رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 00:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2010, 05:07 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن

    حزمت أمري على أن أسمي هذا البوست"رأيت الخرطوم" متناصا مع شاعر فلسطيني عظيم هو مريد البرغوثي الذي كتب بمناسبة عودته إلى فلسطين بعد غياب دام ثلاثين عاما واحدا من أعظم الكتب العربية التي تتحدث عن الغربة،ألا وهو كتابه"رأيت رام الله".
    وقد حدثني عنه كثيرا قبل سنوات خلت الصديق المبدع يحي فضل الله من خلال محادثاتنا التليفونية الطويلة الشائقة،و أبت شهامته الابداعية إلا أن تبرني به بعد ان ارسله لي بالبريد من منفاه في كندا.
    و كانت بالفعل-بادرته الخيرة تلك-هدية عظيمة،أهدتني نفحا اسطوريا من خلال اسلوب البرغوثي السلس الجميل.
    و تربطني بمريد البرغوثي وشائج كثيرة:
    فهو قد غاب 30 عاما عن رام الله،و أنا غبت 24 عاما عن الخرطوم.و هو قد سافر لاكمال دراسته في جامعة القاهرة عبر عمان،و أنا غادرت الخرطوم مساء 21\9\1986 إلى صوفيا لدراسة الاقتصاد،حسب المنحة ،وغيرتها بعد ذلك لدراسة علم الاجتماع في جامعة صوفيا.و نشترك في كتابة الشعر، مما يعمق الغربة حسب ما كتب حين قال:
    لكنني أعرف أن الغريب لا يعود أبدا إلى حالاته الأولى" ثم يواصل"حتى لو عاد،يصاب المرء بالغربة كما يصاب بالربو،ولا علاج للاثنين،والشاعر أسوأ حالا لأن الشعر بحد ذاته غربة".

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 12-12-2010, 05:15 AM)

                  

12-12-2010, 05:49 AM

Amin Mahmoud Zorba
<aAmin Mahmoud Zorba
تاريخ التسجيل: 02-09-2005
مجموع المشاركات: 4578

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    سلام يا أسامة
    استطعت أنت كسر حاجز الغياب
    ونحن نتظر كسر هذا الحاجز
    ونتتظر قبل ذلك منك الحكاية

    للمتابعة
                  

12-12-2010, 07:41 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Amin Mahmoud Zorba)

    هل يمكننا إذن تسميته
    مريد الخواض
    وتسميتك على هذا المنوال
    أسامة البرغوثي



    أجل
    تتشابه الغربة
    وبخاصة غربة الشاعر
    فهي ليست كأي غربة
    أنه مهما يحصد على المستوى الشخصي
    من آمال
    فإن الوحشة داخله
    تبدد كل ذلك
    في رمل الروح
    التي يطلع فيها ويطفح
    فقط
    شوك الفقد
    فينغزه دونما هوادة




    هنيئاً لك كسر حاجز الغربة الثقيل
    وأنعم بإجازة هانئة هادئة سلسة
    وعد موفور الجمال كما أنت


    محبتي
                  

12-12-2010, 08:00 AM

علاء الدين حيموره
<aعلاء الدين حيموره
تاريخ التسجيل: 08-08-2006
مجموع المشاركات: 5689

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: بله محمد الفاضل)

    الف حمدا على سلامتك

    واتمنى ان تجد الجميل
                  

12-12-2010, 09:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: علاء الدين حيموره)

    شكرا للأعزاء:
    زوربا
    بلة محمد الفاضل
    علاء الدين حيمورة
    و فاتني ان انبه إلى أنني قد عدت إلى الولابات المتحدة عصر الاثنين الماضي.
    وسأعود للرد على تعقيباتكم.
    مع خالص المحبة
                  

12-12-2010, 10:06 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    عاد البرغوثي الى مدينته بعد 30 سنة
    وعاد الخواض الى البلاد بعد 24 سنة .
    هل تحولت يا اسامة مشاعر اللهفة والشوق تلك الى أسف وحزن كما حدث
    للبرغوثي ؟
    ارجو أن تحدثنا عن حال الحال . حدثنا عن كل شيء .
    حدثنا . والحمد لله على سلامة العودة
                  

12-12-2010, 10:17 PM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Osman Musa)

    أسامة

    أكتب لينا كتابة إسفيرية بدون مقدمات

    خوش لينا في الجخانين والأصحاب

    الأحلام والركشات

    الشوارع والكتابات

    الأغاني والمعارض

    الأهل والبصات السفرية


    ما عندنا وقت للتطويل

    ولو معاك صور يكون آخر حلاوة


    الباقر موسى
                  

12-13-2010, 00:50 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Elbagir Osman)

    نعود للتعليق على كلمات الاصدقاء الأعزاء
    و أبدا ببلة لان مداخلته دسمة، وتحتوي على نقاط تستوجب بوستات منفصلة،دعونا نهب لها هذه العجالة.
    قال العزيز بلة:
    Quote: هل يمكننا إذن تسميته
    مريد الخواض
    وتسميتك على هذا المنوال
    أسامة البرغوثي



    أجل
    تتشابه الغربة
    وبخاصة غربة الشاعر
    فهي ليست كأي غربة
    أنه مهما يحصد على المستوى الشخصي
    من آمال
    فإن الوحشة داخله
    تبدد كل ذلك
    في رمل الروح
    التي يطلع فيها ويطفح
    فقط
    شوك الفقد
    فينغزه دونما هوادة


    هنيئاً لك كسر حاجز الغربة الثقيل
    وأنعم بإجازة هانئة هادئة سلسة
    وعد موفور الجمال كما أنت


    محبتي
    لك يا عزيزي بلة أن تقول لي ما اقترحته من اسمين يتناسبان ومقام هذ البوست ،أي مريد الخواض و أسامة البرغوثي طالما أنني متناص معه،وان كان أن للتناص ايضا مستويات اوضحها محمد بنيس في كتابه:ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب:مقاربة بنيوية تكوينية،إذ أنني بوجه من الوجوه أرتدي قناع مريد البرغوثي وهو يحكي عن عودته إلى رام الله..
    أتفق معك في تشديدك على الغربة الأبدية للشاعر،فهي غربة ذات مستويات عدة:مستوى غربته عن اللغة الشعرية التي سادت قبله،و قد لخص هذه الغربة الشاعر الكبير محمود درويش حين قال:

    Quote: و قد يفرنقع الشعراء عن لغتي قليلا،
    كي أنظفها من الماضي،و منهم


    الشاعر هنا يحاول أن يجري قطيعة مع التراث،و مع معاصريه في نفس الوقت.
    و هناك مستوى آخر هو مستوى غربته عن العالم المادي الذي يعيش فيه، وتطلعه إلى عالم يخلو من القبح و العوز الروحي و المادي في آن.

    شكرا على أمنياتك لي بقضاء وقت جميل،و قدكان وقتا جميلا، وإن كان لا يخلو من مسحة حزن عميق، على الأقل لأن الوطن سيتشرذم في الأفق القريب.

    عزيزي زوربا
    أرجو أن يفك "ساجورك"و تذهب كي ترى السودان.

    عزيزي علاء الدين حيمورة
    شكرا على كلماتك الطيبات.

    عزيزي عثمان موسى
    شكرا على شعورك النبيل

    عزيزي الباقر موسى
    كيف حالك و حال الأسرة؟
    سأعود بالانطباعات،لكننا طالما ارتضينا أن نكون في حضرة مريد البرغوثي فقليل من التأدب مع نثره الجميل عن رؤيته لرام الله يستوجب قليلا من المقدمات.
    كن بخير
                  

12-13-2010, 03:24 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    نحن فى انتظار الحديث الطويل

                  

12-13-2010, 09:09 PM

تراث
<aتراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Osman Musa)

    العزيز اسامة.. سلام كثير خالص وأشواق اكتر.. حمد على سلامة ذهابك للسودان بعد هذه الغيبة الطويلة.. وسلامة عودتك الى امريكا..
    نحن نترقنب بشوق واحتياج انطباعتك عن السودان بعد ربع قرن من الغياب عنه.. انا واثق ان عين وتعبير الناقد والشاعر والكاتب المبدع يمكنها ان ترصد وتصف بطريقة لا يستطيعها الآخرون

    (عدل بواسطة تراث on 12-13-2010, 09:13 PM)

                  

12-14-2010, 05:40 PM

Abdelmuhsin Said
<aAbdelmuhsin Said
تاريخ التسجيل: 10-10-2006
مجموع المشاركات: 2678

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: تراث)

    حمدالله على السلامه
    Quote: نحن فى انتظار الحديث الطويل
                  

12-14-2010, 10:46 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8946

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Abdelmuhsin Said)

    الشاعر الخواض تقبل (بتشديد الباء) تهانيء الخاصة كونك عفرت قدميك بتراب الوطن، طبعا المشاهد التي تركتها قبل ربع قرن تبدلت، والناس، والطين، والطبائع، والوجوه لم تعد تلك الوجوه وكما قال لك الاستاذ الباقر اكتب ليناعن الجخاخنين ولو في صور بيكون احلى، وكتر من الحكي والرد تعاليو لاحقا، احتراماتي.
                  

12-15-2010, 01:36 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: محمود الدقم)

    عزيزي تراث
    شكرا على كلماتك الطيبات،وأرجو أن تقبل عزائي في رحيل العزيز حسن خولان.
    تحياتي لعبد المحسن و محمود الدقم.
    وللأسف لن توجد صور،فالمرة الأولى التي اقتنيت فيها كاميرا،اكتشفت عند وصولي الخرطوم أنني قد نسيت الفلاش،وكان ذلك قبل رحيلي من السودان،ولم أمتلك يوما البوما للصور،ربما يعود الأمر إلى تربيتي الريفية.
    ونواصل انطباعاتنا:
    لأسباب لا أستطيع الآن ذكرها كان لا بد أن أسافر إلى السودان في ظل أقصى درجات الكتمان.و لم أخبر عائلتي بخبر سفري إلا قبل يوم واحد.حينها أصابني وجوم ودهول،وبدأت أتساءل كما بطل نصي القصصي القصير"وللكمثرى وظيفة أخرى-" صرت أتساءل "كيف يمكن أن أواجه وظني؟"ولا يفهم ما قلت به إلا بقراءة الفقرة الختامية في مذكرات بطل نصي القصصي القصير"منصور السناري":
    Quote: مطار صوفيا مزدحم بالمودعين.. أصدقائي يحشون حقائبي بالخطابات والهدايا، ويحشون ذاكرتي بالوصايا للأهل والعشاق. حانت ساعة الدخول إلى صالة المطار وودعتهم واحدا واحدا في شرود أصيل وأسى مصطنع.. شعرت بوخز عميق في قلبي.. كيف سأواجه وطني؟ كانت هي تقف منزوية، لم تودعني، وكانت ترمقني بطرف عينها الثالثة.. كانت حزينة في إباء أنثوي مهزوم، وكنت مرتبكا قليلا.. رمقتها باشتهاء كسير.. "ماذا ستكون في حياتي"؟.. داهمني هذا السؤال عند بوابة الدخول.. كنت أفكر فيه وأنا أتابع إجراءات السفر في تبلد.. فاحت رائحة كمثرى فسعلت.. تذكرت قولا لصاحبي بارودي ""ليس من الضرورة أن تؤكل الكمثرى، ولكن لها وظيفة أخرى.." الطائرة المغادرة إلى الخرطوم ستحلق بعد خمس دقائق.. حملت حقائبي وهرولت تجاه لغز قادم وسؤال يطاردني "ماذا ستكون في حياتي"؟

    وللقارئة الكريمة/القارئ الكريم أن تبدل/يبدل اسم صوفيا بسان فرانسيسكو.
    آنذاك بدأت داخل النفس عملية جرد حساب عسير،وصرت أتساءل كما مصطفى سعيد في وصيته التي تركها للراوي"انني لا أدري أي العملين أكثر أنانية،بقائي أم ذهابي.و مهما يكن فانه لا حيلة لي".و يمكن أن نحورِّ وصية مصطفى سعيد لنقول أي العملين كان أكثر نجاعة: بقائي في الوطن أم رحيلي في بلاد متعددة هي بلغاريا، و مصر وليبيا و اليمن و لبنان و الولايات المتحدة الأمريكية؟،قضيت نصف تلك المدة في الدراسة و التحصيل: درست ست سنوات اللغة البلغارية و علم الاجتماع في بلغاريا، وحصلت على ماجسترين الأول في علم نفس إرشاد المجتمع "community counseling psychology و الثاني في التربية،و درست 12 كورسا في علم السلوك التطبيقي.
    قلت في "قامة الوردة الكوكبية""عملت بمهن عديدة:آخرها حامل القات للسيدة".بالتأكيد إن حمل القات للسيدة،كان اختراعا شعريا،لكنني عمليا تقلبت بين أعمال هامشية مثل التنظيف في لبنان و الولايات المتحدة،و العمل في مصانع كمبيوترات شركة كومباك،و مطعم للوجبات السريعة،و كعامل مبيعات في سلسلة المحلات الشهيرة "تارقت"،ثم في مهن أخرى كمدرس لعلم الاجتماع والفلسفة و المنطق في المدارس الثانوية في ليبيا و اللغة الانجليزية في المدارس الإعدادية و الثانوية في اليمن، و كمدرس مساعد في منطقة الاسكندرية في ولاية فرجينيا، وقضيت أربع سنوات ك therapeutic staff support في مدينة فيلادلفيا التي كتبت فيها نصوصا شعرية عديدة أدرجتها تحت عنوان "الفيلادلفيات" في ديواني الذي سيصدر في يناير القادم "لاهوت الوردة"،و أخيرا كبروفيسور مساعد في كاليفورنيا.
    حدث لي تطور كبير في ما يتعلق باللغات،فقد تعلمت لغة ثالثة هي اللغة البلغارية لدرجة انني كتبت بها أطروحتي للتخرج وكانت عن علم اجتماع الأدب،كما تحسنت لغتي الانجليزية قراءة و تحدثا،و أتيحت لي مصادر معرفية كثيرة عربية عن طريق ما سمي بثورة "الانفوميديا. و أصدرت خلال فترة الهجرة والنفي كتابين على نفقتي الخاصة وهما ديوان "انقلابات عاطفية" و "خطاب المشاء-نصوص النسيان"،و بسطت عشرات البوستات في الأسافير،و كتبت ديواني الثاني "لاهوت الوردة".و كتبت أيضا نصين قصصين هما "وللكمثرى وظيفة أخرى-الوقائع الخفيةفي حياة منصور السناري" و "المفارق الفكهة-موت مدرس متجول".
    لكن كل ذلك التطور الذي حدث لا يمكن أن يمحي كلمات ادوارد سعيد في "صور المثقف" و التي صدّرت بها مقدمة كتاب"خطاب المشاء" وهي :"المنفى هو أحد أكثر الأقدار مدعاة للكآبة".
                  

12-15-2010, 03:37 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    العزيز المشاء

    مابين خروجك من الوطن والجغرافيا كانت تهيئ بقول الترمس لجبر الكسور التي كان يعانيها، ونثر الترقب في باح أمنيات النساء
    في بلادي وهوادة الامل، وبين دخولك اليه في أشد الظروف حساسية وجسد الوطن يفقد كثيرا من الكالسيوم الذي جعل أضلاعه
    قابلة للتهشم - لا اقصد بالطبع الهاشمية التي يحملها أبناؤه ههههه - وإن كانت هذه يتنصصها الواقع اليومي والحراك التائه
    في وهاد لا يغتسل فيها الرمل بماء الخرائط .
    كنت قد كتبت عن الغربة :
    - " الغربة شوكتها على تينة القلب ،
    نشوتها
    أن تعيدك الذكريات الي نعاس القرية،
    وموّالها المستمر
    في التثاؤب والانتظار.."

    بعد كل هذه السنوات ياصديقي لا الأرياف تفطر دروبها بالعليل من النّدى، ولا المدن تشتجر روحها بذات
    الاباريق. ومابين تلك السنوات من الحنين وأغنيات العزلة ومشاوير المشائين بين النيونات المتكثفة كما تلك التي
    تبلجها أعياد الميلاد في مدينة فيلي أو مدن الساحل الغربي ، تتكثف معها الغربة كحساء البطاطا، أو كأحاسيس
    الفنان قبل أن يضرب بريشته على سطح اللوحة. وها أنت تعود متوحدا مع الشجن، ومنهكا بكل العوامل
    مشاءً لتستقر على ندبة تأريخ.

    لك التحية أيها الشاعر الناقد أسامة

    التعديل لزوم الرد الأخير على الصادق.
    بدل تعود وحيدا إلا من الشجن..الي تعود متوحدا مع الشجن .
    التحية لسلوى صيام على الرفقة ومؤازرة الوطن .

    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 12-17-2010, 00:50 AM)

                  

12-15-2010, 04:01 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)




    الصديق الشاعر والناقد / أسامة الخواض
    تحية طيبة وود كثير

    امضي سيدي
    وأكتب وأنت بعيد عن الوطن ، ستجد كل ثانية متفجرة ،
    وكل نظرة ينبوع لكتاب جديد لك ،

    غبت سنوات فوق العشرة ، وكتبت اول انطبع ...
    ولم أكمل المسيرة ، ولست بشاعر ...

    ولكنك حفزتني أن أكتب

    شكراً جزيلاً لك

    واصل سيدي


    ( بالحنين وحده يحيا الإنسان ) : عدتُ للوطن من بعد طول غياب .


    *
    .
                  

12-15-2010, 08:27 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote:
    لكنني أعرف أن الغريب لا يعود أبدا إلى حالاته الأولى" .. حتى لو عاد،يصاب المرء بالغربة كما يصاب بالربو،ولا علاج للاثنين،والشاعر أسوأ حالا لأن الشعر بحد ذاته غربة".



    خدشت الجرح استاذ اسامة بهذا المقتبس .. فالثلاثة يقبعان في داخلي بلا مخرج

    واضف لهما تلك المهابة الحزينة التي تسري في الحنين جراء الذهاب الي الوطن

    فقد كانت لي في كل الاماكن برتقالة .

    ثمة علاقة بين العساكر و القلب في مواجهة الوطن


    شكرا لك علي هذا السرد الجميل



    بابكر
                  

12-15-2010, 09:48 AM

رشا سالم
<aرشا سالم
تاريخ التسجيل: 08-24-2006
مجموع المشاركات: 2605

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: بابكر عثمان مكي)

    حمدلله على السلامة ..

    ولعلك لقيت كل الاهل طيبين..
                  

12-15-2010, 02:25 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: رشا سالم)

    لايمكن
    لايمكن تجاهل أبداعاتك يا اسامة .
    ونحن فى أنتظار الخرطوم بعيونك . عيون الناقد والشاعر المهاجر .
    فكيف رأيت الخرطوم ؟
    أكتبها .
    أكتبها يا اسامة . أنت كاتب وهذا عملك ووأجبك .
    تحياتى
                  

12-16-2010, 06:33 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Osman Musa)

    شكرا للأعزاء والعزيزة:
    عبد المنعم ابراهيم الحاج
    عبد الله الشقليني
    بابكر عثمان مكي
    رشا سالم
    عثمان موسى
    مع خالص التقدير
                  

12-16-2010, 08:33 PM

الصادق اسماعيل
<aالصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    الأخ أسامة

    البوست له خمسة أيام ولم نقرأ بعد ماذا رأيت هناك، هل ستخبرنا أم ننطلق لبوستات أخرى رحمنا الله؟

    كل الود والتحايا
                  

12-17-2010, 00:31 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: الصادق اسماعيل)

    العزيز الصادق
    نهارك سعيد.
    جاييك حتى الخروج من مطار الخرطوم الذي للاسف لا يمكن وصفه باي حال بالدولي.


    في الثامن من نوفمبر ،عام 2010 ، انطلقنا أنا و زوجتي سلوى صيام من مدينة مونتري في الثامنة صباحا ،ووصلنا بعد ساعتين إلى مطار مدينة سان فرانسسكو.
    كنت مصابا بتمزق في قدمي اليسرى ولذلك كنت انتعل نعلا طبيةخاصة،مع عرج خفيف ما زال يلازمني بشكل طفيف حتى بعد أن شفيت من آلام التمزق،لأنني تعودت على مدى شهر،أن أسير كالأعرج.

    كنت مرتبكا جدا في انتظار إقلاع طائرة اللوفتهانزا التي ستقلنا إلى مطار فرانكفورت. وللاطمئنان على ان ارتباكي حالة طبيعية، سألت سلوى إذا ما كانت هي أيضا تحس بالارتباك مثلي.فأجابت بالإيجاب،و أضافت "أنا الذي زرت السودان العام الماضي أشعر بالارتباك ،فما بالك أنت ؟
    كانت الأوصال ترتجف،و القلب ينبض،و هو ما هو حسب تعبير الأستاذ محمود محمد طه باعتباره حاسة سابعة للإنسان، ناعيا على الطب الحديث أن يعتبره فقط مضخة للدم. يقول في مقدمته لرسالة الصلاة
    Quote: "وقد أخطأ علم الطب الحديث - علم وظائف الأعضاء- حين ظنه مجرد مضخة للدم.. والأمر كما هو عليه في الدين..


    وصلت إلى مكان صعود الطائرة محمولا على كرسي متحرك.و صعدنا إلى الطائرة الألمانية.هبطنا مطار فرانكفورت بعد طيران دام 11 ساعة. وانتظرنا خمس ساعات حتى وصول الطائرة المتجهة إلى الخرطوم. آنذاك ازدادت ضربات القلب واعترى النفس شعور يترواح بين السعادة و الحيرة و الانقباض مجهول المصدر.

    هبطنا مطار الخرطوم في الساعة الحادية عشرة والنصف مساء.لم يكن المطار مجهزا بحيث ندخل إليه من الطائرة،فركبنا الباص . دخلنا صالة المطار التي بدت قزمة مقارنة بمطاري سان فرانسيسكو و فرانكفورت. هنالك إعلانات كبيرة لشركات اتصالات ولا يوجد حمام للرجال.كانت إجراءات الدخول سهلة،ولم يقم ضابط الجوازات بإلقاء التمنيات بقضاء وقت جميل في السودان كما عهدنا في المطارات الغربية.و يبدو أن الموظفين لم يدربوا على فن الاتيكيت و"الكستمر سيرفيس".ثم حمل أحد العمال حقائبنا إلى خارج المطار،وسرنا خلفه حتى وطأت أقدامنا "الدرّاب" المتناثر خارج صالة الوصول
                  

12-17-2010, 00:44 AM

Masoud

تاريخ التسجيل: 08-11-2005
مجموع المشاركات: 1623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: الصادق اسماعيل)

    سبقني الصادق السباق !



    الأخ أسامة

    البوست له خمسة أيام ولم نقرأ بعد ماذا رأيت هناك، هل ستخبرنا أم ننطلق لبوستات أخرى رحمنا الله؟

    كل الود والتحايا
                  

12-17-2010, 02:16 AM

على عمر على
<aعلى عمر على
تاريخ التسجيل: 12-13-2003
مجموع المشاركات: 2340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Masoud)

    Wellcom bak Mesho
    لا أود افساد سير الكتابة .. باناقتها
    وحرمان المشآئيين(اذا كتبتها صاح)
    فقط لا تحرمنا الى مدى ستستمر صلاحية امتلاككم للقب المشاء؟؟!!
    تحياتى لسلوى
    ولكما مثلها من أمانى
                  

12-17-2010, 02:41 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)


    ولا يوجد حمام للرجال!!!

    ***- طيب والعندو سكري ولازنقة يعمل شنو?!!
    ***- مفروض ناس "سودانير" يكتبوا في بطاقات سفرهم " علي كل مسافر احضار قصرية معه"!!
                  

12-17-2010, 06:43 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: بكري الصايغ)

    الأستاذ العزيز أسامة

    هذه رواية بحد ذاتها..

    لكنها رواية واقعية

    السرد جميل.. واتمنى ان ينجز مشروعا على شاكلة "بلدي المخترع" لـ "إيزابيل الليندي"

    كثيرة هي المرارات في الحياة.. لكن لذة الألم في متعته


    واصل
                  

12-17-2010, 08:06 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: عماد البليك)

    الأديب أسامة الخواض
    تحية طيبة

    بوستك جميل وسردك أجمل ومتابعين معكم
    ولي عدة تعليقات سأختزنها فيما بعد
    للمناقشة، والتحية عبرك لأختنا الفاضلة
    المناضلة سلوى صيام.

    تحياتي
                  

12-17-2010, 06:36 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: النذير حجازي)

    العزيز ابن الخالة بت العوض علي تروس:
    سؤالك حول مدى أحقيتي في الاحتفاظ بلقب "مشّاء" بعد كسر حاجز الغربةهو-كما يقولون-"في التنك" تماما.لا أدري متى سأترجل عن حصان المنفى،و على كل حال،كما يقول أصحابنا الصوفية:كنٍ حيث أقامك الله.تحياتي لأماني.

    العزيز بكري الصائغ:
    أتابع باهتمام بوستاتك التي تكشف فيها بعضا من المستور و المسكوت عنه في جيوبوليتيك المشهد السياسي السوداني.لقد أوَّلت عبارتي التي قلت بها بشكل عرضي"لا يوجد حمام للرجال" لكي ينكشف طابع الإهمال لاحتياجات المسافرين من قبل المسؤولين عن صالة الوصول.كن بخير.

    الروائي و الصحافي عماد البليك:
    لا أدري هل يصلح ما أكتبه ليكون رواية.لم يكن ذلك في بالي حين خططت لكتابة البوست.و لكن كما تعلم فإننا ككتّاب حين نواجه بياض الورقة أو "ميكروسوفت وورد"،نجد أننا قد كتبنا شيئا مختلفا عما في أذهاننا.قرأت لك شذرات جميلة في مدونتك،والتي سأوردها ليستمتع القارئ بها:
    Quote: قليل من الموت هاهنا
    قليل من الموت، كثير من الكلام...
    ضجة في الليل، وصاروخ أرض جو يقلق منام العاشقين
    كانا قد لوّنا العشب بالترهات والأشكال الهلامية بالرعب، والنجوى بالسؤال
    والمشاوير مشغولة بالعذابات، سوء النوايا، والدمّ الوردي في الفجر يغسل باب الخطيئة
    أي هذا الذي جعل الكائن يرفل في الخوف؟!،
    يتهجأ الألم في احتياج إلى الشرّ، إلى الامتثال للجوع، والخانعين...
    كنت اسميه السماء.. وكان يسمي الاسماء باقة ورد معطر..


    العزيز النذير حجازي:
    شكرا لكلماتك المشجعة.وتقبل تحيات سلوى.كن سعيدا.
                  

12-17-2010, 07:02 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    العزيز المبدع المشاء

    كنا نريد أن نأخذ ونعطي معك في الكلام والونس لنطالع الزوايا بكل مقاييسها، زوايا الوطن الخبيئة
    لا كمرافق الدولة التي تجهر بها عيون الكاميرا، نريد الإنعكاسات التي يراها المبدع ، نريدك تكتب
    البصمات التي تشكلت بعد كل هذا الغياب بصمات تصب في خانة الروح.
    نريدك أن تحدثنا عن السيرورة والصيرورة، عن الوعي والوجدان .
    عن ماتبقى من لاهوت الوردة عن حقيقة ماتبقى لك كإنتماء لهذا الوطن،
    لا كمكان ، بل كجغرافيا حسية تحزمها خطوط المبدع وتجعله ينعم بالحركة
    والتفاعل.

    لك التحية وكل الود .
                  

12-18-2010, 09:09 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    عزيزي عبد المنعم:الشاعر والروائي "المقاتل"
    آسف لتأخير الرد طروف طارئة.

    جاييك لحكاية "الجغرافيا الحسية"،لكن دعني أوضح شيئا:
    ليس في بالي سوى أن أرصد كل ما عايشته على مستوى الجغرافيا و الروح،و الجغرافيا مهمة،فقد خصص مريد البرغوثي صفحات كاملة ليصف مشهد الجسر وعبوره له،ولذا فحسب المخطوطة الذهنية التي في رأسي سيتقاطع المكان مع الانفعال الشخصي،و التاريخ المجتمعي مع التاريخ الشخصي"السيرة لذاتية"،مع رصد ما يهمني ككاتب،على المستوى الشخصي و المهني-المهني دي كتيرة لأننا لا نمارس الكتابة كمحترفين-لكن دعنا نستعملها استعمالا مجازيا.

    قد تجد ما يسرك حين نأتي للكتابة عن الاصدقاء الكتّاب مثل مجذوب عيدروس،و محمد عبد الرحمن،و هشام عمر النور ،ووجدي كامل و محمد طه القدال و أحمد عبد المكرم و غيرهم.

    طبعا المخطوطة الذهنية دائما -كما الصوفي في مقاماته-في خطر دائم.فسلطة الحبر على البياض،تنسف في كثير من الأحيان ما قررته المخطوطة الذهنية.
    تحياتي لسمية و العيال.

    كن مبدعا أبدا.
                  

12-18-2010, 11:11 AM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    أخيرا شفت الحاجة !
    ألف حمدلله على السلامة..منتظرين التلفون بعد ماتخلص
                  

12-18-2010, 12:07 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: عمر دفع الله)

    الأخ الأستاذ الشاعر أسامة الخواض

    سلام و تحية و أنت تتنسم عبق البلد بعد هذه الغربة

    أما بعد

    تذكرت مخاطبتك للمكان .. و تيقنت أن للشاعر في كل حاسة من حواسه ، حاسة تنبت بأطرافها كما نبات الصبار :

    ***

    Quote: أيها المكان ،
    يا عدوي الازلي،
    بدّلتك،
    مثلما ابدل امزجتي ،
    لكنك –الهي الجديد-
    واحد،
    أحد،
    صمد

    ***

    تجاهلتك ،
    لكنك لا تني تعكر صفوي،
    احتملت ثقالتك ،
    لكنك لم ترحمني ابدا ،
    ولم تقدر صبري عليك

    دعوتك الى حفلة سمر،
    كي نتفاوض ،
    لكنك تجاهلت دعوتي،
    وقذفتني الى توأم لك بجانب المحيط الهادئ

    فكرت مرات عديدة،
    في ان اغادرك نهائيا،


    ***

    اذن،
    أنا المشاء،
    كيف لي ان أهرب منك؟؟؟
    كيف لي ؟
    كيف لي؟
    كيف لي؟
    مونتري 2007


    تحياتي لك و للأسرة الكريمة

    جلال الدين أبو جهينة
                  

12-19-2010, 01:00 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: ابو جهينة)

    العزيز اسامة

    ليس من المهم ان تبدأ الكتابة بخطة مسبقة.. يخال لي أنها أي الكتب الجميلة والقادرة على العيش الطويل اشبه بفقاعات خرجت.. كان تعتقد انها مصنوعة من الماء لكنها اكتشفت فجأة حقيقة انها فولاذ.
    هذه الصورة الشاعرية - !!! - قد تفسر لغز الكتابة في إطار أننا لا نعرف ماذا نود أن نقول إلا ساعة يكون قد كان...
    هكذا هي الكتابة شرطها الأولى الحرية.. حرية العقل المنفتح الذي لا يتوجس أو يفكر ماذا كتب أو سيكتب..

    هي رواية............... إذن
    واعود للتذكير بـ "بلدي المخترع"

    وهنا بلد مخترع آخر يطل عليه الخواض
                  

12-19-2010, 02:15 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: عماد البليك)

    Quote: قد تفسر لغز الكتابة في إطار أننا لا نعرف
    ماذا نود أن نقول إلا ساعة يكون قد كان...
    هكذا هي الكتابة شرطها الأولى الحرية..
    حرية العقل المنفتح الذي لا يتوجس
    أو يفكر ماذا كتب أو سيكتب..


    المبدع البليك ..
    يا صاحب أسبلتا، لقد عمل فكرك ذات ملحق ثقافي بالنحت وإبراز مثلث الإضاءة
    لواحدة من تداعيات النيسر المنفتح مدخلها كبقعة ضوء:
    " مرت شآبيب الصباح مع الصباح،
    وجاءني الشحاذ
    من حانوتك المشحون
    بالأطفال،
    والعشاق،
    والجوعى.
    ولا شئ يشذ ولا نشاز
    وأنت لي
    في سرك المقروء
    في الأحلام لا تفتح تراث الليل بالتفصيح للأفذاذ
    ربّ صحيفة نهدت على نهج بدائي...
    كرسالة معنونة لصديقنا المشترك آنذاك
    محي الدين خليفة الحاج " ديك الجن" الي وقت قريب كنت أحتفظ بنسخة ورقية من ذلك العدد، فضاعت مع
    غيرها من قصاصات في إحدى محطات الحياة غذاء للمشائين الجدد.
    لك التحية وسعيد بوجودك هنا ، واشهد لك بالمهنية الصحافية وبالإبداع الفني والأدبي والثقافة.
                  

12-19-2010, 04:26 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    Quote: يا صاحب أسبلتا،


    ياه ه ه هه هه

    من أين بعثت هذه "القيامة"

    يا لذاكرة الرجال يا عبد المنعم!!

    سأعود إليك .. دون أن ننصرف عن صاحب البيت الخواض
                  

12-19-2010, 04:55 AM

abuguta
<aabuguta
تاريخ التسجيل: 04-20-2003
مجموع المشاركات: 8276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: عماد البليك)

    Quote: ولا يوجد حمام للرجال.


    اقف مع بكرى الصائغ على هذه العبارة,,,,
    مع صف الاجراءت الطويل الممل وخصوصا لو كنت جائى اجازة عيد
    ومعاك عيال مشاغبون,,,

    اعيب ليك يامشاء
    انك لم تظهر فى قناة فضائية كثائر العائدون,, ولم تلتقى بالمذيعات الجميلات,,وهن يقدمنك
    فى ثوب المبدع العائد,,واخرون ينظرون اليك المنبطح العائد,,كمناضولون اعرفهم خجلا

    لكنى سعيد بانك زرت البقعة وتشرفت بنظرة الاهل فذاك فى حد ذاته تحريك لرمال الابداع الكامن
    وربما ولد نصوص فى الايام المقبلات,,

    شكرا يامشاء,,,كغيرى فى انتظار المزيد,,
    وللمستعجلون عليك اقول لهم ان اسامة,,بوستانه حولية,,
    ممكن ان تراها فى الواجهة بعد عدة ارشفة

    كن بخير





    (عدل بواسطة abuguta on 12-20-2010, 04:50 AM)

                  

12-19-2010, 06:24 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: abuguta)

    للدرّاب سيرة أخرى،إذ قبل أن تطأه قدماك،تشاهد عشرات المستقبلين خارج الصالة التي لم تصمم أصلا لكي يعانقوا فيها أحباءهم.حتى في المطارات يصرون على "تهميش " المواطنين.و لم أنتبه لمرافقتي إلا عندما سمعت صوت بكاء على راحل.بعد ذلك رفعت الفاتحة و تناثرت روحي على بقايا الحجارة و الطوب،لكن الألم الصادر عن قدمي نتيجة السير فوق "الدرّاب"، كان يعيدني من حين لآخر إلى سيرة البحر أي الدرّاب.لم أشاهد أحدا من أسرتي في انتظاري،فانقبض قلبي قليلا،"ربما أنهم ضائعون وسط زحام المستقبلين.ما سكّن هواجسي كان عبارة عن نصيحة قديمة بأن أجد لصاحبي سبعين عذرا.صعدنا إلى "أمجاد"،و انطلقت بنا السيارة.كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة مساء بقليل.إنها إذن "الخرطوم بالليل".اختلط صوت "عقد الجلاد" وهو يصدح"يا جمال النيل و الخرطوم بالليل"،مع أول لافته صادقتني "جهاز الأمن العام-مكتب خدمات المواطنين".منذ متى كانت أجهزة الأمن في خدمة المواطنين،و الخرطوم التي كنا نعرفها كانت مأوى لبيوت الأشباح و الأفغان العرب ؟و أفراد "عقد الجلاد" كانوا بجبرون في "بيوت الأشباح" على الغناء وسط تهديدات الذين لا يعرف من أين أتوا.إذن فخلال غيبتي أصبح جهاز الأمن مهذبا.و حلم "تهذيب أجهزة الأمن" راود الشاعر محمود درويش حين عاد إلى فلسطينه من المنفى الباريسي،بعد عشرات السنين ليجدها مثلي في "حالة حصار".كتب من مخبئه عن حلم جديد بتأنيث أجهزة الأمن:
    ومختلفون علي واجبات النساء
    (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).

    لم أستطع تبين أسماء الشوارع،لأن مصابيحها كانت مطفأة،ولم أتعرف عليها إلا من صوت أحد المرافقين" هذا شارع كذا،و بعده شارع فلان و يوازيه شارع علان"،إلى أن أتى إلى ذكر شارع الجامعة.كان منبعا للمبادرات السياسية والفكرية والإبداعية والعاطفية أيضا.و الآن تكسوه مسحة من القتامة و الوحشة.شارع الجامعة،إذن.حلّقت روحي إلى الشارع المؤدي إلى مكتبة الجامعة.حينها كنت أدرس للجلوس لامتحانات سنة "البرليم"،فإذا بنفسي تترك كراسات الفيزياء و الكيمياء و علمي الحيوان و النبات،لتفتش عن كتب الأدب.و انقلبت حياتي رأسا على عقب حين عثرت في رفوف منزوية ومكسوة بالغبار على أعداد من مجلة "مواقف" التي أصدرها أدونيس.فكانت تلك أولى عتباتي و أنا أرتقي درج "الحداثة".
    شهدت في "شارع الجامعة" مولد أول نص قصصي لي وهو "أرجاس ود المجذوب"،و تكوين جماعة "الصحوة الأدبية"،وتأسيس إتحاد الكتاب السودانيين،و مولد عشق.كانت تشبه "صوفيا لورين"، و تتكلم كأنها تمارس الجنس،و أهدتني "انقلابات عاطفية" التي سميت باسمها ديواني الأول.الخرطوم بالليل، كان ثوبا جميلا ترتديه النساء اللواتي كن يملكن "القدرة على تثبيت البرق في الطرقات".أكتب عنك وأعرف أنني كايزابيلا الليندي ،"أكتب كتمرين متواصل عن الاشتياق".

    بعد محادثات هاتفية ظهر أهلي:أختى "عوضية" التي حدّثت اسمها ل"هبة"،و أخي نزار الأصغر،الذي اسميته على نزار قباني،بينما ظن أهلي أنني أسميته على جد العرب،و الشفيف زروج شقيقتي الصادق الهاشمي. أخيرا أشتم رائحة العائلة. و انطلقنا بعد العناق الطويل إلى حي "النزهة" الذي تركته باسم "العشش"،و التي تم ترحيلها إلى مكان آخر أسماه العنصريون "الوالي دقس" لأن سكان العشش قد حظوا ببيوت واسعة،و أرض مخططة،أو كما قالت أحاديث المدينة السرية.
                  

12-20-2010, 05:42 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    عزيزي عمر دفع الله
    نعم شفت الحاجة،و أرجو ان تراجع ماسنجرك.
    تحياتي لهويدا و الياذة.

    عزيزي الكاتب:أبو جهينة
    شكرا لايرادك نصي الشعري عن "المكان" الذي يشكل عنصرا رئيسا في تجربتي في المهجر و المنفى.وقد خصّصت في "لاهوت الوردة" قسمين مرتبطين بالمكان هما "الفيلادلفيات" و "بيروتيات" عن نصوصي حول مدينتي "فيلادلفيا" في الولايات المتحدة و بيروت.

    عزيزي عماد البليك:
    كما قلت فان مواجهة البياض تهزم في كثير من الأحيان التخطيط الأولي الذي يجريه الكاتب.أما عن "بلدي المخترع"،فلك أن تراجع ما كتبته أخيرا.

    عزيزي أبو قوته"مشّاء الجزيرة العربية"-كما سبق لي أن لقبتك-:
    شكرا على تعليقك.
    كن بألف خير.
                  

12-20-2010, 07:51 PM

حامد محمد حامد
<aحامد محمد حامد
تاريخ التسجيل: 11-19-2008
مجموع المشاركات: 3085

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    تحياتى يا اسامة وانت بخير وحمد الله على السلامة ...حقيقة مستمتع بالانطباعات التى وردت حتى الان كما والتعليقات من الاخوة

    اسلوبك ياسرنى ويجبرنى على المتابعة ..امل ان تواصل متى ما سنحت لك الفرصة

    كن بخير
                  

12-21-2010, 06:59 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: حامد محمد حامد)

    Quote: لم أستطع تبين أسماء الشوارع،لأن مصابيحها كانت مطفأة،ولم


    تعرف يا أسامة

    هذه العبارة كأنما تلخص "المشهد".. و"اللامحكي"

    وماذا بعد الإنطفاء.. سوى الظلمة..

    وأنت تقولها: "لم استطع تبين"..

    وما شدني روح الأمل فيك..

    كان بإمكانك أن تقول" أظلمت اسماء الشوارع... غابت .. الخ. من المفردات التي تعطي صيغة "السلب"

    لكنك آثرت الإيجاب"... ف/ لا" يمكن حذفها..

    وهكذا الاختراع ينفي ليبني .. لا ليهدم

    واصل السرد...
                  

12-21-2010, 07:18 AM

عزالدين عباس الفحل
<aعزالدين عباس الفحل
تاريخ التسجيل: 09-26-2009
مجموع المشاركات: 9025

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: عماد البليك)


    قـــــريبي اسامة الخواض
    الف حمد لله علي السلامة ،
    معذرة لتاخير ،
    نسبة الي زحمة العمل الضاغطة عندي ،
    حتي أسنة الشعر ،
    رغم انني كنت منتظرك علي حر من الجمر ،
    لكن زحمة الثواني ،
    واصل ايها العملاق ،،،





    عزالدين عباس الفحل
    ابوظبي
                  

12-21-2010, 08:00 AM

ولياب
<aولياب
تاريخ التسجيل: 02-14-2002
مجموع المشاركات: 3785

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: عزالدين عباس الفحل)

    الأستاذ/ أسامة

    حمد الله على السلامة يا مبدع ، والبركة في رؤيتك لمتلقى النيلين بعد غياب دام ربع قرن ، ولعلك وجدت الأهل طيبين ، نتفق معك في جميع إنطباعاتك بدأ من عدم دولية مطار الخرطوم والإضاءة الباهتة في كل الصالات وعدم إستقبال عساكر أو ضباط الجوازات للقادمين بإبتسامة أو أي ترحيب إلا من رحم ربي ، وعربات الدفع ( Push Car) المكوعجة ذات الشكل الفظ وأرضية خارج المطار ذات التبليط القاسي لدرجة الدراب ( حسب وصفك) .

    ولكن يا عزيزي يبدو أنك لم تلاحظ وجود الحمامات ، وأنت تدخل من الباب الرئيسي لصالة الجوازات تقع على يمينك أي شمال الصالة حمامات لحد ما نظيفة ومرتبة بها الشرقي والأفرنجي وفي ردهة الحمامات هناك مغاسل للأيدي .

    فقط حبيت أنوه أن الحمامات متوفرة .

    ولكم تحياتي ونسمع السرد الممتع .

    (عدل بواسطة ولياب on 12-21-2010, 10:08 AM)

                  

12-21-2010, 09:48 AM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: ولياب)

    العزيز المبدع اسامة الخواض

    تحياتي

    والف حمدا لله على سلامة العودة من السودان (الشقيق الشقي)!
    والذي بالتاكيد قد سعدت فيه بلقاء الاهل والاصحاب والاطلال
    وقطعا (الحكي) بيراع وعين الناقد والاديب الشاعر والروائي
    له طعم ونكهة وصورة ( ديجتالية) هي بالتاكبد الاقرب الى
    نقل الصورة الصادقة عن ذلكم الواقع لاخرين لا زالوا
    (مكندكين) في جوف المنافي يلوكون الصبر والامنيات
    بعود حميد لوطن صارت اكثر امانيهم ان يبقى على ما كان عليه
    قبل الفجيعة!
    اهلا بيك يا اسامة وتحياتي لاختنا سلوى
                  

12-21-2010, 10:04 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: ولياب)

    الأعزاء الحضور
    صباح الخير ،فالساعة تقترب من الواحدة صباحا بتوقيت الساحل الغربي للولايات المتحدة.
    اسمحوا أن أصحح معلومة للزميل ولياب-بعد القاء تحية الاسلام،حين قال:
    Quote: ولكن يا عزيزي يبدو أنك لم تلاحظ وجود الحمامات ، وأنت تدخل من الباب الرئيسي لصالة الجوازات تقع على يمينك أي شمال الصالة حمامات لحد ما نظيفة ومرتبة بها الشرقي والأفرنجي وفي ردهة الحمامات هناك مغاسل للأيدي .


    أنا متأكد جدا مما أقول لأنني نظرت إلي الأمر بعين السارد،و السوسيولوجي،و قبل ذلك بعين المحتاج،فقد كنت محتاجا فعلا لاستعمال الحمام.و كان ذلك بعد دخولنا إلى قاعة الوصول لقزمة التي يوجد بها حمام واحد فقط للنساء على يمينك.أما الحمامات التي يشير اليها ولياب ،فهي موجودة بعد أن تغادر هذه الصالة التي تعطيك بمنظرها الكالح،و تجهم موظفيها انطباعا أوليا سيئا.

    وساعود لاكمال الردود، و بسط مادة طويلة نسبيا عن سيرة العائلة الخواضية.
    كونوا بخير.
                  

12-21-2010, 10:13 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    الأستاذ/ أسامة الخواض .. تحياتي لك،

    يا لك من محظوظ وأنت تعود للوطن الآن لتشهد تأوهات ما قبل الإنفصال
    بكل شحناتها التي ستشحذ قلمك المبدع لينهمر بالـ (كلام الما أنكتب)
    لـ (يسعد القلم إن لم يسعد الحال)

    متابعين حتى مطلع الإستفتاء
                  

12-21-2010, 07:20 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الأعزاء:
    حامد محمد حامد
    عز الدين عباس الفحل
    هشام هباني
    محمد عبد الجليل
    شكرا على كلماتكم الطيبات الزاكيات.

    عزيزي عماد البليك:
    صحيح ما قلته عن الرغبة في الرؤية،فقد كنت "ازازي" داخل السيارة،شادا عصبي البصري حتى أتمكن من قراءة أسماء الشوارع،و لكن دون جدوى.
    كن سعيدا.

    و اسمحوا لي،أعزائي ،أن أهدي اليكم المادة التالية:

    لم أتمكن من ملاقاة الوالدة آسيا لأن الزمان كان الساعة الأولى من فجر الأربعاء.و في العاشرة صباحا، كان اللقاء المليئ بالكلمات و الدموع, و فترات صمت حينما يعجز الكلام و الدمع.لا تزال كما هي رغم مصاعبها في المشي: ذاكرة لاقطة حافظة خاصة لأشعارها، إنسانية متدفقة تجاه الغريب و الفقير و المسكين، وبر -لا حد له- بصلة الرحم، التي تصر على مواصلتها متكئة على عصا السماحة و العطف و العرفان، و لاتجف الثمالة في كأس محبتها. نتذكر الماضي،و أسالها عن عرسها الذي كان حديث "كبوشية" لعقود. ولأن أخ العريس-أي أبي-كان الموسيقار "حسن خواض"، فقد أحيت حفلات العرس فرقة موسيقية كاملة، و عدة فنانين تذكر منهم أمي عثمان حسين و عثمان الشفيع. و تذكر لي كيف أن أبي كان حريصا على جمع مقالاتي و أشعاري، كما كان حريصا على ما تبقى من مكتبتي وجمع منها عدة حقائب ،أكلتها الأرضة في بيوتنا في "كبوشية"، التي هجرها أهلي، مما أدى إلى تهدمها ، و سكنها بعض من "العرب"،و هو الوصف الذي يطلقه السكان الأصليون على البدو و العرب الرحل.

    اكتشفت أنها متابعة لما أكتبه عنها، فهي كانت تكرر مقاطع من رسالة كتبتها لها في الثامن من مارس عام 2004، و تحفظ منها بعض المقاطع.كنت قد كتبت:
    انه الثامن من مارس يا أمي "آسيا الشيخ الخضر"،
    اعرف انك لم تحتفلي به أبدا في حياتك،
    وربما لم تسمعي به
    أنا غير متأكد من ذلك
    فعندما كنت طفلا وصبيا لم اسمع به أبدا في "كبوشية"
    إلى أن ذهبت إلى الخرطوم
    وبعد سنوات تعرفت على ذلك اليوم من صديقاتي "اليساريات"
    ولم اعرف أهميته إلا بعد أن ذهبت إلى صوفيا
    هنالك فقط عرفت كيف إن هذا اليوم "مهم جدا "

    كما عرفت أيضا أننا يمكن أن نحتفل بعيد "الحب"،
    ونحن قوم تعودنا ألا نبوح بمشاعرنا وعواطفنا،
    فكيف يمكن أن نحتفل بها؟؟
    انه الثامن من مارس يا أمي "أسيا الشيخ الخضر",
    هل أرسل إليك باقة زهور؟؟
    لن أرسلها إليك لسببين:
    الأول انك ربما ستقولين "ولدي جننوهو الامريكان ورسل لي قشّّ!!!
    أجي يا يمة!!!
    أخر الزمن وليدي قايلني غنماية!!!"
    رغم أنني اعرف أن "القيامة ليست الآن", وانك لست غنماية،
    إلا أن السبب الثاني مرتبط بعلاقتي المتدهورة بالزهور
    فبالرغم من الرأي السائد ان الشعراء من أكثر الناس ارتباطا بالزهور،
    فان علاقتي بالزهور اضطربت وساءت بعد أن أقنعني صديق في" صوفيا" أن نذهب لحفلة ميلاد "صاحبة صاحبو البلغارية"
    ورغم إنني لم أكن مدعوا إلا إنني تشبثت بروح القطيع التي تربيت عليها كقروي جعلي صغير
    كنت اعرف أن الأرقام الفردية والزوجية تلعب دورا مهما في كيفية اختيارك لباقة الزهور
    ذهبت إلى بائع زهور وأفهمته ما أريد وما استشكل علي من أرقام
    بدهاء التاجر اخبرني عن الإمكانيات المتعددة حول عدد الزهرات
    فاخترت ما يتواءم وجيبي الضعيف
    وحينما حملت تلك الباقة المتواضعة من الزهور داهمني إحساس بأنني شخص أخر
    ولم أكن اعرف كيفية التعامل مع الباقة:
    هل احملها باليمين ام الشمال؟
    كيف سأناولها للمحتفى بها؟
    هل سأضعها على الطاولة ثم أصافحها؟
    أم أصافحها ثم أضعها على الطاولة؟؟
    أم أضعها في اباطي والنجم, وابتسم لها؟؟؟
    أم؟ أم؟ ام؟ أم؟
    انه الثامن من مارس يا أمي "أسيا الشيخ الخضر ",
    ولذلك سأرسل إليك بطاقة اعتذار لك عن ذكوريتنا القامعة
    وأرجو أن يرسل الآخرون ,خاصة الذكور, والأخريات بطاقات اعتذار
    لأمهاتهم وأخواتهم, وخالاتهم, وعماتهم وكل النساء اللواتي قمعن
    انه الثامن من مارس يا أمي
    وهذا البوست يا أمي- "أسيا الشيخ الخضر"-
    مخصص للاعتذار إليك
    ولكل نساء العالم عن أخطاء آبائنا وأجدادنا الذكور
    وسأعود يا أمي
    ابنك أبدا
    أسامة،
    ولكن ليس بن لادن
    ابنك المشاء:
    "أسامة الخواض", ابن "آسيا الشيخ الخضر
                  

12-21-2010, 08:07 PM

Awad Omer
<aAwad Omer
تاريخ التسجيل: 12-26-2005
مجموع المشاركات: 760

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    ""و أهدتني "انقلابات عاطفية" التي سميت باسمها ديواني الأول.الخرطوم بالليل، كان ثوبا جميلا ترتديه النساء اللواتي كن يملكن "القدرة على تثبيت البرق في الطرقات".أكتب عنك وأعرف أنني كايزابيلا الليندي ،"أكتب كتمرين متواصل عن الاشتياق".

    نحن نراك ولا نلقاك مذ كان كارلوس و كانت " غب اندلاقك اثمل "
    كن بخير
                  

12-22-2010, 07:27 AM

عزالدين عباس الفحل
<aعزالدين عباس الفحل
تاريخ التسجيل: 09-26-2009
مجموع المشاركات: 9025

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Awad Omer)


    قريبي الاخ osama elkhawad


    حياك الله


    كم تمنيت ان القاك ،
    في اي ربوع الواي ،
    ايها العملاق ،
    وكم تاسفت حين علمت برجوعك الي بلاد العم سام ،
    لكن هــي دنيا الاغتراب ،
    وتحياتي للوالدة اسيا ،
    وكل الاهل في كبوشية ،
    وطيبة الخواض ،
    واصل ،،،
    ايها الشهـــد،،،






    Quote:




    osama elkhawad




    الأعزاء:
    حامد محمد حامد
    عز الدين عباس الفحل
    هشام هباني
    محمد عبد الجليل
    شكرا على كلماتكم الطيبات الزاكيات.

    عزيزي عماد البليك:
    صحيح ما قلته عن الرغبة في الرؤية،فقد كنت "ازازي" داخل السيارة،شادا عصبي البصري حتى أتمكن من قراءة أسماء الشوارع،و لكن دون جدوى.
    كن سعيدا.

    و اسمحوا لي،أعزائي ،أن أهدي اليكم المادة التالية:

    لم أتمكن من ملاقاة الوالدة آسيا لأن الزمان كان الساعة الأولى من فجر الأربعاء.و في العاشرة صباحا، كان اللقاء المليئ بالكلمات و الدموع, و فترات صمت حينما يعجز الكلام و الدمع.لا تزال كما هي رغم مصاعبها في المشي: ذاكرة لاقطة حافظة خاصة لأشعارها، إنسانية متدفقة تجاه الغريب و الفقير و المسكين، وبر -لا حد له- بصلة الرحم، التي تصر على مواصلتها متكئة على عصا السماحة و العطف و العرفان، و لاتجف الثمالة في كأس محبتها. نتذكر الماضي،و أسالها عن عرسها الذي كان حديث "كبوشية" لعقود. ولأن أخ العريس-أي أبي-كان الموسيقار "حسن خواض"، فقد أحيت حفلات العرس فرقة موسيقية كاملة، و عدة فنانين تذكر منهم أمي عثمان حسين و عثمان الشفيع. و تذكر لي كيف أن أبي كان حريصا على جمع مقالاتي و أشعاري، كما كان حريصا على ما تبقى من مكتبتي وجمع منها عدة حقائب ،أكلتها الأرضة في بيوتنا في "كبوشية"، التي هجرها أهلي، مما أدى إلى تهدمها ، و سكنها بعض من "العرب"،و هو الوصف الذي يطلقه السكان الأصليون على البدو و العرب الرحل.

    اكتشفت أنها متابعة لما أكتبه عنها، فهي كانت تكرر مقاطع من رسالة كتبتها لها في الثامن من مارس عام 2004، و تحفظ منها بعض المقاطع.كنت قد كتبت:
    انه الثامن من مارس يا أمي "آسيا الشيخ الخضر"،
    اعرف انك لم تحتفلي به أبدا في حياتك،
    وربما لم تسمعي به
    أنا غير متأكد من ذلك
    فعندما كنت طفلا وصبيا لم اسمع به أبدا في "كبوشية"
    إلى أن ذهبت إلى الخرطوم
    وبعد سنوات تعرفت على ذلك اليوم من صديقاتي "اليساريات"
    ولم اعرف أهميته إلا بعد أن ذهبت إلى صوفيا
    هنالك فقط عرفت كيف إن هذا اليوم "مهم جدا "

    كما عرفت أيضا أننا يمكن أن نحتفل بعيد "الحب"،
    ونحن قوم تعودنا ألا نبوح بمشاعرنا وعواطفنا،
    فكيف يمكن أن نحتفل بها؟؟
    انه الثامن من مارس يا أمي "أسيا الشيخ الخضر",
    هل أرسل إليك باقة زهور؟؟
    لن أرسلها إليك لسببين:
    الأول انك ربما ستقولين "ولدي جننوهو الامريكان ورسل لي قشّّ!!!
    أجي يا يمة!!!
    أخر الزمن وليدي قايلني غنماية!!!"
    رغم أنني اعرف أن "القيامة ليست الآن", وانك لست غنماية،
    إلا أن السبب الثاني مرتبط بعلاقتي المتدهورة بالزهور
    فبالرغم من الرأي السائد ان الشعراء من أكثر الناس ارتباطا بالزهور،
    فان علاقتي بالزهور اضطربت وساءت بعد أن أقنعني صديق في" صوفيا" أن نذهب لحفلة ميلاد "صاحبة صاحبو البلغارية"
    ورغم إنني لم أكن مدعوا إلا إنني تشبثت بروح القطيع التي تربيت عليها كقروي جعلي صغير
    كنت اعرف أن الأرقام الفردية والزوجية تلعب دورا مهما في كيفية اختيارك لباقة الزهور
    ذهبت إلى بائع زهور وأفهمته ما أريد وما استشكل علي من أرقام
    بدهاء التاجر اخبرني عن الإمكانيات المتعددة حول عدد الزهرات
    فاخترت ما يتواءم وجيبي الضعيف
    وحينما حملت تلك الباقة المتواضعة من الزهور داهمني إحساس بأنني شخص أخر
    ولم أكن اعرف كيفية التعامل مع الباقة:
    هل احملها باليمين ام الشمال؟
    كيف سأناولها للمحتفى بها؟
    هل سأضعها على الطاولة ثم أصافحها؟
    أم أصافحها ثم أضعها على الطاولة؟؟
    أم أضعها في اباطي والنجم, وابتسم لها؟؟؟
    أم؟ أم؟ ام؟ أم؟
    انه الثامن من مارس يا أمي "أسيا الشيخ الخضر ",
    ولذلك سأرسل إليك بطاقة اعتذار لك عن ذكوريتنا القامعة
    وأرجو أن يرسل الآخرون ,خاصة الذكور, والأخريات بطاقات اعتذار
    لأمهاتهم وأخواتهم, وخالاتهم, وعماتهم وكل النساء اللواتي قمعن
    انه الثامن من مارس يا أمي
    وهذا البوست يا أمي- "أسيا الشيخ الخضر"-
    مخصص للاعتذار إليك
    ولكل نساء العالم عن أخطاء آبائنا وأجدادنا الذكور
    وسأعود يا أمي
    ابنك أبدا
    أسامة،
    ولكن ليس بن لادن
    ابنك المشاء:
    "أسامة الخواض", ابن "آسيا الشيخ الخضر












    عزالدين عباس الفحل
    ابوظبي

    (عدل بواسطة عزالدين عباس الفحل on 12-22-2010, 07:42 AM)

                  

12-22-2010, 08:18 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: عزالدين عباس الفحل)

    "انه الثامن من مارس يا أمي "آسيا الشيخ الخضر"،
    اعرف انك لم تحتفلي به أبدا في حياتك،
    وربما لم تسمعي به
    أنا غير متأكد من ذلك
    فعندما كنت طفلا وصبيا لم اسمع به أبدا في "كبوشية"
    إلى أن ذهبت إلى الخرطوم
    وبعد سنوات تعرفت على ذلك اليوم من صديقاتي "اليساريات"
    ولم اعرف أهميته إلا بعد أن ذهبت إلى صوفيا
    هنالك فقط عرفت كيف إن هذا اليوم "مهم جدا "

    كما عرفت أيضا أننا يمكن أن نحتفل بعيد "الحب"،
    ونحن قوم تعودنا ألا نبوح بمشاعرنا وعواطفنا،
    فكيف يمكن أن نحتفل بها؟؟
    انه الثامن من مارس يا أمي "أسيا الشيخ الخضر",
    هل أرسل إليك باقة زهور؟؟
    لن أرسلها إليك لسببين:
    الأول انك ربما ستقولين "ولدي جننوهو الامريكان ورسل لي قشّّ!!!
    أجي يا يمة!!!
    أخر الزمن وليدي قايلني غنماية!!!"
    رغم أنني اعرف أن "القيامة ليست الآن", وانك لست غنماية،
    إلا أن السبب الثاني مرتبط بعلاقتي المتدهورة بالزهور
    فبالرغم من الرأي السائد ان الشعراء من أكثر الناس ارتباطا بالزهور،
    فان علاقتي بالزهور اضطربت وساءت بعد أن أقنعني صديق في" صوفيا" أن نذهب لحفلة ميلاد "صاحبة صاحبو البلغارية"
    ورغم إنني لم أكن مدعوا إلا إنني تشبثت بروح القطيع التي تربيت عليها كقروي جعلي صغير
    كنت اعرف أن الأرقام الفردية والزوجية تلعب دورا مهما في كيفية اختيارك لباقة الزهور
    ذهبت إلى بائع زهور وأفهمته ما أريد وما استشكل علي من أرقام
    بدهاء التاجر اخبرني عن الإمكانيات المتعددة حول عدد الزهرات
    فاخترت ما يتواءم وجيبي الضعيف
    وحينما حملت تلك الباقة المتواضعة من الزهور داهمني إحساس بأنني شخص أخر
    ولم أكن اعرف كيفية التعامل مع الباقة:
    هل احملها باليمين ام الشمال؟
    كيف سأناولها للمحتفى بها؟
    هل سأضعها على الطاولة ثم أصافحها؟
    أم أصافحها ثم أضعها على الطاولة؟؟
    أم أضعها في اباطي والنجم, وابتسم لها؟؟؟
    أم؟ أم؟ ام؟ أم؟
    انه الثامن من مارس يا أمي "أسيا الشيخ الخضر ",
    ولذلك سأرسل إليك بطاقة اعتذار لك عن ذكوريتنا القامعة
    وأرجو أن يرسل الآخرون ,خاصة الذكور, والأخريات بطاقات اعتذار
    لأمهاتهم وأخواتهم, وخالاتهم, وعماتهم وكل النساء اللواتي قمعن
    انه الثامن من مارس يا أمي
    وهذا البوست يا أمي- "أسيا الشيخ الخضر"-
    مخصص للاعتذار إليك
    ولكل نساء العالم عن أخطاء آبائنا وأجدادنا الذكور
    وسأعود يا أمي
    ابنك أبدا
    أسامة،
    ولكن ليس بن لادن
    ابنك المشاء:
    "أسامة الخواض", ابن "آسيا الشيخ الخضر"











    هذا بكاء حارق في هذا الصباح المسيخ يا خواض
    أوجعتني والله
    نحن الذين نلتحف لا زلنا سماء الغربة منذ أمد بعيد ولم يكتب لنا بعد بتر ساعدها وإن بزيارة ليوم
    لنا الله



    ولعلنا نقدر بعد انتزاع (المشاء) من بين أحضانك بحمد الله أن ننسبك من هنا إلى (البكاء) فقط
    ولنا أن نكون (المشاء البكاء) معاً




    محبتي
                  

12-23-2010, 06:09 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: بله محمد الفاضل)

    قريبي ود الفحل:
    كنت أتمنى من كل قلبي أن تلتقي،و تقبل تحيات الوالدة
    عزيزي عوض عمر:
    أراك مفتونا منذ أربع سنوات ب"غب اندلاقك أثمل"،و لعله -إن ساعدتني الذاكرة جزء أو عنوان لنص لي،المهم كنت أريد أن "أواجه نصوصي القديمة ،لكن دار الوثائق القومية،منعتني ذلك،لأسباب سأوردهاحين أتكلم عن زيارتي لها.كن جميلا و رائعا.

    العزيز بلة:
    أعادك الله إلى ديارك الحبيبة قريبا، و قبلانين منك مسألة الجمع بين "المشّاء و البكّاء"،
    كن سعيدا و متألقا أبدا.
                  

12-23-2010, 07:12 AM

عزالدين عباس الفحل
<aعزالدين عباس الفحل
تاريخ التسجيل: 09-26-2009
مجموع المشاركات: 9025

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)


    قريبي الاخ اســـامة الخواض ،

    رعاك الله

    وأنت تنعم في بلاد العم ســام ،
    فــي السعودية ،
    في رحلة عمل ،
    التقيت بالاخوة ،
    حيدر الضو ،
    هاشم الضو ،
    دكتور طلال حسن محمد سليمان ،
    ( ابن الاعلامي الشهير ، حسن محمد سليمان ) ،
    كلهم بيسالو عنك بشراهــة ،
    وعن صحتك واحوالك ،
    كنت اتمني لو عرفت وقت رجوعك ،
    الي امريكا ،
    أن تنزل معنا ترازيت في ابوظبي ،
    عسي ولعل أن يبل الشـــوق ،
    أيها العملاق ،
    الكلمات ترقص بين يديك فرحا ،
    وأنت تتكئ علي شاطئ الابـــداع ،
    لك الف تحية ،
    يا شــهـدنا ،،،





    Quote:




    osama elkhawad







    قريبي ود الفحل:
    كنت أتمنى من كل قلبي أن تلتقي،و تقبل تحيات الوالدة
    عزيزي عوض عمر:
    أراك مفتونا منذ أربع سنوات ب"غب اندلاقك أثمل"،و لعله -إن ساعدتني الذاكرة جزء أو عنوان لنص لي،المهم كنت أريد أن "أواجه نصوصي القديمة ،لكن دار الوثائق القومية،منعتني ذلك،لأسباب سأوردهاحين أتكلم عن زيارتي لها.كن جميلا و رائعا.

    العزيز بلة:
    أعادك الله إلى ديارك الحبيبة قريبا، و قبلانين منك مسألة الجمع بين "المشّاء و البكّاء"،
    كن سعيدا و متألقا أبدا.









    عزالدين عباس الفحل
    ابوظبي
                  

12-23-2010, 07:13 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8800

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    سلام صديقى اسامة
    تجربة مثيرة جدا
    مصافحة الوطن بعد سنوات طويلة من الغياب
    ارجع للسودان بعد سنوات غياب اطولها 4 سنوات
    وعند وصولى لمطار الخرطوم اكون نهما للشوف والمشاهدة
    الشوارع الاعلانات العربات الناس
    كل مرة ارجع لمنزلنا فى الحلة الجديدة جبل اولياء
    نصفه مهجور والنصف الاخر قدمه الوالد لسكن صديقه امام المسجد
    هو رجل طيب ويعتن بالمنزل ولكن اشعر بحزن من وجود غريب فى منزلنا
    اصر على المبيت فى الجزء المهجور من المنزل
    واحس بغصة وحزن عميق
    منزلنا دون حركة امى الدؤبة من المطبخ لبيت الدجاج لحوش الرجال وصوتها
    اصوات الحياة اختفت من المنزل

    تجربة عودتك تستحق ان تهب لها قلمك المبدع ورؤياك الكاشفة
    لتهدى لنا لذة النص
                  

12-24-2010, 07:18 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: mohmmed said ahmed)

    عزيزي ود الفحل:
    أتمنى أن نلتفي في ساعة خير.
    تحياتي لحيدر وهاشم و طلال.
    كن بخير.

    عزيزي محمد سيد أحمد:
    سلام و تحياتي للبنى و العيال.

    شعرت بعمق حسرتك ،و أنت تطأ بيتكم المهجور،حين قلت في أسى متدفق:

    Quote: كل مرة ارجع لمنزلنا فى الحلة الجديدة جبل اولياء
    نصفه مهجور والنصف الاخر قدمه الوالد لسكن صديقه امام المسجد
    هو رجل طيب ويعتن بالمنزل ولكن اشعر بحزن من وجود غريب فى منزلنا
    اصر على المبيت فى الجزء المهجور من المنزل
    واحس بغصة وحزن عميق
    منزلنا دون حركة امى الدؤبة من المطبخ لبيت الدجاج لحوش الرجال وصوتها
    اصوات الحياة اختفت من المنزل


    هل لك أن تتداعى أكثر،لنحصل على نص موازٍ؟
    كن سعيدا و مرحا كما عندناك دوما.
                  

12-27-2010, 02:31 PM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    اسامه الخواض
    خسمتك بالرسول سبعة مرات تفكنا من سيرة الفلسطينيين .

    ياخي حدثنا عن المشهد الثقافي وكيف وجدته بالعين المجردة .
    حدثنا عن حال المبدعين بعد غيبة دامت لربع قرن من الزمن.
    حدثنا عن محمد عبدالرحمن بوب وقاسم أبوزيد والسر السيد وأحمد عبدالمكرم .
    حدثنا عن الشعراء الجدد من الشباب والصبايا .
    حدثنا عن نادي القصة القصيرة وعن مركز عبدالكريم ميرغني
    ومركز دكتور حيدر وعن زيارتك لمكتبة نور الهدى .
    حدثنا عن المركز الثقافي الفرنسي ومعهد جوته .
    حدثنا عن النقاد الجدد واتجاهاتهم واين وصل ( النقد ) في غيابكم
    وعن إنطباعاتكم المباشرة لواقعهم وكيف صار الحال في غيابكم الطويل .
    هذا ما ننتظره ونود سماعه من زيارتكم للوطن المسكين .

    تحياتي
                  

12-28-2010, 11:06 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: عمر دفع الله)

    عزيزي عمر
    جاييك للمشهد الثقافي، أصبر على الكرونولوجيا
                  

12-28-2010, 11:18 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)


    و تحكي لي أمي أن أبي كان أيضا حريصا على جمع أشعارها في فايلات،ضاعت في الرحيل من بيت إلى بيت. وقد فاجأتني أمي بأبيات طازجة عن حضوري فجأة-كما سبق أن قلت أنني أخفيت سفري بقدر الإمكان-:
    حمدت الله أسامة علي عاد
    و عاد بالصدفة من غير ميعاد
    أنا أسامة لي طال شوقي
    منتظراهو إن مرضت يقيف فوقي
    يخت راسي و يجر "واسوقي"
    كناية عن الحضور وقت الوفاة و الدفن.
    أنهم لا يأبهون بالموت ولا يخشونه، مثل حال الأستاذ الراحل المقيم و الصديق عمر علي تروس الذي –حسب رواية أمي-أعجبه أحد عناقريبها ،فقامت بإهدائه له، فحمله ثم أعاد تجليده تجليدا محكما ،و كان يقول "دا عنقريب الموت"،و فعلا كان حمل أن عليه حين توفى.و عدم الخوف من الموت ينطلق من الفكر الجمهوري التوحيدي الذي يرى أن الفرق بين الموت و الحياة هو فارق درجة لا فارق مقدار. وأمي مشهورة بأنها تتكلم مع الموتى ،بعد رحيلهم، و كان من العادي أن يأتي أقرباء الموتى ليسألوها إذا ما كان أن كلمتهم ،و كيف حالهم في البرزخ، وإذا ما تركوا معها أية وصايا و خاصة في ما يتعلق بالديون. و روت لي بعد أن عدنا من رحلة الحج إلى السادة المراغنة في "كسلا"، أنها عندما زارت أحدهم ،وجدته جالسا فوق قبره، و تحيط به "ناموسية"، وكلمها ،و هذا ما يسميه أهلنا الصوفية بالرؤية يقظة.

    و تقول مؤرخة لغيبتي عن السودان:
    يا ناس "العجمي " و "القرّاي"
    وينكم بي نظركم جاي
    وين يا رجال "القوز"
    أسامة البأدب محروس
    يتم ولي شهادتو يحوز
    وين يا التسعة و تسعين
    يا الفي القوز هناك راقدين
    ليه تخلوا أسامة عشرة سنين
    في هذا النص نجد الشخصيات المحورية في تاريخ الأسرة الخواضية أو ما يسمون بالخواويض و القراري و أضاف آخر "السماسعة "من سمساعة" أي سم الساعة وهو كناية عن شفائه الفوري للمرضى في مقامه العيسوي. و يطلق عليهم النسّابة عثمان حمدنا الله "هل هو والد الشهيد فاروق عثمان حمدنا الله؟ "الخواضين"و "القرّاوين" حين تحدث عن "عجمي التاكا" قائلا: جد عموم القراويين و الخواضين بالسودان المتوفى في أواخر القرن العاشر الهجري و المدفون بقوز الفقراء رضي الله عنه.هو محمد المشهور بالقراي العجمي التاكي بن البركة الشيخ إسماعيل المتوفى ببغداد بن الشيخ سليمان الحلنقي نسبة لأمه من قبيلة الحلانقة المنسوبة إلى (هوازن). .. ثم واصل النسب إلى الشيخ شعيب الهرري الذي هاجر – أي هرر ببلاد الحبشة.
    و يتصل الشيخ سليمان الحلانقي في الشيخ شعيب في 13 من الأجداد ثم وصل هذا بالشيخ عبد الله الدمشقي في 4 من الأجداد.و قد يصل النسب من الدمشقي إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه"

    و التسعة وتسعون المذكورون في نص أمي الشعري،هم أولياء الله المدفونون في قوز "الفقراء" المسمى أيضا القوز الأبرص في "الجبلاب".و "العجمي و القرّاي" اسمان لجد العائلة الذي أتى من جبال التاكا. و في الأساطير المؤسسة للعائلة الخواضية أن القرّاي لقب بذلك لأنه كثير الترتيل للقرآن، وفي رواية أخرى لأنه كان معلما للقرآن،و لا أدري كيف يتفق ذلك مع عجمة لسانه؟؟ و العجمي،كما أرى،تومئ إلى انه لم يكن فصيحا في نطق العربية الدارجية، لأنه يسمى في مقام آخر بعجمي "التاكا" أو "رطّان التاكا"،و يبدو أنه من "الحلنقة" الذين هاجروا إلى "كبوشية". و سمعنا في الطفولة كرامات كثيرة عنه. ومن ذلك أنه كان يملك أراض زراعية شاسعة و لم يوجد في ذلك الوقت عمال زراعيون،أو مزارعون يتولون زراعة الأرض عن المالك لقاء أجر بالتراضي كالعشر أو الثمن و خلافه. فكان أن "السلوكة" كانت تقوم بنفسها دون تدخل عامل بشري بحفر الأرض و كانت "قرعة" البذور معلقة في الهواء،و تتولى مهمة إلقاء البذور في الحُفر التي تحفرها "السلَّوكة". و من ذلك –أيضا- أن بعض الناس شكّوا في ولايته و كراماته،فكان أن تحداهم بدفن شيئ ما في غيابه و أنه سيخبرهم به.فكان أن أحتشد قوم كثير لمشاهدة امتحان ولاية القرّاي "عجمي التاكا". و قام الذين تحدوه بدفن أربع بقرات ذات لون أسود. و بعد ذلك حضر "القرّاي"، و حين سألوه عن الشيئ المدفون،قال بصوت واضح النبرة تسيل منه ثقة مطلقة"أربعة خيول،غر و "محجلات"،فضحك الذين تحدّوه، و قالوا "كضبا كاضب"، و حين نبشوا لحفرة،فإذا بهم أمام "أربعة خيول،غر و "محجلات".

    و حين تم افتتاح القباب التي بناها بعض الخيرين و تضم الرموز الدينية للأسرة الخواضية حضر الشاعر الفذ الراحل (الجبلابى )شاعر الانصار محجوب سليمان (سمورة) ، ألقى قصيدة عدّد فيها الأولياء المدفونين تحت القباب:
    سلام الله عليكم أيها الأحباب
    سلاماً يرضى للآباء والأصحاب
    الليلة القبائل نالن الإعجاب
    بتقويم القبب ياما انلتو ثواب
    مما ختو ساسن وقام بناهن طالع
    اصبحت المقابر ليها نوراَ شالع
    تشوفن من بعيد كالبدر حين قام طالع
    وان قطعة فى الليل تلقى نورن والع
    قبباً تحتها رجال كان تقيم الليل
    وقبباً تحتها رجال كان فعالا جميل
    قببا تحتها عرفوا بالتكميل
    وعبدوا المولى حتى جاوزوا الاكليل
    وكت المولى راد بعد الدرس تقويم
    قومتو القبب فى احسن التنظيم
    تحتهن الولى القراى ابى ابراهيم
    عجمى التاكا عند المولى قدرو عظيم
    وبعدو القائم الليل بى خضوع وخشاعة
    وجار السبحة دوماً ما بيغفل ساعة
    يلحق فى الدرك زى البرق بى سراعة
    القراى الصغير جدكم سمساعة
    عن ذكر الله ديل لااتكاسلو ولازهجو
    وتحت القبة ديك ابنو المعسل لهجو
    قوموا يارجال هيا بى ثناهو ابتهجو
    هو عبدالسلام ابنو اللقام فوق نهجو
    غير ذكر الله لاعندو بيع لاشروة
    ومهرول كل عام بين الصفاء والمروة
    عبادة ربه يوت يراها زى الثروة
    الفكى ابراهيم خواض البحر بالفروة
    قبيل السابقين ضربوا المثل بى صراح
    وما دخلت قبور البركة قولاً صاح
    خليفتن الفكى ابراهيم تقى وناصاح
    وحين تنظر وجهه تعرفو عندو صلاح
    رجلا كفو مبروك مو جديد شئ قديم
    وتلاى لى كتاب الله القديم وعظيم
    متواضع دوام للضيف بشوش وكريم
    وكل الناس تقول صح فى الفكى ابراهيم
    يا اولاد القرارى افلحتوا فى فكرتكم
    وبى تقويم القبب كل البلاد شكرتكم
    نهضتوا ليهن جميع خفيتوا لى حركتكم
    قومتوا القبب المن بركتن بركتكم
    محجوب اقتتطف من شعرو حاجة قليلة
    ولو كنت بكتب او بقراء كنت بجيد تفصيلا
    نيابةًعنى والجيران قبيلة قبيلة
    نشكر للقرارى الاخطو خطوة جميلة
    هناك فى القوز الابرص التحتو الرجال راقدين
    يعلمن الله فوق للتسعة والتسعين
    بى جاهن نفوز انشالله فى الدارين
    وقولوا معاى جميع يامسلمين امين
    نلاحظ أن الشاعر وضح أن القراي ليس هو ابراهيم خواض البحر بالفروة،نافيا زعم الذين يرون أن عجمي التاكا هو نفسه أبراهيم الخواض.

    و يقال أن الشاعر ود ضحوية قد "نده " القرّاي قائلا:
    زمن الدهاريب والسماء الهراج ... حقب قريبنى فوقى وعتمر اللجاج
    ياجد القرارى للبحر فجاج...... سريع النهمه ما يهبرن شروكو القاج
    و يعتقد أن هذه "النديهة" كانت السب في نجاة ود ضحوية من المفتش الانجليزي.

    و قد أثير قبل عام نقاش في "شبكة الجعليين" حول نسب الخواويض و القراري. و هو امتداد لبوست افترعته بعنوان "في وداع أبي صاحب السجادة الخواضية" ففي ذلك البوست كما يورد أحد المتناقشين " ومنها مداخلة لأحد أبناء الخواويض، في موضوع كتبه الشاعر أسامة الخواض، وقد ورد في نص المداخلة (المتداخل يكتب عن نسبه):
    نزار ابراهيم الشيخ الخواض بن الشيخ عبدالرحمن بن الشيخ محمدعشرة بن الخليفة ابراهيم الخواض بن الشيخ الفكي احمد بن الخليفة ابراهيم الخواض(الصغير)، بن الشيخ عبدالسلام ابو إيدا صاقته، بن الشيخ القراي سمساعه*(امه مدينه بنت الشيخ عمر بن البلال، اخت الشيخ حامد اب عصاة لأبيه) بن الخليفة الخواض(الكبير) بن الاستاذ العالم العامل التقي الورع الزاهد الشيخ محمد المشهور بالقراي العجمي، الشاذلي طريقة، المالكي مذهبا، الاشعري عقيدة، المتوفى فى اواخر القرن العاشر الهجري و المدفون بقوز الفقرا(الفقهاء)بالقرب من الجبلاب ، شمال طيبة الخواض(مركز الخلافة)غرب مدينة شندي – بن البركة الشيخ اسماعيل المتوفى فى بغداد، بن الشيخ سليمان بن الشيخ عيسى بن الشيخ عمر بن ابراهيم بن موسى بن سليمان بن محمد بن الخضر بن داود بن سالم بن ابي بكر بن عمر بن سالم بن ابراهيم بن شعيب بن علي بن محمد بن العباس بن عبد الله الدمشقي بن احمد بن محمود بن الحسن المدني بن جعفر بن عثمان بن عمر بن محمد المذهب بن عبد الله العرجي بن عمرو بن ذي النورين عثمان بن عفان بن ابي العاص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي العربي .....آدم.
    ولا أدري من هو "أبو أيداً صاقتة؟

    و دار نقاش بين من يرون بأن أصل الخواويض من الحبشة، ومنهم من يرى غير ذلك، ومنهم من يتخذ موقعا وسطيا حين يقول" جد القراري قدم من دار الحلنقا ..ودي مأكدة .. لكن جده قدم من اليمن .. ثم تزوج جد القراراي من أخت الشيخ حامد ابو عصا ..يعني القراراي كلهم أخوالهم الجعليين العمراب ..ثم تزاوجت الذرية مع الجعليين و الآن القراري أكثر جعلية من الجعليين أنفسهم.
    بينما ترى باحثة هي الدكتورة " بدرية يونس عبد الرحمن " أن أصل الخواويض من الجبرت" ،حين كتبت عن مملكة إيفات جبرت كبري ممالك الطراز الإسلامي في شرق إفريقيا- مؤتمر الإسلام في إفريقيا : ذكرى مرور 14 قرن هجري.- الخرطوم: مركز البحوث والدراسات الإفريقية - جامعة إفريقيا, 2006.- 22ص،" وصل المهاجرون الجبرت الهاربون بدينهم من سلطان الحبشة . متتبعين للنيل الأزرق ونهر تكازي (سيتيت أو عطبرة) في جنوب شرق وشرق السودان وشماله . واختلطوا بالقبائل العربية السودانية . وانتسبوا إليها . أو تبدلت أسماؤهم بألقاب أطلقها عليهم أهل المناطق التي نزلوا فيها . مثل (الخواويض) الذين ينتسبون إلي الجعليين ، وتحالفت مجموعات منهم مع قبائل البني عامر الممتدة بين ارتريا والسودان .
    ثم تقول عن الخواويض:
    "أما في شمال السودان فكما ذكرنا سابقا في مناطق الجعليين في ود الحبشي ، وديم القراي (تعني المقرئ وهو جبرتي ) ومنطقة وقبائل الخواويض ، الذين سموا بهذا الاسم لخوضهم نهر العطبرة وصولا إلي أهل المنطقة ".و نرى أن الباحثة أخطأت في إرجاع اسم "الخواويض" إلى أنهم خاضوا نهر العطبرة، ووقع الخطأ حين أهملت التاريخ الموازي الشفاهي و هو مما يندرج في فانتازيا الهوية.فالخوض لم يكن مجازيا،بل كان حقيقيا من خلال خوض نهر النيل بواسطة الفروة من الغرب إلى الشرق من الفكي إبراهيم الذي سمي بخوّاض البحر بالفروة، ومن حينها فكل من يسمى "الخواض" فاسمه أيضا إبراهيم ،وقد كنا نحن الذين ولدنا في كبوشية نسمى بأولاد الخواض ،و الذين تمت ولادتهم في المستشفيات سموا بالاسم الرسمي لأبي وهو إبراهيم أحمد الخواض.
    ثم تضرب الباحثة مثالا لأحد مشاهير الجبرت حين تقول:
    مجذوب الخليفة : (من الخواويض)
    من كبار قادة الحركة الإسلامية بالسودان ، عمل واليا للخرطوم ثم وزيرا للزراعة في عهد الرئيس عمر البشير .

