ففي حين أن النظام يجرم أي جهة تتصل بالمعارضة المسلحة نجد أن حزب الأمة في جانب من حراكه المعارض للنظام لا يرى غضاضة في أن يتكامل العمل السلمي مع العمل المسلح . لكن المدى الذي يتحرك فيه حزب الأمة وفق الرؤية التي طرحتها الدكتورة مريم واسع يبدأ من التشدد وينتهي طرفه بالحوار مع النظام وهو مدى لا يعمل به أي حزب آخر في السودان. منظور سياسي عريض طرفه المعارض الأقوى المنحاز للشعب الغاضب معارض مصادم وطرفه المعارض الهش اللدن الهين الذي يحاور الحكومة مهادن ولا نقول أنه أصبح جزءاً منها لكنه يحاورها ويحاورها للدرجة التي أصبحنا فيها نشك في انه يعلم أنه لا فائدة من هذا الحوار . و في إشارة الدكتورة مريم لاستعانة المؤتمر الوطني بأسماء الزعيمين المهدي والميرغني يكمن سبب من أسباب افتقاد الثقة بين القوى السياسية المعارضة . والإحباط العام الذي يسود في أوساط الشعب من زعيم حزب الأمة .الشعب كان يأمل أن يوقع السيد الصادق المهدي منذ اليوم الأول للانقلاب اسمه وتحته (عبارة رئيس وزراء السودان الشرعي المنتخب) وألا يحيد عن هذا قيد أنملة وأن يصمت عن كل حوار مع الانقلابيين. فالمؤتمر الوطني لا يستعين بأسماء الزعيمين فقط بل بأفكارهما وكلماتهما ومواقفهما وهي أفكار وكلمات ومواقف تثير في كثير من جوانبها البلبلة وسط المعارضة ويستفيد المؤتمر الوطني من (برستيج) الصادق المهدي ولنقصر حديثنا عليه ، في كثير من الأحيان ودعواته المتكررة للحوار في حين انتظرته المعارضة طويلاً كي يقود ركبها المقاطع بصمدية لكل حوار هذا الركب المتجه وإن طال الزمن ؛نحو إسقاط النظام وهو ما دعت له الدكتورة مريم في الندوة المذكورة. والاستفادة نفسها تتم من عبدا لرحمن نجل الزعيم فمهما تبرأ منه حزب الأمة فهو ابن الزعيم ويفيد وجوده في شخصه داخل القصر الإنقاذ ويقلل من هيبة وفعالية حزب الأمة المعارض مهما قيل بغير ذلك هذا إن لم نتحدث عن الشق الأمني الآخر في المشاركة المتمثل في بشرى الصادق المهدي. الزعامة المقاومة جل وهجها يكون في الرمز و الانطباع والنموذج لا الكلمات والحركة.
|
|
  
|
|
|
|
Bushra Elfadil
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست