|
شاعرٌ مُختَرَقٌ بزمنِ الحرب
|
* أنا شاعرٌ، و كوني كما أنا ليسَ ممّا يَسُرُّ النَّظَر؛ على كُلِّ ما أفعَلُ أترُكُ بصمتِي :- خَدَشُ القَطِّ الصّغيرِ الميِّتُ بيدي اليُمنَى ينتَظِرُ من يَفُكَّ شَفرَتَهْ.
أهداني الصديق الشاعر إبراهيم جعفر هذه الترجمات المتميزة لنصوص للشاعر المجري أوتو أوربان. وها أنا أهديها بدروي للمهتمات/ــين بالترجمة ، والإهداء للجميع أيضاً إحتفاءاً بالشعر العالي: ترجمات : أوتو أوربان :- شاعرٌ مُختَرَقٌ بزمنِ الحربِ :- مدخل إلى الترجمات :-
مُهداةٌ إلى : حافظ خير.
إنّ الشاعر المجريَّ أوتو أوربان، المولود في عام 1936، يعدُّ من أولئكَ الشّعراء و المبدعين المجريين الذين اكتوت أرواحهم، منذ يفاعة الطفولة، بنار الحربِ النّازيّة إذ عانوا، من جرّائها ومن عسفِ احتلالٍ ألمانيٍّ فظٍّ ووحشيٍّ لديارهم. ليسَ غريباً إذاً أن يكونَ الهاجسُ الشِّعوريُّ ( أو الوجودِيُّ ) الأساسيُّ المسكونةَ به كتابةُ هؤلاء هو الحربُ و نصبُ الحربِ. و هذا قد صيَّرَ نسيجَ الكتابةِ الأوربانيّة ( من أوربان ) إلى تجربةٍ مُختَرَقَةٍ بزمنش الحربِ المجريّة و ممسوسةٍ بمصيرها حدَّاً و باطناً. فقصائده الحُجَاجِيَّة الدّائخة المُدَوِّخة حيَّةً بالخطرِ، الإنسانِيّةِ و بروحه الجّامعةِ، بتفَرُّدٍ لا نظيرَ له، القتامة و الحيويّةَ معاً.
شهد أوتو أوربان والده و هو يُساقُ إلى السّجنِ في عام 1945. ثمّ أُرسِلَ إلى معهدٍ تعليميٍّ حيث دوت شهرته كشاعرٍ و طفلٍ – معجزة. في السبعينات تمَّ تحوُّله من صعلوك الشعر المجريِّ إلي " وَقِحِهِ " أو " لا مُتَوَافِقِهِ ". حينما ترجم مجموعة أَلن قِنِسْبَيْرْقْ الموسومة " عُوَاءْ " وُصِفَ، لفترةٍ، بأنّه " شاعر المجر الوحش ". لكنّه، أثناءَ حياتهِ الشعريّة الطَّويلة، ترجَمَ أيضاً شوسر، أودِنْ، ديلان توماس و روبيرت لَوْوَيْلْ للغة المجريّة؛ فهو شاعرٌ مُقَرٌّ له بامتلاكِ مفاتيحِ حرفتِه الشِّعريّة.
كان أوربان شاعراً مُكْثِراً جدّاً. كتبَ، بحذاقةٍ عاليةٍ، شعراً مختلفةً أساليبُهُ. و ربما كان، على خلافٍ في ذلكَ، إنجازُهُ الأهمّ متمثِّلاً في قصيدةِ النّثر و " السّوناتات " اللاّ موزونة ( و غالباً مسطورة) المكونة من 14 سطراً و التي اعترفَ أنّه مَدِيْنٌ بها لِلَوْوَيل و بَيْرِيْمَان.
لكنّ أوربان لم يُشاكلُ قطَّ أيَّ شاعرٍ آخرٍ. الآ أنَه ورغم أنه في خمسيناته و مُعانٍ من داءٍ عُضَال، لا يزالُ يكتبُ بحرِّيّةٍ مطلقة و" شيطانيّة ". و مع ذلكَ لم تُصِرْ قصائدُهُ إلاَّ أكثَرَ جدِّيَّةً و إنسانيَّةً ممّا كانته قبلاً.
فيما يلي أقدِّمُ لعشّقِ الشعر و مُبدِعيه هذه النَّماذج المنتقاة من مجموعته الشعريّة The Blood of The Walsungs و التي ترجَمْتُ عن مجموعةِ قصائد له مترجمةً إلى تحتَ ذات العنوان. تمَّ نشرُ تلكَ القصائد بالإنجليزيّة، لأوَّلِ مرّةٍ، في عام 1993، و قد صدرت عن دار بِلَوْدآكس للطباعة و النّشر. قام بانتخابها و تحريرها و تقديمها إلى قرَّاء الإنجليزيّة المترجم و الأديب جورج شِزَايَارْتَيْسْ. و شارك في ترجمتها، إلى جانبه، كُلٌّ من إِدْوِنْ مورقان، جون باتكي، جاشا كيسلر، نيكولاس كولمبان و وليام جي اسمث. أُنتُخِبَتْ القصائِدُ، التي سبقَ أن نشَرَتْهَا دار كَورْفِيْنَا المجريّة للطِّباعة و النّشر، من بينَ إحدى عشرةَ مجموعةٍ شعريّةٍ لأوربان كتبها بين عامي 1965 و 1992.
إبراهيم جعفر، لندن 1997.
|
|
|
|
|
|
|
������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������
�������
�� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������
|
� Copyright 2001-02
Sudanese
Online All rights
reserved.
|
|