    ويوضح أحد الخواويض من أين أتوا حين قال:
    استوقفنى كثيرا الحديث عن نسب الخووايض وانا بن هذه الاسره وتوجب على ان اوضح ما التبس من حقائق نسبة لكونى امتلك كثير من المعلومات تركها الوالد عليه رحمة الله فى كتاب من ما يقارب خمسمائة ورقه عن نسب القرارى وارتباطهم بالجعليين وان شاء الله سوف يجدوا الكلام الوافى فى هذاء الامر.ينتسب القرارى لجد أموى ينتسب لسيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه من جهة الاب وللسيده فاطمه بنت الحسين بن على بن ابى طالب من جهة الام وهذا الكلام موثق وعندا فيه تحقيق سوف ينشر قريبا عند طبع الكتاب , هاجر الاجداد بعد سقوط الدوله الامويه نسبة لمطاردة العباسين لهم لنفوذهم السياسى المؤثر فى الدوله الامويه نحو الشرق دخلوا السودان عن طريق الحبشه واستقر جزا من الامويين فى منطقه هرر بالحبشه وأسسوا فيها مراكز اشعاع قرانى معروفه.
    وفى شرق السودان تزوج جدنا من الحلنقه ( والحلنقه من هوازن وهم اهل ام الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت هوازن تقول للنبى الكريم نحن مرضعوك وحاملوك اى نحن احق الناس ببرك وفضلك ).ومن ثم هاجر جدنا القراى الكبير الى منطقة الجعليين واسس فيها مركز اشعاع قرانى قبل خمسمائة عام فى خلوه مشهوره بمنطقة طيبة الخواض وكانت وظيفة الاباء الاساسيه هى تعليم القرآن وصاهر ابائنا جميع فروع الجعليين من العمراب والسعداب والعالياب وغيرهم فهم جميعا اخوالنا فنحن منهم وهم منا ان شاء الله .
    نكتب هذا الكلام ليس دعوة لعصبيه ولا جاهليه ولاكن رغبة منا وجهدا فى الحفاظ على خصاصئنا ولتعرف اجيالنا اقدارها وعلاقاتها بالاخرين وصولا لمقاصد صلة الارحام المرجوه .
    نلاحظ أن الخواويض في دفاعهم عن نسبهم لا ينطلقون من مبدأ المفاخرة و المباهاة و إنما من منطلق ديني يدور حول أهمية "صلة الرحم"،كما نلاحظ أيضا الجهد المبذول أي "خمسمائة صفحة لاثبات ‘عروبة" الخواويض والقراري. ويبدو أن شكوكا كانت تحوم حول "عروبة" الخواويض،خاصة عندما تردد أن الانقاذ في بداياتها،قالت لأهل الشرق الذين اشتكوا من عدم اشراكهم في السلطة،بأنها أعطتهم دكتور مجذوب الخليفة و دكتور تاج السر مصطفى-و هما من الخواويض. و في هذا قول واضح أن أصل الخواويض يرجع إلى "الحلنقة". فكان أن قام مجذوب الخليفة بزيارة دار الوثائق السودانية للبحث عن أدلة تبعد شبهة الحلنقة.
    وهنا شهادة أحد الخواويض الذي أصر على كتابة اسمه مطولا هكذا عمر الخواض أحمد محمد سمساعة،حتى يُلْحق "سمساعة" بالخواض، وفيها يتحدث عن ذهاب مجذوب الخليفة إلى دار الوثائق بحثا عن إثبات لنسب الخواويض":
    "إن تاريخ الأجداد من القرارى او الخواويض او السماسعة لا يجحده إلا من كان في نفس شئ خاص فتلك من أمراض النفوس التي لا تعالج فعندما ذهب ابنهم مجذوب الخليفة الى دار الوثائق السودانية وجد وثيقة النسب المتسلسل حتى عثمان بن عفان (رض) وهى مكتوبة بمداد الدواية (العمار) الذى كانوا يعلمون به كثير ممن تطاولوا الآن وكثير ممن صاروا ارقاماً يراها من كان اعمى فى تاريخ السودان وانا املك منها نسخة فى حين انه لم يجد لكثير من الفروع اى توثيق فى تلك الدار وأقول إن لكل فرع أجداد وكلهم يعتزون بأجدادهم لم اقصد دفاعاً عنهم ولكن يجب ان نوضح ما يخفى على بعض الناس".

    و سبق أن كتبت عن علاقتي بشجرة العائلة ، و يبدو أن إثبات النسب كان مرتبطا بظاهرة الرق التي كانت منتشرة ،و ساهم الخواويض في تبنيها،وقد استفدت من ذلك في نص سردي قديم اشتركت به في مسابقة نظمتها مجلة الشباب والرياضة، و كان بعنوان"التاريخ الجنسي للسيد "س". و قد كان الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب من ضمن هيئة التحكيم، حسب رواية الصحافي نجيب نور الدين. و دافع عن نصي السردي دفاعا مجيدا، و من ضمن ذلك أنه أمّن على ما اشترت إليه من علاقة الرق بالجنس، لأنه عاش في عائلة توجد بها "رقيق". وأصر أن يحرز نصي الجائزة الأولى، و حين أصر بقية أعضاء اللجنة على أن ينال الجائزة الثانية، أقترح المجذوب إما أن يحرز النص الجائزة الأولى أو يستبعد،و كان أن استبعد.
    و قد كتبت عن كيف أتيح لي أن أصل إلى شجرة العائلة:
    كنت ألاحظ أن المتنفذين في العائلة من الرجال والنساء,
    يذهبون الى ذلك المكان السري,
    من وقت لاخر.
    ويبدو من طريقة تلفتاتهم الحذرة,
    ونظراتهم ,
    أنهم ذاهبون الى مكان يثير فضول ذلك الطفل الوحيد الذي كنته في طفولتي الباكرة.
    وانتظرت زمنا طويلا حتي تهيات لي فرصة الدخول الى ذلك المكان المحاط بسرية وتكتم غريبين.
    وكان ان دخلت تلك الغرفة المهجورة,
    والتي نسج العنكبوت خيوطا كثيرة في بابه المخلع,
    وكانت مظلمة,
    ويبدو انهم اختاروا هذا المكان لاخفاء وديعتهم الغالية,
    لانه لا يثير الريبة.
    و لم انجح في دخول تلك الغرفة المهجورة,
    الا بعد محاولات متكررة,
    اذ أنني كنت اطلق ساقي للريح,
    كلما سمعت "كركبة" قريبة.
    وكان ان وجدت :
    شجرة العائلة

    و الخواويض من أوائل الذين لحقوا بركب التحديث،فانخرطوا في مؤسسات التعليم الحديث، ولذلك قال أحد الكتاب الإسفيريين " ويعتبرون محظوظين لانهم تعلموا قبل الاخرين و امتلكوا الاراضي الشاسعة و السواقي و الجناين .. ومسكوا النظارات".
    ثم يورد كاتب اسفيري أمثلة على ما قدمته العائلة:
    "عمر احمد عبد الرحيم الخواض الذى شغل منصب قاضى قضاة السودان قبل السبعينات واللواءالخواض محمد احمد الذى شغل منصب القائدالعام لقوات الشعب المسلحة والذى له الفضل الكبير فى معركة جبال( كرن)التى لولاهم لكانت منطقة القلابات وكسلا وجزء من القضارف خارج خارطة السودان". و يقول كاتب آخر" هذه العائلة الكريمة خرجت أول قائد سوداني للجيش بعد عهد الانجليز، وخرجت عدداً من النجباء والأذكياء، ممن حازوا على أعلى الدرجات العلمية.
    ومنهم عدد من قادة العمل السياسي بالبلاد".

    و قد كان جدي أحمد الخواض،عاملا في قسم "المناورة" في السكة حديد في عطبرة،و سمي أحمد أفندي "أب شبال" كناية عن الطربوش. و كان أول من استقدم "طقم الشاي" إلى كبوشية، و هرع سكان المنطقة من كل حدب وصوب ليروا هذه الظاهرة العجيبة. وقد استفدت من ذلك في نصي السردي "المفارق الفكهة-موت مدرس متجوِّل"،إذ يرد في نهاية النص تعريف "للحمار" :
    الحمار:
    هو حمار الملابس.وسمي بذلك لظهره المستوي الذي يحمل أثقالا كثيرة من الملابس.وقيل للسكسكة الصادرة عنه،وهي تبدو متقطعة الصوت كما النهيق.وقد دخل الحمار قرية "سعيد الطيب" بعد طقم الشاي،وقبل "التانج"، والآيسكريم.لكنه لم يحظ بالاستقبال الذي حظى به "طقم الشاي"،الذي أحضره لاول مرة،جد "سعيد الطيب" أحمد أفندي أب شبال الذي كان يعمل بالسكة الحديد في عطبرة. آنذاك توافدت الجماعات من شرق النيل وغربه من القرى المجاورة لترى الأكواب المزخرفة ذات الأحجام المختلفة ،ويتوسطها براد كبير،يشبه ديكا "فيوميا"،وكلها جاثمة على صينية برّاقة البياض.بدا المشهد كله للعامة جذابا ومثيرا،وشبيها بدجاج يمرح في حقل أبيض ،فأسموا الطقم "حقل الدجاج الأبيض".

    و كما قلت في بوست سابق،فإن عدم وجود "كتاب" هو الذي جعل العائلة الخوّاضية لا تقوم بتأسيس كيان منفصل لها،و تكتفي بتبني الطريقة الختمية في الغالب الأعم، مع وجود جماعة اخترت ان تنتمي للانصار. و الطريقة الختمية تملك كتبا مثل "تاج التفاسير" و "المولد النبي"، وتنظيما منضبطا كتنظيم "الشباب" الذي كان يقوم بقيادته رجل أعرج، و من سماحة القوم أنهم لم يمنعوا واحدا من "ذوي الاحتياجات الخاصة" كما نقول بلغة اليوم،من أن يقود "الشباب" وهم يقومون بعروضهم البديعة.و بلغ حب الخواويض حدا عجيبا ،حين وهبوا أخصب أراضيهم لآل الميرغني، و كادوا أن يهبوا خالتي "نور" لكي تعمل خادمة في "تكية" الميرغني في الخرطوم،لولا تدخل "طلائع التحديث"، المتمثلة في من نالوا تعليما حديثا في المدارس. و كان "الديوان" المهجور في بيت جدي "الشيخ الخصر" يعج بصور معلقة على الحوائط لبعض من رحلوا من "السادة الميرغنية". و حين قمت بفك الخط، وتلقيت قليلا من التعليم، كنت أتساءل،موجها الحديث لأمي و أبي-لماذا يكتبون تحت صورهم "الذي احتجب يوم ...." ولا يكتبون "الذي مات أو توفي".ولم أحد إجابة شافية، إلى أن قرأت أصحابنا الصوفية، الذين يقولون بحياة أخرى للولي.
                  

07-16-2011, 03:08 PM

MOHAMMED ELSHEIKH
<aMOHAMMED ELSHEIKH
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 11829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    لماذا لم ار هذا البوست سوى اليوم؟؟؟؟
    تحياتي صديقنا أسامة
                  

07-17-2011, 07:42 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: MOHAMMED ELSHEIKH)

    حضور
    وخالص التحايا للأسرة الكريمة
    ولكل اهلنا الغبش الطيبين
    مودتي
                  

07-19-2011, 00:02 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: محمد سنى دفع الله)

    عزيزيّ محمد الشيخ و محمد السني دفع الله "ابو السهروردي؟

    لكما خالص التحية.
    سأعود لمواصلة البوست.
                  

07-19-2011, 07:35 AM

عبدالرحيم أبراهيم العبيد
<aعبدالرحيم أبراهيم العبيد
تاريخ التسجيل: 09-26-2009
مجموع المشاركات: 1047

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    حمدا لله علي السلامه
                  

07-19-2011, 12:07 PM

ياسر السر
<aياسر السر
تاريخ التسجيل: 08-06-2010
مجموع المشاركات: 3204

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: عبدالرحيم أبراهيم العبيد)

    حمد الله ألف على السلامه .. أخي اسامه أتمنى لك إقامة طيبة بين الاهل والأحباب في ربوع الوطن العزيز ..

    تحياتي : ياسر العيلفون

    (عدل بواسطة ياسر السر on 07-19-2011, 12:09 PM)

                  

07-20-2011, 01:50 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: ياسر السر)

    شكرا ياسر العيلفون

    عدتُ من الوطن في ديسمبر الماضي و شهدت الجنوبيين يحملون امتعتهم الخفيفة مغادرين إلى وطنهم،
    و حين أرجع مرة أخرى سأرى إضافة إلى "الشعب الفَضَل" "الوطن الفَضَل".

    خالص التقدير
                  

07-20-2011, 05:23 AM

محمد ميرغني شاطر
<aمحمد ميرغني شاطر
تاريخ التسجيل: 06-28-2011
مجموع المشاركات: 289

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)


    ايها المشاء عمت مساء ..
    سلامات .. تحدثت مع سلوى عن زيارتكم المفاجئة ولم تستطيع !! او لم تريد !! التحدث عن تفاصيل الرحلة ..
    لاني كنت اريد ان اسمع المسكوت عنة .. ورئية العائد للوطن بعين الفنان الثاقبة ..
    لذا قررت ان اهاتفك ونتسامر عن ذلك .. ولكني امر بزمن عصيب هذه الفترة لم استجمع قواي الي الان ..
    لاتنسى في سردك ان تصور احساسك بالحنين ( زلك المرض المزمن الفتاك ) الذي لازمك حتى وانت بين اهلك وعشيرتك ..
    لاني مررت بهذا المشهد من قبل اعرف ذلك الاحساس ( الزمكنة ) كما يحلو لصديقي صلاح الزين ان يسميها ..
    تخريمة .. اود كتابة رحلتي من السودان الي امركا مرورا ببعض الدول الافريقية والعربية .. ( لاتختلف كثيرا عن تنقلاتك الكثيرة لكنها مثيرة ) ..


    عم خيرا وسلوى ..
                  

07-21-2011, 00:19 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: محمد ميرغني شاطر)

    الاستاذ\عبد الرحيم إبراهيم العبيد
    سلامات
    تجدني في غاية الاسف لانني لم أرد على "حمدلتك" للسلامة لي.
    شكرا على كلماتك و أكرر شديد أسفي.

    عزيزي محمد ميرغني
    سلامات
    قلت:
    Quote: لاتنسى في سردك ان تصور احساسك بالحنين ( زلك المرض المزمن الفتاك ) الذي لازمك حتى وانت بين اهلك وعشيرتك ..

    رحلتي كانت على الأقل ذات ثلاثة أبعاد:
    البعد الأول عائلي.
    البعد الثاني مرتبط بمعاينة المكان.
    البعد الثالث ثقافي مرتبط بحنيني إلى المدينة التي صنعت مني كاتبا مع رفقة آسرة و حميمة مع كتّاب و فنّانين و مثقفين آخرين\ات.
    مع خالص التحايا و نتمنى ان نقرأ قريبا ما ستكتبه عن تلك الرحلة.
                  

10-05-2011, 10:24 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    1986 -- 2010
                  

10-06-2011, 08:27 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Osman Musa)

    الصديق عثمان موسى
    وينك يا زول يا طيِّب و رائع؟

    هو ربع قرن مضى بين الحداثة الاوروبية في زيها الإشتراكي،و الجحور الريفية العربية الكئيبة و المتاهة الامريكية في سمتها ما بعد الحداثي.

    ما ذا تركنا على عتباتها سوى كليمات قد لا يُقمْنَ صلب الفجيعة؟

    كن بخير.

    المشّاء
                  

10-07-2011, 03:38 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    عزيزنا الشاعر الكبير أسامة
    ليك التحيات المربعات يا أستاذ .
    ..
    رأيت الخرطوم بعد قرن .
    ( 1986 )
    أذكر يا أسامة مساء داك اليوم من أيام ديك السنة .
    في الركن الأول من بناية كلية الصيدلة . وأذكر حديث الصديق العزيز
    الطالب في ديك الأيام . د / محمد الرشيد شداد عن فرح الناس بعد أنتهاء
    النظام المايوي واستعادة الحياة الديمقراطية .
    ..
    قصتنا قصة يا أسامة بين العسكر والجحور الكئيبة والمتاهة الامريكية .
    جد ماذا تركنا ؟؟؟؟؟؟
                  

11-01-2011, 03:13 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Osman Musa)

    **
                  

11-01-2011, 06:25 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Sabri Elshareef)

    عزيزيَّ عثمان موسى و صبري الشريف
    خالص التحايا
    عذرا على تأخير الرد.

    لم أفقد بعد حماسي لإكمال انطباعاتي،لكن مخططي الأولي انهار جملة و تفصيلا بعد ازدياد أعداد القارئات و القرّاء،و هي ظاهرة ألجمت قلمي لأول مرة .و في ظل قلة النقد،أجزم اننا لا نعرف ما ذا يريد القارئ.

    بعض من "الفيدباك" من الأصدقاء نبهني لموتيفات يمكن تطويرها في كتابة منفصلة،لكن لا تساعد على تقديم صورة ترفد بشكل أفضل مواصلة الكتابة في البوست.

    و ربما ينطبق عليّ المثل المنجور لمجاراة خطاب الأسافير "صاحب بوستين كضاب"،فمنذ فترة أكتب بوستاتي بناء على تصوّر متشعِّب أرمي من خلاله إلى إيصال رسالة متعددة الأبعاد.

    أعد بأن أعود،و لكنني لا أجزم بذلك،فقط دعواتكم الصالحات حتى ألملم أطرافي بكامل عافيتها و أناقتها التي تحترم القارئة.

    كونا بخير.
                  

01-22-2012, 08:56 PM

Dr. Ahmed Amin

تاريخ التسجيل: 02-20-2007
مجموع المشاركات: 7616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    Quote: أعد بأن أعود،و لكنني لا أجزم بذلك،فقط دعواتكم الصالحات حتى ألملم أطرافي بكامل عافيتها و أناقتها التي تحترم القارئة.


    تحياتي وإحترامي لك أخي أسامة الخواض ..

    ربنا يمتعك بدوام الصحة والعافية .. وأرجو أن تواصل السرد الجميل فقد أمتعتنا كثيرا ..



    كن بخير ...
                  

01-22-2012, 09:26 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Dr. Ahmed Amin)

    تقول بت ود حامد : ( دخلتَ و مرقتَ مِتلْ الضُل ) ..
    فهكذا حالك يا أيها المشاء .
    ياخي ليه ياخ ؟؟ ..
    تلاتة بالله لو لاقيتك كنت لأريتك خرطوماً خرطوما ..
    و لا تصلح للإنطباعات خرطوميَ التي كنتُ سأريك . لا و ما تركَتكَ تعود للبلاد الفرنجة صورما علق في شبكية إنسان عينك ..
    ثمة خراطيم كثر هنا يا صاحب .. أعلاها برقشاً " كذابا " هو ما رأيته ..
    - و البرقش قد ينحو نحواً من سؤ التماع شفرات النصال , أو فيكون كريم الحجر -
    ثم لتترى الخراطيم حتى لتسد أفق الرهاب رهاب ..
    و ما يزال خزينها من العجاب مستفاً مدفوساً متندلاً ..
    ليه ياخي إنسربت بلا حتى تلويحة ؟؟

    ح أقرا ما رأيته ..
    و ما عافي ليك .

    (عدل بواسطة Emad Abdulla on 01-23-2012, 06:12 AM)

                  

01-22-2012, 10:12 PM

HAMZA SULIMAN
<aHAMZA SULIMAN
تاريخ التسجيل: 04-20-2002
مجموع المشاركات: 3278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Emad Abdulla)

    الف حمدا على سلامة عودتك
                  

01-22-2012, 11:37 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: HAMZA SULIMAN)

    Quote: السفر للشاعر مصطفى منصور
    سؤال !! ؟؟

    إلى أينَ تمضينَ بِنا أيّتها القِطاراتْ ؟
    وأينَ مَحطّاتنا القادِماتْ
    وهَلاّ يكونُ لنا بعدَ الطّوافِ ، بِها مُسْتَقَرْ ؟

    تُسلِّمُنا الأرصِفةُ البارداتُ لأرصِفةٍ بارداتْ
    وُجوهاً تهيمُ على غيرِ هَدْيٍ
    تُقادُ إلى حَتفها المُنتظرْ

    تركلنا القاطِراتُ للحافِلاتْ
    الحافِلاتُ للبواخرْ
    البَواخرُ للطّائِراتْ
    الطّائِراتُ للقاطِراتْ

    وليسَ ثمّةَ كَفٌ تلوّحُ للذاهِبينْ
    ولا ثغرُ طِفلٍ سيفرحُ بالقادِمينْ

    ليسَ إلاّ الخُطى المُتعبهْ
    تجرجرُ أذيالَ خيبتها لأقدارِها ذاهبهْ

    فإلى أينَ تمضينَ بِنا أيّتها القطاراتْ
    تعبنا ، وقد جَفّ منّا الفؤادُ برغمِ المطرْ
    كَبُرنا ، وما عادَ في العُمرِ مُتسعٌ للخيالِ ورسمِ الصّورْ
    كَبُرنا ، وخَطّ المشيبُ توا قيعهُ فوقَ هاماتنا وانتصَرْ

    فإلى أينَ تمضينَ بِنا أيّتها القطاراتْ
    فَهيّا خُذينا إلى حيثُ يوماً نُخاصمُ هذا السّـفرْ ؟
    خُذينا إلى واحةٍ نستريحُ ، وأيضا نُريحْ
    إلى واحةٍ من سُباتْ

    إلى
    أينَ
    تمضينَ
    بِنا
    أيّتها
    القطاراتْ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟



    تحياتى ياخواض...
                  

01-24-2012, 00:46 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: د.محمد بابكر)

    أعزائي :
    دكتور أحمد أمين
    عماد عبد الله
    حمزة سليمان
    دكتور محمد بابكر

    سلام فورأول

    أشكرك دكتور أحمد أمين على كلماتك المشجعة.

    أما يا عماد عبد الله،فخرطومنا التي رأيتها هي خراطيم متعددة،
    و التعدد سمة من حياتنا و تاريخنا و سحناتنا،
    و إن غضّ الساسة في كثير من الأحيان عنه النظر ل"أجندة خفية" مرتبطة بمشاريعهم الأيدلوجية لكسر عنق الحقيقة الباهرة.
    لست بخيلا بتلويحات الوداع،لكنّ ساعات اللقاء قصار.
    كان يمكن أن تلتقي ،لكن ظرف سفري كان ضيقا،و لولا ذلك كان يمكن أن أنجز على الأقل فعاليتين في مركز الخاتم عدلان و دار الفنانين التشكيليين السودانيين،

    عزيزي حمزة سليمان
    شكرا،
    و ما ذا حدث ل"أبي ذر الغفاري"؟
    هل من إمكانية للاستماع إليها؟

    عزيزي دكتور محمد بابكر
    شكرا على النص الجميل الموحي.

    يبدو أن ثمة ما يغري،و لهذا سأعود الأسبوع القادم لمواصلة السرد،
    فقط دعوني أعود لأوراقي الذابلات و ذاكرتي.

    كونوا بخير.
                  

01-28-2012, 05:47 PM

Dr. Ahmed Amin

تاريخ التسجيل: 02-20-2007
مجموع المشاركات: 7616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    Quote: يبدو أن ثمة ما يغري،و لهذا سأعود الأسبوع القادم لمواصلة السرد،
    فقط دعوني أعود لأوراقي الذابلات و ذاكرتي.



    حرص على المواصـــلة والمتابعـــة ...
                  

01-31-2012, 09:36 PM

Dr. Ahmed Amin

تاريخ التسجيل: 02-20-2007
مجموع المشاركات: 7616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Dr. Ahmed Amin)

    Quote: أنهم لا يأبهون بالموت ولا يخشونه، مثل حال الأستاذ الراحل المقيم و الصديق عمر علي تروس الذي –حسب رواية أمي-أعجبه أحد عناقريبها ،فقامت بإهدائه له، فحمله ثم أعاد تجليده تجليدا محكما ،و كان يقول "دا عنقريب الموت"،و فعلا كان حمل أن عليه حين توفى.و عدم الخوف من الموت ينطلق من الفكر الجمهوري التوحيدي الذي يرى أن الفرق بين الموت و الحياة هو فارق درجة لا فارق مقدار. وأمي مشهورة بأنها تتكلم مع الموتى ،بعد رحيلهم، و كان من العادي أن يأتي أقرباء الموتى ليسألوها إذا ما كان أن كلمتهم ،و كيف حالهم في البرزخ، وإذا ما تركوا معها أية وصايا و خاصة في ما يتعلق بالديون. و روت لي بعد أن عدنا من رحلة الحج إلى السادة المراغنة في "كسلا"، أنها عندما زارت أحدهم ،وجدته جالسا فوق قبره، و تحيط به "ناموسية"، وكلمها ،و هذا ما يسميه أهلنا الصوفية بالرؤية يقظة


    أكمل أيها الرائع ...
                  

02-01-2012, 08:07 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Dr. Ahmed Amin)

    مثل الراوي في "موسم الهجرة إلى الشمال"،كان برنامج يومي الأول.
    يقول الرواي"و كانت امي لي بالمرصاد،تذكِّرني بمن مات،لأذهب و أعزي،و تذكِّرني بمن تزوج،لأذهب و أهنئ.جبت البلد طولا و عرضا معزّيا و مهنِّئا".
    لكن أمي اكتفتْ بتعداد الزيجات،و من الأموات اختارت أقربهم إلى قلبها،و قد كانت جد عملية و براغماتية،فلا يمكنني أن أتقمص راوي "موسم الهجرة" الذي غاب سبع سنوات عن قرية خاملة الذكر على منحنى نهر النيل،و أنا عدت يا سادتي بعد ربع قرن،انصرمت خلالها ثلاثة أجيال،و تغيرت "حيكومات"،و انهار "المعسكر الاشتراكي".

    كان سائقي و دليلي أخي الأصغر نزار،الذي سميته على "نزار قباني"،و ابتهج الأهل بالإسم لأنه جد الرسول.امتطينا "مركوبنا" كما يسمي القذافي "وسائل المواصلات"،و انطلقت بنا سيارة الصادق الهاشمي البيضاء .

    كانت الشوارع ضيقة،و كثيرة الازدحام،و أعداد السيارات و الحافلات و البصات و الركشات أو الكاروهات ،أكثر بأضعاف مضاعفة من قدرة الشوارع الطاعنة في الذبول.مسار الحركة جد بطيئ،و السائقون يتنافسون في "سرقة الشارع" في جنون هستيري.و من النادر أن ترى إشارات المرور إلا في "الأحياء الراقية".و لذلك انتشر رجال المرور بأشرطتهم البرتقالية و سيقانهم النحيلة،يشيرون بأياديهم ،في مدينة محرومة من "صواني الحركة".لذلك يكتفي أولئك الشرطيون بكومة "درّاب" يتحلّقون حولها،و لهم فيها مآرب أخرى،أهمها قذف السائقين العصاة بفتات "الدرّاب"،و يتبعون ذلك بشتائم من النوع أبو كديس على شاكلة "يا ابن ال...."،و لكن لا حياة لمن تشتم.

    المدينة و قد اكتمل ترييفها،تئنُّ من كثرة الخلق و الأسمنت.
    عشرات المباني قيد الإكمال،و فوضى بصرية تنشر أجنحتها على فضاء المدن الثلاث.المدن تشكو قلة الخضرة و الماء و تعج بالوجوه العابسة التي تحاول بابتسامات مختلقة طرد الزهايمر المبكر.
    أسماء المحال التجارية تعرّي هوية الأثرياء الجدد.و الأسماء توزعت على حقلين دلاليين:إسلامي و أعجمي.وجه كوزمبوليتي بقناع ديني.

    شلنا الفاتحة،و تقهوجنا كثيرا،و اجترعنا بعضا من العصير الحديث،و تحدثنا عن العرب،و الغرب،و الغربة،و افترقنا و سؤال يطاردني من أفواه المتلقين للعزاء:
    "متى ستعود مرة أخرى"؟

    لا أحد سألني و لو مجاملا،إنْ كنت أنوي الاستقرار.
                  

02-01-2012, 12:55 PM

الفاتح شلبي
<aالفاتح شلبي
تاريخ التسجيل: 02-27-2009
مجموع المشاركات: 2141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    الشاعر والأديب الرائع أسامه الخواض

    تحياتي لك لضيوفك الكرام فى هذا البوست الأصيل

    لا شك انك تبدع فى السرد لغةً ومضموناً هذا بالإضافة الى أنك تغازل نفس الإنطباعات التى لدى غالبية رواد هذا المنبر

    خليتني أشك عن الجهة المتورطة !!! هل نحن بهجرتنا للوطن أم الوطن بعدم مواكبة أبجديات الحياة الكريمة ؟

    واصل ونحن لك من المتابعين

    (عدل بواسطة الفاتح شلبي on 02-01-2012, 12:57 PM)

                  

02-01-2012, 10:42 PM

Dr. Ahmed Amin

تاريخ التسجيل: 02-20-2007
مجموع المشاركات: 7616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: الفاتح شلبي)

    الوجع واحد يا استاذنا ..
    Quote: متى ستعود مرة أخرى"؟

    لا أحد سألني و لو مجاملا،إنْ كنت أنوي الاستقرار


    بل أنت محسود منهم لأنك خارج حدود الوطن .. الملايين يحلمون بهجرتنا وإغترابنا

    فقد ضاقت أرض السودان بهم .. ونحن نئن من وطأة الغربة ونتمنى العودة ..

    هي مفارقات عجيبة ..

    وكما قال الفاتح شلبي
    Quote: لا شك انك تبدع فى السرد لغةً ومضموناً هذا بالإضافة الى أنك تغازل نفس الإنطباعات التى لدى غالبية رواد هذا المنبر

    فنحن في محرابك جالسون ..


    كن بخير ..
                  

02-02-2012, 01:17 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: الفاتح شلبي)

    الحبيب أسامه ودالخواض
    الف حمدا لله على سلامة العودة
    لعلك وجدت الأهل طيبين
    وكيف الناس فى السودان القابضة على الجمر
    حدثنا عن المبدعين الصامدين في السودان بعد غيبة دامت لربع قرن

    متابعين معاك ماتخلي حاجة عليك الله



                  

02-02-2012, 12:16 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: يحي ابن عوف)

    سلام فورأول

    اسمحوا لي أن أبدا بتحية الدكتور أحمد أمين.
    فقد ساعدني على "تعتيل" البوست ب"عفريتاته" المتواصلة،
    كما حمّسني،و شذّب قليلا نزعة نفسي الأمّارة بالتجويد.
    و لم أحد أحسن من الرد على "جمايله"،
    سوى المزيد من السرد.

    عزيزي الفاتح شلبي
    شكرا على ثنائك الذي قطعا لا أستحقه،
    و سؤالك عن "الجهة المتورِّطة" سؤال مركزي،
    و حقيقة ليس لي جواب مقنع.

    عزيزي يحي بن عوف
    حسب مخططي النظري،
    للمبدعين في هذا المقام سردية خاصة و أليفة،
    و على رؤوس أصابعي،
    سأحاول الدخول إلى أغوارهم المدهشة.

    أرقدوا عافية
                  

02-02-2012, 09:32 PM

Dr. Ahmed Amin

تاريخ التسجيل: 02-20-2007
مجموع المشاركات: 7616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    Quote: اسمحوا لي أن أبدا بتحية الدكتور أحمد أمين.
    فقد ساعدني على "تعتيل" البوست ب"عفريتاته" المتواصلة،
    كما حمّسني،و شذّب قليلا نزعة نفسي الأمّارة بالتجويد.
    و لم أحد أحسن من الرد على "جمايله"،
    سوى المزيد من السرد.


    ولك التحايا مثلها .. لقد شدنا الحكي وأكيد رؤية الأشياء بزاوية الكاتب تختلف كثيرا

    نعيش معك التفاصيل بشوق كبير ..

    إنت عارف يا أسامة بوستيك ده بقى (لو تتذكر) ذي المسلسلات المصرية في تلفزيون السودان في السبعينات

    المسلسل حلقاته اسبوعية .. كنا ننتظر التكملة الإسبوع القادم.. نكون على نار حتى الحلقة القادمة

    بذات ذلك الشوق تجدنا ننتظر تكملة الحكاية ...

    تذكر دوما ان المعجبون ينتظرون ..فما تطول علينا..


    كن بالف خير
                  

02-03-2012, 07:44 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Dr. Ahmed Amin)

    *شفق الخسران:

    لم تشفع لي جولاتي الليلية وسط حُفر الأحياء التي ما تزال بلا شوارع تقود ابنا ضالا عاد مثلي كما الطير لوكناته،فلامني البعض سرا و علانية لأنني لم أتفقد البيوت واحدا واحدا.

    لم يشفع كوني نصف "عضير" أتوكأ نواياي الحسنة و أتفيأ ظلال ابتسامة جاهدت ربع قرن كي أجعلها وشما دائما على مرآة وجهي و حديقة روحي، لم يشفع لي كل ذلك لسهوي عن منازل كنت أسير إليها كأعمى أضاع مكان غواياته المتوارية.

    و لم تسلم عنقي من التفاف حبل اللوم،و أطواق الملامة،"ما عليَّ" بحتُ لقلبي و كبدي،فقرون استشعاري كانت تجاهد كي تلتقط تفاصيل الدور الصامتة،الكابية على جدرانها نصف عتمة.

    و انسربتُ،صاعدا ببطء و تمحْرك درج شقة عائلتي،إلى فضاء البيتوتيّة.
                  

02-05-2012, 09:08 PM

Dr. Ahmed Amin

تاريخ التسجيل: 02-20-2007
مجموع المشاركات: 7616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    متابعة لصيقة .. وترغب ..
                  

02-08-2012, 05:15 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Dr. Ahmed Amin)

    عزيزي دكتور أحمد أمين
    شكرا على مواصلة العفريتات.

    كنت أطمح إلى أكثر من ذلك ،لو كان ذلك متاحا،أي تلقي توضيحات بالأمثلة عن إعجاب القرّاء بما يكتب هنا،
    هل لأنه مرتبط بالسودان،و الغربة؟
    هل هنالك ما يجعل من أسلوب الكاتب شيئا جالبا للمتعة و الإبهار؟و هل ممكن إعطاء أمثلة ؟

    هذا يساعدني في معرفة مصادر القوة الاسلوبية في ما أحاول بسطه هنا،من كتابة في غالبها تلقائية،دون تخطيط محكم،كما أفعل في معظم كتاباتي.

    كتبت قبل هذا البوست نصوصا سردية،لم تجد عشر رواج هذا البوست،
    يبقى البحث عن السر.

    فهل من مساعد؟

    أرقدوا عافية

    المشّاء
                  

02-08-2012, 07:15 AM

أميمة أحمد العبيد

تاريخ التسجيل: 06-27-2011
مجموع المشاركات: 68

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    استاذنا الغالي : اسامة الخواض
    دمت لنا ولسردك الرائع
    وكان الايام ما لاقتنا بيك
    البركة في التكنولجيا بتفرحنا بيك
    Quote:
    كنت أطمح إلى أكثر من ذلك ،لو كان ذلك متاحا،أي تلقي توضيحات بالأمثلة عن إعجاب القرّاء بما يكتب هنا،
    هل لأنه مرتبط بالسودان،و الغربة؟
    هل هنالك ما يجعل من أسلوب الكاتب شيئا جالبا للمتعة و الإبهار؟و هل ممكن إعطاء أمثلة ؟




    بالمناسبة نحنا قا اااااعدين في السودان...يعني القصة ما قصة غربة

    ومتابعين بشوق .....
                  

02-08-2012, 06:49 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: أميمة أحمد العبيد)

    عزيزتي أميمة
    سلامات

    قلت سيدتي:
    Quote: استاذنا الغالي : اسامة الخواض
    دمت لنا ولسردك الرائع
    وكان الايام ما لاقتنا بيك
    البركة في التكنولجيا بتفرحنا بيك


    بالمناسبة نحنا قا اااااعدين في السودان...يعني القصة ما قصة غربة
    ومتابعين بشوق .....

    كلام جيد.
    إذن الموضوع ليس موضوع غربة و خلافه من المسائل التي قد تدخل في باب "المعْجبة" و "الغرائبية" ،و الاكزوتيكا عموما.

    و إنْ كان الأمر بالنسبة لي ما زال ملغزا،
    لكنني سأواصل محفوفا بهذا الطلسم.

    شكرا لكنّ\م

    أرقدوا عافية
    المشّاء
                  

02-13-2012, 01:15 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    النص كاملا حتى آخر حلقة

    حزمت أمري على أن أسمي هذا البوست"رأيت الخرطوم" متناصا مع شاعر فلسطيني عظيم هو مريد البرغوثي الذي كتب بمناسبة عودته إلى فلسطين بعد غياب دام ثلاثين عاما واحدا من أعظم الكتب العربية التي تتحدث عن الغربة،ألا وهو كتابه"رأيت رام الله".
    وقد حدثني عنه كثيرا قبل سنوات خلت الصديق المبدع يحي فضل الله من خلال محادثاتنا التليفونية الطويلة الشائقة،و أبت شهامته الابداعية إلا أن تبرني به بعد ان ارسله لي بالبريد من منفاه في كندا.

    و كانت بالفعل-بادرته الخيرة تلك-هدية عظيمة،أهدتني نفحا اسطوريا من خلال اسلوب البرغوثي السلس الجميل.
    و تربطني بمريد البرغوثي وشائج كثيرة:

    فهو قد غاب 30 عاما عن رام الله،و أنا غبت 24 عاما عن الخرطوم.و هو قد سافر لاكمال دراسته في جامعة القاهرة عبر عمان،و أنا غادرت الخرطوم مساء 21\9\1986 إلى صوفيا لدراسة الاقتصاد،حسب المنحة ،وغيرتها بعد ذلك لدراسة علم الاجتماع في جامعة صوفيا.و نشترك في كتابة الشعر، مما يعمق الغربة حسب ما كتب حين قال::
    لكنني أعرف أن الغريب لا يعود أبدا إلى حالاته الأولى" ثم يواصل"حتى لو عاد،يصاب المرء بالغربة كما يصاب بالربو،ولا علاج للاثنين،والشاعر أسوأ حالا لأن الشعر بحد ذاته غربة".
    *****
    في الثامن من نوفمبر ،عام 2010 ، انطلقنا أنا و زوجتي سلوى صيام من مدينة مونتري في الثامنة صباحا ،ووصلنا بعد ساعتين إلى مطار مدينة سان فرانسسكو.
    كنت مصابا بتمزق في قدمي اليسرى ولذلك كنت انتعل نعلا طبيةخاصة،مع عرج خفيف ما زال يلازمني بشكل طفيف حتى بعد أن شفيت من آلام التمزق،لأنني تعودت على مدى شهر،أن أسير كالأعرج.

    كنت مرتبكا جدا في انتظار إقلاع طائرة اللوفتهانزا التي ستقلنا إلى مطار فرانكفورت. وللاطمئنان على ان ارتباكي حالة طبيعية، سألت سلوى إذا ما كانت هي أيضا تحس بالارتباك مثلي.فأجابت بالإيجاب،و أضافت "أنا الذي زرت السودان العام الماضي أشعر بالارتباك ،فما بالك أنت ؟
    كانت الأوصال ترتجف،و القلب ينبض،و هو ما هو حسب تعبير الأستاذ محمود محمد طه باعتباره حاسة سابعة للإنسان، ناعيا على الطب الحديث أن يعتبره فقط مضخة للدم. يقول في مقدمته لرسالة الصلاة:
    "وقد أخطأ علم الطب الحديث - علم وظائف الأعضاء- حين ظنه مجرد مضخة للدم.. والأمر كما هو عليه في الدين


    وصلت إلى مكان صعود الطائرة محمولا على كرسي متحرك.و صعدنا إلى الطائرة الألمانية.هبطنا مطار فرانكفورت بعد طيران دام 11 ساعة. وانتظرنا خمس ساعات حتى وصول الطائرة المتجهة إلى الخرطوم. آنذاك ازدادت ضربات القلب واعترى النفس شعور يترواح بين السعادة و الحيرة و الانقباض مجهول المصدر.

    هبطنا مطار الخرطوم في الساعة الحادية عشرة والنصف مساء.لم يكن المطار مجهزا بحيث ندخل إليه من الطائرة،فركبنا الباص . دخلنا صالة المطار التي بدت قزمة مقارنة بمطاري سان فرانسيسكو و فرانكفورت. هنالك إعلانات كبيرة لشركات اتصالات ولا يوجد حمام للرجال.كانت إجراءات الدخول سهلة،ولم يقم ضابط الجوازات بإلقاء التمنيات بقضاء وقت جميل في السودان كما عهدنا في المطارات الغربية.و يبدو أن الموظفين لم يدربوا على فن الاتيكيت و"الكستمر سيرفيس".ثم حمل أحد العمال حقائبنا إلى خارج المطار،وسرنا خلفه حتى وطأت أقدامنا "الدرّاب" المتناثر خارج صالة الوصول.
    للدرّاب سيرة أخرى،إذ قبل أن تطأه قدماك،تشاهد عشرات المستقبلين خارج الصالة التي لم تصمم أصلا لكي يعانقوا فيها أحباءهم.حتى في المطارات يصرون على "تهميش " المواطنين.و لم أنتبه لمرافقتي إلا عندما سمعت صوت بكاء على راحل.بعد ذلك رفعت الفاتحة و تناثرت روحي على بقايا الحجارة و الطوب،لكن الألم الصادر عن قدمي نتيجة السير فوق "الدرّاب"، كان يعيدني من حين لآخر إلى سيرة البحر أي الدرّاب.لم أشاهد أحدا من أسرتي في انتظاري،فانقبض قلبي قليلا،"ربما أنهم ضائعون وسط زحام المستقبلين.ما سكّن هواجسي كان عبارة عن نصيحة قديمة بأن أجد لصاحبي سبعين عذرا.صعدنا إلى "أمجاد"،و انطلقت بنا السيارة.كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة مساء بقليل.إنها إذن "الخرطوم بالليل".اختلط صوت "عقد الجلاد" وهو يصدح"يا جمال النيل و الخرطوم بالليل"،مع أول لافته صادقتني "جهاز الأمن العام-مكتب خدمات المواطنين".منذ متى كانت أجهزة الأمن في خدمة المواطنين،و الخرطوم التي كنا نعرفها كانت مأوى لبيوت الأشباح و الأفغان العرب ؟و أفراد "عقد الجلاد" كانوا بجبرون في "بيوت الأشباح" على الغناء وسط تهديدات الذين لا يعرف من أين أتوا.إذن فخلال غيبتي أصبح جهاز الأمن مهذبا.و حلم "تهذيب أجهزة الأمن" راود الشاعر محمود درويش حين عاد إلى فلسطينه من المنفى الباريسي،بعد عشرات السنين ليجدها مثلي في "حالة حصار".كتب من مخبئه عن حلم جديد بتأنيث أجهزة الأمن:
    ومختلفون علي واجبات النساء
    (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).

    لم أستطع تبين أسماء الشوارع،لأن مصابيحها كانت مطفأة،ولم أتعرف عليها إلا من صوت أحد المرافقين" هذا شارع كذا،و بعده شارع فلان و يوازيه شارع علان"،إلى أن أتى إلى ذكر شارع الجامعة.كان منبعا للمبادرات السياسية والفكرية والإبداعية والعاطفية أيضا.و الآن تكسوه مسحة من القتامة و الوحشة.شارع الجامعة،إذن.حلّقت روحي إلى الشارع المؤدي إلى مكتبة الجامعة.حينها كنت أدرس للجلوس لامتحانات سنة "البرليم"،فإذا بنفسي تترك كراسات الفيزياء و الكيمياء و علمي الحيوان و النبات،لتفتش عن كتب الأدب.و انقلبت حياتي رأسا على عقب حين عثرت في رفوف منزوية ومكسوة بالغبار على أعداد من مجلة "مواقف" التي أصدرها أدونيس.فكانت تلك أولى عتباتي و أنا أرتقي درج "الحداثة".
    شهدت في "شارع الجامعة" مولد أول نص قصصي لي وهو "أرجاس ود المجذوب"،و تكوين جماعة "الصحوة الأدبية"،وتأسيس إتحاد الكتاب السودانيين،و مولد عشق.كانت تشبه "صوفيا لورين"، و تتكلم كأنها تمارس الجنس،و أهدتني "انقلابات عاطفية" التي سميت باسمها ديواني الأول.الخرطوم بالليل، كان ثوبا جميلا ترتديه النساء اللواتي كن يملكن "القدرة على تثبيت البرق في الطرقات".أكتب عنك وأعرف أنني كايزابيلا الليندي ،"أكتب كتمرين متواصل عن الاشتياق".

    بعد محادثات هاتفية ظهر أهلي:أختى "عوضية" التي حدّثت اسمها ل"هبة"،و أخي نزار الأصغر،الذي اسميته على نزار قباني،بينما ظن أهلي أنني أسميته على جد العرب،و الشفيف زروج شقيقتي الصادق الهاشمي. أخيرا أشتم رائحة العائلة. و انطلقنا بعد العناق الطويل إلى حي "النزهة" الذي تركته باسم "العشش"،و التي تم ترحيلها إلى مكان آخر أسماه العنصريون "الوالي دقس" لأن سكان العشش قد حظوا ببيوت واسعة،و أرض مخططة،أو كما قالت أحاديث المدينة السرية.
    لم أتمكن من ملاقاة الوالدة آسيا لأن الزمان كان الساعة الأولى من فجر الأربعاء.و في العاشرة صباحا، كان اللقاء المليئ بالكلمات و الدموع, و فترات صمت حينما يعجز الكلام و الدمع.لا تزال كما هي رغم مصاعبها في المشي: ذاكرة لاقطة حافظة خاصة لأشعارها، إنسانية متدفقة تجاه الغريب و الفقير و المسكين، وبر -لا حد له- بصلة الرحم، التي تصر على مواصلتها متكئة على عصا السماحة و العطف و العرفان، و لاتجف الثمالة في كأس محبتها. نتذكر الماضي،و أسالها عن عرسها الذي كان حديث "كبوشية" لعقود. ولأن أخ العريس-أي أبي-كان الموسيقار "حسن خواض"، فقد أحيت حفلات العرس فرقة موسيقية كاملة، و عدة فنانين تذكر منهم أمي عثمان حسين و عثمان الشفيع. و تذكر لي كيف أن أبي كان حريصا على جمع مقالاتي و أشعاري، كما كان حريصا على ما تبقى من مكتبتي وجمع منها عدة حقائب ،أكلتها الأرضة في
    في بيوتنا في "كبوشية"، التي هجرها أهلي، مما أدى إلى تهدمها ، و سكنها بعض من "العرب"،و هو الوصف الذي يطلقه السكان الأصليون على البدو و العرب الرحل.
    *******
    اكتشفت أنها متابعة لما أكتبه عنها، فهي كانت تكرر مقاطع من رسالة كتبتها لها في الثامن من مارس عام 2004، و تحفظ منها بعض المقاطع.كنت قد كتبت:
    انه الثامن من مارس يا أمي "آسيا الشيخ الخضر،"
    اعرف انك لم تحتفلي به أبدا في حياتك،
    وربما لم تسمعي به
    أنا غير متأكد من ذلك
    فعندما كنت طفلا وصبيا لم اسمع به أبدا في "كبوشية"
    إلى أن ذهبت إلى الخرطوم
    وبعد سنوات تعرفت على ذلك اليوم من صديقاتي "اليساريات"
    ولم اعرف أهميته إلا بعد أن ذهبت إلى صوفيا
    هنالك فقط عرفت كيف إن هذا اليوم "مهم جدا"،

    كما عرفت أيضا أننا يمكن أن نحتفل بعيد "الحب"
    ونحن قوم تعودنا ألا نبوح بمشاعرنا وعواطفنا،
    فكيف يمكن أن نحتفل بها؟؟
    انه الثامن من مارس يا أمي "أسيا الشيخ الخضر،"
    هل أرسل إليك باقة زهور؟؟
    لن أرسلها إليك لسببين:
    الأول انك ربما ستقولين "ولدي جننوهو الامريكان ورسل لي قشّ"!!!ّ
    أجي يا يمة!!!
    آخر الزمن وليدي قايلني غنماية!!!
    رغم أنني اعرف أن "القيامة ليست الآن", وانك لست غنماية،
    إلا أن السبب الثاني مرتبط بعلاقتي المتدهورة بالزهور
    فبالرغم من الرأي السائد ان الشعراء من أكثر الناس ارتباطا بالزهور،
    فان علاقتي بالزهور اضطربت وساءت بعد أن أقنعني صديق في" صوفيا" أن نذهب لحفلة ميلاد "صاحبة صاحبو البلغارية"
    ورغم إنني لم أكن مدعوا إلا إنني تشبّثت بروح القطيع التي تربيت عليها كقروي جعلي صغير
    كنت اعرف أن الأرقام الفردية والزوجية تلعب دورا مهما في كيفية اختيارك لباقة الزهور
    ذهبت إلى بائع زهور وأفهمته ما أريد وما استشكل علي من أرقام
    بدهاء التاجر اخبرني عن الإمكانيات المتعددة حول عدد الزهرات
    فاخترت ما يتواءم وجيبي الضعيف
    وحينما حملت تلك الباقة المتواضعة من الزهور داهمني إحساس بأنني شخص أخر
    ولم أكن اعرف كيفية التعامل مع الباقة:
    هل احملها باليمين ام الشمال؟
    كيف سأناولها للمحتفى بها؟
    هل سأضعها على الطاولة ثم أصافحها؟
    أم أصافحها ثم أضعها على الطاولة؟؟
    أم أضعها في اباطي والنجم, وابتسم لها؟؟؟
    أم؟ أم؟ ام؟ أم؟
    إنّه الثامن من مارس يا أمي "أسيا الشيخ الخضر"،
    ولذلك سأرسل إليك بطاقة اعتذار لك عن ذكوريتنا القامعة
    وأرجو أن يرسل الآخرون ،خاصة الذكور، والأخريات بطاقات اعتذار
    لأمهاتهم وأخواتهم, وخالاتهم، وعماتهم وكل النساء اللواتي قمعن
    إنّه الثامن من مارس يا أمي
    وهذا البوست يا أمي- "أسيا الشيخ الخضر"-
    مخصص للاعتذار إليك
    ولكل نساء العالم عن أخطاء آبائنا وأجدادنا الذكور
    وسأعود يا أمي
    ابنك أبدا
    أسامة،
    ولكن ليس بن لادن
    ابنك المشاء:
    "أسامة الخوّاض"،ابن"آسيا الشيخ الخضر"
    *******
    و تحكي لي أمي أن أبي كان أيضا حريصا على جمع أشعارها في فايلات،ضاعت في الرحيل من بيت إلى بيت. وقد فاجأتني أمي بأبيات طازجة عن حضوري فجأة-كما سبق أن قلت أنني أخفيت سفري بقدر الإمكان:
    حمدت الله أسامة علي عاد
    و عاد بالصدفة من غير ميعاد
    أنا أسامة لي طال شوقي
    منتظراهو إن مرضت يقيف فوقي
    يخت راسي و يجر "واسوقي"
    كناية عن الحضور وقت الوفاة و الدفن.
    أنهم لا يأبهون بالموت ولا يخشونه، مثل حال الأستاذ الراحل المقيم و الصديق عمر علي تروس الذي –حسب رواية أمي-أعجبه أحد عناقريبها ،فقامت بإهدائه له، فحمله ثم أعاد تجليده تجليدا محكما ،و كان يقول "دا عنقريب الموت"،و فعلا كان حمل أن عليه حين توفى.و عدم الخوف من الموت ينطلق من الفكر الجمهوري التوحيدي الذي يرى أن الفرق بين الموت و الحياة هو فارق درجة لا فارق مقدار. وأمي مشهورة بأنها تتكلم مع الموتى ،بعد رحيلهم، و كان من العادي أن يأتي أقرباء الموتى ليسألوها إذا ما كان أن كلمتهم ،و كيف حالهم في البرزخ، وإذا ما تركوا معها أية وصايا و خاصة في ما يتعلق بالديون.و روت لي بعد أن عدنا من رحلة الحج إلى السادة المراغنة في "كسلا"،انها عندما زارت أحدهم،
    وجدته جالسا فوق قبره، و تحيط به "ناموسية"، وكلمها ،و هذا ما يسميه أهلنا الصوفية بالرؤية يقظة.

    و تقول مؤرخة لغيبتي عن السودان:
    يا ناس "العجمي " و "القرّاي"
    وينكم بي نظركم جاي
    وين يا رجال "القوز"
    أسامة البأدب محروس
    يتم ولي شهادتو يحوز
    وين يا التسعة و تسعين
    يا الفي القوز هناك راقدين
    ليه تخلوا أسامة عشرة سنين
    في هذا النص نجد الشخصيات المحورية في تاريخ الأسرة الخواضية أو ما يسمون بالخواويض و القراري و أضاف آخر "السماسعة "من سمساعة" أي سم الساعة وهو كناية عن شفائه الفوري للمرضى في مقامه العيسوي. و يطلق عليهم النسّابة عثمان حمدنا الله "هل هو والد الشهيد فاروق عثمان حمدنا الله؟ "الخواضين"و "القرّاوين" حين تحدث عن "عجمي التاكا" قائلا: جد عموم القراويين و الخواضين بالسودان المتوفى في أواخر القرن العاشر الهجري و المدفون بقوز الفقراء رضي الله عنه.هو محمد المشهور بالقراي العجمي التاكي بن البركة الشيخ إسماعيل المتوفى ببغداد بن الشيخ سليمان الحلنقي نسبة لأمه من قبيلة الحلانقة المنسوبة إلى (هوازن). .. ثم واصل النسب إلى الشيخ شعيب الهرري الذي هاجر – أي هرر ببلاد الحبشة.
    و يتصل الشيخ سليمان الحلانقي في الشيخ شعيب في 13 من الأجداد ثم وصل هذا بالشيخ عبد الله الدمشقي في 4 من الأجداد.و قد يصل النسب من الدمشقي إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه"."

    و التسعة وتسعون المذكورون في نص أمي الشعري،هم أولياء الله المدفونون في قوز "الفقراء" المسمى أيضا القوز الأبرص في "الجبلاب".و "العجمي و القرّاي" اسمان لجد العائلة الذي أتى من جبال التاكا. و في الأساطير المؤسسة للعائلة الخواضية أن القرّاي لقب بذلك لأنه كثير الترتيل للقرآن، وفي رواية أخرى لأنه كان معلما للقرآن،و لا أدري كيف يتفق ذلك مع عجمة لسانه؟؟ و العجمي،كما أرى،تومئ إلى انه لم يكن فصيحا في نطق العربية الدارجية، لأنه يسمى في مقام آخر بعجمي "التاكا" أو "رطّان التاكا"،و يبدو أنه من "الحلنقة" الذين هاجروا إلى "كبوشية". و سمعنا في الطفولة كرامات كثيرة عنه. ومن ذلك أنه كان يملك أراض زراعية شاسعة و لم يوجد في ذلك الوقت عمال زراعيون،أو مزارعون يتولون زراعة الأرض عن المالك لقاء أجر بالتراضي كالعشر أو الثمن و خلافه. فكان أن "السلوكة" كانت تقوم بنفسها دون تدخل عامل بشري بحفر الأرض و كانت "قرعة" البذور معلقة في الهواء،و تتولى مهمة إلقاء البذور في الحُفر التي تحفرها "السلَّوكة". و من ذلك –أيضا- أن بعض الناس شكّوا في ولايته و كراماته،فكان أن تحداهم بدفن شيئ ما في غيابه و أنه سيخبرهم به.فكان أن أحتشد قوم كثير لمشاهدة امتحان ولاية القرّاي "عجمي التاكا". و قام الذين تحدوه بدفن أربع بقرات ذات لون أسود. و بعد ذلك حضر "القرّاي"، و حين سألوه عن الشيئ المدفون،قال بصوت واضح النبرة تسيل منه ثقة مطلقة"أربعة خيول،غر و "محجلات"،فضحك الذين تحدّوه، و قالوا "كضبا كاضب"، و حين نبشوا لحفرة،فإذا بهم أمام "أربعة خيول،غر و "محجلات".
    و حين تم افتتاح القباب التي بناها بعض الخيرين و تضم الرموز الدينية للأسرة الخواضية حضر الشاعر الفذ الراحل (الجبلابى )شاعر الانصار محجوب سليمان (سمورة) ، ألقى قصيدة عدّد فيها الأولياء المدفونين تحت القباب:
    سلام الله عليكم أيها الأحباب
    سلاماً يرضى للآباء والأصحاب
    الليلة القبائل نالن الإعجاب
    بتقويم القبب ياما انلتو ثواب
    مما ختو ساسن وقام بناهن طالع
    اصبحت المقابر ليها نوراَ شالع
    تشوفن من بعيد كالبدر حين قام طالع
    وان قطعة فى الليل تلقى نورن والع
    قبباً تحتها رجال كان تقيم الليل
    وقبباً تحتها رجال كان فعالا جميل
    قببا تحتها عرفوا بالتكميل
    وعبدوا المولى حتى جاوزوا الاكليل
    وكت المولى راد بعد الدرس تقويم
    قومتو القبب فى احسن التنظيم
    تحتهن الولى القراى ابى ابراهيم
    عجمى التاكا عند المولى قدرو عظيم
    وبعدو القائم الليل بى خضوع وخشاعة
    وجار السبحة دوماً ما بيغفل ساعة
    يلحق فى الدرك زى البرق بى سراعة
    القراى الصغير جدكم سمساعة
    عن ذكر الله ديل لااتكاسلو ولازهجو
    وتحت القبة ديك ابنو المعسل لهجو
    قوموا يارجال هيا بى ثناهو ابتهجو
    هو عبدالسلام ابنو اللقام فوق نهجو
    غير ذكر الله لاعندو بيع لاشروة
    ومهرول كل عام بين الصفاء والمروة
    عبادة ربه يوت يراها زى الثروة
    الفكى ابراهيم خواض البحر بالفروة
    قبيل السابقين ضربوا المثل بى صراح
    وما دخلت قبور البركة قولاً صاح
    خليفتن الفكى ابراهيم تقى وناصاح
    وحين تنظر وجهه تعرفو عندو صلاح
    رجلا كفو مبروك مو جديد شئ قديم
    وتلاى لى كتاب الله القديم وعظيم
    متواضع دوام للضيف بشوش وكريم
    وكل الناس تقول صح فى الفكى ابراهيم
    يا اولاد القرارى افلحتوا فى فكرتكم
    وبى تقويم القبب كل البلاد شكرتكم
    نهضتوا ليهن جميع خفيتوا لى حركتكم
    قومتوا القبب المن بركتن بركتكم
    محجوب اقتتطف من شعرو حاجة قليلة
    ولو كنت بكتب او بقراء كنت بجيد تفصيلا
    نيابةًعنى والجيران قبيلة قبيلة
    نشكر للقرارى الاخطو خطوة جميلة
    هناك فى القوز الابرص التحتو الرجال راقدين
    يعلمن الله فوق للتسعة والتسعين
    بى جاهن نفوز انشالله فى الدارين
    وقولوا معاى جميع يامسلمين امين
    نلاحظ أن الشاعر وضح أن القراي ليس هو ابراهيم خواض البحر بالفروة،نافيا زعم الذين يرون أن عجمي التاكا هو نفسه أبراهيم الخواض.
    و يقال أن الشاعر ود ضحوية قد "نده " القرّاي قائلا:
    زمن الدهاريب والسماء الهراج ... حقب قريبنى فوقى وعتمر اللجاج
    ياجد القرارى للبحر فجاج...... سريع النهمه ما يهبرن شروكو القاج
    و يعتقد أن هذه "النديهة" كانت السب في نجاة ود ضحوية من المفتش الانجليزي.

    و قد أثير قبل عام نقاش في "شبكة الجعليين" حول نسب الخواويض و القراري. و هو امتداد لبوست افترعته بعنوان "في وداع أبي صاحب السجادة الخواضية" ففي ذلك البوست كما يورد أحد المتناقشين " ومنها مداخلة لأحد أبناء الخواويض، في موضوع كتبه الشاعر أسامة الخواض، وقد ورد في نص المداخلة: (المتداخل يكتب عن نسبه)
    نزار ابراهيم الشيخ الخواض بن الشيخ عبدالرحمن بن الشيخ محمدعشرة بن الخليفة ابراهيم الخواض بن الشيخ الفكي احمد بن الخليفة ابراهيم الخواض(الصغير)، بن الشيخ عبدالسلام ابو إيدا صاقته، بن الشيخ القراي سمساعه*(امه مدينه بنت الشيخ عمر بن البلال، اخت الشيخ حامد اب عصاة لأبيه) بن الخليفة الخواض(الكبير) بن الاستاذ العالم العامل التقي الورع الزاهد الشيخ محمد المشهور بالقراي العجمي، الشاذلي طريقة، المالكي مذهبا، الاشعري عقيدة، المتوفى فى اواخر القرن العاشر الهجري و المدفون بقوز الفقرا(الفقهاء)بالقرب من الجبلاب ، شمال طيبة الخواض(مركز الخلافة)غرب مدينة شندي – بن البركة الشيخ اسماعيل المتوفى فى بغداد، بن الشيخ سليمان بن الشيخ عيسى بن الشيخ عمر بن ابراهيم بن موسى بن سليمان بن محمد بن الخضر بن داود بن سالم بن ابي بكر بن عمر بن سالم بن ابراهيم بن شعيب بن علي بن محمد بن العباس بن عبد الله الدمشقي بن احمد بن محمود بن الحسن المدني بن جعفر بن عثمان بن عمر بن محمد المذهب بن عبد الله العرجي بن عمرو بن ذي النورين عثمان بن عفان بن ابي العاص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي العربي .....آدم.
    ولا أدري من هو "أبو أيداً صاقتة؟

    و دار نقاش بين من يرون بأن أصل الخواويض من الحبشة، ومنهم من يرى غير ذلك، ومنهم من يتخذ موقعا وسطيا حين يقول" جد القراري قدم من دار الحلنقا ..ودي مأكدة .. لكن جده قدم من اليمن .. ثم تزوج جد القراراي من أخت الشيخ حامد ابو عصا ..يعني القراراي كلهم أخوالهم الجعليين العمراب ..ثم تزاوجت الذرية مع الجعليين و الآن القراري أكثر جعلية من الجعليين أنفسهم.
    بينما ترى باحثة هي الدكتورة " بدرية يونس عبد الرحمن " أن أصل الخواويض من الجبرت" ،حين كتبت عن مملكة إيفات جبرت كبرى ممالك الطراز الإسلامي في شرق إفريقيا- مؤتمر الإسلام في إفريقيا : ذكرى مرور 14 قرن هجري.- الخرطوم: مركز البحوث والدراسات الإفريقية - جامعة إفريقيا, 2006.- 22ص،" وصل المهاجرون الجبرت الهاربون بدينهم من سلطان الحبشة . متتبعين للنيل الأزرق ونهر تكازي (سيتيت أو عطبرة) في جنوب شرق وشرق السودان وشماله . واختلطوا بالقبائل العربية السودانية . وانتسبوا إليها . أو تبدلت أسماؤهم بألقاب أطلقها عليهم أهل المناطق التي نزلوا فيها . مثل (الخواويض) الذين ينتسبون إلي الجعليين ، وتحالفت مجموعات منهم مع قبائل البني عامر الممتدة بين ارتريا والسودان.
    ثم تقول عن الخواويض:
    "أما في شمال السودان فكما ذكرنا سابقا في مناطق الجعليين في ود الحبشي ، وديم القراي (تعني المقرئ وهو جبرتي ) ومنطقة وقبائل الخواويض ، الذين سموا بهذا الاسم لخوضهم نهر العطبرة وصولا إلي أهل المنطقة ".و نرى أن الباحثة أخطأت في إرجاع اسم "الخواويض" إلى أنهم خاضوا نهر العطبرة، ووقع الخطأ حين أهملت التاريخ الموازي الشفاهي و هو مما يندرج في فانتازيا الهوية.فالخوض لم يكن مجازيا،بل كان حقيقيا من خلال خوض نهر النيل بواسطة الفروة من الغرب إلى الشرق من الفكي إبراهيم الذي سمي بخوّاض البحر بالفروة، ومن حينها فكل من يسمى "الخواض" فاسمه أيضا إبراهيم ،وقد كنا نحن الذين ولدنا في كبوشية نسمى بأولاد الخواض ،و الذين تمت ولادتهم في المستشفيات سموا بالاسم الرسمي لأبي وهو إبراهيم أحمد الخواض.
    ثم تضرب الباحثة مثالا لأحد مشاهير الجبرت حين تقول:
    مجذوب الخليفة : (من الخواويض):
    من كبار قادة الحركة الإسلامية بالسودان ، عمل واليا للخرطوم ثم وزيرا للزراعة في عهد الرئيس عمر البشير.
    ويوضح أحد الخواويض من أين أتوا حين قال:
    استوقفنى كثيرا الحديث عن نسب الخووايض وانا بن هذه الاسره وتوجب على ان اوضح ما التبس من حقائق نسبة لكونى امتلك كثير من المعلومات تركها الوالد عليه رحمة الله فى كتاب من ما يقارب خمسمائة ورقه عن نسب القرارى وارتباطهم بالجعليين وان شاء الله سوف يجدوا الكلام الوافى فى هذاء الامر.ينتسب القرارى لجد أموى ينتسب لسيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه من جهة الاب وللسيده فاطمه بنت الحسين بن على بن ابى طالب من جهة الام وهذا الكلام موثق وعندا فيه تحقيق سوف ينشر قريبا عند طبع الكتاب , هاجر الاجداد بعد سقوط الدوله الامويه نسبة لمطاردة العباسين لهم لنفوذهم السياسى المؤثر فى الدوله الامويه نحو الشرق دخلوا السودان عن طريق الحبشه واستقر جزا من الامويين فى منطقه هرر بالحبشه وأسسوا فيها مراكز اشعاع قرانى معروفة.
    وفى شرق السودان تزوج جدنا من الحلنقه ( والحلنقه من هوازن وهم اهل ام الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت هوازن تقول للنبى الكريم نحن مرضعوك وحاملوك اى نحن احق الناس ببرك وفضلك ).ومن ثم هاجر جدنا القراى الكبير الى منطقة الجعليين واسس فيها مركز اشعاع قرانى قبل خمسمائة عام فى خلوه مشهوره بمنطقة طيبة الخواض وكانت وظيفة الاباء الاساسيه هى تعليم القرآن وصاهر ابائنا جميع فروع الجعليين من العمراب والسعداب والعالياب وغيرهم فهم جميعا اخوالنا فنحن منهم وهم منا ان شاء الله.
    نكتب هذا الكلام ليس دعوة لعصبيه ولا جاهليه ولاكن رغبة منا وجهدا فى الحفاظ على خصاصئنا ولتعرف اجيالنا اقدارها وعلاقاتها بالاخرين وصولا لمقاصد صلة الارحام المرجوة.
    نلاحظ أن الخواويض في دفاعهم عن نسبهم لا ينطلقون من مبدأ المفاخرة و المباهاة و إنما من منطلق ديني يدور حول أهمية "صلة الرحم"،كما نلاحظ أيضا الجهد المبذول أي "خمسمائة صفحة لاثبات ‘عروبة" الخواويض والقراري. ويبدو أن شكوكا كانت تحوم حول "عروبة" الخواويض،خاصة عندما تردد أن الانقاذ في بداياتها،قالت لأهل الشرق الذين اشتكوا من عدم اشراكهم في السلطة،بأنها أعطتهم دكتور مجذوب الخليفة و دكتور تاج السر مصطفى-و هما من الخواويض. و في هذا قول واضح أن أصل الخواويض يرجع إلى "الحلنقة". فكان أن قام مجذوب الخليفة بزيارة دار الوثائق السودانية للبحث عن أدلة تبعد شبهة الحلنقة.
    وهنا شهادة أحد الخواويض الذي أصر على كتابة اسمه مطولا هكذا عمر الخواض أحمد محمد سمساعة،حتى يُلْحق "سمساعة" بالخواض، وفيها يتحدث عن ذهاب مجذوب الخليفة إلى دار الوثائق بحثا عن إثبات لنسب الخواويض:
    ""إن تاريخ الأجداد من القرارى او الخواويض او السماسعة لا يجحده إلا من كان في نفس شئ خاص فتلك من أمراض النفوس التي لا تعالج فعندما ذهب ابنهم مجذوب الخليفة الى دار الوثائق السودانية وجد وثيقة النسب المتسلسل حتى عثمان بن عفان (رض) وهى مكتوبة بمداد الدواية (العمار) الذى كانوا يعلمون به كثير ممن تطاولوا الآن وكثير ممن صاروا ارقاماً يراها من كان اعمى فى تاريخ السودان وانا املك منها نسخة فى حين انه لم يجد لكثير من الفروع اى توثيق فى تلك الدار وأقول إن لكل فرع أجداد وكلهم يعتزون بأجدادهم لم اقصد دفاعاً عنهم ولكن يجب ان نوضح ما يخفى على بعض الناس".".

    و سبق أن كتبت عن علاقتي بشجرة العائلة ، و يبدو أن إثبات النسب كان مرتبطا بظاهرة الرق التي كانت منتشرة ،و ساهم الخواويض في تبنيها،وقد استفدت من ذلك في نص سردي قديم اشتركت به في مسابقة نظمتها مجلة الشباب والرياضة، و كان بعنوان"التاريخ الجنسي للسيد "س". و قد كان الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب من ضمن هيئة التحكيم، حسب رواية الصحافي نجيب نور الدين. و دافع عن نصي السردي دفاعا مجيدا، و من ضمن ذلك أنه أمّن على ما اشترت إليه من علاقة الرق بالجنس، لأنه عاش في عائلة توجد بها "رقيق". وأصر أن يحرز نصي الجائزة الأولى، و حين أصر بقية أعضاء اللجنة على أن ينال الجائزة الثانية، أقترح المجذوب إما أن يحرز النص الجائزة الأولى أو يستبعد،و كان أن استبعد.
    و قد كتبت عن كيف أتيح لي أن أصل إلى شجرة العائلة:
    كنت ألاحظ أن المتنفذين في العائلة من الرجال والنساء،
    يذهبون الى ذلك المكان السري،
    من وقت لاخر.
    ويبدو من طريقة تلفتاتهم الحذرة،
    ونظراتهم،
    أنهم ذاهبون الى مكان يثير فضول ذلك الطفل الوحيد الذي كنته في طفولتي الباكرة.
    وانتظرت زمنا طويلا حتي تهيات لي فرصة الدخول الى ذلك المكان المحاط بسرية وتكتم غريبين.
    وكان ان دخلت تلك الغرفة المهجورة،
    والتي نسج العنكبوت خيوطا كثيرة في بابه المخلَّع،
    وكانت مظلمة،
    ويبدو انهم اختاروا هذا المكان لاخفاء وديعتهم الغالية،
    لانه لا يثير الريبة،
    و لم انجح في دخول تلك الغرفة المهجورة،
    الا بعد محاولات متكررة،
    اذ أنني كنت اطلق ساقي للريح،
    كلما سمعت "كركبة" قريبة.
    وكان ان وجدت:
    شجرة العائلة.

    و الخواويض من أوائل الذين لحقوا بركب التحديث،فانخرطوا في مؤسسات التعليم الحديث، ولذلك قال أحد الكتاب الإسفيريين " ويعتبرون محظوظين لانهم تعلموا قبل الاخرين و امتلكوا الاراضي الشاسعة و السواقي و الجناين .. ومسكوا النظارات".
    ثم يورد كاتب اسفيري أمثلة على ما قدمته العائلة:
    "عمر احمد عبد الرحيم الخواض الذى شغل منصب قاضى قضاة السودان قبل السبعينات واللواءالخواض محمد احمد الذى شغل منصب القائدالعام لقوات الشعب المسلحة والذى له الفضل الكبير فى معركة جبال( كرن)التى لولاهم لكانت منطقة القلابات وكسلا وجزء من القضارف خارج خارطة السودان". و يقول كاتب آخر" هذه العائلة الكريمة خرجت أول قائد سوداني للجيش بعد عهد الانجليز، وخرجت عدداً من النجباء والأذكياء، ممن حازوا على أعلى الدرجات العلمية،
    ومنهم عدد من قادة العمل السياسي بالبلاد".
    و قد كان جدي أحمد الخواض،عاملا في قسم "المناورة" في السكة حديد في عطبرة،و سمي أحمد أفندي "أب شبال" كناية عن الطربوش. و كان أول من استقدم "طقم الشاي" إلى كبوشية، و هرع سكان المنطقة من كل حدب وصوب ليروا هذه الظاهرة العجيبة. وقد استفدت من ذلك في نصي السردي "المفارق الفكهة-موت مدرس متجوِّل"،إذ يرد في نهاية النص تعريف "للحمار":
    الحمار:
    هو حمار الملابس.وسمي بذلك لظهره المستوي الذي يحمل أثقالا كثيرة من الملابس.وقيل للسكسكة الصادرة عنه،وهي تبدو متقطعة الصوت كما النهيق.وقد دخل الحمار قرية "سعيد الطيب" بعد طقم الشاي،وقبل "التانج"، والآيسكريم.لكنه لم يحظ بالاستقبال الذي حظى به "طقم الشاي"،الذي أحضره لاول مرة،جد "سعيد الطيب" أحمد أفندي أب شبال الذي كان يعمل بالسكة الحديد في عطبرة. آنذاك توافدت الجماعات من شرق النيل وغربه من القرى المجاورة لترى الأكواب المزخرفة ذات الأحجام المختلفة ،ويتوسطها براد كبير،يشبه ديكا "فيوميا"،وكلها جاثمة على صينية برّاقة البياض.بدا المشهد كله للعامة جذابا ومثيرا،وشبيها بدجاج يمرح في حقل أبيض ،فأسموا الطقم "حقل الدجاج الأبيض".

    و كما قلت في بوست سابق،فإن عدم وجود "كتاب" هو الذي جعل العائلة الخوّاضية لا تقوم بتأسيس كيان منفصل لها،و تكتفي بتبني الطريقة الختمية في الغالب الأعم، مع وجود جماعة اخترت ان تنتمي للانصار. و الطريقة الختمية تملك كتبا مثل "تاج التفاسير" و "المولد النبي"، وتنظيما منضبطا كتنظيم "الشباب" الذي كان يقوم بقيادته رجل أعرج، و من سماحة القوم أنهم لم يمنعوا واحدا من "ذوي الاحتياجات الخاصة" كما نقول بلغة اليوم،من أن يقود "الشباب" وهم يقومون بعروضهم البديعة.و بلغ حب الخواويض حدا عجيبا ،حين وهبوا أخصب أراضيهم لآل الميرغني، و كادوا أن يهبوا خالتي "نور" لكي تعمل خادمة في "تكية" الميرغني في الخرطوم،لولا تدخل "طلائع التحديث" ، المتمثِّلة في من نالوا
    " تعليما حديثا في المدارس.
    و كان "الديوان" المهجور في بيت جدي "الشيخ الخصر" يعج بصور معلقة على الحوائط لبعض من رحلوا من الميرغنية". و حين قمت بفك الخط، وتلقيت قليلا من التعليم، كنت أتساءل،موجها الحديث لأمي و أبي-لماذا يكتبون تحت
    صورهم "الذي احتجب يوم..."،و لا يكتبون "الذي مات أو توفي".
    و لم أجد إجابة شافية،إلى أنْ قرأت أصحابنا الصوفية الذين يقولون بحياة أخرى للولي.
    ********

    مثل الراوي في "موسم الهجرة إلى الشمال"،كان برنامج يومي الأول.
    يقول الرواي"و كانت امي لي بالمرصاد،تذكِّرني بمن مات،لأذهب و أعزي،و تذكِّرني بمن تزوج،لأذهب و أهنئ.جبت البلد طولا و عرضا معزّيا و مهنِّئا".
    لكن أمي اكتفتْ بتعداد الزيجات،و من الأموات اختارت أقربهم إلى قلبها،و قد كانت جد عملية و براغماتية،فلا يمكنني أن أتقمص راوي "موسم الهجرة" الذي غاب سبع سنوات عن قرية خاملة الذكر على منحنى نهر النيل،و أنا عدت يا سادتي بعد ربع قرن،انصرمت خلالها ثلاثة أجيال،و تغيرت "حيكومات"،و انهار "المعسكر الاشتراكي."
    **
    كان سائقي و دليلي أخي الأصغر نزار،الذي سميته على "نزار قباني"،و ابتهج الأهل بالإسم لأنه جد الرسول.امتطينا "مركوبنا" كما يسمي القذافي "وسائل المواصلات"،و انطلقت بنا سيارة الصادق الهاشمي البيضاء.
    كانت الشوارع ضيقة،و كثيرة الازدحام،و أعداد السيارات و الحافلات و البصات و الركشات أو الكاروهات ،أكثر بأضعاف مضاعفة من قدرة الشوارع الطاعنة في الذبول.مسار الحركة جد بطيئ،و السائقون يتنافسون في "سرقة الشارع" في جنون هستيري.و من النادر أن ترى إشارات المرور إلا في "الأحياء الراقية".و لذلك انتشر رجال المرور بأشرطتهم البرتقالية و سيقانهم النحيلة،يشيرون بأياديهم ،في مدينة محرومة من "صواني الحركة".لذلك يكتفي أولئك الشرطيون بكومة "درّاب" يتحلّقون حولها،و لهم فيها مآرب أخرى،أهمها قذف السائقين العصاة بفتات "الدرّاب"،و يتبعون ذلك بشتائم من النوع أبو كديس على شاكلة "يا ابن ال...."،و لكن لا حياة لمن تشتم.

    المدينة و قد اكتمل ترييفها،تئنُّ من كثرة الخلق و الأسمنت.
    عشرات المباني قيد الإكمال،و فوضى بصرية تنشر أجنحتها على فضاء المدن الثلاث.المدن تشكو قلة الخضرة و الماء و تعج بالوجوه العابسة التي تحاول بابتسامات مختلقة طرد الزهايمر المبكر.
    أسماء المحال التجارية تعرّي هوية الأثرياء الجدد.و الأسماء توزعت على حقلين دلاليين:إسلامي و أعجمي.وجه كوزمبوليتي بقناع ديني.

    شلنا الفاتحة،و تقهوجنا كثيرا،و اجترعنا بعضا من العصير الحديث،و تحدثنا عن العرب،و الغرب،و الغربة،و افترقنا و سؤال يطاردني من أفواه المتلقين للعزاء:
    "متى ستعود مرة أخرى"؟
    لا أحد سألني و لو مجاملا،إنْ كنت أنوي الاستقرار.

    شفق الخسران:
    لم تشفع لي جولاتي الليلية وسط حُفر الأحياء التي ما تزال بلا شوارع تقود ابنا ضالا عاد مثلي كما الطير لوكناته،فلامني البعض سرا و علانية لأنني لم أتفقد البيوت واحدا واحدا.
    لم يشفع كوني نصف "عضير" أتوكأ على نواياي الحسنة و أتفيأ ظلال ابتسامة جاهدت ربع قرن كي أجعلها وشما دائما على مرآة وجهي و حديقة روحي، لم يشفع لي كل ذلك لسهوي عن منازل كنت أسير إليها كأعمى أضاع مكان غواياته المتوارية.

    و لم تسلم عنقي من التفاف حبل اللوم،و أطواق الملامة،"ما عليَّ" بحتُ لقلبي و كبدي،فقرون استشعاري كانت تجاهد كي تلتقط تفاصيل الدور الصامتة،الكابي على جدرانها نصف عتمة.
    و انسربتُ،صاعدا ببطء و تمحْرك درج شقة عائلتي،إلى فضاء البيتوتيّة
    .
                  

04-23-2012, 11:34 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    لمزيد من القراءة.
                  

04-24-2012, 01:13 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    شاعرنا العزيز
    بعد السلامات
    شنو رايك في ندوة كاربة تجمعك مع الناس في كبوشية بعد ربع قرن وشوية ؟
    ولو تكون شهر 10 / 2012 بعد العيد تكون تمام التمام .
    تحياتي
                  

04-24-2012, 11:18 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Osman Musa)

    الصديق الشاعر عثمان موسى
    سلامات

    يا خي دا اقتراح في "التنك" تماما.
    و ياريت لو كانت ندوة شعرية تروي ظمأي الذي عرفه يحي فضل الله،لقراءة شعر لأهلي و اصدقائي و من يحبون شعري.
    ففي ندوتي عن "القراءة الخاطئة" في دار اتحاد الكتاب السودانيين و التي قدمها الدكتور أحمد الصادق أحمد،
    و النقاش مسخن عن التأويل و القراءة و مشروعية نقدي في اساسه ليمنى العيد،
    انبرى الصديق يحي فضل الله ليعتذر أولا عن كونه سيبدو "مشاترا"،
    لو دعاني لقراءة نص شعري الأن،
    ثم قال و هو يلوِّح بنسخة من ديواني "انقلابات عاطفيه":
    لكني أعرف رغبة أسامة التي حدثني عنها مرارا، و تشوّ]قه لقراءة الشعر في السودان.

    ضحكنا،
    ثم غادرت الخرطوم في اليوم التالي،
    و ما يزال بي ظمأ روحي لقراءة الشعر في ما تبقى من وطن.

    كن بخير.
                  

04-24-2012, 03:42 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: osama elkhawad)

    والله يا ريت يا أسامة
    أهو د / أحمد الصادق ما بعيد
    وأكيد شاعرنا الكبير يحيي فضل الله بكون مشتاق لعشيرتو في سندة قباتي تسمعو .
    والله يا أسامة أنا برضو بعد سنين رأيت ديك البلاد السمحة .
    مرينا بالبص علي شندي وكبوشية وسقادي
    في السكة يا أسامة جد حضور الجمال كان وافر والريح كانت ترقص علي أشجار
    الطندب والسيال . يازول عيونك حترقرق .
                  

04-24-2012, 06:08 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رأيت الخرطوم-انطباعات عائد إلى السودان بعد حوالي ربع قرن (Re: Osman Musa)

    عزيزي عثمان
    سلامات
    قلت سيدي:
    Quote: والله يا ريت يا أسامة
    أهو د / أحمد الصادق ما بعيد
    وأكيد شاعرنا الكبير يحيي فضل الله بكون مشتاق لعشيرتو في سندة قباتي تسمعو .
    والله يا أسامة أنا برضو بعد سنين رأيت ديك البلاد السمحة .
    مرينا بالبص علي شندي وكبوشية وسقادي
    في السكة يا أسامة جد حضور الجمال كان وافر والريح كانت ترقص علي أشجار
    الطندب والسيال . يازول عيونك حترقرق .

    من أهم "إنجازات" رحلتي بعد سنين التيه،
    بعد بلّ الشوق من الأهل و الاصدقاء و تراب الوطن،
    تعرُّفي على دكتور أحمد الصادق كناقد و كصديق.
    لو واصل على نفس المنوال البديع،
    سيكون أهم ناقد سوداني و لأجيال عديدة.

    لم أستطع الذهاب إلى كبوشية،
    لأننا أصبحنا بلا بيت،
    و سكن الأغراب ذكريات الطفولة،
    و لم يعد ممكنا إلا الذهاب للبكاء على الأطلال.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de